بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

الاخبار في ذلك.

( واسجد واقترب ) قال الطبرسي (١) : واسجدلله وأقترب من ثوابه ، وقيل : معناه وتقرب إليه بطاعته ، وقيل معناه : اسجد يا محمد لله لتقرب منه ، فان أقرب مايكون العبد من الله إذا سجد له ، وقيل : واسجد أي وصل لله واقترب من الله ، وفي الحديث عن ابن مسعود أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أقرب ما يكون العبد من الله إذا كان ساجدا وقيل : المراد به السجود لقراءة هذه السورة والسجود هنا فرض وهو من العزائم.

١ ـ العلل : عن محمد بن محمد بن عصام ، عن الكليني ، عن علي بن محمد ، عن محمد ابن إسماعيل ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن محمد بن علي الباقر عليه‌السلام قال : كان لابي عليه‌السلام في موضع سجوده آثاره ناتئة وكان يقطعها في السنة مرتين ، في كل مرة خمس ثفنات ، فسمي ذا الثفنات لذلك (٢).

بيان : قال الجوهرى الثفنة واحدة ثفنات البعير ، وهي مايقع من أعضائه على الارض إذا استناخ وغلظ كالركبتين وغيرهما.

٢ ـ العلل والخصال : عن أبيه ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده ، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام أطيلوا السجود ، فما من عمل أشد على إبليس من أن يرى ابن آدم ساجدا ، لانه امر بالسجود فعصى ، وهذا امر بالسجود فأطاع ونجا (٣).

٣ ـ العيون : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن ابن علي الوشا ، عن الرضا عليه‌السلام قال : إذا نام العبد وهو ساجد ، قال الله تبارك و تعالى : عبدي قبضت روحه وهو في طاعتي (٤).

____________________

(١) مجمع البيان ج ١٠ ص ٥١٦.

(٢) علل الشرايع ج ١ ص ٢٢٢.

(٣) علل الشرايع ج ٢ ص ٢٩ ، الخصال ج ٢ ص ١٥٨.

(٣) عيون الاخبار ج ١ ص ٢٨١.

١٦١

ومنه : عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الوشا ، عن الرضا عليه‌السلام قال : أقرب مايكون العبد من الله عزوجل وهو ساجد ، وذلك في قوله تبارك وتعالى : ( واسجد واقترب ) (١).

ومنه : بهذا الاسناد ، عن الرضا عليه‌السلام قال : إذا نام العبد وهو ساجد ، قال الله عزوجل للملائكة : انظروا إلى عبدي قبضت روحه وهو في طاعتي (٢).

ومنه : عن أبيه ، عن سعد ومحمد بن يحيى العطار معا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عبدالله الحجال ، عن سليمان الجعفري قال : قال الرضا عليه‌السلام : جاءت ريح وأنا ساجد ، وجعل كل إنسان يطلب موضعا وأنا ساجد ملح في الدعاء على ربي عزوجل حتى سكنت (٣).

٤ ـ العلل : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي بصير قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا أبا محمد عليك بطول السجود ، فان ذلك من سنن الاوابين (٤).

٥ ـ العيون : فيما كتب الرضا عليه‌السلام للمأمون بالسند المتقدم قال : ومن دين الائمة عليهم‌السلام الورع والعفة والصدق والصلاح وطول السجود (٥).

٦ ـ مجالس الصدوق : عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن جعفر بن محمد الهاشمي ، عن أبي جعفر العطار ، عن الصادق عليه‌السلام قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله كثرت ذنوبي وضعف عملي ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أكثر السجود فانه يحط الذنوب

____________________

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ٧.

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٨.

(٣) عيون الاخبار ج ٢ ص ٧.

(٤) علل الشرايع ج ٢ ص ٢٩.

(٥) عيون الاخبار ج ٢ ص ١٢٢.

١٦٢

كما تحط الريح ورق الشجر (١).

٧ ـ العلل : عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير عمن ذكره قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : لم اتخذالله عزوجل إبراهيم خليلا؟ قال : لكثرة سجوده على الارض (٢).

٨ ـ ثواب الاعمال : عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن موسى ابن القاسم ، عن صفوان بن يحيى ، عن كليب الصيداوى ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من سجد سجدة حط عنه بها خطيئة ، و رفع له بها درجة (٣).

ومنه : عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن العبد إذا أطال السجود حيث لايراه أحد ، قال الشيطان : واويلاه أطاعوا وعصيت ، وسجدوا وأبيت (٤).

المقنع : مرسلا مثله (٥).

٩ ـ ثواب الاعمال بالاسناد المتقدم ، عن الحسين ، عن فضالة ، عن العلا ، عن زيد الشحام قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد (٦).

بيان : قوله عليه‌السلام : ( وهو ساجد ) حال وقع موقع الخبر ، قال الشيخ الرضي

____________________

(١) أمالى الصدوق ص ٢٩٩.

(٢) علل الشرايع ج ١ ص ٣٢ و ٣٣.

(٣) ثواب الاعمال ص ٣١.

(٤) ثواب الاعمال ص ٣٢ ، وتراه في المحاسن : ١٨.

(٥) المقنع ٤٥ ط حجر.

(٦) ثواب الاعمال : ٣٢.

١٦٣

رضي الله عنه في شرح الكافية : إن كانت الحال جملة اسمية وقعت خبرا فعند غير الكسائى يجب معها واو الحال ، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) إذ الحال فضلة وقد وقعت موقع العمدة فيجب معها علامة الحالية ، لان كل واقع غير موقعه ينكر ، وجوز الكسائي تجردها عن الواو لوقوعها موقع خبر المبتدء ، فتقول ضربي زيدا أبوه قائم.

١٠ ـ مجالس الشيخ : الحسين بن إبراهيم ، عن محمد بن وهبان ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير عن هشام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن قوما أتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا : يا رسول الله اضمن لنا على ربك الجنة ، قال : فقال : على أن تعينوني بطول السجود ، قالوا : نعم يا رسول الله ، فضمن لهم الجنة الخبر (١).

١١ ـ دعوات الراوندى : سأل ربيعة بن كعب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يدعو له بالجنه فأجابه وقال : أعني بكثرة السجود.

وقال الصادق عليه‌السلام السجود منتهى العبادة من بني آدم.

١٢ ـ أعلام الدين : عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال : جاء رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : علمني عملا يحبني الله عليه ، ويحبني المخلوقون ، ويثري الله مالي ، ويصح بدني ، ويطيل عمري ، ويحشرني معك ، قال هذه ست خصال تحتاج إلى ست خصال إذا أردت أن يحبك الله فخفه واتقه ، وإذا أردت أن يحبك المخلوقون فأحسن إليهم وارفض ما في أيديهم ، وإذا أردت أن يثري الله مالك فزكه ، وإذا أردت أن يصح الله بدنك فأكثر من الصدقة ، وإذا أردت أن يطيل الله عمرك فصل ذوي أرحامك وإذا أردت أن يحشرك الله معي فأطل السجود بين يدي الله الواحد القهار.

١٣ ـ أربعين الشهيد : باسناده عن الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن محمد بن مروان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : جاء رجل ودخل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٧٧ في حديث.

١٦٤

فقال : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إني اريد أن اسألك فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : سل ما شئت ، قال : تحمل لي على ربك الجنة ، قال : تحملت لك ، ولكن أعني على ذلك بكثرة السجود.

بيان : اريد بالتحمل هنا الضمان ، لان الضامن يتحمل الدين عن المضمون عنه ، أو الشفاعة قال الجوهري تحمل الحمالة أي حملها ، والحمالة ما تتحمله عن القوم من الدية أو الغرامة ، وقال الجزري : في حديث قيس قال تحملت بعلي على عثمان في أمر أي استشفعت به إليه.

١٤ ـ أربعين الشهيد : باسناده عن الكليني بسنده الصحيح ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : مر بالنبي رجل وهو يعالج في بعض حجراته فقال : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ألا أكفيك؟ قال : شأنك ، فلما فرغ قال رسول الله (ص) : حاجتك؟ قال : الجنة ، فأطرق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال : نعم ، فلما ولى قال له : يا عبدالله أعنا بطول السجود (١).

١٥ ـ الخرايج : روي عن مصور الصيقل قال : حججت فمررت بالمدينة فأتيت قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسلمت عليه ، ثم التفت فاذا أنا بأبي عبدالله عليه‌السلام ساجدا فجلست حتى مللت ، ثم قلت لاسبحن مادام ساجدا فقلت : سبحان ربي العظيم و بحمده أستغفر الله ربي وأتوب إليه ثلاث مائة مرة ونيفا وستين مرة ، فرفع رأسه ثم نهض.

فأتبعته وأنا أقول في نفسي : إن أذن لي دخلت عليه ثم قلت له : جعلت فداك أنتم تصنعون هكذا فكيف ينبغي لنا أن نصنع؟ فلما أن وقفت على الباب خرج إلى مصادف فقال : ادخل يا منصور ، فدخلت فقال : لي مبتدئا : يا منصور إنكم إن أكثرتم أو أقللتم فوالله مايقبل إلا منكم (٢).

____________________

(١) راجع الكافى ج ٣ ص ٢٦٦.

(٢) لايوجد في مختار الخرائج المطبوع.

١٦٥

١٦ ـ العيون : عن أحمد بن زياد ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن الحسن المدني ، عن عبدالله بن الفضل ، عن أبيه في حديث طويل أنه دخل على أبي الحسن موسى عليه‌السلام : قال : فاذا أنا بغلام أسود بيده مقص يأخذ اللحم من جبينه وعرنين أنفه من كثرة سجوده (١).

١٧ ـ كتاب الملهوف : عن علي بن الحسين عليه‌السلام أنه برز إلى الصحراء فتبعه مولا له فوجده ساجدا على حجارة خشنة ، فأحصى عليه ألف مرة لا إله إلا الله حقا حقا ، لا إله إلا الله تعبدا ورقا ، لا إله إلا الله إيمانا وصدقا. ثم رفع رأسه (٢).

١٨ ـ مشكوة الانوار : نقلا من المحاسن ، عن ابن اسامة ، عن أبي عبدالله قال : اقرء من ترى أنه يطيعني ويأخذ بقولي منهم السلام وأوصهم بتقوى الله ، و الورع في دينهم ، والاجتهاد لله ، وصدق الحديث ، وأداء الامانة ، وطول السجود وحسن الجوار ، فبهذا جاء محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله الحديث (٣).

وعن إسماعيل بن عمار قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : اوصيك بتقوى الله والورع وصدق الحديث وأداء الامانة وحسن الجوار وكثرة السجود فبذلك أمرنا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤).

وعن أبي بصير قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : يا أبا محمد عليكم بالورع والاجتهاد وصدق الحديث وأداء الامانة وحسن الصحابة لمن صحبكم وطول السجود فان ذلك من سنن الاوابين (٥).

____________________

(١) عيون الاخبار ج ١ ص ٧٧ في حديث طويل.

(٢) الملهوف : ١٧٤.

(٣) مشكاة الانوار : ٦٥ في حديث.

(٤) مشكاة الانوار : ٦٦.

(٥) مشكاة الانوار : ١٤٦.

١٦٦

وقال سمعته يقول : الاوابون هم التوابون (١).

١٩ ـ كتاب زيد الزراد : عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : إني لاكره للرجل أن تكون جبهته جلحاء ليس فيها شئ من أثر السجود ـ وبسط راحته ـ إنه يستحب للمصلي أن يكون ببعض مساجده شئ من أثر السجود فانه لا يأمن أن يموت في موضع لايعرف ، فيحضره المسلم فلا يدري على ما يدفنه.

____________________

(١) مشكاة الانوار : ١٠٩ و ١٤٦.

١٦٧

 ٣٠

* ( باب ) *

* ( سجود التلاوة ) *

الايات : الانشقاق : وإذا قرئ عليهم القرآن لايسجدون (١).

تفسير : قال الطبرسي ره (٢) عطف على قوله : ( فمالهم لايؤمنون ) أي ما الذي يصرفهم عن الايمان وعن السجود لله تعالى إذا يتلى عليهم القرآن ، وقيل معنى لايسجدون لايصلون لله تعالى ، وفي خبر مرفوع عن أبي هريرة قال : قرء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا السماء انشقت فسجد.

أقول : : ولا يبعد حمله على السجدات الواجبة أو الاعم منها ومن المندوبة وقد مر ساير الايات التي يحتمل فيها ذلك في باب السجود.

١ ـ كتاب المسائل : لعلي بن جعفر ، عن أخيه موسى عليه‌السلام قال : سألته عن الرجل يكون في صلاة في جماعة فيقرء إنسان السجدة كيف يصنع؟ قال : يومي برأسه (٣).

قال : وسألته عن الرجل يكون في صلاته فيقرء آخر السجدة ، قال : يسجد إذا سمع شيئا من العزائم الاربع ، ثم يقوم فيتم صلاته إلا أن يكون في فريضة فيومي برأسه إيماء (٤).

٢ ـ شرح النفلية : للشهيد الثاني روي أنه يقول في سجدة اقرأ : إلهي آمنا بما كفروا ، وعرفنا منك ما أنكروا ، وأجبناك إلى مادعوا إلهي العفو العفو.

٣ ـ السرائر : نقلا من كتاب النوادر لمحمد بن علي بن محبوب ، عن محمد

____________________

(١) الانشقاق : ٢١.

(٢) مجمع البيان ج ١٠ ص ٤٦٢.

(٣ ـ ٤) المسائل ـ البحار ج ١٠ ص ٢٧٩.

١٦٨

ابن الحسين ، عن محمد بن يحيى الخزاز ، عن غياث ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي عليهم‌السلام قال : لاتقضي الحائض الصلاة ، ولاتسجد إذا سمعت السجدة (١).

ومنه : من الكتاب المذكور ، عن علي بن خالد ، عن أحمد بن الحسن ، عن عمرو بن سعيد ، عن مصدق بن صدقة ، عن عمار الساباطي قال : سئل أبوعبدالله عليه‌السلام عن الرجل إذا قرئ العزائم كيف يصنع؟ قال : ليس فيها تكبير إذا سجدت ، ولا إذا قمت ، ولكن إذا سجدت قلت ما تقول في السجود (٢).

٤ ـ العلل : عن جعفر بن محمد بن مسرور ، عن الحسين بن محمد بن عامر ، عن عمه عبدالله ، عن محمد بن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن الرجل يقرء السجدة وهو على ظهر دابته؟ قال : يسجد حيث توجهت به ، فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يصلي على ناقته وهو مستقبل المدينة ، يقول الله عز وجل : ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) (٣).

٥ ـ العياشى : عن حماد بن عثمان عنه عليه‌السلام مثله (٤).

٦ ـ مجمع البيان : روى عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : العزائم ( الم تنزيل ، وحم السجدة ، والنجم إذا هوى ، واقرأ باسم ربك ) وماعداها في جميع القرآن مسنون ، وليس بمفروض (٥).

ومنه : قال : عن أئمتنا عليهم‌السلام أن السجود في سورة فصلت عند قوله : ( إن كنتم إياه تعبدون ) (٦).

٧ ـ غوالى اللئالى : روي في الحديث أنه لما نزل قوله تعالى : ( واسجد

____________________

(١) السرائر : ٤٧٧ راجع ج ٨١ ص ١١٨.

(٢) السرائر ص ٤٧٦.

(٣) علل الشرايع ج ٢ ص ٤٧ و ٤٨.

(٤) تفسير العياشى ج ١ ص ٥٧.

(٥) مجمع البيان ج ١٠ ص ٥١٦.

(٦) مجمع البيان ج ٩ ص ١٥.

١٦٩

واقترب ) سجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال في سجوده : أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لا احصي ثنآء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.

٨ ـ السرائر : نقلا من كتاب النوادر لاحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن عبدالله ابن المغيرة ، عن عبدالله بن سنان ، عن الوليد بن صبيح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال فيمن قرء السجدة وعنده رجل على غير وضوء قال : يسجد (١).

ومنه : عن علي بن رئاب ، عن الحلبي قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : يقرء الرجل السجدة وهو على غير وضوء قال : يسجد إذا كانت من العزائم (٢).

٩ ـ الخصال : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد ، عن أحمد ابن محمد بن أبي نصر ، عن داود بن سرحان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن العزائم أربع : اقرأ بسم ربك الذي خلق ، والنجم ، وتنزيل السجدة ، وحم السجدة (٣).

١٠ ـ المعتبر : نقلا من جامع البزنطي عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام فيمن يقرأ السجدة من القرآن من العزائم : لايكبر حين يسجد ، ولكن يكبر إذا رفع رسه (٤)

١١ ـ السرائر : نقلا من نوادر أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن العلا ، عن محمد بن مسلم قال : سألته عن الرجل يقرأ بالسورة فيها السجدة فينسى ، فيركع و يسجد سجدتين ، ثم يذكر بعد ، قال : يسجد إذا كانت من العزائم ، والعزائم أربع : الم تنزيل ، وحم السجدة ، والنجم ، واقرأ باسم ربك ، وكان علي بن الحسين عليه‌السلام يعجبه أن يسجد في كل سورة فيها سجدة (٥).

١٢ ـ العلل : عن محمد بن محمد بن عصام ، عن الكليني ، عن الحسين بن الحسن الحسيني وعلي بن محمد بن عبدالله جميعا ، عن إبراهيم بن إسحاق الاحمر ، عن عبدالرحمن بن

____________________

(١ ـ ٢) السرائر ص ٤٦٥.

(٣) الخصال ج ١ ص ١٢٠.

(٤) المعتبر : ٢٠٠.

(٥) السرائر : ٤٩٦.

١٧٠

عبدالله الخزاعي ، عن نصر بن مزاحم ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن أبي عليه‌السلام ماذكرلله نعمة عليه إلا سجد ولاقرأ آية من كتاب الله عزوجل فيها سجدة إلا سجد ، إلى أن قال فسمي السجاد لذلك (١).

١٣ ـ قرب الاسناد وكتاب المسائل : باسنادهما ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه عليه‌السلام قال : سألته عن الرجل يقرأ في الفريضة سورة النجم أيركع بها أويسجد ثم يقوم فيقرء بغيرها؟ قال : يسجد ثم يقوم فيقرء فاتحة الكتاب ثم يركع ، ولايعود يقرء في الفريضة بسجدة (٢).

قال : وسألته عن إمام يقرء السجدة فأحدث قبل أن يسجد كيف يصنع؟ قال : يقدم غيره فيسجد ويسجدون وينصرف فقدتمت صلاتهم (٣).

١٤ ـ دعائم الاسلام : مواضع السجود في القرآن خمسة عشر موضعا (٤)

____________________

(١) علل الشرايع ج ١ ص ٢٢٢.

(٢) قرب الاسناد : ٩٣ ط حجر : ١٢١ ط نجف ، المسائل المطبوع في البحار ج ١٠ ص ٢٨٥ مع اختلاف.

(٣) قرب الاسناد : ٩٤ ط حجر ص ١٢٣ ط نجف ، وقد مر شرح ذلك في الباب ٤٥ باب القراءة وآدابها تحت الرقم ص ١٥.

(٤) في الاعراف : ٢٠٦ قوله تعالى : ( ان الذين عند ربك لايستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ) والظاهر من الاية أن السجدة في حد نفسها عبادة خصوصا اذا كانت معها تسبيح ، فاذا يستفاد منها حرمة السجود لغيرالله عزوجل بالايات التى تنهى عن عبادة غيرالله.

٢ ـ وفى الرعد : ١٦ قوله تعالى : ( ولله يسجد من في السموات والارض طوعا و كرها وظلالهم بالغدو والاصال ) ويفيد بفحواه أن السجدة انما تكون بالوقوع على الارض كالظلال يفترش عليها وقد عرفت في ج ٨٤ ص ١٩٣ وجه الاستدلال به.

٣ ـ وفى النحل : ٤٨ ـ ٥٠ ، قوله تعالى : ( أولهم يروا إلى ما خلق الله من شئ يتفيؤ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون * ولله يسجد مافى السموات ومافى

١٧١

أولها آخر الاعراف ، وفي سورة الرعد ( وظلالهم بالغدو والاصال ) وفي النحل ( ويفعلون ما يؤمرون ) وفي بني إسرائيل ( ويزيدهم خشوعا ) وفي كهيعص ( خروا

____________________

الارض من دابة والملائكة وهم لايستكبرون * يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ).

٤ ـ وفى الاسراء : ١٠٧ ـ ١٠٩ قوله تعالى : قل آمنوا به أولا تؤمنوا ان الذين أوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا * ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا * ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ) وقد عرفت أن السجود على الاذقان سيرة النصارى ينبطحون على الارض كالعمود اذا سجد ، ولكن المسلمين تبعا لقدوتهم يسجدون على سبعة أعظم.

٥ ـ وفى مريم : ٥٨ قوله تعالى بعد ماذكر جمعا من الرسل : ( اولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية ابراهيم واسرائيل و ممن هدينا واجتبينا اذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ).

٦ ـ وفى الحج : ١٨ قوله تعالى : ( ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فماله من مكرم ان الله يفعل ما يشاء ).

٧ ـ وأما قوله عزوجل في الاية : ٧٧ ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ) فقد عرفت في ص ٩٧ ، أن الاية من امهات الكتاب توجب التعبد والعبادة بالركوع ثم السجود ، وهى صلاة المسلمين الان ، يمتثلون أمرها بفعل الصلاة آناء الليل والنهار ، فلا وجه للسجود عند قراءتها ، والا لكانت السجدة عندها فرضا عزيمة لامر بها لاندبا مسنونا ولكانت الركوع قبلها أيضا فرضا كما هو ظاهر.

٨ ـ وفى الفرقان : ٦٠ قوله تعالى في وصف المشركين : ( واذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا ).

٩ ـ وفى النمل : ٢٥ و ٢٦ قوله تعالى بعد ما وصف أهل سبأ بقوله ( وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله ) : ( ألا يسجدوا لله الذى يخرج الخبء في السموات والارض

١٧٢

سجدا وبكيا ) وفي الحج ( إن الله يفعل مايشاء ) وفيها ( وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ) وفي الفرقان ( وزادهم نفورا ) وفي النمل ( رب العرش العظيم ) وفي تنزيل السجدة ( وهم لايستكبرون ) وفي ص ( وخر راكعا وأناب ) وفي حم السجدة

____________________

ويعلم ماتخفون وماتعلنون * الله لا اله الا هو رب العرش العظيم ).

١٠ ـ وفى الم تنزيل ( السجدة ) : ١٥ قوله عزوجل : ( انما يؤمن بآياتنا الذين اذا ركوا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لايستكبرون ) وهى احدى العزائم الاربع.

١١ ـ وفى ص ٢٤ قوله عزوجل في وصف داود عليه‌السلام : ( وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب ) وعنوان الاية الكريمة في سجود التلاوة والاجماع على كون السجدة عند قراءتها مسنونة مندوبة ، يسلم أن الخرور على الارض كانت سجدة لاركوعا كما توهم ، وقد مر الكلام في الاية ج ٨٤ ص ١٩٦ وسيأتى في الباب الاتى انشاءالله تعالى.

١٢ ـ وفى السجدة ( فصلت ) ٣٧ قوله عزوجل : ( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لاتسجدوا للشمس ولاللقمر واسجدوا لله الذى خلقهن ان كنتم اياه تعبدون ) و هى الثانية من العزائم الاربع وتفيد بسياقها أن السجدة عبادة لله عزوجل.

١٣ ـ وفى النجم : ٦٢ قوله عزوجل : ( أفمن هذا الحديث تعجبون * وتضحكون ولاتبكون * وأنتم سامدون * فاسجدوا لله واعبدوا ) وهى الثالثة من العزائم الاربع : و يظهر منها أيضا أن السجدة في حد نفسها عبادة لله كما مر.

١٤ ـ وفى الانشقاق : ٢١ قوله تعالى : ( فما لهم لايؤمنون * واذا قرئ عليهم القرآن لايسجدون ).

١٥ ـ وفى العلق : ١٩ قوله تعالى : بعد ماذكر في (٩ ـ ١٠) : ( أرأيت الذى ينهى * عبدا اذا صلى ) : ( كلا لاتطعه واسجد واقترب ) وهى الاخيرة من العزائم الاربع ، وتصرح بسياقها أن الاصلاة كانت حينئذ بقراءة القرآن ثم السجود من دون ركوع.

ولعلهم كانوا يقرؤن القرآن ويرتلونه سورة بعد سورة على ما عرفت في ص ١ و ٢

١٧٣

( إن كنتم إياه تعبدون ) وفي آخر النجم ، وفي إذا السماء انشقت ( وإذا قرء عليهم القرآن لايسجدون ) وآخر اقرأ باسم ربك (١).

وروينا عن أبي جعفر محمد بن علي عليه‌السلام أنه قال : العزائم من سجود القرآن أربع : في الم تنزيل السجدة ، وحم السجدة ، والنجم ، واقرأ باسم ربك ، قال : فهذه العزائم لابد من السجود فيها ، وأنت في غيرها بالخيار ، إن شئت فاسجد ، وإن شئت فلا تسجد (٢).

____________________

ثم اذا ارادوا أن يسجدوا قرؤا سورة فصلت أو الم تنزيل حتى اذا بلغوا آية السجدة خروا سجدا لله وسبحوا بحمد ربهم داخرين غير مستكبرين ، واحتسبوا بها سجدة واحدة على حد احتسابنا بالركعات ، ثم قاموا وقرؤا بقية السورة ثم سورة أخرى وأخرى حتى اذا أرادوا أن يسجدوا السجدة الاخرة وينصرفوا عن صلاتهم ، قرؤا سورة النجم أو سورة العلق إلى آخرها ثم وقعوا ساجدين بحمد ربهم.

(١ و ٢) دعائم الاسلام ج ١ ص ٢١٤ و ٢١٥ ، وانما صارت سجدة فصلت والنجم و العلق عزيمة فريضة لظاهر الامر بها في القرآن العزيز ، واما سجدة الم تنزيل لما فيها من الاغراء الشديد والاشارة إلى أنها سجدة العبادة التى يسجدها المؤمنون فقط بقوله ( انما ) وقوله : ( وهم لايستكبرون ) أى عن العبادة مع أن المشركين يستكبرون ، وقوله بعدها : ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ) يعنى صلاة الليل التى سن لهم في سورة المزمل وغيرها.

وانما صارت سائر السجدات مسنونا لانها لاتأمر بالسجدة ولاتحكى سجدة قدماء المسلمين في صلواتهم بل انما تحكى سجدة الملائكة الذين عند ربنا ( الاعراف : ٢٠٦ ) أو سجدة من في السموات والارض طوعا وكرها من دابة أو ملائكة ( الرعد : ١٦ والنحل : ٤٩ ) أو سجدتهم مع سجدة الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر ( الحج : ١٨ ) أو سجدة النصارى على أذقانهم ( أسرى ، ١٠٧ ـ ١٠٩ ) أو سجدة الانبياء المتقدمين وأممهم ( مريم : ٥٨ : ٢٤ ) أو يوبخ المشركين بأنهم لايسجدون لله ( الفرقان : ٦٠ ، النمل : ٢٥ ، الانشقاق : ٢١ ).

١٧٤

قال : وكان علي بن الحسين عليه‌السلام يعجبه أن يسجد فيهن كلهن (١).

وعن جعفر بن محمد عليه‌السلام أنه قال : من قرأ السجدة أو سمعها من قارئ يقرؤها وكان يستمع قراءته ، فليسجد ، فان سمعها وهو في صلاة فريضة من غير إمام أومأ برأسه ، وإن قرأها وهو في الصلاة سجد وسجد معه من خلفه إن كان إماما ، ولا ينبغي للامام أن يتعمد قراءة سورة فيها سجدة في صلاة فريضة (٢).

وعنه أنه قال : ومن قرأ السجدة أو سمعها سجد أي وقت كان ذلك مما تجوز الصلاة فيه أو لاتجوز ، وعند طلوع الشمس وعند غروبها ، ويسجد وإن كان على غير طهارة ، وإذا سجد فلا يكبر ولايسلم إذا رفع ، وليس في ذلك غير السجود و يسبح ويدعو في سجوده بما تيسر من الدعاء (٣).

وعنه عليه‌السلام أنه قال : إذا قرأ المصلي سجدة انحط فسجد ثم قام فابتدء من حيث وقف ، فان كانت في آخر السورة فليسجد ثم يقوم فيقرأ بفاتحة الكتاب و يركع ويسجد (٤).

وعن أبي جعفر محمد بن علي عليه‌السلام أنه قال : إذا قرأت السجدة وأنت جالس فاسجد متوجها إلى القبلة ، وإذا قرأتها وأنت راكب فاسجد حيث توجهت فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يصلي على راحلته وهو متوجه إلى المدينة بعد انصرافه من مكة يعني النافلة ، قال : وفي ذلك قول الله : ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) (٥).

____________________

نعم لما كانت الايات بسياقها تغرى إلى السجود لله عزوجل ، لابما أنها سجدة في صلاة لهم ، كان النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله يسجد عند قراءتها أدبا وايذانا بأنا أيضا ساجدون لله طوعا كما تسجد الملائكة لانستكبر كما يستكبر المشركون عن السجود لله عزوجل ، فتكون سنة في غير فريضة الاخذ بها فضيلة وتركها إلى غير خطيئة.

(١) دعائم الاسلام ج ١ ص ٢١٥ ، والظاهر أن المراد سجدته عليه‌السلام في المواضع الخمسة عشر ، لافى كل مورد ذكر فيه السجدة كما عرفت عن العلل تحت الرقم ١٢.

(٢ ـ ٣) دعائم الاسلام ج ١ ص ٢١٥.

(٤ ـ ٥) دعائم الاسلام ج ١ ص ٢١٦.

١٧٥

فروع

* ( لابد من التعرض لها لفهم تلك الاخبار ) *

الاول : لاخلاف بين الاصحاب في أن سجدات القرآن خمس عشرة كما مر ونقل الشهيد إجماع الاصحاب عليه ، وقال الصدوق ويستحب أن يسجد في كل سورة فيها سجدة ، فيدخل فيه آل عمران عند قوله : ( يا مريم اقنتي لربك واسجدي ) (١) و غيرها ويؤمي إليه مامر في خبر العلل ، والواجب منها الاربع المشهورة ، ولاخلاف فيه بين الاصحاب ، وقد سبقت الاخبار الدالة عليه.

الثانى : لاخلاف بين الاصحاب في وجوب السجود على القارئ والمستمع ، و إنما اختلفوا في السامع من غير إصغاء ، فذهب الشيخ إلى عدم وجوبه عليه (٢) ونقل الاجماع عليه في الخلاف ، وقال ابن إدريس : يجب السجود على السامع وذكر أنه إجماع الاصحاب ، والاخبار مختلفة ، ويمكن الجمع بينها بحمل ما دل على الامر بالسجود على الاستحباب أو حمل مادل على عدم الوجوب على التقية ، لموافقته لمذهب العامة وهو أحوط.

الثالث : الاظهر أن موضع السجود في الاربع بعد الفراغ من الاية ، وقال المحقق في المعتبر قال الشيخ في الخلاف : موضع السجدة في حم السجدة عند قوله : ( واسجدوا لله ) وقال في المبسوط ( إن كنتم إياه تعبدون ) والاول أولى ، وقال الشافعي وأهل الكوفة عند قوله : ( وهم لايسأمون ) لنا أن الامر بالسجود مطلق ويكون للفور ، فلايجوز التأخير.

وقال في الذكرى : ليس كلام الشيخ صريحا فيه ولاظاهرا ، بل ظاهره السجود عند تمام الاية لانه ذكر في أول المسألة أن موضع السجود في حم عند قوله ( واسجدوا

____________________

(١) آل عمران : ٤٣.

(٢) لان الملاك درك معنى الاية وتعقل الامر بالسجود حتى يتوجه اليه الامر و ليس الا بالاصغاء.

١٧٦

لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ).

ثم قال : وأيضا قوله : ( فاسجدوا لله الذي خلقهن ) أمر والامر يقتضي الفور عندنا ، وذلك يقتضي السجود عقيل الاية ، ومن المعلوم أن آخر الاية ( تعبدون ) ولان تخلل السجود في أثناء الاية يؤدي إلى الوقوف على المشروط دون الشرط وإلى ابتداء القاري بقوله : ( إن كنتم إياه تعبدون ) وهو مستهجن عند القراء ، ولانه لاخلاف فيه بين المسلمين ، إنما الخلاف في تأخير السجود إلى يسأمون ، فان ابن عباس والثوري وأهل الكوفة والشافعي يذهبون إليه والاول هو المشهور عند الباقين فاذا ما اختاره في المعتبر لاقائل به ، فان احتج بالفور قلنا هذا القدر لايخل بالفور ، وإلا لزم وجوب السجود في باقي الاي العزايم عند صيغة الامر وحذف مابعده من اللفظ ، ولم يقل به أحد انتهى كلامه رفع الله مقامه ، ولايخفى متانته.

ورأيت في بعض تعليقات الشيخ البهائي قدس سره قول بعض الاصحاب بوجوب السجود عند التلفظ بلفظ السجدة في جميع السجدات الاربع ، ولم أر هذا القول في كلام غيره وقد صرح في الذكرى بعدم القول به فلعله اشتباه.

الرابع : هل الطهارة شرط فيها؟ الاقرب عدمه (١) والروايات في الحائض متعارضة ووجوبه عليها أقوى ، والاحوط لها عدم الاستماع ، والسجود مع السماع ، ثم القضاء بعد الطهر ، قال في الذكرى : الاظهر أن الطهارة غير شرط في هذا السجود للاصل ولرواية أبي بصير (٢) وفي النهاية منع من سجود الحائض ، وابن الجنيد ظاهره اعتبار الطهارة وأما ستر العورة والطهارة من الخبث واستقبال القبلة فظاهر الاكثر أنه لاخلاف في عدم اشتراطها ، ويطهر الخلاف فيها أيضا من بعضهم ، و الاقوى عدمه.

____________________

(١) دليل الطهارة من آيات الله الحكيم انما توجه إلى الصلاة ، ولاريب أن سجدة التلاوة انما كانت صلاة قبل ايجاب الركوع وأما بعده إلى الان فلا تكون صلاة ولابحكم الصلاة وهو ظاهر.

(٢) التهذيب ج ١ ص ٢١٩.

١٧٧

الخامس : اختلف الاصحاب في غير الجبهة من أعضاء السجود ، هل يجب وضعها والسجود عليها؟ واختلفوا أيضا في وجوب وضع الجبهة على مايصح السجود عليه ، والاحوط رعاية جميع ذلك ، وإن لم يقم دليل مقنع على الاشتراط ، قال في الذكرى : وفي اشتراط السجود على الاعضاء السبعة أو الاكتفاء بالجبهة نظر من أنه السجود المعهود ، ومن صدقه بوضع الجبهة ، وكذا في السجود على مايصح السجود عليه في الصلاة من التعليل هناك : بأن الناس عبيد ما يأكلون ويلبسون ، وهو يشعر بالتعميم.

السادس : المشهور بين الاصحاب عدم وجوب التكبير لها والذكر فيها ، وقال أكثر العامة بوجوب التكبير قبلها ، نعم يستحب التكبير عند الرفع ، وظاهر الشهيد في الذكرى والشيخ في المبسوط والخلاف الوجوب ، وصرح العلامة في المنتهى وغيره بالاستحباب ، وهو أقوى ، والاحوط عدم الترك لورود الامر به في الاخبار ، وقال في المنتهى : يستحب أن يقول في سجوده ( إلهي آمنا بما كفروا ، وعرفنا منك ما أنكروا وأجبناك إلى مادعوا فالعفو العفو ) قاله ابن بابويه (١) وقال أيضا : وقد روي أنه يقال في سجدة العزائم ( لا إله إلا الله حقا حقا ، لا إله إلا الله إيمانا وتصديقا ، لا إله إلا الله عبودية ورقا ، سجدت لك يارب تعبدا ورقا ، لامستنكفا ولامستكبرا بل أنا عبد ذليل خائف مستجير ) انتهى.

وأقول : قال الصدوق : في مجالسه (٢) فيما وصف لاصحابه من دين الامامية وأما سجدة العزايم فيقال فيها : لا إله إلا الله حقا حقا إلى قوله : مستجير ، وقال : ويكبر إذا رفع رأسه.

وقال الشهيد في البيان : وفي المعتبر للراوندي من قرأ في نافلة اقرأ سجد ، وقال إلهي آمنا إلى قوله : ( إلهى العفو العفو ) ثم يرفع رأسه ويكبر ، وروي أنه يقال : في العزائم ( لا إله إلا الله حقا حقا إلى قوله : ( تعبدا ورقا ) وقال فيه : وروى ابن

____________________

(١) الفقيه ج ١ ص ٢٠١.

(٢) أمالى الصدوق : ٣٨٢.

١٧٨

محبوب (١) عن عمار ، عن الصادق عليه‌السلام لاتكبر إذا سجدت ، ولا إذا قمت وإذا سجدت قلت ماتقول في السجود ، وهو خيرة ابن الجنيد ، وقال يكبر لرفعه منها إن كان في صلاة خاصة.

أقول : وروى الكليني في الصحيح ، عن أبي عبيدة الحذاء (٢) عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا قرأ أحدكم السجدة من العزائم فليقل في سجوده ( سجدت لك تعبدا ورقا لامستكبرا عن عبادتك ولامستنكفا ولامتعظما بل أنا عبد ذليل خائف مستجير.

السابع : قيل : وقت نيتها الهوي إليها ، وقيل عند وضع الجبهة ، ولعل التخيير أقوى ، وقيل يجوز عند استدامة الوضع وفيه إشكال ، وإن كان الامر في النية هينا.

الثامن : نقلوا الاجماع على فوريتها فلو أخرها عن الفراغ من الاية بما يخرج به عن الفورية أثم ، وهل تصير حينئذ قضاء أم تبقى مدة العمر أداء؟ اختار في المعتبر الثاني وفي الذكرى الاول ، ولعل المعتبر مختار المعتبر ، وكونه على الفور لا يوجب القضاء بفواته كالحج وصلاته الزلزلة ، ولعله لاحاجة إلى نية الاداء والقضاء وكذا الكلام في المستحب.

التاسع : قال في الذكرى : تتعدد السجدة بتعدد السبب ، سواء تخلل السجود أولا ، لقيام السبب وأصالة عدم التداخل ، وروى محمد بن مسلم (٣) عن الباقر عليه‌السلام قال : سألته عن الرجل يتعلم السورة من العزائم فيعاد عليه مرارا في المقعد الواحد ، قال عليه‌السلام : عليه أن يسجد كل ما سمعها ، وعلى الذي يعلمه أيضا أن يسجد.

أقول : لاشك مع تخلل السجود في التعدد ، وأما مع عدمه فالحكم به مشكل ، إذ لانسلم أن الاصل عدم التداخل ، بل تدل أخبار كثيرة على أنه إذا

____________________

(١) السرائر ص ٤٧٦.

(٢) الكافى ج ٣ ص ٣٢٨.

(٣) التهذيب ج ١ ص ٢٢٠.

١٧٩

اجتمعت لله عليك حقوق كفاك حق واحد ، والخبر وإن كان صحيحا لايدل على هذا الشق ، والاحوط العمل بالمشهور.

العاشر : قال في المنتهى : إذا قرأ السجدة على الراحلة في السفر وأمكنه السجود وجب ، وإن لم يتمكن أومأ بالسجود ، حيث كان وجهه ، لان عليا عليه‌السلام أومأ على الراحلة ، نقله الجمهور ، ولو كان ماشيا وأمكن السجود على الارض وجب وإلا أومأ.

أقول : قدمر بعض الاخبار والاحكام في باب القراءة وباب الحيض.

١٨٠