ويسمى هذا الضرب من الخبر : طلبياً ويؤتى
بالخبر من هذا الضرب حين يكون المخاطب شاكَّا في مدلول الخبر ، طالباً التثبت من
صدقه.
ثالثاً : أن يكون المخاطب منكراً للخبر
الذي يراد إلقاؤه إليه ، معتقداً خلافه فيجب تأكيد الكلام له بمؤكد أو مؤكدين أو
أكثرَ ، على حسب حاله من الانكار ، قوة وضعفاً نحو : إن أخاك قادمٌ أو إنه لقادم ،
أو والله إنه لقادم أو لعمري : إن الحق يعلو ولا يُعلى عليه. ويسمى هذا الضرب من
الخبر (إنكارياً) ويؤتى بالخبر من هذا الضرب حين يكون المخاطب مُنكرا.
واعلم أنه كما يكون التأكيد في الاثبات
، يكون في النفي أيضاً ، نحو : ما المقتصد بمفتقر ، ونحو : والله ما المُستشير
بنادم.
تنبيهات
الأول : لتوكيد الخبر أدوات كثيرة ، وأشهرها
إن ، وأن ، ولام الابتداء ، وأحرف التنبيه ، والقسم ، ونونا التوكيد ، والحروف
الزائدة (كتفعل واستفعل) والتكرار ، وقد ، وأما الشرطية ، وإنما وإسمية الجملة ، وضمير
الفصل ، وتقديم الفاعل المعنوي.
الثاني : يسمى إخراج الكلام على الأضرب
الثلاثة السابقة إخراجاً على مقتضى ظاهر الحال
، وقد تقتضى الأحوال العدول عن مقتضى الظاهر ، ويورد الكلام على خلافه لاعتبارات
يلحظها المتكلم وسلوك هذه الطريقة شعبة من البلاغة.
(١) منها : تنزيل العالم بفائدة الخبر ،
أو لازمها ، وبهما معاً ، منزلة الجاهلِ بذلك ، لعدم جريه على موجب علمه ، فيلقى
إليه الخبر كما يلقى إلى الجاهل به ، كقولك : لمن يعلم وجوب
__________________