وفيه :
أوّلاً : إنّ التنظير المذكور في غير محلّه ، فصانع المعجون لا إحاطة له بما يطرأ على صنعه ، بخلاف الشارع.
وثانياً : إنّ تشخيص المرتبة العالية في مثل الصلاة غير ممكن ، لعين ما تقدّم من الاختلاف بين أفراد الصّلاة ، فإنه مع ذلك لا يمكن تصوير مرتبة واحدة من المراتب العالية لتكون الموضوع له.
وبعد الفراغ عن صور الجامع البسيط الماهوي ، والجامع البسيط الوجودي ، والجامع الذاتي التركيبي ، تصل النوبة إلى الجامع العَرَضي ، وهو تصوير جماعة منهم : الشيخ الحائري والسيد البروجردي ، غير أنّ الأول جعله «التعظيم» والثاني : «التخشّع».
قال السيد البروجردي (١) بعد ما نصَّ على أن لا سبيل لتصوير الجامع الذاتي أصلأ ـ :
وأمّا الجامع العرضي ... الذي يخطر ببالنا : إنّ حال المركّبات العباديّة كالصلاة والصوم والزكاة وأمثال ذلك ، حال المركّبات التّحليلية ، كالإنسان ونظائره ، فكما أنّ الإنسان محفوظ في جميع أطوار أفراده ، زادت خصوصيّة من الخصوصيّات أو نقصت ، كان في أقصى مراتب الكمال أو حضيض النقص ، وذلك لأن شيئيّة الشيء بصورته لا بنقصانه ولا بكماله ، كذلك حال المركّبات الاعتبارية العباديّة ، بمعنى أنه يمكن اعتبار صورة واحدة يمتاز بها كلّ واحدٍ من هذه المركّبات عن غيرها ، وتكون تلك الصّورة ما به الاجتماع
__________________
(١) الحجة في الفقه : ٥٧.