بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

وقال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح هذا الكلام : جاء في أخبار علي عليه‌السلام التي ذكرها أبوعبدالله أحمد بن حنبل في كتاب فضائله وهو روايتي عن قريش بن السبيع بن المهنا العلوي ، عن أبي عبدالله أحمد بن علي بن المعمر ، عن المبارك بن عبدالجبار بن أحمد بن القاسم الصيرفي المعروف بابن الطيوري ، عن محمد بن علي بن محمد بن يوسف العلاف المزني ، عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي ، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه أبي عبدالله أحمد قال : قيل لعلي عليه‌السلام : يا أمير المؤمنين لم ترقع قميصك؟ قال : يخشع القلب و يقتدي به المؤمنون (١).

وروى أحمد أن عليا عليه‌السلام كان يطوف الاسواق مؤتررا بإزار مرتديا برداء معه الدرة كأنه أعرابي بدوي ، فطاف مرة حتى بلغ سوق الكرابيس ، فقال لواحد : يا شيخ بعني قميصا بثلاثة دراهم (٢) فلما جاء أبوالغلام أخبروه ، فأخذ درهما ثم جاء إلى علي عليه‌السلام ليدفعه إليه ، فقال (٣) : ما هذا ـ أو قال : ما شأنه هذا ـ (٤)؟ فقال : يا مولاي إن القميص الذي باعك ابني كان يساوي درهمين ، فلم يأخذ الدرهم وقال : باعني برضاي وأخذ برضاه.

وروى أحمد عن أبي البوار بائع الخام بالكوفة قال : جاء علي بن أبي طالب عليه‌السلام إلى السوق ومعه غلام له ، وهو خليفة ، فاشترى مني قميصين وقال لغلامه : اختر أيهما شئت ، فأخذ أحدهما وأخذ علي الآخر ، [ قال ] ثم لبسه ومد يده فوجد كمه فاضلة ، فقال : اقطع الفاضل ، فقطعته ثم كفه وذهب.

وروى أحمد عن الصمال بن عمير قال : رأيت قميص علي عليه‌السلام الذي اصيب

____________________

(١) في المصدر : ليخشع القلب ويقتدى بى المؤمنون.

(٢) في المصدر : بعنى قميصا تكون قيمته ثلاثة دراهم ، فلما عرفه الشيخ لم يشتر منه شيئا ، ثم أتى آخر فلما عرفه لم يشتر منه شيئا. فأتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم.

(٣) في المصدر : فقال له.

(٤) في المصدر : او قال ما شابه هذا.

١٦١

فيه ، وهو كرابيس سنبلاني ، ورأيت دمه قد سال عليه كالدردي.

وروى أحمد قال : لما أرسل عثمان إلى علي وجدوه مدثرا بعباءة محتجزا ، وهو يذود بعيرا له (١). والاخبار في هذا المعنى كثيرة وفيما ذكرناه كفاية (٢).

٥٧ ـ نهج : من كلام له عليه‌السلام والله لان أبيت على حسك السعدان مسهدا واجر في الاغلال مصفدا أحب إلي من [ أن ] ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد وغاصبا لشئ من الحطام ، وكيف أظلم أحدا لنفس يسرع إلى البلى قفولها ويطول في الثرى حلولها ، والله لقد رأيت عقيلا وقد أملق حتى استماحني من بركم صاعا ، ورأيت صبيانه شعث الالوان (٣) من فقرهم كأنما سودت وجوههم بالعظلم ، وعاودني مؤكدا وكرر علي القول مرددا ، فأصغيت إليه سمعي ، فظن أني أبيعه ديني وأتبع قياده مفارقا طريقتي ، فأحميت له حديدة ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها ، فضج ضجيج ذي دنف من ألمها ، وكاد أن يحترق من ميسمها (٤) ، فقلت له : ثكلتك الثواكل ياعقيل أتئن من حديدة أحماها إنسانها للعبه وتجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه؟ أتئن من الاذى ولا أئن من لظى؟ وأعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة في وعائها ومعجونة شنئتها كأنها (٥) عجنت بريق حية أو قيئها ، فقلت : أصلة أم زكاة أم صدقة؟ فذلك كله محرم علينا أهل البيت ، فقال : لاذا ولا ذلك (٦) ولكنها هدية ، فقلت : هبلتك الهبول أعن دين الله أتيتني لتخدعني أمختبط أم ذو جنة أم تهجر؟ والله لو أعطيت الاقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيره ما فعلته ، وإن دنياكم عندي لاهون من ورقة

____________________

(١) في المصدر : وجدوه مؤتزرا بعباءة محتجزا بعقال وهو يهنأ بعيرا له.

(٢) شرح النهج ٢ : ٧١٤ و ٧١٥.

(٣) في المصدر : شعث الصدور غير الالوان.

(٤) الميسم : الحديدة أو الالة التى يوسم بها.

(٥) في المصدر : كأنما.

(٦) في المصدر : ولاذاك.

١٦٢

في فم جرادة تقضمها ، ما لعلي ونعيم (١) يفنى ولذة لا تبقى ، نعوذ بالله من سبات العقل وقبح الزلل وبه نستعين (٢).

بيان : السعدان : نبت وهو أفضل مراعي الابل ، ولهذا النبت شوك يقال له : حسك السعدان. والمسهد : الممنوع من النوم. وصفده يصفده : شده وأو ثقه ، وكذلك التصفيد. والحطام : ما تكسر من اليبس ، شبه به متاع لفنائه. والقفول : الرجوع من السفر ، وهو إما كناية عن الشيب فإن الشباب إقبال إلى الدنيا والشيب إدبار عنها. أو الموت فإن الآخرة هي الموطن الاصلي ، فبالموت يرجع إليها أو إلى ما كان قبل تعلق الروح به ، والاسناد إلى النفس مجازي أو المراد بالنفس البدن ، والاظهر عندي أن القفول جمع القفل استعيرت لاوصال البدن ومفاصلها والاملاق : الفقر. قوله عليه‌السلام : « شعث الالوان » أي مغبر الالوان ويوصف الجوع بالغبرة. والعظلم بالكسر : النيل ، وقيل : هو الوسمة. قوله عليه‌السلام : « ذي دنف » أي ذي سقم مولم. والثكل فقدان المرأة ولدها. قوله : « شنئتها » أي أبغضتها ونفرت منها ، ولعل المراد بالصلة ما يتوصل به إلى تحصيل المطلوب من المصانعة والرشوة ، وبالصدقة الزكاة المستحبة. ولا يبعد حرمتها على الامام ، ويحتمل أن يكون المراد بالحرمة ما يشمل الكراهة الشديدة ، ويقال : هبلته أي ثكلته والهبول بفتح الهاء من النساء التي لا يبقى لها ولد ، والمختبط : المصروع ، وذو الجنة من به مس من الشيطان ، والذي يهجر هو الذي يهذي في مرض ليس بصرع كالمحموم والمبرسم (٣). والجلب بالضم : القشر. والقضم : الاكل بأطراف الاسنان. السبات بالضم : النوم.

أقول : قد مضت الخطبة وشرحها ، وإنما كررت لما فيهما من الاختلاف.

٥٨ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن غياث بن مصعب ، عن محمد بن حماد

____________________

(١) في المصدر : ولنعيم.

(٢) نهج البلاغة ١ : ٤٧٩ ـ ٤٨١.

(٣) البرسام : التهاب في الحجاب الذى بين الكبد والقلب.

١٦٣

عن حاتم الاصم ، عن شقيق البلخي ، عمن أخبره من أهل العلم قال : قال جابر بن عبدالله الانصاري : لقيت علي بن أبي طالب عليه‌السلام ذات يوم صباحا فقلت : كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ قال : بنعمة من الله وفضل من رجل لم يزر أخا ولم يدخل على مؤمن سرورا ، قلت : وما ذلك (١)؟ قال : يفرج عنه كربا أو يقضي عنه دينا أو يكشف عنه فاقته ، قال جابر : ولقيت عليا يوما فقلت : كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ قال : أصبحنا وبنا من نعم الله وفضله مالا نحصيه مع كثير ما نحصيه ، فما ندري أي نعمة نشكر ، أجميل ما ينشر أم قبيح ما يستر؟ قال : وقال عبدالله بن جعفر : دخلت على عمي علي عليه‌السلام صباحا وكان مريضا ، فقلت : كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ قال : يا بني كيف أصبح من يفنى ببقائه ويسقم بدوائه ويؤتى من مأمنه (٢)؟.

أقول : سيأتي بعض أخبار مكارمه صلوات الله عليه في خطبة الحسن عليه‌السلام بعد وفاته ، وفي أبواب خطبه ومواعظه وسائر أبواب هذا الكتاب ، وقد مر كثير منها في الابواب السابقة.

١٠٨

( باب )

* ( علة عدم اختضابه عليه‌السلام ) *

١ ـ ع : السناني ، عن الاسدي ، عن محمد بن أبي بشر ، عن الحسين بن الهيثم ، عن سليمان بن داود ، عن علي بن غراب ، عن الثمالي ، عن ابن طريف ، عن ابن نباتة قال : قلت لامير المؤمنين عليه‌السلام : ما منعك من الخضاب وقد اختضب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال : أنتظر أشقاها أن يخضب لحيتي من دم رأسي ، بعهد معهود أخبرني به حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢).

____________________

(١) في المصدر : وما ذلك السرور.

(٢) أمالى ابن الشيخ ٤٩ و ٥٠. والرواية من مختصات ( ك ) فقط.

(٣) علل الشرائع : ٦٩.

١٦٤

٢ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن حفص الاعور قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن خضاب اللحية والرأس أمن السنة؟ فقال : نعم ، قلت : إن أمير المؤمنين عليه‌السلام لم يختضب ، قال:إنما منعه قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن هذه ستخضب من هذه (١).

٣ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال:خضب النبي (ص)ولم يمنع عليا عليه‌السلام إلا قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : تخضب هذه من هذه (٢).

نهج : قيل له صلوات الله عليه : لو غيرت شيبتك (٣) يا أمير المؤمنين ، فقال : الخضاب زينة ونحن قوم في مصيبة ، يريد به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤).

____________________

(١ و ٢) فروع الكافى ( الجزء السادس من الطبعة الحديثة ) : ٤٨١. وفيه : تختضب.

(٣) في المصدر : شيبك.

(٤) نهج البلاغة ٢ : ٢٥٥. وفيه : يريد به وفاة رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله.

١٦٥

( ابواب )

* ( معجزاته صلوات الله وسلامه عليه ) *

١٠٩

( باب )

* ( رد الشمس له وتكلم الشمس معه عليه‌السلام ) *

١ ـ ع : القطان ، عن عبدالرحمن بن محمد الحسني ، عن فرات بن إبراهيم ، عن الفزاري ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل ، عن أحمد بن نوح وأحمد بن هلال ، عن ابن أبي عمير ، عن حنان قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : ما العلة في ترك أمير المؤمنين عليه‌السلام صلاة العصر وهو يحب أن يجمع (١) بين الظهر والعصر. فأخرها؟ قال : إنه لما صلى الظهر التفت إلى جمجمة تلقاءه (٢) ، فكلمها أمير ـ المؤمنين عليه‌السلام فقال : أيتها الجمجمة من أين أنت؟ فقالت : أنا فلان بن فلان ملك بلاد آل فلان ، قال لها أمير المؤمنين عليه‌السلام : فقصي علي الخبر وما كنت وما كان عصرك فأقبلت الجمجمة تقص خبرها (٣) وما كان في عصرها من خير وشر ، فاشتغل بها حتى غابت الشمس ، فكلمها بثلاثة أحرف من الانجيل لان لا يفقه العرب كلامها ، قالت : لا أرجع وقد أفلت (٤) ، فدعا الله عزوجل فبعث إليها سبعين ألف ملك بسبعين ألف سلسلة حديد ، فجعلوها في رقبتها وسحبوها (٥) على وجهها حتى عادت بيضاء نقية ، حتى صلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ثم هوت كهوي الكوكب ، فهذه العلة في تأخير

____________________

(١) كذا في ( ك ). وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : وهو يجب له أن يجمع.

(٢) كذا في ( ك ). وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : ملقاة.

(٣) في المصدر : من خبرها.

(٤) اى قال امير المؤمنين عليه‌السلام للشمس : ارجعى ، فقالت : لا ارجع وقد افلت.

(٥) أى جروها.

١٦٦

العصر ، وحدثني بهذا الحديث ابن سعيد الهاشمي عن فرات بإسناده وألفاظه (١).

٢ ـ لى : (٢) القطان ، عن محمد بن صالح ، عن عمر بن خالد المخزومي ، عن ابن نباتة ، عن محمد بن موسى ، عن عمارة بن مهاجر ، عن ام جعفر أو أم محمد (٣) بنتي محمد بن جعفر ، عن أسماء بنت عميس وهي جدتها قالت : خرجت مع جدتي أسماء بنت عميس وعمي عبدالله بن جعفر حتى إذا كنا بالضهياء (٤) حدثتني أسماء بنت عميس قالت : يا بنية كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في هذا المكان ، فصلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الظهر ثم دعا عليا فاستعان به في بعض حاجته ، ثم جاءت العصر ، فقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فصلى العصر ، فجاء علي عليه‌السلام فقعد إلى جنب رسول الله (ص) فأوحى الله إلى نبيه فوضع رأسه في حجر علي عليه‌السلام حتى غابت الشمس لا يرى منها شئ على أرض ولا جبل ، ثم جلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لعلي عليه‌السلام : هل صليت العصر؟ فقال : لا يا رسول الله انبئت أنك لم تصل ، فلما وضعت رأسك في حجري لم أكن لاحركه ، فقال : اللهم إن هذا عبدك علي احتبس نفسه على نبيك فرد عليه شرقها ، فطلعت الشمس ، فلم يبق جبل ولا أرض إلا طلعت عليه الشمس ، ثم قام علي عليه‌السلام فتوضأ وصلى ثم انكسفت.

ص : الصدوق ، عن محمد بن الفضل ، عن إبراهيم بن محمد بن سفيان ، عن علي ابن سلمة ، عن محمد بن إسماعيل بن فديك ، عن محمد بن موسى بن أبي عبدالله ، عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب ، عن أمه أم جعفر ، عن جدتها أسماء بنت عميس مثله ، وقال بعد نقل الخبر : ولعله عليه‌السلام صلى إيماء قبل ذلك أيضا (٥).

٣ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن أحمد بن

____________________

(١) علل الشرائع : ١٢٤.

(٢) كذا في النسخ ، وهو سهو فان الرواية لم تذكر في الامالى وهى مذكورة في العلل : ١٢٤.

(٣) في العلل و ( ت ) : عن ام جعفر وام محمد.

(٤) في العلل و ( م ) : « بالصهباء » وعلى كلا التقديرين موضع بقرب خيبر.

(٥) مخطوط.

١٦٧

عبدالله القزويني ، عن الحسين بن المختار القلانسي ، عن أبي بصير ، عن عبدالواحد بن المختار الانصاري ، عن ام المقدام الثقفية قالت : قال لي جويرية بن مسهر : قطعنا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام جسر الصراة في وقت العصر ، فقال : إن هذه أرض معذبة لاينبغي لنبي ولا وصي نبي أن يصلي فيها ، فمن أراد منكم أن يصلي (١) فليصل ، فتفرق الناس يمنة ويسرة يصلون ، فقلت أنا : والله لاقلدن هذا الرجل صلاتي اليوم ، ولا أصلي حتى يصلي ، فسرنا وجعلت الشمس تسفل ، وجعل يدخلني من ذلك أمر عظيم ، حتى وجبت الشمس وقطعنا الارض ، فقال : يا جويرية أذن ، فقلت : تقول أذن وقد غابت الشمس؟ فقال : أذن ، فأذنت ، ثم قال لي : أقم ، فأقمت ، فلما قلت : « قد قامت الصلاة » رأيت شفتيه يتحركان وسمعت كلاما كأنه كلام العبرانية ، فارتفعت الشمس حتى صارت في مثل وقتها في العصر ، فصلى ، فلما انصرفنا هوت إلى مكانها واشتبكت النجوم ، فقلت أنا : أشهد أنك وصي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا جويرية أما سمعت الله عزوجل يقول : « فسبح باسم ربك العظيم »؟ فقلت : بلى ، قال : فإني سألت الله باسمه العظيم فردها علي (٢).

ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد مثله (٣).

فض يل : بالاسناد يرفعه إلى محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده الشهيد عليهم‌السلام مثله (٤).

كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن محمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد ، عن عبدالله بن يحيى ، عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي بصير مثله (٥).

____________________

(١) في المصدر : أن يصلى فيها

(٢) علل الشرائع : ١٢٤.

(٣) بصائر الدرجات : ٥٨.

(٤) الروضة : ٣٠ الفضائل : ٧١.

(٥) مخطوط.

١٦٨

بيان : الصراة (١) نهر بالعراق. ووجوب الشمس غيبوبتها وسقوطها.

٤ ـ ب : محمد بن عبدالحميد ، عن أبى جميلة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : صلى رسول الله صلى الله عليه و آله العصر ، فجاء علي عليه‌السلام ولم يكن صلاها ، فأوحى الله (٢) إلى رسوله عند ذلك ، فوضع رأسه في حجر علي عليه‌السلام فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن حجره حين قام وقد غربت الشمس ، فقال : يا علي أما صليت العصر؟ فقال : لا يا رسول الله ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم إن عليا كان في طاعتك (٣) ، فردت عليه الشمس عند ذلك (٤).

٥ ـ شف : موفق بن أحمد المكي ، عن شهردار ، عن عبدوس ، عن أبي الفرج بن سهل ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن زكريا العلائي (٥) عن الحسن بن موسى ، عن عبدالرحمن بن القاسم ، عن أبي حازم محمد بن محمد ، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جده محمد بن علي بن موسى بن جعفر ، عن آبائه صلوات الله عليهم ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : يا أبا الحسن كلم الشمس فإنها تكلمك ، قال علي عليه‌السلام : السلام عليك أيها العبد المطيع لله ، فقالت الشمس : وعليك السلام يا أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين يا علي أنت وشيعتك في الجنة ، يا علي أول من ينشق (٦) عنه الارض محمد ثم أنت وأول من يحيا محمد ثم أنت ، وأول من يكسى محمد ثم أنت ، ثم انكب علي ساجدا وعيناه تذرفان بالدموع ، فانكب عليه النبي صلى الله عليه و آله فقال : يا أخي وحبيبي ارفع رأسك فقد باهى الله بك أهل سبع سماوات (٧).

____________________

(١) بالفتح.

(٢) في المصدر : فاوحى إلى رسوله.

(٣) و ( ت ) بعد ذلك : فاردد عليه الشمس اه.

(٤) قرب الاسناد : ٨٢.

(٥) في المصدر : البغدادى.

(٦) في المصدر : تنشق.

(٧) اليقين في امرة أمير المؤمنين : ٢٥ و ٢٦.

١٦٩

كشف : من مناقب الخوارزمي حدثنا عبدالرحمن بن القاسم الهمداني ، عن أبي حاتم محمد بن محمد الطالقاني ، عن أبي محمد العسكري ، عن آبائه عليهم‌السلام مثله (١).

٦ ـ يج : من معجزاته صلى‌الله‌عليه‌وآله أن عليا عليه‌السلام بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في بعض الامور بعد صلاة الظهر ، وانصرف من جهته تلك وقد صلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله العصر بالناس ، فلما دخل علي عليه‌السلام جعل يقص عليه ما كان قد نفض (٢) فيه فنزل الوحي عليه في تلك الساعة ، فوضع رأسه في حجر علي عليه‌السلام وكانا كذلك حتى إذا غربت ، فسري عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في وقت الغروب ، فقال لعلي عليه‌السلام : هل صليت العصر؟ قال : لا فإني كرهت أن ازيل رأسك ، ورأيت جلوسي تحت رأسك وأنت في تلك الحال أفضل من صلاتي ، فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاستقبل القبلة فقال : اللهم إن كان علي في طاعتك وحاجة رسولك صلى‌الله‌عليه‌وآله فاردد عليه الشمس ليصلي صلاته ، فرجعت الشمس حتى صارت في موضع أول العصر ، فصلى علي عليه‌السلام ثم انقضت الشمس للغروب مثل انقضاض الكواكب. وروي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا علي إن الشمس مطيعة لك فادع ، فدعا فرجعت ، وكان قد صلاها بالاشارة (٣).

٧ ـ يج : روي عن زاذان عن بن عباس قال : لما فتح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مكة ورفع الهجرة بقوله : « لا هجرة بعد الفتح » قال لعلي عليه‌السلام : إذا كان الغد كلم الشمس حتى تعرف كرامتك على الله ، فلما أصبحنا قمنا ، فجاء علي إلى الشمس حين طلعت فقال : السلام عليك أيتها المطيعة لربها ، فقالت الشمس : وعليك السلام يا أخا رسول الله ووصيه ، ابشر فإن رب العزة يقرؤك السلام ويقول لك : ابشر فإن لك ولمحبيك ولشيعتك مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، فخر عليه‌السلام ساجدا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ارفع رأسك حبيبي فقد باهى الله بك الملائكة (٤).

____________________

(١) كشف الغمة : ٤٤ و ٤٥.

(٢) نفض الطريق : نظر جميع مافيه حتى يتعرفه ، وفي ( م ) : نفذ. وفي ( ت ) : نقض.

(٣ و ٤) لم نجدهما في الخرائج المطبوع.

١٧٠

٨ ـ شا : مما أظهره الله تعالى من الاعلام الباهرة على يد أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه‌السلام ما استفاضت به الاخبار ورواه علماء السير والآثار ونظمت فيه الشعراء الاشعار رجوع الشمس له عليه‌السلام مرتين : في حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مرة وبعد وفاته اخرى ، وكان من حديث رجوعها عليه المرة الاولى (١) ما روته أسماء بنت عميس وأم سلمة زوجة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وجابر بن عبدالله الانصاري وأبوسعيد الخدري في جماعة (٢) من الصحابة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان ذات يوم في منزله وعلي عليه‌السلام بين يديه إذ جاءه جبرئيل عليه‌السلام يناجيه عن الله سبحانه ، فلما تغشاه الوحي توسد فخذ أمير المؤمنين عليه‌السلام فلم يرفع رأسه عنه حتى غربت الشمس ، فاصطبر (٣) أمير المؤمنين عليه‌السلام لذلك إلى صلاة العصر ، فصلى أمير المؤمنين عليه‌السلام جالسا يؤمئ بركوعه وسجوده إيماء ، فلما أفاق من غشيته قال لامير المؤمنين عليه‌السلام : أفاتتك صلاة العصر؟ قال : لم أستطع أن أصليها قائما لمكانك يا رسول الله والحال التي كنت عليها في استماع الوحي ، فقال له : ادع الله حتى يرد عليك الشمس لتصليها قائما في وقتها كما فاتتك ، فإن الله تعالى يجيبك لطاعتك لله ورسوله (٤) ، فسأل أمير ـ المؤمنين عليه‌السلام الله في رد الشمس ، فردت (٥) حتى صارت في موضعها من السماء وقت صلاة العصر ، فصلى أمير المؤمنين عليه‌السلام صلاة العصر في وقتها ثم غربت ، فقالت أسماء : أم والله لقد سمعنا لها عند غروبها صريرا كصرير المنشار في الخشب.

وكان رجوعها (٦) بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه لما أراد يعبر الفرات ببابل اشتغل كثير من أصحابه بتعبير دوابهم ورحالهم ، فصلى (٧) عليه‌السلام بنفسه في طائفة معه العصر

____________________

(١) في المصدر : في المرة الاولى.

(٢) في المصدر و ( ت ) : وجماعة.

(٣) في المصدر : فاضطر.

(٤) في المصدر : ولرسوله.

(٥) في المصدر : فردت عليه.

(٦) في المصدر : وكان رجوعها عليه.

(٧) في المصدر : وصلى.

١٧١

فلم يفرغ الناس من عبورهم حتى غربت الشمس وفاتت الصلاة كثيرا منهم ، وفات الجمهور فضل الاجتماع معه ، فتكلموا في ذلك ، فلما سمع كلامهم فيه سأل الله تعالى أن يرد الشمس عليه لتجتمع كافة أصحابه على صلاة العصر في وقتها ، فأجابه الله تعالى في ردها عليه ، وكانت في الافق على الحال التي تكون عليه وقت العصر ، فلما سلم القوم غابت الشمس ، فسمع لها وجيب شديد هال الناس ذلك ، فأكثروا من التسبيح والتهليل والاستغفار والحمد لله على النعمة التي ظهرت فيهم ، وسار خبر ذلك في الآفاق ، وانتشر ذكره في الناس ، وفي ذلك يقول السيد بن محمد الحميري : « ردت الشمس » إلى آخر ما سيأتي من الابيات (١).

٩ ـ شى : عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : دخل علي عليه‌السلام على رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه وقد أغمي عليه ، ورأسه في حجر جبرئيل وجبرئيل في صورة دحية الكلبي ، فلما دخل علي عليه‌السلام قال له جبرئيل : دونك رأس ابن عمك فأنت أحق به مني ، لان الله يقول في كتابه « واولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله » (٢) فجلس علي عليه‌السلام وأخذرأس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فوضعه في حجره ، فلم يزل رأس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجره حتى غابت الشمس ، وإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أفاق فرفع رأسه فنظر إلى علي عليه‌السلام فقال : يا علي أين جبرئيل؟ فقال : يا رسول الله ما رأيت إلا دحية الكلبي دفع إلي رأسك قال : يا علي دونك رأس ابن عمك فأنت أحق به مني لان الله يقول في كتابه : « واولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله » فجلست وأخذت رأسك فلم يزل في حجري حتى غابت الشمس ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفصليت العصر؟ فقال : لا ، قال : فما منعك أن تصلي؟ فقال : قد أغمي عليك فكان رأسك في حجري ، فكرهت أن أشق عليك يا رسول الله ، وكرهت أن أقوم وأصلى وأضع رأسك ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم إن عليا كان في طاعتك وطاعة رسولك حتى فاتته صلاة العصر ،

____________________

(١) الارشاد للمفيد : ١٦٣ و ١٦٤.

(٢) سورة الانفال : ٧٥. سورة الاحزاب : ٦.

١٧٢

اللهم فرد عليه الشمس حتى يصلي العصر في وقتها ، قال : فطلعت الشمس فصارت في وقت العصر بيضاء نقية ، ونظر إليها أهل المدينة ، وإن عليا قام وصلى فلما انصرف غابت الشمس وصلوا المغرب (١).

١٠ ـ قب : روى أبوبكر بن مردويه في المناقب ، وأبوإسحاق الثعلبي في تفسيره ، وأبوعبدالله بن منده في المعرفة ، وأبوعبدالله النطنزي في الخصائص ، والخطيب في الاربعين ، وأبوأحمد الجرجاني في تاريخ جرجان : رد الشمس لعلي عليه‌السلام ، ولابي بكر الوراق كتاب طرق من روى رد الشمس ، ولابي عبدالله الجعل مصنف في جواز رد الشمس ولابي القاسم الحسكاني مسألة في تصحيح رد الشمس وترغيم النواصب الشمس (٢) ولابي الحسن شاذان كتاب بيان رد الشمس على أمير المؤمنين عليه‌السلام وذكر أبوبكر الشيرازي في كتابه بالاسناد عن شعبة ، عن قتادة عن الحسن البصري ، عن أم هائئ هذا الحديث مستوفى ثم قال : قال الحسن عقيب هذا الخبر : وأنزل الله عزوجل آيتين في ذلك : قوله تعالى : « وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا » (٣) يعني هذا يخلف هذا لمن أراد أن يذكر فرضا نسيه أو نام عليه أو أراد شكورا ، وأنزل أيضا « يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل » (٤) وذكر أن الشمس ردت عليه مرارا : الذي رواه سلمان ، ويوم البساط ، ويوم الخندق ، ويوم حنين ، ويوم خيبر ، ويوم قرقيسينا ويوم ببراثا (٥) ، ويوم الغاضرية ، ويوم النهروان ، ويوم بيعة الرضوان ، ويوم صفين

____________________

(١) تفسير العياشى : ج ٢ ص ٧٠. وقد رواه في البرهان ٢ : ٩٨.

(٢) بضم الشين والميم وسكونها جمع الشموس : الذى يكون عسرا في عداوته شديد الخلاف على من عانده.

(٣) سورة الفرفان : ٦٢.

(٤) سورة الزمر : ٥.

(٥) في المصدر « قرقيساء ويوم براثا » وقال في المراصد ( ٣ : ١٠٨٠ ) : قرقيساء بلد على الخابور عند مصبه وهى على الفرات ، جانب منها على الخابور وجانب على الفرات فوق رحبة مالك بن طوق. وبراثا محلة كانت في طرف بغداد ، بنى بها جامع تجتمع بها الشيعة ، وآثاره باقية إلى الان.

١٧٣

وفي النجف ، وفي بني مازر ، وبوادي العقيق ، وبعد أحد ، وروى الكليني في الكافي أنها رجعت بمسجد الفضيح (١) من المدينة؟ وأما المعروف فمرتان في حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بكراع الغميم وبعد وفاته ببابل.

فأما في حال حياته صلى‌الله‌عليه‌وآله فما روته (٢) أم سلمة وأسماء بنت عميس وجابر الانصاري وأبوذر وابن عباس والخدري وأبوهريرة والصادق عليه‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صلى بكراع الغميم ، فلما سلم نزل عليه الوحي وجاء علي عليه‌السلام وهو على ذلك الحال ، فأسنده إلى ظهره ، فلم يزل على تلك الحال حتى غابت الشمس ، والقرآن أن ينزل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما تم الوحي قال : يا علي صليت؟ قال : لا ، وقص عليه ، فقال : ادع ليرد الله عليك الشمس ، فسأل الله فردت عليه الشمس بيضاء نقية. وفي رواية أبي جعفر الطحاوي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : اللهم إن عليا كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس ، فردت ، فقام وصلى علي (٣) عليه‌السلام ، فما فرغ من صلاته وقعت الشمس وبدت (٤) الكواكب. وفي رواية أبي بكر مهرويه قالت أسماء : أم والله لقد سمعنا لها عند غروبها صريرا كصرير المنشار في الخشب. قال : وذلك بالضهيا في غزاة خيبر ، وروي أنه صلى إيماء ، فلما ردت الشمس أعاد الصلاة بأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وأما بعد وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله ما روى جويرية بن مسهر وأبورافع والحسين بن علي عليهما‌السلام أن أمير المؤمنين عليه‌السلام لما عبر الفرات ببابل صلى بنفسه في طائفة معه العصر ، ثم لم يفرغ الناس من عبورهم حتى غربت الشمس وفات صلاة العصر الجمهور ، فتكلموا في ذلك ، فسأل الله تعالى رد الشمس عليه فردها عليه ، فكانت في الافق ، فلما سلم القوم غابت ، فسمع لها وجيب شديد هال الناس ذلك ،

____________________

(١) في المصدر : الفضيخ.

(٢) في المصدر : ماروت.

(٣) في المصدر : فقام على عليه‌السلام وصلى.

(٤) في المصدر : بدرت.

١٧٤

وأكثروا التهليل والتسبيح والتكبير ، ومسجد الشمس بالصاعدية من أرض بابل شائع ذائع.

وعن ابن عباس بطرق كثيرة أنه لم ترد الشمس إلا لسليمان وصي داود ، وليوشع وصي موسى ، ولعلي بن أبي طالب وصي محمد صلوات الله عليهم أجمعين.

وأما طعن الملاحدة أن ذلك يبطل الحساب والحركات فمجاب بأن الله تعالى ردها ورد معها الفلك ، فلا يختلف الحساب والحركات ونقول (١) بردها ثم يحدث فيها من السير ما يظهر وتلحق بموضعها ولا يظهر على الفلك ، وذلك مبني (٢) على حدوث العالم وإثبات المحدث ، وأما اعتراض ابن فورك (٣) في كتاب الفصول من تعليق الاصول أنه لو كان ذلك صحيحا لرآه جميع الناس في جميع الاقطار فالانفصال منه بما أجيب عنه من اعترض على انشقاق القمر للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

محمد بن مسلم عن أبي جعفر عن جابر قال : كلمت الشمس علي بن أبي طالب عليه‌السلام سبع مرات ، فأول مرة قال له : يا إمام المسلمين اشفع لي إلى ربي أن لا يعذبني ، والثانية قالت : مرني أحرق مبغضيك فإني أعرفهم بسيماهم ، والثالثة ببابل وقد فاتته العصر ، فكلمها وقال لها : ارجعي إلى موضعك ، فأجابته بالتلبية ، والرابعة قال : يا أيتها الشمس هل تعرفين لي خطيئة؟ قالت : وعزة ربي لو خلق الله الخلق مثلك لم يخلق النار ، والخامسة فإنهم اختلفوا في الصلاة في خلافة أبي بكر فخالفوا عليا ، فتكلمت الشمس ظاهرة فقالت : « الحق له و بيده ومعه » سمعته قريش ومن حضره ، والسادسة حين دعاها فأتته بسطل من ماء الحياة

____________________

(١) في المصدر : أو يقول.

(٢) في المصدر : يبنى.

(٣) بضم الفاء وفتح الراء وهو الاستاذ ابوبكر محمد بن الحسن ( الحسين خ ل ) ابن فورك الاصبهانى المتكلم العارف الاديب الفاضل الواعظ ، اقام بالعراق مدة يدرس العلم ثم توجه إلى الرى ، والتمس منه أهل نيسابور التوجه اليهم ففعل. فبنى له بها مدرسة ودار فأفاد فيها وصنف من الكتب ما يقرب من مائة ، توفى سنة ٤٤٦ أو ٤٠٦ ودفن بنيسابور بالحيرة ( الكنى و الالقاب ١ ٣٧٤ ).

١٧٥

فتوضأ للصلاة فقال لها : من أنت؟ فقالت : أنا الشمس المضيئة ، والسابعة عند وفاته حين جاءت وسلمت عليه وعهد إليها وعهدت إليه.

وحدثني شيرويه الديلمي وعبدوس الهمداني والخطيب الخوارزمي من كتبهم وأجازني جدي الكيا شهر آشوب ومحمد الفتال من كتب أصحابنا نحو ابن قولويه والكشي والعبدكي وعن سلمان (١) وأبي ذر وابن عباس وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام أنه لما فتح مكة وانتهيا إلى هوازن قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : قم يا علي وانظر كرامتك على الله ، كلم الشمس إذا طلعت ، فقام علي عليه‌السلام وقال : السلام عليك أيتها العبد الدائب (٢) في طاعة الله ربه ، فأجابته الشمس وهي تقول : وعليك السلام يا أخا رسول الله ووصيه وحجة الله على خلقه ، فانكب علي ساجدا شكرا لله تعالى ، فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقيمه ويمسح وجهه ويقول (٣) : قم حبيبي فقد أبكيت أهل السماء من بكائك ، وباهى الله بك حملة عرشه ، ثم قال : الحمد لله الذي فضلني على سائر الانبياء وأيدني بوصية سيد الاوصياء ، ثم قرأ « وله أسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها » الآية (٤).

١١ ـ جا : المرزباني ، عن أحمد بن محمد بن عيسى المكي ، عن عبدالرحمن بن محمد بن حنبل قال : أخبرت عن عبدالرحمن بن شريك ، عن أبيه ، عن عروة بن عبيدالله ابن بشير الجعفي قال : دخلت على فاطمة بنت علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهي عجوز كبيرة وفي عنقها خرز (٥) وفي يدها مسكتان ، فقالت : يكره للنساء أن يتشبهن بالرجال ثم قالت : حدثتني أسماء بنت عميس قالت : أوحى الله إلى نبيه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فتغشاه الوحي ، فستره علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بثوبه حتى غابت الشمس

____________________

(١) في المصدر : عن سلمان.

(٢) دأب في العمل : جد وتعب واستمر.

(٣) في المصدر : وقال.

(٤) مناقب آل ابى طالب ١ : ٤٥٩ ـ ٣٦٤ والاية في سورة آل عمران : ٨٣.

(٥) في المصدر « خرزة » وهو ما ينظم في السلك من الجذع والودع ، أو الحب المثقوب من الزجاج ونحوه ، و الفصوص من الحجارة. والمسك بفتحتين : الاسورة والخلاخل.

١٧٦

فلما سري عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا علي ما صليت العصر؟ قال : يا رسول الله اشتغلت عنها ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم اردد الشمس على علي بن أبي طالب ، وقد كانت غابت ، فرجعت حتى بلغت الشمس حجرتي ونصف المسجد (١).

بيان : لعل مرادها بالتشبه هنا ترك الحلي والزينة ، ويقال : سري عنه الهم ـ على بناء المجهول من التفعيل ـ أي انكشف.

١٢ ـ لى : القطان ، عن القاسم بن العباس ، عن أحمد بن يحيى الكوفي عن أبي قتادة ، عن جعفر بن برقان ، عن ميمون بن مهران ، عن زاذان ، عن ابن عباس قال : لما فتح الله عزوجل مكة خرجنا ونحن ثمانية آلاف رجل ، فلما أمسينا صرنا عشرة آلاف من المسلمين ، فرفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الهجرة فقال : لا هجرة بعد فتح مكة ، قال : ثم انتهينا إلى هوازن فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : يا علي قم فانظر كرامتك على الله عزوجل ، كلم الشمس إذا طلعت ، قال ابن عباس : والله ما حسدت أحدا إلا علي بن إبي طالب عليه‌السلام في ذلك اليوم ، وقلت للفضل : قم ننظر كيف يكلم علي بن أبي طالب عليه‌السلام الشمس ، فلما طلعت الشمس قام علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : السلام عليك أيتها العبد الصالح الدائب في طاعة الله ربه ، فأجابته الشمس وهي تقول : وعليك السلام يا أخا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ووصيه وحجة الله على خلقه ، قال : فانكب علي عليه‌السلام ساجدا شكرا لله عزو جل ، قال فوالله لقد رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قام فأخذ برأس علي عليه‌السلام يقيمه ويمسح وجهه ويقول : قم حبيبي فقد أبكيت أهل السماء من بكائك وباهى الله عزوجل بك حملة عرشه (٢).

ص : الصدوق ، عن ابن موسى ، عن أحمد بن جعفر بن نصر ، عن عمر بن خلاد ، عن أبي قتادة مثله (٣).

____________________

(١) امالى الشيخ المفيد : ٥٥ و ٥٦

(٢) امالى الصدوق : ٣٥١.

(٣) مخطوط.

١٧٧

١٣ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن عبدالله بن بحر ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي المقدام ، عن جويرية بن مسهر قال : أقبلنا مع أمير المؤمنين عليه‌السلام من قتل الخوراج حتى إذا قطعنا في أرض بابل حضرت (١) صلاة العصر ، قال : فنزل أمير المؤمنين عليه‌السلام ونزل الناس ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : يا أيها الناس إن هذه الارض ملعونة ، وقد عذبت من الدهر ثلاث مرات ، وهي إحدى المؤتفكات (٢) وهي أول أرض عبد فيها وثن ، إنه لا يحل لنبي ولوصي نبي أن يصلي فيها ، فأمر الناس فمالوا عن جنبي الطريق يصلون ، وركب بغلة رسول الله فمضى عليها ، قال جويرية : فقلت : والله لاتبعن أمير المؤمنين ولاقلدنه صلاتي اليوم ، قال : فمضيت خلفه ، فولالله ما جزنا (٣) جسر سوراء حتى غابت الشمس ، قال : فسببته أو هممت أن أسبه! قال : فقال : يا جويرية أذن ، قال : فقلت : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : فنزل ناحية فتوضأ ثم قام فنطق بكلام لا أحسبه إلا بالعبرانية ، ثم نادى بالصلاة ، فنظرت والله إلى الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير ، فصلى العصر وصليت معه ، قال : فلما فرغنا من الصلاة عاد الليل كما كان ، فالتفت إلي فقال : يا جويرية ابن مسهر إن الله يقول : « فسبح باسم ربك العظيم » فإني سألت الله باسمه العظيم فرد علي الشمس (٤).

١٤ ـ ير : محمد بن الحسين ، عن عبدالله بن جبلة ، عن أبي الجارود قال : سمعت جويرية يقول : أسرى علي بنا من كربلاء إلى الفرات ، فلما صرنا ببابل قال لي : أي موضع يسمى هذا يا جويرية؟ قلت : هذه بابل يا أمير المؤمنين ، قال : أما إنه لا يحل لنبي ولا وصي نبي أن يصلى بأرض قد عذبت مرتين ، قال : قلت : هذه العصر يا أمير المؤمنين فقد وجبت الصلاة يا أمير المؤمنين ، قال :

____________________

(١) في المصدر : حضره.

(٢) المؤتفكات : المدن التى أبادها الله وقلبها على أهلها.

(٣) في المصدر : ما صرنا.

(٤) بصائر الدرجات : ٥٨.

١٧٨

قد أخبرتك أنه لا يحل لنبي ولا وصي نبي أن يصلي بأرض قد عذبت مرتين وهي تتوقع الثالثة ، إذا طلع كوكب الذنب وعقد جسر بابل قتلوا عليه مائة ألف تخوضه الخيل إلى السنابك (١) ، قال جويرية : والله (٢) لاقلدن صلاتي اليوم أمير المؤمنين عليه‌السلام،وعطف علي عليه‌السلام برأس بغلة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الدلدل حتى جازسوراء قال لي : أذن بالعصر يا جويرية فأذنت ، وخلا علي ناحية فتكلم بكلام له سرياني أو عبراني ، فرأيت للشمس صريرا وانقضاضا حتى عادت بيضاء نقية قال : ثم قال : أقم ، فأقمت ثم صلى بنا فصلينا معه ، فلما سلم اشتبكت النجوم فقلت : وصي نبي ورب الكعبة (٣).

١٥ ـ يج : روي عن أسماء بنت عميس قالت : إن عليا بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حاجة في غزوة حنين وقد صلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله العصر ولم يصلها علي عليه‌السلام فلما رجع وضع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رأسه في حجر علي ورفعه ، وإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد اوحي إليه ، فجلله بثوبه ، فلم يزل كذلك حتى كادت الشمس تغيب ، ثم إنه سري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : أصليت يا علي؟ قال : لا ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم رد على علي الشمس ، فرجعت حتى بلغت نصف المسجد ، قالت أسماء : وذلك بالصهباء موضع طلوع (٤).

١٦ ـ من عيون المعجزات المنسوب إلى السيد المرتضى رضي‌الله‌عنه قال : حدثني ابن عباس الجوهري ، عن أبي طالب عبيد الله بن محمد الانبار عن أبي الحسين. محمد بن يزيد (٥) التستري ، عن أبي سمينة محمد بن علي الصيرفي ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن حماد بن عيسى ، عن عمر بن أذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن

____________________

(١) جمع السنبك : طرف الحافر.

(٢) في المصدر : قلت والله.

(٣) بصائر الدرجات : ٥٩.

(٤) لم نجده في الخرائج المطبوع.

(٥) في ( م ) و ( ت ) : محمد بن زيد.

١٧٩

سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت أباذر جندب بن جنادة الغفاري قال : رأيت السيد محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد قال لامير المؤمنين عليه‌السلام ذات ليلة : إذا كان غدا اقصد إلى جبال البقيع وقف على نشز (١) من الارض ، فإذا بزغت الشمس فسلم عليها ، فإن الله تعالى قد أمرها أن تجيبك بما فيك ، فلما كان من الغد خرج أمير المؤمنين عليه‌السلام و معه أبوبكر وعمر وجماعة من المهاجرين والانصار حتى وافى البقيع ، ووقف على نشز من الارض ، فلما طلعت الشمس قال عليه‌السلام : السلام عليك يا خلق الله الجديد المطيع له ، فسمعوا دويا من السماء وجواب قائل يقول : وعليك السلام يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا من هو بكل شئ (٢) عليم ، فلما سمع أبوبكر وعمر والمهاجرون والانصار كلام الشمس صعقوا ، ثم أفاقوا بعد ساعاتهم وقد انصرف أمير المؤمنين عن المكان ، فوافوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مع الجماعة وقالوا : أنت تقول : إن عليا بشر مثلنا وقد خاطبته الشمس بماخاطب به البارئ نفسه فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : وما سمعتموه منها؟ فقالوا : سمعناها تقول : « السلام عليك يا أول » قال : صدقت هو أول من آمن بي ، فقالوا : سمعناها تقول : « يا آخر » قال : صدقت هو آخر الناس عهدا بي يغسلني ويكفنني ويدخلني قبري ، فقالوا : سمعناها تقول : « يا ظاهر » قال : صدقت بطن سري كله له ، قالوا سمعناها تقول : « يا من هو بكل شئ عليم » قال : صدقت هو العالم بالحلال والحرام والفرائض والسنن وما شاكل ذلك ، فقاموا كلهم وقالوا : لقد أوقعنا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله في طخياء! وخرجوا من باب المسجد ، وقال في ذلك أبومحمد العوني :

إمامي كليم الشمس راجع نورها

فهل لكليم الشمس في القوم من مثل (٣)

يل : عن أبي ذر مثله (٤).

بيان : الطخياء بالمد : الليلة المظلمة ، وتكلم بكلمة طخياء لا يفهم.

____________________

(١) النشز : المكان المرتفع.

(٢) في ( م ) : على كل شئ.

(٣) مخطوط.

(٤) الفضائل : ٧٢ و ٧٣.

١٨٠