الباب السابع
في القصر
القصر : لغة الحبس قال الله تعالى (حور مقصورات في الخيام) واصطلاحاً : هو تخصيص شيء بشيء بطريق مخصوص.
والشيء الأول : هو المقصور ، والشيء الثاني : هو المقصور عليه. والطريق المخصوص لذلك التخصيص يكون بالطرق والأدوات الآتية : نحو : ما شوقي إلا شاعر ، فمعناه تخصيص شوقي بالشعر وقصره عليه ، ونفى صفة الكتابة عنه ردَّا على من ظن أنَّه شاعر : وكاتب والذي دلَّ على هذا التخصيص هو النفي بكلمة ما المتقدمة ، والاستثناء بكلمة إلا التي قبل الخبر. فما قبل «إلا» وهو «شوقي» يُسمى مقصوراً عليه ، وما بعدها وهو شاعر يسمى مقصوراً وما وإلاّ طريق القصر وادواته. ولو قلت شوقي شاعرٌ بدون نفي واستثناء ما فُهم هذا التخصيص.
ولهذا : يكون لكل قصر طرفان «مقصور ، ومقصور عليه» ويُعرف المقصور بأنّه هو الذي يُؤلف مع المقصور عليه الجملة الأصلية في الكلام.
ومن هذا تعلم أن القصر : هو تخصيص الحكم بالمذكور في الكلام ونفيه عن سواه بطريق من الطرق الآتية :
وفي هذا الباب أربعة مباحث.