لأنّ لسانها كون هذه الأمور مقوّمة لحقيقة الصّلاة.
وذهب المحقق الأصفهاني إلى أنّ الموضوع له لفظ الصّلاة ـ بناءً على الصحيح ـ هو الجامع التركيبي الذاتي المبهم.
والتركيبي ما له جزء ، ويقابله البسيط ، وهو تارةً : يكون جزءاه موجودين بوجود واحدٍ ، كالإنسان المركّب من الحيوان والناطق ، وهما موجودان بوجودٍ واحد ، واخرى : يكونان موجودين بوجودين ، أو تكون أجزاء موجودة بوجودات وبينها وحدة اعتبارية ، وما نحن فيه من هذا القسم.
فالموضوع له «الصلاة» مركّب من الأجزاء ، وهي عبارة عن التكبيرة والركوع والسجود ... فهو جامع تركيبي وهو ذاتي ، وليس بعرضي ، كما عليه صاحب (الدرر) وغيره ، وهو أيضاً مبهم ، بمعنى أنّ لكلّ جزءٍ من أجزائه عرضاً عريضاً ، فالركوع مثلاً يعمّ ركوع المختار إلى إيماء المحتضر ، والقراءة تشمل القراءة التامّة الكاملة ... وما يقوم مقامها ، حتى الإخطار الحاصل في القلب بدلاً عنها ... وهكذا.
وذكر لمزيدٍ من التوضيح لمعنى الإبهام : أن الإبهام في الوجود يختلف عن الإبهام في الماهيّة ، فهما فيه متعاكسان ، ففي الوجود كلّما ازدادت الشدّة نقصت السّعة والشمول والإطلاق ، فكلّما قوي الوجود كان الشمول أقل ، فالإنسان مثلاً وجوده أشدّ من وجود الحيوان ، لكنه لا يصدق على الحيوان والنبات والجماد ، بخلاف الماهيّة فإنها بالعكس ، فكلّما ضعفت زادت سعتها ، فالجنس ـ كالحيوان أضعف من النوع ـ كالإنسان ـ ، لوجود التعقّل في الإنسان دونه ، إلاّ أنّ سعة الحيوان أكثر.