(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) (١) قد ورد أنهما الحسن والحسين عليهماالسلام (٢) ، وأين الملازمة بين «البحرين» و «الحسن والحسين» ، ليدل اللَّفظ عليهما بالدلالة الالتزامية؟ وفي قوله تعالى (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ) (٣) ورد أن المراد هو زيارة الإمام ولقاؤه بعد أعمال الحج (٤) ... وأين الملازمة بين ذلك وما هو المدلول المطابقي للفظ «التفث» أي : أخذ الشارب وقصّ الظفر؟.
وتلخّص : إن ما ذكره صاحب (الكفاية) لا يحلّ المشكل.
وأجاب المحقق النائيني والمحقق العراقي ـ وذكره الفيض الكاشاني في أوّل (تفسيره) ـ بأنّ المراد من هذه الأخبار هو : أن المعنى المستعمل فيه اللّفظ هو معنىً كلّي ، وأن مصاديقه متعددة ، لكنّها مخفيّة على غير أهل الذكر الذين هم الراسخون في العلم ، العالمون بتأويل القرآن ، فإنّهم يعلمون بتطبيقات تلك الكليّات.
وعلى الجملة ، فإن بطون القرآن من قبيل استعمال اللّفظ الكلّي وإرادة المصاديق ، كلفظ «الميزان» فإنه لم يوضع هذا اللّفظ لهذه الآلة التي توزن بها الأشياء في السّوق ، بل الموضوع له هذا اللّفظ هو «ما يوزن به» وحينئذٍ يصدق على الإمام المعصوم عليهالسلام ، لوصفه بالميزان في الأخبار ، وعلى القرآن ، وعلى علم المنطق ، وعلى العقل ، وعلى الميزان المعروف ... وميزان كلّ شيء بحسبه.
__________________
(١) سورة الرحمن : ١٩.
(٢) تفسير الصافي ٥ / ١٠٩ ط الأعلمي.
(٣) سورة الحج : ٢٩.
(٤) تفسير الصافي ٣ / ٣٧٦ ط الأعلمي.