الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٨
ودبيب الدوابّ (١) .
بيان : البثور والحكّة غالبهما بمدخليّة كثرة الدم ، وإن كانتا من غيره من الأخلاط أيضاً . وكأنّ المراد بدبيب الدوابّ ما يتخيّله الإنسان من دبيب نملة أو دابّة في جلده ، وتسمّيه الأطبّاء « التنمّل » .
٢٦ ـ الطب : عن الحسين بن بسطام ، عن محمّد بن خلف ، عن الوشّاء ، عن الحسين بن عليّ ، عن عبد الله بن سنان ، قال : قال جعفر بن محمّد عليهماالسلام : لو يعلم الناس ما في التفّاح ما داووا مرضاهم إلّا به (٢) .
٢٧ ـ ومنه : عن إبراهيم بن خالد ، عن زرعة ، عن سماعة ، قال : سألت أبا عبد الله الصادق عليهالسلام عن مريض اشتهى التفّاح وقد نهي عنه أن يأكله ، فقال : أطعموا محموميكم التفّاح ، فما من شيء أنفع من التفّاح (٣) .
٢٨ ـ ومنه : عن حمّاد بن مهران البلخيّ قال : كنّا نختلف إلى الرضا عليهالسلام بخراسان فشكى إليه يوماً من الأيّام شابّ منّا اليرقان ، فقال : خذ « خيار باذرنج » فقشّره ، ثمّ اطبخ قشوره بالماء ، ثمّ اشربه ثلاثة أيام على الريق ، كلّ يوم مقدار رطل فأخبرنا الشابّ بعد ذلك أنّه عالج به صاحبه مرّتين فبرأ بإذن الله تعالى (٤) .
٢٩ ـ المكارم : عن طبّ الأئمّة ، قال الصادق عليهالسلام : إنّ للدم ثلاث علامات : البثر في الجسد ، والحكّة ، ودبيب الدوابّ وفي حديث آخر « النعاس » وكان إذا اعتلّ إنسان من أهل الدار قال : انظروا في وجهه ، فإن قالوا أصفر قال : هو من المرّة الصفراء ، فيأمر بماء فيسقى ، وإن قالوا أحمر قال : دم ، فيأمر بالحجامة (٥) .
٣٠ ـ الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن ابن
__________________
(١) الطب : ٥٥ .
(٢) الطب : ٥٣ .
(٣) المصدر : ٦٣ .
(٤) المصدر : ٧٢ .
(٥) المكارم : ٨١ .
بكير ، عن أبي أيّوب ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما من داء إلّا وهو شارع (١) إلى الجسد ينظر متى يؤمر به فيأخذه . وفي رواية اُخرى : إلّا الحمّى ، فإنّها ترد وروداً (٢) .
بيانٌ : « إلّا وهو شارع » أي له طريق إليه ، من قولهم « شرعت الباب إلى الطريق » أي أنفذته إليه ، ولعلّ المعنى أنّ أكثر الأدواء لها مادّة في الجسد تشتدّ ذلك حتّى ترد عليه بإذن الله ، بخلاف الحمّى فإنّها قد ترد بغير مادّة بل بالأسباب الخارجة كتصرّف هواء حارّ أو بارد أو عفن أو سمّيّ .
٣١ ـ الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهريّ ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي إبراهيم عليهالسلام قال : قال لي : إنّي لموعوك منذ سبعة أشهر ، ولقد وعك ابني اثني عشر شهراً ، وهي تضاعف علينا . اُشعرت أنّها لا تأخذ في الجسد كّله ، وربما أخذت في أعلا الجسد ولم تأخذ في أسفله ، وربما اُخذت في أسفله ولم تأخذ في أعلا الجسد كلّه . قلت : جعلت فداك ، إن أذنت لي حدّثتك بحديث عن أبي بصير عن جدّك أنّه كان إذا وعك استعان بالماء البارد فيكون له ثوبان : ثوب في الماء البارد ، وثوب على جسده ، يراوح بينهما ثمّ ينادي حتّى يسمع صوته على باب الدار : يا فاطمة بنت محمّد فقال : صدقت . قلت : جعلت فداك فما وجدتم للحمّى عندكم دواء ؟ فقال : ما وجدنا لها عندنا دواء إلّا الدعاء والماء البارد . إنّي اشتكيت فأرسل إليّ محمّد بن إبراهيم بطبيب له ، فجاءني بدواء فيه قيء ، فأبيت أن أشربه ، لأنّي إذا قيّئت زال كلّ مفصل منّي . (٣)
توضيح : قال الجوهريّ : الوعك الحمّى ، وقيل : ألمها ، وقد وعكه المرض فهو موعوك . قوله عليهالسلام « اُشعرت » بصيغة المتكلم على بناء المجهول من الإفعال أو على صيغة الخطاب المعلوم مع همزة الاستفهام ، أي هل أحسست بذلك . ولعلّ
__________________
(١) في المصدر : سارع الى الجسد ينتظر .
(٢) روضة الكافي : ٨٨ .
(٣) روضة الكافي : ١٠٩ .
المعنى أنّ الحرارة قد تظهر آثارها في أعالي الجسد وقد تظهر في أسافلها قوله عليهالسلام « ثمّ ينادي » لعلّ النداء كان استشفاعاً بها ـ صلوات الله عليها ـ للشفاء . « زال كلّ مفصل منّي » أي لا أقدر لكثرة الضعف على القيء . والخبر يدلّ على أنّ بيان كيفيّة المرض ومدّته ليس من الشكاية المذمومة .
٣٢ ـ الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد رفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : الحمّى يخرج في ثلاث : في العرق ، والبطن ، و القيء . (١)
بيان : « في العرق » بالتحريك ، أو بالكسر ، أي إخراج الدم من العرق يريد به الفصد أو الأعمّ منه ومن الحجامة ، والأوّل أظهر . « والبطن » أي إسهال البطن كما مرّ .
٣٣ ـ الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن كامل بن محمّد ، عن محمّد بن إبراهيم الجعفيّ ، قال : حدّثني أبي قال : دخلتُ على أبي عبد الله عليهالسلام فقال [ لي ] : ما لي أراك ساهم الوجه ؟! فقلت : إنّ بي حمّى الربع . قال : فما (٢) يمنعك من المبارك الطيّب ؟ اسحق السكّر ثمّ امخضه بالماء واشربه على الريق وعند المساء . قال : ففعلت ، فما عادت إليّ . (٣)
بيان : قال الجوهريّ : السهام ـ بالضمّ ـ الضّمر والتغيّر . وقد سهم وجهه وسهم أيضاً بالضمّ ـ انتهى ـ .
والسكر معرّب « شكر » والواحدة بهاء ، ورطب طيّب ، والظاهر هنا الأوّل بقرينة السحق . « ثمّ امخضه » أي حرّكه تحريكاً شديداً .
٣٤ ـ الدعائم : عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : الحمّى من فيح جهنّم فأطفؤها بالماء ، وكان إذا وعك دعا بماء فأدخل فيه يده .
__________________
(١) المصدر : ج ٨ ، ص ٢٧٣ .
(٢) في المصدر : ما يمنعك .
(٣) روضة الكافي : ٢٦٥ .
٣٥ ـ وعن عليّ عليهالسلام أنّه قال : اعتلّ الحسن عليهالسلام فاشتدّ وجعه فاحتملته فاطمة عليهاالسلام فأتت به النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مستغيثة مستجيرة ، وقالت له : يا رسول الله ، ادع الله لابنك أن يشفيه ، ووضعته بين يديه . فقام صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى جلس عند رأسه ثمّ قال : يا فاطمة ! يا بنيّة ، إنّ الله هو الّذي وهبه لك وهو قادر على أن يشفيه . فهبط عليه جبرئيل فقال :يا محمّد ، إنّ الله جلّ وعزّ لم ينزل عليك سورة من القرآن إلّا وفيها فاء وكلّ فاء من آفة ، ما خلا الحمد فإنّه ليس فيها فاء ، فادع قدحاً من ماء فاقرأ فيه الحمد أربعين مرّة ثمّ صبّه عليه ، فإنّ الله يشفيه . ففعل ذلك ، فكأنّما اُنشط من عقال .
٣٥ ـ الشهاب : الحمّى رائد الموت ؛ الحمّى من فيح جهنم ؛ الحمّى حظُّ كلّ مؤمن من النار .
الضوء : الحمّى عبارة عن التهاب الحرارة على البدن وهي فعلى من حممتُ الماء أحمّه ، وأحممته أي أسخنته والحميم الماء الحارّ ، يقال حمّ الرجل ، وأحمّه الله وهو محموم وهو شاذّ ، مثل : زكم الرجل ، وأزكمه الله ، فهو مزكوم . « والرائد » الّذي يتقدّم القوم يطلب لهم الماء والكلأ . وفي المثل : « الرائد لا يكذب أهله » والموت عبارة عن تعطّل الجسد من حلية الحياة ، وهو عند المحقّقين ليس بذات ، إنّما المرجع فيه إلى النفي . يعني صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّ الحمّى عنوان الموت ورسول الّذي قدَّمه ، وما أقرب وصول المرسل بالمرسل ! وفيه إعلام أنّ العاقل ينبغي أن يكون متأهّباً لأمره ، مستعدّاً لشأنه ، مرتّباً أحواله أحسن الترتيب ، حتّى لا يخترمه الموت عن أمور متشعّثة ، وأحوال غير منتظمة ، وحسرات غير مجدية ، فالواجب عليه أن يعتقد أنّ حمّاه النازلة به هي القالعة له من الأهل والولد ، والمعطّلة من القوّة والجلد .
وفائدة الحديث الأمر
بالاستشعار من الموت ، والحذر منه ، والتوقّع لهجومه وقلّة الإخلاد إلى الحياة الفانية والوثوق بها ، وسوء الظنّ بأدنى مرض يعتري ، و حسبان أنّه مرض الموت . وراوي الحديث الحسن ، وتمامه : « وهي سجن الله في
الأرض ، يحبس بها عبده إذا شاء ، ويرسله .
وقال : الفيح تصاعد الحرّ ، يقال : فاحت القدر تفيح إذا غلت ، وأفحتها أنا يعني أنّ الحمّى وشدّة توهّجها على الإنسان ممّا يحتّ ذنوبه ، ويخلصه من خبث المعاصي ، ويكفّر عنه سيّئاته ، فكأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم جعل اشتعالها على بدنه وفاء ما يستحقّه من العذاب ، على طريق التشبيه والتمثيل ، فإذا استوفى عقابه المستحقّ بقي له الثواب الدائم .
وهذا الحديث قريب المعنى من الّذي يليه ، وهو متضمّن لتسلية المؤمن وتصبيره على مزاولة ما يسوقه الله تعالى إلى بدنه تصفية له وتطهيراً من الذنوب .
وروي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم « من حمّ ثلاث ساعات فصبر فيها باهى الله به ملائكته ، فقال : ملائكتي ، انظروا إلى عبدي وصبره على بلائي ، اكتبوا لعبدي براءة من النار قال : فيكتب :
« بسم الله الرحمن الرحيم . هذا كتاب من الله العزيز الحكيم ، براءة من الله لعبده فلان بن فلان ، إنّي قد أمنتك عن عذابي ، وأوجبت لك جنّتي فادخلها بسلام » .
وعن أبي الدرداء قال : ما يسرّني من وصب ليلة حمر النعم مرض المؤمن تكفير خطيئته .
وعن الحسن البصريّ أنّ الله تعالى يكفّر عن المؤمن خطاياه كلّها بحمّى ليلة .
وفائدة الحديث الأمر بالتصبّر والاستسلام لله تعالى فيما يؤدّب به من الأمراض والأسقام ، وإعلام أنّها لا تخلو من التطهير والتمحيص ، فضلاً عمّا فيها من الأعواض وفي الصبر عليها من الثواب . وراوية الحديث عائشة ، وتمامه : فأبردوها بالماء .
وقال في الحديث الثالث : هو قريب المعنى من الّذي قبله . والحظّ النصيب ، وجمعه القليل « أحظّ » والكثير : حظوظ ، وحظاظ قال :
وليس الغنى والفقر من حيلة الفتى |
|
ولكن أحاظٍ أقسمت وجدود (١) |
« وأحاظ » جمع أحظّ جمع القلّة لحظّ ـ على قلب إحدى الظّائين ياءً ، من باب « قصيت أظفاري » و « خَابَ مَن دَسَّاهَا (٢) » فهو إذاً جمع جمع القلّة . ومعنى الحديث : أنّ الله تعالى يحطّ عنه أوزاره ، ويغفر له بما ساقه من المرض إليه ، فتصبّر عليه ، ولا يعاقبه بالنار فكأنّ الحمّى كان حظّه من نار جهنّم .
وروي في حديث آخر عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم « ما من آدميّ إلّا وله حظّ من النار ، وحظُّ المؤمن الحمّى »
وعن مجاهد في قوله تعالى (٣) « وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا » قال : من حمّ من المسلمين فقد وردها ، وهو حظّ المؤمن منها .
وفائدة الحديث التسلية وتطييب القلوب عمّا يكابده الإنسان من الآلام والأدواء بما يحطّ فيها من الأوزار والأعباء ، وإعلام أنّه ممّا يقتصر عليه في عقوبته ، وتوفية استحقاقه على التقريب . وراوي الحديث عبد الله بن مسعود ، وتمام الحديث : وحمّى ليلة تكفّر خطايا سنة مجرمة ـ .
وأقول : « مجرَمة : أي تامّة . قال في القاموس حولٌ مجرمٌ ـ كمعظم : تامٌّ .
٣٦ ـ الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن جعفر بن يحيى الخزاعيّ ، عن الحسين بن الحسن ، عن عاصم بن يونس ، عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال لرجل : بأيّ شيء تعالجون (٤) محموميكم ؟ قال : أصلحك الله بهذه الأدوية المرّة : بسفايج ، والغافث ، وما أشبهه فقال : سبحان الله ! الّذي
__________________
(١) الجدود : جمع الجد بمعنى الحظ .
(٢) الشمس : ١٠ .
(٣) مريم : ٧١ .
(٤) في المصدر : محمومكم اذا حم .
يقدر أن يبرىء بالمرّ يقدر أن يبرىء بالحلو . ثمّ قال : إذا حمّ أحدكم فليأخذ إناء نظيفاً فيجعل فيه سكّرة ونصفاً ، ثمّ يقرأ عليه ما حضر من القرآن ، ثمّ يضعها تحت النجوم ، ويجعل عليها حديدة فإذا كان في الغداة صبّ عليه (١) الماء ومرسه بيده ثمّ شربه .
فإذا كانت الليلة الثانية زاده سكّرة اُخرى فصارت سكّرتين ونصفاً ، فإذا كانت الليلة الثالثة زاده سكّرة اُخرى فصارت ثلاث سكّرات ونصفا (٢) .
بيان : يدلّ على أنّه كان للسكّر مقدار معيّن ، وكأنّه الّذي يصبّونه في الرجاج ونحوه وينعقد منه حبّات صغيرة وكبيرة متشابهة ، ويسمّونها في العرف « النبات » ويحتمل غيره كما سيأتي في بابه إنشاء الله تعالى . وقال الجوهريّ : مرست التمر وغيره في الماء إذا نقعته ومرسته بيدك ـ انتهى ـ .
والبسفايج كما ذكره الأطبّاء عود أغبر إلى السواد والحمرة اليسيرة . دقيق عريض ذو شعب كالدودة الكثيرة الأرجل ، وفي مذاقه حلاوة مع قبض ، فتسقى المسكر . قال بعضهم : إنّه ينبت على شجرة في الغياض . (٣) وقيل : إنّه ينبت على الأحجار ، حارٌّ في الثانية ، يابس إلى الثالثة ، بالغ في التجفيف ، يجفّف الرطوبات ، ويسهل منه وزن ثلاثة دراهم من السوداء بلا مغص (٤) وبلغماً وكيموساً مائيّاً . ونحو ذلك ذكر في القانون .
وقال : الغافث من الحشايش الشاكة ، وله ورق كورق الشهدانج ، وزهر كالنيلوفر هو المستعمل أو عصارته ، حارٌّ في الاُولى يابس في الثانية ، لطيف قطّاع جلّاء بلا جذب ولا حرارة ظاهرة ، وفيه قبض يسير وعفوصة ومرارة شديدة كمرارة
__________________
(١) فيه : عليها .
(٢) روضة الكافي : ٢٦٥ .
(٣) الغياض : جمع غيضة ، مجتمع الشجر في مغيض الماء ، والاجمة .
(٤) المغص . وجع وتقطيع في الامعاء .
الصبر جيّد من ابتداء داء الثعلب وداء الحيّة ، يطلى بشحم عتيق على القروح العسرة الاندمال .
عصارته نافعة من الجرب والحكّة إذا شربت بماء الشاهترج والسكنجبين وكذلك زهره نافع لأوجاع الكبد وسددها ويقوّيها ، ومن صلابة الطحال وأورام الكبد وأورام المعدة حشيشاً وعصارة ، ومن سوء القنية وأعراض الاستسقاء ، نافع من الحمّيات المزمنة والعتيقة خصوصاً عصارته ، وخصوصاً مع عصارة الأفسنتين .
أقول سيأتي كثير من الأخبار في أبواب الأدوية والرياحين والفواكه والحبوب إن شاء الله تعالى .
٥٤
( باب )
* ( الحجامة والحقنة والسعوط والقىء ) *
١ ـ الخصال : عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختريّ ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : الدواء أربعة : الحجامة ، والسعوط ، والحقنة ، والقيء . (١)
بيان : قال الفيروز آباديّ : سعطه الدواء ـ كمنعه ونصره ـ وأسعطه إيّاه سعطة واحدة وإسعاطة واحدة ، أدخله في أنفه فاستعط . والسعوط ـ كصبور ـ ذلك الدواء .
٢ ـ الخصال : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد عن الحسين بن أسد البصريّ ، عن الحسين بن سعيد ، عمّن رواه عن خلف بن حمّاد عن رجل عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه مرّ بقوم يحتجمون ، فقال : ما كان عليكم لو أخّرتموه لعشيّة الأحد ، فكان يكون أنزل للداء . (٢)
__________________
(١) الخصال : ١١٧ .
(٢) المصدر : ٢٦ .
المكارم : عنه عليهالسلام مرسلاً مثله . (١)
٣ ـ الخصال : عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد الأشعريّ عن عليّ بن السنديّ ، عن محمّد بن عمرو بن سعيد ، عن يونس بن يعقوب ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : احتجم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الاثنين وأعطى الحجّام برّاً . (٢)
٤ ـ ومنه : عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد الأشعريّ عن الحسن بن الحسين اللّؤلوئيّ ، عن محمّد بن إسماعيل وأحمد بن الحسن الميثميّ أو أحدهما ، عن إبراهيم بن مهزم ، عمّن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يحتجم يوم الاثنين بعد العصر . (٣)
٥ ـ ومنه : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن حمّاد بن عيسى عمّن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : الحجامة يوم الاثنين من آخر النهار تسلّ الداء سلاً من البدن (٤) .
بيان : لا يبعد كون أخبار الاثنين محمولة على التقيّة ، لكثرة الأخبار الواردة في شؤمه ، ويمكن تخصيصها بهذه الأخبار ، وفيه نكتة وهو أنّ شؤمه لوقوع مصائب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة عليهمالسلام فيه والاحتجام كأنّه مشاركة معهم في الألم والمصيبة . لكن جرّبنا غالباً أنّ المحجتم والمفتصد فيه وفي الأربعاء لا ينتفع به .
٦ ـ الخصال : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عيسى اليقطينيّ ، عن زكريّا المؤمن (٥) عن محمّد بن رباح القلّاء ، قال : رأيت أبا إبراهيم عليهالسلام يحتجم
__________________
(١) المكارم : ٨٢ .
(٢ و ٣) الخصال : ٢٧ .
(٤) الخصال : ٢٧ .
(٥) هو أبو عبد الله زكريا بن محمد ، كان مختلط الامر في حديثه وروى عن الرضا (ع) ما يدل على وقفه ، وضعفه في الوجيزة والحاوي ومحمد بن رباح ـ بفتح الراء المهملة والباء الموحدة ـ القلاء ـ كشداد ـ وهو الذي حرفته القلى اي انضاج اللحم في المقلاة لم يذكر له مدح وتوثيق .
يوم الجمعة ، فقلت : جعلت فداك ، تحتجم يوم الجمعة ؟ قال أقرء آية الكرسيّ . فإذا هاج بك الدّم ليلاً كان أو نهاراً فاقرأ آية الكرسيّ واحتجم (١) .
٧ ـ ومنه : عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن سعد ، عن البرقيّ ، عن أبي الخزرج عن سليمان بن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدريّ ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من احتجم يوم الثلثاء لسبع عشرة أو أربع عشرة أو لإحدى وعشرين من الشهر كانت له شفاء أدواء السنة كلّها ، وكانت لما سوى ذلك شفاء من وجع الرأس والأضراس والجنون والجذام والبرص (٢) .
بيان : « وكانت لما سوى ذلك » أي الحجامة في غير الأيّام الثلاثة لكن في الثلثاء أو مطلقاً .
٨ ـ الخصال : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن بعض أصحابنا ، قال : دخلت على أبي الحسن عليّ بن محمّد العسكريّ عليهالسلام يوم الأربعاء وهو يحتجم ، فقلت له : إنّ أهل الحرمين يروون عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : من احتجم يوم الأربعاء فأصابه بياض فلا يلومنّ إلّا نفسه . فقال : كذبوا ، إنّما يصيب ذلك من حملته أمّه في طمث (٣) .
٩ ـ ومنه : عن أبيه ، عن سعد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن مروك (٤) بن عبيد عن محمّد بن سنان ، عن معتّب بن المبارك قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام في يوم (٥) خميس وهو يحتجم ، فقلت له : يا ابن رسول الله ، تحتجم في يوم الخميس ؟ قال : نعم من كان منكم محتجماً فليحتجم في يوم الخميس ، فإنّ كلّ عشيّة جمعة يبتدر الدم فرقاً من القيامة ولا يرجع إلى وكره إلى غداة الخميس . ثمّ التف عليهالسلام إلى غلامه زينج
__________________
(١) الخصال : ٣٠ .
(٢ و ٣) الخصال : ٢٨ .
(٤) في المصدر : « مروان » وهو تصحيف .
(٥) فيه : في الخميس .
فقال : يا زينج ، اشدد قصب (١) الملازم ، واجعل مصبّك رخيّاً ، واجعل شرطك زحفاً (٢) .
بيان : يحتمل أن يكون المراد بالملازم المحاجم ، لأنّها تلزم البدن وتوضع عليه ، وبقصبها رأسها الّذي يمصّ ، وشدّه بشدّ الجلد عليه كما هو الشائع ، وبالمصبّ طرفها الواسع الّذي يوضع على الجسد ، فإنّ الدم الخارج يصبّ عليه ، وبكونه رخيّا عدم الاعتماد عليه كثيراً فيؤلم الجسد . ويحتمل أن يكون في الأصل « مصّك » بتشديد الصاد بدون الباء ، أي مصّ بالتأنّي بدون شدّة وإسراع . أو يكون مكان « رخياً ـ رحباً بالحاء المهملة والباء الموحّدة ـ أي اجعل الظرف الّذي تصبّ فيه الدم واسعاً مكشوفاً ليمكن استعلام كيفيّة الدم . « واجعل شرطك زحفاً » أي أسرع في البضع (٣) واستعمال المشرط . ولا يبعد أن يكون في الكلام تصحيف كثير .
١٠ ـ الطب : قال قال أبو عبد الله عليهالسلام : من احتجم في آخر خميس من الشهر في أوّل النهار سلّ منه الداء سلاً (٤) .
١١ ـ معاني الاخبار : عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن عبد الله بن سنان ، عن خلف بن حمّاد ، عن رجل عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال لرجل من أصحابه : إذا أردت الحجامة وخرج الدم من محاجمك فقل قبل أن تفرغ ويسيل (٥) الدم « بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله الكريم في حجامتي هذه من العين في الدم ، ومن كلّ سوء » ثمّ قال : وما علمت يا فلان أنّك إذا قلت هذا فقد جمعت الأشياء كلّها ، إنَّ الله تبارك وتعالى يقول « وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ
__________________
(١) فيه : قصب دم الملازم واجعل عصمك وخياً . .
(٢) الخصال : ٣٠ .
(٣) البضع : القطع والشق ، والمشرط آلته .
(٤) لم توجد الرواية في طب الائمة .
(٥) في المصدر : والدم يسيل .
مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ » (١) يعني الفقر . وقال عزّ وجلّ « كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ » (٢) يعني أن يدخل في الزنا . وقال لموسى عليهالسلام « وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ (٣) » قال : من غير مرض ، (٤)
الطب : عن محمّد بن القاسم بن سنجاب ، عن خلف بن حمّاد ، عن ابن مسكان ، عن جابر الجعفيّ ، قال : قال أبو جعفر عليهالسلام لرجل من أصحابه ـ إلى قوله ـ من غير مرض . ثمّ قال : واجمع ذلك عند حجامتك والدم يسيل بهذه العوذة المتقدّمة (٥) .
المكارم : عن الصادق عليهالسلام مرسلاً مثله (٦) .
بيانٌ : « من العين في الدم » أي إصابة العين في خروج الدم أو العين بمعنى العيب . « وما علمت » استفهام تقرير ، أي اعلم أنّ قولك « من كلّ سوء » يشمل الاستعاذة من جميع الآفات الدينيّة والدنيويّة ، من الأمراض البدنيّة والأحوال الدينيّة ، ثمّ استشهد عليهالسلام بالآيات الّتي استعمل السوء فيها بجميع تلك المعاني .
١٢ ـ معاني الاخبار : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله رفعه إلى أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليهالسلام عن أبيه عليهالسلام قال : احتجم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في رأسه وبين كتفيه وفي قفاه ثلاثاً ، سمّى واحدة « النافعة » والاُخرى « المغيثة » والثالثة « المنقذة » (٧) .
١٣ ـ ومنه : بهذا الإسناد عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن الحسن بن عليّ ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي سلمة وهو أبو خديجة واسمه سالم بن مكرَم ـ عن أبي ـ
__________________
(١) الاعراف : ١٨٨ .
(٢) يوسف : ٢٤ .
(٣) النمل : ١٢ .
(٤) معاني الاخبار : ١٧٢ وفي المصدر « من غير برص » .
(٥) الطب : ٥٥ ـ ٥٦ .
(٦) المكارم : ٨٢ .
(٧) المعاني : ٢٤٧ .
ـ عبد الله عليهالسلام قال : الحجامة على الرأس على شبر من طرف الأنف وفِتر (١) من [ بين ] الحاجبين . وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يسمّيها بالمنقذة .
وفي حديث آخر قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يحتجم على رأسه ، ويسمّيه المغيثة أو المنقذة .
بيان : فضل حجامة الرأس ومنافعها وردت في روايات الخاصّة والعامّة ، وقال بعض الأطبّاء : الحجامة في وسط الرأس نافعة جدّاً ، وقد روي أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله فعلها .
وقال بعضهم : فصد الباسليق ينفع حرارة الكبد والطحال والرّئة ، ومن الشوصة وذات الجنب وسائر الأمراض الدمويّة العارضة من أسفل الركبة إلى الورك . وفصد الأكحل ينفع الامتلاء العارض في جميع البدن إذا كان دمويّاً ولا سّيما إن كان فسد . وفصد القيفال ينفع من علل الرأس والرقبة إذا كثر الدم أو فسد . وفصد الودجين لوجع الطحال والرَّبو (٢) ووجع الجنبين .
والحجامة على الكاهل ينفع من أمراض الرأس والوجه كالاُذنين والعينين و الأسنان ووجه الأنف والحلق ، وينوب عن فصد القيفال . والحجامة تحت الذقن ينفع من وجع الأسنان والوجه والحلقوم وينقّي الرأس والحجامة على ظهر القدم تنوب عن فصد الصافن ـ وهو عرق تحت الكعب ـ . وتنفع من عروق الفخذين والساقين وانقطاع الطمث والحكّة العارضة في الاُنثيين . والحجامة على أسفل الصدر نافعة عن دماميل الفخذ وجربه وبثوره ، ومن النقرس والبواسير وداء الفيل وحكّة الظهر ومحلّ ذلك كلّه إذا كان من دم هائج وصادف وقت الاحتياج إليه . والحجامة على المعدة ينفع الأمعاء وفساد الحيض .
١٤ ـ الخصال : عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن عمرو بن أسلم ، قال : رأيت أبا الحسن موسى بن
__________________
(١) الفتر ـ كالحبر ـ ما بين طرف الابهام وطرف السبابة اذا فتحها .
(٢) الربو ـ كفلس : انتفاخ الجوف ، وعلة تحدث في الرئة توجب صعوبة التنفس .
جعفر عليهماالسلام احتجم يوم الأربعاء ، وهو محموم فلم تتركه الحمّى ، فاحتجم يوم الجمعة فتركته الحمّى (١) .
١٥ ـ ومنه : عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد الأشعريّ ، عن السّياريّ ، عن محمّد بن أحمد الدقّاق ، قال : كتبت إلى أبي الحسن الثاني عليهالسلام أسأله عن الحجامة يوم الأربعاء لا تدور . فكتب عليهالسلام : من احتجم في يوم الأربعاء لا يدور خلافاً على أهل الطيرة عوفي من كلّ آفة ، ووقي من كلّ عاهة ، ولم تخضرّ محاجمه . (٢)
١٦ ـ ومنه : عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن حذيفة بن منصور ، قال : رأيت أبا عبد الله عليه السلام احتجم يوم الأربعاء بعد العصر (٣) .
١٧ ـ ومنه : عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد الأشعريّ عن إبراهيم بن إسحاق ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهمالسلام قال : توقّوا الحجامة يوم الأربعاء والنورة ، فإنّ يوم الأربعاء يوم نحس مستمرّ ، وفيه خلقت جهنّم (٤) .
١٨ ـ الخصال : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله عن محمّد بن عيسى اليقطينيّ ، عن عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهمالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : إنّ الحجامة تصحّح البدن وتشدّ العقل (٥) .
١٩ ـ وقال عليهالسلام : الحقنة من الأربع . قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ أفضل
__________________
(١ و ٢) الخصال : ٢٨ .
(٣) المصدر : ٢٩ .
(٤) الخصال : ٢٩ .
(٥) المصدر : ١٥٦ .
ما تداويتم به الحقنة ، وهي تعظم البطن ، وتنقّي داء الجوف ، وتقوّي البدن . استعطوا (١) بالبنفسج ، وعليكم بالحجامة (٢) .
وقال عليهالسلام : توقّوا الحجامة والنورة يوم الأربعاء ، فإنّ يوم الأربعاء يوم نحس مستمرّ ، وفيه خلقت جهنّم . وفي الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد إلّا مات (٣) .
بيانٌ : « من الأربع » كأنّ الثلاث الاُخر الحجامة والسعوط والقيء ، أو مكان أحد الأخيرين العسل ، أو الكيّ ، أو الحمأ ، أو المشي . ويشهد لكلّ منها بعض الأخبار .
وقال في النهاية : « فيه أنّه شرب الدواء واستعط » . يقال سعطته وأسعطته فاستعط ، والاسم السعوط ـ بالفتح ـ وهو ما يجعل من الدواء في الأنف ـ انتهى ـ .
وقال ابن حجر : السعوط هو أن يستلقي على ظهره ويجعل بين كتفيه ما يرفعهما لينحدر رأسه ويقطر في أنفه (٤) ماء أو دهن فيه دواء مفرد أو مركّب ، ليتمكّن بذلك من الوصول إلى دماغه لاستخراج ما فيه من الداء بالعطاس . وروي عن ابن عبّاس أنّ خير ما تداويتم به السعوط .
٢١ ـ مجالس الصدوق : في مناهي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه نهى عن الحجامة يوم الأربعاء .
٢٢ ـ العلل والعيون : عن محمّد بن عمرو البصريّ ، عن عبد الله بن أحمد بن جبلة ، عن عبد الله بن أحمد بن عامر ؛ عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : يوم الثلثاء يوم حرب ودم (٥) .
٢٣ ـ العيون : عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن محمّد بن يحيى ، وأحمد بن
__________________
(١) في المصدر : أسعطوا .
(٢ و ٣) الخصال : ١٧١ .
(٤) في الانف ( خ ) .
(٥) علل الشرائع : ج ٢ ، ص ٢٨٥ ، العيون : ج ١ ، ص ٢٤٨ ، وفيه : يوم الاثنين يوم حرب ودم .
إدريس ، عن محمّد بن أحمد الأشعريّ ؛ عن أحمد بن محمّد أبي عبد الله البرقيّ ، عن أبيه عن بكر بن صالح ، عن سليمان الجعفريّ ، قال : سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول : قلّموا أظفاركم يوم الثلثاء ، واستحموا يوم الأربعاء ، وأصيبوا من الحجامة حاجتكم ، يوم الخميس ، وتطيّبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة (١) .
٢٤ ـ ومنه : عن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه عن إسحاق بن إبراهيم ، عن مقاتل بن مقاتل ، قال : رأيت أبا الحسن الرّضا عليهالسلام في يوم الجمعة في وقت الزوال على ظهر الطريق يحتجم وهو محرم (٢) .
قال الصدوق ـ رحمه الله ـ : في هذا الحديث فوائد : أحدها إطلاق الحجامة في يوم الجمعة عند الضرورة ، ليعلم أنّ ما ورد من كراهة ذلك إنّما هو في حالة الاختيار والثانية الإطلاق في الحجامة في وقت الزوال . والثالثة أنّه يجوز للمحرم أن يحتجم إذا اضطرّ ولا يحلق مكان الحجامة ، ولا قوّة إلّا بالله .
٢٥ ـ العيون : بالأسانيد الثلاثة المتقدّمة في الباب السابق عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن يكن في شيء شفاء ففي شرطة الحجّام أو في شربة العسل (٣) .
بيان : قال الجوهريّ : المشرط المبضع ، والمشراط مثله . وقد شرط الحاجم يشرُط ويشرط إذا بزغ ، أي قطع . وفي القاموس : الشرط بزغ الحجّام .
٢٦ ـ معاني الاخبار : عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقيّ ، بإسناده رفعه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : نعم العيد (٤) عيد الحجامة ! ـ يعني العادة ـ تجلو البصر ، وتذهب بالداء (٥) .
__________________
(١) العيون : ج ١ ، ص ٢٧٩ .
(٢) العيون : ج ٢ ، ص ١٦ .
(٣) المصدر : ج ٢ ، ص ٣٥ .
(٤) في المصدر : نعم العيد الحجامة .
(٥) المعاني : ٢٤٧ .
بيانٌ : قال الجوهريّ : العيد ما اعتادك من همّ أو غيره .
٢٧ ـ المحاسن : عن ابن فضّال عن أبي جميلة ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : نزل جبرئيل بالسواك والخلال والحجامة . (١)
٢٨ ـ فقه الرضا : قال عليهالسلام : إذا أردت الحجامة فاجلس بين يدي الحجّام وأنت متربّع وقل « بسم الله الرحمن الرحيم . أعوذ بالله الكريم في حجامتي من العين في الدم ، ومن كلّ سوء وإعلال وأمراض وأسقام وأوجاع ، وأسألك العافية والمعافاة والشفاء من كلّ داء » .
٢٩ ـ وقد روي عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : اقرء آية الكرسيّ واحتجم أيَّ يوم شئت ، وتصدَّق واخرج أيَّ يوم شئت .
٣٠ ـ الطب : عن ابن ما شاء الله أبي عبد الله عن المبارك بن حمّاد ، عن زرعة ، عن سماعة ، قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : الحقنة هي من الدواء ، وزعموا أنّها تعظم البطن ، وقد فعلها رجال صالحون . (٢)
٣١ ـ ومنه : حفص بن محمّد عن القاسم بن محمّد عن إسماعيل بن أبي الحسن ، عن حفص بن عمر قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : خير ما تداويتم به الحجامة والسعوط والحمّام والحقنة . (٣)
تأييد : روى العامّة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : إنّ أمثل ما تداويتم به الحجامة . وقال بعضهم : الخطاب بذلك لأهل الحجاز ومن كان في معناهم من أهل البلاد الحارّة لميل الدم إلى سطح البدن . ويؤخذ من هذا أنّ الخطاب أيضاً لغير الشيوخ لقلّة الحرارة في أبدانهم . وعن ابن سيرين قال : إذا بلغ أربعين سنة لم يحتجم .
قال الطبريّ : وذلك أنّه يصير من حينئذ في انتقاص عمره ، وانحلال من قوى جسده ، فلا ينبغي أن يزيده وهناً بإخراج الدم ـ انتهى ـ . وهو محمول على
__________________
(١) المحاسن : ٥٥٨ .
(٢) الطب : ٥٤ .
(٣) المصدر : ٥٤ .
من لم يتعيّن حاجته إليه وعلى من لم يعتد به . وقال ابن سينا في أرجوزته :
ومن تعوّدت له الفصادة |
|
فلا يكن يقطع تلك العادة |
بل يقلّل ذلك بالتدريج إلى أن ينقطع [ جملة ] في عشر الثمانين .
٣٢ ـ الطب : عن المنذر بن عبد الله ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام قال : الدواء أربعة : الحجامة ، والطلي ، والقيء ، والحقنة . (١)
بيان : المراد بالطلي النورة ، أو الأعمّ منه ومن طلي الأدوية .
٣٣ ـ الطب : عن إبراهيم بن محمّد ، عن عبد الرحمن ، عن إسحاق بن حسّان عن عيسى بن بشير الواسطيّ ، عن ابن مسكان وزرارة قالا : قال أبو جعفر محمّد بن عليّ عليهما السّلام : طبُّ العرب في ثلاث : شرطة الحجامة ، والحقنة ، وآخر الدواء الكيّ (٢) .
٣٤ ـ وعن أبي عبد الله عليهالسلام قال : طبُّ العرب في خمسة : شرطة الحجامة والحقنة ، والسعوط ، والقيء ، والحمّام ، وآخر الدواء الكيّ . (٣)
٣٥ ـ وعن أبي جعفر الباقر عليهالسلام : طبُّ العرب في سبعة : شرطة الحجامة والحقنة ، والحمّام ، والسعوط ، والقيء ، وشربة العسل ، وآخر الدواء الكيّ . وربما يزاد فيه النورة (٤) .
٣٦ ـ ومنه : عن محمّد بن يحيى البرسيّ عن محمّد بن يحيى الأرمني ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، قال : سأل طلحة بن زيد أبا عبد الله عليهالسلام عن الحجامة يوم السبت ويوم الأربعاء ، وحدّثته بالحديث الّذي ترويه العامّة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله فأنكروه وقالوا : الصحيح عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : إذا تبيّغ بأحدكم الدم فليحتجم لا يقتله . ثمّ قال : ما علمت أحداً من أهل بيتي يرى به بأساً (٥) .
٣٧ ـ وروي أيضاً عن أبي عبد الله عليهالسلام : إنّ أوّل ثلثاء تدخل في شهر « آذار »
__________________
(١) الطب : ٥٥ .
(٢ ـ ٤) المصدر : ٥٥ .
(٥) المصدر : ٥٦ .
بالروميّة ، الحجامة فيه مصحّة سنته بإذن الله تعالى (١) .
٣٨ ـ وروي أيضاً عنهم عليهمالسلام : أنّ الحجامة يوم الثلثاء لسبعة عشر من الهلال مصحّة سنته (٢) .
بيان : قال في النهاية : فيه « لا يتبيّغ بأحدكم الدم فيقتله » أي غلبة الدم على الإنسان ، يقال : تبيّغ به الدم ؛ إذا تردّد فيه . ومنه تبيّغ الماء إذا تردّد وتحيّر في مجراه . ويقال فيه « تبوّغ » بالواو . وقيل : إنّه من المقلوب ؛ أي لا يبغي عليه الدم فيقتله من البغي مجاوزة الحدّ ؛ والأوّل أوجه (٣) ـ انتهى ـ .
وصحّح الأكثر « المصحّة » بفتح الميم والصاد ، وقد تكسر الصاد ، مفعلة من الصحّة بمعنى العافية . ويمكن أن يقرأ بكسر الميم ، اسم آلة ، وبالضمّ أيضاً اسم فاعل ؛ والأخير أبعد .
٣٩ ـ الطب : عن محمّد بن الحسين ، عن فضالة بن أيّوب ، عن إسماعيل ، عن أبي عبد الله جعفر الصادق عن أبي جعفر الباقر عليهماالسلام أنّه قال : ما اشتكى رسول الله صلىاللهعليهوآله وجعاً قطّ إلّا كان مفزعه إلى الحجامة .
وقال أبو طيبة : حجمت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأعطاني ديناراً وشربت دمه . فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أشربت (٤) ؟ قلت : نعم . قال : وما حملك على ذلك ؟ قلت أتبرّك به . قال : أخذت أماناً من الأوجاع والأسقام والفقر والفاقة ، والله ما تمسّك النار أبداً (٥) .
بيان : « أبو طيبة » بفتح الطاء وسكون المثنّاة التحتانيّة ثمّ الباء الموحّدة هو من الصحابة ، واسمه نافع ، وكان حجّاماً ، مولى محيّصة بن مسعود الانصاريّ . كذا ذكره بعض الرجاليّين من العامّة .
__________________
(١ و ٢) المصدر : ٥٦ .
(٣) في النهاية : « الوجه » ج ١ ، ص ١٠٥ .
(٤) في المصدر : أشربته .
(٥) الطب : ٥٦ .
٤٠ ـ الطب : عن الزبير بن بكار ، عن محمّد بن عبد العزيز ، عن محمّد بن إسحاق عن عمّار ، عن فضيل الرسّان ، قال أبو عبد الله عليهالسلام : من دواء الأنبياء الحجامة والنورة والسعوط (١) .
٤١ ـ ومنه : عن أحمد بن عبد الله بن زريق ، قال : مرّ جعفر بن محمّد عليهماالسلام بقوم كانوا يحتجمون ، قال : ما كان عليكم لو أخّرتموه إلى عشيّة الأحد فكان أبرأ للداء (٢) .
٤٢ ـ وعن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : احتجموا إذا هاج بكم الدم ، فإنّ الدم ربما تبيّغ بصاحبه فيقتله (٣) .
٤٣ ـ وعن الباقر عليهالسلام أنّه قال : خير ما تداويتم به الحقنة والسعوط والحجامة والحمّام (٤) .
٤٤ ـ ومنه : عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن خالد ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهالسلام يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : الحجامة في الرأس شفاء من كلّ داء إلّا السام (٥) .
٤٥ ـ ومنه : عن الخضر بن محمّد ، عن الخراذينيّ (٦) عن أبي محمّد بن البردعيّ عن صفوان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يحتجم (٧) ثلاثة : واحدة منها في الراس يسمّيها « المتقدّمة » (٨) وواحدة بين الكتفين يسمّيها « النافعة » وواحدة بين الوركين يسمّيها « المغيثة » (٩) .
__________________
(١ ـ ٥) المصدر : ٥٧ .
(٦) بالخاء المضمومة والراء المهملة والالف والذال المعجمة ، نسبة الى « خراذين » قرية بالري ، واسمه علي بن العباس قال النجاشي : علي بن العباس الخراذيني الرازي رمي بالغلو وغمز عليه ، ضعيف جداً . ولم نجد ذكراً من أبي محمد بن البردعي في كتب الرجال .
(٧) في المصدر : بثلاث .
(٨) المنقذة ( ظ ) .
(٩) المصدر : ٥٧ ، وفيه « المعينة » .