قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

نفح الطّيب [ ج ٤ ]

126/430
*

فيا شهر الصيام إليك عنّا

إليك ففيك أكفر ما نكون (١)

فأرسل إليه من هجم عليه وهو على هذه الحال ، وأظهر أنه يرضي العامة بقتله ، فقتله ، وذلك سنة ٦٣١ ، انتهى. وحاكي الكفر ليس بكافر ، والله سبحانه وتعالى للزلات غير الكفر غافر.

وقال محمد بن أحمد الإشبيلي بن البناء : [الطويل]

كأنك من جنس الكواكب كنت لم

يفتك طلوعا حالها وتواريا

تجلّيت من شرق تروق تلألؤا

فلما انتحيت الغرب أصبحت هاويا

ولمّا أمر المستنصر الموحّدي بضرب ابن غالب الداني ألف سوط وصلبه ، وضرب بإشبيلية خمسمائة ، فمات ، وضرب بقية الألف حتى تناثر لحمه ، ثم صلب ، قال ابنه أبو الربيع (٢) يرثيه:[البسيط]

جهلا لمثلك أن يبكي لما قدرا

وأن يقول أسى : يا ليته قبرا

فاضت دموعك أن قاموا بأعظمه

وقد تطاير عنه اللحم وانتثرا

ومنها :

ضاقت به الأرض ممّا كان حمّلها

من الأيادي فملّت شلوه شلوه ضجرا (٣)

وعزّ جسمك أن يحظى به كفن

فما تسربل إلّا الشمس والقمرا

وقال أبو العلاء عبد الحق المرسي رحمه الله تعالى (٤) : [الرمل]

يا أبا عمران دعني والذي

لم يمل بي خاطري إلّا إليه

ما نديمي غير من يخدمني

لا الذي يجلسني بين يديه

يرفع الكلفة عنّي ويرى

أنها واجبة منّي عليه

وقال ابن غالب الكاتب بمالقة (٥) : [الكامل]

__________________

(١) في ه : «ففيك أكفر ما يكون».

(٢) في ه : «قال ابنه الربيع يرثيه».

(٣) الشلو : القطعة من اللحم وجمعه أشلاء.

(٤) انظر القدح ص ١٢٦.

(٥) انظر القدح ص ١٢٨.