من هدى القرآن - ج ١

السيّد محمّد تقي المدرّسي

من هدى القرآن - ج ١

المؤلف:

السيّد محمّد تقي المدرّسي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار محبّي الحسين عليه السلام
الطبعة: ١
ISBN: 964-5648-04-1
ISBN الدورة:
964-5648-03-3

الصفحات: ٧٣٦

قال : «بيّنه تبيينا ولا تهذه هذ الشعر ولا تنثره نثر الرمل ، ولكن فزّعوا قلوبكم القاسية ولا يكن هم أحدكم آخر السورة» (١).

وعن الامام الصادق عليه السلام في تفسير هذ الآية :

«وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً»

«قال قف عند وعده ووعيده وتفكر في أمثاله ومواعظه» (٢).

٢ ـ والشجاعة هي الصفة العقلية الثانية التي لا بد أن يتحلى بها من شاء العلم ، ذلك ان عدم الثقة بالنفس يتسبب في تردد الشخص في نتائج بحوثه ـ وهنا تبرز أهمية الشجاعة النفسية في قبول النتائج.

إن الحق يظهر لكثير من الناس. إلا أن قليلا منهم يراه لماذا؟ لان أكثرهم يخشى من رؤيته ، يخاف أن يتعارض مع مسبقاته الفكرية ورواسبه التقليدية ، يخاف أن يتناقض مع أفكار مجتمعة وبيئته ، لذلك لا يقترب منه ، بل يغمض عينه إذا اقترب الحق منه ، هكذا يجب أن نتحلى بشجاعة الفهم ، إذا أردنا ان نخوض حقل التدبر ، يجب ان نجعل الحق فوق كل شيء. فليكن معارضا لأفكارنا السابقة أو ليكن متناقضا مع أفكار الناس ، لا بد ان نقول اننا سوف نتبعه إذ إننا بهذه الروح الشجاعة نستطيع كشف الحقائق.

إن آراء المفسرين حول الآية يجب أن لا تعيقنا عن التدبر من جديد في معناها بالرغم من احترامنا لها ، إذ ربما يكونون جاهلين بمعناها ، أو ببعض معانيها وأوفق أنالها.

__________________

(١) الهذ : سرعة القراءة. والنثر : التباطئ فيها بحيث لا ترتبط كلماتها. الصافي ج ١ ص ٤٥

(٢) المصدر ج ١ ص ٤٧

٦١

التدبر والسياق القرآني

وللسياق دور كبير في بيان الواقع العلمي للقرآن والسبب أن القرآن ، يلاحظ ارتباط آية بأخرى ملاحظة دقيقة. ولا تتلاحق الآيات ولا الكلمات داخل آية واحدة إلا بإحدى علاقتين : علاقة علمية أو تربوية.

١ ـ العلاقة العلمية :

القرآن يعكس واقع ارتباط حقيقة بأخرى فيذكرهما مع بعض فمثلا : يقول الله سبحانه :

«فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ»

ان علاقة الاستغفار من الذنب بتوحيد الله علاقة واقعية تفرضها حقيقة الربانية من جهة والعبودية من جهة ثانية. إذ أن العقيدة بأحدية الله توجب العقيدة بعبودية الفرد. وواضح أن العبد يجب ان يخضع لله.

٦٢

وتماما مثل هذه العلاقة موجودة في قوله تعالى :

«وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ» (٢٥)

فعلاقة عبادة الله بتوحيده ، أمر واقعي من جهة أن على العبد مسئولية العبادة لله الواحد.

وكذلك علاقة آيتين ببعضهما في مثل قوله سبحانه :

«وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا* وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ* وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ* وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ» (٢٠٥)

فعلاقة الآية الأولى بالثانية ناشئة من وجود ارتباط بين صفات المنافقين. فهم من جهة ينمقون كلامهم وهم من جهة ثانية يفسدون في الأرض.

ان القرآن يتحدث إلينا عن نموذج من الناس. لذلك يذكر كل صفاتهم ولا تنمو صفة فيهم دون وجود اخرى.

ان هذه العلاقة نجدها في أواخر الآيات التي تنتهي في كثير من الأحيان بذكر صفة أو صفتين لله سبحانه. ترتبط بنوع المضمون المذكور في الآية ، فمثلا نجد في هذه الآيات الكريمة مدى ارتباط آخر الآية بمضمونها : (ارتباطا واقعيا) يقول الله سبحانه : «وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ» (٢٨ / الشورى)

فالولي الذي يحب عباده ينزل عليهم الغيث ، والحميد ينشر عليهم رحمته ، فهناك

٦٣

علاقة وثيقة بين الولاية ونزول الغيث والحمد ونشر الرحمة.

وكانت العرب ترى وجود هذه العلاقة وتستنبط منها أشياء وأشياء.

فمرة سمع اعرابي رجلا يتلو آية هكذا :

«وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالاً مِنَ اللهِ) والله غفور رحيم»

فقال له : أخطأت! قال : وكيف؟ قال : ان المغفرة والرحمة لا تناسبان قطع يد السارق! فتذكر الرجل الآية وقال :

«وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ»

فقال الأعرابي : نعم ، بعزته أخذها وبحكمته قطعها.

انه عرف كيف يجب أن تكون نهاية الآية متناسبة مع بدايتها ، من ناحية العلاقة الواقعية.

٢ ـ العلاقة التربوية :

بما أن القرآن كتاب تربية ، وبما أن صفات النفس ترتبط ببعضها فان القرآن المجيد يلاحق النفس البشرية بما يصلحها من التوجيهات إن طغت ـ افراطا ـ صفة عليها عالجها بحكمة. فان طغت ـ تفريطا ـ عالجها بحكمة اخرى ولا يزال يعد لها حتى تتحول الى نفس سوية.

ونستفيد من دراسة علاقة الآيات التربوية ببعضها نستفيد علما بخبيئة النفوس ومعرفة بالقوانين التربوية التي تتحكم فيها.

٦٤

وكمثل لهذه العلاقة نذكر قوله سبحانه :

«وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» (١٩٥ / البقرة)

ان جمل هذه الآية ثلاثة : الأولى في الإنفاق. والثانية في النهي عن إلقاء النفس في التهلكة. والثالثة في الإحسان. فما هي علاقتها ببعضها؟

أول ما أمر الله بالإنفاق توجهت النفوس اليه وكانت مخافة التقصير في الإنفاق.

فجاءت الجملة الثانية تنهى عن التهلكة التي تتم إذا ترك الإنفاق وحيث أن النفوس مفطورة على البخل كان من الضروري ترجيح كفة الإنفاق ، لمقابلة الشح الطبيعي عند البشر فجاءت الجملة الثالثة ، و (أَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).

وربما نستنبط من سياق الآية المباركة : ان هناك درجتين في الإنفاق ، الإنفاق الذي لولاه يهلك الإنسان ويكون بمثابة الإنفاق على الدواء ، وقد أمر به الجزء الاول من الآية ، والإنفاق الإضافي الذي يقوم به المحسنون ، وقد امر به الجزء الثاني من الآية.

٦٥

التدبّر والواقع الخارجي

ان من يهدف تفهم القرآن ، يجب ان يجعله حيّا نابضا بالحركة. وذلك عن طريق تطبيق آياته الكريمة على الواقع الخارجي.

إن لآيات القرآن ، أهلا تطبق عليهم في كل عصر ، فآية المتقين لها تطبيق حيّ كما لآية الفاسقين ، فلا بد ان يبحث الفرد عن هؤلاء كلما تدبر في القرآن. وهنا يتحوّل الكتاب المبين الى منهاج عمل ليس هذا فحسب بل ويهدي الإنسان الى حقائق كثيرة ، لأنه يساعد الفرد على فهم الاحداث المعروفة ، ويكون مثله آنئذ مثل المرشد في متحف للآثار. كيف لا تفيد رؤية المتحف بدونه كما لا يغني إرشاده دون رؤية الآثار.

وهذا هو السبب في أن المعاصرين لنزول الوحي كانوا يفقهونه حتى كادوا يكونون أنبياء من سعة العلم ونضوج الفقه ، ذلك لأنهم كانوا يتلقون الوحي في حمى الاحداث اليومية ، لان القرآن نزل مع الأحداث الرسالية يوما بيوم ، وقد علل القرآن ذاته نزوله التدريجي بتثبيت آياته فقال :

٦٦

«وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً» (٣٢)

فإذا شئنا تفهم الكتاب فلا بد ان نعرض عليه الاحداث اليومية ، ليكشف لنا حقائقها الكامنة. جاء في الحديث عن الامام علي عليه السلام قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : أتاني جبرئيل فقال : «يا محمد ستكون في أمتك فتنة ، قلت : فما المخرج منها ، فقال : كتاب الله فيه بيان ما قبلكم من خبر ، وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل وليس بالهزل» (١)

في هذا الحديث : أمر الله بعرض الفتنة على القرآن لمعرفة حكم الله فيها ، وهو نوع من تطبيق القرآن على الحياة الواقعية.

وفي حديث آخر قال رسول الله (ص): «فاذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع وما حل مصدق» (٢)

__________________

(١) المصدر ٩

(٢) ما حل : اي مهلك لمن تولى عنه

٦٧

التدبر والتطبيق القرآني

أكبر فائدة يغتنمها المتدبر في كتاب الله هي تزكية نفسه وبناء شخصيته. حقا أننا لا نكون ذوي شخصية مثالية من الولادة ، وحقا أن تربيتنا كانت منطوية على الكثير من السلبيات ، فمن يا ترى مسئول عنا بعد أن كبرنا؟ ومن ذا يخسر إن بقينا هكذا؟ من المؤكد أننا بحاجة الى تربية ، ولكن من الذي يربينا؟ القرآن أفضل وسيلة لتربية نفوسنا؟ لذلك وجب أن يعرض كل شخص نفسه على القرآن ، ليعرف انحرافاته.

والعقبة التي تعترض طريق التربية الذاتية ، قد تكون عدم اقتناع الفرد بأنه المعني بالتوجيه ، بل يزعم كل شخص أن غيره فقط هو المقصود ، أما هو فيجعل نفسه مقدسا عن شمول التعاليم له ، هنا لا بد أن يتجاوز الفرد هذه العقبة بالايحاء الذاتي بأنه معني مباشرة بهذه التعاليم ، وان كل قصة يجد مثالها في نفسه إذا عمل ما عمله بطل القصة ، وان كل مثل يجد تطبيقه في ذاته إذا جسد مغزاه. وان كل ثواب سوف يناله هو ، إن عمل الخير. وان كل عقوبة ستحيط به إن اقترف خطيئته وهكذا يجعل

٦٨

نفسه تدور عليه آيات الكتاب ليتمكن من تربية ذاته وتزكيتها.

من هنا جاء في الحديث ، عن الامام الصادق عليه السلام كان أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم. «يقرأ أحدهم القرآن في شهر واحد أو أقل إن القرآن لا يقرأ هذرمة ولكن يرتل ترتيلا وإذا مررت بآية فيها ذكر الجنة فقف عندها واسأل الله تعالى الجنة ، وإذا مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها وتعوذ بالله من النار» (١)

هذا عن الثواب والعقاب ، أما عن القصص التاريخية فكيف يمكن تزكية النفس في ضوئها.

يقول الامام الصادق (ع):

«عليكم بالقرآن فما وجدتم اية نجا بها من كان قبلكم فخذوه وما وجدتموه مما هلك بها من كان قبلكم فاجتنبوه» (٢)

بهذه الكيفية نستطيع كشف الانحرافات التي تنطوي عليها نفوسنا ، لكي نستعد لتقويمها بالقرآن. كما نقدر على فهم الآيات بصورة أشمل وأعمق إذ أن ازدواج القانون (الموجود في القرآن) بتطبيقه على النفس (باعتبارها الموضوع الخارجي للقانون) انه أفضل وسيلة لفهمهما معا.

__________________

(١) المصدر ص ٤٤

(٢) المصدر ص ١٠

٦٩

موجز لمنهج التدبر في القرآن

قبل أن نستعرض المنهج لا بد أن نذكر أمرين :

أـ أن المنهج تلخيص لما سبق في الصفحات الماضية انما لخصناها لتبقى عالقة بالأذهان.

ب ـ كما أن للقرآن جانبي التزكية والتعليم ، كذلك لمنهج التدبر ونحن ندمجهما ببعضهما لصنع البرنامج المتكامل :

أما المنهج الموجز للتدبر فهو التالي :

١ ـ الهدف من التدبر انما هو تكوين شخصية القارئ والوصول الى اهدافها المشروعة ، ومعرفة الحق والقوة الكافية لتنفيذه.

٢ ـ ويعني التدبر التفكر المنطقي في المعنى الحقيقي للآية. بينما يعني التفسير بالرأي الاستغناء عن هذا التفكر باختلاق معنى الآية ، والتدبر واجب والتفسير

٧٠

بالرأي حرام.

٣ ـ ومحور التدبر البحث عن القوانين العلمية التي انطوت عليها آيات القرآن أو المناهج التربوية التي صيغت بها هذه الآيات وبكلمة واحدة معرفة ظاهر التربية وباطن العلم من القرآن.

٤ ـ ويقتصر محور التدبر في الحقائق التي يصل الى فهمها فكر المتدبر (ويسمى بالمحكم) أما مالا يفقهه المتدبر فيدعه الى حين يفقهه (ويسمى بالمتشابه).

٥ ـ لمعرفة ظاهر لفظ القرآن يجب الرجوع الى اللغة بشرطين : الاول : تصفيتها من رواسب المناخ الضيقة ، والتركيز على معناها العربي الصافي الثاني : التفكر في المادة الأساسية التي ينبثق منها سائر المعاني الخاصة ، وهكذا يمكن جمع موارد استعمال اللفظ لنبحث عن معنى واحد مشترك بينها فنتمسك به.

٦ ـ اجمع موارد استعمال اللفظ في القرآن وقارن بينها لتعرف ما هو المعنى الجامع المشترك بينها حسب ما يهدي إليها سياق كل واحد منها.

٧ ـ اطرح على نفسك هذا السؤال ، كلما تدبرت في آية ، لماذا استخدم القرآن هذه الكلمة ما هي ميزتها عن كلمات مترادفة معها؟ وابحث عن الجواب في إطار المادة الخامسة والسادسة.

٨ ـ ابحث في التفسير الصحيح واحذر من تحديد عموم القرآن بخصوص مورد نزوله ـ أو بتطبيق تاريخي واحد كلا اهتد بالمورد والتطبيق الى أمثالهما. وتعرف من خلالهما على الصفات التي أوجبت نزول الآية أو تطبيقها عليهما.

٩ ـ قسّم ظاهر القرآن إلى سبعة أقسام : إلى أمر وترغيب وزجر وترهيب وقصص تاريخية ومثل بيانية ، وجدل مع الأعداء ، فكّر هذه الآية تنطوي على كم

٧١

قسم منها؟

١٠ ـ وتدبر في باطن الآية عن علاقة جملة بأخرى وآية بثانية ، ومجموعة آيات بأخرى. فتش عن نوعين من العلاقة بينهما :

(أ) علاقة علمية بحيث يعتبر الواحد سببا للثاني أو مسببين لسبب ثالث.

(ب) علاقة تربوية بحيث يكون الواحد مستوجبا للثاني ، حتى يكون المجموع منهجا متكاملا لتربية الفرد وتزكية نفسه.

١١ ـ عليك أن تتحلى بصفات نفسية وعقلية حتى تتمكن من اكتشاف حقائق القرآن. وهي :

(أ) الايمان بالوحي ، وانه وثيقة بينك وبين ربك وخطاب مباشر إليك من خالقك.

(ب) والاستعداد لتطبيق تعاليمه ، والتسليم لافكاره حتى ولو خالفت مصالحك أو تناقضت مع تقاليدك السابقة وأفكار مجتمعك.

(ج) التركيز في بؤرة واحدة بحثا عن الحقيقة ، ويدعى بالتروّي. وهو ـ أي التركيز ـ عمق التدبر البعيد وبغيره تصبح المواد الاخرى في هذا المنهج قشورا بغير لب.

(د) الشجاعة في التمسك بالحق والثقة بعقلك أو بما يهدي إليه من الواقع.

١٢ ـ ابحث عن تطبيق خارجي حيّ لمواضيع القرآن الحكيم ، ابحث عن أشخاص يصفهم القرآن ، وابحث عن أوضاع يبينها القرآن ، وابحث عن نتائج يقول

٧٢

عنها القرآن.

١٣ ـ طبق آيات القرآن على نفسك ، لتجد فيها كل ما شرحه الكتاب ، ولتخشى مما قد يصيبك مما بينه.

٧٣
٧٤

سورة الحمد

٧٥
٧٦

بسم الله الرحمن الرحيم

فضل السورة :

في كتاب محمد بن مسعود العياشي بأسناده عن النبي محمد (ص) قال لجابر بن عبد. الله الأنصاري :

«يا جابر ألا أعلمّك أفضل سورة أنزلها الله في كتابه. قال فقال له جابر : بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله. علمنيها. قال فعلمه الحمد أمّ الكتاب. ثم قال : يا جابر ألا أخبرك عنها ، قال بلى بأبي أنت وأمي ، فأخبرني ، فقال : هي شفاء من كل داء الا السام والسام الموت»

* وعن سلمه بن محرز عن جعفر بن محمد الصادق (ع) قال :

«من لم يبرئه الحمد لم يبرئه شيء»

* وعن أمير المؤمنين (ع) قال : قال رسول الله (ص):

٧٧

«ان الله تعالى قال لي : يا محمد و (لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) ، فأفرد الامتنان عليّ بفاتحة الكتاب وجعلها بإزاء القرآن. وأن فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش ، وان الله خصّ محمد وشرّفه بها ولم يشرك فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان ، فأنه أعطاه منها بسم الله الرحمن الرحيم. الا تراه يحكي عن بلقيس حين قالت : «إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ». الا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد وآله ، منقادا لأمرها ، مؤمنا بظاهرها وباطنها ، أعطاه الله بكل حرف منها حسنة ، كل واحدة منها أفضل له من الدنيا بما فيها من أصناف أموالها وخيراتها. ومن استمع الى قارئ يقرؤها ، كان له قدر ثلث ما للقارىء. فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرّض له فإنه غنيمة لا يذهبن ، أو انه فتبقى في قلوبكم حسرة».

(مجمع البيان ج ١ ـ ص ١٧ ـ ١٨)

٧٨

سورة الحمد

مكية وآياتها سبع

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (١))

(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣) مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥) اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (٧))

٧٩

الحمد مجمل معارف القرآن

تفسير البسملة :

[١] بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

بماذا نفكر ونصمم ونعمل؟ أليس بقوى وطاقات؟ من يملك تلك القوى ومن يمدنا بتلك الطاقات أو ليس هو الله؟ إذا فكل قوة نفكر أو نصمم أو نعمل بها ، هي آية من آيات الله واسم من أسمائه الحسنى ، يجب علينا ان نقول : باسم الله قبل كل موجة تفكير وومضة ارادة وحركة عمل. انه الله الذي خلقنا وهدانا ، فباسمه نبتدئ كل شيء لان كل شيء هو في الواقع اسم من أسمائه وآية من آياته الكبيرة.

وأسماء الله كلها مظاهر رحمته ، ورحمته واسعة ومستمرة. ونعبّر عن الرحمة الشاملة التي وسعت كل شيء بالرحمن كما نعبر عن الرحمة الدائمة ، التي لم تزل ولا تزال ولن تزول في المستقبل ب (الرحيم).

وسوف تتجسد رحمة الله الدائمة في اليوم الآخر بجنات واسعة يختص بها

٨٠