بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

سحت أكلوه ، وخمس استحلوه وباطل أسسوه ، وجور بسطوه ، وظلم نشروه ، ووعد أخلفوه ، وعهد نقضوه ، وحلال حرموه وحرام حللوه ، ونفاق أسروه ، وغدر أضمروه وبطن فتقوه ، وضلع كسروه ، وصك مزقوه ، وشمل بددوه ، وذليل أعزوه ، وعزيز أذلوه ، وحق منعوه ، وإمام خالفوه.

اللهم العنهما بكل آية حرفوها ، وفريضة تركوها ، وسنة غيروها ، وأحكام عطلوها ، وأرحام قطعوها ، وشهادات كتموها ، ووصية ضيعوها ، وأيمان نكثوها ودعوى أبطلوها ، وبينة أنكروها ، وحيلة أحدثوها ، وخيانة أوردوها ، وعقبة ارتقوها ودباب دحرجوها ، وأزياف لزموها [ وأمانة خانوها ] ظ.

اللهم العنهما في مكنون السر وظاهر العلانية لعنا كثيرا دائبا أبدا دائما سرمدا لا انقطاع لامده ، ولانفاد لعدده ، ويغدو أوله ولا يروح آخره ، لهم ولاعوانهم و أنصارهم ومحبيهم ومواليهم والمسلمين لهم ، والمائلين إليهم والناهضين بأجنحتهم والمتقدين بكلامهم ، والمصدقين بأحكامهم.

ثم يقول : اللهم عذبهم عذابا يستغيث منه أهل النار آمين رب العالمين ) أربع مرات ، ودعا عليه‌السلام في قنوته :

اللهم صل على محمد وآل محمد ، وقنعني بحلالك عن حرامك ، وأعذني من الفقر إني أسأت وظلمت نفسي ، واعترفت بذنوبي ، فها أنا واقف بين يديك ، فخذ لنفسك رضاها من نفسي ، لك العتبى لا أعود ، فان عدت فعد على بالمغفرة والعفو ، ثم قال عليه‌السلام : العفو العفو مائة مرة ، ثم قال : أستغفر الله العظيم من ظلمي وجرمي و إسرافي على نفسي وأتوب إليه ، مائة مرة ، فلما فرغ عليه‌السلام من الاستغفار ركع وسجد وتشهد وسلم (١).

بيان : قال الكفعمي رحمه الله ، عند ذكر الدعاء الاول : هذا الدعاء من غوامض الاسرار ، وكرائم الاذكار ، وكان أميرالمؤمنين عليه‌السلام يواظب في ليله ونهاره وأوقات أسحاره ، والضمير ( في جبتيها وطاغوتيها وإفكيها ) راجع إلى قريش و

____________________

(١) البلد الامين : ٥٥١ ـ ٥٥٢.

٢٦١

من قرأ ( جبتيهما وطاغوتيهما وإفكيهما ) على التثنية فليس بصحيح ، لان الضمير حينئذ يكون راجعا في اللغة إلى جبتي الصنمين وطاغوتيهما وإفكيهما ، وذلك ليس مراد أميرالمؤمنين عليه‌السلام وإنما مراده عليه‌السلام لعن صنمي قريش ، ووصفه عليه‌السلام لهذين الصنمين بالجبتين والطاغوتين والافكين تفخيما لفسادهما وتعظيما لعنادهما ، وإشارة إلى ما أبطلاه من فرائض الله ، وعطلاه من أحكام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

والصنمان هما الفحشاء والمنكر. قال شارح هذا الدعاء : الشيخ العالم أبو ـ السعادات أسعد بن عبدالقاهر في كتابه رشح البلاء في شرح هذا الدعاء ، الصنمان الملعونان ، هما الفحشاء والمنكر ، وإنما شبهتهما عليه‌السلام بالجبت والطاغوت لوجهين : إما لكون المنافقين يتبعونهما في الاوامر والنواهي غير المشروعة ، كما اتبع الكفار هذين الصنمين ، وإما لكون البراءة منهما واجبة لقوله تعالى : ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ) (١).

وقوله : ( اللذين خالفا أمرك ) إشارة إلى قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) (٢) فخالفا الله ورسوله في وصيه بعد ما سمعا من النص عليه مالا يحتمله هذا المكان ، ومنعاه في حقه فضلوا وأضلوا وهلكوا وأهلكوا وإنكارهما الوحي إشارة إلى قوله تعالى : ( بلغ ما انزل إليك من ربك فان لم تفعل فما بلغت رسالته ) (٣).

( وجحدهما الانعام ) إشارة إلى أنه تعالى بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله رحمة للعالمين ، ليتبعوا أوامره ، ويجتنبوا نواهيه ، فاذا أبوا أحكامه وردوا كلمته فقد جحدوا نعمته وكانوا كما قال سبحانه : ( كلما جاءهم رسول بمالا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون ) (٤).

____________________

(١) البقرة : ٢٥٦.

(٢) النساء : ٥٩.

(٣) المائدة : ٦٧.

(٤) المائدة : ٧٠.

٢٦٢

وأما عصيانهم الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله فلقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي من أطاعك فقد أطاعني ، ومن عصاك فقد عصاني ، وأما قلبهما الدين فهو إشارة إلى ما غيراه من دين الله كتحريم عمر المتعتين وغير ذلك مما لايحتمله هذا المكان وأما تغييرهما الفرض إشارة إلى ماروي عنه عليه‌السلام أنه رأى ليلة الاسرى مكتوبا على ورقة من آس أني افترضت محبة علي على امتك ، فغيروا فرضه ، ومهدوا لمن بعدهم بغضه ، وسبه حتى سبوه على منابرهم ألف شهر.

و ( الامام المقهور منهم ) يعني نفسه عليه‌السلام ، ونصرهم الكافر إشارة إلى كل من خذل عليا عليه‌السلام وحاد الله ورسوله ، وهو سبحانه يقول : ( لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حادالله ) (١) الاية ( وطردهم الصادق ) إشارة إلى أبي ذر طرده عثمان إلى الربذة ، وقد قال النبى صلى الله عليه في حقه : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء الحديث ( وإيواؤهم الطريد ) وهو الحكم بن أبي العاص طرده النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فلما تولى عثمان آواه ( وإيذائهم الولي ) يعني عليا عليه‌السلام ( وتوليتهم المنافق ) إشارة إلى معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة والوليد بن عتبة و عبدالله بن أبي سرح والنعمان بن بشير ( وإرجائهم المؤمن ) إشارة إلى أصحاب علي عليه‌السلام كسلمان والمقداد وعمار وأبي ذر ، والارجاء التأخير ، ومنه قوله تعالى : ( أرجه وأخاه ) (٢) مع أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقدم هؤلاء وأشباههم على غيرهم.

والحق المخفي هو الاشارة إلى فضائل علي عليه‌السلام ومانص عليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الغدير وكحديث الطاير وقوله عليه‌السلام : يوم خيبر لاعطين الراية غدا الحديث ، و حديث السطل والمنديل ، وهوي النجم في داره ، ونزول هل أتى فيه وغير ذلك مما لايتسع لذكره هذا الكتاب :

وأما المنكرات التي أتوها فكثيرة جدا وغير محصورة عدا حتى روي أن

____________________

(١) المجادلة : ٢٢.

(٢) الاعراف : ١١١.

٢٦٣

عمر قضى في الجده بسبعين قضية غير مشروعة ، وقد ذكر العلامة قدس الله سره في تاب كشف الحق ونهج الصدق ، فمن أراد الاطلاع على جملة مناكرهم ، وما صدر من الموبقات عن أولهم وآخرهم ، فعليه بالكتاب المذكور ، وكذا كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة وكتاب مسالب الغواصب في مثالب النواصب ، وكتاب الفاضح ، وكتاب الصراط المستقيم ، وغير ذلك مما لايحتمل هذا المكان ذكر الكتب فضلا عما فيها.

وقوله : ( فقد أخربا بيت النبوة اه ) إشارة إلى ما فعله الاول والثاني مع علي عليه‌السلام وفاطمة عليها‌السلام من الايذاء ، وأرادا إحراق بيت علي عليه‌السلام بالنار ، وقاداه قهرا كاجمل المخشوش ، وضغطا فاطمة عليها‌السلام في بابها حتى سقطت بمحسن ، وأمرت أن تدفن ليلا لئلا الاول والثاني جنازتها وغير ذلك من المناكير.

وعن الباقر عليه‌السلام ما اهرقت محجمة دم إلا وكان وزرها في أعناقهما إلى يوم القيامة ، من غير أن ينتقص من وزر العاملين شئ ، وسئل زيد بن علي بن الحسين عليهما‌السلام وقد أصابه سهم في جبينه : من رماك به؟ قال : هما رمياني ، هما قتلاني.

وقوله : ( وحرفا كتابك ) يريد به حمل الكتاب على خلاف مراد الشرع لترك أوامره ونواهيه ، ومحبتهما الاعداء إشارة إلى الشجرة الملعونة بني امية ومحبتهما لهم ، حتى مهدا لهم أمر الخلافة بعدهما ، وجحدهما الالاء كجحدهما النعماء ، و قدمر ذكره ، وتعطيلهما الاحكام يعلم مما تقدم ، وكذا إبطال الفرائض ، والالحاد في الدين الميل عنه.

( ومعاداتهما الاولياء ) إشارة إلى قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله ) (١) الاية ( وتخريبهما البلاد وإفسادهما العباد ) هو مما هدموا من قواعد الدين ، وتغييرهم أحكام الشريعة ، وأحكام القرآن ، وتقديم المفضول على الفاضل ( والاثر الذي أنكروه ) إشارة إلى استيثار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا من بين أفاضل أقاربه و

__________________

(١) المائدة : ٥٥.

٢٦٤

جعله أخا ووصيا ، وقال له : أنت مني بمنزلة هارون من موسى وغير ذلك ثم بعد ذلك كلها أنكروه ( والشر الذي آثروه ) هو إيثارهم الغير عليه ، وهو إيثار شر متروك مجهول على خير مأخوذ معلوم ، هذا مثل قوله عليه‌السلام : ( علي خير البشر من أبى فقد كفر ).

( والدم المهراق ) هو جميع من قتل من العلويين ، لانهم أسسوا ذلك كما ذكرناه من قبل من كلام الباقر عليه‌السلام ( ما اهرقت محجمة دم ) اه حتى قيل * وأريتكم أن الحسين اصيب في يوم الثقيفة * (١) والخبر المبدل منهم عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كثير كقولهم أبوبكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة وغير ذلك مما هو مذكور في مظانه.

والكفر المنصوب : هو أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نصب عليا عليه‌السلام علما للناس وهاديا فنصبوا كافرا وفاجرا ، والارث المغصوب : هو فدك فاطمة عليها‌السلام ، والسحت المأكول هي التصرفات الفاسدة في بيت مال المسلمين ، وكذا ما حصلوه من ارتفاع الفدك من التمر والشعير ، فانها كانت سحتا محضا ، والخمس المستحل : هو الذي جعله سبحانه لال محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فمنعوهم إياه واستحلوه حتى أعطى عثمان مروان بن الحكم خمس افريقية وكان خمس مائة ألف دينار بغيا وجورا ، والباطل المؤسس : هي الاحكام الباطلة التي أسسوها وجعلوها قدوة لمن بعدهم ، والجور المبسوط هو بعض جورهم الذي مر ذكره.

( والنفاق الذي أسروه ) هو قولهم في أنفسهم لما نصب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام للخلافة قالوا : والله لانرضى أن تكون النبوة والخلافة لبيت واحد ، فلما توفي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أظهر واما أسروه من النفاق ، ولهذا قال علي عليه‌السلام : والذي فلق الحبة و برئ النسمة ما أسلموا ، ولكن استسلموا : أسروا الكفر ، فلما رأوا أعوانا عليه أظهروه.

وأما الغدر المضمر : هو ما ذكرناه من إسرارهم النفاق ، والظلم المنشور كثير أوله أخذهم الخلافة منه عليه‌السلام بعد فوت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والوعد المخلف هو ما وعدوا

____________________

(١) راجع كشف الغمة ج ٢ ص ٦٩.

٢٦٥

النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله من قبولهم ولاية علي عليه‌السلام والايتمام به فنكثوه ، والامانة الذي خانوها هي ولاية علي عليه‌السلام في قوله تعالى : ( إنا عرضنا الامانة على السموات ) الاية (١). والانسان هم لعنهم الله ، والعهد المنقوض : هو ماعاهدهم به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الغدير على محبة علي عليه‌السلام وولايته ، فنقضوا ذلك.

والحلال المحرم كتحريم المتعين ، وعكسه كتحليل الفقاع وغير ذلك ، و والبطن المفتوق بطن عمار بن ياسر ضربه عثمان على بطنه فأصابه الفتق ، والضلع المدقوق والصك الممزوق إشارة إلى ما فعلاه مع فاطمة عليها‌السلام من مزق صكها ودق ضلعها ، والشمل المبدد هو تشتيت شمل أهل البيت عليهم‌السلام وكذا شتتوا بين التأويل والتنزيل وبين الثقلين الاكبر والاصغر ، وإعزاز الذليل وعكسه معلوما المعنى وكذا الحق الممنوع ، وقد تقدم مايدل على ذلك.

والكذب المدلس مر معناه في قوله عليه‌السلام ( وخبر بدلوه ) والحكم المقلب مر معناه في أول الدعاء في قوله عليه‌السلام ( وقلبا دينك ) والاية المحرفة مر معناه في قوله عليه‌السلام : ( حرفا كتابك ) والفريضة المتروكة هي موالاه أهل البيت عليهم‌السلام لقوله تعالى ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) (٢) والسنة المغيرة كثيرة لا تحصى ، وتعطيل الاحكام يعلم مما تقدم ، والبيعة المنكوثة هي نكثهم بيعته كما فعل طلحة والزبير ، والرسوم الممنوعة هي الفئ والخمس ونحو ذلك ، والدعوى المبطلة إشارة إلى دعوى الخلافة وفدك ، والبينة المنكرة هي شهادة على والحسنين عليهم‌السلام وام أيمن لفاطمة عليها‌السلام فلم يقبلوها.

والحيلة المحدثة هي اتفاقهم أن يشهدوا على علي عليه‌السلام بكبيرة توجب الحد إن لم يبايع ، وقوله : وخيانة أوردوها إشارة إلى يوم الثقيفة لما احتج الانصار على أبي بكر بفضائل علي عليه‌السلام وأنه أولى بالخلافة ، فقال أبوبكر : صدقتم ذلك ولكنه نسخ بغيره لاني سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إنا أهل بيت أكرمنا الله بالنبوة ولم يرض لنا

____________________

(١) الاحزاب : ٧٢.

(٢) الشورى : ٢٣.

٢٦٦

بالدنيا وأن الله لن يجمع لنا بين النبوة والخلافة ، وصدقه عمر وأبوعبيدة و سالم مولى حذيفة على ذلك ، وزعموا أنهم سمعوا هذا الحديث من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كذبا وزورا فشبهوا على الانصار والامة ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من كذب على متعمدا فليتبوء مقعده في النار.

وقوله : ( وعقبة ارتقوها ) إشارة إلى أصحاب العقبة وهم أبوبكر وعمر و عثمان وطلحة والزبير وأبوسفيان ومعاوية ابنه وعتبة بن أبي سفيان وأبوالاعور السلمي والمغيرة بن شعبة وسعد بن أبي وقاص وأبوقتادة وعمرو بن العاص وأبو ـ موسى الاشعري اجتمعوا في غزوة تبوك على كؤد لايمكن أن يجتاز عليها إلا فرد رجل أو فرد جمل ، وكان تحتها هوة مقدار ألف رمح من تعدى عن المجرى هلك من وقوعه فيها ، وتلك الغزوة كانت في أيام الصيف. والعسكر تقطع المسافة ليلا فرارا من الحر فلما وصلوا إلى تلك العقبة أخذوا دبابا كانوا هيؤها من جلد حمار ، ووضعوا فيها حصى وطرحوها بين يدي ناقة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لينفروها به فتلقيه في تلك الهوة فيهلك صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فنزل جبرئيل عليه‌السلام على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بهذه الاية ( يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بمالم ينالوا ) (١) الاية وأخبره بمكيدة القوم ، فأظهر الله تعالى برقا مستطيلا دائما حتى نظر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى القوم وعرفهم وإلى هذه الدباب التي ذكرناها أشار عليه‌السلام بقوله : ( وباب دحرجوها ) وسبب فعلهم هذا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كثرة نصه على علي عليه‌السلام بالولاية والامامة والخلافة ، وكانوا من قبل نصه أيضا يسوؤنه لان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سلطه على كل من عصاه من طوائف العرب ، ققتل مقاتليهم ، وسبا ذراريهم ، فما من بيت إلا وفي قلبه ذحل ، فانتهزوا في هذه الغزوة هذه الفرصة ، وقالوا إذا هلك محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله رجعنا إلى المدينة ، ونرى رأينا في هذا الامر من بعده ، وكتبوا بينهم كتابا فعصم الله نبيه منهم ، وكان من فضيحتهم ما ذكرناه.

____________________

(١) براءة : ٧٤.

٢٦٧

وقوله : وأزياف لزموها ) الازياف جمع زيف ، وهو الدرهم الردى غير المسكوك الذي لاينتفع به أحد ، شبه أفعالهم الردية وأقوالهم الشنيعة بالدرهم الزيف الذي لايظهر في البقاع ، ولايشترى به متاع ، فلافعالهم الفضيحة وأقوالهم الشنيعة ، وذكرهم الله تعالى في قوله : ( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة ) (١).

( والشهادات المكتومة ) هي ماكتموا من فضائله ومناقبه التي ذكرها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهي كثيرة جدا وغير محصورة عدا ( والوصية المضيعة ) هي قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اوصيكم بأهل بيتي وآمركم بالتمسك بالثقلين ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ، وأمثال ذلك انتهى كلامه قدس سره.

قوله : ( لان الضمير ) لايخفى ما فيه إذ لامانع حينئذ من إرجاع الضمير إلى الصنمين ، ولاريب في أن تأنيث الضماير أظهر ، لكن العلة معلولة ، قوله : ( إلى استيثار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ) الظاهر أن المراد بالاثر إما الخبر وآثار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ولعله حمل الاثر على الذي آثر الله ورسوله ، واختاره على غيره ، وهو بعيد لفظا ويحتمل أن يكون في نسخته ( وأثير ) على فعيل. قوله : ( الازياف جمع زيف ) أقول : في بعض النسخ بالراء المهملة جمع ريف بالكسر ، وهي أرض فيها زرع وخصب ، والسعة في المأكل والمشرب ، وماقارب الماء من أرض العرب ، أو حيث الخضر والمياه و الزروع ، ولايخفى مناسبة الكل.

ثم إنا بسطنا الكلام في مطاعنهما في كتاب الفتن ، وإنما ذكرنا هنا ما أورده الكفعمي ليتذكر من يتلو الدعاء بعض مثالبهما لعنة الله عليهما وعلى من يتولاهم.

٦ ـ مهج الدعوات (٢) : ومن ذلك دعاء وجدناه بخط الرضي الموسوى رضوان الله عليه نذكره بلفظه ، وتنظر المراد منه.

بسم الله الرحمن الرحيم وجدت في كتاب القاضي علي بن محمد الفزاري أيده الله

____________________

(١) النور : ٣٩.

(٢) مهج الدعوات : ٤٠٦

٢٦٨

قال : قرءت علي أبي جعفر الزاهد أحمد بن محمد بن عيسى العلوي وذكر أنه لبعض الائمة يقنت بها ، كتبته بنيشابور من نسخة أبي الحسن أحمد بن محمد بن كسرى بن يسار ابن قيراط البلخي ويعرف بدعاء السامري :

بسم الله ماشاءالله توجها بالدعاء إلى الله ، بسم الله ماشاءالله تقربا بالتضرع إلى الله ، بسم الله ماشاءالله توسلا بالتطلب إلى الله ، بسم الله ماشاءالله تعبدا لله ، بسم الله ماشاءالله تلطفا لله ، بسم الله ماشاءالله تذللا لله ، بسم الله ماشاءالله تخشعالله بسم الله ماشاءالله استكانة لله ، بسم الله ماشاءالله استعانة بالله ، بسم الله ما شاءالله استغاثة بالله ، بسم الله ماشاءالله لاحول ولاقوة إلا بالله ، بسم الله ما شاءالله كان بسم الله ماشآء الله لاقوة إلا بالله أستغفر الله المستعان.

بسم الله ماشاءالله لا إله إلا الله الحليم الكريم ، بسم الله ماشاءالله لا إله إلا الله العلي العظيم ، بسم الله ماشاءالله رب السموات السبع ورب الارضين السبع ومافيهن وما بينهن وما عليهن وهو رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله هو رب العرش الكريم بسم الله ماشآءالله لا إله إلا الله الاول قبل كل شئ ، بسم الله ما شاءالله لا إله إلا الله الاخر بعد كل شئ ، بسم الله ماشآء الله لا إله إلا الله سبحان الله ربنا رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمدلله رب العالمين.

يا الله يا لطيف ، يالله الذي ليس كمثله شئ ، وأنت السميع البصير ، صل على محمد وعلى أئمة المؤمنين من آله كلهم ، وعجل فرجهم ، وضاعف أنواع العذاب على أعدائهم ، وثبت شيعتهم على طاعتك وطاعتهم وعلى دينك ومنهاجهم ، ولاتنزع منهم سيدي شيئا من صالح ما أعطيتهم برحمتك.

يا الله يا رحمن يا رحيم ، يا مقلب القلوب والابصار لاتزغ قلوبهم بعد إذ هديتهم ، وهب لهم من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، يا الله يا حي يا قيوم أسئلك أن تجعل الصلاة كلها على من صليت عليهم ، وأن تجعل اللعائن كلها على من لعنتهم وأن تبدء بالذين ظلما آل رسولك ، وغصبا حقوق أهل بيت نبيك ، وشرعا غير دينك اللهم فضاعف عليهما عذابك ، وغضايبك ولعناتك ومخازيك ، بعدد ما في علمك ، و

٢٦٩

بحسب استحقاقهما من عدلك ، وأضعاف أضعاف أضعافه ، بمبلغ قدرتك عاجلا غير آجل ، بجميع سلطانك.

ثم بسائر الظلمة من خلقك بأهل بيت نبيك بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين الزاهرين ، صلواتك عليهم أجمعين ، بحسب ما أحاط به علمك في كل زمان وفي كل أوان ، ولكل شأن وبكل لسان ، وعلى كل مكان ومع كل بيان وكذا كل إنسان أبدا دائما واصلا ما دامت الدنيا والاخيرة ، ياذا الفضل والثناء ، والطول ، لك الحمد لا إله إلا أنت سبحانك يا الله وبحمدك ، ترحمت على خلقك ، فهديتهم إلى دعائك ، فقولك الحق في كتابك ، وإذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع إذا دعاني.

فلبيك لبيك لبيك ربنا وسعديك ، والخير في يديك ، والمهدي من هديت عبيدك داعيك منتصب بين يديك ، ورقك وراجيك ، منتهى عن معاصيك ، وسألك من فضلك يصلي لك وحدك لاشريك لك ، بك ولك ومنك وإليك ، لامنجا ولا ملتجأ منك إلا إليك ، تباركت وتعاليت ، سبحانك ربنا وحنانيك ، سبانك وتعاليت ، سبحانك ربنا ورب البيت الحرام ، سبحانك ربنا والرغبة إليك ، سبحانك ربنا و رب الورى ، ترى ولاترى ، وأنت بالمنظر الاعلى ، وإليك الرجعى ، وإليك الممات والمحيا ولك الاخرة والاولى ، ولك القدرة والحجة والامر والنهي ، وأنت الغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى.

فآمنا بك يا سيدي وسألناك واهتدينا لك بمن هديتنا بهم من بريتك المختار من المتقين ، محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين الخيرين الفاضلين الزاهدين المرضيين صلواتك عليهم أجمعين.

اللهم فصل عليهم بجميع صلواتك ، وعجل فرجهم بعز جلالك ، وأدخلنا بهم فيمن هديت ، وعافنا بهم فيمن عافيت ، وتولنا بهم فيمن توليت ، وارزقنا بهم فيمن رزقت ، وبارك لنا بهم فيما أعطيت ، وقنا بهم جميع شرور ما قدرت وقضيت فانك تقضي ولايقضى عليك ، وتذل ولايذل من واليت ، وتجير ولايجار عليك

٢٧٠

والمصير والمعاد إليك ، آمنا بك يا سيدي وتوكلنا عليك ، وسمعنا لك يا سيدي وفوضنا إليك.

اللهم إنا نعوذ بك من أن نذل ونخزى ، ونعوذبك من درك الشقاء ، ومن شماتة الاعداء ، ومن سوء القضاء ، ومن تتابع الفناء والبلاء ومن الوباء ومن جهد البلاء ، وحرمان الدعاء ، ومن سوء المنظر في أنفس أهل بيت نبيك محمد صلواتك عليهم ، وفي أديانهم في جميع ما تفضلت وتتفضل به عليهم ، ماعاشوا وعند وفاتهم وبعد وفاتهم ونعوذ بك يا سيدي من الخزي في الحيوة الدنيا ، ومن المرد إلى النار.

هذا مقام العائذ بك من النار! أعوذبك يا سيدي من النار ، هذا مقام الهارب إليك من النار ، أهرب إليك إلهي من النار ، هذا مقام المستجير بك من النار ، أستجير بك يا سيدي وإلهي من النار ، هذا مقام التائب الراغب إليك في فكاك رقبتي من النار ، هذا مقام التائب إليك الضارع إليك الطالب إليك في عتق رقبتي من النار.

هذا مقام من باء بخطيئته ، وتاب وأناب إلى ربه ، وتوجه بوجهه إلى الذي فطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة على ملة إبراهيم ومنهاجه ، وعلى دين محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وشريعته ، وعلى ولاية علي وإمامته ، وعلى نهج الاوصياء والاولياء المختارين من ذريتهما المخصوصين بالامامة والطهارة والوصاية والحكمة ، والتسمية بالسبطين الحسن والحسين عليها‌السلام ، سيدي شباب أهل الجنة أجمعين ، وبعلي بن الحسين سيد العابدين ، وبمحمد بن علي باقر علم الدين ، وبجعفر بن محمد الصادق عن رب العالمين ، وبموسى بن جعفر العبد الصالح ، وبعلي بن موسى الرضا من المرضيين ، وبمحمد بن علي التقي من المتقين ، وبعلي بن محمد الطاهر من المطهرين ، و بالحسن بن علي الهادي من المهديين ، وبابن الحسن المبارك من المباركين ، وعلى سننهم وسبلهم وحدودهم ونحوهم وأمهم وأمرهم وتقواهم وسنتهم وسيرتهم وقليلهم وكثيرهم حيا وميتا ، وشكرا لدينا على ذلك دائما.

فيا الله يانور كل نور ، يا صادق النور ، يا من صفته نور ، يا مدهر الدهور

٢٧١

يا مدبر الامور ، يا مجري البحور ، يا باعث من في القبور ، يا مجري الفلك لنوح ، يا ملين الحديد لداود ، يا مؤتي سليمان ملكا عظيما ، يا كاشف الضر عن أيوب ، يا جاعل النار بردا وسلاما على إبراهيم ، يافادي ابنه بالذبح العظيم ، يا مفرج هم يعقوب ، يا منفس غم يوسف ، يا ملكم موسى تكليما ، يامؤيد عيسى بالروح تأييدا ، يا فاتح لمحمد فتحا مبينا ، ويا ناصره نصرا عزيزا ، يا جاعل للخلق لسان صدق عليا يا مذهب عن أهل بيت محمد الرجس ومطهرهم تطهيرا.

أسألك أن تجعل فواضل صلواتك وبركاتك وزاكياتك ومغفرتك ونواميك و رضوانك ورأفتك ورحمتك ومحبتك وتحيتك وصلواتك على جميع أهل طاعتك من خلقك ، على محمد وعليهم وعلى جميع أجسادهم وأرواحهم ، وعلى كل من أحببت الصلاة عليه من جميع خلقك ، بعدد ما في علمك.

وآمنت يا الله بك وبهم ، وبجميع من أمرت بالايمان من جميع خلقك ، و آمنت يا الله بك وبجميع أسرار آل محمد وعلانيتهم وظاهرهم وباطنهم ، ومعروفهم حيا وميتا ، أشهد أنهم في علم الله وطاعته كمحمد صلوات الله عليه وعليهم أجمعين ، بعدد ما في علم الله في كل زمان ، وفي كل حين وأوان ، وفي كل شأن وبكل لسان ، و على كل مكان أبدا دائما واصلا ، ما دامت الدنيا والاخرة بك وبجميع رحمتك يا أرحم الراحمين.

يا الله يا متعالي المكان ، يا رفيع البنيان ، يا عظيم الشأن ، يا عزيز السلطان يا ذا النور والبرهان ، يا ذا القدرة والبنيان ، يا هادي للايمان ، يا مخوف الاحكام ، يا مخشي الانتقام ، يا ذا الملك والمعارج ، ياذا العدل والرغائب ، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد عليه وعليهم‌السلام ، المتقين الزاهدين بجميع صلواتك ، وأن تعجل فرجهم بعز جلالك ، وأن تضاعف أنواع العذاب واللعائن بعدد ما في علمك على مبغضيهم ومعاديهم وغاصبيهم ومناويهم ، والتاركين أمرهم ، والرادين عليهم ، والجاحدين لهم ، والصادين عنهم ، والباغين سواهم ، والغاصبين حقوقهم ، والجاحدين فضلهم ،

٢٧٢

والناكثين عهدهم ، والمتلاشين ذكرهم ، والمستأكلين برسمهم ، والواطئين لسمتهم ، والناشين خلاقهم ، والناصبين عداوتهم ، والمانعين لهم ، والناكثين لاتباعهم.

اللهم فأبح حريمهم ، وألق الرعب في قلوبهم ، وخالف بين كلمتهم ، وأنزل عليهم رجزك وعذابك وغضائبك ومخازيك ودمارك ودبارك وسفالك ونكالك وسخطك وسطواتك وبأسك وبوارك ونكالاتك ووبالك وبلاءك وهلاكك وهوانك وشقاءك وشدائدك ونوازلك ونقماتك ومعارك ومضارك وخزيك وخذلانك ومكرك و متالفك وقوامعك وعوارتك وأوراطك وأوتارك وعقابك بمبلغ ما أحاط به علمك ، وبعدد أضعاف أضعاف أضعاف استحقاقهم من عدلك ، من كل زمان وفي كل أوان وبكل شأن وبكل مكان ، وبكل لسان ومع كل بيان أبدا دائما واصلا ما دامت الدنيا والاخرة بك وبجميع قدرتك يا أقدر القادرين ، يا رب ، الارباب ، يا معتق الرقاب يا كريم ياوهاب ، يا رحيم يا تواب ، أنت تدعوني حتى أكله ، وأنا عبدك ، وقد عظمت ذنوبي عندك ، وخفت ألا أستحق إجابتك ، وعفوك ورحمتك أجل وأعظم من ذنوبي حتى لا أقنط من رحمتك ولا أيئس من حسن إجابتك فلتسعني رحمتك ولينلني حسن إجابتك برأفتك ، وأكرمني سابغ عطائك ، وسعة فضلك ، والرضا بأقدارك بغير فقر وفاقة ، وتبلغني سؤلي ونجاح طلبتي ، وعن حسن إجابتك إلحاحي ، وعن جملة اعترافي واستغفاري.

أستغفرك إلهي وسيدي لجميع ماكرهته مني بجميع الاستغفارات لك ، وتبت إليك من جميع ماكرهته مني بأفضل التوبات لديك ، مصليا على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين بجميع صلواتك ، ولاعنا أعداءك وأعداة هم قبل كان شئ ومع كل شئ وعند كل شئ ولكل شئ وفي كل شئ وبعد كل شئ ومع كل شئ ، ولكل شئ وفي كل شئ على أفضل محبتك ومرضاتك حيا وميتا حتى ترضى وتمحونى من الاشقياء المحرومين إجابتك ، وتكتبني من السعداء المستحقين إجابتك ، فانك سيدي تمحو ماتشاء وتثبت وعندك ام الكتاب ، ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين واتبعنا الرسول ووالينا الولي وتأممنا الائمة فاكتبنا مع

٢٧٣

الشاهدين وأدخلنا بهم في عبادك الصالحين ، وانصرنا بهم على القوم الكافرين ، وبجميع رحمتك يا أحم الراحمين.

ثم قل سبعين مرة : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم لجميع ذنوبي وأسأله أن يتوب علينا برحمته ، ثم اركع وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين (١).

بيان : ( التسمية من السمو ) بمعنى الرفعة أوخصوا بالتسمية للامامة أو بالاسماء المذكورة بعده ، وهو أظهر ، وأمهم أي قصدهم أو مقصودهم ، وشكر الدنيا أي ألزمت على ذلك شكرا علينا وفي ذمتنا ولعل فيه تصحيفا أو سقطا ( بعدد ما في علم الله ) متعلق بالصوات ( بك وبجميع رحمتك ) لعل الباء فيهما للقسم أو للمبلابسة ، أي مادامتا متلبسين بك وبرحمتك ، أو متعلقان بالصلاة ، فالباء للسببية ويحتمل تعلقهما بقوله : ( أسئلك ) المذكور بعد ذلك ، أو بمثله مقدرا والظاهر أن فيه أيضا سقطا.

( يا مخوف الاحكام ) أي يخاف الناس من أحكامك على العباد في الدنيا و الاخرة ( والمتلاشين ذكرهم ) أي الذين يسعون في أن يكون ذكرهم بين الناس كذكرهم أو يفرقون ويمحون ذكرهم ولم يرد بالمعنيين في اللغة ، وقد يستعمل في العرف فيهما ، لكن في الثاني لايستعمل متعديا ، وفي القاموس اللش الطرد واللشلشة كثرة التردد وكونهما مأخوذين منه يحتاج إلى مزيد تكلف لفظا ومعنى ، وإن كان هذا القلب في المضاعف شايعا.

( والمستأكلين برسمهم ) أي الذين يأكلون أموالهم وأموال المسلمين بادعاء رسمهم وأثرهم ، أو بالمرسوم المقرر لهم من الله ( والناشين خلاقهم ) قال الجوهري نشيت منه ريحا نشوة بالكسر أي شممت ويقال أيضا : نشيت الخبر إذا تخبرت و نظرت من أين جاء ، والخلاق النصيب الوافر من الخير ، فالمعنى الطالبين نصيبهم و المستخبرين عنه ليأخذوه ، وفي بعض النسخ بالسين المهملة وهو أنسب وفي بعضها

____________________

(١) مهج الدعوات : ٤١٣.

٢٧٤

بالفاء بكسر الخاء فيكون الناشين مخففا من نشأ ، والدبار بالكسر المعاداة و بالفتح الهلاك ، والسفال بالفتح نقيض العلو يقال : سفل ككرم وعلم ونصر سفالا و سفالا ، والشقاء الشدة والعسر ، والمعرة الاثم والاذى والغرم والدية والجناية وتلون الوجه غضبا ، والورطة الهلكة وكل أمر تعسر النجاة منه ، والوتر الذحل ، والظلم فيه كالترة.

قوله : ( استحقاقهم ) أي بحسب عقول الخلق ( من عدلك ) أي حال كونها ناشئة من عدلك ولاتزيد على استحقاقهم الواقعي ، أو المراد استحقاقهم بالذات فلاينافي زيادتهما بحسب ما يصل ضرر أفعالهم إلى الخلق ، وهذا أحد الوجوه المذكورة في فائدة اللعن عليهم ، فان جميع الخلق طالبون للحقوق منهم بحسب ماوصل إليهم من الضرر من منع الامام عن إقامة العدل ، وبيان الاحكام ، وإقامة الحدود ، فلعنهم طلب لحقهم فيستحقون بذلك مضاعفة العذاب.

( حتى أكله ) أي يحصل لي الكلال بتكرر الدعوة ( حتى لا أقنط ) أي تدعوني لكيلا أقنط.

وأقول : هذا الدعاء كان سقيما جدا وعسى أن يتيسر لنا نسخة يمكننا تصحيحه منها ، أو لغيرنا ، ولذا أوردناه ، وكانت نسخة السيد أيضا كذلك حيث قال بعد تمام الدعاء : ( أقول : هذا آخر لفظ الدعاء المذكور ، وفيه مايحتاج إلى استدراك وتحقيق امور ) انتهى ولعل أكثر تلك القنوتات بالصلاة المستحبة أنسب ، لاسيما صلاة الوتر.

٢٧٥

 ٣٤

* ( باب ) *

* ( التشهد وأحكامه (١) ) *

الايات : الاحزاب : إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا ____________________

(١) ومن الايات التى تتعلق بالباب على مبنى أهل بيت النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قوله تعالى : ( قل انما أمرت أن أعبدالله ولا أشرك به اليه أدعو واليه مآب ) الرعد : ٣٦ ، وقوله تعالى : ( انما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذى حرمها وله كل شئ وأمرت أن أكون من المسلمين ) النمل : ٩٢ ، وقوله تعالى : ( قل انى أمرت أن أعبدالله مخلصين له الدين وأمرت لان أكون أول المسلمين ) الزمر : ١١ ـ ١٢.

والايات تأمر النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله بأن يكون في عبادته مخلصا لله وأن يكون من المسلمين أو أول المسلمين الذين يشهدون أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله وأن الساعة آتية لاريب فيها وأن الله يبعث من في القبور.

فاصول الاسلام هى الشهادة والاعتراف بهذه الامور الثلاثة فهى واجبة ، الا أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله أولها إلى الصلاة وجلس لاداء هذه الشهادات عند آخر ركعة من الفرائض وهى الركعة الثانية من كل صلاة وهكذا عند آخر ركعة من ركعات السنة ، سواء كانت داخلة في الفرض كالركعة الثالثة في المغرب ، والركعة الرابعة من الظهرين والعشاء الاخرة ، أولم تكن داخلة في الفرض كالنوافل اليومية.

ولايذهب عليك أن ألفاظ الشهادة غير مذكورة في متن القرآن الكريم ولذلك كان المصلى في أداء تلك الشهادات مختارة ينشئ من عنده كيف يشاء ، كل على قدر بيانه وحسن أدائه ، والاحسن الاقتداء بالنبى وآله في ذلك حيث أخذوا الشهادة بتلك الامور من شتات ألفاظ القرآن الكريم في غير واحد من الموارد وسيجيئ بيانه في الاحاديث التى تمر عليك في الباب.

٢٧٦

صلوا عليه وسلموا تسليما (١).

تفسير : المشهور أن الصلاة من الله الرحمة ، ومن غيره طلبها ، وظاهر الاية وجوب الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الجملة ، واختلف الاصحاب في وجوب الصلاة على النبي وآله عليهم‌السلام في التشهد فالمشهور بين الاصحاب الوجوب بل نقل جماعة

____________________

(١) الاحزاب : ٥٦ ، والاية تأمر المؤمنين بالصلاة على النبى وآله ، ثم التسليم عليهم ، الا أنها من المتشابهات بأم الكتاب أولها النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الصلاة بعد أداء الشهادات أو الشهادتين ـ وفى الثانية منها ذكره صلى‌الله‌عليه‌وآله بالرسالة ـ ردا للمتشابه إلى أمه ، فيجب على المسلمين خاصة أن يصلوا عليه وعلى آله بعد الفراغ من تلك الشهادات ثم يسلموا عليه وعلى آله عند تمام الصلاة لتكون خاتمة الصلاة المحللة لغيرها.

فالذى يتشهد في الركعة الثانية من صلاته ويريد أن يقوم للثالثة يتشهد بتلك الشهادات ويصلى على النبى وآله ولا يسلم عليهم ، وأما الذى يتشهد في الركعة الاخرة من صلاته ، فيتشهد بتلك الشهادات ويصلى على النبى وآله ثم يسلم عليهم جمعاء بقوله ( السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ) ويخرج عن صلاته أويفرد النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله خاصة بقوله ( السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته ) ويخرج بذلك عن الصلاة ، ثم يسلم على أهله وآله بقوله : ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) ، كما كانوا يفعلون في صدرالاسلام.

وأما قوله ( السلام علينا وعلى عبادالله الصالحين ) فلم يرد به أمر من القرآن الكريم الا عند الدخول في بيت ليس فيه أهله ، وهو قوله تعالى : ( فاذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عندالله مباركة طيبة ) النور : ٦١. فيكون هذا التسليم حشوا لامن الصلاة ولا من تعقيباتها.

ولعلهم زادوها في تشهد الصلاة بعد تسليمهم على النبى منفردا ، حسدا منهم لاهل بيت النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يسلموا عليهم بعد الصلاة على النبى ، وهم الذين فرقوا بين النبى وآله في الصلاة أيضا ، رغم أنف راوى الصحيح كعب بن عجرة حيث روى عن النبى صلى الله عليه وآله في حديثه أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم قال عند ماسئل عن كيفية الصلاة عليه : قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد.

٢٧٧

اتفاق الاصحاب عليه ، ولم يذكرها الصدوق أصلا ولا والده في التشهد الاول ، وعن ابن الجنيد أنه قال : تجزي الشهادتان إذا لم تخل الصلاة من الصلاة على محمد وآله في أحد التشهدين.

واحتج الفاضلان على الوجوب بورود الامر بها في هذه الاية ولاتجب في غير الصلاة إجماعا فتجب في الصلاة في حال التشهد ، ويرد عليه : أنه يجوز أن يكون المراد بالصلاة عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله الاعتناء باظهار شرفه وتعظيم شأنه ، فلا يدل على المدعى ، أو يكون المراد الكلام الدال على الثناء عليه وهو حاصل بالشهادة بالرسالة ، وبالجملة إثبات أن المراد الصلاة المتعارفة محل إشكال ، على أن الامر المطلق لايقتضي التكرار ، فغاية مايلزم من الاية وجوب الصلاة في العمر مرة ، وإثبات أن القول بذلك خلاف الاجماع كما ادعاه الفاضلان لايخلو عن عسر ، لكن الاخبار وردت من الجانبين في أن الاية نزلت في الصلاة عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله بالمعنى المعهود ، مع الصلاة على الال أيضا كما مر في بابها ، فيندفع بعض الايرادات.

وقال المحقق في المعتبر : أما الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فانها واجبة في التشهدين وبه قال علماؤنا أجمع : وقال الشيخ هي ركن ، وبه قال أحمد ، وقال الشافعي : مستحبة في الاولى وركن من الصلاة في الاخيرة ، وأنكر أبوحنيفة ذلك واستحبهما في الموضعين وبه قال مالك ، لان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يعلمه الاعرابي ، ولان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لابن مسعود عقيب ذكر الشهادتين : فاذا قلت ذلك فقدتمت صلاتك ، أوقضيت صلاتك ، لنا مارووه عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : لاتقبل صلاة إلا بطهور ، و بالصلاة على ، ورووه عن أنس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ولانه لولم تجب الصلاة عليه في التشهد لزم أحد الامرين إما خروج الصلاة عليه عن الوجوب ، أو وجوبها في غير الصلاة ، ويلزم من الاول خروج الامر عن الوجوب ، ومن الثاني مخالفة الاجماع.

لايقال : ذهب الكرخي إلى وجوبها في غير الصلاة في العمر مرة ، وقال الطحاوي : كل ماذكر ، قلنا : الاجماع سبق الكرخي والطحاوي فلاعبرة بخروجهما.

ثم قال ـ ره ـ : وأما قول الشيخ إنها ركن فان عنى الوجوب والبطلان بتركها

٢٧٨

عمدا ، فهو صواب ، وإن عنى مانفسر به الركن فلا.

ثم قال في الاستدلال على وجوب الصلاة على آله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد قوله : وهو مذهب علمائنا : وبه قال التويجي من أصحاب الشافعي وأحد الروايتين عن أحمد ، وقال الشافعي يستحب ، لنا مارواه كعب بن عجرة قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : في صلاته اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنه حميد مجيد فتجب متابعته لقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : صلوا كما رأيتموني اصلي ، وحديث جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه‌السلام عن ابن مسعود الانصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من صلى صلاة ولم يصل فيها على وعلى أهل بيتي لم تقبل منه ، واقتران الاهل به في الحكم دليل الوجوب لما بيناه من وجوب الصلاة عليه انتهى.

واستدل أيضا بالاية على وجوب الصلاة عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله كلما ذكر بمامر من التقريب ونقل العلامة في المنتهى الاجماع على عدم الوجوب كما مر من المحقق أيضا ، وذهب صاحب كنز العرفان إلى وجوبها ونقله عن الصدوق ، وإليه ذهب الشيخ البهائي في بعض كتبه.

وللعامة هنا أقوال مختلفة ، قال في الكشاف : الصلاة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله واجبة ، وقد اختلفوا فمنهم من أوجبها كلما جرى ذكره ، وفي الحديث من ذكرت عنده فلم يصل على فدخل النار فأبعده الله ، ويروى أنه قيل : يا رسول الله أرأيت قول ( الله إن الله وملائكته يصلون على النبي ) فقال عليه‌السلام : هذا من العلم المكنون ، ولولا أنكم سألتموني عنه ما أخبرتكم به ، إن الله وكل بي ملكين ، فلا اذكر عند عبد مسلم فيصلي على إلا قال ذانك الملكان : غفر الله لك ، وقال الله وملائكته جوابا لذينك الملكين آمين ، ولا اذكر عند عبد مسلم فلايصلي على إلا قال ذانك المكان لاغفر الله لك ، وقال الله وملائكته لذينك الملكين آمين ، ومنهم من قال : يجب في كل مجلس مرة ، وإن تكرر ذكره : كما قيل في آية السجدة وتسميت العاطس ، وكذلك كل دعاء في أوله وآخره ، ومنهم من أوجبهما في العمر مرة ، وكذا قال في إظهار الشهادتين والذي يقتضيه الاحتياط الصلاة عند كل ذكر لماورد في الاخبار انتهى. وما عده أحوط

٢٧٩

فلا ريب في أنه أحوط بل هو المتعين ، للاخبار الكثيرة الدالة على وجوبها كما سيأتي في باب الصلاة عليه في كتاب الدعاء ، وإن كان في بعضها ضعف على المشهور لكن كثرتها وتعاضدها بالاية مما يجبر ضعفها ، وسيأتي تمام القول فيها وفي فروعها في محله ، وقد مر في صحيحة الفضلاء في خبر المعراج أن الله تعالى أمرالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالصلاة عليه وعلى أهل بيته في التشهد ، فقول الصدوق بوجوبها كل ما ذكر صلى‌الله‌عليه‌وآله وعدم وجوبها في التشهد مما يوهم التناقض إلا أن يقال : يوجبها من حيث الذكر عموما لامن حيث الجزئية خصوصا ، وهذا لايخلو من وجه ، وبه يمكن الجمع بين الاخبار.

وأما قوله سبحانه : ( وسلموا تسليما ) فقيل المراد به : انقادوا له في الامور كلها وأطيعوه ، وقد وردت الاخبار الكثيرة في أن المراد به التسليم لهم عليهم‌السلام في كل ماصدر عنهم من قول أوفعل ، وعدم الاعتراض عليهم في شئ كما مر في كتاب العلم وقيل : سلموا عليه بأن تقولوا السلام عليك يا رسول الله ، ونحو ذلك ، وربما رجح هذا بالمقارنة بالصلاة ، وقد يحمل على المعنيين معا وعلى التقديرين فيه دلالة على وجوب السلام في الجملة ، فهو إما في ضمن التسليم المخرج من الصلاة ، كما قيل ، و استدل به عليه على قياس الصلاة ، أو يقول السلام عليك أيها النبي ورحمة الله و بركاته ، قبل التسليم المخرج كما في الكنز ، والاستدلال بنحو مامر ، مع أن الظاهر التسليم على النبي فلايشمل نحو التسليم المخرج ، واحتمل المحقق الاردبيلي قدس سره وجوبه في حال حياته صلى‌الله‌عليه‌وآله وغيره الاستحباب مطلقا أؤ مؤكدا في الصلاة ويشكل الاستدلال لقيام ماسبق من الاحتمال.

١ ـ ثواب الاعمال : عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن أبي جميلة ، عن محمد بن هارون ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا صلى أحدكم ولم يصل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في صلاته ، يسلك بصلاته غير سبيل الجنة (١).

____________________

(١) ثواب الاعمال ص ١٨٧ ، ووجه الحديث ما عرفت من أن الصلاة عليه صلى الله عليه وآله سنة في فريضة الاخذ بها هدى وتركها ضلالة وكل ضلالة سبيلها إلى النار.

٢٨٠