المختار
واستوجه شيخنا الاستاذ دام بقاه في الدورة السّابقة تصوير السيد البروجردي ، لكنْ بجعله جامعاً بناءً على الأعم ، وهو ظاهر بحثه في الدورة اللاّحقة ، حيث تعرَّض لهذا الرأي في نهاية البحث.
وقد قرّبه في الدورتين ، بأنّه مع كون الجامع هو «التوجّه» أو «الهيئة الخضوعيّة» بناءً على الأعم ، لا يرد شيء ممّا تقدّم من الإشكالات ، لأنها كانت تتوجّه بناءً على الوضع للصحيح ، والتوجّه أمر واحدٌ موجودٌ مع جميع الأفراد ، وسائر الخصوصيّات تكون دخيلة في متعلَّق الطّلب ، وهو ـ أي التوجّه ـ أمر خارجي انتزاعي ، قابل للانطباق على المتباينات ، فيقوم تارةً بالكيف المسموع واخرى بالوضع ، فالتوجّه والخضوع يحصل بالتكلّم وبالقيام وبالانحناء ، وهكذا ، وينتزع من كلّ واحدٍ من هذه الامور ، ويتحقق مع كلّ واحدٍ منها ، نظير «الغصب» فإنه يتحقّق بالتصرف في مال الغير من دون إذنه ، بأي شكلٍ من أشكال التصرف الحاصل من المقولات المتباينة.
هذا بالنسبة إلى مقام الثبوت.
وأمّا إثباتاً ، فإن «الصّلاة» في اللّغة إما الدّعاء وامّا العطف والتوجّه ، وعلى كلا التفسيرين يتم الجامع المذكور ، لأنّ الدعاء يكون بغير اللّفظ أيضاً ، ويشهد للمعنى الثاني ما في بعض الأخبار من أنّ الله تعالى لمّا علم باندراس