ربّ العزّة إلى آخر قوسه الصّعوديّ ، فيسجد صورة كما سجد بالخضوع المطلق والفناء معنى ، وقد كان مصير القرآن إليه سبحانه في النّشأة الاولى.
الطرفة الثامنة والعشرون
في أفضلية تعلّم القرآن وتعليمه
على سائر الأعمال والعبادات
قد ظهر ممّا ذكر في فضل القرآن أنّ تعليمه وتعلّمه من أفضل الأعمال مضافا إلى روايات كثيرة دالّة على فضلهما وكثرة الثّواب عليهما.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : تعلّموا القرآن - إلى أن قال : - ويكسى أبواه خلّتين إن كانا مؤمنين ، ثمّ يقال لهما : هذا لما علّمتماه القرآن » (١) .
وفي حديث أبي ذرّ : لأن تغدو فتتعلّم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلّي مائة ركعة (٢).
وعن أبي هريرة : ما من رجل يعلّم ولده القرآن إلّا توّج يوم القيامة بتاج في الجنّة (٣) .
وفي رواية عن عثمان : إنّ أفضلكم من تعلّم القرآن وعمل به (٤) .
وفي رواية عن أبي عبد الله عليهالسلام : « من تعلّم منه حرفا ظاهرا كتب الله له عشر حسنات ، ومحا عنه عشر سيّئات ، ورفع له عشر درجات » .
قال : « لا أقول بكلّ آية ، ولكن بكلّ حرف باء أو ياء أو شبههما » (٥) .
وعن ابن عبّاس رضى الله عنه : من تعلّم كتاب الله ثمّ اتّبع ما فيه ، هداه الله به من الضّلالة ، ووقاه يوم القيامة سوء الحساب (٦) .
وعن سعد الخفّاف ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « تعلّموا القرآن ، فإنّ القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة نظر إليها الخلق - إلى أن قال : - حتّى ينتهي إلى ربّ العزّة فيخرّ تحت العرش فيناديه تبارك وتعالى : يا حجّتي في الأرض ، وكلامي الصادق النّاطق ، ارفع رأسك ، وسل تعط ، واشفع تشفّع [ فيرفع رأسه ، فيقول الله تبارك وتعالى ] : كيف رأيت عبادي ؟ فيقول : يا ربّ منهم من صانني وحافظ عليّ ولم
__________________
(١) الكافي ٢ : ٤٤١ / ٣.
(٢) الإتقان في علوم القرآن ٤ : ١٢٤.
(٣) الإتقان في علوم القرآن ٤ : ١٢٣.
(٤) الإتقان في علوم القرآن : ٤ : ١٢٣ ، وفيه : القرآن وعلّمه.
(٥) الكافي ٢ : ٤٤٨ / ٦.
(٦) الاتقان في علوم القرآن ٤ : ١٢٤.