بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

١٧ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن سهل العطار ، عن أحمد بن محمد ، عن أبي زرعه عبدالله بن عبدالكريم ، عن قبيصة بن عقبة ، عن سفيان بن يحيى ، عن جابر بن عبدالله قال : لقيت عمارا في بعض سكك المدينة ، فسألته عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبر أنه في مسجده في ملاء من قومه ، وأنه لما صلى الغداة أقبل علينا فبينا نحن كذلك وقد بزغت الشمس إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقام إليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقبل بين عينيه وأجلسه إلى جنبه حتى مست ركبتاه ركبتيه ، ثم قال : يا علي قم للشمس فكلمها فإنها تكلمك ، فقام أهل المسجد وقالوا : أترى عين الشمس تكلم عليا؟ وقال بعض : لا زال (١) يرفع حسيسة ابن عمه وينوه باسمه (٢)! إذ خرج علي عليه‌السلام فقال للشمس : كيف أصبحت يا خلق الله؟ فقالت : بخير يا أخا رسول الله يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا من هو لكل شئ عليم ، فرجع علي عليه‌السلام إلى النبي فتبسم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا علي تخبرني أو أخبرك؟ فقال : منك أحسن يا رسول الله فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أما قولها لك : يا أول ، فأنت أول من آمن بالله ، وقولها : يا آخر فأنت آخر من يعاينني علي مغسلي ، وقولها : يا ظاهر فأنت آخر من يظهر على مخزون سري وقولها : يا باطن فأنت المستبطن لعلمي ، وأما العليم بكل شئ فما أنزل الله تعالى علما من الحلال والحرام والفرائض والاحكام ، التنزيل والتأويل والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والمشكل إلا وأنت به عليم ، فلولا (٣) أن تقول فيك طائفة من أمتي ما قالت النصارى في عيسى لقلت فيك مقالا لا تمر بملا إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يستشفون به ، قال جابر : فلما فرغ عمار من حديثه أقبل سلمان فقال عمار : وهذا سلمان كان معنا فحدثني سلمان كما حدثني عمار (٤).

١٨ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن عبدالعزيز بن يحيى ، عن محمد بن زكريا

____________________

(١) في ( م ) : لا يزال.

(٢) الحسيسة : الصوت الخفى. ونوهه ونوه باسمه أى دعاه برفع الصوت ورفع ذكره.

(٣) في ( م ) : ولولا.

(٤) ( مخطوط. وأوردهما في البرهان ٤ : ٢٨٧.

١٨١

عن علي بن حكيم ، عن الربيع بن عبدالله ، عن عبدالله بن حسن ، عن أبي جعفر محمد بن علي صلى الله عليهما قال : بينا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم ورأسه في حجر علي عليه‌السلام إذنام رسول الله (ص) ولم يكن علي عليه‌السلام صلى العصر ، فقامت الشمس تغرب ، فانتبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فذكر له علي عليه‌السلام شأن صلاته ، فدعا الله فرد عليه الشمس كهيئتها في وقعت العصر ، وذكر حديث رد الشمس فقال : يا علي قم فسلم على الشمس وكلمها فإنها ستكلمك ، فقال له : يا رسول الله كيف أسلم عليها؟ قال : قل : السلام عليك يا خلق الله ، فقالت : وعليك السلام يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا من ينجي محبيه ويوبق مبغضيه ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ماردت عليك الشمس وكان علي كاتما عنه ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : قل ما قالت لك الشمس ، فقال له ما قالت ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الشمس قد صدقت وعن أمر الله نطقت ، أنت أول المؤمنين إيمانا وأنت آخر الوصيين ، ليس بعدي نبي ولا بعدك وصي ، وأنت الظاهر على أعدائك ، وأنت الباطن في العلم الظاهر عليه ، ولا فوقك فيه أحد ، أنت عيبة علمي وخزانة وحي ربي ، وأولادك خير الاولاد ، وشيعتك هم النجباء يوم القيامة (١).

١٩ ـ كا : العدة ، عن سهل. عن موسى بن جعفر ، عن عمرو بن سعيد (٢) ، عن الحسن بن صدقة [ عن عمرو بن صدقة ] (٣) عن عمار بن موسى قال : دخلت أنا وأبوعبدالله عليه‌السلام مسجد فضيح (٤) فقال : يا عمار ترى هذه الوهدة؟ قلت : نعم قال : كانت امرأة جعفر (٥) التي خلف عليها أمير المؤمنين قاعدة في هذا الموضع و

____________________

(١) مخطوط. وأردهما في البرهان ٤ : ٣٨٧ ،.

(٢) في المصدر : عن عمر بن سعيد.

(٣) يوجد في ( ك ) فقط والظاهر أنه سهو.

(٤) في المصدر « الفضيخ » وقال في المراصد ( ٣ : ١٠١٥ ) : فاضح موضع قرب مكه عند أبى قبيس كان الناس يخرجون إليه لحاجتهم ، وقيل : جبل قرب ريم وهو واد بالمدينة.

(٥) هى أسماء بنت عميس رضى الله عنها : وقوله « خلف عليها » اى كان قائما في الزوجية مقامه.

١٨٢

معها ابناها من جعفر ، فبكت فقالا لها ابناها : ما يبكيك يا أمه؟ قالت : بكيت لامير المؤمنين عليه‌السلام فقالا لها : تبكين لامير المؤمنين ولا تبكين لابينا؟ قالت : ليس هذا لهذا (١) ولكن ذكرت حديثا حدثني به أمير المؤمنين عليه‌السلام في هذا الموضع فأبكاني قالا : وما هو؟ قالت : كنت وأمير المؤمنين في هذا المسجد فقال لي : ترى (٢) هذه الوحدة؟ قلت : نعم ، قال : كنت أنا ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قاعدين فيها إذ وضع رأسه في حجري ثم خفق حتى غط وحضرت صلاة العصر ، فكرهت أن أحرك رأسه عن فخذي فأكون قد آذيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى ذهب الوقت وفاتت [ الصلاة ] فانتبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا علي صليت؟ فقلت : لا ، فقال : ولم ذاك؟ قلت : كرهت أن اوذيك ، قال : فقام واستقبل القبلة ومد يديه كلتيهما وقال : اللهم رد الشمس إلى وقتها حتى يصلي علي ، فرجعت الشمس إلى وقعت الصلاة حتى صليت العصر ثم انقضت انقضاض الكوكب (٣).

ص : الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن موسى بن جعفر البغدادي مثله (٤).

بيان : غطيط النائم : نخيره.

٢٠ ـ ما : ابن عبدون ، عن علي بن محمد بن الزبير ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن العباس بن عامر ، عن أحمد بن رزق الغمشاني (٥) ، عن يحيى بن العلاء الرازي قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : لما خرج أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى النهروان وطعنوا في أول أرض بابل حين دخل وقت العصر فلم يقطعوها حتى غابت الشمس ، فنزل الناس يمينا وشمالا يصلون إلا الاشتر وحده ، فإنه قال : أصلي حتى أرى أمير المؤمنين قد نزل يصلي ، قال : فلما نزل قال : يا مالك إن هذه أرض سبخة

____________________

(١) في المصدر : ليس هذا هكذا.

(٢) في المصدر : ترين.

(٣) فروع الكافى ( الجزء الرابع من الطبعة الحديثة ) ٥٦١ و ٥٦٢.

(٤) مخطوط.

(٥) قال في جامع الرواة (١ : ٥٠) : احمد بن رزق الغمشانى بجلى ثقة ، له كتاب يرويه جماعة منهم عباس بن عامر.

١٨٣

ولا تحل الصلاة فيها (١) فمن كان صلى فليعد الصلاة ، ثم قال : استقبل القبلة فتكلم بثلاث كلمات ماهن بالعربية ولا بالفارسية فإذا هو بالشمس بيضاء نقية حتى إذا صلى بنا سمعنا لها حين انقضت خريرا كخرير المنشار (٢).

[ ٢١ ـ كتاب الصفين لنصر بن مزاحم : عن عمرو بن سعد ، عن عبدالله بن يعلى بن مرة ، عن أبيه ، عن عبد خير قال : كنت مع علي عليه‌السلام أسير في أرض بابل قال : وحضرت الصلاة صلاة العصر ، قال : فجعلنا لانأتي مكانا إلا رأيناه أقبح من الآخر ، قال : حتى أتينا على مكان أحسن ما رأينا ، وقد كادت الشمس أن تغيب ، فنزل علي عليه‌السلام ونزلت معه ، قال : فدعا لله فرجعت الشمس كمقدارها من صلاة العصر ، قال فصلينا العصر ثم غابت الشمس (٣) ].

٢٢ ـ يف : روى ابن المغازلي في كتاب المناقب بإسناده أن خبر رد الشمس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يوحى إليه ورأسه في حجر علي عليه‌السلام فلم يصل العصر حتى فات وقت الفضيلة ـ وقيل : حتى غربت الشمس ـ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا رب إن عليا عليه‌السلام كان على طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس ، فرأيتها غربت ثم رأيتها قد طلعت بعد ما غابت. وفي ابن المغازلي أيضا عن أبي رافع قال : فردت الشمس على علي بعد ما غابت حتى رجعت صلاة العصر في الوقت ، فقام علي عليه‌السلام فصلى العصر فلما قضى صلاة العصر غابت الشمس.

وهذا ممكن من طرق كثيرة عند الله تعالى ، منها أن يخلق مثل الشمس في الموضع الذي أعادها الله إليه ابتداء ، أو يهبط بعض الارض فتظهر الشمس ، أو يخلق مثل الشمس في صورتها ويجعل حكمها في صلاة علي كحكم تلك الشمس وغير ذلك من مقدوراته يعلمها سبحانه ، وقد رووا أيضا أن الشمس حبست لبعض

____________________

(١) عدم جواز الصلاة فيها ليس لكونها سبخة أى غير معمروة لم يحرث فيها ، بل لا جل كونها ملعونة معذبة ومن احدى المؤتفكات كما مر عن بصائر تحت الرقم ١٣.

(٢) أمالى ابن الشيخ : ٦٤.

(٣) مخطوط. والرواية مذكورة في ( ك ) فقط.

١٨٤

الانبياء فيما سلف (١).

أقول : قال السيد المرتضى ـ رضي‌الله‌عنه ـ في شرح البائية للسيد الحميري حيث قال :

ردت عليه الشمس لما فاته

وقت الصلاة وقد دنت للمغرب

ويروى « حين تفوته » ، هذا خبر مشهور عن رد الشمس له عليه‌السلام في حياة النبي (ص) لانه روي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان نائما ورأسه في حجر أمير المؤمنين عليه‌السلام فلما جاز (٢) وقت صلاة العصر كره عليه‌السلام أن ينهض لادائها فيزعج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من نومه ، فلما مضى وقتها وانتبه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله دعا الله بردها فردها عليه ، فصلى عليه‌السلام الصلاة في وقتها ، فإن قال قائل (٣) : هذا يقتضي أن يكون عليه‌السلام عاصيا بترك الصلاة قلنا : عن هذا جوابان : أحدهما أنه إنما يكون عاصيا إدا ترك (٤) بغير عذر ، وإزعاج النبي لا ينكر أن يكون عذرا في ترك الصلاة ، فإن قيل : الاعذار في ترك جميع أفعال الصلاة لا تكون إلا بفقد العقل والتمييز كالنوم والاغماء وما شاكلهما ، ولم يكن عليه‌السلام في تلك الحال بهذه الصفة ، فأما الاعذار التي يكون معها العقل والتمييز ثابتين كالزمانة والرباط والقيد والمرض الشديد واشتباك القتال فإنما يكون عذرا في استيفاء أفعال الصلاة وليس بعذر في تركها أصلا ، فإن كل معذور ممن ذكرنا يصليها على حسب طاقته ولو بالايماء ، قلنا : غير منكر أن يكون صلى‌الله‌عليه‌وآله صلى موميا وهو جالس لما تعذر عليه القيام إشفاقا من إزعاجه (٥) صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى هذا تكون فائدة رد الشمس ليصلي مستوفيا لافعال الصلاة ، وتكون (٦) أيضا فضيله له ودلالة على عظم شأنه ، والجواب الآخر أن الصلاة لم تفته بمضي جميع وقتها ، وإنما فاته ما فيه

____________________

(١) الطرائف : ٢١.

(٢) في المصدر : فلما حان.

(٣) في المصدر : فان قيل.

(٤) في المصدر : إذا ترك الصلاة اه.

(٥) في المصدر : من ازعاجه النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٦) في المصدر : وليكون.

١٨٥

الفضل والمزية من أول وقتها ، ويقوي هذا الوجه شيئان : أحدهما الرواية الاخرى لان قوله « حين تفوته » صريح في أن الفوت لم يقع وإنما قارب وكاد ، الامر الآخر (١) قوله : « وقد دنت للمغرب » يعني الشمس وهذا أيضا يقتضي أنها لم تغرب وإنما دنت وقاربت الغروب.

فإن قيل : إذا كانت لم تفته فأي معنى للدعاء بردها حتى يصلي في الوقت وهو قد صلى فيه؟ قلنا : الفائدة في ردها ليدرك فضيلة الصلاة في أول وقتها ، ثم ليكون ذلك دلالة على سمو محله وجلالة قدره في خرق العادة من أجله.

فإن قيل : إذا كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله هو الداعي بردها له فالعادة إنما اخرقت للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لا لغيره ، قلنا : إذا كان النبي صلى الله عليه إنما دعا بردها لاجل أمير المؤمنين عليه‌السلام ليدرك (٢) ما فاته من فضل الصلاة فشرف انخراق العادة والفضيلة تنقسم (٣) بينهما عليهما‌السلام.

فإن قيل : كيف يصح رد الشمس وأصحاب الهيئة والفلك يقولون ذلك محال لا تناله قدرة ، وهبه كان جائزا على مذاهب أهل الاسلام أليس لوردت الشمس من وقت الغروب إلى وقت الزوال لكان يجب أن يعلم أهل الشرق والغرب (٤) بذلك لانها تبطئ بالطلوع على بعض أهل البلاد ، فيطول ليلهم على وجه خارق للعادة ، وتمتد من نهار قوم آخرين مالم يكن ممتدا ، ولا يجوز أن يخفى على أهل البلاد غروبها ثم عودها طالعة بعد الغروب ، وكانت الاخبار تنتشر بذلك ويؤرخ هذا الحديث (٥) العظيم في التواريخ ، ويكون أبهر وأعظم من الطوفان ، قلنا : قد دلت الادلة الصحيحة الواضحة على أن الفلك وما فيه من شمس وقمر ونجوم غير متحرك

____________________

(١) في المصدر : وكاد. والامر الاخر.

(٢) في المصدر : بردها له وليدرك.

(٣) في المصدر : والفضيلة به منقسم.

(٤) في المصدر : المشرق والمغرب.

(٥) في المصدر : الحادث.

١٨٦

بنفسه ولا بطبيعته على ما يهدى (١) به القوم ، وأن الله تعالى هو المحرك له والمصرف باختياره ، وقد استقصينا الحجج على ذلك في كثير من كتبنا ، وليس هذا موضع ذكره ، فأما علم أهل الشرق والغرب (٢) والسهل والجبل بذلك على ما مضى في السؤال فغير واجب ، لانا لا نحتاج إلى القول بأنها ردت من وقت الغروب إلى وقت الزوال أو ما يقاربه على ما مضى في السؤال بل نقول : إن وقت الفضل في صلاة العصر هو ما يلي بلا فصل زمان أداء المصلي لفرض الظهر أربع ركعات عقيب الزوال وكل زمان ـ وإن قصر وقل ـ تجاوز (٣) هذا الوقت فذلك الفضل ثابت (٤) ، وإذا ردت الشمس هذا القدر اليسير الذي تفرض (٥) أنه مقدار ما يؤدى فيه ركعة واحدة خفي على أهل الشرق والغرب ولم يشعروا به بل هو مما يجوز أن يخفى على من حضر الحال وشاهدها إن لم ينعم النظر (٦) فيها والنتقير عنها ، فبطل السؤال على جوابنا الثاني المبني على فوت الفضيلة. فأما الجواب الآخر المبني على أنها فاتت بغروبها للعذر الذي ذكرناه فالسؤال أيضا باطل عنه ، لانه ليس بين مغيب جميع قرص الشمس في الزمان وبين مغيب بعضها وظهور بعض إلا زمان قصير يسير مخفي (٧) فيه رجوع الشمس بعد مغيب جميع قرصها إلى ظهور بعضه على كل قريب

____________________

(١) كذا في النسخ ولكنه سهو ، والصحيح كما في المصدر « يهذى » من الهذيان : التكلم بغير معقول.

(٢) في المصدر المشرق والمغرب.

(٣) في المصدر : يجاوز.

(٤) الصحيح كما في المصدر « فائت فيه » وتوضيح الجواب أن المفروض فوت وقت فضيلة العصر ورد الشمس لدرك ذلك الوقت ، وحيث ان وقت الفضيلة لصلاة العصر بعد مضى زمان اتيان الظهر عقيب الزوال من دون فصل زائد ففوات هذا الوقت يتحقق بمضى زمان قليل ولو بمقدار اداء ركعة واحدة ، ورد الشمس بهذا المقدار لدرك الفضيلة مما يمكن خفاؤه على من حضر الحال فضلا عن غيرهم. ولا يخفى ما فيه فتأمل تعرف.

(٥) في المصدر : يفرض.

(٦) انعم النظر في المسألة : حقق النظر فيها وبالغ. وفي المصدر : امعن.

(٧) في المصدر : يخفى.

١٨٧

وبعيد ، ولا يفطن إذا لم يعرف سبب ذلك بأنه على وجه خارق للعادة ، ومن فطن بأن ضوء الشمس غاب ثم عاد بعضه جوز (١) أن يكون ذلك بغيم أو حائل.

حتى تبلج نورها في وقتها

للعصر ثم هوت هوي الكوكب

التبلج مأخوذ من قولهم : بلج الصبح يبلج بلوجا إذا أضاء ، والبلجة آخر الليل ، وجمعها بلج ، وكذلك البلجة بالفتح أيضا ما بين الحاجبين إذا كانا غير مقرونين (٢) ، يقال منه : رجل أبلج وامرأة بلجاء. فأما هوي الكوكب غيبوبته يقال (٣) : هو يت أهوي هويا إذا سقطت إلى أسفل ، وكذلك الهوي في السير وهو المضي فيه ، ويقال : هوى من السقوط فهو هاو وهوي من العشق فهو هو مثل عمي فهو عم ، وهوت الطعنة تهوي إذا فتحت فاها ، ويقال : مضى هوي من الليل أي ساعة.

وعليه قد حبست ببابل مرة

أخرى وما حبست (٤) لخلق معرب

هذا البيت يتضمن الاخبار عن رد الشمس في بابل على أمير المؤمنين عليه‌السلام والرواية بذلك مشهورة ، وأنه عليه‌السلام لما فاته وقت (٥) العصر ردت له الشمس حتى صلاها في وقتها ، وخرق العادة ههنا لا يمكن نسبته (٦) إلى غيره عليه‌السلام كما أمكن في أيام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

والصحيح في فوت الصلاة ههنا أحد الوجهين اللذين تقدم ذكرهما في رد الشمس على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو أن فضيلة أول الوقت فاتته بضرب من الشغل فردت الشمس ليدرك الفضيلة بالصلاة في أول الوقت ، وقد بينا هذا الوجه في تفسير

____________________

(١) في المصدر : يجوز.

(٢) في المصدر : والبلجة أيضا بالفتح الحاجبان غير مقرونين.

(٣) في المصدر : فاراد به سقوط الكوكب وغيبوبته. يقولون اه.

(٤) في المصدر : ولم تحبس.

(٥) في المصدر : في وقت العصر.

(٦) في المصدر : أن ينسب.

١٨٨

البيت الاول (١) وأبطلنا قول من يدعي أن ذلك كان يجب أن يعم الخلق في الآفاق معرفته حتى يدو نوه ويؤر خوه وأما من ادعى أن الصلاة فاتته بأن تقضى جميع وفتها إما لتشاغله بتعبير العسكر أو لان بابل أرض خسف لا تجوز الصلاة عليها فقد أبطل ، لان الشغل بتعبير السكر لا يكون عذرا في فوت صلاة فريضة ، وإن أمير ـ المؤمنين عليه‌السلام أجل قدرا وأتقن دينا من أن يكون ذلك عذرا له في قوت صلاة فريضة (٢) وأما أرض الخسف فإنما تكره الصلاة فيها مع الاختيار ، فإذا (٣) لم يتمكن المصلي من الصلاة في غيرها وخاف فوت الوقت وجب أن يصلي فيها وتزول الكراهية.

فأما قوله : « حبست ببابل » فالمراد به ردت ، وإنما كره لفظة الرد أن يعيدها (٤) لانها قد تقدمت.

فإن قيل : حبست بمعنى وقفت ومعناها يخالف معنى ردت قلنا : المعنيان ههنا واحد ، لان الشمس إذا ردت إلى الموضع الذي تجاوزته فقد حبست عن المسير المعهود وقطع الاماكن المألوف قطعها إياها ، فأما المعرب فهو الناطق المفصح بحجته يقال : أعرب فلان عن كذا إذا أبان عنه (٥).

إلا لاحمد أو له ولردها

ولحبسها تأويل أمر معجب

الذي أعرفه وهو المشهور في الرواية « إلا ليوشع أو له » فقد روي أن يوشع ردت عليه الشمس ، وفي الروايتين معا سؤال وهو أن يقال : لم قال : « أوله » والرد عليهما جميعا وإذا ردت الشمس لكل واحد منهما لم يجز إدخال لفظة « أو » والواو أحق بالدخول (٦) لانه يوجب الاشتراك والاجتماع ، ألا ترى أنه لا يجوز أن يقول : (٧)

____________________

(١) في المصدر : في تفسير البيت الذى اوله « ردت عليه الشمس ».

(٢) في المصدر : الصلاة الفريضة.

(٣) في المصدر : فأما إذا.

(٤) في المصدر : وأما قول الشاعر « وعليه قد حبست ببابل » فالمراد بحبست ردت ، وإنما كره ان يعيد لفظة الرد اه.

(٥) إلى هنا يوجد في الغرور والدرر أيضا بأدنى اختلاف في بعض الالفاظ ، راجع ج ٢ : ٣٤٠ ـ ٣٤٣.

(٦) في المصدر : بالدخول ههنا.

(٧) في المصدر : أن يقول قائل.

١٨٩

« جاءني زيد أو عمرو » وقد جاءاه جميعا ، وإنما يقول (١) إذا جاءه أحدهما ، والجواب عن ذلك (٢) أن الرواية إذا كانت « إلا لاحمد أوله » فإن دخول لفظة « أو » ههنا صحيح لان رد الشمس في أيام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يضيفه قوم إليه دون أمير المؤمنين وقد رأينا قوما من المعتزلة الذين يذهبون إلى أن العادات لا تنخرق إلا للانبياء عليهم‌السلام دون غيرهم ينصرون ويصححون رجوع الشمس في أيام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ويضيفونه إلى النبوة فكأن الشاعر قال : إن الشمس حبست عليه ببابل ، وما حبست لاحد إلا لاحمد عليه‌السلام على ما قاله قوم أو له على ما قاله آخرون ، لان رد الشمس في أيام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مختلف في جهة إضافته ، فأدخل لفظة الشك لهذا السبب فأما الرواية (٣) فإذا كانت بذكر يوشع عليه‌السلام فمعنى « أو » ههنا معنى الواو ، فكأنه قال : إلا ليوشع وله كما قال الله تعالى : « فهي كالحجارة أو أشد قسوة (٤) » على أحد التأويلات في الآية. انتهى (٥).

أقول : لا يبعد أن يكون عليه‌السلام مأمورا بترك الصلاة في الموضعين لظهور كرامته أو يقال : من يقدر على رد الشمس يجوز له ترك الصلاة إلى غروبها ، لكن الوجوه التي ذكرها رحمه‌الله أوفق بأصول أصحابنا.

وقال محمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم في كتاب العلل : علة رد الشمس على أمير المؤمنين عليه‌السلام وما طلعت على أهل الارض كلهم. قال العالم : لانه جلل الله السماء بالغمام إلا الموضع الذي كان فيه أمير المؤمنين عليه‌السلام وأصحابه ، فإنه جلاه حتى طلعت الشمس عليهم.

____________________

(١) في المصدر : وإنما يقول قائل ذلك.

(٢) في المصدر : عن السؤال.

(٣) أى رواية الشعر.

(٤) سورة البقرة : ٧٤.

(٥) لم نظفر على نسخة المصدر إلا بنسخة مخطوطة نفيسة في مكتبة « ملى ـ طهران » وقابلناه عليها.

١٩٠

أقول : قال العلامة رحمه‌الله في كتاب كشف اليقين : كان بعض الزهاد يعظ الناس ، فوعظ في بعض الايام وأخذ يمدح عليا عليه‌السلام فقاربت الشمس الغروب و أظلم الافق ، فقال مخاطبا للشمس :

لا تغربي يا شمس حتى ينقضي

مدحي لصنو المصطفى ولنجله

واثني عنانك إذ عزمت ثناءه

أنسيت يومك إذ رددت لاجله

إن كان للمولى وقوفك فليكن

هذا الوقوف لخيله ولرجله

فوقفت الشمس وأضاء الافق حتى انقضى المدح ، وكان ذلك بمحضر جماعة كثيرة تبلغ حد التواتر ، واشتهرت هذه القصة عند الخواص والعوام (١).

١١٠

( باب )

* ( استجابة دعواته صلوات الله عليه في احياء الموتى وشفاء ) *

* ( المرضى وابتلاء الاعداء بالبلايا ونحو ذلك ) *

١ ـ يج : روي أنه اختصم رجل وامرأة إليه ، فعلا صوت الرجل على المرأة فقال له علي عليه‌السلام اخسأ ـ وكان خارجيا ـ فإذا رأسه رأس الكلب ، فقال رجل : يا أمير المؤمنين صحت بهذا الخارجي فصار رأسه رأس كلب فما يمنعك عن معاوية؟ قال : ويحك لو أشاء أن آتي معاوية إلى ههنا على سريره لدعوت الله حتى فعل ، ولكنا لله خزان لا على ذهب ولا على فضة ولا إنكارا (٢) بل على أسرار تدبير الله ، أما تقرأ « بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون (٣) » وفي رواية : قال : إنما أدعوهم لثبوت الحجة وكمال المحنة ، ولو أذن لي في الدعاء بهلاك معاوية لما تأخر (٤).

____________________

(١) كشف اليقين : ١٦٧.

(٢) كذا في ( ك ) ، وفي ( ت ) : ولا انكار. وفي ( م ) : ولا انكارا على أسرار تدبير الله. وفي المصدر : فلا انكار على اه.

(٣) سورة الانبياء : ٢٦ و ٢٧.

(٤) الخرائج والجرائح : ١٦ و ١٧.

١٩١

٢ ـ يج : روي عن الصادق عليه‌السلام قال : كان قوم من بني مخزوم لهم خؤولة من علي عليه‌السلام فأتاه شاب منهم يوما فقال : يا خال مات ترب (١) لي فحزنت عليه حزنا شديدا ، قال : فتحب أن تراه؟ قال : نعم ، فانطلق بنا إلى قبره فدعا الله وقال : قم يا فلان بإذن الله ، فإذا الميت جالس على رأس القبر وهو يقول : وينه وينه ، سألا معناه (٢) لبيك لبيك سيدنا ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ما هذا اللسان ألم تمت وأنت رجل من العرب؟ قال : نعم ولكني مت على ولاية فلان وفلان فانقلب لساني على ألسنة أهل النار (٣).

٣ ـ يج : روي عن الباقر عليه‌السلام أن عليا مر يوما في أزقة الكوفة ، فانتهى إلى رجل قد حمل جريثا ، فقال : انظروا إلى هذا قد حمل إسرائيليا ، فأنكر الرجل وقال : متى صار الجريث إسرائيليا؟! (٤) فقال علي عليه‌السلام : أما إنه إذا كان يوم الخامس ارتفع لهذا الرجل من صدغه دخان فيموت مكانه ، فأصابه في اليوم الخامس ذلك فمات ، فحمل إلى قبره ، فلما دفن جاء أمير المؤمنين عليه‌السلام مع جماعة إلى قبره فدعا الله ، ثم رفسه (٥) برجله فإذا الرجل قائم بين يديه يقول : الراد على علي كالراد على الله وعلى رسوله ، فقال : عد في قبرك ، فعاد فيه فانطبق القبر عليه (٦).

٤ ـ يج : روي عن علي بن حمزة ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : كان علي عليه‌السلام ينادي : من كان له عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عدة أو دين فليأتني ، فكان كل من أتاه يطلب دينا أو عدة يرفع مصلاه فيجد ذلك كذلك تحته فيدفعه إليه ، فقال الثاني للاول : ذهب هذا بشرف الدنيا في هذا دوننا ، فما الحيلة؟ فقال :

____________________

(١) الترب : الصديق أو من ولد مع الانسان و كان على سنه.

(٢) كذا في النسخ ، والظاهر : سألنا معناه فقال اه.

(٣) لم نجده في المصدر المطبوع. وفي ( م ) و ( ت ) : فانقلب لسانى إلى اه. وتأتى الرواية عن البصائر تحت الرقم الثامن.

(٤) كذا في النسخ ، والاظهر « متى صار الاسرائيلى جريثا ».

(٥) رفسه : ضربه في صدره.

(٦) لم نجده في المصدر المطبوع.

١٩٢

لعلك لو ناديت كما نادى هو كنت تجد ذلك كما يجد هو ، وإذا كان ، إنما تقضي عن رسول الله (١) فنادى أبوبكر كذلك فعرف أمير المؤمنين الحال فقال : أما إنه سيندم على ما فعل ، فلما كان من الغد أتاه أعرابي وهو جالس في جماعة من المهاجرين والانصار فقال : أيكم وصي رسول الله؟ فأشير إلى أبي بكر ، فقال : أنت وصي رسول الله وخليفته؟ قال : نعم فما تشاء؟ قال : فهلم الثمانين الناقة التي ضمن لي رسول الله ، قال : وما هذه النوق؟ قال : ضمن لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمانين ناقة حمراء كحل العيون ، فقال لعمر : كيف نصنع الآن؟ قال : إن الاعراب جهال (٢) فاسأله : ألك شهود بما تقول؟ فطلبهم منه ، قال : ومثلي يطلب الشهود (٣) على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بما يتضمنه (٤)؟ والله ما أنت بوصي رسول الله وخليفته ، فقام إليه سلمان وقال : يا أعرابي اتبعني أدلك على وصي رسول الله صلى الله عليه و آله فتبعه الاعرابي حتى انتهى (٥) إلى علي عليه‌السلام فقال : أنت وصي رسول الله؟ قال : نعم فما تشاء؟ قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ضمن لي ثمانين ناقة حمراء كحل العيون فهلمها (٦) ، فقال له علي عليه‌السلام : أسلمت أنت وأهل بيتك؟ فانكب الاعرابي على يديه يقبلها (٧) وهو يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك وصي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخليفته ، فبهذا وقع الشرط بيني وبينه وقد أسلمنا جميعا ، فقال علي عليه‌السلام : يا حسن انطلق أنت وسلمان مع هذا الاعرابي إلى وادي فلان فناد : يا صالح يا صالح ، فإذا أجابك فقل : إن أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول لك : هلم الثمانين الناقة التي ضمنها رسول ـ

____________________

(١) في ( م ) : انما يقضى دين رسول الله.

(٢) في المصدر : ان الاعرابى جاهل.

(٣) في المصدر : يطلب منه الشهود.

(٤) في المصدر : بما ضمنه لى.

(٥) في المصدر : حتى انتهى به.

(٦) في المصدر : فهاتها.

(٧) في المصدر : يقبلهما.

١٩٣

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لهذا الاعرابي ، قال سلمان : فمضينا إلى الوادي فنادى الحسن (١) فأجابه : لبيك يا ابن رسول الله ، فأدى إليه رسالة أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : السمع والطاعة فلم يلبث إذا خرج (٢) إلينا زمام ناقة من الارض ، فأخذ الحسن عليه‌السلام الزمام (٣) فناوله الاعرابي فقال : خذ ، وجعلت النوق يخرج حتى تم الثمانون على الصفة (٤).

٥ ـ يج : روي عن عيسى الهرهري عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن فلانا و فلانا وابن عوف أتوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ليعتبوه فقال الاول : اتخذ الله إبراهيم خليلا فماذا صنع بك ربك؟ وقال الثاني : كلم الله موسى تكليما فما صنع بك ربك؟ وقال ابن عوف : عيسى بن مريم يحيي الموتى بإذن الله فما صنع بك ربك؟ فقال للاول : اتخذ الله إبراهيم خليلا واتخذني حبيبا ، وقال للثاني : كلم الله موسى تكليما من وراء حجاب وقد رأيت عرش ربي وكلمني ، وقال للثالث : عيسى بن مريم يحيي الموتى بإذن الله وأنا إن شئتم أحييت لكم موتاكم ، قالوا : قد شئنا وعلى ذلك داروا ، فأرسل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي عليه‌السلام فدعاه فأتاه ، فقال له : أقدمهم على القبور ، ثم قال لهم : اتبعوه ، فلما توسط الجبانة تكلم بكلمة فاضطربت وارتجت قلوبهم ودخلهم من الذعر (٥) ما شاء الله ، وامتقعت ألوانهم ولم تقبل ذلك قلوبهم ، فقالوا : يا أبا الحسن أقلنا عثراتنا ، قال : إنما رددتم على الله ، ثم إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث إلى علي عليه‌السلام فدعاه (٦).

أقول : رواه السيد المرتضى رضي‌الله‌عنه في عيون المعجزات عن أحمد بن زيد عن أحمد بن محمد بن أيوب بإسناده مثله ، وفيه : فقالوا : حسبك يا أبا الحسن أقلنا أقالك الله ، فأمسك عن استتمام كلامه ودعائه ورجع إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا

____________________

(١) في المصدر : فنادى الحسن يا صالح.

(٢) في المصدر : أن خرج.

(٣) في المصدر : زمامها.

(٤) الخرائج والجرائح : ١٧. وفيه : حتى كملت الثمانون الناقة على الصفة.

(٥) الذعر بفتح الاول وضمه : الخوف والفزع.

(٦) لم نجده في المصدر المطبوع.

١٩٤

له : أقلنا ، فقال لهم : إنما رددتم على الله لا أقالكم الله يوم القيامة.

يل : مرسلا مثله (١).

بيان : قوله : « وعلى ذلك داروا » أي اتفقوا واجتمعوا. ويقال : امتقع لونه ـ على بناء المفعول ـ إذا تغير من حزن أو فزع.

٦ ـ يج : روي عن سعد الخفاف عن زاذان أبي عمرو قلت له : يا زاذان إنك لتقرأ القرآن فتحسن قراءته فعلى من قرأت؟ قال : فتبسم ثم قال : إن أمير المؤمنين مر بي وأنا أنشد الشعر ، وكان لي خلق حسن فأعجبه صوتي ، فقال : يا زاذان فهلا بالقرآن قلت : يا أمير المؤمنين وكيف لي بالقرآن فوالله ما أقرأ منه إلا بقدر ما اصلي به ، قال : فادن مني ، فدنوت منه فتكلم في أذني بكلام ما عرفته ولا علمت ما يقول ، ثم قال : افتح فاك ، فتفل في في ، فوالله ما زالت قدمي من عنده حتى حفظت القرآن بإعرابه وهمزه ، وما احتجت أن أسأل عنه أحدا بعد موقفي ذلك قال سعد : فقصصت قصة زاذان على أبي جعفر عليه‌السلام قال : صدق زاذان إن أمير المؤمنين عليه‌السلام دعا لزاذان بالاسم الاعظم الذي لا يرد (٢).

٧ ـ يج : روي عن عمر بن اذينة عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : دخل الاشتر على علي عليه‌السلام فسلم فأجابه ثم قال : ما أدخلك علي في هذه الساعة؟ قال : حبك يا أمير المؤمنين ، قال عليه‌السلام : فهل رأيت ببابي أحدا؟ قال : نعم أربعة نفر ، فخرج الاشتر معه فإذا بالباب أكمه ومكفوف ومقعد وأبرص ، فقال عليه‌السلام : ما تصنعون ههنا؟ قالوا : جئناك لما بنا ، فرجع ففتح حقا له ، فأخرج رقا صفراء فقرأ عليهم فقاموا كلهم من غير علة (٣).

٨ ـ ير : سملة بن الخطاب ، عن عبدالله بن محمد ، عن عبدالله بن القاسم ، عن عيسى شلقان (٤) قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن أمير المؤمنين عليا عليه‌السلام

____________________

(١) الفضائل : ٧٠ ـ ٦٩.

(٢ و ٣) لم نجدهما في المصدر المطبوع.

(٤) في المصدر : عن عيسى بن شلقان.

١٩٥

كانت له خؤلة في بني مخزوم ، وإن شابا منهم أتاه فقال : يا خالي إن أخي وابن أبي مات وقد حزنت عليه حزنا شديدا ، قال : فتشتهي أن تراه؟ قال : نعم ، قال : فأرني قبره ، فخرج ومعه برد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله السحاب ، فلما انتهى إلى القبر تململت شفتاه ، ثم ركضه برجله فخرج من قبره وهو يقول : « رميكا » بلسان الفارس فقال له عليه‌السلام : ألم تمت وأنت رجل من العرب؟ قال بلى : ولكنا متنا على سنة فلان وفلان فانقلبت ألسنتنا (١).

٩ ـ يج : روي عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام أن غلاما يهوديا قدم على أبي بكر في خلافته فقال : السلام عليك يا أبابكر ، فوجأ عنقه وقيل له : لم لا تسلم عليه بالخلافة؟ ثم قال له أبوبكر : ما حاجتك؟ قال : مات أبي يهوديا وخلف كنوزا وأموالا ، فإن أنت أظهرتها وأخرجتها لي أسلمت على يديك وكنت مولاك ، و جعلت لك ثلث ذلك المال وثلثا للمهاجرين والانصار وثلثا لي ، فقال أبوبكر : يا خبيث وهل يعلم الغيب إلا الله؟ ونهض أبوبكر ، ثم انتهى اليهودي إلى عمر فسلم عليه و قال : إني أتيت أبابكر أسأله عن مسألة فأوجعت ضربا ، وأنا أسألك عن المسألة وحكى قصته ، قال : وهل يعلم الغيب إلا الله؟ ثم خرج اليهودي إلى علي عليه‌السلام وهو في المسجد ، فسلم عليه وقال : يا أمير المؤمنين ، وقد سمعه أبوبكر وعمر ، فوكزوه وقالوا : يا خبيث هلا سلمت على الاول كما سلمت على علي والخليفة أبوبكر؟ فقال اليهودي : والله ما سميته بهذا الاسم حتى وجدت ذلك في كتب آبائي وأجدادي في التوراة ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : وتفي بما تقول؟ قال : نعم واشهد الله وملائكته وجميع من يحضرني ، قال. نعم ، فدعا برق أبيض فكتب عليه كتابا ثم قال : تحسن أن تكتب؟ قال : نعم ، قال : خذ معك ألواحا وصر إلى بلاد اليمن وسل عن وادي برهوت بحضرموت ، فإذا صرت بطرف الوادي عند غروب الشمس فاقعد هناك فإنه سيأتيك غرابيب سود مناقيرها وهي تنعب ، فإذا نعبت هي فاهتف اسم أبيك وقل : يا فلان أنا رسول وصي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله

____________________

(١) بصائر الدرجات : ٧٦.

١٩٦

فكلمني ، فإنه سيجيبك أبوك ، ولا تقر عن سؤاله (١) عن الكنوز التي خلفها ، فكل ما أجابك به في ذلك الوقت وتلك الساعة فاكتب في ألواحك ، فإذا انصرفت إلى بلادك بلاد خيبر فتتبع ما في ألواحك واعمل بما فيها ، فمضى اليهودي حتى انتهى إلى وادي اليمن ، وقعد هناك كما أمره ، فإذا هو بالغرابيب السود قد أقبلت تنعب فهتف اليهودي فأجابه أبوه وقال : ويلك ما جاء بك في هذا الوقت إلى هذا الموطن وهو من مواطن أهل النار؟ قال : جئتك أسألك عن كنوزك أين خلفتها؟ قال : في جدار كذا في موضع كذا في حيطان كذا ، فكتب الغلام ذلك ، ثم قال : ويلك اتبع دين محمد ، وانصرفت الغرابيب ورجع اليهودي إلى بلاد خيبر ، وخرج بغلمانه و فعلته وإبل وجواليق وتتبع ما في ألواحه (٢) فأخرج كنزا من أواني الفضة و كنزا من أواني الذهب ، ثم أوقر عيرا وجاء حتى دخل على علي عليه‌السلام فقال : يا أمير المؤمنين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك وصي محمد وأخو وأمير المؤمنين حقا كما سميت ، وهذه عير دراهم ودنانيز فاصرفها حيث أمرك الله ورسوله ، واجتمع الناس فقالوا لعلي : كيف علمت هذا؟ قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإن شئت خبرتكم بما هو أصعب من هذا ، قالوا : فافعل ، قال : كنت ذات يوم تحت سقيفة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإني لاحصي ستا وستين وطأة ، كل ملائكة ، أعرفهم بلغاتهم وصفاتهم وأسمائهم ووطئهم (٣).

بيان : وجأت عنقه وجاء : ضربته. قوله : « مات أبوه (٤) » إنما غير كلامه لئلا يتوهم نسبة ذلك إلى نفسه صلوات الله عليه. ونعب الغرابيب ينعب بالفتح و الكسر أي صاح.

____________________

(١) ولا تعرض عن سؤاله خ ل. ولم نفهم المراد.

(٢) في ( ك ) : ما في الراحة.

(٣) لم نجده في المصدر المطبوع.

(٤) لم تذكر هذه الجملة في متن الرواية. ويمكن سقوطها عند النسخ فان بعض عباراتها مضطربة تحتمل ذلك.

١٩٧

١٠ ـ يج : روي أن قوما من النصارى كانوا دخلوا على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقالوا نخرج ونجئ بأهلينا وقومنا ، فإن أنت أخرجت لنا مائة ناقة من الحجر سوداء (١) من كل واحدة فصيل آمنا ، فضمن ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وانصرفوا إلى بلادهم ، فلما كان بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجعوا فدخلوا المدينة ، فسألوا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقيل لهم : توفي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالوا : نجد في كتبنا أنه لا يخرج من الدنيا نبي إلا و يكون له وصي ، فمن كان وصي نبيكم محمد؟ فدلوا على أبي بكر! فدخلوا عليه و قالوا : لنا دين على محمد ، قال : وما هو؟ قالوا : مائة ناقة مع كل ناقة فصيل وكلها سود ، فقال : ما ترك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تركة تفي بذلك ، فقال بعضهم لبعض بلسانهم : ما كان أمر محمد إلا باطلا ، وكان سلمان حاضرا وكان يعرف لغتهم ، فقال لهم : أنا أدلكم على وصي محمد ، فإذا بعلي قد دخل المسجد ، فنهضوا إلى وجثوا بين يديه فقالوا : لنا على نبيكم دين مائة ناقة دينا بصفات مخصوصة ، قال علي عليه‌السلام : وتسلمون حينئذ؟ قالوا : نعم ، فواعدهم إلى الغد ، ثم خرج بهم إلى الجبانة والمنافقون يزعمون أنه يفتضح ، فلما وصل إليهم صلى ركعتين ودعا خفيا ، ثم ضرب بقضيب رسول الله على الحجر فسمع منه أنين يكون (٢) للنوق عند مخاضها ، فبينما كذلك إذا انشق الحجر وخرج منه رأس ناقة وقد تعلق منه رأس الزمام ، فقال عليه‌السلام لابنه الحسن : خذه ، فخرج منه مائة ناقة مع كل واحدة فصيل كلها سود الالوان ، فأسلم النصارى كلهم ثم قالوا : كانت ناقة صالح النبي واحدة وكان بسببها هلاك قوم كثير ، فادع يا أمير المؤمنين حتى تدخل النوق وفصالها في الحجر لئلا يكون شئ منها سبب هلاك أمه محمد ، فدعا فدخلت كما خرجت (٣).

١١ ـ يج : روى جميع بن عمير قال : اتهم علي عليه‌السلام رجلا يقال له الغيرار برفع أخباره إلى معاوية ، فأنكر ذلك وجحده ، فقال عليه‌السلام : أتحلف بالله أنك ما

____________________

(١) صفة للناقة. وفي ( م ) و ( ت ) : من الحجر لنا سوداء ،

(٢) في ( م ) و ( ت ) : كما يكون.

(٣) لم نجده في المصدر المطبوع.

١٩٨

فعلت ذلك؟ قال : نعم ، وبدر فحلف ، فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : إن كنت كاذبا فأعمى الله بصرك ، فما دارت الجمعة حتى أخرج (١) أعمى يقاد ، قد أذهب الله بصره (٢).

شا : عبدالقاهر بن عبدالملك بن عطاء ، عن الوليد بن عمران ، عن جميع بن عمير مثله (٣).

١٢ ـ يج : روي عن الاصبغ بن نباتة قال : كنا نمشي خلف علي بن أبي طالب عليه‌السلام ومعنا رجل من قريش ، فقال لامير المؤمنين عليه‌السلام : قد قتلت الرجال وأيتمت الاولاد وفعلت ما فعلت ، فالتفت إليه عليه‌السلام وقال : اخسا (٤) ، فإذا هو كلب أسود ، فجعل يلوذبه ويتبصبص ، فوافاه برحمة (٥) حتى حرك شفتيه ، فإذا هو رجل كما كان ، فقال له رجل من القوم : يا أمير المؤمنين أنت تقدر على مثل هذا ويناويك معاوية؟ فقال : نحن عباد الله مكرمون لا نسبقه بالقول ونحن بأمره عاملون (٦).

١٣ ـ يج : روي عن سليمان الاعمش ، عن سمرة بن عطية ، عن سلمان الفارسي قال : إن امرأة من الانصار يقال لها ام فروة تحض على نكث بيعة أبي بكر وتحث على بيعة علي عليه‌السلام ، فبلغ أبابكر (٧) فأحضرها واستتابها فأبت عليه ، فقال : يا عدوة الله أتحضين على فرقة جماعة اجتمع (٨) عليها المسلمون فما قولك في إمامتي؟ قالت : ما أنت بامام ، قال : فمن أنا؟ قالت : أمير قومك وولوك فإذا أكرموك (٩)

____________________

(١) في ( م ) حتى خرج.

(٢) لم نجده في المصدر المطبوع.

(٣) الارشاد : ١٦٦. وفيه : الغيزار.

(٤) في ( م ) : اخسا يا كلب.

(٥) في المصدر : ويبصبص فرآه فرحمه.

(٦) الخرائج والجرائح : ١٩.

(٧) في المصدر : فبلغ ذلك ابابكر.

(٨) في المصدر : على فرقة اجتمعوا عليها المسلمون.

(٩) في المصدر : امير قومك اختاروك قومك فولوك فان كرهوك عزلوك.

١٩٩

فالامام المخصوص من الله ورسوله لا يجوز عليه الجور ، وعلى الامير والامام المخصوص أن يعلم (١) ما في الظاهر والباطن وما يحدث في المشرق والمغرب من الخير والشر ، فإذا قام في شمس أو قمر فلا فيئ له ، ولا يجوز الامامة لعابدوثن ولا لمن كفر ثم أسلم ، فمن أيهما أنت يا ابن أبي قحافة؟ قال : أنا من الائمة الذين اختارهم الله لعباده! فقالت : كذبت على الله ولو كنت ممن اختارك الله لذكرك في كتابه كما ذكر غيرك فقال عزوجل : « وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون (٢) » ويلك إن كنت إماما حقا فما اسم سماء الدنيا (٣) و الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة؟ فبقي أبوبكر لا يحير (٤) جوابا ، ثم قال : اسمها عند الله الذي خلقها ، قالت : لو جاز للنساء أن يعلمن علمتك (٥) فقال : يا عدوة الله لتذكرن اسم سماء وسماء إلا قتلتك (٦) ، قالت : أبا لقتل تهددني والله ما ابالي أن يجري قتلي على يد مثلك ولكني أخبرك ، أما السماء الدنيا أيلول ، والثانية ربعول (٧) ، والثالثة سحقوم ، والرابعة ذيلول (٨) ، والخامسة ماين ، و السادسة ما جير (٩) ، والسابعة ايوث ، فبقي أبوبكر ومن معه متحيرين ، فقالوا لها : ما تقولين في علي؟ قالت : وما عسى أن أقول في إمام الائمة ووصي الاوصياء من أشرق بنوره الارض والسماء ، ومن لا يتم التوحيد إلا بحقيقة معرفته (١٠) ، و

____________________

(١) في المصدر : لا يجوز عليه الجور على الامة ، والامام المخصوص يعلم اه.

(٢) سورة السجدة : ٢٤.

(٣) في المصدر : سماء الدنيا الاولة.

(٤) في المصدر : لا يجيب.

(٥) في المصدر : ان يعلمن الرجال لعلمتك.

(٦) في المصدر : لتذكرين اسم سماء وسماء أو لا قتلنك.

(٧) في المصدر : ريعول.

(٨) في المصدر : ديلول.

(٩) في المصدر : ماحير.

(١٠) في المصدر : الا بمعرفته.

٢٠٠