الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري ، وتصدّى خلال ذلك للتدريس ، فحظي بتأييد استاذه الشيخ الأنصاري وتقديره.
وبعد وفاة الشيخ الأنصاري في سنة ١٢٨١ ه تفرّغ للتدريس في النجف ، وأصبح من مشاهير علمائها وأعلامها المحقّقين وتخرّج عليه جمع من الفضلاء.
وغادر الشيخ عبد الرحيم النهاوندي أرض العراق بعد إقامة استمرت نحو ثلاثين عاما ، وذلك سنه ١٢٩١ ه (١) ، وهي السنة التي ولد فيها ابنه محمد صاحب النفحات ، وتشرف بزيارة مرقد الامام الرضا عليهالسلام في مشهد ، وأقام لمدة سنة مجاورا للمشهد الرضوي المقدس ، ثمّ غادر بعدها مارا في طهران ، وهناك ألحّ عليه جماعة من فضلائها وعلمائها لطلب الاقامة بها وتولي التدريس في المدرسة الفخرية ( المعروفة بمدرسة مروي ) فأقام في طهران ملبيا طلبهم ، وفوّض إليه الحاج ملا علي الكني مهمة التدريس في المدرسة المذكورة ، وتولّى أيضا مهام المرجعية والافتاء وإقامة صلاة الجماعة حيث كان يقتدي به عامة متديني المدينة وأعلامها ، لما يتصف به من زهد وتقوى وما يحظى به من وجاهة تامة ومكانة مرموقة.
وتخرج عليه جماعة من الأعلام كالحاج ميرزا علي تقي سبط السيد محمد المجاهد ، والسيد محمد الطباطبائي ، والحاج ميرزا مهدي كلستانه وغيرهم.
وبقي الشيخ عبد الرحيم مقيما في طهران حتى وافاه الأجل في يوم الثلاثاء التاسع من ربيع الثاني سنة ١٣٠٤ ه وحمل جثمانه إلى قم (٢) فدفن في أول حجرة من حجرات الصحن الجديد للسيدة فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهالسلام على يسار الداخل من الباب الشرقي.
وترك الشيخ عبد الرحيم مجموعة من الآثار العلمية منها في الأصول مقدار من أصل البراءة ، وحاشية القوانين ، وفي الفقه : كتاب العتق ، وكتاب الوقف ، وديوان شعر فيه مجموعة من أشعاره في كراريس بخطه كانت عند ولده الشيخ محمد.
٣ - أخوه
__________________
(١) قيل أيضا : سنة ١٢٨٩ ه ، كما في نقباء البشر ٣ : ١١٠٩ ( ترجمة الشيخ عبد الرحيم النهاوندي ) وريحانة الأدب ٦ : ٢٦٨ ، وما أثبتناه موافق لرواية الشيخ آقا بزرك عن الشيخ محمد النهاوندي ، في الذريعة ٩ : ٦٨٧ ، وراجع أيضا : نقباء البشر ( مخطوط ) : ١٢٨ ترجمة الشيخ محمد ، والذريعة ٩ : ١٠٠٦ و١٢ : ١٦٣.
(٢) ذكر الشيخ آقا بزرك في نقباء البشر ٣ : ١١٠٩ أنه حمل جثمانه إلى النجف ، وهو وهم ، فقد ذكر في الذريعة ٩ : ٦٨٧ أنه دفن في قم ، وهو مطابق لحقيقة الحال ولكافة المصادر التي ترجمت له ، راجع الفوائد الرضوية : ٢٢٩ ، ريحانة الأدب ٦ : ٢٦٨.