قتالكم.
﴿فَإِنْ قاتَلُوكُمْ﴾ فيه بادين به ﴿فَاقْتُلُوهُمْ﴾ فيه دفاعا ، ولا تبالوا هتك حرمة الحرم ، لأنّهم الذين هتكوا حرمته وأنتم مدافعون عن أنفسكم ﴿كَذلِكَ﴾ القتل ﴿جَزاءُ الْكافِرِينَ﴾ على مبادرتهم بالقتال ، فإنّه يفعل بهم مثل ما فعلوا.
﴿فَإِنِ انْتَهَوْا﴾ وانصرفوا عن القتال واعتقاد الشّرك بالله وتابوا إليه ﴿فَإِنَّ اللهَ﴾ يغفر لهم ؛ لأنّه ﴿غَفُورٌ﴾ للعصاة وستّار للسّيّئات ﴿رَحِيمٌ﴾ بالمؤمنين التائبين.
ثمّ أكّد الله الأمر بقتال المشركين بقوله : ﴿وَقاتِلُوهُمْ﴾ مجدّين فيه ﴿حَتَّى لا تَكُونَ﴾ في الأرض ﴿فِتْنَةٌ﴾ الشّرك ، وحتّى يسلموا ﴿وَيَكُونَ الدِّينُ﴾ في الأرض خالصا ﴿لِلَّهِ﴾ لا شرك للشّيطان والأصنام فيه ﴿فَإِنِ انْتَهَوْا﴾ ورجعوا عن الشّرك إلى التّوحيد ﴿فَلا عُدْوانَ﴾ جائز مستحسن على أحد ﴿إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ على أنفسهم باختيار الكفر.
قيل : تسمية الجزاء عدوانا من باب المشاكلة والازدواج (١) .
عن ( العيّاشي ) : عن أحدهما عليهماالسلام : « أي لا عدوان إلّا على ذرّيّة قتلة الحسين عليهالسلام » (٢) وقريب منه رواية اخرى (٣) .
وعن ( العيّاشي ) : عن الرّضا عليهالسلام أنّه سئل : يابن رسول الله ، ما تقول في حديث روي عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : « إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين عليهالسلام بفعال آبائهم ؟ » فقال عليهالسلام : « هو كذلك » .
فقيل : فقول الله عزوجل : ﴿وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى﴾(٤) ما معناه ؟ فقال : « صدق الله في جميع أقواله ، لكنّ ذراري قتلة الحسين عليهالسلام رضوا بفعال آبائهم ، ويفتخرون بها ، ومن رضي شيئا كان كمن أتاه ، ولو أنّ رجلا قتل في المشرق فرضي [ بقتله ] رجل في المغرب ، لكان الرّاضي عند الله شريك القاتل. وإنّما يقتلهم القائم إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم » (٥) .
﴿الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ
__________________
(١) تفسير الصافي ١ : ٢١٠.
(٢) تفسير العياشي ١ : ١٩٣ / ٣٢٠.
(٣) تفسير العيّاشي ١ : ١٩٣ / ٣٢٢.
(٤) الزمر : ٣٩ / ٧.
(٥) علل الشرائع : ٢٢٩ / ١ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٧٣ / ٥.