من هدى القرآن - ج ١

السيّد محمّد تقي المدرّسي

من هدى القرآن - ج ١

المؤلف:

السيّد محمّد تقي المدرّسي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار محبّي الحسين عليه السلام
الطبعة: ١
ISBN: 964-5648-04-1
ISBN الدورة:
964-5648-03-3

الصفحات: ٧٣٦

أسماء الله الحسنى

هدى من الآيات :

من خلال القصص السابقة ، ذكرنا القرآن ببعض أسماء ربنا الحسنى وفي طليعتها انه يهب الحياة والغنى والملك والنصر وأخيرا الهدى. والواقع ان الغنى والملك والنصر والهدى ليست الا بعضا من مظاهر الحياة التي يهبها الله للإنسان. وفي هذه الآيات يتابع القرآن تذكرته بربنا وبيانه لصفاته الحسنى ، والتي منها قدرته على بعث الناس من جديد.

فالآية الاولى والتي تسمى بآية الكرسي ، وقد جاء في السنة الشريفة اهتمام بها وتوجيه الى قراءتها ، لأنها تلخص صفات الله التي تساهم معرفتها في تربية النفس البشرية. فهو الذي يدبر الحياة ويحفظها في كل لحظة ، ولو لا حفظه للحياة إذا لزالت. بعدئذ يوجهنا القرآن الى الناحية العملّية للايمان بان الله حي قيوم ، وهي ضرورة التسليم لله وحده ، والتمرد ضد كل سلطة لا تستمد شرعيتها من قيم الله ، والتي يسميها القرآن بالطاغوت. ثم بين القرآن ان الايمان بالله وبقدرته الواسعة

٤٤١

يدعونا الى الايمان باليوم الآخر ، حيث ان الله قادر على ان يحيي الموتى. فليست هنالك اية صعوبة في اعادة الناس الى الحياة للحساب.

بينات من الآيات :

[٢٥٥] في حالة الرخاء لا يكتشف البشر شيئا اما في الشدة فانه يستثير عقله ، ويحاول ان يفهم الحياة بعمق ، حتى يرفع حاجته وإذا اشتدت حاجة الإنسان واستبدت به الضراء ، واعيته مذاهب الحياة ، فإنّه ـ انئذ ـ يتوجه الى ربه ، ويجأر اليه ، وتسقط امامه كل الأصنام التي كان يعبدها.

بهذه المناسبة سمى العرب ربهم ب (إله) لأنهم يألهون اليه ، ويتوسلون به أشد التوسل ، عند ما تصيبهم الضراء. والكلمة المفضلة في لغة القرآن للدلالة على ربنا هي كلمة (الله) وهنا تبدأ آية الكرسي بهذه الكلمة لاستثارة ضمير الإنسان بأن الذي تجأر اليه وتتوسل به ، هو وحده الجدير بان يكون ربك الحقيقي.

(اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ)

ولكن ما هي صفات ربي؟ انه يتميز بسلسلتين من الصفات الحسنى تتصل الواحدة بأسمائه الذاتية ، فهو عالم ، قدير ، سميع ، بصير ، يريد ما يشاء ، ولا يسأل عما يفعل ، وهناك كلمة تشير الى هذه الصفات هي (الحي). والسلسلة الثانية تتصل بكل أفعاله ومظاهر خلقه للأشياء ، فهو فعال لما يشاء ، خالق ، رازق ، رحمن ، رحيم ، منعم و.. و... وتشير الى هذه السلسلة كلمة (القيوم) والتي تدل على ان الله قائم بذاته فلا يحتاج الى شيء ، وتقوم به الأشياء فلا يستغني عنه شيء. وهنا يذكّرنا القرآن بالله عبر صفتين (الحي ـ القيوم) ، ويبيّن بعضا من مظاهر هاتين الصفتين فيقول :

(الْحَيُّ الْقَيُّومُ)

٤٤٢

فمن مظاهر صفة الحي تعاليه عن النعاس (السنة والنوم).

(لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ)

ومن مظاهر الحي ، ان ربنا واسع القدرة فهو مالك كل شيء ، نافذ في كل شيء امره ومشيئته ، لان.

(لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ)

ولذلك فهو غني عن كل أحد.

(مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ)

فلا يستطيع أحد ان يحتم عليه امرا بل انما يمكنه ان يدعوه ، فيستجيب له ان شاء أو لا يستجيب.

ان ملوك الأرض يعتمدون ، في سيطرتهم على الناس ، على مجموعة من ذوي النفوذ ، وهؤلاء يشفعون فيمن يخصهم. ولكن الله ، تعالى سلطانه عن اي تدخل من اي أحد ، حتى الأنبياء والمرسلون والملائكة المقربون ، ليسوا سوى عباد مكرمين.

ومن مظاهر اسم الحي ، علم الله بكل شيء وتعاليه عن العقول ان تسمو الى جنابه.

(يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ)

يعلمهم ويعلم ما سبق وما يأتي من حياتهم ، وعلم الله واسع يشمل كافة جوانب البشر.

(وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ)

٤٤٣

وبينه هو لهم.

هذا هو الحي ، مطلق الحياة ، ابدي الحياة ، واسع العلم والمقدرة سبحانه. انه ربنا الجدير بنا ان نتخذه وليا ، وليس هؤلاء العباد المربوبين الأموات ، الذين يستبد بهم النوم والجهل ، ولا يملكون شيئا.

وصفة «القيوم» نابعة من صفة الحياة ، ان الله الحي بذاته الذي يملك ما في السماوات والأرض ويحيط علمه بما فيهما ، هو القيوم عليهما.

(وَسِعَ كُرْسِيُّهُ) (١) (السَّماواتِ وَالْأَرْضَ)

عرشه وسلطانه وامتداد نفوذ مشيئته ، واسع للسماوات والأرض. فكل شيء تحيط به قدرته ، ويدبر أموره ويصرف شؤونه ليل نهار ، دون ان تتعبه ادارة ملكوت السماوات والأرض ، أو ان تحجبه المجرات الكبيرة بما فيها من شموس وأقمار ، عن ادارة ما في الذرة المتناهية في الصغر بما فيها من نواة وتوابع.

(وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما)

لأنه تعالى عن التعب والإعياء ، انه يقول للشيء كن فيكون.

(وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)

عليّ لأنه حي تعالى عن اي صفة عجز. وعظيم لأنه قيوم على كل شيء.

[٢٥٦] هذا هو ربنا وهذا علاه وعظمته وهذه قدرته وسلطانه ، أفنتخذ بعد ذلك

__________________

(١) جاء في حديث مأثور عن الامام علي (ع): «ان السماء والأرض وما بينهما من خلق مخلوق في جوف الكرسي ، وله اربعة أملاك يحملونه بأمر الله».(الميزان الجزء ٢ ـ ص ٣٤١)

٤٤٤

إلها من دونه ، أو قائدا لا يرضى ربنا به. ان القلب الذي عمّر بالايمان بالله ، كيف يعظّم أحدا سواه ، أم كيف يعبد إله من دون الله ، وكيف لا يثور ضد هؤلاء الاقزام الذين يطغون في الأرض بغير الحق ويأمرون الناس بطاعتهم.

(لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِ)

ولا يحتاج الى بيان آخر ، ان الله هو لا اله الا هو وعلى الناس ان يطيعوه ويتخذوه وليا من دون الشركاء والطواغيت.

(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)

لأنه استعاد حريته وانسانيته ، واستطاع ان يستثمر طاقاته في السبيل الأقوم. واية قوة هي أقوى من الإنسان حين يكفر بالطاغوت ، ويتمرد على كل سلطة تستعبده وتستغله ، ثم يؤمن بالله ويعمر قلبه بالثقة والأمل والتواضع للحق والتسليم له؟!

ان القوة الحقيقية في هذا الكون هي قوة الحرية (الكفر بالطاغوت) وقوة الحق (الايمان بالله). والله يؤيد بنصره من يشاء ، وهو سميع لما يقولون من كلمة كفر أو ايمان ، وعليم بما يضمرون من نية صالحة أو خبيثة.

[٢٥٧] ان في الحياة سلطة حقيقية واحدة ـ متمثلة في سلطان الله ـ وقدره وقضائه ، وبالتالي سننه الحتمية ، وانظمته التي لا تتحول ولا تتبدل. ومن خضع لهذه السلطة ، واتصل بها ، واستمد منها القوة والشرعية ، استطاع ان يسخّر الحياة ، ويصبح خليفة عليها من قبل تلك السلطة. ومن كفر بها وتمرد عليها ، وفتش عن سلطات وهمية واستسلم لها ، ظل عبدا وتاه في ظلمات لا يبصر.

٤٤٥

(اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ)

لأنه وليهم وسيدهم ، وهم اتصلوا بسلطانه ، واستمدوا منه القوة والشرعية والنور. والهدى الذي لا يحصل عليه الإنسان ما دام مستعبدا للطواغيت.

(وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)

إذا فالإنسان الذي لا يخضع لله ، لا يتمرد على الطاغوت ، لأنه أساسا يكفر بالله استجابة لضغط الطاغوت المتمثل في المجتمع الفاسد ، والنظام الفاسد والاقتصاد الفاسد و.. و.. ومن يستعبده الطاغوت ، فأول ما يسلبه منه ، قدرته على التفكير واستقلاله فيه ، فلا يرى الا ما يراه الطاغوت. ولا يعمل الا بما يملي عليه. من هنا يفقد عقله الذي وهبه الله للإنسان.

ان الشرط الاول للفكر السليم ، هو التحرر من الاستعباد والتبعية. لان العقل لا يتحرك الا بوجود الثقة والحاجة. والرجل الذي انّى له الثقة بذاته أو الشعور بالحاجة الى التفكر ، ما دام لا يحتاج الى التفكر ، ولن يطبق نتائج الفكرة لو قدّر له عرضا ان فكر في شيء.

والتفكير السليم ، هو الشرط الاول للقوة في الحياة. من هنا ركّز القرآن الحكيم على ان الايمان بالله يعطي صاحبه التحرر ، والتحرر يعطيه القوة (التمسك بالعروة الوثقى) والعلم (يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ).

ولكن اي ايمان هذا الذي يعطينا القوة والعلم .. انه الايمان الواعي ، لا الايمان المكره عليه فهو الآخر نوع من الاستعباد والخضوع للطاغوت. أرأيت لو آمن شعب بالله لان السلطة السياسية فيه أجبرته عليه ، هل هذه حرية أم استعباد ..؟ بالطبع

٤٤٦

استعباد ، لان هذا الشعب سوف يكفر بالله لو ان السلطة السياسية امرته بالكفر. من هنا تحدث القرآن في بداية الحديث عن الحرية الدينية وقال : لا إكراه في الدين.

[٢٥٨] من الذي يمثل السلطة الشرعية الحقيقية في الحياة ، الله أم الطواغيت؟

انه الذي يمنح الحياة لمن يشاء ويقدر له الموت حينما يشاء ، الذي يجعل الحياة تستمر بتزويدها بمقوماتها من نعم لا تحصى ، الذي يدبر الشمس التي تطلع كل نهار لتملأ الدنيا دفئا ونورا وحياة من هو غير الله سبحانه .. ولكن الظالمين لا يفقهون.

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ).

فبدل ان يشكر ربه على الملك الذي أتاه ، انقلب على ربه وطغى في الأرض.

(إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ)

وليس ربي مثلك أنت الطاغوت العاجز.

(قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ)

أمر باثنين حكم عليهما بالاعدام ، ثم عفي عن واحد وقتل الثاني ، ولكن هل كان بامكانه ان يعيد المقتول الى الحياة؟ كلا. بيد ان إبراهيم لم يشأ ان يجادله بل انه هزّ فطرته بصورة عنيفة تجعله امام الواقع بلا لبس ولا تشوية.

(قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ)

ولكن لماذا لم يؤمن؟ لأنه كان ظالما ، والظالم يحجبه ظلمه عن الحق. انه لا يفكّر الا بمصالحه واهوائه وشهواته.

٤٤٧

(وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)

الرؤساء والملوك الذين يحاربون الدعوات الاصلاحية ، والأغنياء والمترفون الذين يناهضون الثورات ، والأحبار والرهبان والعلماء الذين يعادون الأفكار التقدمية ، انما هم ظالمون ويخشون العدالة والإصلاح. وكل ظالم اختار عمليا سبيل الاعتداء على حقوق الناس ، فهو سيقف في صف الباطل ـ فكريا ـ كما وقف في صفّه ـ عمليا ـ ويكفر بالحق عاجلا أم آجلا.

[٢٥٩] اما الذين التزموا بالحق عمليا ولم يعتدوا على حقوق الناس ، فسوف يهديهم الله ، لان فطرتهم سليمة ولا تحجبهم عن رؤية الحقائق سوى الغفلة التي يكشفها الله عنهم ، فاذا بهم يبصرون الحقائق مثلهم مثل عزيز وإبراهيم ، حيث هداهم الله الى نفسه حين عرفهم انه هو واهب الموت والحياة جميعا ، وانه قادر على ان يحيي الموتى.

ان سياق الآيات لا يزال يحدثنا عن تدبير الله سبحانه مباشرة للحياة ، ويلهمنا افكارا ـ عملية ـ مستوحاة من هذه الحقيقة ولقد رأينا آية الكرسي كيف انتهت بنا الى ضرورة رفض حكم الطواغيت ، اما هنا فينتهي بنا السياق الى ضرورة الايمان بالبعث انطلاقا من الايمان بقدرة الله الواسعة. لنعد الى الآية ولنستمع الى قصة عزير الذي هداه الله الى نفسه.

(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ)

وكان مع عزير حماره وطعامه ، الحمار كان قد أصبح رميما ، اما طعامه فلم يزل طريا كذلك أراد الله ان يبين لعبده قدرته وتدبيره المباشر لشؤون الحياة فقال له :

٤٤٨

(فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ)

اي لم يتعفن .. بالرغم من مرور مائة عام. عليه اما الحمار فقد انتهى الى رميم ولكن سيبعثه الله من جديد.

(وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ)

حيث ان الله أحياك ، من بعد موت دام مائة عام ، وأحيا أمامك حمارك لتنظر اليه ، وتنقل الى الناس كيف ، وبأية صورة يحيي الله الموتى. كذلك أخّر الله احياء الحمار حتى تتم العملية امام عينه.

(وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها)

نركّبها بعضها على بعض ونرفعها الى بعضها ـ بدقة ـ.

(ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

وهذه هي الحقيقة التي لا بد ان نفهمها جيدا. هي ان قدرة الله ليست محدودة كما هي قدراتنا.

[٢٦٠] وقصة عزير تشبه قصة إبراهيم ، العبد الصالح ، الذي هداه الله الى نفسه ، وقال عنه :

(وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)

ذلك ان الايمان درجات أعلاها : درجة اليقين والاطمئنان ، الذي يطرد تماما شيطان الشك من النفس ، ولا يعود الإنسان يرتاب أبدا. وهذا النوع سمّي في اية

٤٤٩

اخرى ب (عين اليقين).

(قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَ) (١) (إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَ)

باسمائهن الواحد بعد الآخر .. الغراب ، الحمام ، العصفور ، وهكذا ..

(يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)

فهو قادر ويفعل بقدرته في الحياة ما يشاء فهو عزيز الجانب لا يغلبه أحد ولا شيء وهو حكيم لا يتصرف عبثا ومن دون هدف ..

__________________

(١) صرهنّ : بضم الصاد بإحدى القراءتين من صار يصور إذا قطع أو أمال ، وبكسر الصاد على القراءة الاخرى. من صار يصير بإحدى المعنيين وقرائن الكلام تدل على ارادة معنى القطع ، وتقديمه بإلى تدل على تضمين معنى الامالة ، فالمعنى : اقطعهن مميلا إليك أو أملهن إليك قاطعا إيّاهنّ. (المصدر ـ ص ٣٧٤)

٤٥٠

مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٢٦١) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٦٢) قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (٢٦٣) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ

____________________

٢٦١ [أنبت] النبت الحشيش وكل ما ينبت من الأرض يقال نبت نبتا.

٢٦٣ [غني] الغني الواسع الملك والله غني بأنه مالك لجميع الأشياء لأنه قادر عليها لا يتعذر عليه شيء منها والغنى ضد الحاجة والغنى الكفاية.

٤٥١

وَلا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (٢٦٤) وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٢٦٥) أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَأَصابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ

____________________

٢٦٤ [منّ] المن هو ذكر ما ينقص المعروف كقول القائل أحسنت الى فلان وأنعشته وأصل المن القطع ومنه قوله «لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ» أي غير مقطوع. وسمي ما يكدر المعروف منه لأنه يقطع الحق الذي يجب به.

[آذى] ضرر يتعجل وصوله الى المضرور.

٢٦٥ [بربوة] الربوة المرتفع من الأرض.

[طل] المطر الصغار يقال أطلت السماء فهي مطلة وروضة مماطلة ندية.

٤٥٢

فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (٢٦٦) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (٢٦٧) الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٢٦٨) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ (٢٦٩) وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ (٢٧٠) إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ

____________________

٢٦٦ [إعصار] الاعصار غبار يلتف بين السماء والأرض كالتفاف الثوب في العصر.

٢٧١ [الصدقات] الفرق بين الصدقة والزكاة لا تكون الا فرضا

٤٥٣

فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٢٧١) لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَما تُنْفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ اللهِ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (٢٧٢) لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ

____________________

والصدقة قد تكون فرضا وقد تكون نفلا.

[تخفوها] تستروها.

٢٧٣ [سيماهم] السيماء العلامة التي يعرف بها الشيء الشيء وأصله الارتفاع لأنه علامة رفعت للظهور ومنه السوم في البيع وهو الزيادة في مقدار الثمن الارتفاع فيه عن الحد.

[إلحافا] إلحاحا في المسألة وقيل الحف شمل بالمسألة وهو مستغن عنها واللحاف من هذا اشتقاقه لأنه يشمل الإنسان في التغطية.

٤٥٤

فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ (٢٧٣) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٧٤)

٤٥٥

الإنفاق في سبيل الله

هدى من الآيات :

الإنفاق في سبيل الله نتيجة مباشرة للايمان بالله وعلامة على عمق اليقين بان الله هو القادر على الكون وانه واهب الحياة والغنى والملك والهدى.

وشخصية المسلم تتميز بأنها معطاءة ، وعطاؤها ليس من أجل شهرة أو رياء ، بل في سبيل الله. ووفق المنهاج الذي رسم له الله.

والقرآن تحدث عن الإنفاق في أكثر السور ، الّا ان حديثه هنا يتميز بالجوانب النفسية للإنفاق ، والتي تعالجها سورة البقرة أكثر من غيرها ، فالإنفاق هنا جاء كمظهر من مظاهر الايمان بالله واليوم الآخر.

ففي الآية الاولى نجد التوجيه الى ضرورة ان يكون الإنفاق في سبيل الله وفي الثانية والثالثة والرابعة الّا يكون وراءه منّ ولا أذى. اما الخامسة فهي تضرب مثلا على الإنفاق في سبيل الله كيف انه يثبت الايمان ، اما الآية السادسة فهي تأمر بان

٤٥٦

يكون الإنفاق من المال الطيّب وليس الخبيث وهكذا ..

بينات من الآيات :

[٢٦١] الله هو واهب الحياة وواهب نعمها ، والآن يطلب منا ان نقدّم له بعضا مما أعطانا ، حتى يعوضنا عنه أضعافا مضاعفة ، إنّ ما نقدّم لله لن يضيع ، بل مثله كالحبة التي ندفنها تحت الأرض ، فهي لا تنتهي ، بل الاخرى التي ناكلها هي التي تنتهي ، امّا هذه التي سترناها تحت الأرض ، فهي تنمو وتنمو حتى تصبح مئات الحبات ، هذا صنع الله ، انه يأخذ منك قدرا بسيطا من المال تنفقه في سبيله فيضاعفه لك.

(مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ)

[٢٦٢] قد يكون الإنفاق في سبيل الله في ظروف صعبة ، كان يكون صاحبه قليل المال ، ولكنه ينفق على من هو أفقر منه ، أو يؤثر الآخرين على نفسه وبها حاجة ، أو يتحدى بالإنفاق سلطات الطاغوت ، أو يداوي جرح مظلوم. وانئذ يكون الجزاء بقدر المشقة ، وبحسب الظروف الموضوعية والنفسية التي تكتنف الإنفاق ، والله يعلم بهذه الظروف تماما ، وقادر على ان يضاعف العطاء بسببها.

إذا الإنفاق في سبيل الله نوع من الاستثمار في الحياة الدنيا والآخرة ، ولكن هذا الاستثمار مهدد بالخسارة ، لو لم يحافظ عليه صاحبه ، ويقاوم شهوة الشهرة والسلطة ، ولا يتبع إنفاقه بالمنّ والأذى.

(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا ، مَنًّا وَلا أَذىً)

فلا يشبع شهوة الشهرة ، أو السلطة ، في نفسه عن طريق الإنفاق ، فيتعالى على

٤٥٧

الفقير ، أو يتجبر عليه بغير حق ، ويكوّن لنفسه طبقة ضد طبقة الفقراء.

(لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)

[٢٦٣] ثم يؤكد القرآن هذا الشرط الصعب في الإنفاق ، والذي يحتاج تحقيقه الى ترويض شديد للنفس الامارة بالسوء ، وردع دائم للشهوات الشيطانية فيها. يؤكده ويقول :

(قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً)

فلو لم يدفع الغني ماله للفقراء ، ولكنه يجالسهم ويحسب نفسه واحدا منهم ويعتبرهم إخوانه ، ولم يتسلط عليهم ، بل إذا صدرت منهم خطيئة صبر عليها ، وغفرها لهم. هذا أفضل عند الله من ان يدفع ماله بدافع السيطرة عليهم ، وتذليل كرامتهم ، وتكوين حالة طبقية في الامة.

هكذا يرفض الإسلام اي نوع من الإنفاق المشروط من قبل الأغنياء يكرّس كبرياءهم المزيفة ، وتسلطهم اللامشروع.

(وَاللهُ غَنِيٌ)

فلا يحتاج الى إنفاق المرائين ولا غيرهم وانما المحتاج هو الإنسان نفسه وهو سبحانه.

(حَلِيمٌ)

لا يأخذ الناس بالعذاب بل يترك المجال مفتوحا لهم ليتوبوا حينما يغلبهم الشيطان.

٤٥٨

[٢٦٤] ويتابع القرآن الحديث عن ذات الفكرة بكلمة توجيهية للمؤمنين يحذر فيها من ان صدقاتهم سوف تتبخر ، بل وتحترق ، بمجرد استخدامها في سبيل السيطرة على الفقراء والمحرومين ، ولا تعود الصدقات سببا لنمو المال ، ولا لرحمة الله في الآخرة.

ويضرب لنا مثلا موضّحا ويقول : أرأيت كيف يبطل الإنسان عمل الخير؟ انه أشبه شيء بأرض جبلية صمّاء ، جمع الفلاح حفنة من التراب عليها ليزرع فيها ، ولكن سيول المطر ذهبت بتلك الحفنة من التراب ، فعادت الأرض كطبيعتها الاولى ، لا تصلح للزرع ، هكذا .. الذي ينفق ماله ، ثم يستخدم إنفاقه للسيطرة كالصحراء لا تصلح لنبات الخير ..

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ)

حتى يراه الناس فيرضون عنه ، ويقدرون جهوده ، وبالتالي يتعالى عليهم.

(وَلا يُؤْمِنُ بِاللهِ)

حتى يكون عطاؤه في سبيله ، فهو لا يعمل لوجهه.

(وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)

وما دام ايمانه باليوم الآخر ضعيفا فهو يبحث عن الشهرة والسمعة ، النتائج العاجلة ، فسعيه يكون للدنيا وحدها .. دون ان تدخل فيه حسابات الآخرة ..

(فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً)

الصفوان : الحجر الأملس المستوية ، والوابل : المطر الشديد الوقع ، والصلد :

٤٥٩

الصخرة الملساء التي لا تنبت شيئا.

(لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا)

لأنهم أبطلوا استثمارهم ، ولم يبق لديهم شيء في بورصة الآخرة.

(وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ)

بل تتحول قلوبهم كتلك الصخرة الصماء ، لا تزرع فيها الهداية ، لأنّها ـ أساسا ـ لا تطلب الهداية ، بل تعشق السلطة والسيطرة والتكبّر على الناس.

[٢٦٥] وهناك مثل آخر ، يعاكس هذا المثل تماما ، إنّه مثل المؤمنين المخلصين لله في إنفاقهم : إنّهم سوف يحصلون على ثلاث فوائد ، الاولى : اكتساب مرضاة الله ، والثانية : تزكية أنفسهم وتربيتها على التقوى والعطاء ، والثالثة : جني ثمار العطاء في شكل ثواب عظيم في الدنيا وفي الآخرة.

(وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ)

لان الايمان ، كأية موهبة اخرى ، تزداد كلما استفاد الإنسان منها ، كالارادة تقوى كلما تحدت الصعاب ، والمعرفة تزداد كلما انتفع بها صاحبها في العمل ، والحب ينمو كلما اهتم به صاحبه ، وهكذا الايمان يثبته العمل الصالح وينمّيه.

(كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ)

فهي جنة أساسا .. لا مجرد صخور ، كذلك قلب المؤمن ، ارض قابلة للزراعة ..

(أَصابَها وابِلٌ)

عن طريق العمل الصالح المركّز .. كالانفاق في الظروف الحرجة ، حيث انه

٤٦٠