بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

يوم القيامة فلي خمسه بعد وفاتك يا رسول الله ، وحكمي على الذي منه لك في حياتك جائز ، فإني نفسك وأنت نفسي ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كذلك هو ياعلي ، ولكن كيف أديت زكاة ذلك؟ فقال علي عليه‌السلام : علمت بتعريف الله إياي على لسانك أن نبوتك هذه سيكون بعدها ملك عضوض (١) وجبرية ، فيستولي على خمسي من السبي والغنائم (٢) فيبيعونه ، فلا يحل لمشتريه ، لان نصيبي فيه ، وقد وهبت نصيبي فيه (٣) لكل من ملك شيئا من ذلك من شيعتي ، فيحل لهم منافعهم من مأكل ومشرب ، ولتطيب مواليدهم ، فلايكون أولادهم أولاد حرام ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما تصدق أحد أفضل من صدقتك ، ولقد تبعك رسول الله في فعلك أحل لشيعته كل ما كان من غنيمة وبيع من نصيبه على واحد من شيعتي ، ولا احله أنا ولا أنت لغيرهعم.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فأيكم اليوم دفع عن عرض أخيه المؤمن؟ قال علي عليه‌السلام : أنا يا رسول الله ، مررت بعبد الله بن ابي وهو يتناول عرض زيد بن حارثة فقلت له : اسكت لعنك الله ، فما تنظر إليه إلا كنظرك إلى الشمس ، ولا تتحدث عنه إلا كتحدث أهل الدنيا عن الجنة ، فإن الله تعالى قد زادك لعائن إلى لعائن لو قيعتك فخجل واغتاظ فقال : يا أبا الحسن إنما كنت في قولي مازحا ، فقلت له : إن كنت جادا فأنا جاد وإن كنت هازلا فأنا هازل ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قد لعنه الله عزوجل عند لعنك له ، ولعنته ملائكة السماوات والارضين والحجب والكرسي والعرش ، إن الله يغضب لغضبك ، ويرضى لرضاك ، ويعفو عند عفوك ، ويسطو عند سطوتك.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أتدري ما سمعت من الملا الاعلى فيك ليلة اسري بي يا علي؟ سمعتهم يقسمون على الله تعالى بك ويستقضونه حوائجهم ويتقربون

____________________

(١) عضه : أمسكه باسنانه.

(٢) في المصدر : من الفئ والغنائم.

(٣) في المصدر : منه.

٢١

إلى الله تعالى بمحبتك ، ويجعلون أشرف ما يعبدون الله به الصلاة علي وعليك وسمعت خطيبهم في أعظم محافلهم وهو يقول : علي الحاوي لاضناف الخيرات ، المشتمل على أنواع المكرمات ، الذي قد اجتمع فيه من خصال الخير ما قد تفرق في غيره من البريات ، عليه من الله تعالى الصلاة والبركات والتحيات ، وسمعت الاملاك بحضرته والاملاك في سائر السماوات والحجب والعرش والكرسي والجنة والنار يقولون بأجمعهم عند فراغ الخطيب من قوله : آمين اللهم وطهرنا بالصلاة عليه وعلى آله الطيبين (١).

بيان : قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( وجبت ) أي لك الرحمة أو الجنة.

١٣ ـ تم : روى صاحب كتاب زهد مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن محمد بن سنان ، عن صالح بن عقبة ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن حبة العرني قال : بينا أنا ونوف نائمين في رحبة القصر إذ نحن بأمير المؤمنين عليه‌السلام في بقية من الليل ، واضعا يده على الحائط شبيه الواله ، وهو يقول : « إن في خلق السماوات والارض (٢) » إلى آخر الآية ، قال : ثم جعل يقرأ هذه الآيات ويمر شبه الطائر عقله ، فقال لي : أراقد أنت يا حبة أم رامق؟ قال : قلت : رامق هذا. أنت تعمل هذا العمل فكيف نحن! فأرخى عينيه فبكى ، ثم قال لي : يا حبة إن الله موقفا ولنابين يديه موقفا (٣) ، لا يخفى عليه شئ من أعمالنا. يا حبة إن الله أقرب إلي وإليك من حبل الوريد ، يا حبة إنه لن يحجبني ولا إياك عن الله شئ ، قال : ثم قال : أراقد أنت يا نوف؟ قال : قال : لا يا أمير المؤمنين ما أنا براقد ، ولقد أطلت بكائي هذه الليلة ، فقال : يانوف إن طال بكاؤك في هذا الليل مخافة من الله تعالى قرت عيناك غدا بين يدي الله عزوجل ، يانوف إنه ليس

____________________

(١) تفسير الامام : ٣٠ ـ ٣٢.

(٢) سورة البقرة : ١٦٤.

(٣) كذا في ( ك ). وفى غيره من النسخ : ولنا بين يديه موقف.

٢٢

من قطرة قطرت من عين رجل من خشية الله إلا أطفأت بحارا من النيران ، يا نوف أنه ليس من رجل أعظم منزلة عندالله من رجل بكى من خشية الله ، وأحب في الله وأبغض في الله ، يانوف إنه من أحب في الله لم يستأثر على محبته ، ومن أبغض في الله لم ينل ببغضه خيرا ، عند ذلك استكملتم حقائق الايمان ، ثم وعظهما وذكرهما وقال في أواخره : فكونوا من الله على حذر ، فقد أنذرتكما ، ثم جعل يمر وهو يقول : ليت شعري في غفلاتي أمعرض أنت عني أم ناظر إلي؟ وليت شعري في طول منامي وقلة شكري في نعمك علي ما حالي؟ قال : فوالله ما زال في هذا الحال حتى طلع الفجر.

ومن صفات مولانا علي عليه‌السلام في ليلة ما ذكره نوف لمعاوية بن أبي سفيان : وإنه ما فرش له فراش في ليل قط ولا أكل طعاما في هجير (١) قط ، وقال نوف : أشهد لقد رأيته في بعض مواقفه فقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه وهو قابض بيده على لحيته يتململ تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين ، والحديث مشهور (٢).

١٤ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن سنان قال : كان أميرالمؤمنين عليه‌السلام يذبح كبشين أحدهما عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والآخر عن نفسه (٣).

١٥ ـ كا : إبراهيم بن هاشم ، عن عبدالرحمن بن حماد ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن شهاب بن عبد ربه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام إذا توضأ لم يدع أحدا يصب عليه الماء ، فقيل له : يا أمير المؤمنين لم لا تدعهم يصبون عليك الماء؟ فقال : لا احب أن أشرك في صلاتي أحدا (٤).

١٦ – كا: العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن عليا في

____________________

(١) الهجير : القدح الضخم واللبن الخاثر.

(٢) فلاح السائل مخطوط. والقطعة الاخيرة مذكورة في النهج ايضا مع اختلافات.

(٣) فروع الكافي ( الجزء الرابع من الطبعة الحديثة ) : ٤٩٥.

(٤) لم نظفر بموضع الرواية وهكذا الرواية الاتية في المصدر.

٢٣

آخره عمره يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة.

١٧ ـ كا : عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد. عن السندي بن محمد عن محمد بن الصلت ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين عليه‌السلام قال : صلى أمير المؤمنين عليه‌السلام الفجر ، ثم لم يزل في موضعه حتى صارت الشمس على قيد رمح (١) وأقبل على الناس بوجهه فقال : والله لقد أدركت أقواما يبيتون لربهم سجدا وقياما يخالفون بين جباههم وركبهم ، كأن زفير النار في آذانهم ، إذا ذكر الله عندهم مادوا كما يميد الشجر ، كأنما القوم باتوا غافلين ، قال : ثم قام فمارئي ضاحكا حتى قبض عليه‌السلام (٢).

١٠٢

( باب )

* ( سخائه وانفاقه وايثاره صلوات الله عليه ، ومسابقته فيها ) *

على سائر الصحابة

١ـ قب : المشهور من الصحابة بالنفقة في سبيل الله علي وأبوبكر وعمر وعثمان وعبدالرحمن وطلحة ، ولعلي في ذلك فضائل ، ولان الجود جودان : نفسي ومالي ، قال : « جاهدوا بأموالكم وأنفسكم (٣) » وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أجود الناس من جاد بنفسه في سبيل الله تعالى الخبر ، فصار قوله : « لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل اولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا (٤) » أليق بعلي عليه‌السلام لانه جمع بينهما ولم تجمع (٥) لغيره وقولهم : « إن أبابكر أنفق على

____________________

(١) في ( ك ) : على قدر رمح. والقيد ايضا بمعناه.

(٢) اصول الكافى ( الجزء الثانى من الطبعة الحديثة ) : ٢٣٦

(٣) سورة التوبة : ٤١.

(٤) سورة الحديد : ١٠.

(٥) في المصدر : ولم يجمع.

٢٤

النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أربعين ألفا » فإن صح هذا الخبر فليس فيه أنه كان دينارا أو درهما وأربعون ألف درهم هو أربعة آلاف دينار ، ومال خديجة أكثر من ماله ، ونفع ذلك للمسلمين عامة ، وقد شرحت ذلك في كتابي المشهور. فأما قوله : « فأما من أعطى واتقى (١) » فعموم ، ويعارض بقوله : « ووجدك عائلا فأغنى (٢) بمال خديجة ، وروي أنه نزلت في علي » (٣) عليه‌السلام وفيه يقول العبدي :

أبوكم هو الصديق آمن واتقى

وأعطى وما أكدى وصدق الحسنى

الضحاك عن ابن عباس نزلت في علي « ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى (٤) » الآية ، ابن عباس والسدي ومجاهد والكلبي وأبوصالح والواحدي والطوسي والثعلبي والطبرسي والماوردي والقشيري والثمالي والنقاش والفتال و عبيدالله بن الحسين وعلي بن حرب الطائي في تفاسيرهم أنه كان عند علي بن أبي طالب عليه‌السلام أربعة دراهم من الفضة ، فتصدق بواحد ليلا وبواحد نهارا وبواحد سر او بواحد علانية ، فنزل « الذين ينفقون أموالهم بالليل » (٥) الآية ، فسمى كل درهم مالا وبشره بالقبول رواه النطنزي في الخصائص.

تفسير النقاش وأسباب النزول قال الكلبي : فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما حملك على هذا؟ قال : حملني أن أستوجب عفوالله الذي وعدني ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ألا إن ذلك ذلك لك ، فأنزل الله هذه الآية.

الضحاك عن ابن عباس قال : لما أنزل الله : « للفقراء الذين احصروا في سبيل الله (٦) » الآية ، بعث عبدالرحمن بن عوف بدنانير كثيرة إلى أصحاب الصفة حتى

____________________

(١) سورة الليل : ٥.

(٢) سورة الضحى : ٨.

(٣) في المصدر : في خديجة ( خ ل ) وعلى.

(٤) سورة البقرة : ٢٦٢.

(٥) سورة البقرة : ٢٧٤.

(٦) سورة البقرة : ٢٧٣.

٢٥

أغناهم ، وبعث علي بن أبي طالب عليه‌السلام في جوف الليل بوسق من تمر ، فكان أحب الصدقتين إلى الله صدقة علي ، وانزلت الآية ، وسئل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أي الصدقة أفضل في سبيل الله؟ فقال : جهد من مقل.

تاريخ البلاذري وفضائل أحمد : أنه كانت غلة علي أربعين ألف دينار ، فجعلها صدقة ، وإنه باع سيفه وقال : لو كان عندي عشاء ما بعثه.

شريك والليث والكلبي وأبوصالح والضحاك والزجاج ومقاتل بن حيان ومجاهد وقتادة وابن عباس قالوا : كانت الاغنياء يكثرون مناجاة الرسول ، فلما نزل قوله : « يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة (١) » انتهوا ، فاستقرض علي عليه‌السلام دينارا وتصدق به ، فناجى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عشر نجوات ، ثم نسخته الآية التي بعدها.

أمير المؤمنين عليه‌السلام : كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فكان كلما أردت أن اناجي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قدمت درهما ، فنسختها الآية الاخرى.

الواحدي في أسباب نزول القرآن وفي الوسيط أيضا ، والثعلبي في الكشف والبيان مارواه علي بن علقمة ومجاهد أن عليا عليه‌السلام قال : إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا عمل بها أحد بعدي ، ثم تلا هذه الآية.

جامع الترمذي وتفسير الثعلبي واعتقاد الاشنهي عن الاشجعي والثوري وسالم بن أبي حفصة وعلي بن علقمة الانماري عن علي عليه‌السلام في هذه الآية : فبي خفف الله ذلك عن هذه الامة. وفي مسند الموصلي : فبه خفف الله عن هذه الامة زاد أبوالقاسم الكوفي في الرواية : إن الله تعالى امتحن الصحابة بهذه الآية ، فتقاعسوا (٢) كلهم عن مناجاه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فكان الرسول احتجب في منزله عن مناجاة أحد إلا من تصدق بصدقة : فكان معي دينار ، وساق عليه‌السلام كلامه إلى أن

____________________

(١) سورة المجادلة : ١٢.

(٢) أى تأخروا.

٢٦

قال فكنت أنا سبب التوبة من الله على المسلمين حين عملت بالآية فنسخت ، ولولم أعمل بها ـ حتى كان عملي بها سببا للتوبة عليهم لنزل العذاب عند امتناع الكل عن العمل بها.

وقال القاضي الطرثيثى : إنهم عصوا في ذلك إلا علي ، فنسخه عنهم ، يدل عليه قوله : « فإذا لم تفعلوا وتاب الله عليكم (١) » ولقد استحقوا العذاب لقوله : « ءأشفقتم » وقال مجاهد : ماكان إلا ساعة. وقال مقاتل بن حيان : كان ذلك ليالي عشر ، وكانت الصدقة مفوضة إليهم غير مقدرة.

سفيان بإسناده عن علي عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : فيما استطعت تصدقت. وروى الثعلبي عن أبي هريرة وابن عمر أنه قال عمر بن الخطاب : كان لعلي ثلاث لو كان لي واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر النعم : تزويجه فاطمة ، وإعطاؤه الراية يوم خيبر ، وآية النجوى.

وأنفق على ثلاث ضيفان من الطعام قوت ثلاث ليال ، فنزل فيه ثلاثين آية ، ونص على عصمته وستره ومراده وقبول صدقته ، وكفاك من جوده قوله : « عينا يشرب بها عباد الله (٢) » الآية ، وإطعام الاسير خاصة وهو عدو [ الله ] في الدين.

وحدث أبوهريرة أنه كان في المدينة مجاعة ، ومر بي يوم وليلة لم أذق شيئا وسألت أبابكر آية كنت أعرف بتأويلها منه ، ومضيت معه إلى بابه وردعني ، وانصرفت جائعا يومي ، وأصبحت وسألت عمر آية كنت أعرف منه بها ، صنع كما صنع أبوبكر فجئت اليوم الثالث إلى علي عليه‌السلام وسألته ما يعلمه فقط ، فلما أردت أن أنصرف دعاني إلى بيته فأطعمني رغيفين وسمنا ، فلما شبعت انصرفت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلما بصر بي ضحك في وجهي وقال : أنت تحدثني أو أحدثك؟ ثم قص علي ماجرى وقال لي : جبرئيل عرفني.

____________________

(١) سورة المجادلة : ١٣.

(٢) سورة الانسان : ٦.

٢٧

ورئي أمير المؤمنين عليه‌السلام حزينا فقيل له : مم حزنك؟ قال : لسبع أتت لم يضف إلينا ضيف.

تفسير أبي يوسف : يعقوب بن سفيان وعلي بن حرب الطائي ومجاهد بأسانيدهم عن ابن عباس وأبي هريرة ، وروى جماعة عن عاصم بن كليب عن أبيه ـ واللفظ له ـ عن أبي هريرة أنه جاء رجل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فشكا إليه الجوع ، فبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أزواجه فقلن : ما عندنا إلا الماء ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله :من لهذا الرجل الليلة؟ فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أنا يا رسول الله ، فأتى فاطمة وسألها : ما عندك يا بنت رسول الله؟ فقالت : ما عندنا إلا قوت الصبيه لكنا نؤثر ضيفنا به ، فقال علي عليه‌السلام : يا بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله نومي الصبية واطفئ المصباح ، وجعلا يمضغان بألسنتهما ، فلما فرغ من الاكل أتت فاطمة بسراج فوجد الجفنة مملوءة من فضل الله ، فلما أصبح صلى مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما سلم النبي (ص) من صلاته نظر إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام وبكى بكاء شديدا وقال : يا أمير المؤمنين لقد عجب الرب من فعلكم البارحة ، اقرأ : « ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة (١) » أي مجاعة « ومن يوق شح نفسه » يعني عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام « فأولئك هم المفلحون ».

كتاب أبي بكر الشيرازي بإسناده عن مقاتل ، عن مجاهد عن ابن عباس في قوله : « رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله (٢) » إلى قوله : « بغير حساب » قال : هو والله أمير المؤمنين ، ثم قال بعد كلام : وذلك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أعطى عليا يوما ثلاثمائة دينارا اهديت إليه ، قال علي : فأخذتها وقلت : والله لاتصدقن الليلة من هذه الدنانير صدقة يقبلها الله مني ، فلما صليت العشاء الآخرة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أحذت مائة دينار وخرجت من المسجد ، فاستقبلتني امرأة فأعطيتها الدنانير ، فأصبح الناس بالغد يقولون : تصدق علي الليلة بمائة دينار على امرأة فاجرة ، فاغتممت غما شديدا فلما صليت الليلة القابلة صلاة العتمة أخذت مائة دينار و خرجت من

____________________

(١) سورة الحشر : ٩.

(٢) سورة النور : ٣٧ و ٣٨.

٢٨

المسجد وقلت : والله لاتصدقن الليلة بصدقة يتقبلها ربي مني ، فلقيت رجلا فتصدقت عليه بالدنانير ، فأصبح أهل المدينة يقولون : تصدق علي البارحة بمائة دينار على رجل سارق ، فاغتممت غما شديدا وقلت : والله لاتصدقن الليلة صدقة يتقبلها الله مني ، فصليت العشاء الآخرة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم خرجت من المسجد ومعي مائة دينار ، فلقيت رجلا فأعطيته إياها ، فلما أصبحت قال أهل المدينة : تصدق علي البارحة بمائة دينار على رجل غني ، فاغتممت غما شديدا ، فأتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فخبرته. فقال لي : يا علي هذا جبرئيل يقول لك : إن الله عزوجل قد قبل صدقاتك وزكى عملك إن المائة دينار التي تصدقت بها أول ليلة وقعت في يدي امرأة فاسدة ، فرجعت إلى منزلها و تابت إلى الله عزوجل من الفساد ، وجعلت تلك الدنانير رأس مالها ، وهي في طلب بعل تتزوج به ، وإن الصدقة الثانية وقعت في يدي سارق فرجع إلى منزله وتاب إلى الله من سرقته ، وجعل الدنانير رأس ماله يتجر بها ، وإن الصدقة الثالثة وقعت في يدي رجل غني لم يزك ماله منذ سنين ، فرجع إلى منزله ووبخ نفسه وقال : شحا عليك يا نفس ، هذا علي بن أبي طالب تصدق علي بمائة دينار ولا مال له ، وأنا فقد أوجب الله على مالي الزكاة لاعوام كثيرة لم أزكه ، فحسب ماله وزكاه ، وأخرج زكاة ماله كذا وكذا دينارا ، فأنزل الله فيك « رجال لا تلهيهم تجارة » الآية.

أبوالطفيل : رأيت عليا عليه‌السلام يدعو اليتامى فيطعمهم العسل ، حتى قال بعض أصحابه : لوددت أني كنت يتيما.

محمد بن الصمة ، عن أبيه ، عن عمه قال : رأيت في المدينة رجل على ظهره قربة وفي يده صحفة يقول : اللهم ولي المؤمنين وإله المؤمنين وجار المؤمنين اقبل قرباتي (١) الليلة ، فما أمسيت أملك سوى ما فس صحفتي وغير ما يواريني ، فإنك تعلم أني منعته نفسي مع شدة سغبي (٢). أطلب القربة إليك غنما ، اللهم فلا تخلق وجهي ولاترد

____________________

(١) في المصدر : قراباتى.

(٢) السغب : الجوع. وفي المصدر : في طلب القربة.

٢٩

دعوتي ، فأتيته عرفته ، فإذا هو علي بن أبي طالب عليه‌السلام فأتى رجلا فأطعمه.

عبدالله بن علي بن الحسين يرفعه أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أتى مع جماعة من أصحابه إلى علي عليه‌السلام فلم يجد علي شيئا يقر به إليهم ، فخرج ليحصل لهم شيئا ، فإذا هو بدينار على الارض ، فتناوله وعرف به فلم يجد له طالبا ، فقومه على نفسه واشترى به طعاما ، وأتى به إليهم ، وأصاب [ به ] عوضه ، وجعل ينشد صاحبه فلم يجده فأتى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأخبره ، فقال : يا علي إنه شئ أعطاكه الله لما اطلع على نيتك وما أردته ، وليس هو شئ للناس ، ودعاله بخير.

روت الخاصة والعامة منهم ابن شاهين المروزي ، وشيرويه الديلمي (١) عن الخدري وأبي هريرة أن عليا أصبح ساغبا ، فسأل فاطمة طعاما فقالت : ما كانت إلا ما أطعمتك منذ يومين ، آثرت به على نفسي وعلى الحسن والحسين ، فقال : ألا أعلمتني فأتيتكم بشئ؟ فقالت : يا أبا الحسن إني لاستحيي من إلهي أن أكلفك مالا تقدر عليه ، فخرج واستقرض عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله دينارا ، فخرج يشتري به شيئا ، فاستقبله المقداد قائلا ماشاء الله ، فناوله علي عليه‌السلام الدينار ، ثم دخل المسجد فوضع رأسه فنام ، فخرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فإذا هوبه ، فحركه وقال : ما صنعت؟ فأخبره ، فقام وصلى معه ، فلما قضى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله صلاته قال : يا أبا الحسن هل عندك شئ نفطر عليه فنميل معك؟ فأطراق لا يحير جوابا (٢) حياء منه ، وكان الله أوحى إليه أن يتعشى تلك الليلة عند علي ، فانطلقا حتى دخلا على فاطمة وهي في مصلاها وخلفها جفنة تفور دخانا ، فأخرجت فاطمة الجفنة فوضعتها بين أيديهما ، فسأل علي : أنى لك هذا؟ قالت : هو من فضل الله ورزقه « إن الله يرزق من يشاء بغير حساب » قال : فوضع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كفه المبارك بين كتفي علي ثم قال : يا علي هذا بدل دينارك ، ثم استعبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله باكيا وقال : الحمدلله الذي لم يمتني حتى رأيت في ابنتي مارأى زكريا لمريم.

____________________

(١) في المصدر : وابن شيرويه الديلمى.

(٢) في المصدر : لا يجيب جوابا.

٣٠

وفي رواية الصادق عليه‌السلام أنه أنزل الله فيهم « ويؤثرون على أنفسهم (١) »

وفي رواية حذيفة أن جعفرا أعطى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الفرع من العالية والقطيفة فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لادفعن هذه القطيفة إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، وأعطاها عليا عليه‌السلام ، ففصل علي القطيفة سلكا سلكا فباع بالذهب ، فكان ألف مثقال ، ففرقه في فقراء المهاجرين كلها ، فلقيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه حذيفة وعمار وسلمان وأبوذر والمقداد ، فسأله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله العداء ، فقال حياء منه : نعم فدخلوا عليه فوجدوا الجفنة.

وفي حديث ابن عباس : أن المقداد قال له : أنا منذ ثلاثة أيام ماطعمت شيئا فخرج أمير المؤمنين عليه‌السلام وباع درعه بخمس مائة ، ودفع إليه بعضها ، وانصرف متحيرا ، فناداه أعرابي : اشترمني هذه الناقة مؤجلا ، فاشتراها بمائة (٢) ، ومضى الاعرابي ، فاستقبله آخر وقال : بعني هذه (٣) بمائة وخمسين درهم ، فباع وصاح : يا حسن ويا حسين امضيا في طلب الاعرابي وهو على الباب ، فرآه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يتبسم ويقول : يا علي الاعرابي صاحب الناقة جبرئيل والمشتري ميكائيل ، يا علي المائة عن الناقة (٤) والخمسين بالخمس التي دفعتها إلى المقداد ، ثم تلا « ومن يتق الله يجعل له » الآية (٥).

بيان : قال الفيروز آبادي : فرع كل شئ : أعلاه ، والمال الطائل ، والقوس عملت من طرف القضيب ، أو الفرع من خير القسي ، وبالتحريك أول ولد تنتجه الناقة (٦). والعالية والعوالي : أماكن بأعلى أراضي المدينة ، وإنما اشتروا كل

____________________

(١) سورة الحشر : ٩.

(٢) في المصدر : بمائة درهم.

(٣) « : بعنى هذه الناقة.

(٤) في ( ك ) : ثمن الناقة.

(٥) مناقب آل ابى طالب ١ : ٢٧٨ ـ ٢٩٢.

(٦) القاموس ٣ : ٦١ و ٦٢.

٣١

سلك في القطيفة بالذهب لشرافتها [ ويحتمل كونها مطرزة بالذهب ، وقد مر في باب خيبر ما يؤيد الثاني. ].

٢ ـ قب : وأنه عليه‌السلام طلبت منه صدقة (١) فأعطى خاتما ، فنزل : « إنما وليكم الله (٢) » وفيه يضرب المثل في الصدقات ، يقال في الدعاء : تقبل الله منه كما تقبل توبة آدم وقربان إبراهيم وحج المصطفى وصدقة أمير المؤمنين. وكان يأخذ من الغنائم لنفسه وفرسه ومن سهم ذي القربى وينفق جميع ذلك في سبيل الله ، وتوفي ولم يترك إلا ثمان مائة درهم (٣).

وسأله أعرابي شيئا فأمر له بألف ، فقال الوكيل : من ذهب أو فضة؟ فقال : كلاهما عندي حجران ، فأعط الاعرابي أنفعهما له ، وقال له ابن الزبير : إني وجدت في حساب أبي : أن له على أبيك ثمانين ألف درهم ، فقال له : إن أباك صادق ، فقضى ذلك ، ثم جاءه فقال : غلطت فيما قلت ، إنما كان لوالدك على والدي ماذكرته لك فقال : والدك في حل والذي قبضته مني هو لك (٤).

٣ ـ قب : الصادق عليه‌السلام : إنه عليه‌السلام أعتق ألف نسمة من كد يده جماعة لا يحصون كثرة ، وقال له رجل ـ ورأى عنده وسق نوى ـ : ما هذا يا أبا الحسن؟

قال : مائة ألف نخل إن شاء الله ، فغرسه فلم يغادر منه نواة واحد ، فهو من أوقافه ووقف مالا بخيبر وبوادي القرى ، ووقف مال أبي نيرز والبغيبغة وأرباحا وارينة ورغد ورزينا ورياحا على المؤمنين (٥) ، وأمر بذلك أكثر ولد فاطمة من ذوي الامانة والصلاح ، وأخرج مائة عين بينبع وجعلها للحجيج ، وهو باق إلى يومنا هذا ، وحفر آبارا في طريق مكة والكوفة ، وهي مسجد الفتح (٦) في

____________________

(١) في المصدر : طلب السائل منه صدقة.

(٢) سورة المائدة : ٥٥.

(٣) مناقب آل ابى طالب ١ : ٢٩٤.

(٤) مناقب آل ابى طالب ١ : ٣٢٠.

(٥) « بغيبغة » بالضم والفتح وياء ساكنة وباء مكسورة ، و « ارينة » بالضم ثم الفتح و وياء ساكنة ونون مفتوحة. ولم نظفر على ضبط غيرهما.

(٦) في المصدر : وبنى مسجد الفتح.

٣٢

المدينة ، وعند مقابل قبر حمزة ، وفي الميقات وفي الكوفة جامع البصرة وفي عبادان وغير ذلك (١).

٤ ـ كشف : من كتاب ابن طلحة عن مجاهد قال : قال علي عليه‌السلام : جعت يوما بالمدينة جوعا شديدا ، فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة (٢) ، فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا (٣) ، فظننتها تريد بلة (٤) ، فأتيتها فقاطعتها كل ذنوب (٥) على تمرة فمددت ستة عشر ذنوبا حتى مجلت يداي (٦) ثم أتيت الماء فأصبت منه ، ثم أتيتها فقلت : يكفى هكذا (٧) بين يديها ـ وبسط الراوي كفيه وجمعهما ـ فعدت لي ستة عشر تمرة ، فأتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبرته ، فأكل معي منها.

قال الواحدي في تفسيره يرفعه بسنده إلى ابن عباس قال : إن علي بن أبي طالب عليه‌السلام كان يملك أربعة دراهم ، فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية ، فأنزل الله سبحانه فيه : « الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (٨) ».

٥ ـ فر : عبدالله بن محمد بن هاشم ، عن علي بن الحسن القرشي ، عن عبدالله ابن عبدالرحمن الشامي ، عن جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه « الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية » قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه‌السلام وذلك أنه أنفق أربع دراهم : (٩) أنفق في سواد الليل درهما ، وفي وضوح

____________________

(١) مناقب آل ابى طالب ١ : ٣٢٣.

(٢) ضيعة بينها وبين المدينة أربعة أميال ، وقيل ثلاثة ، وقيل ثمانية.

(٣) المدر : الطين العلك الذى لا يخالطه رمل.

(٤) البلة : الماء.

(٥) أى الدلو التى لها ذنب.

(٦) مجلت يده : نفطت من العمل وظهر فيها المجل ، وهو أن يكون بين الجلد واللحم ماء من كثرة العمل.

(٧) في المصدر و ( خ ) : فقلت بكفى هكذا أى أشرت.

(٨) كشف الغمة : ٥٠ و ٥١. والاية في سورة البقرة : ٢٧٤.

(٩) كذا في النسخ والمصدر ، والصحيح : أربعة دراهم.

٣٣

النهار (١) درهما ، وسرا درهما ، وعلانية درهما ، فلما نزلت هذه الآية قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيكم صاحب هذه النفقة؟ فأمسك القوم ، فعادها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقام علي بن أبي طالب عليه‌السلام وقال : أنا يا رسول الله ، فتلا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «فلهم أجرهم عند ربهم » يعني ثوابهم عند ربهم « ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون » من قبل العذاب ومن قبل الموت يعني في الآخرة (٢).

٦ ـ ما : المفيد ، عن محمد بن الحسن المقري ، عن محمد بن سهل العطار (٣) ، عن أحمد بن عمر الدهقان ، عن محمد بن كثير ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فشكا إليه الجوع ، فبعث رسول الله إلى بيوت أزواجه فقلن : ما عندنا إلا الماء ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من لهذا الرجل الليلة؟ فقال علي بن أبي طالب عليه‌السلام : أنا له يا رسول الله ، وأتى فاطمة عليها‌السلام فقال لها : ما عندك يا بنت رسول الله؟ فقالت : ما عندنا إلا قوت الصبية نؤثر (٤) ضيفنا ، فقال علي عليه‌السلام : يا ابنة محمد نومي الصبية واطفئي المصباح فلما أصبح علي عليه‌السلام غدا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره الخبر ، فلم يبرح حتى أنزل الله عزوجل « ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون (٥) ».

٧ ـ لى : الطالقاني ، عن محمد بن قاسم الانباري ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي يعقوب الدينوري ، عن أحمد بن أبي المقدام العجلي قال : يروى أن رجلا جاء إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال له : يا أمير المؤمنين إن لي إليك حاجة ، فقال : اكتبها في الارض فإني أرى الضر فيك بينا ، فكتب في الارض : أنا فقير محتاج ، فقال علي عليه‌السلام : يا قنبر اكسه حلتين ، فأنشاء الرجل يقول :

____________________

(١) في المصدر : وأنفق في ضوء النهار.

(٢) تفسير فرات : ٨ و ٩.

(٣) في المصدر : عن محمد بن حسن بن سهل العطار.

(٤) في المصدر : لكنا نؤثر.

(٥) أمالى الطوسى : ١١٦ والاية في سورة الحشر : ٩.

٣٤

كسوتني حلة تبلى محاسنها

فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا

إن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة

ولست تبغي بما قد نلته بدلا

ولست تبغي بما قد نلته بدلا

كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا

لا تزهد الدهر في عرف بدأت به (١)

فكل عبد سيجزى بالذي فعلا

فقال عليه‌السلام : اعطوه مائة دينار ، فقيل له : يا أمير المؤمنين لقد أغنيته. فقال : إني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : أنزل الناس منازلهم ، ثم قال علي عليه‌السلام : إني لاعجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم ولا يشترون الاحرار بمعروفهم (٢).

٨ ـ ن : بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : نزلت : « الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية » في علي عليه‌السلام (٣).

٩ ـ شى : عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : « ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله » قال : نزلت في علي عليه‌السلام (٤).

١٠ ـ شى : عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله » قال : علي أمير المؤمنين أفضلهم ، وهو ممن ينفق ماله ابتغاء مرضات الله (٥).

١١ ـ شى : عن أبي إسحاق قال : كان لعلي بن أبي طالب أربعة دراهم لم يملك غيرها ، فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية ، فبلغ ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا علي ما حملك على ما صنعت؟ قال : إنجاز موعود الله ، فأنزل الله : « الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية » إلى الآيات (٦).

١٢ ـ كا : علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ،

____________________

(١) العرف : الجود والمعروف والسخاء.

(٢) أمالى الصدوق : ١٦٤ و ١٦٥.

(٣) عيون الاخبار : ٢٢٣.

(٤ و ٥) تفسير العياشي ١ : ١٤٨ ، واوردهما في البرهان ١ : ٢٥٤. والاية في سورة البقرة : ٢٦٥.

(٦) تفسير العياشي ١ : ١٥١ ، وأورده في البرهان ١ : ٢٥٧. وفيه : إلى آخر الايات.

٣٥

عن أبي عبدالله عليه‌السلام أن أمير المؤمنين عليه‌السلام بعث إلى رجل بخمسة أوساق من تمر المعينعة (١) ـ وفي نسخة اخرى : البقيعة وكان الرجل ممن يرجى نوافله (٢) ويؤمل تائله ورفده ، وكان لا يسأل عليا ولا غيره شيئا فقال لامير المؤمنين عليه‌السلام : والله ما سألك فلان ولقد كان يجزيه من الخمسة الاوساق وسق واحد ، فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : لا أكثر الله في المؤمنين ضربك! اعطي أنا وتبخل أنت [ الله أنت ] إذا لم اعط الذي يرجوني إلا من بعد المسألة ثم أعطيته من بعد المسألة (٣) فلم اعطه ثمن ما أخذت منه ، وذلك لاني عوضته أن يبذل لي وجهه الذي يعفره في التراب لربي وربه عند تعبده له وطلب حوائجه إليه ، فمن فعل هذا بأخيه المسلم وقد عرف أنه موضع لصلته ومعروفه فلم يصدق الله في دعائه له ، حيث يتمنى له الجنة بلسانه ويبخل عليه بالحطام من ماله ، وذلك أن العبد قد يقول في دعائه : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ، فإذا دعا لهم بالمغفرة فقد طلب لهم الجنة ، فما أنصف من فعل هذا بالقول ولم يحققه بالفعل (٤).

١٣ ـ كا : علي بن إبراهيم بإسناده ذكره عن الحارث الهمداني قال : سامرت (٥) أميرالمؤمنين عليه‌السلام فقلت : يا أمير المؤمنين عرضت لي حاجة ، قال : فرأيتني لها أهلا ، قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : جزاك الله عني خيرا ، ثم قام إلى السراج فأغشاها وجلس ، ثم قال : إنما أغشيت السراج لئلا أرى ذل حاجتك في وجهك ، فتكلم فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : الحوائج أمانة من الله في صدور العباد ، فمن كتمها كتب له عبادة ، ومن أفشاها كان حقا على من سمعها أن يعينه (٦).

____________________

(١) الصحيح كما في المصدر « البغيبغة ».

(٢) في المصدر : ممن يرجو نوافلة.

(٣) في المصدر : ثم اعطيه بعد المسألة.

(٤) فروع الكافى ( الجزء الرابع من الطعبة الحديثة ) : ٢٢ و ٢٣.

(٥) المسامرة : المحادثة والتحادث ليلا.

(٦) فروع الكافى ( الجزء الرابع من الطبعة الحديثة ) : ٢٤. وفيه : أن يعنيه.

٣٦

١٤ ـ كا : العدة ، عن البرقي ، عن التفليسي ، عن السمندي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يضرب بالمر (١) ويستخرج الارضين ، وأنه أعتق ألف مملوك من كد يده (٢).

١٥ ـ فر : معنعنا عن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : كان رجل مؤمن على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، في دار حديقة (٣) ، وله جار له صبية ، فكان يتساقط الرطب من النخلة فينشدون صبيته يأكلونه ، فيأتي الموسر فيخرج الرطب من جوف أفواه الصبية ، وشكا الرجل ذلك إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأقبل وحده إلى الرجل فقال : بعني حديقتك هذه بحديقة في الجنة ، فقال له الموسر : لا أبيعك عاجلا بآجل! فبكى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله و رجع نحو المسجد ، فلقيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال [ له ] : يا رسول الله ما يبكيك لا أبكى الله عينيك؟ فأخبره خبر الرجل الضعيف والحديقة ، فأقبل أمير المؤمنين عليه‌السلام حتى استخرجه (٤) من منزله وقال له : بعني دارك ، قال الموسر : بحائطك الحسني ، فصفق على يده ودار إلى الضعيف فقال له : تحول إلى دارك فقد ملكها الله رب العالمين لك ، وأقبل أمير المؤمنين عليه‌السلام ونزل جبرئيل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : يا محمد اقرأ « والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والانثى » إلى آخر السورة ، فقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقبل بين عينيه ، ثم قال : بأبي أنت قد أنزل الله فيك هذه السورة الكاملة (٥).

١٦ ـ فر : علي بن محمد بن علي بن أبي حفص الاعشى معنعنا عن موسى بن عيسى الانصاري قال : كنت جالسا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام بعد أن صلينا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله العصر بهفوات ، فجاء رجل إليه فقال له : يا أبا الحسن

____________________

(١) المر : المسحاة ، ويقال لها بالفارسية « بيل ».

(٢) فروع الكافى ( الجزء الخامس من الطبعة الحديثة ) : ٧٤. وفيه : من ماله وكديده.

(٣) في المصدر : في دار له حديقة.

(٤) في المصدر : فأقبل أمير المؤمنين عليه‌السلام نحو الرجل الموسر حتى استخرجه اه.

(٥) تفسير فرات : ٢١٣.

٣٧

قد قصدتك في حاجة لي أريد أن تمضي معي فيها إلى صاحبها ، فقال له : قف ، قال : إني ساكن في دار لرجل فيها نخلة ، وإنه يهيج الريح فيسقط من ثمرها بلح وبسر ورطب وتمر ، ويصعد الطير فيلقي منه ، وأنا آكل منه ويأكلون منه الصبيان من غير أن نبخسها بقصب أو نرميها بحجر ، فاسأله أن يجعلني في حل ، قال : انهض بنا فنهضت معه ، فجئنا إلى الرجل ، فسلم عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام فرحب وفرح به وسر ، وقال : فيما جئت يا أبا الحسن؟ قال : جئتك في حاجة قال : تقضى إن شاء الله ، فماهي؟ قال : هذا الرجل ساكن في دار لك في موضع كذا ، ذكر أن فيها نخلة ، فإنه يهيج الريح فيسقط منها بلح وبسر ورطب وتمر ويصعد الطير فيلقي مثل ذلك من غير حجر يرميها به أو قصبة يبخسها فاجعله (١) في حل فتأبى عن ذلك ، وسأله ثانيا وأقبل عليه (٢) في المسألة ويتأبى إلى أن قال : والله أنا أضمن لك عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يبدلك بهذا النبي حديقة في الجنة ، فأبى عليه ورهقنا لمساء (٣) فقال له علي عليه‌السلام : تبيعنيها بحديقتي فلانة؟ فقال له : نعم ، قال : فاشهد لي عليك الله وموسى بن عيسى الانصاري أنك قد بعتها بهذا الدار ، قال : نعم أشهد الله وموسى بن عيسى [ الانصاري على ] أني قد بعتك هذه الحديقة؟ بشجرها ونخلها وثمرها بهذه الدار ، أليس قد بعتني هذه الدار بما فيها بهذه الحديقة ولم يتوهم أنه يفعل ، فقال : نعم أشهد الله وموسى بن عيسى على أني قد بعتك هذه الدار بهذه الحديقة (٤) ، فالتفت علي عليه‌السلام إلى الرجل فقال له : قم فخذ الدار بارك الله لك ، وأنت في حل منها ، وسمعوا (٥) أذان بلال فقاموا مبادرين حتى صلوا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله المغرب والعشاء الآخرة ، ثم انصرفوا إلى منازلهم ، فلما

____________________

(١) في المصدر : فاريد أن تجعله.

(٢) في المصدر : وأقبل يلح عليه.

(٣) في المصدر : ورهقت المساء.

(٤) في المصدر : هذه الدار بما فيها بهذه الحديقة.

(٥) في المصدر : ووجبت المغرب وسمعوا ، اه.

٣٨

أصبحوا صلى النبي بهم الغداة وعقب ، فهو يعقب حتى هبط عليه جبرئيل عليه‌السلام بالوحي من عندالله ، فأدار وجهه إلى أصحابه فقال : من فعل منكم في ليلته هذه فعلا؟ فقد أنزل الله بيانها ، فمنكم أحد يخبرني أو أخبره ، فقال له أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام : بل أخبرنا يا رسول الله ، قال : نعم هبط جبرئيل فأقراني عن الله السلام وقال لي : إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام فعل البارحة فعلة ، فقلت لحبيبي جبرئيل : ماهي؟ فقال : اقرأ يا رسول الله ، فقلت : وما أقرأ؟ فقال : اقرأ : « بسم الله الرحمن الرحيم والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والاثنى إن سعيكم لشتى » إلى آخر السورة « ولسوف يرضى » أنت يا علي ألست صدقت بالجنة وصدقت بالدار على ساكنها وبذلت الحديقة؟ قال : نعم يا رسول الله قال : فهذه سورة نزلت فيك وهذا لك ، فوثب إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام فقبل بين عينيه وضمه إليه ، وقال له : أنت أخي وأنا أخوك ، صلى الله عليهما وآلهما (١).

١٧ ـ قب : صاحب حلية وأحمد في الفضائل عن مجاهد وصاحب مسند العشرة وجماعة عن محمد بن كعب القرظي أنه رأى أمير المؤمنين عليه‌السلام أثر الجوع في وجه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخذ إهابا (٢) فحوى وسطه وأدخله في عنقه وشد وسطه بخوص نخل وهو شديد الجوع فأطلع على رجل يستقي ببكره ، فقال : هل لك في كل دلوة بتمرة فقال : نعم ، فنزح له حتى امتلا كفه ، ثم أرسل الدلو فجاء بها إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣).

١٨ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر ابن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أيوب بن عطية الحذاء قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : قسم نبي الله القئ فأصاب عليا أرض (٤) ، فاحتفر فيها عينا فخرج ماء ينبع في السماء كهيئة عنق البعير ، فسماها ينبع ، فجاء البشير يبشر

____________________

(١) تفسير فرات : ٢١٣ و ٢١٤.

(٢) الاهاب : الجلد أو مالم يدبغ منه.

(٣) مناقب آل ابى طالب ١ : ٣٢٥.

(٤) في المصدر : فأصاب عليا ارضا.

٣٩

فقال عليه‌السلام : بشر الوارث هي صدقة بتة بتلاء (١) في حجيج بيت الله وعابر سبيل الله (٢) لانباع ولا توهب ولا تورث ، فمن باعها أو وهبها فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا (٣).

١٩ ـ كا : أبوعلي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبدالرحمن بن الحجاج قال : بعث إلي أبوالحسن موسى عليه‌السلام بوصية أمير المؤمنين عليه‌السلام وهي :

بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به وقضى به في ماله عبدالله علي ابتغاء وجه الله ليولجني به الجنة ويصرفني به عن النار ، ويصرف النار عني يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ، إن ما كان لي من ينبع من مال (٤) يعرف لي فيها وما حولها صدقة ورقيقها ، غير أن رياحا وأبا نيزر وجبيرا عتقاء ، ليس لاحد عليهم سبيل ، فهم موالي يعملون في المال خمس حجج ، وفيه نفقتهم ورزقهم وأرزاق أهاليهم ، ومع ذلك ما كان لي بوادي القرى كله من مال بني فاطمة (٥) ورقيقها صدقة ، وما كان لي بديمة وأهلها صدقة [ غير أن زريقا له مثل ما كتبت لاصحابه ، وما كان لي باذينة وأهلها صدقة ] والقفيرتين كما قد علمتم صدقة في سبيل الله ، وإن الذي كتبت من أموالي هذه صدقة واجبة بتلة حيا أنا أو ميتا ، ينفق في كل نفقة يبتغى بها وجه الله في سبيل الله ووجهه وذوي الرحم من بني هاشم وبني [ عبد ] المطلب والقريب والبعيد ، فإنه يقوم على ذلك الحسن بن علي ، يأكل منه بالمعروف وينفقه حيث يراه الله عزوجل في حل محلل ، لا حرج عليه فيه ، فإن أراد أن يبيع نصيبا من المال فيقضي به الدين فليفعل إن شاء ، لا حرج عليه فيه ، وإن شاء جعله

____________________

(١) في المصدر : بتة بتلا.

(٢) « : وعابرى سبيل الله.

(٣) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : ٥٤.

(٤) في المصدر : ان ما كان لى من مال ينبع.

(٥) « : لبنى فاطمة.

٤٠