أبي قبيس العصر ، فهل يجزئ ذلك والكعبة تحتي؟ قال : «نعم ، إنّها قبلة من موضعها إلى السماء» (١).
وأما في الثاني فهذه الروايات منضمّاً إلى ما رواه الصدوق مرسلاً قال ، قال الصادق عليهالسلام : «أساس البيت من الأرض السابعة السفلى إلى الأرض السابعة العليا» (٢).
الثاني : تجوز النافلة في جوف الكعبة مطلقاً ، والفريضة في حال الاضطرار بإجماع العلماء كافّة ، نقله في المدارك (٣). وتدلّ عليهما الأخبار أيضاً (٤).
واختلفوا في الفريضة حال الاختيار ، فنسب جوازها في التذكرة إلى أكثر علمائنا (٥) ، وذهب الشيخ في أحد قوليه إلى التحريم (٦) ، وتبعه ابن البرّاج (٧) ، وعن الشيخ دعوى إجماع الفرقة عليه ، وهو أقوى.
لنا : استصحاب شغل الذمّة ، وظاهر الآية (٨) والأخبار المتظافرة (٩) ، فإنّ التوجّه إلى الشيء والاستقبال إليه لا يفهم منه عرفاً إلّا بأن يكون قدّامه بأجمعه ، ولا يفهم منه استقبال الجزء حال كون المصلّي داخلاً فيه أو قائماً عليه.
وخصوص الصحاح المستفيضة ، وغيرها ، مثل صحيحة محمّد بن مسلم عن
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٣٨٣ ح ١٥٩٨ ، الوسائل ٣ : ٢٤٧ أبواب القبلة ب ١٨ ح ١.
(٢) الفقيه ٢ : ١٦٠ ح ٦٩٠ ، الوسائل ٣ : ٢٤٨ أبواب القبلة ب ١٨ ح ٣.
(٣) المدارك ٣ : ١٢٣.
(٤) الوسائل ٣ : ٢٤٥ أبواب القبلة ب ١٧.
(٥) التذكرة ٣ : ١٠.
(٦) الخلاف ١ : ٤٣٩ مسألة ١٨٦.
(٧) المهذّب ١ : ٧٦.
(٨) البقرة : ١٥٠.
(٩) الوسائل ٣ : ٢٤٥ أبواب القبلة ب ١٧.