الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٨
البول والطمث شرباً واحتمالاً إدراراً صالحاً ، ويليّن صلابة الرحم ، ويابسه يعقل الطبع (١) ـ انتهى ـ .
« وسرو كتان » لم أجده في كتب الطبّ ولا كتب اللغة ، وكأنّه كان « بزر كتان » أو المراد به ذلك ، وهو معروف . والمغرفة ـ بالكسر ـ ما يغرف به . « ليأخذ بلاذرا » في بعض النسخ « ابرازراً » ولعلّه تصحيف ، وعلى تقديره أيضاً فالمراد به البلاذر . قال في القانون : البلاذر إذا تدخّن به خفّف البواسير ويذهب بالبرص ـ انتهى ـ « هكذا قال للذكران » هذا كلام الراوي ، أي المرهم هنا موافق لما مرّ .
٦ ـ الطب : عن أبي الفوارس بن غالب بن محمّد بن فارس ، عن أحمد بن حمّاد البصريّ ، عن معمّر بن خلّاد ، قال : كان أبو الحسن الرضا عليهالسلام كثيراً ما يأمرني بأخذ (٢) هذا الدواء ، ويقول : إنّ فيه منافع كثيرة ، ولقد جرّبته في الرياح (٣) والبواسير ، فلا والله ما خالف . تأخذ هليلج أسود ، وبليلج ، وأملج ، أجزاء سواء ، فتدقّه وتنخله بحريرة ، ثمّ تأخذ مثله لوزاً أزرق (٤) ـ وهو عند العراقيّين مقل أزرق ـ فتنقع اللوز في ماء الكراث حتّى يماث فيه ثلاثين ليلة ، ثمّ تطرح عليها هذه الأدوية وتعجنها عجناً شديداً حتّى يختلط .
ثمّ تجعله حبّاً مثل العدس ، وتدهن يديك (٥) بالبنفسج أو دهن خيري أو شيرج لئلا يلتزق ، ثمّ تجفّفه في الظلّ ، فإن كان في الصيف أخذت منه مثقالاً ، وإن كان في الشتاء مثقالين ، واحتم من السمك والخلّ والبقل ، فإنّه مجرّب (٦) .
__________________
(١) البطن ( خ ) .
(٢) في المصدر : باتخاذ .
(٣) فيه : الارياح .
(٤) في أكثر النسخ « أزرقا » .
(٥) في المصدر : يدك .
(٦) الطب : ١٠١ .
بيان : قال ابن بيطار : قال ديسقوريدوس : الخيرى نبات معروف ، له زهر مختلف ، بعضه أبيض ، وبعضه فرفيريّ ، وبعضه أصفر ، والأصفر نافع في الأعمال الطبّيّة .
٧ ـ الكافي : بإسناده عن عمر بن يزيد ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام وعنده رجل فقال له : جعلت فداك ، إنّي اُحبّ الصبيان . فقال أبو عبد الله عليهالسلام : فتصنع ماذا ؟ فقال : (١) أحملهم على ظهري . فوضع أبو عبد الله عليهالسلام يده على جبهته وولّى وجهه عنه ، فبكى الرجل ، فنظر إليه أبو عبد الله عليهالسلام كأنّه رحمه ، فقال : إذا أتيت بلدك فاشتر جزوراً سمينا ، واعقله عقالاً شديداً ، وخذ السيف فاضرب السنام ضربة تقشر عنه الجلدة ، واجلس عليه بحرارته .
فقال عمر : فقال الرجل : فأتيت بلدي واشتريت جزوراً وعقلته عقالاً شديداً وأخذت السيف فضربت به السنام ضربة وقشرت عنه الجلد ، وجلست عليه بحرارته فسقط منّي على ظهر البعير شبه الوزغ أصغر من الوزغ ، وسكن ما بي (٢) .
__________________
(١) في المصدر : قال .
(٢) الكافي : ج ٥ ، ص ٥٥٠ .
٧٢
( باب )
* ( ما يدفع البلغم والرطوبات واليبوسة وما يوجب ) *
* ( شيئاً من ذلك والفالج ) *
١ ـ المحاسن : عن محمّد بن الحسن بن شمون قال : كتبت إلى أبي الحسن عليهالسلام أنّ بعض أصحابنا يشكو البخر ، فكتب إليه : كل التمر البرنيّ . وكتب إليه آخر يشكو يبساً ، فكتب إليه : كل التمر البرنيّ على الريق واشرب عليه الماء . ففعل فسمن وغلبت عليه الرطوبة ، فكتب إليه يشكو ذلك : فكتب إليه كل التمر البرنيّ على الريق ولا تشرب عليه الماء ، فاعتدل (١) .
٢ ـ ومنه : عن محمّد بن عليّ ، عن عمرو بن عثمان ، عن أبي عمرو ، عن رجل عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : خير تموركم البرنيُّ ، يذهب بالداء ولا داء فيه ، ويشبع ويذهب بالبلغم ، ومع كلّ تمرة حسنة (٢) .
٣ ـ ومنه : عن ياسر الخادم عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : البطّيخ على الريق يورث الفالج (٣) .
٤ ـ ومنه : عن أبي القاسم وأبي يوسف ، عن القنديّ ، عن ابن سنان ، وأبي البختريّ عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : السواك وقراءة القرآن مقطعة للبلغم . (٤)
٥ ـ الطب : عن تميم بن أحمد السيرافيّ ، عن محمّد بن خالد البرقيّ عن عليّ بن النعمان ، عن داود بن فرقد والمعلّى بن خنيس ، قالا : قال أبو عبد الله عليهالسلام : تسريح العارضين يشدّ الأضراس ، وتسريح اللّحية يذهب بالوباء ، وتسريح الذوابتين يذهب
__________________
(١ و ٢) المحاسن : ٥٣٣ .
(٣) المحاسن : ٥٥٧ .
(٤) المصدر : ٥٦٣ .
ببلابل الصدر ، وتسريح الحاجبين أمان من الجذام ، وتسريح الرأس يقطع البلغم .
قال : ثمّ وصف دواء البلغم وقال : خذ جزءً من علك الروميّ ، وجزءً من كندر ، وجزءً من سعتر ، وجزءً من نانخواه ، وجزءً من شونيز ، أجزاء سواء ، يدقّ كلّ واحد على حدة دقّاً ناعماً ، ثمّ ينخل ويعجن (١) ويجمع ويسحق حتّى يختلط ، ثمّ تجمعه بالعسل ، وتأخذ منه في كلّ يوم وليلة بندقة عند المنام ، نافع إنشاء الله تعالى (٢) .
٦ ـ ومنه : عن عبد الله بن مسعود اليمانيّ ، عن الطريانيّ ، عن خالد القمّاط ، قال : أملى عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام هذه الأدوية للبلغم قال : تأخذ إهليلج أصفر وزن مثقال ، ومثقالين خردل ، ومثقال عاقرقرحا ، فتسحقه سحقاً ناعماً وتستاك به على الريق ، فإنّه ينفى البلغم ، ويطيّب النكهة ، ويشدّ الأضراس إنشاء الله تعالى (٣) .
بيان : نفع الهليلج للاُمور المذكورة ظاهر ، وفي القانون : الخردل يحلّل الأورام الحارّة . وقال : عاقرقرحا يجلب البلغم مضغاً وطبيخه نافع من وجع الأسنان ، وخصوصاً البارد ، وخلّه يشدّ الأسنان المتحرّكة إن طبخ بالخلّ واُمسك في الفم . (٤)
٧ ـ الطب : عن حريز بن أيّوب الجرجانيّ ، عن محمّد بن أبي نصر ، عن محمّد بن إسحاق ، عن عمّار النوفليّ ، عن أبي عبد الله عليهالسلام يرفعه إلى أمير المؤمنين عليهالسلام قال : قراءة القرآن والسواك والبان منقاة للبلغم (٥) .
٨ ـ ويروى عن الصادق عليهالسلام أنّه قال من دخل الحمّام على الريق أنقى البلغم وإن دخلته بعد الأكل أنقى المرّة ، وإن أردت أن يزيد في لحمك فادخل الحمّام
__________________
(١) لفظة « ويعجن » غير موجودة في المصدر ، والظاهر أنه هو الصواب .
(٢ و ٣) الطب : ١٩ .
(٤) بالفم ( خ ) .
(٥) الطب : ٦٦ .
على شبعك ، وإن أردت أن ينقص من لحمك فادخله على الريق (١) .
٩ ـ ومنه : عن سالم بن إبراهيم ، عن الديلميّ ، عن داود الرّقيّ ، قال : شكى رجل إلى موسى بن جعفر عليهماالسلام الرطوبة ، فأمره أن يأكل التمر البرنيّ على الريق ولا يشرب الماء ، ففعل ذلك فذهبت عنه الرطوبة وأفرط عليه اليبس ، فشكى ذلك إليه فأمره أن يأكل التمر البرنيّ ويشرب الماء ، ففعل فاعتدل (٢) .
١٠ ـ ومنه : عن محمّد بن السراج ، عن فضالة بن إسماعيل ، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام عن أبيه عن عليّ بن أبيطالب عليهمالسلام قال : ثلاث يذهبن بالبلغم : قراءة القرآن ، واللبان ، والعسل . (٣)
١١ ـ وعن أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : كثرة التمشّط يذهب بالبلغم ، وتسريح الرأس يقطع الرطوبة ، ويذهب بأصله (٤) .
__________________
(١ ـ ٤) الطبع : ٦٦ .
٧٣
( باب )
* ( دواء البلبلة وكثرة العطش ويبس الفم ) *
١ ـ الطب : عن إبراهيم بن عبد الله ، عن حمّاد بن عيسى ، عن المختار ، عن إسماعيل بن جابر ، قال : اشتكى رجل من إخواننا إلى أبي عبد الله عليهالسلام كثرة العطش ويبس الفم والريق ، فأمره أن يأخذ سقمونيا وقاقلة وسنبلة وشقاقل وعود البلسان وحبّ البلسان ونارمشك وسليخة مقشّرة وعلك رومي وعاقرقرحا ودارچيني (١) من كلّ واحد مثقالين تدقّ هذه الادوية كلها وتعجن بعد ما تنخل ، غير السقمونيا فإنّه يدقّ عليحدة ولا ينخل ، ثمّ تخلط جميعاً وتأخذ خمسة وثمانين مثقالاً فانيد سجزيّ جيّد ، ويذاب في الطبخير بنار ليّنة ، ويلتّ به الأدوية ، ثمّ يعجن ذلك كلّه بعسل منزوع الرغوة ، ثمّ ترفع في قارورة أو جرّة خضراء ، فإن احتجت إليه فخذ منه على الريق مثقالين بما شئت من الشراب ، وعند منامك مثله (٢) .
بيان : في القاموس السجزيّ بالفتح وبالكسر نسبة إلى سجستان . وقال الطّبخير ـ بالكسر ـ معروف معرّب فارسيّه پاتيله .
__________________
(١) في المصدر : دارصيني .
(٢) الطب : ٧٣ .
٧٤
( باب )
* ( علاج السموم ولدغ المؤذيات ) *
١ ـ المحاسن : عن أبيه ، عن عمرو بن إبراهيم وخلف بن حمّاد ، عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لدغت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عقرب فنفضها وقال : لعنك الله فما يسلم عنك مؤمن ولا كافر ، ثمّ دعا بملح فوضعه على موضع اللدغة ، ثمّ عصره بإبهامه حتّى ذاب ، ثمّ قال : لو علم (١) الناس ما في الملح ما احتاجوا معه إلى ترياق (٢) .
٢ ـ ومنه : عن محمّد بن عيسى اليقطينيّ ، عن عبيد الله الدهقان ، عن درست عن ابن اُذينة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لدغت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عقرب وهو يصلّي بالناس ، فأخذ النعل فضربها ثمّ قال بعد ما انصرف : لعنك الله فما تدعين برّاً ولا فاجراً إلّا آذيتيه (٣) . قال ثمّ دعا بملح جريش فدلك به موضع اللدغة ، ثمّ قال : لو علم الناس ما في الملح الجريش ما احتاجوا معه إلى ترياق وإلى غيره (٤) [ معه ] .
بيان : في القاموس : جرشه يجرشه ويجرشه حكّه ، والشيء لم ينعم دقّه ، وقال : الجريش كأمير من الملح ما لم يطيّب . وقال ابن بيطار نقلاً عن ديسقوريدس في منافع الملح : وقد يتضمّد به مع بزر الكتان للدغة العقرب ، ومع فودنج الجبل والزوفا لنهشة الأفعى الذكر ، ومع الزفت والقطران أو العسل لنهشة الأفعى الّتي يقال لها « قرطس » (٥) وهي حيّة لها قرنان ، ومع الخلّ والعسل لمضرّة سمّ الحيوان
__________________
(١) في المصدر : يعلم .
(٢) المحاسن : ٥٩٠ .
(٣) فيه آذيته .
(٤) المصدر : ٥٩٠ ، وفيه : الى ترياق ولا الى غيره معه .
(٥) قرسطس ( خ ) .
الّذي يقال له « أربعة وأربعون » ولدغ الزنابير ، وقد ينفع من نهشة التمساح الّذي يكون في نيل مصر . وإذا سحق وصيّر في خرقة كتان وغمس في خلّ حاذق وضرب به ضرباً دقيقاً العضو المنهوش من بعض الهوامّ نفع من النهشة وقد ينفع من مضرّة الأفيون والقطر القتّال إذا شرب بالسكنجبين .
٣ ـ الطب : عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن ظبيان عن جابر الجعفيّ ، عن الباقر عن أبيه عن جدّه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : الكمأة من المنّ ، والمنّ من الجنّة ، وماؤها شفاء للعين ، والعجوة من الجنّة ، وفيها شفاء من السمّ (١) .
٤ ـ دعوات الراوندي : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لسعته عقرب وهو قائم يصلّي ، فقال : لعن الله العقرب لو ترك أحداً لترك هذا المصلّي ـ يعني نفسه صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ثمّ دعا بماء وقرء عليه الحمد والمعوّذتين ، ثمّ جرع منه جرعاً ،ثمّ دعا بملح ودافه (٢) في الماء ، وجعل يدلك صلىاللهعليهوآلهوسلم الموضع حتّى سكن .
٥ ـ الكافي : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن محمّد بن مسلم ، قال : إنّ العقرب لدغت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : لعنك الله ، فما تبالين مؤمناً آذيت أم كافراً ! ثمّ دعا بالملح فدلكه ، فهدأت . ثمّ قال أبو جعفر عليهالسلام : لو يعلم الناس ما في الملح ما بغوا معه درياقاً (٣) .
بيان : في القاموس : هدأ ـ كمنع ـ سكن ، ولا أهدأه الله أي لا أسكن عناءه ونصبه . وقال : الدرياق والدرياقة ـ بكسرهما ويفتحان ـ : الترياق .
٦ ـ الطب : عن محمّد بن عبد الله الأجلح (٤) ، عن صفوان بن يحيى البيّاع
__________________
(١) الطب : ٨٢ .
(٢) داف الدواء في الماء : أذابه ، خلطه وضربه فيه ليخثر .
(٣) الكافي : ج ٦ ، ص ٣٢٧ .
(٤) الاجلح ـ بتقديم المعجمة على المهملة ـ أي الذي انحسر الشعر عن جانبي رأسه أو ذهب شعر مقدم رأسه .
عن عبد الرحمان بن الحجّاج ، قال : سأل رجل أبا الحسن عليهالسلام عن الترياق ، قال : ليس به بأس ، قال : يا ابن رسول الله ، إنّه يجعل فيه لحوم الأفاعى ، قال : لا تقذره علينا (١) .
بيان : قال الفيروز آباديّ : الترياق ـ بالكسر ـ دواء مركّب اخترعه « ماغنيس » وتمّمه « اندروماخس » القديم بزيادة لحوم الأفاعى فيه ، وبه كمل الغرض ، وهو مسمّيه بهذا لأنّه نافع من لدغ الهوامّ السّبعة ، وهي باليونانيّة « تريا » نافع من الأدوية المشروبة ، وهي باليونانيّة « قاء » ممدودة ، ثمّ خفّف وعرّب . وهو طفل إلى ستّة أشهر ، ثمّ مترعرع إلى عشر سنين في البلاد الحارّة وعشرين في غيرها ، ثمّ يقف عشراً فيها وعشرين في غيرها ثمَّ يموت ويصير كبعض المعاجين ـ انتهى ـ .
قوله عليهالسلام « لا تقذره علينا » بصيغة الأمر ، أي لا تجعله قذراً حراماً علينا فإنّا نأخذ من المسلمين وهم يحكمون بحلّيّته ، أو المعنى لا تحكم بحرمته علينا فنحن أعرف به منك ، إمّا لعدم الدخول فيها ، أو لعدم الحرمة عند الضرورة . أو بصيغة الغائب بإرجاع المستتر إلى لحوم الأفاعى ، أي لا تصير سبباً لقذارته وحرمته .
وفي بعض النسخ بالدال المهملة ، أي لا تبيّن أجزاءها ومقدارها لنا ، فإنّا نعرفها ، على الوجهين السابقين ، وعلى بعض الوجوه يدلّ على جواز التداوي بالحرام عند الضرورة [ وسيأتي القول فيه ] .
وأقول : سيأتي في باب الأدوية الجامعة أدوية للسعة العقرب وسائر الهوامّ .
__________________
(١) الطب : ٦٣ .
٧٥
( باب )
* ( معالجة الوباء ) *
١ ـ المحاسن : عن عبد الرحمان (١) بن حمّاد ويعقوب بن يزيد ، عن القنديّ قال : أصاب الناس وباء ونحن بمكّة فأصابني ، فكتبت إليه ، فقال كتب إليّ : كل التفّاح ، فأكلته فعوفيت (٢) .
٢ ـ ومنه : عن أبي يوسف ، (٣) عن القنديّ ، قال : أصاب الناس وباء بمكّة (٤) فأصابني ، فكتبت إلى أبي الحسن عليهالسلام فكتب إليّ : كل التفّاح . فأكلته فعوفيت (٥) .
توضيح : قال في القاموس : الوباء ـ محرّكة ـ : الطاعون ، أو كلّ مرض عام والجمع أوباء ويمدّ ، وبئت الأرض ، كفرح ـ تيبأ وتوبأ وباء .
__________________
(١) في المصدر : عبد الله بن حماد .
(٢) المحاسن : ٥٥٢ .
(٣) في نسخ الكتاب « أبي يوسف القندي » والصواب « عن القندي » كما أثبتناه وفقاً للمصدر ، وأبو يوسف هو يعقوب بن يزيد بن حماد الانباري ، والقندي هو زياد بن مروان القندي الانباري .
(٤) في المصدر : ونحن بمكة .
(٥) المحاسن : ٥٥٣ .
٧٦
( باب )
* ( دفع الجذام والبرص والبهق والداء الخبيث ) *
١ ـ المحاسن : عن الحسن بن عليّ بن أبي عثمان سِجادة ، رفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن الله رفع عن اليهود الجذام بأكلهم السلق وقلعهم العروق . (١)
بيان : المراد بقلع العروق إخراجها من اللّحوم كما تفعله اليهود الآن ، وقد ورد في بعض أخبارنا أيضاً النهي عن أكل العروق كما سيأتي إنشاء الله .
٢ ـ المحاسن : عن بعضهم رفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّ قوماً من بني إسرائيل أصابهم البياض ، فأوحي (٢) إلى موسى عليهالسلام أن مرهم أن يأكلوا لحم البقر بالسلق . (٣)
ومنه : عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن سليمان بن عباد عن عيسى بن أبي الورد ، عن محمّد بن قيس الأسديّ عن أبي جعفر عليهالسلام مثله (٤) .
٣ ـ ومنه : عن أبي يوسف ، عن يحيى بن المبارك ، عن أبي الصباح الكنانيّ عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : مرق السلق بلحم البقر يذهب البياض (٥) .
٤ ـ الطب : عن عبد الله والحسين ابني بسطام ، عن محمّد بن خلف ، عن الوشّاء عن عبد الله (٦) بن سنان ، قال : شكى رجل إلى أبي عبد الله عليهالسلام الوضح والبهق فقال : ادخل الحمّام واخلط الحنّاء بالنورة واطل بهما ، فإنّك لا تعاين بعد ذلك شيئاً . قال الرّجل : فو الله ما فعلته إلّا مرّة واحدة فعافاني الله منه ، وما عاد بعد ذلك (٧) .
__________________
(١) المصدر : ٥١٩ .
(٢) فيه : فأوحى الله الى موسى .
(٣ ـ ٥) المصدر : ٥١٩ .
(٦) محمد ( خ ) .
(٧) الطب : ٧١ .
٥ ـ ومنه : عن أبي الحسن الأوّل عليهالسلام قال : من أكل مرقاً بلحم بقر (١) أذهب الله عنه البرص والجذام (٢) .
٦ ـ ومنه : عن الحسن بن الخليل ، عن أحمد بن زيد ، عن شاذان بن الخليل عن ذريع ، قال : جاء رجل إلى أبي عبد الله عليهالسلام فشكى إليه أنّ بعض مواليه أصابه الداء الخبيث ، فأمره أن يأخذ طين الحير بماء المطر فأشربه (٣) ، قال : ففعل ذلك فبرىء (٤) .
٧ ـ وعنه عليهالسلام أنّه قال : ما من شيء أنفع للداء الخبيث من طين الحير . قلت : يا ابن رسول الله ، وكيف نأخذه ؟ قال : تشربه بماء المطر وتطلي به الموضع (٥) والأثر فإنّه نافع مجرّب إنشاء الله تعالى (٦) .
بيان : لعلّ المراد بالداء الخبيث الجذام أو البرص ، وطين الحير طين حائر الحسين عليهالسلام وفي بعض النسخ « الحرّ » أي الطيّب والخالص ، وأكله مشكل إلّا أن يحمل أيضاً على طين القبر المقدّس . وفي بعض النسخ « طين الحسين » وهو يؤيّد الأوّل .
٨ ـ الطب : عن إبراهيم ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، والحسين بن عليّ بن يقطين ، عن سعدان بن مسلم ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سعة الجنب والشعر الّذي يكون في الأنف أمان من الجذام (٧) .
٩ ـ وعنه عليه السّلام أنّه قال : تربة المدينة ـ مدينة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ تنفي
__________________
(١) بلحم البقر ( خ ) .
(٢) الطب : ١٠٤ .
(٣) في المصدر : فيشربه .
(٤) الطب : ١٠٤ .
(٥) في المصدر : « موضع الاثر » وهو أظهر .
(٦ و ٧) الطب : ١٠٤ .
الجذام (١) .
وعن أبي عبد الله عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أقلّوا من النظر إلى أهل البلاء ولا تدخلوا عليهم ، وإذا مررتم بهم فأسرعوا المشي لا يصيبكم ما أصابهم (٢) .
توضيح : « سعة الجنب » بالجيم والنون في أكثر النسخ ، فالمراد إمّا سعة خلقه ، أو كناية عن الفرح والسرور كما أنَّ ضيق الصدر كناية عن الهمّ ، وذلك لأنّ كثرة الهموم تولد الموادّ السوداويّة المولّدة للجذام ، وفي بعض النسخ بالجيم والياء المثنّاة التحتانيّة ، وله وجه إذ لا تحتبس البخارات في الجوف فيصير سبباً لتولّد الأخلاط الرديّة وفي بعضها « سعة الجبين » وهو أيضاً يحتمل الحقيقة والمجاز .
« والشعر الّذي يكون في الأنف » أي كثرة نباته ، أو عدم نتفه ، كما ورد أنّ نتفه يورث الجذام ، لأنّ بشعر الأنف تخرج الموادّ السوداويّة ، وبنتفه يقلّ خروجه ولذا تبتدىء الجذام غالباً بالأنف .
قوله عليهالسلام « تربة المدينة » كأنّ المعنى أنّ الكون بها يوجب عدم الابتلاء بتلك البليّة . قوله « إلى أهل البلاء » أي أصحاب الأمراض المسرية .
١٠ ـ الطب : عن أحمد بن نصير عن زياد بن مروان القنديّ ، عن محمّد بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : أخذ الشارب من الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام ، والشعر في الأنف أمان منه أيضاً (٣) .
١١ ـ ومنه : عن أبي بكر بن محمّد بن الجريش (٤) عن عليّ بن مسيّب ، قال قال العبد الصالح عليهالسلام : عليك باللفت ـ يعني السلجم ـ فكله ، فإنّه ليس من أحد
__________________
(١) الطب : ١٠٥ .
(٢) المصدر : ١٠٦ .
(٣) الطب : ١٠٦ .
(٤) في المصدر : عن محمد بن عيسى عن علي بن مسيب .
إلّا وبه عرق من الجذام ، وإنّما يذيبه أكل اللفت . قلت : نيّاً أو مطبوخاً ؟ قال : كلاهما (١) .
١٢ ـ وعن أبي جعفر عليهالسلام قال : ما من خلق إلّا وفيه عرق الجذام ، أذيبوه بالسلجم (٢) .
بيان : في القاموس اللفت ـ بالكسر ـ : السلجم . وقال : السلجم ـ كجعفر ـ . نبت معروف ، ولا تقل ثلجم ولا شلجم أو لُغيّة .
وأقول : وسيأتي إنشاء الله في باب الماش ما يتعلّق بالباب .
__________________
(١ و ٢) الطب : ١٠٥ .
( أبواب )
* ( الادوية وخواصها ) *
٧٧
( باب الهندباء )
١ ـ الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن المثنّى بن الوليد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من بات وفي جوفه سبع طاقات من الهندباء أمن من القولنج ليلته تلك إنشاء الله (١) .
٢ ـ ومنه : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد وأبي عليّ الأشعريّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، جميعاً عن الحجّال ، عن ثعلبة ، عن رجل عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : عليك بالهندباء ، فإنّه يزيد في الماء ، ويحسن الولد ، وهو حارٌّ لين يزيد في الولد الذكورة (٢) .
٣ ـ ومنه : عن عدّة من أصحابه ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبي سليمان الحذّاء ، عن محمّد بن الفيض ، قال : تغدّيت مع أبي عبد الله عليهالسلام وعلى الخوان بقل ومعنا شيخ فجعل يتنكّب الهندباء ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : أما إنّكم تزعمون (٣) أنّها باردة وليست كذلك ، إنّما هي معتدلة ، وفضلها على البقول كفضلنا على الناس (٤) .
٤ ـ ومنه : عن العدّة ، عن سهل ، عن محمّد بن إسماعيل ، قال : سمعت الرضا
__________________
(١) الكافي : ج ٦ ، ص ٣٦٢ .
(٢) الكافي : ج ٦ ، ص ٣٦٣ .
(٣) في المصدر : أما أنتم فتزعمون أن الهندباء باردة وليست كذلك ولكنها معتدلة .
(٤) الكافي : ج ٦ ص ٣٦٣ .
عليه السّلام يقول : أكل (١) الهندباء شفاء من كلّ داء . ما من داء في جوف ابن آدم إلّا قمعه الهندباء .
قال : ودعا به يوماً لبعض الحشم ، وكان تأخذه الحمّى والصداع ، فأمر أن يدقّ ثمّ صيره على قرطاس وصبّ عليه دهن البنفسج ووضعه على رأسه (٢) ثمّ قال أما إنّه يذهب بالحمّى وينفع من الصداع ويذهب به (٣) .
٥ ـ ومنه : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفليّ ، عن السكونيّ ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : نعم البقلة (٤) الهندباء وليس من ورقة إلّا وعليها قطرة من الجنة ، فكلوها ولا تنفضوها عند أكلها . قال : وكان أبي عليهالسلام ينهانا أن ننفضه إذا أكلناه (٥) .
٦ ـ المكارم : من الفردوس : عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من أكل الهندباء ونام عليه لم يحرك (٦) فيه سمّ ولا سحر ، ولم يقربه شيء من الدوابّ حيّة ولا عقرب (٧) .
تأييد : قال ابن سينا في القانون وغيره : الهندباء منه برّيٌّ ومنه بستانيٌّ وهو صنفان : عريض الورق ، ودقيق الورق وهو يجري مجرى الخس ، لكنّه كما قالوا دونه في الخصال وعندي أنّها تفوقه في التفتيح وسدد الكبد وإن قصر عنه في التغذية والتطفية وأنفعها للكبد أمرُّها .
وأجودها الحديثة الرطبة الغذية البستانيّة ، وأجودها الشاميّة وتسمّى
__________________
(١) في المصدر : الهندباء شفاء من ألف داء .
(٢) فيه : على جبينه .
(٣) الكافي : ج ٦ ، ص ٣٦٣ .
(٤) في المصدر : البقل .
(٥) الكافي : ج ٦ ، ص ٣٦٣ .
(٦) في المصدر : لم يؤثر .
(٧) المكارم : ٢٠٢ .
« انطوليا » وهي باردة في الاُولى ويابسها يابسة فيها ، ورطبها رطبة في آخر الاُولى . والبستانيّ أرطب وأبرد ، والبرّيّ أقلُّ رطوبة ، ويسمّى « الطرخشعوق » فيه تفتيح وتبريد وتقوية وقبض يفتح سدد الأحشاء والعروق .
وضماده مع دقيق الشعر نافع للخفقان الحارّ ، ويقوّي القلب والمعدة ، وهو من أجود الأدوية لمن كان مزاج معدته حارّاً . والبرّيّ أجود للمعدة من البستانيّ وفيه قبض صالح ليس بشديد ، وماؤه مع الخلّ والإسفيداج طلاء عجيب في تبريد ما يراد تبريده ، وينفع النقرس ضماداً .
والتّغرغر بماء المحلول فيه الخيار شنبر نافع من أورام الحلق ، وينفع من الرمد الحارّ ضماداً ، وهو يسكن الغثيان وهيجان الصفراء ، وأكله مع الخلّ يعقل الطبع لا سيّما البرّي ، وهو نافع للربع والحمّيات الدائرة ، وضماده مع اُصوله و كذلك مع السويق نافع للسع العقرب والحيّات والزنابير والهوامّ وسام أبرص . ولبن البرّيّ يجلو بياض العين .
وقال ابن سينا : البستانيّ أبرد وأرطب . وقد يشتدّ مرارته في الصيف فيميل إلى حرارة لا تؤثر .
أقول : ستأتي الأخبار في فضل الهندباء وخواصّها في أبواب البقول إنشاء الله تعالى .
٧٨
( باب )
* ( الشبرم والسنا ) *
١ ـ قرب الاسناد : عن سعد بن طريف ، عن الحسين بن علوان ، عن جعفر عن أبيه عليهماالسلام عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : تداووا بالسنا ، فإنّه لو كان شيء يردّ الموت لردّه السنا (١) .
٢ ـ المكارم : عن الصادق عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : عليكم بالسنا فتداووا به ، فلو دفع الموت شيء دفعه السنا (٢) .
٣ ـ وعنه عليهالسلام قال : لو علم الناس ما في السنا لبلغوا (٣) مثقالا منه مثقالين ذهباً ! أما إنّه أمان من البهق والبرص والجذام والجنون والفالج واللقوة . ويؤخذ مع الزبيب الأحمر الّذي لا نوى له ، ويجعل معه هليلج كابليّ وأصفر وأسود أجزاء سواء ، يؤخذ على الرّيق مقدار ثلاثة دراهم ، وإذا أويت إلى فراشك مثله ، وهو سيّد الأدوية (٤) .
تأييد وتوضيح : قال ابن بيطار : قال : أبو حنيفة الدّينوريّ : يسمّى سنا المكّيّ ، ويخلط ورقه بالحناء ويسوّد الشعر .
وقال اُميّة بن أبي الصلت : حارٌّ يابس في الدرجة الاُولى ، يسهل المرّة الصفراء والمرّة السوداء ، والبلغم ، ويغوص إلى أعماق الأعضاء ، ولذلك ينفع المنقرسين ، وعرق النسا ووجع المفاصل الحادث عن أخلاط المرّة الصفراء والبلغم .
وقال يونس : إنّه ينفع من الوسواس السوداويّ ، ومن الشقاق العارض في
__________________
(١) قرب الاسناد : ٧٠ .
(٢) المكارم : ٢١٤ .
(٣) في المصدر : لقابلوا كل مثقال منه بمثقالين من ذهب .
(٤) المصدر : ٢١٤ .
البدن ، وينفع من تشنّج العضل ، وعن انتشار الشعر ، ومن داء الثعلب والحيّة ، ومن القمل العارض في البدن ومن الصداع العتيق ، ومن الجرب والبثور والحكّة ومن الصرع .
٤ ـ الدعائم : عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : إيّاكم والشبرم فإّنه حارٌّ بارّ ، و عليكم بالسنا فتداووا به ، فلو دفع شيء الموت لدفعه السنا .
بيان : قال في القاموس : الشبرم ـ كقنفذ ـ : شجرة ذو شوك يقال له (١) ينفع من الوباء ، ونبات آخر له حبٌّ كالعدس وأصل غليظ ملاۤن لبناً ، والكلّ مسهل ، واستعمال لبنه خطر ، وإنّما يستعمل أصله مصلحاً بأن ينقع في الحليب يوماً وليلةً ويجدَّد اللبن ثلاث مرّات ثمّ يجفّف وينقع في عصير الهندباء والرازيانج ويترك ثلاثة أيّام ، ثمّ يجفّف ويعمل منه أقراص مع شيء من التربد والهليلج والصبر ، فإنّه دواء فائق .
وقال : حارّ يارّ ، وحرّان يرّان ، إتباع . ويقال : هذا الشرّ والبرّ ، كأنّه إتباع .
وقال في الفائق : رئى الشبرم عند أسماء بنت عميس وهي تريد أن تشربه ، فقال إنّه حارّ يارّ ـ أو قال بارّ و ـ أمره بالسنا . الشبرم نوع من الشيح ، حارّ ويارّ إتباعان ويقال : حرّان برّان (٢) ـ انتهى ـ .
وأقول : سيأتي بعض القول فيه أيضاً إنشاء الله .
__________________
(١) لفظة « له » غير موجودة في القاموس .
(٢) يران ( خ ) .
٧٩
( باب )
* ( بزر قطونا ) *
١ ـ المكارم : عن الصادق عليهالسلام قال : من حمّ فشرب تلك الليلة وزن درهمين بزر القطونا أو ثلاثة أمن من البرسام في تلك العلّة (١) .
بيان : قال ابن بيطار : بزر قطونا هو الاسقيوس بالفارسيّة وفسليون باليونانيّة وتأويله البرغوثيّ .
قال جالينوس : أنفع ما في هذا النبات بزره وهو بارد في الثانية ، وسط ما بين الرطوبة واليبس معتدل .
وقال ديسقوريدس : له قوّة مبرّدة إذا تضمّد به مع الخلّ ودهن الورد والماء نفع من وجع المفاصل والأورام الظاهرة في اُصول الآذان والجراحات والأورام البلغميّة والتواء العصب ، وإذا ضمد به قبل الأمعاء العارضة للصبيان والسرر الناتئة أبرأها .
وقال الشيخ : يسكن الصداع ضماداً ، ولعابه مع دهن اللوز يقطع العطش الشديد الصفراويّ ، والمقلوّ منه الملتوت بدهن الورد قابض ، ويشرب منه وزن درهمين فيعقل البطن ، وينفع من السجج وخصوصاً للصبيان .
وقال بعضهم بدل بزر قطونا في تليين الطبيعة حبّ السفرجل ، وفي التبريد والتّرطيب بزر بقلة الحمقاء .
__________________
(١) المكارم : ٢١٥ .