قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

جواهر البلاغة

جواهر البلاغة

295/354
*

وكقوله :

برغم شبيب فارق السيف كفَّه

وكانا على العلات يصطحبان

كأن رقاب الناس قالت لسيفه

رفيقك قيسىٌ وأنت يماني (١)

(٢) الاستخدام

الاستخدام : هو ذكر لفظ مشترك بين معنيين ، يراد به أحدهما ثم يعاد عليه ضمير ، أو إشارة ، بمعناه الآخر ، أو يعاد عليه ضميران يراد بثانيهما غير ما يراد بأولهما.

فالأول : كقوله تعالى (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) أريد أولا بالشهر (الهلال) ثم أُعيد عليه الضمير أخيراً بمعنى أيام رمضان. وكقول معاوية بن مالك :

إذا نزل السماء بأرض قوم

رعيناه وان كانوا غضابا

أراد بالسماء (المطر) وبضميره في «رعيناه» (النبات) (٢) وكلاهما معنى مجازي للسماء.

____________________

(١) يريد أن كف (شبيب وسيفه متنافران ، لا يجتمعان ، لأن شيباً كان قيسياً ، والسيف يقال له (يماني) فوري به عن الرجل المنسوب إلى اليمين ، ومعلوم ما بين قيس واليمن من التنافر ، فظاهر قوله (يماني) أنه رجل منسوب إلى اليمين ، ومراده البعيد الدلالة على السيف ، لأن كلمة يماني من أسمائه.

(٢) ملخص الاستخدام : هو أن يؤتى بلفظ له معنيان ، فيراد به أحدهما ، ثم يراد بضميره المعنى الآخر ، كقول الشاعر :

وللغزالة شيء من تلفته

ونورها من ضيا خديه مكتسب

أراد الشاعر : بالغزالة الحيوان المعروف ، وبضمير (نورها) الغزالة بمعنى الشمس وكقوله :

رأى العقيق فأجرى ذاك

ناظره متيم لج في الاشواق خاطره

وكقوله :

إذا لم أبرقع بالحيا وجه عفتي

فلا أشبهته راحتي بالتكرم

ولا كنت ممن يكسر الجفن بالوغى

إذا أنا لم أغضضه عن رأى محرم