حذاره من الواشي منعه من البكاء ، فسلم انسان عينه من الغرق في الدموع.
(٢) وإما غير ممكن كقول الخطيب القزويني :
لو لم تكن نية الجوزاء خدمته |
|
لما رأيت عليها عقد منتطق |
فقد ادّعى الشاعر : أنّ الجوزاء تريد خدمة الممدوح ، وهذه صفة غير ممكنة ، ولكنه علّلها لعلة طريفة ، إدّعاها أيضاً إدّعاء أدبياً مقبولا إذ تصور أن (النجوم التي تحيط بالجوزاء ، إنما هي نطاقٌ شدته حولها على نحو ما يفعل الخدم ، ليقوموا بخدمة الممدوح (١).
(١٢) التجريد
التجريد : لغة ازالة الشيء عن غيره ، واصطلاحاً : أن ينتزع المتكلم من أمر ذي صفة أمراً آخر مثله في تلك الصفة ، مبالغة في كمالها في المنتزع منه ، حتى أنه قد صار منها ، بحيث يمكن أن ينتزع منه موصوف آخر بها ، وأقسام التجريد كثيرة :
أ ـ منها : ما يكون بواسطة من التجريدية كقولك : لي من فلان صديق حميم أي بلغ
___________________
(١) ومثله قول ابن المعتز :
قالوا اشتكت عينه فقلت لهم |
|
حواست جمع كن |
حمرتها من دماء من قتلت |
|
والدم في السيف شاهد عجب |
وكقوله :
فلئن بقيت لأرحلن بغزوة |
|
تحوى الغنائم أو يموت كريم |
وكقوله :
قالوا اشتكت عينه فقلت لهم |
|
فلا أذهب الرحمن عني الأعاديا |
هموا بحثوا عن زلتي فاجتنبتها |
|
وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا |
وكقوله :
لو لم يكن أقحوانا ثغر مبسمها |
|
ما كان يزداد طيبا ساعة السحر |