بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

قالت : كان أبي والله مولاه فقتل بين يديه يوم صفين ، ولقد دخل يوما على أمي و هي في خبائها وقد ارتكبتني (١) وأخا لي من الجدري (٢) ما ذهب به أبصارنا ، فلما رآنا تأوه وأنشأ يقول :

ما إن تأوهت من شئ رزيت به

كما تأوهت للاطفال في الصغر

قد مات والدهم من كان يكفلهم

في النائبات وفي الاسفار والحضر

ثم أدنانا إليه ثم أمر يده المباركة على عيني وعيني أخي ، ثم دعا بدعوات ثم شال يده ، فها أنا بأبي أنت (٣) والله أنظر إلى الجمل على فرسخ (٤) ، كل ذلك ببركته صلوات الله عليه ، فحللت خريطتي (٥) فدفعت إليها دينارين بقية نفقة كانت معي ، فتبسمت في وجهي وقالت : مه خلفنا أكرم سلف على خير خلف ، فنحن اليوم في كفالة أبي محمد الحسن بن علي عليهما‌السلام ، ثم قالت : اتحب عليا؟ قلت : أجل قالت : ابشر فقد استمسكت بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها ، قال : ثم ولت وهي تقول :

مابث حب علي في ضمير فتى

إلا له شهدت من ربه النعم

ولا له قدم زل الزمان بها

إلا له ثبتت من بعدها قدم

ماسرني أنني من غير شيعته

وأن لي ما حواه العرب والعجم (٦)

قب ، يج : عن عبدالواحد بن زيد مثله (٧).

٣٣ ـ كنز : روي بحذف الاسانيد عن جابر بن عبدالله رضي‌الله‌عنه قال :

____________________

(١) في المصدر و ( ت ) : وقد ركبني.

(٢) بضم الجيم وفتحها : مرض يسبب بثورا حمرا بيض الرؤوس تنتشر في البدن وتتقيح سريعا وهو شديد العدوى.

(٣) في المصدر : فها أنا يا بأبى أنت.

(٤) : على فراسخ.

(٥) الخريطة : وعاء من جلد أو غيره يشد على ما فيه.

(٦) بشارة المصطفى : ٨٦ و ٨٧.

(٧) مناقب آل أبى طالب ١ : ٤٧٢. ولم نجده في الخرائج المطبوع.

٢٢١

رأيت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهو خارج من الكوفة ، فتبعته من ورائه حتى إذا صار إلى جبانة (١) اليهود ، فوقف في وسطها ونادى : يا يهود يا يهود ، فأجابوه في جوف القبر : لبيك لبيك مطلايخ ـ يعنون بذلك يا سيدنا ـ فقال : كيف ترون العذاب؟ فقالوا : بعصياننا لك كهارون ، فنحن ومن عصاك في العذاب إلى يوم القيامة ثم صاح صيحة كادت السماوات ينقلبن ، فوقعت مغشيا على وجهي من هول مارأيت فلما أفقت رأيت أمير المؤمنين عليه‌السلام على سرير من ياقوتة حمراء على رأسه إكليل من الجوهر ، وعليه حلل خضر وصفر ، ووجهه كدائرة القمر ، فقلت : يا سيدي هذا ملك عظيم ، قال : نعم يا جابر إن ملكنا أعظم من ملك سليمان بن داود ، و سلطاننا أعظم من سلطانه ، ثم رجع ودخلنا الكوفة ودخلت خلفه إلى المسجد ، فجعل يخطو خطوات وهو يقول : لا والله لا فعلت لا والله لا كان ذلك أبدا ، فقلت : يا مولاي بمن تلكم ومن تخاطب وليس أرى أحدا؟ فقال : يا جابر كشف لي برهوت فرأيت الاول والثاني يعذبان في جوف تابوت في برهوت ، فنادياني : يا أبا الحسن يا أمير ـ المؤمنين ردنا إلى الدنيا نقر بفضلك ونقر بالولاية لك ، فقلت : لا والله لا فعلت لا والله لا كان ذلك أبدا ، ثم تلا هذه الآية « ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون (٢) » يا جابر وما من أحد خالف وصي نبي إلا حشره الله أعمى يتكبكب في عرصات القيا مة (٣).

٣٤ ـ عيون المعجزات : حدث محمد بن همام القطان ، عن الحسن بن الحليم عن عباد بن صهيب ، عن الاعمش قال : نظرت ذات يوم وأنا في المسجد الحرام إلى رجل كان يصلي ، فأطال وجلس يدعو بدعاء حسن إلى أن قال : يا رب إن ذنبي عظيم وأنت أعظم منه ، ولا يغفر الذنب العظيم إلا أنت يا عظيم ، ثم انكب على الارض يستغفر ويبكي ويشهق في بكائه ، وأنا أسمع وأريد أن يتمم سجوده ويرفع رأسه و

____________________

(١) بفتح الجيم : المقبرة.

(٢) سورة الانعام : ٢٦.

(٣) مخطوط. وأورده في البرهان ١ : ٥٢٢.

٢٢٢

اقايله (١) وأسأله عن ذنبه العظيم ، فلما رفع رأسه أدرت إليه وجهي ونظرت في وجهه فاذا وجهه وجه كلب ووبر كلب وبدنه بدن إنسان ، فقلت له : يا عبدالله ما ذنبك الذي استوجبت به أن يشوه الله خلقك؟ فقال : يا هذا إن ذنبي عظيم وما أحب أن يسمع به أحد فما زلت به إلى أن قال : كنت رجلا ناصبيا ابغض علي بن أبي طالب عليه‌السلام وأظهر ذلك ولا أكتمه ، فاجتاز بي ذات يوم رجل وأنا أذكر أمير المؤمنين عليه‌السلام بغير الواجب فقال : مالك؟ إن كنت كاذبا فلا أخرجك الله من الدنيا حتى يشوه بخلقك فتكون شهرة في الدنيا قبل الآخرة ، فبت معافى وقد حول الله وجهي وجه كلب ، فندمت على ما كان مني ، وتبت إلى الله مما كنت عليه. وأسأل الله الاقالة والمغفرة ، قال الاعمش : فبقيت متحيرا أتفكر فيه وفي كلامه ، وكنت أحدث الناس بما رأيته ، فكان المصدق أقل من المكذب (٢).

٣٥ ـ كا : علي بن محمد ، عن علي بن الحسن ، عن الحسين بن راشد ، عن المرتجل بن معمر ، عن ذريح المحاربي ، عن عباية الاسدي ، عن حبة العرني قال : خرجت مع أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى الظهر ، فوقف بوادي السلام كأنه مخاطب لاقوام فقمت بقيامه حتى أعييت ، ثم جلست حتى مللت ، ثم قمت حتى نالني مثل ما نالني أولا ، ثم جلست حتى مللت ، ثم قمت وجمعت ردائي فقلت : يا أمير المؤمنين إني قد أشفقت عليك من طول القيام فراحة ساعة ، ثم طرحت الرداء ليجلس عليه فقال (٣) يا حبة إن هو إلا محادثة مؤمن أو مؤانسته ، قال : قلت : يا أمير المؤمنين وإنهم لكذلك؟ قال : نعم ولو كشف لك لرأيتهم حلقا حلقا محتبين (٤) يتحادثون ، فقلت : أجسام أم أرواح؟ فقال : أرواح ، وما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الارض إلا قيل لروحه : الحقي بوادي السلام وإنها لبقعة من جنة عدن (٥).

____________________

(١) كذا في النسخ ، والصحيح : اقاوله.

(٢) مخطوط.

(٣) في المصدر : فقال لى.

(٤) باهمال الحاء وتقديم المثناة على الموحدة من احتبى الثوب : اشتمل أو جمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها.

(٥) فروع الكافى ( الجزء الثالث من الطبعة الحديثة ) : ٢٤٣.

٢٢٣

٣٦ ـ أقول : قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : روى عثمان بن سعيد عن عبدالله بن بكير ، عن حكيم بن جبير قال : خطب علي عليه‌السلام فقال في خطبته (١) : أنا عبدالله وأخو رسوله لايقولها أحد قبلي ولا بعدي إلا كذب ، ورثت نبي الرحمة ونكحت سيدة نساء هذه الامة ، وأنا خاتم الوصيين ، فقال رجل من عبس : من لا يحسن أن يقول مثل هذا؟ لم يرجع إلى أهله حتى جن وصرع ، فسألوهم هل رأيتم به عرضا قبل هذا؟ قالوا : وما رأينا به قبل هذا عرضا (٢).

٣٧ ـ مهج : روي عن جماعة يسندون الحديث إلى الحسين بن علي عليهما‌السلام قال : كنت مع علي بن أبي طالب عليه‌السلام في الطواف في ليلة ديجوجة (٣) قليلة النور وقد خلا الطواف ونام الزوار وهدأت العيون إذ سمع (٤) مستغيثا مستجيرا مترحما بصوت حزين من قلب موجع (٥) وهو يقول :

يا من يجيب دعا المضطر في الظلم

يا كاشف الضر والبلوى مع السقم

قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا

يدعو وعينك يا قيوم لم تنم

هب لي بجودك فضل العفو عن جرمي

يا من أشار إليه الخلق في الحرم

إن كان عفوك لا يلقاه ذو سرف

فمن يجود على العاصين بالنعم؟

قال الحسين بن علي صلوات الله عليهما : فقال لي أبي : يا أبا عبدالله أسمعت المنادي لذنبه المستغيث ربه (٦)؟ فقلت : نعم قد سمعته ، فقال : اعتبره عسى أن تراه فما زلت أختبط في طخياء (٧) الظلام وأتخلل بين النيام فلما صرت بين الركن و

____________________

(١) في المصدر : في أثناء خطبته.

(٢) شرح النهج ١ : ٢٥٤.

(٣) الدجوجى والديجوج : الليل المظلم.

(٤) في المصدر : إذا سمعنا.

(٥) في المصدر : بصوت محزون من قلب موجوع.

(٦) في المصدر : أسمعت المنادى ذنبه المستغيث بربه.

(٧) خبط الليل : سار فيه على غير هدى. والطيخاء : الليلة المظلمة.

٢٢٤

المقام بدا لي شخص منتصب ، فتأملته فإذا هو قائم ، فقلت : السلام عليك أيها العبد المقر المستقيل المستغفر المستجير ، أجب بالله ابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأسرع في سجوده وقعوده وسلم فلم يتكلم حتى أشار بيده بأن : تقدمني ، فتقدمته فأتيت به أمير المؤمنين فقلت : دونك ها هو ، فنظر إليه فإذا هو شاب حسن الوجه نقي الثياب (١) فقال له : ممن الرجل؟ فقال له : من بعض العرب فقال له : ما حالك ومم بكاؤك واستغاثتك؟ فقال : ما حال من اخذ بالعقوق فهو في ضيق ارتهنه المصاب وغمره الاكتئاب ، فإن تاب فدعاؤه لايستجاب (٢) ، فقال له علي عليه‌السلام : ولم ذاك؟ فقال : إني كنت ملتهيا في العرب باللعب والطرب ، أديم العصيان في رجب وشعبان ، وما اراقب الرحمن وكان لي والد شفيق رفيق يحذرني مصارع الحدثان ويخوفني العقاب بالنيران ، و يقول : كم ضج منك النهار والظلام والليالي والايام والشهور والاعوام والملائكة الكرام ، وكان إذا ألح علي بالوعظ زجرته وانتهرته ووثبت عليه وضربته ، فعمدت يوما إلى شئ من الورق وكانت في الخباء (٣) ، فذهبت لآخذها وأصرفها فيما كنت عليه فمانعني عن أخذها ، فأوجعته ضربا ولويت يده (٤) وأخذتها ومضيت ، فأومأ بيده إلى ركبته يريد (٥) النهوض من مكانه ذلك فلم يطق يحركها من شدة الوجع والالم فأنشأ يقول :

جرت رحم بيني وبين منازل

سواء كما يستنزل القطر طالبه

____________________

(١) في المصدر : نقى الاثواب.

(٢) في المصدر : فأرتاب ودعاؤه لايستجاب. وقد ذكر القضية في هامش مصباح الكفعمى ص ٢٦٠. وفيه كذلك : فقال ما اسمك؟ قال : منازل بن لاحق الشيباني ، وأنا ممن قد ابتلى بالعقوق وإضاع الحقوق ان دعا لم يجب وان تاب لم يقبل توبته اه.

(٣) الورق : الدراهم المضروبة ، ومنه قوله تعالى في سورة الكهف « فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة ». والخباء ـ بكسر الخاء ـ : ما يعمل من وبر أوصوف أو شعر للسكن.

(٤) لوى الحبل ونحوه : فتله وثناه ـ ولى عليه الامر : عوصه. يقال : لوى أعناق الرجال أى غلبهم.

(٥) في المصدر : يروم.

٢٢٥

وربيت حتى صار جلدا شمردلا

إذا قام ساوى غارب العجل غاربه (١)

وقد كنت اوتيه من الزاد في الصبا

إذا جاع منه صفوه وأطائبه

فلما استوى في عنفوان شبابه

وأصبح كالرمح الرديني خاطبه (٢)

تهضمني مالي كذا ولوى يدي (٣)

لوى يده الله الذي هو غالبه

ثم حلف بالله ليقدمن إلى بيت الله الحرام فيستعدي الله علي ، فصام أسابيع وصلى ركعات ودعا وخرج متوجها على عيرانة (٤) يقطع بالسير عرض الفلاة و يطوي الاودية ويعلو الجبال حتى قدم مكة يوم الحج الاكبر ، فنزل عن راحلته وأقبل إلى بيت الله الحرام ، فسعى وطاف به وتعلق بأستاره وابتهل بدعائه (٥) و أنشأ يقول :

يا من إليه أتى الحجاج بالجهد

فوق المهادي من أقصى غاية البعد (٦)

إني أتيتك يا من لا يخيب من

يدعوه مبتهلا بالواحد الصمد

هذا منازل من يرتاع من عققي (٧)

فخذ بحقي يا جبار من ولدي

حتى تشل بعون منك جانبه (٨)

يا من تقدس لم يولد ولم يلد

قال : فوالذي سمك السماء وأنبع الماء ما استتم دعاءه حتى تزل بي ما ترى

____________________

(١) الشمردل : الطويل والفتى السريع من النوق. قاله في اقرب الموارد. والغارب : الكاهل أو ما بين الظهر أو السناء والعنق. والعجل : ولد البقرة. وفي المصدر : الفحل.

(٢) الرديني : الرمح ، نسبة إلى ردينة وهى امرأة اشتهرت بتقويم الرماح. ولعل المراد من الخاطب اللسان أى صار لسانه كالرمح في الحدة والذرابة.

(٣) تهضمه : ظلمه وغصبه.

(٤) قال الفيروزآبادى : العيرانة من الابل الناجية في نشاط. وقال الشرتونى في الاقرب العيرانة من الابل : التى تشبه بالعير في سرعتها ونشاطها.

(٥) في المصدر : وابتهل لله بدعائه.

(٦) المهاد : الارض المنخفضة. وفي المصدر « المهارى » والمهر : اول ما ينتج من الخيل والحمر الاهلية.

(٧) في المصدر : لا يرتاع من عققى.

(٨) في المصدر : بحول منك. وفي ( ت ) : حتى تشل بعون منك خائبة.

٢٢٦

ثم كشف عن يمينه فإذا بجانبه قد شل ، فأنا منذ ثلاث سنين أطلب إليه أن يدعو لي في الموضع الذي دعا به (١) علي فلم يجبني ، حتى إذا كان العام أنعم علي (٢) فخرجت به على ناقة عشراء (٣) اجد السير حثيثا رجاء العافية ، حتى إذا كنا على الاراك وحطمة وادي السياك (٤) نفر طائر في الليل فنفرت منها الناقة التي كان عليها ، فألقته إلى قرارا الوادي ، فارفض بين الحجرين فقبرته هناك ، وأعظم من ذلك أني لا اعرف إلا المأخوذ بدعوة أبيه ، فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : أتاك الغوث أتاك الغوث ، ألا اعلمك دعاء علمنيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه اسم الله الاكبر الاعظم الاكرم الذي يجيب به من دعاه ، ويعطي به من سأله ، ويفرج به الهم ، ويكشف به الكرب ، ويذهب به الغم ، و يبرئ به السقم ، ويجبر به الكسير ، ويغني به الفقير ، ويقضي به الدين ويرد به العين ، ويغفر به الذنوب ، ويستر به العيوب؟ إلى آخر ما ذكره عليه‌السلام في فضله ، قال الحسين عليه‌السلام : فكان سروري بفائدة الدعاء أشد من سرور الرجل بعافيته ثم ذكر الدعاء على ما سيأتي في كتابه ، ثم قال للفتى : إذا كانت الليلة العاشرة فادع وائتني من غد بالخبر ، قال الحسين بن علي عليهما‌السلام : وأخذ الفتى الكتاب ومضى ، فلما كان من غد ما أصبحنا حسنا حتى أتى الفتى إلينا سليما معافى والكتاب بيده وهو يقول : هذا والله الاسم الاعظم استجيب لي ورب الكعبة ، قال له علي صلوات الله عليه : حدثني ، قال لما هدأت العيون بالرقاد واستحلك (٥) جلباب الليل رفعت يدي بالكتاب ودعوت الله بحقه مرارا ، فاجبت في الثانية : حسبك فقد دعوت الله باسمه الاعظم ، ثم اضطجعت فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامي وقد مسح يده الشريفة

____________________

(١) في المصدر : دعا فيه على

(٢) في المصدر : انعم لى.

(٣) العشراء ـ بالضم فالفتح ـ : الناقة التى مضى لحملها عشرة اشهر او ثمانية.

(٤) قال في المراصد (١ : ٤٩) : أراك واد قرب مكة. انتهى. وكأن « حطمة » أيضا اسم موضع ، كما أن الظاهر من قوله « وادى السياك » الوادى الذى ينبت فيه الاراك الذى يتخذ عوده للسواك.

(٥) حلك واستحلك : اشتد سواده.

٢٢٧

علي وهو يقول : احتفظ بالله العظيم (١) فإنك على خير ، فانتبهت معافى كما ترى فجزاك الله خيرا (٢).

أقول : سيأتي شرحه في كتاب الدعاء.

٣٨ ـ ختص ، خص : من كتاب البصائر لسعد بن عبدالله ، عن عباد بن سليمان عن أبيه (٣) ، عن عيثم بن أسلم (٤) ، عن معاوية بن عمار (٥) قال : دخل أبوبكر على أميرالمؤمنين عليه‌السلام فقال له : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يحدث إلينا في أمرك شيئا (٦) بعد أيام الولاية في الغدير (٧) ، وأنا أشهد أنك مولاي مقر بذلك (٨) ، وقد سلمت عليك على عهد رسول الله (ص) بإمرة المؤمنين ، وأخبرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنك وصيه ووارثه و خليفته في أهله ونسائه ، وأنك وارثه ، وميراثه قد صار إليك ، ولم يخبرنا أنك خليفته في امته من بعده ، ولاجرم لي فيما بيني وبينك ، ولاذنب لنا فيما بيننا وبين الله تعالى ، فقال له علي عليه‌السلام : إن أريتك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى يخبرك بأني أولى بالامرالذي أنت فيه منك وأنك إن لم تعزل (٩) نفسك عنه فقد خالفت الله ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ فقال : إن أريتنيه حتى يخبرني ببعض هذا اكتفيت به ، فقال عليه‌السلام : فتلقاني إذا صليت المغرب حتى اريكه ، قال : فرجع إليه بعد المغرب فأخذ بيده وأخرجه إلى مسجد قبا ، فاذا هو برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جالس في القبلة ، فقال له : يا فلان وثبت على مولاك علي عليه‌السلام وجلست مجلسه وهو مجلس النبوة

____________________

(١) في المصدر : احتفظ باسم الله العظيم.

(٢) مهج الدعوات : ٢٣١ ـ ٢٤٠.

(٣) في الاختصاص : عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه اه.

(٤) كذا في النسخ ، والصحيح « عيثم بن اشيم » راجع جامع الرواة ١ : ٤٤٨. وسائر التراجم.

(٥) في الاختصاص بعد ذلك : عن أبى عبدالله عليه‌السلام.

(٦) في الاختصاص : حدثا.

(٧) في المصدرين : بالغدير.

(٨) في المصدرين : مقر لك بذلك.

(٩) في المصدرين : لم تعتزل.

٢٢٨

لايستحقه غيره ، لانه وصيي وخليفتي ، فنبذت أمري وخالفت ما قلته لك ، و تعرضت لسخط الله وسخطي ، فانزع هذا السربال الذي تسربلته بغير حق ولا أنت من أهله ، وإلا فموعدك النار ، قال : فخرج مذعورا (١) ليسلم الامر إليه ، وانطلق أمير المؤمنين صلوات الله عليه فحدث سلمان بما كان جرى (٢) ، فقال له سلمان : ليبدين هذا الحديث لصاحبه وليخبرنه بالخبر ، فضحك أمير المؤمنين عليه‌السلام وقال : أما إنه سيخبره و ليمنعنه إن هم بأن يفعل ، ثم قال : لا والله لا يذكران ذلك أبدا حتى يموتا ، قال : فلقي صاحبه فحدثه بالحيث كله ، فقال له : ما أضعف رأيك و أخور قلبك (٣)! أما تعلم أن ذلك من بعض سحر ابن أبي كبشة (٤)؟ أنسيت سحر بني هاشم؟ فأقم على ما أنت عليه! (٥)

٣٩ ـ ختص : أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن خالد بن ماد القلانسي ومحمد بن حماد ، عن محمد بن خالد الطيالسي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما استخلف أبوبكر أقبل عمر على علي عليه‌السلام فقال له : أما علمت أن أبابكر قد استخلف؟ فقال له علي عليه‌السلام : فمن جعله كذلك (٦)؟ قال : المسلمون رضوا بذلك! فقال له علي عليه‌السلام : والله لاسرع ماخالفوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ونقضوا عهده ، ولقد

____________________

(١) أى خائفا.

(٢) في « خص » : بما كان وما جرى.

(٣) في « خص » : واخور عقلك. أى أضغف.

(٤) قال في القاموس ( ٢ : ٢٨٥ ) : وكان المشركون يقولون للنبى صلى‌الله‌عليه‌وآله : ابن أبى كبشة ، شبهوه بابى كبشة رجل من خزاعة خالف قريشا في عبادة الاصنام ، أو هى كنية وهب ابن عبد مناف جده صلى‌الله‌عليه‌وآله من قبل امه لانه كان نزع إليه في الشبه ، او كنية زوج حليمة السعدية او كنية عم ولدها.

(٥) الاختصاص : ٢٧٢ و ٢٧٣. مختصر بصائر الدرجات : ١٠٩ ـ ١١٠. وما نقله المصنف مطابق له. وبينه وبين المروى في الاختصاص اختلافات كثيرة لم نذكرها لذلك ولعدم الجدوى.

والرواية موجودة في بصائر الدرجات : ٧٨.

(٦) في المصدر : لذلك.

٢٢٩

سموه بغير اسمه ، والله ما استخلفه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال (١) عمر : ما تزال تكذب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حياته وبعد موته ، فقال له : انطلق بنا يا عمر لتعلم أينا الكذاب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حياته وبعد موته ، فانطلق معه حتى أتى القبر إذا كف فيها مكتوب : « أكفرت يا عمر بالذي خلقك من تراب ثم من نطفه ثم سواك رجلا؟ » فقال له علي عليه‌السلام : أرضيت؟ والله لقد فضحك الله في حياته وبعد موته. (٢)

أقول : قد مر أمثالها بأسانيد جمة في كتاب الفتن.

١١١

( باب )

* ( ما ظهر من معجزاته في استنطاق الحيوانات وانقيادها ) *

* ( له صلوات الله عليه ) *

١ ـ ص : الصدوق ، عن الحسن بن محمد بن سعيد ، عن فرات بن إبراهيم ، عن جعفر بن محمد ، عن نصر بن مزاحم ، عن قطرب بن عليف ( عطيف خ ل ) ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبدالرحمن بن سابط ، عن سلمان الفارسي رضي‌الله‌عنه قال : كنت ذات يوم عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ أقبل أعرابي على ناقة له ، فسلم ثم قال : أيكم محمد؟ فاومئ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : يا محمد أخبرني عما في بطن ناقتي حتى أعلم أن الذي جئت به حق واؤمن بإلهك وأتبعك ، فالتفت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : حبيبى علي يدلك ، فأخذ علي بخطام الناقة ثم مسح يده على نحرها ثم رفع طرفه إلى السماء وقال : اللهم إني أسألك بحق محمد وأهل بيته وبأسمائك الحسنى و بكلماتك التامات أنطقت هذه الناقة حتى تخبرنا بما في بطنها ، فإذا الناقة

____________________

(١) في بعض نسخ المصدر كذلك : فقال له عمر [ كذبت ـ فعل الله بك وفعل ـ فقال له : إن تشأ أن اريك برهان ذلك فعلت ] فقال عمر اه.

(٢) الاختصاص : ٢٧٤.

٢٣٠

قد التفت إلى علي عليه‌السلام وهي تقول : يا أميرالمؤمنين إنه ركبني يوما وهو يريد زيارة ابن عم له ، وواقعني فأنا حامل منه؟ فقال الاعرابي : ويحكم النبي هذا أم هذا؟ فقيل : هذا النبي وهذا أخوه وابن عمه ، فقال الاعرابي : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، وسأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يسأل الله تعالى عز وعلا أن يكفيه ما في بطن ناقته ، فكفاه وحسن إسلامه.

قال الراوندي : ليس في العادة أن تحمل الناقة من الانسان ، ولكن الله جل ثناؤه قلب العادة في ذلك دلالة لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله على أنه يجوز أن يكون نطفة الرجل على هيئتها في بطن الناقة حينئذ ولم تصر علقة بعد وإنما أنطقها الله تعالى عز وعلا ليعلم به صدق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (١).

٢ ـ يج : روي عن الحارث الاعور قال : بينما أمير المؤمنين عليه‌السلام يخطب بالكوفة على المنبر إذ نظر إلى زاوية المسجد فقال : يا قنبر ائتني بما في ذلك الجحر فاذا هو بأرقط حية بأحسن ما يكون ، فأقبل إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام فجعل يساره ثم انصرف إلى الجحر ، فتعجب الناس قالوا : وما لنا لانعجب؟ قال : ترون هذه الحية بايعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على السمع والطاعة فمنكم من يسمع ومنكم من لايسمع ولايطيع. قال الحارث : فكنا مع أمير المؤمنين عليه‌السلام في كناسة إذ أقبل أسد تهوي من البر ، فتقضقضنا من حوله ، وجاء الاسد حتى قام بين يديد ووضع يديه على ( بين خ ل ) اذنيه ، فقال له علي عليه‌السلام : ارجع بإذن الله ولا تدخل الهجرة بعد اليوم وأبلغ السباع عني (٢).

بيان : الرقطة : سواد يشوبه نقط بيض. والكناسة بالضم : موضع بالكوفة والتقضقض : التفرق. والهحرة دار الهجرة ، فإن الكوفة كانت دار هجرته صلوات الله عليه.

٣ ـ يج : روي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن بعض الكوفيين قال : دخل

____________________

(١) مخلوط.

(٢) لم نجده في الخرائج المطبوع.

٢٣١

أسد الكوفة فقال : دلوني على أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فذهبوا معه فدلوه عليه ، فلما نظر إليه الاسد مضى نحوه يلوذ به ويتبصبص إليه ، فمسح علي ظهره ثم قال له : اخرج ، فنكس الاسد رأسه ونبذ ذنبه على الارض ولا يلتفت يمينا و [ لا ] شمالا حتى خرج منها (١).

٤ ـ ب : محمد بن عبدالحميد ، عن أبي جميلة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : نزع علي عليه‌السلام خفه بليل ليتوضأ ، فبعث الله طائرا فأخذ أحد الخفين ، فجعل علي عليه‌السلام يتبع الطير وهو يطير حتى أضاء له الصبح ، ثم ألقى (٢) الخف فإذا حيه سوداء تنساب من الخف (٣).

٥ ـ شف : من كتاب الاربعين لمحمد بن مسلم بن أبي الفوارس ، عن محمد بن عبداللطيف بشيراز ، عن الكيادار بن يوسف الديلمي (٤) ، عن محمود بن محمد التبريزي عن دانيل بن إبراهيم ، عن أبي الرايات (٥) بن أحمد البزاز ، عن أبي عبدالله السيرافي عن أبي عبدالله المهروفاني (٦) المؤدب ، عن سبيب (٧) بن سليمان الغنوي ، عن العامون بن محمد الصيني ، عن مسلم بن أحمد ، عن أبن أبي مسلم السمان ، عن حبة بنت زريق (٨) من بعض حشم الحفية (٩) قالت : حدثني زوجي منقذ بن الابقع الاسدي أحد خواص علي عليه‌السلام قال : كنت مع أمير المؤمنين عليه‌السلام في النصف من شعبان و

____________________

(١) لم نجده في الخرائج المطبوع.

(٢) في المصدر : فألقى.

(٣) قرب الاسناد : ٨١ و ٨٢. وانسابت الحية : جرت وتدافعت في مشيها. وفي المصدر : تنسال خ ل.

(٤) في المصدر : عن الكيدار بن يوسف مراد الديلمي.

(٥) في ( ك ) : عن أبي الروايات.

(٦) في المصدر : المهروقاني.

(٧) في المصدر : عن شبيب.

(٨) في المصدر و ( ت ) : رزيق.

(٩) كذا في النسخ ، وفي المصدر : عن بعض حشم الخليفة.

٢٣٢

هو يريد موضعا له كان يأوي فيه بالليل ، وأنا معه حتى أتى الموضع ، فنزل عن بغلته ، ورفعت عن اذينها (١) وجذبتني ، فحس بذلك أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : ما وراءك؟ فقلت : فداك أبي وامي البغلة تنظر شيئا وقد شخصت إليه وتحمحم ولا أدري ماذا دهاها (٢) ، فنظر أميرالمؤمنين إلى سواد فقال : سبع ورب الكعبة فقام من محرابه متقلدا سيفه فجعل يخطو ، ثم قال : صاح (٣) به « قف » فخف السبع ووقف ، فعندها استقرت البغلة ، فقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : يا ليث أما علمت أني الليث وأني الضرغام والقسور والحيدر؟ ثم قال : ما جاء بك أيها الليث؟ ثم قال : اللهم أنطق لسانه ، فقال السبع : يا أميرالمؤمنين ويا خير الوصيين ويا وارث علم النبيين ويا مفرق! بين الحق والباطل ما افترست منذ سبع شيئا ، وقد أضر بي الجوع ، ورأيتكم من مسافة فرسخين فدنوت منكم وقلت : أذهب وأنظر ما هؤلاء القوم ومن هم ، فإن كان بهم لي مقدرة ويكون لي فيهم فريسة ، فقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام مجيبا له : أيها الليث أما علمت أني علي أبوالاشبال الاحد العشر ، براثني أمثل من مخالبك ، وإن أحببت أريتك ، ثم امتد السبع بين يديه وجعل يمسح يده على هامته ويقول : ما جاء بك يا ليث؟ أنت كلب الله في أرضه ، قال : يا أميرالمؤمنين الجوع الجوع ، قال : فقال : اللهم إنه يرزق بقدر (٤) محمد وأهل بيته ، قال : فالتفت فاذا بالاسد (٥) يأكل شيئا كهيئة الجمل حتى أتى عليه ، ثم قال : يا أمير المؤمنين والله مانأكل نحن معاشر السباع رجلا يحبك ويحب عترتك ، فإن خالي أكل فلانا ، ونحن أهل بيت ننتحل محبة الهاشمي وعترته ، ثم قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام أيها السبع أين تأوي وأين تكون؟ فقال : يا أميرالمؤمنين إني مسلط على كلاب

____________________

(١) في المصدر : وحمحمت البغلة ورفعت اذنيها. وحمحم الفرس : ردد صوته.

(٢) أي لا اعلم ماذا اصابه بداهية. وهي الامر المنكر.

(٣) في المصدر : ثم قال صائحا به.

(٤) الباء للقسم أي بحق قدر محمد واهل بيته ، وفي المصدر : اللهم ارزقه برزق بقدر محمد وأهل بيته.

(٥) في المصدر : فاذا أنا بالاسد.

٢٣٣

أهل الشام وكذلك أهل بيتي ، وهم فريستنا ونحن نأوي النيل ، قال : فما جاء بك إلى الكوفة؟ قال : يا أميرالمؤمنين أتيت الحجاز فلم اصادف شيئا وأنا في هذه البرية والفيافي التي لا ماء فيها ولا خير موضعي هذا وإني لمنصرف من ليلتي هذه إلى رجل يقال له : سنان بن وابل فيمن أفلت (١) من حرب صفين ينزل القادسية وهو رزقي في ليلتي هذه ، وإنه من أهل الشام وأنا إليه متوجه.

ثم قام من بين يدي أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، فقال لي : مم تعجبت؟ هذا أعجب من الشمس أم العين أم الكواكب أم سائر ذلك؟ فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لوأحببت أن اري الناس مما علمني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الايات والعجائب لكانوا (٢) يرجعون كفارا ، ثم رجع أميرالمؤمنين عليه‌السلام إلى مستقره ووجهني إلى القادسية فركبت من ليلتي فوافيت القادسية قبل أن يقيم الموذن الاقامة ، فسمعت الناس يقولون : افترس سنانا السبع (٣) ، فأتيته فيمن أتاه ينظرإليه (٤) ، فما ترك الاسد إلا رأسه وبعض أعضائه مثل أطراف الاصابع ، وإني على بابه تحمل رأسه (٥) إلى الكوفة إلى أميرالمؤمنين عليه‌السلام فبقيت ( فبقي خ ل ) متعجبا ، فحدثت الناس ما كان من حديث أمير المؤمنين عليه‌السلام والسبع ، فجعل الناس يتبركون بتراب تحت قدمي أمير المؤمنين ويستشفون به ، فقام خطيبا فحمدالله وأثنى عليه ثم قال : معاشر الناس ما أحبنا رجل فدخل الناروما أبغضنا رجل فدخل الجنة ، وأنا قسيم الجنة والنار : أقسم بين الجنة والنار ، هذه إلى الجنة يمينا وهذه إلى النار شمالا أقول لجهنم يوم القيامة : هذا لي وهذا لك ، حتى تجوزشيعتي على الصراط كالبرق

____________________

(١) أى تخلص. وفي المصدر : سنان بن وائل.

(٢) في المصدر : لكاد.

(٣) في المصدر : افترس السبع سنانا.

(٤) في المصدر : فنظرت إليه

(٥) في المصدر : واتى على ما به. فحمل رأسه اه.

٢٣٤

الخاطف والرعد العاصف وكالطير المسرع (١) وكالجواد السابق ، فقام الناس إليه بأجمعهم عنقا واحدا وهم يقولون : الحمد لله الذي فضلك على كثير من خلقه ، قال : ثم تلا أميرالمؤمنين عليه‌السلام هذه الآية « الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذوفضل عظيم (٢) ».

فض ، يل : عن منقذ بن الابقع مثله (٣).

٦ ـ شف : من كتاب الاربعين عن علي بن أحمد البغدادي ، عن أبي الفضل ابن محمد بن علي ، عن أبي نصر بن إسفنديار ، عن داود بن سليمان العسقلاني ، عن محمد بن الحسين الصفار ، عن علي بن محمد بن جمهور ، عن أبيه ، عن جعفر بن بشير عن أبيه ، عن موسي بن جعفر الكاظم عليه‌السلام قال : إن امير المؤمنين عليا عليه‌السلام كان يسعى على الصفا بمكة ، فإذا هو بدراج يتدرج (٤) على وجه الارض ، فوقع بإزاء أميرالمؤمنين عليه‌السلام فقال : السلام عليك أيها الدراج ، فقال الدراج : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أميرالمؤمنين ، فقال له أميرالمؤمنين عليه‌السلام أيها الدراج ماتصنع في هذا المكان؟ فقال : يا أمير المؤمنين إني في هذا المكان مذ (٥) كذا وكذا عام اسبح الله واقدسه وامجده وأعبده حق عبادته ، فقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : أيها الدراج إنه لصفا نقي لا مطعم فيه ولامشرب ، فمن أين لك المطعم والمشرب؟ فأجابه الدراج وهو يقول : وقرابنك من رسول الله يا أميرالمؤمنين إني كلما جعت دعوت الله لشيعتك ومحبيك فأشبع ، وإذا عطشت دعوت الله على مبغضيك ومنتقصيك فأروى (٦).

____________________

(١) في المصدر : والطير المسرع.

(٢) اليقين في امرة أمير المؤمنين : ٦٥ ـ ٦٧. والاية في سورة آل عمران : ١٧٣ و ١٧٤.

(٣) الروضة : ٤٠ و ٤١ الفضائل : ١٧٩ ـ ١٨١.

(٤) في المصدر : يندرج.

(٥) في المصدر و ( ت ) : منذ.

(٦) اليقين في امرة أميرالمؤمنين : ٧٢.

٢٣٥

فض ، يل : بالاسناد إلى الحسن العسكري عليه‌السلام مثله (١).

٧ ـ شف : من كتاب الاربعين عن إبراهيم بن علي العلوي (٢) ، عن أحمد ابن طاهر السوري ، عن الحسن بن عبدالوهاب ، عن علي بن محمد بن إبراهيم ، عن الا شعث بن مرة ، عن الليثي ، عن سعيد ، عن هلال بن كيسان ، عن الطيب القواصري عن عبدالله بن سلمة المنتجى ، عن سفارة بن اصميد البغدادي ، عن ابن حريز ، عن أبي الفتح المغازلي ، عن عمار بن ياسر قال : كنت بين يدي مولانا أميرالمؤمنين عليه‌السلام وإذا بصوت قد أخذ جامع الكوفة فقال : يا عمار ائت بذي الفقار الباتر للاعمار فجئته بذي الفقار ، فقال : اخرج يا عمار وامنع الرجل عن ظلامة هذه المرأة ، فإن انتهى وإلا منعته بذي الفقار ، قال : فخرجت وإذا أنا برجل وامرأة قد تعلقوا بزمام جمل والمرأة تقول : الجمل لي ، والرجل يقول : الجمل لي ، فقلت : إن أمير ـ المؤمنين ينهاك عن ظلم هذه المرأة ، فقال : يشتغل علي بشغله ويغسل يده من دماء المسلمين الذين قتلهم بالبصرة ويريد أن يأخذ جملي ويدفعه إلى هذه المرأة الكاذبة؟! فقال عمار رضي‌الله‌عنه : فرجعت لا خبر مولاي فإذا به قد خرج ولاح الغضب في وجهه وقال : ويلك خل جمل المرأة ، فقال : هو لي ، فقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : كذبت يالعين ، قال : فمن يشهد أنه للمرأة يا علي؟ فقال : الشاهد الذي لايكذبه أحد من الكوفة ، فقال الرجل : إذا شهد شاهد وكان صادقا سلمته إلى المرأة ، فقال : علي عليه‌السلام : تكلم أيها الجمل لمن أنت؟ فقال بلسان فصيح : يا أمير المؤمنين وخير الوصيين أنا لهذه المرأة منذ بضع عشر سنة ، فقال علي عليه‌السلام : خذي جملك ، و عارض الرجل بضربة قسمه نصفين (٣).

٨ ـ شف : من كتاب الشريف أبي يعلى محمد بن شريف أبي القاسم حسن الاقساسي ، عن محمد بن جعفر المحمدي ، عن محمد بن وهبان الهناني ، عن أحمد بن

____________________

(١) الروضة : ٣٦. الفضائل : ١٧١.

(٢) في المصدر بعد ذلك : عن شهريار بن تاج الفارسي اه.

(٣) اليقين في إمرة أمير المؤمنين : ٧٢ و ٧٣.

٢٣٦

أبي دجانة ، عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبي سمينة ، عن علي بن عبدالله الخياط ، عن الحسن بن علي الاسدي ، عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : مد الفرات عندكم على عهد علي عليه‌السلام فأقبل إليه الناس فقالو : يا أميرالمؤمنين نحن نخاف الغرق ، لان في الفرات قد جاء من الماء مالم ير مثله ، وقد امتلات جنبتاه ، فالله الله ، فركب أميرالمؤمنين عليه‌السلام والناس معه و حوله يمينا وشمالا ، فمر بمسجد سقيف (١) فغمزه بعض شبانهم ، فالتفت إليه مغضبا فقال : صعار الخدود ، لئام لجدود ، بقية ثمود ، من يشتري مني هؤلاء الاعبد؟ فقام إليه مشائخهم فقالوا له : يا أمير المؤمنين إن هؤلاء شبان لا يعقلون ماهم فيه ، فلا تؤاخذنا بهم ، فو الله إن كنا (٢) لهذا لكارهين ، وما منا أحد يرضى هذا الكلام لك فاعف عنا عفا الله عنك ، قال : فكأنه استحيا فقال : لست أعفو عنكم إلا على أن لا ارجع حتى تهدموا مجلسكم وكل كوة وميزاب وبالوعة إلي طريق المسلمين ، فأن هذا اذى للمسلمين ، فقالوا : نحن نفعل ذلك ، فمضى وتركهم ، فكسروا مجلسهم وجميع ما أمر به حتى انتهى إلى الفرات وهو يزخر بأمواجه ، فوقف و الناس ينظرون ، فتكلم بالعبرانية كلاما فنقص الفرات ذراعا ، فقال : حسبكم؟ (٣) قالوا : زدنا ، فضربه بقضيب كان معه فإذا بالحيتان فاغرة (٤) أفواهها ، فقالت : يا أمير المؤمنين عرضت ولا يتك علينا فقبلناها ما خلا الجري والمارماهي والزمار ، فقال عليه‌السلام : إن بني إسرائيل لما تفرقوا من المائدة فمن كان أخذ منهم برا كان منهم القردة والخنارير ، ومن أخذ منهم بحرا كان الجري والمارماهي والزمار ، ثم أقبل الناس عليه فقالوا : هذه رمانة ما رأينا مثلها قط ، جاء بها الماء وقدأ حبست

____________________

(١) كذا في ( ك ) ، وفي غيره من النسخ والمصدر : ثقيف.

(٢) في المصدر و ( ت ) انا كنا

(٣) حتى انتهى إلي الفرات فضربه بقضيب كان معه وزجره ونزل الفرات ذراعا : فقال : حسبكم اه.

(٤) فغرفاه : فتحه.

٢٣٧

الجسر (١) من عظمها وكبرها فقال : هذه رمانة من رمان الجنة ، فدعا بالرجال بالحبال فأخرجوها ، فما بقي بيت بالكوفة إلا دخله منها شئ (٢).

بيان : الصعر : الميل في الخد خاصة ، وقد صعر خده وصاعر أي أماله من الكبر. وزجر الوادي إذا امتد جدا وارتفع.

٩ ـ شف : من الكتاب المتقدم ، عن محمد بن جعفر ، عن الحسن بن جعفر القرشي ، عن علي بن محمد بن المغيرة ، عن الحسن بن سنان (٣) ، عن يوسف بن حمدان عن محمد بن حميد ، عن حكام بن سلم ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن (٤) ، عن عمار ابن ياسر قال : تبعت أميرالمؤمنين عليه‌السلام في بعض طرقات المدينة ، فإذا أنا بذئب أدرع أزب قد أقبل يهرول حتى أتى المكان الذي فيه أمير المؤمنين وولده الحسن و الحسين عليهم‌السلام ، فجعل الذئب يعفر بخديه على الارض ويومئ بيده إلى أمير ـ المؤمنين عليه‌السلام فقال علي عليه‌السلام : اللهم أطلق لسان الذئب فيكلمني ، فأطلق الله الله لسان الذئب فإذا الذئب يقول بلسان طلق ذلق : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، قال : وعليك السلام من أين أقبلت؟ قال : من بلد الفجار الكفرة ، قال : وأين تريد؟ قال : بلد الانبياء البررة ، قال : وفيما ذا؟ قال : لادخل في بيعتك مرة اخرى ، قال : كأنكم قد بايعتمونا ، قال : صاح بنا صائح من السماء أن اجتمعوا ، فاجتمعنا إلى ثنية من (٥) بني إسرائيل ، فنشر فيها أعلام بيض ورايات خضر ، و نصب فيها منبر من ذهب أحمر ، وعلا عليه جبرئيل عليه‌السلام فخطب خطبة بليغة وجل منها القلوب وأبكى منها العيون ، ثم قال : يا معشر الوحوش إن الله عزوجل قد دعا محمدا فأجابه ، واستخلف على عباده من بعده علي بن أبي طالب عليه‌السلام وأمركم

____________________

(١) في ( م ) وقد احتبست الجسر. وفي ( ت ) : وقد احتبست علي الجسر.

(٢) اليقين في امرة أميرالمؤمنين : ١٥٤ و ١٥٥.

(٣) عن الحسين بن سنان خ ل.

(٤) في المصدر : عن الحسين.

(٥) الثنية : طريق العقبة. وفي المصدر : إلي بيت من بني إسرائيل.

٢٣٨

أن تبايعوه ، فقالوا : سمعنا وأطعنا ، ما خلا الذئب فإنه جحد حقك وأنكر معرفتك فقال علي عليه‌السلام : ويحك أيها الذئب كأنك من الجن؟ فقال : ما أنامن الجن ولا من الانس أنا ذئب شريف ، قال : وكيف تكون شريفا وأنت ذئب؟ قال : شريف لاني من شيعتك ، وأخبرني أبي أني من ولد ذلك الذئب الذي اصطاده أولاد يعقوب فقالوا هذا أكل أخانا بالامس ، وإنه متهم (١).

بيان : قال الجوهري : الادرع من الخيل والشاء ما اسود رأسه وابيض سائره (٢). وقال : الزبب : طول الشعر وكثرته ، وبعير أزب ، ولا يكاد يكون الازب إلا نفورا لانه ينبت علي حاجبيه شعيرات فاذا ضربته الريح نفر (٣).

١٠ ـ يج : ذكر الرضي في كتاب خصائص الائمة بإسناده عن ابن عباس قال : كان رجل علي عهد عمر وله إبل بناحية آذربايجان قد استصعبت عليه ، فشكا إليه ما ناله ، وإن معاشه كان منها ، فقال له : اذهب فاستغث بالله تعالى ، فقال الرجل : مازلت أدعو الله وأتوسل إليه وكلما قربت منها حملت علي فكتب له عمر رقعة فيها « من عمر أميرالمؤمنين إلى مردة الجن والشياطين أن يذللوا (٤) هذه المواشي له » فأخذ الرجل الرقعة ومضى ، فقال عبدالله بن عباس : فاغتممت شديدا (٥) ، فلقيت عليا عليه‌السلام فأخبرته بما كان ، فقال عليه‌السلام : والذي (٦) فلق الحبة وبرأ النسمة ليعودن بالخيبة ، فهدأمابي (٧) وطالت علي شقتي ، وجعلت أرقب (٨) كل من جاء من أهل الجبال ، فإذا أنا بالرجل قدوافى وفي جبهته شجة (٩) تكاد اليد تدخل فيها

____________________

(١) اليقين في امرة أمير المؤمنين : ١٥٥ و ١٥٦.

(٢) الصحاح : ١٢٠٧.

(٣) الصحاح : ١٤١.

(٤) في المصدر : أن تذللوا.

(٥) في المصدر : غما شديدا.

(٦) في المصدر : وبحق الذى.

(٧) أى سكن مابى من الاضطراب.

(٨) في المصدر : اترقب.

(٩) الشجة : الجراحة.

٢٣٩

فلما رأيته بادرت إليه فقلت : ما وراك؟ فقال : إني صرت إلي الموضع ورميت بالرقعة ، فحمل علي عدد منها فهالني أمرها ، ولم يكن لي قوة ، فجلست فرمحتني أحدها في وجهي ، فقلت : اللهم اكفنيها ، وكلها تشد علي وتريد قتلي ، فانصرفت عني ، فسقطت فجاء أخي فحملني ولست أعقل ، فلم أزل أتعالج حتى صلحت ، وهذا الاثر في وجهي ، فقلت له : صر إلي عمر وأعلمه ، فصار إليه وعنده نفر ، فأخبره بما كان فزبره (١) ، فقال له : كذبت لم تذهب بكتابي ، فحلف الرجل لقد فعل ، فأخرجه عنه.

قال ابن عباس : فمضيت به إلي أمير المؤمنين عليه‌السلام فتبسم ثم قال : ألم أقل لك؟ ثم أقبل على الرجل فقال له : إذا انصرفت إلي الموضع الذي هي فيه فقل : « اللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة وأهل بيته الذين اخترتهم على علم على العالمين ، اللهم ذلل لي صعوبتها واكفني شرها ، فإنك الكافي المعافي والغالب القاهر » قال : فانصرف الرجل راجعا ، فلما كان من قابل قدم الجل ومعه جملة من المال قد حملها من أثمانها إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام وصار إليه وأنا معه ، فقال عليه‌السلام : تخبرني أو اخبرك؟ فقال الرجل : يا أمير المؤمنين بل تخبرني ، قال : كأني بك وقد صرت إليها فجاءتك ولاذت بك خاضعة ذليلة ، فأخذت بنواصيها واحدة واحدة ، فقال الرجل : صدقت يا أمير المؤمنين كأنك كنت معي هكذا كان فتفضل بقبول ما جئتك به ، فقال : امض راشدا بارك الله لك ، وبلغ الخبر عمر فغمه ذلك ، وانصرف الرجل ، وكان يحج كل سنة وقد أنمى الله ماله فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : كل من استصعب عليه شئ من مال أو أهل أو ولد أو أمر فليبتهل إلى الله بهذا الدعاء ، فإنه يكفي مما يخاف الله إن شاء الله (٢).

قب : أبوالعزيز كادش العكبري بإسناده مثله ، وفي آخره : فبورك الرجل في ماله حتى ضاق عليه رحاب بلده (٣).

____________________

(١) أى انتهره.

(٢) الخرائج والجرائح : ٨٤ و ٨٥ وفيه : ما يخاف.

(٣) مناقب آل أبى طالب ١ : ٤٥٥ والرحاب جمع الرحبة : الارض الواسعة المنبات المحلال.

٢٤٠