بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٢٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

وهو بالفتح والضم : الثقب في الاذن وغيرها. والكبد بالتحريك : المشقة والتعب ، والقضافة بالقاف والضاد المعجمة ثم الفاء : الدقة والنحافة.

قوله عليه‌السلام : فبهر العقل أي غلبه فلا يصل العقل إليه ، ويمكن أن يقرأ على البناء المجهول (١) وفي «في» فيه العقل ، وفات الطلب أي وفات ذلك الشئ عن الطلب فلا يدركه الطلب ، أو فات عن العقل الطلب فلا يمكنه طلبه ، ويحتمل على هذا أن يكون الطلب بمعنى المطلوب ، وعاد أي العقل أو الوهم على التنازع أو ذلك الشئ ، فالمراد أنه صار ذاعمق ولطافة ودقة لا يدركه الوهم لبعد عمقه وغاية دقته ، وسنام كل شئ : أعلاه ومنه تسنمه أي علاه : والذرى بضم الذال المعجمة وكسرها جمع الذروة بهما وهي أيضا أعلى الشئ.

قوله عليه‌السلام : لا يخفى عليه شئ يحتمل إرجاع الضمير المجرور إلى الموصول أي لا يخفى على من أراد معرفة شئ من اموره ، من وجوده وعلمه وقدرته وحكمته ، و على تقدير إرجاعه إليه تعالى لعله ذكر استطرادا ، أو إنما ذكر لانه مؤيد لكونه مدبرا لكل شئ ، أو لانه مسبب عن علية كل شئ ، أو لان ظهوره لكل شئ وظهور كل شئ له مسببان عن تجرده تعالى. ويحتمل أن يكون وجها آخر لاطلاق الظاهر عليه تعالى لان في المخلوقين لما كان المطلع على شئ حاضرا عنده ظاهرا له جاز أن يعبر عن هذا المعنى بالظهور ، والعلاج : العمل والمزاولة بالجوارح.

٦ ـ يد ، مع : أبي ، عن ابن عيسى ، وسلمة بن الخطاب ، عن القاسم ، (٢) عن جده ، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال : سئل عن معنى الله عزوجل فقال : استولى على ما دق وجل. (٣).

___________________

(١) وفى نسخة : على البناء للمفعول.

(٢) هو القاسم بن يحيى بن الحسن بن راشد.

(٣) أخرجه الكلينى أيضا في الكافى في باب «معانى الاسماء واشتقاقها» عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقى ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن أبى الحسن موسى ابن جعفر عليه‌السلام. وقد تقدم الحديث في باب «نفى الزمان والمكان» تحت رقم ٤٤ «ج ٣ ص٣٣٦» عن المحاسن باسناده عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن ، عن أبى الحسن عليه‌السلام مع زيادة في المتن ، وهو هكذا : وسئل عن معنى قول الله : «على العرش استوى» فقال : استولي على مادق وجل انتهى.

١٨١

بيان : لعله من باب تفسير الشئ بلازمه فإن معنى الالهية يلزمه الاستيلاء على جميع الاشياء دقيقها وجليلها ، وقيل : السؤال إنما كان عن مفهوم الاسم ومناطه فأجاب عليه‌السلام بأن الاستيلاء على جميع الاشياء مناط العبودية بالحق لكل شئ.

٧ ـ يد ، مع : المفسر بإسناده إلى أبي محمد عليه‌السلام قال : الله هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من كل من دونه ، وتقطع الاسباب من جميع من سواه.

أقول : تمامه في كتاب القرآن في تفسير سورة الفاتحة.

٨ ـ يد ، مع : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة عن محمد بن حكيم ، عن ميمون البان (١) قال. سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام وقد سئل عن قوله جلَّ وعزَّ : «هو الاول والآخر» فقال : الاول لاعن أول قبله ، ولا عن بدء سبقه ، وآخر لاعن نهاية كما يعقل من صفات المخلوقين ، ولكن قديم أول ، آخر ، لم يزل ولا يزال بلا بدء ولا نهاية ، لا يقع عليه الحدوث ، ولا يحول من حال إلى حال ، خالق كل شئ.

٩ ـ يد : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن فضيل بن عثمان ، عن ابن أبي يعفور قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل «هو الاول والآخر» وقلت : أما الاول فقد عرفناه ، وأما الآخر فبين لنا تفسيره ، فقال : إنه ليس شئ إلا يبيد أو يتغير ، أو يدخله التغير والزوال ، أو ينتقل من لون إلى لون ، ومن هيئة إلى هيئة ، ومن صفة إلى صفة ، ومن زيادة إلى نقصان ، ومن نقصان إلى زيادة إلا رب العالمين فإنه لم يزل ولايزال واحدا ، (٢) هو الاول قبل كل شئ ، وهو الآخر على ما لم يزل لا تختلف عليه الصفات والاسماء كما تختلف على غيره

___________________

وعن الاحتجاج عن الحسن مثله. فالظاهر بقرينة السند والمتن ورواية الكليني الحديث عن أحمد بن محمد البرقي صاحب المحاسن اتحاده مع ما رواه الصدوق والكلينى ، وأن رواة الحديث في طريق الصدوق والكلينى لم ينقلوا الحديث بتمامه فسقط من الحديث ما ترى ووقع فيه الاخلال بحيث غير معناه إلى معنى آخر

(١) بالباء الموحدة والالف والنون المخففة.

(٢) في الكافى : فانه لم يزل ولايزال بحالة واحدة.

١٨٢

مثل الانسان الذي يكون ترابا مرة ، ومرة لحما ، ومرة دما ، ومرة رفاتا ورميما ، وكالتمر الذي يكون مرة بلحا ، ومرة بسرا ، ومرة رطبا ، ومرة تمرا فيتبدل عليه الاسماء والصفات والله عزوجل بخلاف ذلك

بيان : يبيد أي يهلك : والرفات : المتكسر من الاشياء اليابسة. والرميم : ما بلي من العظام. والبلح محركة : ما بين الخلال والبسر ، قال الجوهري : البلح قبل البسر لان أول التمر طلع ، ثم خلال ، ثم بلح ، ثم رطب.

أقول : الغرض أن دوام الجنة والنار وأهلهما وغيرها لاينافي آخر يته تعالى واختصاصها به فإن هذه الاشياء دائما في التغير والتبدل ، وفي معرض الفناء والزوال ، وهو تعالى باق من حيث الذات والصفات أزلا وأبدا من حيث لا يلحقه تغير أصلا فكل شئ هالك وفان إلا وجهه تعالى.

١٠ ـ م : «الرحمن» قال الامام عليه‌السلام : الرحمن : العاطف على خلقه بالرزق لا يقطع عنهم مواد رزقه وإن انقطعوا عن طاعته ، الرحيم بعباده المؤمنين في تخفيفه عليهم طاعاته ، وبعباده الكافرين في الرزق لهم ، وفي دعائهم إلى موافقته. وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : رحيم بعباده المؤمنين ، ومن رحمته أنه خلق مائه رحمة جعل منها رحمة واحدة في الخلق كلهم فبها يتراحم الناس ، وترحم الوالدة ولدها ، وتحنو الامهات من الحيوانات على أولادها فإذا كان يوم القيامة أضاف هذه الرحمة الواحدة إلى تسع وتسعين رحمة فيرحم بها امة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم يشفعهم فيمن يحبون له الشفاعة من أهل الملة. تمام الخبر.

١١ ـ فس : قوله : و «أنه تعالى جد ربنا» قال : هو شئ قالته الجن بجهالة فلم يرضه الله تعالى منهم ، ومعنى جد ربنا أي بخت ربنا.

١٢ ـ ل : في خبر الاعمش ، عن الصادق عليه‌السلام : يقال في افتتاح الصلاة : تعالى عرشك ، ولا يقال : تعالى جدك.

أقول : قد مضى بعض الاخبار المناسبة للباب في باب إثبات الصانع ، وسيأتي بعضها في باب الجوامع.

١٨٣

*( باب ٣ )*

*( عدد أسماء الله تعالى وفضل احصائها وشرحها )*

الايات ، الفاتحة «١» إلى «مالك يوم الدين» ٤

البقرة «٢» وهو بكل شئ عليم ٢٩ «وقال تعالى» : إن الله غفور رحيم ١٧٢ و ١٨٢ و ١٩٩ و ٢٢٦ «وقال» : والله سريع الحساب ٢٠٢ «وقال تعالى» : واعلموا أن الله شديد العقاب ١٩٦ «وقال تعالى» : والله رؤف بالعباد ٢٠٧ «وقال تعالى» : فاعلموا أن الله عزيز حكيم ٢٠٩ «وقال تعالى» : فإن الله شديد العقاب ٢١١ «وقال تعالى» : والله غفور رحيم ٢١٨ «وقال تعالى» : إن الله عزيز حكيم ٢٢٠ «وقال تعالى» : والله سميع عليم ٢٢٤ و ٢٥٦ «وقال تعالى» : والله غفور حليم ٢٢٥ «وقال تعالى» : فإن الله غفور رحيم ١٩٢ «وقال تعالى» فإن الله سميع عليم ٢٢٧ «وقال تعالى» : والله عزيز حكيم ٢٢٨ و ٢٤٠ «وقال تعالى» : واعلموا أن الله بما تعملون بصير ٢٣٣ «وقال» : والله بما تعملون خبير ٢٣٤ و ٢٧١ «وقال تعالى» : واعلموا أن الله غفور حليم ٢٣٥ «وقال» : واعلموا أن الله سميع عليم ٢٤٤ «وقال» : «في مواضع» ٢٤٧ و ٢٥٦ و ٢٦١ و ٢٦٨ «وقال : وهو العلي العظيم ٢٥٥ «وقال» : ربنا «في مواضع» ١٢٧ ، ١٢٨ و ١٢٩ و ٢٠٠ و ٢٠١ و ٢٥٠ و ٢٨٥ «وقال تعالى» : الله لا إله إلا هو الحي القيوم ٢٥٤ «وقال» : والله غني حليم ٢٦٣ «وقال» : واعلموا أن الله غني حميد ٢٦٧ «وقال» : والله على كل شئ قدير ٢٨٤

آل عمران «٣» إنك أنت الوهاب ٨

النساء «٤» إن الله كان عليكم رقيبا ٢ «وقال» : وكفى بالله حسيبا ٦ «وقال» : إن الله كان توابا رحيما ١٦ «وقال» : إن الله كان عليا كبيرا ٣٤ «وقال» : إن الله كان عفوا غفورا ٤٣ «وقال» : وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا ٤٥ «وقال» : وكفى بالله شهيدا ٧٩ «وقال» وكفى بالله وكيلا ٨١ «وقال» : وكان الله على كل شئ مقيتا ٨٥ «وقال» : إن الله

١٨٤

كان على كل شئ حسيبا ٨٦ «وقال» : وكان الله واسعا حكيما ١٣٠ «وقال» : وكان الله شاكرا عليما ١٤٧

الاعراف «٧» وهو خير الحاكمين ٨٧ «وقال» : وأنت خير الفاتحين ٨٩ «وقال تعالى» : ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ١٨٠

الانفال «٨» فإن الله عزيز حكيم ٤٩ «وقال» : إن الله قوي شديد العقاب ٥٢

يونس «١٠» وهو خير الحاكمين ١٠٩

هود «١١» من لدن حكيم خبير ١

يوسف «١٢» الواحد القهار ٣٩ «وقال» : فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ٦٤ الرعد «١٣» وهو شديد المحال ١٣

الاسرى «١٧» قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الاسماء الحسنى ١١٠ طه «٢٠» فتعالى الله الملك الحق ١١٤

الحج «٢٢» إن الله لقوي عزيز ٤٠

النور «١٤» ويعلمون أن الله هو الحق المبين ٢٥ «وقال تعالى» : والله واسع عليم ٣٢

الاحزاب «٣٣» إن الله كان لطيفا خبيرا ٣٤

فاطر «٣٥» إنه غفور شكور ٣٠

الفتح «٤٨» وكان الله عزيزا حكيما ٧

الحجرات «٤٩» إن الله تواب رحيم ١٢

الذاريات «٥١» إن الله هو الرزاق ذوالقوة المتين ٥٨

الرحمن «٥٥» ذو الجلال والاكرام ٢٧

المجادلة «٥٨» وإن الله لعفو غفور ٢

الحشر «٥٩» هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم* هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر

١٨٥

سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والارض وهو العزيز الحكيم ٢٢ ـ ٢٤

الجمعة «٦٢» والله خير الرازقين ١١

١ ـ يد : القطان ، عن ابن زكريا القطان ، عن ابن حبيب ، عن ابن بهلول ، عن أبيه ، عن أبي الحسن العبدي ، عن سليمان بن مهران ، (١) عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : قال رسول الله «ص» : إن لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسما ، ائة إلا واحدة من أحصاها دخل الجنة ، وهي : الله ، الاله ، الواحد ، الاحد ، الصمد ، الاول ، الآخر ، السميع البصير ، القدير ، القاهر ، العلي ، الاعلى ، الباقي ، البديع ، البارئ ، الاكرم ، الظاهر ، الباطن ، الحي ، الحكيم ، العليم ، الحليم ، الحفيظ ، الحق ، الحسيب ،

الحميد ، الحفي ، الرب ، الرحمن ، الرحيم ، الذارئ ، الرازق ، الرقيب ، الرؤوف ، الرائي ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، السيد ، السبوح لشهيد ، الصادق ، الصانع ، الطاهر ، العدل ، العفو ، الغفور ، الغني ، الغياث ، الفاطر ، لفرد ، الفتاح ، الفالق ، القديم ، الملك ، القدوس ، القوي ، القريب ، القيوم ، القابض ، لباسط ، قاضي الحاجات ، المجيد ، المولى ، المنان ، المحيط ، المبين ، المقيت ، المصور ،

___________________

(١) هو سليمان بن مهران أبومحمد الاسدى مولاهم الاعمش الكوفى ، أورد ترجمته العامة و الخاصة في تراجمهم مع إطرائه والثناء عليه ، قال ابن حجر في ص ٢١٠ من تقريبه : سليمان بن مهران لاسدى الكاهلى ، أبومحمد الكوفى الاعمش ثقة ، حافظ ، عارف بالقراءة ، لكنه يدلس ، من لخامسة ، مات سنة سبع وأربعين أو ثمان ، وكان مولده أول احدى وستين سنة.

وقال المحقق الداماد قدس الله روحه في ص ٧٨ من رواشحه : الاعمش الكوفى المشهور ، ذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب الصادق ٧ وهو أبومحمد سليمان بن مهران الاسدى مولاهم عروف بالفضل والثقة والجلالة والتشيع والاستقامة. والعامة أيضا مثنون عليه ، مطبقون على ضله وثقته ، مقرون بجلالته ، مع اعترافهم بتشيعه ، ومن العجب أن أكثر أرباب الرجال قد تطابقوا لى الاغفال من أمره ، ولقد كان حريا بالذكر والثناء عليه ، لاستقامته وثقته وفضله ، والاتفاق على لو قدره وعظم منزلته ، له ألف وثلاث مائة حديث ، مات سنة ثمان وأربعين ومائة عن ثمان وثمانين سنة.

١٨٦

الكريم ، الكبير ، الكافي ، كاشف الضر ، الوتر ، النور ، الوهاب ، الناصر ، الواسع ، الودود ، الهادي ، الوفي ، الوكيل ، الوارث ، البر ، الباعث ، التواب ، الجليل ، الجواد ، الخبير ، الخالق ، خير الناصرين ، الديان ، الشكور ، العظيم ، اللطيف ، الشافي.

ل : بالاسناد المذكور مثله ، وقال فيه : وقد رويت هذا الخبر من طرق مختلفة وألفاظ مختلفة.

٢ ـ يد : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن الهروي ، عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : قال رسول الله «ص» : إن لله عزوجل تسعة. وتسعين اسما ، من دعا الله بها استجاب له ، ومن أحصاها دخل الجنة.

قال الصدوق رحمه‌الله : معنى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لله تبارك وتعالى تسعة وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنة إحصاؤها هو الاحاطة بها ، والوقوف على معانيها ، و ليس معنى الاحصاء عدها : وبالله التوفيق.

«الله والاله» الله والا له المستحق للعبادة ولا تحق العبادة إلاله ، وتقول : لم يزل إلها بمعنى أنه يحق له العبادة ، ولهذا لما ضل المشركون فقدروا أن العبادة تجب للاصنام (١) سموها آلهة ، وأصله الالهة وهي العبادة ، ويقال : أصله الاله يقال : أله الرجل يأله إليه أي فزع إليه من أمر نزل به ، وألهه أي أجاره ، ومثاله من الكلام «الامام» فاجتمعت همزتان في كلمة كثر استعمالهم لها فاستثقلوهما فحذفوا الاصلية لانهم وجدوا فيما بقي دلالة عليها ، فاجتمعت لامان أو لهما ساكنة فأدغموها في الاخرى فصارت لاما مثقلة في قولك : الله.

«الاحد الواحد» الاحد معناه أنه واحد في ذاته ليس بذي أبعاض ولا أجزاء ولا أعضاء ، ولا يجوز عليه الاعداد والاختلاف لان اختلاف الاشياء ، من آيات وحدانيته مما دل به على نفسه ، ويقال : لم يزل الله واحدا ومعنى ثان أنه واحد لا نظير له ولا يشاركه في معنى الوحدانية غيره لان كل من كان له نظراء أو أشباه لم يكن واحدا في

___________________

(١) وفى نسخة : فقد رأوا أن العبادة تجب للاصنام.

١٨٧

الحقيقه ، ويقال : فلان واحد الناس أي لا نظيرله فيما يوصف به ، والله واحد لامن عدد لانه عزوجل لايعد في الاجناس ، ولكنه واحد ليس له نظير ، وقال بعض الحكماء في الواحد والاحد : إنما قيل : الواحد لانه متوحد ، والاول لاثاني له (١) ثم ابتدع الخلق كلهم محتاجا بعضهم إلى بعض ، والواحد من العدد في الحساب ليس قبله شئ بل هو قبل كل عدد ، والواحد كيف ما أردته أو جزأته لم يزد فيه شئ ولم ينقص منه شئ ، تقول : واحد في واحد فلم يزد عليه شئ ولم يتغير اللفظ عن الواحد فدل أنه لا شئ قبله ، وإذا دل أنه لا شئ قبله دل أنه محدث الشئ ، وإذا كان هو مفني الشئ دل أنه لا شئ بعده فإذا لم يكن قبله شئ ولا بعده شئ فهو المتوحد بالازل فلذلك قيل : واحد أحد ، وفي الاحد خصوصية ليست في الواحد تقول : ليس في الدار واحد يجوز أن واحدا من الدواب أو الطير أو الوحوش أو الانس لايكون في الدار ، وكان الواحد بعض الناس وغير الناس ، وإذا قلت : ليس في الدار أحد فهو مخصوص للآدميين دون سائرهم ، والاحد ممتنع من الدخول في الضرب والعدد والقسمة وفي شئ من الحساب ، وهو متفرد بالاحدية ، والواحد منقاد للعدد والقسمة وغيرهما داخل في الحساب تقول : واحد واثنان وثلاثة ، فهذا العدد والقسمة والواحد علة العدد وهو خارج من العدد و ليس بعدد ، وتقول : واحد في اثنين أو ثلاثة فما فوقها ، وتقول في القسمة : واحد بين اثنين ، أو ثلاثة لكل واحد من الاثنين واحد ونصف ، ومن الثلاثة ثلث فهذه القسمة ، والاحد ممتنع في هذه كلها لايقال : أحد واثنان ، ولا أحد في أحد ، ولايقال : أحد بين اثنين ، والاحد والواحد وغيرهما من هذه الالفاظ كلها مشتقة من الوحدة

«الصمد» : معناه السيد ، ومن ذهب إلى هذا المعنى جازله أن يقول له : لم يزل صمدا ، ويقال للسيد المطاع في قومه الذي لا يقضون أمرا دونه : صمد ، وقد قال الشاعر :

علوته بحسام ثم قلت له

خذها حذيف فأنت السيد الصمد

وللصمد معنى ثان وهو أنه المصمود إليه في الحوائج يقال : صمدت صمد هذا الامر أي قصدت قصده ، ومن ذهب إلى هذا المعنى لم يجزله أن يقول : لم يزل صمدا

___________________

(١) وفى نسخة : لاثانى معه.

١٨٨

لانه قد وصفه عز وجل بصفة من صفات فعله وهو مصيب أيضا ، والصمد : الذي ليس بجسم ولاجوف له.

اقول : وقد أخرجت في معنى الصمد في تفسير قل هو الله أحد في هذا الكتاب معاني اخرى لم احب إعادتها في هذا الباب

«الاول والاخر» ألاول والآخر معناهما أنه الاول بغير ابتداء ، والآخر بغير انتهاء.

«السميع» السميع معناه إذا وجد المسموع كان له سامعا ، ومعنى ثان أنه سميع الدعاء أي مجيب الدعاء ، وأما السامع فإنه يتعدى إلى مسموع ويوجب وجوده ، ولا يجوز فيه بهذا المعنى لم يزل ، والباري عزوجل سميع لذاته.

«البصير» البصير معناه إذا كانت المبصرات كان لها مبصرا فلذلك جاز أن يقال : لم يزل بصيرا ، ولم يجز أن يقال : لم يزل مبصرا لانه يتعدى إلى مبصر ويوجب وجوده ، والبصارة في اللغة مصدر البصيرة وبصر بصارة ، والله عزوجل بصير لذاته ، وليس وصفنا له تبارك وتعالى بأنه سميع بصير وصفا بأنه عالم بل معناه ما قدمناه من كونه مدركا ، وهذه الصفة صفة كل حي لا آفة به.

بيان : أي ليس السمع والبصر مطلق العلم بل العلم بالجزئيات المخصوصة أو نوع خاص من العلم وقد مر تحقيقه

«القدير والقاهر» القدير والقاهر معناهما أن الاشياء لاتظيق الامتناع منه ومما يريد الانفاذ فيها ، وقد قيل : إن القادر من يصح منه الفعل إذا لم يكن في حكم الممنوع ، والقهر : الغلبة ، والقدرة مصدر قولك : قدر قدرة أي ملك فهو قدير قادر مقتدر ، وقدرته على ما لم يوجد واقتداره على إيجاده هو قهره وملكه لها ، وقد قال عز ذكره : «مالك يوم الدين» ويوم الدين لم يوجد بعد ، ويقال : إنه عزوجل قاهر لم يزل ، ومعناه أن الاشياء لا تطيق الامتناع منه ومما يريد إنفاذه فيها ، ولم يزل مقتدرا عليها ، ولم تكن موجودة كما يقال : مالك يوم الدين ويوم الدين لم يوجد.

١٨٩

«العلى» : العلي معناه القاهر ، فالله العلي ذو العلا والتعالي أي ذو القدرة والقهر والاقتدار ، يقال : علا الملك علوا ، ويقال لكل شئ علا : قدعلا علوا ، وعلا يعلي علاءا والمعلاة : مكسب الشرف ، وهي من المعالي ، وعلو كل شئ : أعلاه ـ برفع العين وخفضها ـ وفلان من علية الناس (١) وهو اسم ، ومعنى الارتفاع والصعود والهبوط عن الله تبارك وتعالى منفي. ومعنى ثان أنه علي تعالى عن الاشباه والانداد وعما خاضت فيه وساوس الجهال وترامت إليه فكر الضلال فهو علي متعال عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

وأما «الاعلى» فمعناه العلي القاهر ، ويؤيده قوله عزوجل لموسى على نبينا وآله وعليه السلام : «لا تخف إنك أنت الاعلى» (٢) أي الغالب ، وقوله عزوجل في تحريص المؤمنين على القتال : «ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون إن كنتم مؤمنين» (٣) وقوله عزوجل : «إن فرعون علا في الارض» (٣) أي غلبهم واستولي عليهم ، وقد قال الشاعر في هذا المعنى.

فلما علونا واستوينا عليهم

تركناهم صرعى لنسر وكاسر

ومعنى ثان أنه متعال عن الاشباه والانداد أي متنزه كما قال : «تعالى عما يشركون». (٥)

بيان : الكاسر : العقاب.

«الباقى» الباقي معناه الكائن بغير حدوث ولافناء ، والبقاء ضد الفناء ، بقي الشئ بقاءا. ويقال : ما بقيت منهم باقية ولا وقتهم من الله واقية ، والدائم في صفاته هو الباقي أيضا الذي لايبيد ولا يفنى.

«البديع» البديع مبدع البدائع ، ومحدث الاشياء على غير مثال واحتذاء ، وهو

___________________

(١) يقال : فلان من علية قومه ـ بضم العين وكسرها وكسر اللام والياء المشدة المفتوحة ـ : أى من أهل الرفعة والشرف فيهم.

(٢) طه : ٦٨.

(٣) آل عمران : ١٣٩.

(٤) القصص : ٤.

(٥) يونس : ١٨.

١٩٠

فعيل بمعنى مفعل ، كقوله عزوجل : «عذاب أليم» والمعنى : مؤلم ، وتقول العرب : ضرب وجيع والمعنى : موجع ، وقال الشاعر في هذا المعنى :

أمن ريحانة الداعي السميع

يؤرقني وأصحابي هجوع

فالمعنى : الداعي المسمع. والبدع : الشئ الذي يكون أولا في كل أمر ، ومنه قوله عزوجل : «قل ما كنت بدعا من الرسل» (١) أي لست بأول مرسل ، والبدعة : اسم ما ابتدع من الدين وغيره ، وقال الشاعر في هذا المعني :

وكفاك لم تخلقا للندى

ولم يك بخلهما بدعة

فكف عن الخير مقبوضة

كما حط عن مائة سبعة

واخرى ثلاثة آلافها

وتسع مائيها لها شرعة

ويقال : لقد جئت بأمر بديع أي مبدع عجيب.

بيان : ريحانة اسم المعشوقة ، والارق بالتحريك : السهر ، وأرقني كذا تأريقا أي أسهرني أي أذهب عني النوم الداعي المسمع من قبل ريحانة ، والحال أن أصحابي نيام. والابيات الآخر هجو لرجل يوصفه بغاية البخل ، والذي خطر بالبال أن هذا مبني على حساب العقود ، وغرضه أن كفيه مقبوضتان ، وقوله : فكف يريد بها اليمنى وإذا حط عن مائة سبعة كان ثلاثة وتسعين ، وعلامة الثلاثة في العقود عقد الخنصر والبنصر والوسطى من اليمنى ، وعلامة التسعين وضع ظفر السبابة على مفصل العقدة الثانية من الابهام منها فبهذا وصف كون جميع أصابع كفه اليمنى معقودة ، وقوله : واخرى إشارة إلى كفه اليسرى ، وعقد الثلاثة المذكورة أولا من اليسرى موضوعة لثلاثة آلاف ، وما كان للتسعين في اليمنى فهي بعينها لتسعمائة في اليسرى فبهذا بين كون أصابع كفه اليسرى أيضا كلها معقودة وقوله : لها شرعة أي طريقة وعادة ، فافهم وكن من الشاكرين.

«البارئ» البارئ معناه أنه بارئ البرايا أي خالق الخلائق ، برأهم يبرأهم أي أي خلقهم يخلقهم ، والبريئة : الخليقة وأكثر العرب على ترك همزها ، وهي فعيلة بمعني

___________________

(١) الاحقاف : ٩.

١٩١

مفعولة. وقال بعضهم : بل هي مأخوذة من بريت العود ، (١) ومنهم من يزعم أنه من البرئ وهو التراب أي خلقهم من التراب ، وقالوا : لذلك لايهمز.

«الاكرام» ألاكرم معناه الكريم ، وقد يجيئ أفعل في معنى الفعيل مثل قوله عزوجل : «وهو أهون عليه» (٢) أي هين عليه ، ومثل قوله تعالى : «لا يصليها إلا الاشقى» (٣) وقوله : «وسيجنبها الاتقى» (٣) يعني بالاشقى والاتقى الشقي والتقي ، وقد قال الشاعر في هذا المعنى :

إن الذي سمك السماء بنا لنا

بيتا دعائمه أعز وأطول

«الظاهر» الظاهر معناه أنه الظاهر بآياته التي أظهرها من شواهد قدرته وآثار حكمته ، وبينات حجته التي عجز الخلق عن إبداع أصغرها وإنشاء أيسرها و أحقرها عندهم كما قال الله عزوجل : «إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له» (٥) فليس شئ من خلقه إلا وهو شاهدله على وحدانيته من جميع جهاته وأعرض تبارك وتعالى عن وصف ذاته فهو ظاهر بآياته محتجب بذاته. ومعنى ثان أنه ظاهر غالب قادر على ما يشاء ، ومنه قوله عزوجل : «فأصبحوا ظاهرين» (٦) أي غالبين لهم.

«الباطن» الباطن معناه أنه قد بطن عن الاوهام فهو باطن بلا إحاطة لايحيط به محيط لانه قدم الفكر فخبت عنه ، (٧) وسبق العلوم فلم تحط به ، وفات الاوهام فلم فلم تكتنهه ، وحارت عنه الابصار فلم تدركه ، فهو باطن كل باطن ، ومحتجب كل محتجب ، بطن بالذات ، وظهر وعلا بالآيات فهو الباطن بلا حجاب ، والظاهر بلا اقتراب. ومعنى ثان أنه باطن كلشئ أي خبير بصير بما يسرون وما يعلنون ، وبكل ماذرأ. وبطانة الرجل : وليجته من القوم الذين يداخلهم ويداخلونه في دخلة أمره ، والمعنى أنه عز و جل عالم بسرائرهم لا أنه عزوجل يبطن في شئ يواريه.

«الحى» الحي معناه أنه الفعال المدبر ، وهو حي لنفسه لا يجوز عليه الموت.

___________________

(١) ى من برى يبرى بريا أى تحت.

(٢) الروم : ٢٧

«٣ ، ٤» الليل : ١٥ ـ ١٧.

(٥) الحج : ٧٣.

(٦) الصف : ١٤.

(٧) أى خفى عنه.

١٩٢

والفناء ، وليس يحتاج إلى حياة بها يحيى.

«الحكيم» الحكيم معناه أنه عالم ، والحكمة في اللغة : العلم ، ومنه قوله عز وجل : «يؤتي الحكمة من يشاء» (١) ومعنى ثان أنه محكم وأفعاله محكمة متقنة من الفساد ، وقد حكمته وأحكمته لغتان ، وحكمة اللجام سميت بذلك لانها تمنعه من الجرئ الشديد ، وهو ما أحاطت بحنكه.

«العليم» العليم معناه أنه عليم بنفسه عالم بالسرائر مطلع على الضمائر لا تخفى عليه خافية ، ولا يعزب عنه مثقال ذرة ، علم الاشياء قبل حدوثها وبعدما أحدثها ، سرها وعلانيتها ، ظاهرها وباطنها ، وفي علمه عزوجل بالاشياء على خلاف علم الخلق دليل على أنه تبارك وتعالى بخلافهم في جميع معانيهم ، والله عالم لذاته ، والعالم من يصح منه الفعل المحكم المتقن ، فلا يقال : إنه يعلم الاشياء بعلم ، كما لا يثبت معه قديم غيره بل يقال : إنه ذات عالمة ، وهكذا يقال في جميع صفات ذاته.

«الحليم» الحليم معناه أنه حليم عمن عصاه ، لا يعجل عليهم بعقوبة. (٢)

«الحفيظ» الحفيظ معناه الحافظ وهو فعيل بمعنى فاعل ، ومعناه أنه يحفظ الاشياء ويصرف عنها البلاء ، ولا يوصف بالحفظ على معنى العلم لانا نوصف بحفظ القرآن والعلوم على المجاز ، والمراد بذلك أنا إذا علمناه لم يذهب عنا كما إذا حفظنا الشئ لم يذهب عنا.

«الحق» الحق معناه الحق ، ويوصف به توسعا لانه مصدر ، وهو كقولهم : غياث المستغيثين. ومعنى ثان يراد به أن عبادة الله هي الحق ، وعبادة غيره هي الباطل ، ويؤيد ذلك قوله عزوجل : «ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل» (٣) أي يبطل ويذهب ولا يملك لاحد ثوابا ولا عقابا.

«الحسيب» الحسيب معناه المحصى لكل شئ العالم به ، لا يخفي عليه شئ. و

___________________

(١) البقرة : ٢٦٩.

(٢) وفى نسخة : لا يعجل عليهم بعقوبته.

(٣) الحج : ٦٢.

١٩٣

معنى ثان أنه المحاسب لعباده ، يحاسبهم بأعمالهم ويجازيهم عليها ، وهو فعيل على معنى مفاعل مثل جليس ومجالس. ومعنى ثالث أنه الكافي ، والله حسبي وحسبك أي كافينا ، و أحسبني هذا الشئ أي كفاني ، وأحسبته أي أعطيته حتى قال : حسبي ، ومنه قوله عز وجل : «جزاء من ربك عطاءا حسابا» (١) أي كافيا

«الحميد» الحميد معناه المحمود وهو فعيل في معنى مفعول ، والحمد : نقيض الذم ، ويقال : حمدت فلانا إذا رضيت فعله ونشرته في الناس.

«الحفى» الحفي معناه العالم ، ومنه قوله عزوجل : «يسئلونك كأنك حفي عنها» (٢) أي يسألونك عن الساعة كأنك عالم بوقت مجيئها. ومعنى ثان أنه اللطيف ، والحفاية مصدر ، الحفي : اللطيف المحتفي بك ببرك وبلطفك.

«الرب» الرب المالك ، وكل من ملك شيئا فهو ربه ، ومنه قوله عزوجل. «ارجع إلى ربك» (٣) أي إلى سيدك ومليكك ، وقال قائل يوم حنين : لان يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن. يريد : إن يملكني ويصير لي ربا ومالكا. ولا يقال لمخلوق الرب بالالف واللام لان الالف واللام دالتان على العموم ، وإنما يقال للمخلوق : رب كذا فيعرف بالاضافة لانه لايملك غيره فينسب إلى ملكيته ، والربانيون نسبوا إلى التأله والعبادة للرب في معنى الربوبية له ، والربيون الذين صبروا مع الانبياء عليهم الصلاة والسلام.

«الرحمن» الرحمن معناه الواسع الرحمة على عباده يعمهم بالرزق والانعام عليهم ، ويقال : هو اسم من أسماء الله تبارك وتعالى في الكتب لاسمي له فيه ، ويقال للرجل : رحيم القلب ، ولا يقال : رحمن لان الرحمن يقدر على كشف البلوى ، ولا يقدر الرحيم من خلقه على ذلك ، وقد جوز قوم أن يقال للرجل : رحمن ، وأرادوا به الغاية في الرحمة ، وهذا خطأ ، والرحمن : هو لجميع العالم ، والرحيم هو للمؤمنين خاصة.

«الرحيم» الرحيم معناه أنه رحيم بالمؤمنين يخصهم برحمته في عاقبة أمرهم

___________________

(١) النبأ : ٣٦.

(٢) الاعراف : ١٨٧

(٣) يوسف : ٥٠.

١٩٤

كما قال الله عزوجل : «وكان بالمؤمنين رحيما» (١) والرحمن الرحيم اسمان مشتقان من الرحمة على وزن ندمان ونديم ، ومعنى الرحمة : النعمة ، والراحم : المنعم ، كما قال عزوجل لرسوله : «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» (٢) يعنى نعمة عليهم ، ويقال للقرآن : هدي ورحمة ، وللغيث رحمة يعني نعمة ، وليس معنى الرحمة : الرقة لان الرقة عن الله عزوجل منفية ، وإنما سمي رقيق القلب من الناس رحيما لكثرة ما يوجد الرحمة منه ، ويقال : ما أقرب رحم فلان! إذا كان ذا مرحمة وبر ، والمرحمة : الرحمة ، ويقال : رحمته مرحمة

ورحمة.

«الذارئ» الذارئ معناه الخالق يقال : «ذرأ الله الخلق وبرأهم أي خلقهم ، وقد قيل : إن الذرية منه اشتق اسمها ، كأنهم ذهبوا إلى أنها خلق الله عزوجل خلقها من الرجل ، وأكثر العرب على ترك همزها ، وإنما تركوا الهمز في هذا المذهب لكثرة ترددهان في أفواههم كما تركوا همزة البرية وهمزة برئ وأشباه ذلك ومنهم من يزعم أنها من ذروت أو ذريت معا يريد أنه قد كثرهم وبثهم في الارض بثا كما قال عزوجل : «وبث منهما رجالا كثيرا ونساء». (٣)

بيان : ذرو الرياح يكون بالواو والياء معا.

«الرازق» الرازق معناه أنه عزوجل يرزق عباده برهم وفاجرهم رزقا ، بفتح الراء رواية من العرب ، ولو أرادوا المصدر لقالوا : رزقا بكسر الراء. ويقال : ارتزق الجند رزقة واحدة أي أخذوه مرة واحدة.

«الرقيب» الرقيب معناه الحافظ ، وهو فعيل بمعنى فاعل ، ورقيب القوم : حارسهم.

«الرؤوف» الرؤوف معناه الرحيم ، والرأفة : الرحمة.

«الرائى» الرائي معناه العالم ، والرؤية : العلم. ومعنى ثان أنه المبصر ، ومعنى الرؤية : الابصار ، ويجوز في معنى العلم لم يزل رائيا ، ولا يجوز ذلك في معنى الابصار.

___________________

(١) الاحزاب : ٤٣.

(٢) الانبياء : ١٠٧.

(٣) النساء : ٢.

١٩٥

«السلام» السلام معناه المسلم ، وهو توسع لان السلام مصدر ، والمراد به أن السلامة تنال من قبله ، والسلام والسلامة مثل الرضاع والرضاعة واللذاذ واللذاذة. ومعنى ثان أنه يوصف بهذه الصفة لسلامته مما يلحق الخلق من العيب والنقص والزوال والانتقال والفناء والموت ، وقوله عزوجل : «لهم دار السلام عند ربهم» (١) والسلام : هو الله عز وجل ، وداره الجنة ، ويجوز أن يكون سماها سلاما لان الصائر إليها يسلم فيها من كل ما يكون في الدنيا من مرض ووصب وموت وهرم وأشباه ذلك ، فهي دار السلامة من الآفات والعاهات ، وقوله عزوجل : «فسلام لك من أصحاب اليمين» (٢) يقول : فسلامة لك منهم أي تخبرك عنهم سلامة ، والسلامة في اللغة : الصواب والسداد أيضا ، ومنه قوله عزوجل : «وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما» (٣) أي سدادا وصوابا ، و يقال : سمي الصواب من القول سلاما لانه يسلم من العيب والاثم.

«المؤمن» المؤمن معناه المصدق ، والايمان : التصديق في اللغة ، يدل على ذلك قوله عزوجل حكاية عن إخوة يوسف على نبينا وآله وعليه السلام : «وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين» (٣) فالعبد مؤمن مصدق بتوحيد الله وآياته ، والله مؤمن مصدق لما وعده ومحققه. ومعنى ثان أنه محقق حقق وحدانيته بآياته عند خلقهم وعرفهم حقيقته لما أبدى من علاماته وأبان من بيناته وعجائب تدبيره ولطائف تقديره. ومعنى ثالث أنه آمنهم من الظلم والجور ، وقال الصادق عليه‌السلام : سمي الباري عزوجل مؤمنا لانه يؤمن من عذابه من أطاعه ، وسمي العبد مؤمنا لانه يؤمن على الله فيجيز الله أمانه ، وقال عليه‌السلام : المؤمن من آمن جاره بوائقه. وقال عليه‌السلام : المؤمن الذي يأتمنه المسلمون

على أموالهم ودمائهم. (٥)

«المهيمن» المهيمن معناه الشاهد ، وهو كقوله عزوجل «ومهيمنا عليه» (٦) أي

___________________

(١) الانعام : ١٢٧.

(٢) الواقعة : ٩١.

(٣) الفرقان : ٦٣.

(٤) يوسف : ١٧.

(٥) وفى نسخة : على أموالهم وانفسهم.

(٦) المائدة : ٤٨.

١٩٦

شاهدا عليه. ومعنى ثان أنه اسم مبني من الامين ، والامين اسم من أسماء الله عزوجل كما بني المبيطر من البيطر والبيطار ، وكان الاصل فيه مؤيمنا فقلبت الهمزة هاءا كما قلبت همزة أرقت وأيهات فقيل : هرقت وهيهات. وأمين اسم من أسما الله عزوجل ، ومن طول الالف أراد يا أمين فأخرجه مخرج قولهم : «أزيد» على معنى يا زيد ، ويقال : المهيمن من أسماء الله عزوجل في الكتب السابقة.

«العزيز» العزيز معناه أنه لا يعجزه شئ ولا يمتنع عليه شئ أراده فهو قاهر للاشياء غالب غير مغلوب ، وقد يقال في مثل : «من عزيز» أي من غلب سلب ، وقوله عزوجل حكاية عن الخصمين : «وعزني في الخطاب» (١) أي غلبني في مجاوبة الكلام ومعنى ثان أنه الملك ، ويقال للملك العزيز كما قال إخوه يوسف ليوسف على نبينا وآله وعليه السلام : «يا أيها العزيز» (٢) والمراد به يا أيها الملك.

«الجبار» الجبار معناه القاهر الذي لا ينال ، وله التجبر والجبروت أي التعظم والعظمة ، ويقال للنخلة التي لاتنال : «جبارة» والجبر أن تجبر إنسانا على ما يكرهه قهرا تقول : جبرته على ما ليس كذا وكذا ، وقال الصادق عليه‌السلام : لاجبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين عنى بذلك أن الله تبارك وتعالى لم يجبر عباده على المعاصي ولم يفوض إليهم أمر الدين حتى يقولوا بآرائهم ومقائيسهم ، فإنه عزوجل قد حدو وظف و شرع وفرض وسن وأكمل لهم الدين فلا تفويص مع التحديد والتوظيف والشرع والفرض والسنة وإكمال الدين. (٣)

«المتكبر» المتكبر مأخوذ من الكبرياء وهو اسم للتكبر والتعظم.

«السيد» السيد معناه الملك ، ويقال لملك القوم وعظيمهم. سيد ، وقد سادهم يسودهم ، وقيل لقيس بن عاصم : بم سدت قومك؟ قال : ببذل الندى وكف الاذى

___________________

(١) ص : ٢٣.

(٢) يوسف : ٧٨.

(٣) سجيئ في باب الجبر والتفويض من المجلد الثالث أن معنى الرواية نفى الجبر والتفويض في الافعال وإثبات الواسطة لانفى الجبر في الافعال والتفويض في الاحكام. ط

١٩٧

ونصر المولى. وقال النبي (ص) : علي سيد العرب ، فقالت عائشة : يا رسول الله ألست سيد العرب؟ قال : أنا سيد ولد آدم ، وعلي سيد العرب ، فقالت عائشة : يا رسول الله وما السيد؟ قال : من افترضت طاعته كما افترضت طاعتي وقد أخرجت هذا الحديث مسندا في كتاب معاني الاخبار فعلى معنى هذا الحديث السيد هو الملك الواجب الطاعة.

«سبوح» سبوح هو حرف مبني على فعول ، وليس في كلام العرب فعول إلا سبوح قدوس ، ومعناهما واحد ، وسبحان الله تنزيها له عن كل مالا ينبغي أن يوصف به ، ونصبه لانه في موضع فعل على معنى تسبيحا لله يريد سبحت تسبيحا ، ويجوز أن يكون نصبا على الظرف ومعناه نسبح لله وسبحوالله.

بيان : الواو في قوله : وسبحوالله للحال ، وهو بيان لحاصل معنى الظرفية أي اسبح الله عند تسبيح كل مسبح لله.

«الشهيد» الشهيد معناه الشاهد بكل مكان صانعا ومدبرا على أن المكان مكان لصنعه وتدبيره لا على أن المكان مكان له لانه عزوجل كان ولا مكان

«الصادق» الصادق معناه أنه صادق في وعده ، ولا يبخس (١) ثواب من يفي بعهده. «الصانع» الصانع معناه أنه صانع كل مصنوع أي خالق كل مخلوق ، ومبدع جميع البدائع ، وكل ذلك دال على أنه لايشبه شيئا من خلقه لانالم نجد فيما شاهدنا فعلا يشبه فاعله لانهم أجسام وأفعالهم غير أجسام ، والله تعالى عن أن يشبه أفعاله ، و أفعاله لحم ودم وعظم وشعر وعصب وعروق وأعضاء وجوارح وأجزاء ونور وظلمة وأرض وسماء وشجر وحجر وغير ذلك من صنوف الخلق ، وكل ذلك فعله وصنعه عزوجل ، وجميع ذلك دليل على وحدانيته ، شاهد على انفراده وعلى أنه بخلاف خلقه وأنه لا شريك له ، وقال بعض الحكماء في هذا المعنى وهو يصف النرجس :

عيون في جفون في فنون

بدت فأجاد صنعتها المليك

بأبصار التغنج طامحات

كأن حداقها ذهب سبيك

على غصن الزمرد مخبرات

بأن الله ليس له شريك

___________________

(١) اى لاينقص ولا يظلم.

١٩٨

«الطاهر» الطاهر معناه أنه متنزه عن الاشباه والانداد والاضداد والامثال والحدود والزوال والانتقال ، ومعاني الخلق من العرض والطول والاقطار والثقل والخفة والدقة والغلظ والدخول والخروج والملازقة والمباينة والرائحة والطعم واللون والمجسمة والخشونة واللين والحرارة والبرودة والحركة والسكون والاجتماع والافتراق و التمكن في مكان دون مكان لان جميع ذلك محدث مخلوق وعاجز ضعيف من جميع الجهات دليل على محدث أحدثه وصانع صنعه قادر قوي طاهر عن معانيها لايشبه شيئا منها لانها دلت من جميع جهاتها على صانع صنعها ومحدث أحدثها ، وأوجبت على جميع ما غاب عنها من أشباهها وأمثالها أن يكون دالة على صانع صنعها تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. «العدل» العدل معناه الحكم بالعدل والحق ، وسمي به توسعا لانه مصدر والمراد به العادل ، والعدل من الناس المرضي قوله وفعله وحكمه.

«العفو» العفو اسم مشتق من العفو على وزن فعول ، والعفو : المحو ، يقال : عفي الشئ : إذا امتحى وذهب ودرس ، وعفوته أنا : إذا محوته ، ومنه قوله عزوجل : «عفا الله عنك» (١) أي محا الله عنك إذنك لهم.

«الغفور» الغفور اسم مشتق من المغفرة وهو الغافر الغفار وأصله في اللغة : التغطية والستر تقول : غفرت الشئ : إذا غطيته ، ويقال : هذا أغفر من هذا أي أستر ، وغفر الخز والصوف : ما علا فوق الثوب منهما كالزئبر ، يسمى غفرا لانه ستر الثوب ، ويقال لجنة الرأس : مغفر لانها تستر الرأس ، والغفور : الساتر لعبده برحمته

بيان : الغفر بالتحريك. الزئبر بكسر الزاء فالهمزة الساكنة فالباء الموحدة المكسورة ، وهو ما يعلو الثوب الجديد مثل ما يعلو الخز

«الغنى» الغني معناه أنه الغني بنفسه عن غيره وعن الاستعانة بالآلات والادوات وغيرها ، والاشياء كلها سوى الله عزوجل متشابهة في الضعف والحاجة فلا يقوم بعضها إلا ببعض ولا يستغني بعضها عن بعض.

«الغياث» الغياث معناه المغيث سمي به توسعا لانه مصدر.

___________________

(١) التوبة : ٤٣.

١٩٩

«الفاطر» الفاطر معناه الخالق فطر الخلق أي خلقهم ، وابتدأ صنعة الاشياء و ابتدعها فهو فاطرها أي خالقها ومبدعها.

«الفرد» الفرد معناه أنه المتفرد بالربوبية والامر دون الخلق. ومعنى ثان أنه موجود وحده لا موجود معه.

«الفتاح» الفتاح معناه أنه الحاكم ومنه قوله عزوجل : «وأنت خير الفاتحين» (١) وقوله عزوجل : «وهو الفتاح العليم». (٢)

«الفالق» الفالق اسم مشتق من الفلق ومعناه في أصل اللغة : الشق يقال : سمعت هذا من فلق فيه ، وفلقت الفستقة فانفلقت ، وخلق الله تبارك وتعالى كل شئ فانفلق عن جميع ما خلق ، فلق الارحام فانفلقت عن الحيوان ، وفلق الحب والنوى فانفلقا عن النبات وفلق الارض فانفلقت عن كل ما أخرج منها هو كقوله عزوجل : «والارض ذات الصدع» (٣) صدعها فانصدعت ، وفلق الظلام فانفلق عن الاصباح ، وفلق السماء فانفلقت عن القطر ، وفلق البحر لموسى على نبينا وآله وعليه السلام فانفلق فكان كل فرق منه كالطود العظيم. «القديم» القديم معناه المتقدم للاشياء كلها ، وكل متقدم لشئ يسمى قديما إذا بولغ في الوصف ، ولكنه سبحانه قديم لنفسه بلا أول ولا نهاية ، وسائر الاشياء لها أول ونهاية ، ولم يكن لها هذا الاسم في بدئها فهي قديمة من وجه ومحدثة من وجه ، وقد قيل : إن القديم معناه أنه الموجود لم يزل ، وإذا قيل لغيره أنه قديم كان على المجاز لان غيره محدث ليس بقديم.

«الملك» الملك هو مالك الملك قد ملك كل شئ ، والملكوت : ملك الله عزوجل زيدت فيه التاء كما زيدت في رهبوت ورحموت ، تقول العرب : رهبوت خير من رحموت أي لان ترهب خير من أن ترحم.

«القدوس» القدوس معناه الطاهر ، والتقديس : التطهير والتنزيه ، وقوله عز وجل حكاية عن الملائكة : «ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك» (٣) أي ننسبك إلى

___________________

(١) الاعراف : ٨٩.

(٢) سباء : ٢٦.

(٣) الطارق : ١٢.

(٤) البقرة : ٣٠.

٢٠٠