بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٢٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

فأنكرته عائشة (١) وجماعة من الصحابة والتابعين والمتكلمين ، وأثبت ذلك ابن عباس (٢) وقال : إن الله اختصه بالرؤية ، وموسى بالكلام ، وإبراهيم بالخلة ، وأخذ به جماعة من السلف ، والاشعري في جماعة من أصحابه وابن جنبل ، وكان الحسن يقسم لقد رآه ، وتوقف فيه جماعة ، هذا حال رؤيته في الدنيا. وأما رؤيته في الآخرة فجائزة عقلا و أجمع على وقوعها أهل السنة ، وأحالها المعتزلة والمرجئة والخوارج ، والفرق بين الدنيا والآخرة أن القوى والادراكات ضعيفة في الدنيا حتى إذا كانوا في الآخرة ، وخلقهم للبقاء قوي إدراكهم فأطاقوا رؤيته. انتهى كلامه.

وقد عرفت مما مر أن استحالة ذلك مطلقا هو المعلوم من مذهب أهل البيت عليهم‌السلام وعليه إجماع الشيعة باتفاق المخالف والمؤالف ، وقد دلت عليه الآيات الكريمة واقيمت عليه البراهين الجلية ، وقد أشرنا إلى بعضها وتمام الكلام في ذلك موكول إلى الكتب الكلامية.

___________________

(١) أوردنا قبل ذلك روايتها التى تدل على ذلك بل على استحالة رؤيته سبحانه من صحاحهم فالصيح أن عائشة أيضا تكون ممن قال بامتناع رؤيته سبحانه.

(٢) الصحيح من مذهب ابن عباس أنه كان ممن يقول بعدم جواز رؤيته سبحانه بالبصر وكان يثبت الرؤية بالفؤاد ، يدل على ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحة ج ١ ص ١٠٩ بطريقيه عن أبى العالية عن ابن عباس قال : «ما كذب الفؤاد ما رأى ولقد رآه نزلة اخرى» قال : رآه بفؤاده مرتين.

٦١

*( ابواب الصفات )*

*( باب ١ )*

*( نفى التركيب واختلاف المعانى والصفات ، وأنه ليس محلا للحوادث )*

*( والتغييرات ، وتأويل الايات فيها ، والفرق بين صفات الذات )*

*( وصفات الافعال )*

١ ـ ن ، يد ، لى : الدقاق ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن الفضل بن سليمان الكوفي ، عن الحسين بن خالد قال : سمعت الرضا علي بن موسى عليه‌السلام يقول : لم يزل الله تبارك وتعالى عالما قادرا حيا قديما سميعا بصيرا ، فقلت له : يا ابن رسول الله إن قوما يقولون : إنه عزوجل لم يزل عالما بعلم ، وقادرا بقدرة ، وحيا بحياة ، وقديما بقدم ، وسميعا بسمع ، وبصيرا ببصر. فقال عليه‌السلام : من قال : بذلك ودان به فقد اتخذ مع الله آلهة اخرى ، وليس من ولايتنا على شئ ثم قال عليه‌السلام : لم يزل الله عزوجل عالما قادرا حيا قديما سميعا بصيرا لذاته ، تعالى عما يقول المشركون والمشبهون علوا كبيرا.

ج : مرسلا مثله.

بيان : اعلم أن أكثر أخبار هذا الباب تدل على نفي زيادة الصفات أى على نفي صفات موجودة زائدة على ذاته تعالى ، وأما كونها عين ذاته تعالى بمعنى أنها تصدق عليها ، أو أنها قائمة مقام الصفات الحاصلة في غيره تعالى ، أو أنها امور اعتبارية غير موجودة في الخارج واجبة الثبوت لذاته تعالى ، فلا نص (١) فيها على شئ منها ، وإن

___________________

(١) وهذا من عجيب الكلام ودلالة الروايات على عينية الصفات للذات مما لاغبار عليها بمعنى أن لله سبحانه مثلا علما حقيقة بالاشياء لا مجازا ولا أثر العلم ونتيجته وهذا العلم بذاته لا بصفة غير ذاته. ط

٦٢

كان الظاهر من بعضها أحد المعنيين الاولين ، ولتحقيق الكلام في ذلك مقام آخر.

قال المحقق الدواني : لاخلاف بين المتكلمين كلهم والحكماء في كونه تعالى عالما قديرا مريدا متكلما ، وهكذا في سائر الصفات ، ولكنهم يخالفوا في أن الصفات عين ذاته ، أو غير ذاته ، أولا هو ولاغيره ، فذهبت المعتزله والفلاسفة إلى الاول ، وجمهور المتكلمين (١) إلى الثاني ، والاشعري إلى الثالث ، والفلاسفة حققوا عينية الصفات بأن ذاته تعالى من حيث إنه مبدء لانكشاف الاشياء عليه علم ، ولما كان مبدء الانكشاف عين ذاته كان عالما بذاته ، وكذا الحال في القدرة والارادة وغيرهما من الصفات ، قالوا : وهذه المرتبة أعلى من أن تكون تلك الصفات زائدة عليه فإنا نحتاج في انكشاف الاشياء علينا إلى صفة مغائرة لنا قائمة بنا. والله تعالى لايحتاج إليه بل بذاته ينكشف الاشياء عليه ، ولذلك قيل : محصول كلامهم نفي الصفات وإثبات نتائجها وغاياتها. وأما المعتزلة فظاهر كلامهم أنها عندهم من الاعتبارات العقلية التي لاوجودلها في الخارج. انتهى. ٢ ـ يد ، لى : ابن ما جيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن أبان الاحمر قال : قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام : أخبرني عن الله تبارك وتعالى لم يزل سميعا بصيرا عليما قادرا؟ قال : نعم.

فقلت له : إن رجلا ينتحل موالاتكم أهل البيت يقول : إن الله تبارك وتعالى لم يزل سميعا بسمع ، وبصيرا ببصر ، وعليما بعلم ، وقادرا بقدرة.

قال : فغضب عليه‌السلام ثم قال : من قال ذلك ودان به فهو مشرك ، وليس من ولايتنا على شئ إن الله تبارك وتعالى ذات علامة سميعة بصيرةٌ قادرةٌ

٣ ـ يد ، لى. القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن محمد بن عمارة ، عن أبيه قال : سألت الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام فقلت له : يا ابن رسول الله أخبرني عن الله هل له رضى وسخط؟ فقال : نعم ، وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين ، ولكن غضب الله عقابه ، ورضاه ثوابه.

٤ ـ يد ، ن : ابن عصام ، عن الكليني ، عن العلان ، عن عمران بن موسى ، عن

___________________

(١) من أهل السنة ط.

٦٣

الحسن بن القاسم ، عن القاسم بن مسلم ، عن أخيه عبدالعزيز قال : سألت الرضا علي ابن موسى عليهما‌السلام عن قول الله عزوجل «نسوا الله فنسيهم» فقال : إن الله تبارك وتعالى لاينسى ولايسهو ، وإنما ينسى ويسهو المخلوق المحدث ألا تسمعه عزوجل يقول : «وما كان ربك نسيا»؟ وإنما يجازي من نسيه ونسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهم ، كما قال الله تعالى : «لاتكونوا كالذين نسوا الله فأنسيهم أنفسهم اولئك هم الفاسقون» وقال تعالى فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا» أي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا.

قال الصدون رحمه‌الله : قوله : نتركهم أي لانجعل لهم ثواب من كان يرجو لقاء يومه لان الترك لا يجوز على الله تعالى عزوجل : وأما قول الله عزوجل : «وتركهم في ظلمات لا يبصرون» أي لم يعاجلهم بالعقوبة وأمهلهم ليتوبوا.

بيان : أراد الصدوق رحمه‌الله أن ينبه على أن الترك لا يعني به الاهمال فإن ترك التكليف في الدنيا أو ترك الجزاء في الآخرة لا يجوز على الله تعالى ، بل المراد ترك الاثابة والرحمة وتشديد العذاب عليهم.

ثم إنه عليه‌السلام أشار إلى الوجهين الذين يمكن أن يؤول بهما أمثال تلك الآيات ، الاول : أن يكون الله تعالى عبر عن جزاء النسيان بالنسيان على مجاز المشاكلة. والثاني : أن يكون المراد بالنسيان الترك قال الجوهري : النسيان : الترك ، قال الله تعالى : «نسوا الله فنسيهم» وقوله تعالى : «ولا تنسوا الفضل بينكم».

وقال البيضاوي : نسوا الله : أغفلوا ذكر الله وتركوا طاعته. فنسيهم : فتركهم من لطفه وفضله ، وقال : ولا تكونوا كالذين نسوا الله : نسواحقة فأنساهم أنفسهم فجعلهم ناسين لها حتى لم يسمعوا ما ينفعها ولم يفعلوا ما يخلصها ، أو أراهم يوم القيامة من الاهوال ما أنساهم أنفسهم.

٥ ـ يد ، مع : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن البرقي ، عن اليقطيني ، عن حمزة بن الربيع ، عمن ذكره قال : كنت في مجلس أبي جعفر عليه‌السلام (١) إذ دخل عليه

___________________

(١) أي محمد بن علي الباقر.

٦٤

عمرو بن عبيد (١) فقال له : جعلت فداك قول الله عزوجل : (٢) «ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى» ما ذلك الغضب؟ فقال أبوجعفر عليه‌السلام : هو العقاب يا عمر. إنه من زعم أن الله عزوجل قد زال من شئ إلي شئ فقد وصفه صفة مخلوق ، إن الله عزوجل لا يستفزه شئ ولا يغيره. (٣)

٦ ـ يد ، مع : بهذا الاسناد عن البرقي ، عن أبيه يرفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : «فلما آسفونا انتقمنا منهم» قال : إن الله تبارك وتعالى لا يأسف كأسفنا ولكنه خلق أولياءا لنفسه يأسفون ويرضون ، وهم مخلوقون مدبرون ، فجعل رضاهم لنفسه رضى ، وسخطهم لنفسه سخطا ، وذلك لانه جعلهم الدعاة إليه والا دلاء عليه ولذلك صاروا كذلك وليس أن ذلك يصل إلى الله عزوجل كما يصل إلى خلقه ، ولكن هذا معنى ما قال من ذلك ، وقد قال أيضا : من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ودعاني إليها ، وقال أيضا : «من يطع الرسول فقد أطاع الله» وقال أيضا : «إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله» وكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك ، وهكذا الرضا والغضب وغيرهما من الاشياء مما يشاكل ذلك ، ولو كان يصل إلى المكون الاسف والضجر وهو الذي أحدثهما وأنشأهما لجاز لقائل أن يقول : إن المكون يبيد يوما لانه إذا دخله الضجر

___________________

(١) هو عمرو بن عبيد بن باب المتكلم الزاهد المشهور شيخ المعتزله في وقته ، مولى بنى عقيل آل عرادة بن يربوع بن مالك ، كان جده باب من سبى كابل من جبال السند ، وكان أبوه يخلف أصحاب الشرط بالبصرة وكان من تلامذة الحسن البصرى ، قيل لابيه عبيد : ان ابنك يختلف إلى الحسن البصرى ولعله أن يكون خيرا ، فقال : وأى خير يكون من ابنى وقد أصبت امه من غلول وأنا أبوه؟! وله مناظرة مع واصل بن عطا في معنى مرتكب الكبيرة فكان يقول : هو منافق ، وواصل يقول : فاسق لا مؤمن ولا منافق فألزمه واصل في المناظرة ، ولهشام بن الحكم في أمر الامامة معه مناظرة مفحمة ، وكانت ولادته سنة ثمانين للهجرة ، وتوفى سنة أربع وأربعين ومائة ، وقيل : اثنين ، وقيل : ثلاث ، وقيل : ثمان ، وكان يكنى أبا عثمان.

(٢) في نسخة : قال الله عزوجل.

(٣) أى لا يستخفه ولا يزعجه ، قال المصنف في المرآة : وقيل : أى لا يجد خاليا عما يكون قابلا له فيغيره للحصول تغير الصفة لموصوفها.

٦٥

والغضب دخله التغيير ، وإذا دخله التغيير لم يؤمن عليه الابادة ، ولو كان ذلك كذلك لم يعرف المكون من المكون ، ولا القادر من المقدور ، ولا الخالق من المخلوق ، تعالى الله عن هذا القول علوا كبيرا. هو الخالق للاشياء لالحاجة ، فإذا كان لالحاجة استحال الحد والكيف فيه ، فافهم ذلك إن شاء الله.

بيان : قال الطبرسي رحمه‌الله : «فلما آسفونا» أي أغضبونا عن ابن عباس ومجاهد وغضب الله سبحانه على العصاة إرادة عقابهم ، ورضاه عن المطيعين إرادة ثوابهم ، وقيل : معناه آسفوا رسلنا لان الاسف بمعنى الحزن لا يجوز على الله تعالى. انتهى.

وقوله عليه‌السلام : وهو الذي أحدثهما إشارة إلى وجه آخر لاستحاله ذلك كما مر في بعض الاخبار : أن الله لا يوصف بخلقه ، وأشار عليه‌السلام آخرا إلى أن الاحتياج إلى الغير ينافي الخالقية ووجوب الوجود كما هو المشهور.

٧ ـ يد ، مع : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن العباس بن عمرو الفقيمي ، عن هشام بن الحكم أن رجلا سأل أبا عبدالله عليه‌السلام عن الله تبارك وتعالى له رضى وسخط؟ قال : نعم وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين وذلك لان الرضا والغضب دخال يدخل عليه فينقله من حال إلى حال ، معتمل مركب للاشياء فيه مدخل ، وخالقنا لا مدخل للاشياء فيه ، واحد أحدي الذات وأحدي المعنى ، فرضاه ثوابه ، وسخطه عقابه ، من غير شئ يتداخله فيهيجه وينقله من حال إلى حال فإن ذلك صفة المخلوقين العاجزين المحتاجين ، وهو تبارك وتعالى القوي العزيز ، لا حاجة به إلى شئ مما خلق ، وخلقه جميعا محتاجون إليه ، إنما خلق الاشياء لامن حاجة (١) ولا سبب اختراعا وابتداعا. بيان : في الكافي هكذا : فينقله من حال إلى حال لان المخلوق أجوف معتمل. وهو الظاهر.

والحاصل أن عروض تلك الاحوال والتغيرات إنما يكون لمخلوق أجوف له قابلية ما يحصل فيه ويدخله ، معتمل يعمل بأعمال صفاته وآلاته ، مركب من امور مختلفة وجهات مختلفة للاشياء من الصفات والجهات والآلات فيه مدخل ، وخالقنا تبارك

___________________

(١) في التوحيد المطبوع : انما خلق الاشياء من غير حاجة.

٦٦

اسمه لامدخل للاشياء فيه لاستحالة التركيب في ذاته ، فإنه أحدي الذات وأحدي المعنى فإذن لاكثرة فيه لافي ذاته ولا في صفاته الحقيقية ، وإنما الاختلاف في الفعل فيثيب عند الرضا ويعاقب عند السخط. قال السيد الداماد رحمه‌الله : المخلوق أجوف لما قد برهن واستبان في حكمة ما فوق الطبيعة أن كل ممكن زوج تركيبي ، وكل مركب مروج الحقيقة فإنه أجوف الذات لامحالة ، فما لا جوف لذاته على الحقيقة هو الاحد الحق سبحانه لاغير فإذن الصمد الحق ليس هو إلا الذات الاحديه الحقة من كل جهة ، فقد تصحح من هذا الحديث الشريف تأويل الصمد بما لاجوف له وما لامدخل لمفهوم من المفهومات وشئ من الاشياء في ذاته أصلا.

٨ ـ ج : عن هشام بن الحكم أنه سأل الزنديق عن الصادق عليه‌السلام فقال : فلم يزل صانع العالم عالما بالاحداث التي احدثها قبل أن يحدثها؟ قال : لم يزل يعلم فخلق قال : أمختلف هو أم مؤتلف؟ قال : لا يليق به الاختلاف ولا الايتلاف ، إنما يختلف المتجزي ويأتلف المتبعض ، فلا يقال له : مؤتلف ولا مختلف. قال : فكيف هو الله الواحد؟ قال : واحد في ذاته فلا واحد كو احد لان ما سواه من الواحد متجزئ وهو تبارك و تعالى واحد لا متجزئ ولا يقع عليه العد.

٩ ـ ج : روى بعض أصحابنا أن عمرو بن عبيد دخل على الباقر عليه‌السلام فقال له : جعلت فداك قال الله عزوجل : «ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى» ما ذلك الغضب؟

قال : العذاب يا عمر وإنما يغضب المخلوق الذي يأتيه الشئ فيستفزه ويغيره عن الحال التي هو بها إلى غيرها فمن زعم أن الله يغيره الغضب والرضا ويزول عنه من هذا فقد وصفه بصفة المخلوق. (١)

١٠ ـ ج : روي أن عمرو بن عبيد وفد على محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام لامتحانه بالسؤال عنه ، فقال له : جعلت فداك ما معنى قوله تعالى : «أولم يرالذين كفروا أن السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما» ما هذا الرتق والفتق؟ فقال أبوجعفر عليه‌السلام : كانت السماء رتقا لاتنزل القطر ، وكانت الارض رتقا لا تخرج النبات ففتق الله السماء بالقطر ، وفتق الارض بالنبات ، فانطلق عمرو ولم يجد اعتراضا ومضى ثم عاد إليه فقال :

___________________

(١) تقدم الحديث مسندا تحت رقم ٥.

٦٧

أخبرني جعلت فداك عن قوله تعالى : «ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى» ما غضب الله؟ فقال له أبوجعفر عليه‌السلام : غضب الله تعالى عقابه ، يا عمرو من ظن أن الله يغيره شئ فقد كفر.

١١ ـ ما : شيخ الطائفة ، عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن الطيالسي ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد عليهما‌السلام يقول : لم يزل الله جل اسمه عالما بذاته ولا معلوم ، (١) ولم يزل قادرا بذاته ولا مقدور. قلت له : جعلت فداك فلم يزل متكلما؟ قال : الكلام محدث كان الله عزوجل وليس بمتكلم ثم أحدث الكلام.

١٢ ـ يد : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هارون بن عبدالملك قال : سئل أبو عبدالله عليه‌السلام عن التوحيد ، فقال : هو عزوجل مثبت موجود ، لا مبطل ولا معدود ، ولافي شئ من صفة المخلوقين ، وله عزوجل نعوت وصفات ، فالصفات له ، وأسماؤها جارية على المخلوقين ، مثل السميع والبصير والرؤوف والرحيم وأشباه ذلك والنعوت نعوت الذات لا يليق إلا بالله تبارك وتعالى ، والله نور لاظلام فيه ، وحي لاموت فيه ، وعالم لاجهل فيه ، وصمد لامدخل فيه ، ربنا نوري الذات ، حي الذات ، عالم الذات ، صمدي الذات.

بيان : قوله عليه‌السلام : فالصفات له أي لا تجري صفاته بالمعنى الذي يطلق عليه تعالى على المخلوقين بل إنما يطلق عليهم‌السلام هذا الاسم بمعنى آخر وإن اشترك المعنيان بوجه من الوجوه ، والنور هو الوجود لانه منشأ الظهور ، والظلام : الامكان ، وقال الحكماء :

___________________

(١) في الكافي : لم يزل الله عزوجل ربنا والعلم ذاته ولا معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، و البصر ذاته ولا مبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدور ، فلما أحدث الاشياء وكان المعلوم وقع العلم منه على المعلوم ، والسمع على المسموع ، والبصر على المبصر ، والقدرة على المقدور ، قال : قلت : فلم يزل الله متحركا؟ قال : فقال : تعالى الله عن ذلك ، إن الحركة صفة محدثة بالفعل ، قال : قلت : فلم يزل الله متكلما؟ قال : فقال : إن الكلام صفة محدثة ليست بأزلية ، كان الله عزوجل ولا متكلم. أقول : ليس المراد بوقوع العلم علم المعلوم تعلقه به تعلقا لم يكن قبل الايجاد. بل المراد أن علمه قبل الايجاد هو بعينه علمه بعد الايجاد ، والمعلوم قبله هو المعلوم بعينه بعده من غير تفاوت وتغير في العلم أصلا والتفاوت ليس إلا في تحقيق المعلوم في وقت وعدم تحققه قبله خلافا للعامة حيث يقولون بأن الشئ سيوجد نفس العلم بذلك الشئ إذا وجد. ويأتى الحديث مثل ما في الكافى تحت رقم ١٨ مع بيان من المصنف.

٦٨

الحي في حقه تعالى هو الدراك الفعال. وعند المتكلمين من المعتزلة والشيعة هي كونه تعالى منشأ للعلم والارادة ، وبعبارة اخرى كونه تعالى بحيث يصح أن يعلم ويقدر ، وذهبت الاشاعرة المثبتون للصفات الزائدة أنها صفة توجب صحة العلم والقدرة ، وقد عرفت بطلانها.

١٣ ـ يد : ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى كان ولاشئ غيره نورا لاظلام فيه ، وصادقا لاكذب فيه ، وعالما لاجهل فيه ، وحيا لاموت فيه ، وكذلك هو اليوم ، وكذلك لا يزال أبدا.

سن : أبي مثله.

١٤ ـ يد : حمزة بن محمد العلوي ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطيني ، عن حماد ، عن حريز ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال في صفة القديم : إنه واحد أحد صمد احدي المعنى ، ليس بمعان كثيرة مختلفة. قال : قلت : جعلت فداك يزعم قوم من أهل العراق أنه يسمع بغير الذي يبصر ، ويبصر بغير الذي يسمع. قال : فقال : كذبوا وألحدوا وشبهوا ، تعالى الله عن ذلك إنه سميع بصير يسمع بما يبصر ويبصر بما يسمع. قال : قلت : يزعمون أنه بصير على ما يعقلونه. قال : فقال : تعالى الله إنما يعقل ما كان بصفة المخلوق وليس الله كذلك.

ج : عن محمد بن مسلم مثله.

بيان : قوله عليه‌السلام : على ما يعقلونه أي من الابصار بآلة البصر فيكون نقلا لكلام المجسمة ، أو باعتبار صفة زائدة قائمة بالذات فيكون نقلا لكلام الاشاعرة ، والجواب أنه إنما يعقل بهذا الوجه من كان بصفة المخلوق ، أو المراد : تعالى الله أن يتصف بما يحصل ويرتسم في العقول والاذهان ، والحاصل أنهم يثبتون لله تعالى ما يعقلون من صفاتهم والله منزه عن مشابهتهم ومشاركتهم في تلك الصفات الامكانية.

١٥ ـ يد : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن العباس بن عمرو ، عن هشام بن الحكم قال : في حديث الزنديق الذي سأل أبا عبدالله عليه‌السلام أنه قال له : أتقول إنه

٦٩

سميع بصير؟ فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : هو سميع بصير ، سميع بغير جارحة ، وبصير بغير آلة ، بل يسمع بنفسه ، ويبصر بنفسه ، وليس قولي : إنه يسمع بنفسه أنه شئ والنفس شئ آخر ، ولكني أردت عبارة عن نفسي إذكنت مسؤولا ، وإفهاما لك إذ كنت سائلا فأقول : يسمع بكله لا أن كله له بعض ، ولكني أردت إفهامك والتعبير عن نفسي ، وليس مرجعي في ذلك إلا إلى أنه السميع البصير العالم الخبير بلا اختلاف الذات ولا اختلاف معنى.

١٦ ـ يد : ابن الوليد ، عن الصفار وسعد معا ، عن ابن عيسى ، عن أبيه ، والحسين ابن سعيد ، ومحمد البرقي ، (١) عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم قال : دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام فقال لي : أتنعت الله؟ قلت : نعم ، قال : هات. فقلت : هو السميع البصير. قال : هذه صفة يشترك فيها المخلوقون. قلت : فكيف ننعته؟ فقال : هو نور لاظلمة فيه ، وحياة لاموت فيه ، وعلم لاجهل فيه ، وحق لاباطل فيه ، فخرجت من عنده وأنا أعلم الناس بالتوحيد.

قال الصدوق رحمه‌الله : إذا وصفنا الله تبارك وتعالى بصفات الذات فإنما ننفي عنه بكل صفة منها ضدها ، فمتى قلنا : إنه حي نفينا عنه ضد الحياة وهو الموت ، ومتى قلنا : عليم نفينا عنه ضد العلم وهو الجهل ، ومتى قلنا : سميع نفينا عنه ضد السمع وهو الصمم ، ومتى قلنا : بصير نفينا عنه ضد البصر وهو العمى ، ومتى قلنا : عزيز نفينا عنه ضد العزة و هو الذلة ، ومتى قلنا : حكيم نفينا عنه ضد الحكمة وهو الخطاء ، ومتى قلنا : غني نفينا عنه ضد الغنى وهو الفقر ، ومتى قلنا : عدل نفينا عنه الجور وهو الظلم ، ومتى قلنا : حليم نفينا عنه العجلة ، ومتى قلنا : قادر نفينا عنه العجز ، ولو لم نفعل ذلك أثبتنا معه أشياء لم تزل معه ، ومتى قلنا : لم يزل حيا سميعا بصيرا عزيزا حكيما غنيا ملكا (٢) فلما جعلنا معنى كل صفة من هذه الصفات التي هي صفات ذاته نفي ضدها أثبتنا أن الله لم يزل واحدا لا شئ معه. وليست الارادة والمشيئة والرضا والغضب وما يشبه ذلك من صفات الافعال بمثابة صفات الذات فإنه لا يجوز أن يقال : لم يزل الله مريدا شائيا كما

___________________

(١) في بعض النسخ : عن أبيه عن ابن ابى عمير.

(٢) في التوحيد المطبوع هكذا : لم يزل حيا عليما سميعا ملكا حليما عدلا كريما.

٧٠

يجوز أن يقال : لم يزل الله قادرا عالما.

بيان : حاصل كلامه أن كل ما يكون اتصاف ذاته تعالى به بنفي ضده عنه مطلقا فهي من صفات الذات ، ويمكن أن يكون عين ذاته ، ولا يلزم من قدمها تعدد في ذاته ولا في صفاته ، وأما الصفات التي قد يتصف بها بالنسبة إلى شئ وقد يتصف بنقيضها بالنسبة إلي شئ آخر فلا يمكن أن يكون النقيضان عين ذاته فلابد من زيادتها فلا يكون من صفات الذات ، وأيضا يلزم من كونها من صفات الذات قدمها مع زيادتها فيلزم تعدد القدماء وأيضا لو كانت من صفات الذات يلزم زوالها عند طرو نقيضها فيلزم التغير في الصفات الذاتية. وقد أشار الكليني إلى هذا الوجه الاخير بعد ما ذكر في وجه الفرق ما تقدم ذكره وسيأتي تحقيق الارادة في بابها.

وقال الصدوق رحمه‌الله في موضع آخر من التوحيد : والدليل على أن الله عزوجل عالم قادر حي بنفسه لا بعلم وقدرة وحياة هو غيره أنه لو كان عالما بعلم لم يخل علمه من أحد أمرين : إما أن يكون قديما أو حادثا ، فإن كان حادثا فهو جل ثناؤه قبل حدوث العلم غير عالم وهذا من صفات النقص وكل منقوص محدث بما قدمناه ، وإن كان قديما وجب أن يكون غير الله عزوجل قديما وهذا كفر بالاجماع ، وكذلك القول في القادر و قدرته والحي وحياته ، والدليل على أنه عزوجل لم يزل قادرا عالما حيا أنه قد ثبت أنه عالم قادر حي بنفسه وصح بالدلائل أنه عزوجل قديم ، وإذا كان كذلك كان عالما لم يزل إذ نفسه التي لها علم لم تزل ، ونفس هذا يدل على أنه قادر حي لم يزل.

١٧ ـ ما : بإسناد المجاشعي ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام أن النبي «ص» قال : الله تعالى كل يوم هو في شأن ، فإن من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين.

١٨ ـ يد : ما جيلويه ، عن علي بن إبراهيم ، عن الطيالسي ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : لم يزل الله عزوجل ربنا و العلم ذاته ولا معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولامبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدور ، فلما أحدث الاشياء وكان المعلوم وقع العلم منه على المعلوم (١) والسمع

___________________

(١) تقدم ذيل الحديث ١١ شرح يناسب تلك الجملة.

٧١

على المسموع ، والبصر على المبصر ، والقدرة على المقدور.

قال : قلت : فلم يزل الله متكلما؟ قال : إن الكلام صفة محدثة ليست بأزلية ، كان الله عزوجل ولا متكلم. (١)

بيان : قوله عليه‌السلام : وقع العلم منه على المعلوم أي وقع على ما كان معلوما في الازل وانطبق عليه وتحقق مصداقه ، وليس المقصود تعلقه به تعلقا لم يكن قبل الايجاد. أو المراد بوقوع العلم على المعلوم العلم به على أنه حاضر موجود ، وكان قد تعلق العلم به قبل ذلك على وجه الغيبة وأنه سيوجد ، والتغير يرجع إلى المعلوم لا إلى العلم. وتحقيق المقام أن علمه تعالى بأن شيئا وجد هو عين العلم الذي كان له تعالى بأنه سيوجد فإن العلم بالقضية إنما يتغير بتغيرها وهو إما بتغير موضوعها أو محمولها ، والمعلوم ههنا هي القضية القائلة بأن زيدا موجود في الوقت الفلاني ، ولا يخفي أن زيدا لا يتغير معناه بحضوره وغيبته ، نعم يمكن أن يشار إليه إشارة خاصة بالموجود حين وجوده ولا يمكن في غيره ، وتفاوت الاشارة إلى الموضوع لا يؤثر في تفاوت العلم بالقضية ، ونفس تفاوت الاشارة راجع إلى تغير المعلوم لا العلم. (٢)

وأما الحكماء فذهب محققوهم إلى أن الزمان والزمانيات كلها حاضرة عنده تعالى لخروجه عن الزمان كالخيط الممتد من غير غيبة لبعضها دون بعض وعلى هذا فلا إشكال ، لكن فيه إشكالات لايسع المقام إيرادها.

١٩ ـ يد : أبي ، عن سعد ، عن محمد بن عيسى ، عن إسماعيل بن سهل ، (٣) عن حماد ابن عيسى قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام فقلت : لم يزل الله يعلم؟ قال : أنى يكون يعلم ولا معلوم؟ قال : قلت : فلم يزل الله يسمع؟ قال : أنى يكون ذلك ولامسموع؟ قال : قلت : فلم يزل يبصر؟ قال : أنى يكون ذلك ولا مبصر؟ قال : ثم قال : لم يزل الله عليما سميعا بصيرا ذات علامة سميعة بصيرة.

___________________

(١) أورد الكلينى الحديث مع زيادة في كتابه الكافى ، أوردناه ذيل الحديث ١١.

(٢) العلم الذى لا يتغير حاله مع وجود المعلوم الخارجى وعدمه وقبله وبعده كما هو لازم هذا البيان علم كلى وسيأتى طعن المؤلف على من يقول به ، والحق أن علمه تعالى حضورى لاحصولى وتفصيل بيانه في محله وعليه ينبغى أن يوجه الخبر لا على العلم الحصولى. ط

(٣) هو اسماعيل بن سهل الدهقان الضعيف عند أصحابنا.

٧٢

بيان : لعل السائل إنما سأل عن العلم على وجه الحضور بأن يكون المعلوم حاضرا موجودا فنفى عليه‌السلام ذلك ثم أثبت كونه تعالى أزلا متصفا بالعلم لكن لامع وجود المعلوم وحضوره ، وكذا السمع والبصر ، ثم اعلم أن السمع والبصر قد يظن أنهما نوعان من الادراك لا يتعلقان إلا بالموجود العيني فهما من توابع الفعل فيكونان حادثين بعد الوجود ، ومع قطع النظر عن المفاسد التي ترد عليه لا يوافق الاخبار الكثيرة الدالة صريحا على قدمهما ، وكونهما من صفات الذات فهما إما راجعان إلى العلم بالمسموع والمبصر وإنما يمتازان عن سائر العلوم بالمتعلق ، أو أنهما ممتازان عن غيرهما من العلوم لا بمجرد المتعلق المعلوم بل بنفسهما لكنهما قديمان يمكن تعلقهما لمعدوم كسائر العلوم ، وبعد وجود المسموع والمبصر يتعلقان بهما من حيث الوجود والحضور. ولا تفاوت بين حضورهما باعتبار الوجود وعدمه فيما يرجع إلى هاتين الصفتين كما مرفي العلم بالحوادث آنفا ، نعم لما كان هذان النوعان من الادراك في الانسان مشروطين بشرائط لايتصور في المعدوم كالمقابلة وتوسط الشفاف في البصر لم يمكن تعلقه بالمعدوم ، ولايشترط شئ من ذلك في إبصاره تعالى فلا يستحيل تعلقه بالمعدوم وكذا السمع. وقيل : يحتمل أن يكون المراد بكون السمع والبصر قديما أن إمكان إبصار المبصرات الموجودة وسماع المسموعات الموجودة وما يساوق هذا المعنى قديم فإذا تحقق المبصر صار مبصرا بالفعل بخلاف العلم فإن تعلقه بجميع المعلومات قديم ، ويرد عليه أن الفرق بين العلم والسمع والبصر على هذا الوجه بعيد عن تلك الاخبار الكثيرة المتقدمة. والله تعالى يعلم وحججه عليهم‌السلام.

اقول : سيأتي خبر سليمان المروزي في أبواب الاحتجاجات وهو يناسب هذا الباب.

٧٣

*( باب ٢ )*

*( العلم وكيفيته والايات الواردة فيه )*

الايات : البقرة «٢» وهو بكل شئ عليم ٢٩ «وقال تعالى» : وما تفعلوا من خير يعلمه الله ١٩٧ «وقال تعالى» : وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم ٢١٥ «وقال تعالى» : والله يعلم وأنتم لا تعلمون «في موضعين ٢١٦ و ٢٣٢» «وقال تعالى» : والله يعلم المفسد من المصلح ٢٢٠ «وقال تعالى» : والله سميع عليم ٢٢٤ «وقال تعالى» : فإن الله سميع عليم ٢٢٧ «وقال تعالى» : واعلموا أن الله بكل شئ عليم ٢٣١ «وقال» : واعلموا أن الله بما تعملون بصير ٢٣٣ «وقال تعالى» : والله بما تعملون خبير ٢٣٤ «وقال تعالى» : واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه ٢٣٥ «وقال» : إن الله بما تعملون بصير ٢٣٧ «وقال» : واعلموا أن الله سميع عليم ٢٤٤ «وقال» : والله واسع عليم ٢٤٧ «وقال» : يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء ٢٥٥ «وقال» : والله بما تعملون بصير ٢٦٥ « وقال تعالى» : وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه ٢٧٠ «وقال» : وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم ٢٧٣ «وقال» : والله بكل شئ عليم ٢٨٢ «وقال» : والله بما تعملون عليم ٢٨٣.

آل عمران «٣» والله بصير بالعباد «مرتين ١٥ و ٢٠» «وقال تعالى : قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السموات وما في الارض ٢٩ «وقال» : والله سميع عليم ٣٤ «وقال» : إنك أنت السميع العليم ٣٥ «وقال» : وما تنفقوا من شئ فإن الله به عليم ٩٢ «وقال» : والله عليم بالمتقين ١١٥ «وقال» : إن الله عليم بذات الصدور ١١٩ «وقال» : إن الله بما يعملون محيط ١٢٠ «وقال» : والله سميع عليم ١٢١ «وقال» : والله خبير بما تعملون ١٥٣ «وقال» : وليعلم المؤمنين * وليعلم الذين نافقوا ١٦٦ ـ ١٦٧

النساء «٤» إن الله كان عليما حكيما ١١ و ٢٤ «وقال» : إن الله كان بكل شئ عليما ٣٢ » قال : إن الله كان على كل شئ شهيدا ٣٣ «وقال» : إن الله كان عليما خبيرا ٣٥ «وقال» :

وكان الله بهم عليما ٣٩ «وقال» : إن الله كان سميعا بصيرا ٥٨ «وقال» : وكفى بالله عليما ٧٠

٧٤

«وقال» : يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون مالا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا ١٠٨ «وقال» : والله بكل شئ عليم ١٧٦

المائدة «٥» ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السموات وما في الارض وأن الله بكل شئ عليم ٩٧ «وقال تعالى» : والله يعلم ما تبدون وما تكتمون ٩٩

الانعام «٦» وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولايابس إلا في كتاب مبين * وهو الذي يتوفيكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ٥٩ ـ ٦٠ «وقال» : إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ١١٧

الاعراف «٧» وسع ربنا كل شئ علما ٨٩

الانفال «٨» إنه عليم بذات الصدور ٤٢ «وقال» : والله بما يعملون محيط ٤٧ التوبة «٩» والله عليم بالمتقين ٤٤ «وقال» : والله عليم بالظالمين ٤٧ «وقال تعالى» : ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجويهم وأن الله علام الغيوب ٧٨ «وقال» : إن الله بكل شئ عليم ١١٥

يونس «١٠» وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولافي السماء ولا اصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ٦١

هود «١١» ويعلم مستقر ها ومستودعها كل في كتاب مبين «٦» وقال : إنه بما تعملون بصير ١١٢ «وقال» : ولله غيب السموات والارض وإليه يرجع الامر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون ١٢٣

الرعد «١٣» : الله يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيض الارحام وما تزداد وكل شئ عنده بمقدار * عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال * سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار٨ ـ ١٠ «وقال» : يعلم ما تكسب كل نفس ٤٢ الحجر «١٥» ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين ٢٤

النحل «١٦» والله يعلم ما تسرون وما تعلنون ١٩ «وقال» : لاجرم أن الله يعلم

٧٥

ما يسرون وما يعلنون ٢٣ «وقال تعالى» : إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ١٢٥

الاسرى «١٧» وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا ١٧ «وقال تعالى» : ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين ٢٥ «وقال تعالى» : وربك أعلم بمن في السموات والارض ٥٥ «وقال تعالى» : قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم إنه كان بعباده خبيرا بصيرا ٩٦ مريم «١٩» لقد أحصيهم وعدهم عدا ٩٤

طه «٢٠» يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ١١٠

الانبياء «٢١» : قال ربي يعلم القول في السماء والارض وهو السميع العليم ٤ «وقال تعالى» : يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ٢٨ «وقال تعالى» : إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون ١١٠

الحج «٢٢» ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والارض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير ٧٠

المومنين «٢٣» عالم الغيب والشهادة ٩٢

النور «٢٤» والله يعلم ما تبدون وما تكتمون ٢٩ «وقال تعالى» : إن الله خبير بما يصنعون ٣٠ «وقال» : والله بكل شئ عليم ٣٥ و ٦٤

الفرقان «٢٥» قل أنزله الذى يعلم السرفي السموات والارض ٦

النمل «٢٧» وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون * وما من غائبة في السماء والارض إلا في كتاب مبين ٧٤ ـ ٧٥

العنكبوت «٢٩» أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين * وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين ١٠ ـ ١١ «وقال تعالى» : قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السموات والارض ٥٢

لقمان «٣١» إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم في الارحام وما تدري نفس ما ذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ٣٤

احزاب «٣٣» والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حليما ٥١ «وقال تعالى»

٧٦

وكان الله على كل شئ رقيبا ٥٢ «وقال عزوجل» : إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله كان بكل شئ عليما ٥٤ «وقال سبحانه» : إن الله كان على كل شئ شهيدا ٥٥

سبا «٣٤» يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور ٢ «وقال عزوجل» : عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الارض ولا أصغر من ذلك ولا أكبرا في كتاب مبين. ٣ «وقال تعالى» : إنه سميع قريب ٥٠

فاطر «٣٥» إن الله عليم بما يصنعون ٨ «وقال تعالى» : إن الله بعباده لخبير بصير ٣١ «وقال تعالى» : إن الله عالم غيب السموات والارض إنه عليم بذات الصدور ٣٨

يس «٣٦» وكل شئ أحصيناه في إمام مبين ١٢ «وقال تعالى» : فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون ٧٦

المؤمن «٤٠» يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ١٩

السجدة «٤١» إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا «وقال تعالى» : اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير ٤٠ «وقال سبحانه» : إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من انثي ولا تضع إلا بعلمه ٤٧

الزخرف «٤٣» أم يحسبون أنا لانسمع سرهم ونجويهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون ٨٠

محمد «٤٧» والله يعلم متقلبكم ومثويكم ١٩ «وقال» : والله يعلم إسرارهم ٢٦ الفتح «٤٨» فعلم مافي قلوبهم ١٨ «وقال تعالى» : وكان الله بما تعملون بصيرا ٢٤ «وقال تعالى» : وكان الله بكل شئ عليما ٢٦ «وقال تعالى» : وكفى بالله شهيدا ٢٨

الحجرات «٤٩» والله عليم حكيم ٨ «وقال تعالى» : إن الله عليم خبير ١٣ «وقال : « قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السموات وما في الارض والله بكل شئ عليم ١٦ «وقال سبحانه» : إن الله يعلم غيب السموات والارض والله بصير بما تعملون ١٨

ق «٥٠» ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ١٦ «وقال تعالى» : نحن أعلم بما يقولون ٤٥

٧٧

النجم «٥٣» إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى ٣٠ «وقال تعالى : « هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الارض وإذ أنتم أجنة في بطون امهاتكم فلا تز كوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ٣٢

المجادلة «٥٨» والله يسمع تحاور كما إن الله سميع بصير ١ «وقال تعالى» : ألم ترأن الله يعلم ما في السموات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيمة إن الله بكل شئ عليم ٧

الممتحنة «٦٠» وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ١ «وقال تعالى» : الله أعلم بإيمانهن ١٠

الملك «٦٧» وأسر واقولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور * ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ١٤

ن «٦٨» إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ٧

الجن «٧٢» عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول ٢٦ ـ ٢٧ «وقال» : وأحاط بمالديهم وأحصى كل شئ عددا ٢٨

الاعلى «٨٧» إنه يعلم الجهر وما يخفى ٧

العلق «٩٦» ألم يعلم بأن الله يرى ١٤

١ ـ يد ، ن : عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب القرشي ، عن أحمد بن الفضل بن المغيرة ، عن منصور بن عبدالله بن إبراهيم الاصفهاني ، عن علي بن عبدالله ، عن الحسين بن بشار ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام قال : سألته أيعلم الله الشئ الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون أولا يعلم إلاما يكون؟ فقال : إن الله تعالى هو العالم بالاشياء قبل كون الاشياء قال عزوجل : «إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون» وقال لاهل النار : «ولورد والعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون» فقد علم عزوجل أنه لوردهم لعادوا لما نهوا عنه ، وقال للملائكة لما قالوا : «أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك

٧٨

الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم مالا تعلمون «فلم يزل الله عز وجل علمه سابقا للاشياء ، قديما قبل أن يخلقها ، فتبارك ربنا وتعالى علوا كبيرا ، خلق الاشياء وعلمه بها سابق لها كما شاء ، كذلك لم يزل ربنا عليما سميعا بصيرا.

بيان : قال الطبرسي رحمه‌الله «هذا كتابنا» يعني ديوان الحفظة» ينطق عليكم بالحق» أي يشهد عليكم بالحق «إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون» إي ستكتب الحفظة ما كنتم تعملون في دار الدنيا. (١) وقيل : المراد بالكتاب اللوح المحفوظ يشهد بما قضى فيه من خير وشر ، وعلى هذا فيكون معنى نستنسخ أن الحفظة تستنسخ ما هو مدون عندها من أحوال العباد ، وهو قول ابن عباس. انتهى. أقول : بناء استشهاده عليه‌السلام على المعنى الثاني وإن كان المشهور بين المفسرين هو المعنى الاول.

٢ ـ مع : ما جيلويه عن عمه ، عن الكوفي ، عن موسى بن سعدان الحناط ، عن عبدالله بن القاسم ، عن عبدالله بن مسكان ، عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : «يعلم السر وأخفى» قال : السر ما كتمته في نفسك ، أخفى ما خطر ببالك ثم أنسيته.

بيان : قال الطبرسي رحمه‌الله السر ما حدث به العبد غيره في خفية ، وأخفى منه ما أضمره في نفسه ما لم تحدث غيره ، عن ابن عباس ، وقيل : السر ما أضمره العبد في نفسه وأخفى منه ما لم يكن ولا أضمره أحد. (٢) وقيل : السر ما تحدث به نفسك ، وأخفى منه : ما تريد أن تحدث به نفسك في ثاني الحال ، وقيل : السر : العمل الذي تستره عن الناس ، وأخفى منه : الوسوسة. (٣) وقيل : معناه يعلم أسرار الخلق ، وأخفى أي سر نفسه ، عن زيد بن أسلم : جعله فعلا ماضيا ، ثم روى هذا الخبر عن الباقر والصادق عليهما‌السلام. (٣)

٣ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ،

___________________

(١) وقال بعد ذلك ، والاستنساخ : الامر بالنسخ مثل الاستكتاب : الامر بالكتابة.

(٢) عن قتادة وسعيد بن جبير وابن زيد.

(٣) عن مجاهد.

(٤) الا أنه قال : السر : ما أخفيته في نفسك.

٧٩

عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله عز وجل : «عالم الغيب والشهادة ) فقال : الغيب : ما لم يكن ، والشهادة : ما قد كان.

بيان : قال الطبرسي رحمه‌الله : أي عالم بما غاب عن حس العباد ، وبما تشاهده العباد ، وقيل : عالم بالمعدوم والموجود ، وقيل : عالم السر والعلانية ، والاولي أن يحمل على العموم.

٤ ـ مع : بالاسناد المتقدم عن ثعلبة ، عن عبد الرحمن بن سلمة الحريري قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قوله عزوجل : «يعلم خائنة الاعين» فقال : ألم تر إلي الرجل ينظر إلى الشئ وكأنه لاينظر إليه فذلك خائنة الاعين.

بيان : قال الطبرسي رحمه‌الله خائنة الاعين أي خيانتها وهي مسارقة النظر إلى مالا يحل النظر إليه ، وقيل : تقديره يعلم الاعين الخائنة ، وقيل : هو الرمز بالعين ، وقيل هو قول الانسان : ما رأيت وقد رأى ، ورأيت وما رأى. (١)

٥ ـ يد ، ن : تميم القرشي ، عن أبيه ، عن الانصاري ، عن الهروي قال : قال المأمون الرضا عليه‌السلام ـ في خبر طويل ـ عن قوله تعالى : «ليبلوكم أيكم أحسن عملا» فقال علي السلام : إنه عزوجل خلق خلقه ليبلوهم بتكليف طاعته وعبادته لا على سبيل الامتحان و التجربة لانه لم يزل عليما بكل شئ.

٦ ـ مع : محمد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أبي بصير قال : سألته عن قوله عزو جل : «وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين» قال : فقال «الورقة السقط ، والحبة الولد ، وظلمات الارض الارحام ، والرطب : ما يحيى ، واليابس ما يغيض ، (٢) وكل في كتاب مبين.

___________________

(١) قال الرضى رضوان الله تعالى عليه في تلخيصه : هذه استعارة والمراد بخائنة الاعين ـ والله أعلم ـ الريب في كسر الجفون ومرامز العيون وسمى سبحانه ذلك خيانة لانه امارة للريبة و مجانبة للعفة وقد يجوز أن تكون خائنة الاعين ، ههنا صفة لبعض الاعين بالمبالغة في الخيانة ، على المعنى الذى أشرنا إليه ، كما يقال : علامة ونسابة.

(٢) في نسخة : ما يقبض ، وهو أظهر حيث لا يحتاج إلى التكلف.

٨٠