المورد ، الذي لا توجد فيه نسبة ، إذ لا نسبة بين الباري والظرفية] وبين المورد الذي توجد فيه النسبة ، مثل «زيد في الدار».
وفيه : إنه في مثل «وجود الباري في نفسه واجب» لا توجد نسبة في الخارج ، لكنْ هي موجودة في الذهن ، وإلاّ لم يصح القول بأنّ العلم ثابت لله ، فالذهن هو الذي يُوجد النسبة ، وكذلك الحال في مثل «الإنسان إنسان» حيث أن الذهن يجرّد الإنسان من الإنسانيّة ثم يحمل الإنسان عليه ، وإلاّ فليس يصحّ الحمل ، لأنه في الخارج إلاّ الإنسان.
أقول :
هذا الذي ذكرناه هو خلاصة ما ذكره شيخنا في الدورة السابقة إشكالاً وجواباً.
لكنه في الدورة اللاّحقة ، تعرض للإشكالين وأجاب عنهما بتفصيل أكثر وبيانٍ أوسع ، ولإشكال ثالث موجود في (المحاضرات) أيضاً ، وأجاب عنه بالتفصيل كذلك ... ونحن نذكر عمدة المطالب بنحو الإيجاز.
إنه لا دليل على نظريّة وجود الرابط سوى البرهان الذي يقولون بأنّ وجود الجوهر معلوم متيقّن ، وكذا وجود العرض ، ولكن وجود العرض للجوهر مشكوك فيه ، وتعلّق اليقين والشك بشيء واحدٍ في آنٍ واحدٍ من جهةٍ واحدة محال ، إذن ، متعلّق اليقين هو وجود الطّرفين ومتعلّق الشك وجود العرض للجوهر ، فهذا وجود ثالث ، إذن ، تحقّق «الوجود في نفسه» وهو الجوهر والعرض ، و «الوجود لا في نفسه» وهو الوجود الرابط ، في قبال وجود الجوهر والعرض.