أو فى نادر كلام ؛ نحو ما حكى من قول بعضهم : «خير ، عافاك الله» ، أى : على خير.
ولا تفصل بين حرف الجر والمجرور ، إلا فى نادر كلام ، نحو ما حكاه الكسائىّ (١) من قول بعضهم : «أخذنه بأرى ألف درهم».
أو فى ضرورة شعر ؛ نحو قوله [من الطويل] :
١٤٢ ـ مخلّفة لا يستطاع ارتقاؤها |
|
وليس إلى منها النّزول سبيل (٢) |
وأما «من» فإنّها تكون زائدة لاستغراق الجنس ؛ نحو قولك : «ما جاءنى من رجل» ، أو لتأكيد استغراقه ؛ نحو قولك : «ما جاءنى من أحد».
ولا تزاد إلا بشرطين.
أحدهما : أن يكون الاسم الذى تدخل عليه نكرة.
والآخر : أن يكون الكلام غير موجب ، وأعنى بذلك : النّفى والنّهى والاستفهام.
وتكون لابتداء الغاية فى غير الزمان ؛ فتقول : «سرت من البصرة إلى الكوفة» ، «وضربت من الصّغير إلى الكبير».
__________________
وخزانة الأدب ٧ / ١٧٣ ، ١٧٧ ، ١٨٤ ، ١٨٦ ، والدرر ٤ / ١٤٣ ، وسمط اللآلي ص ٢٨٩ ، وشرح التصريح ٢ / ١٥ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٣٠ ، ولسان العرب (فصل) ، (دين) ، (عنن) ، (لوه) ، (خزا) ، والمؤتلف والمختلف ص ١١٨ ، ومغني اللبيب ١ / ١٤٧ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢٨٦ ، ولكعب الغنوي في الأزهية ص ٩٧ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١ / ٢٦٣ ، ٢ / ١٢١ ، ٣٠٣ ، والإنصاف ١ / ٣٩٤ ، وأوضح المسالك ٣ / ٤٣ ، والجنى الداني ص ٢٤٦ ، وجواهر الأدب ص ٣٢٣ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٢٤ ، ٣٤٤ ، والخصائص ٢ / ٢٨٨ ، ورصف المباني ص ٢٥٤ ، ٣٦٨ ، وشرح الأشموني ٢ / ٢١٥ وشرح ابن عقيل ص ٣٦٤ ، وشرح المفصل ٨ / ٥٣ ، وهمع الهوامع ٢ / ٢٩.
(١) على بن حمزة بن عبد الله الأسدي بالولاء ، الكوفي ، أبو الحسن الكسائي : إمام في اللغة والنحو والقراءة. من تصانيفه «معاني القرآن» و «المصادر» و «الحروف» و «القراءات» و «النوادر» و «المتشابه في القرآن» و «ما يلحن فيه العوام». توفي بالري في العراق سنة ١٨٩ ه.
انظر : ابن خلكان ١ / ٣٣٠ ، تاريخ بغداد ١١ / ٤٠٣ ، الأعلام ٤ / ٢٨٣.
(٢) البيت بلا نسبة في : الخصائص ٢ / ٣٩٥ ، ٣ / ١٠٧ ، ورصف المباني ص ٢٥٥.
والشاهد فيه : قوله «وليس إلى منها النزول» حيث فصل بين الجار «إلى» والمجرور «النزول» ، وهو ضرورة.