ليس إلّا ما تراه |
|
أنا أدرى بالطريقه |
قال أبو عمران موسى بن سعيد : قلنا له : ما هذا الاعتقاد الفاسد الذي لا ينبغي لأحد أن يصحبك به؟ فقال : هذا قول لا فعل ، وقد قال الله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ (٢٢٥) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ (٢٢٦)) [سورة الشعراء ، الآية : ٢٢٥ ـ ٢٢٦].
ثم قال ابن سعيد : ولو لا أنّ حاكي الكفر ليس بكافر ما ذكرتها ، وهذا منزع من قال من المجوس : [مجزوء الرمل]
خذ من الدنيا بحظّ |
|
قبل أن ترحل عنها |
فهي دار لا ترى من |
|
بعدها أحسن منها |
وهذا كفر صراح ، وقائله قد تقمّص كفرا ، اللهم غفرا!
وطلب منه بعض الأرذال ، أن يكتب له شفاعة عند أحد العمّال ، فكتب له (١) رسالة فيها هذه الأبيات : [السريع]
كتبته مولاي في طالع |
|
ما طار فيه طائر اليمن |
وفكرة حائلة والحشا |
|
ينهب بالهمّ وبالحزن (٢) |
كلّفنيه ساقط أخرق |
|
مشتهر بالطحن والقرن |
أكذب خلق الله أرداهم |
|
أخوفهم في الخوف والأمن |
يكفر ما يسدى إليه ولا |
|
يعذر خلقا سيء الظنّ |
فإن صنعت الخير ألفيته |
|
شرا وأضحى المجد ذا غبن (٣) |
وانتقد الناس عليك الذي |
|
تسدي له في أيّ ما فنّ |
فافعل به ما هو أهل له |
|
واسمعه تفسيرا ولا أكني |
أهنه واصفعه ولا تترك ال |
|
بوّاب يكرمه لدى الإذن |
واقطع بفيه القول واحرمه من |
|
ردّ جواب أنسه يدني |
وكلّما استنبط رأيا فس |
|
فّهه ودعه مسخن الجفن |
__________________
(١) في ه : «فكتب معه رسالة».
(٢) حائلة : متغيرة.
(٣) ذا غبن : من الغبينة ، وهي الخديعة.