وفي ( الكافي ) : عنه عليهالسلام ، في حديث : « من سرّه أن يعلم أنّ الله يحبّه ، فليعمل بطاعة الله وليتّبعنا ، ألم تسمع قول الله عزوجل لنبيّه : ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ والله لا يطيع الله عبد [ أبدا ] إلّا أدخل الله عليه في طاعته اتّباعنا ، ولا والله لا يتّبعنا عبد أبدا إلّا أحبّه (١) الله ، ولا والله لا يدّع أحد اتّباعنا أبدا إلّا أبغضن عدوّنا (٢) ، ولا والله لا يبغضنا أحد أبدا إلّا عصى الله ، ومن مات عاصيا لله أخزاه الله ، وأكبّه على وجهه في النّار » (٣) .
ثمّ أشار سبحانه إلى أدنى ثمرات حبّه له ، بقوله : ﴿وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ ويستر بعفوه سيّئاتكم ﴿وَاللهُ غَفُورٌ﴾ للمعاصي ، وستّار للقبائح ﴿رَحِيمٌ﴾ لمن تحبّب إليه بطاعته واتّباع رسله وخلفائه.
قيل : نزلت حين دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله كعب بن أشرف ومن تابعه إلى الإيمان ، فقالوا : نحن أبناء الله وأحبّاؤه.
وقيل : نزلت في وفد نجران ، لمّا قالوا : إنّا نعبد المسيح حبّا لله (٤) .
وقيل : نزلت في أقوام زعموا على عهده صلىاللهعليهوآله أنّهم يحبّون الله ، فامروا أن يجعلوا قولهم مطابقا لعملهم (٥) .
وعن ابن عبّاس : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله وقف على قريش وهم في المسجد الحرام يعبدون الأصنام ، وقد علّقوا عليها بيض النّعام ، وجعلوا في آذانها الشّنوف (٦) ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « يا معشر قريش ، قد خالفتم ملّة إبراهيم وإسماعيل عليهماالسلام » فقالت قريش : إنّما نعبدها حبّا لله ليقرّبونا إلى الله زلفى ، فقال تعالى لنبيّه : ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ﴾ وتعبدون الأصنام لتقرّبكم إلى الله ﴿فَاتَّبِعُونِي﴾ أي اتّبعوا شريعتي وسنّتي ﴿يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾ فأنا رسوله إليكم ، وحجّته عليكم (٧) .
﴿قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (٣٢)﴾
ثمّ أنّه روي أنّه لمّا نزلت آية ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ ،﴾ [ قال ] عبد الله بن أبي : إنّ محمّدا يجعل
__________________
(١) في النسخة : لمحبّة.
(٢) في الكافي والصافي : لا يدع أحد اتباعنا أبدا إلّا أبغضنا.
(٣) الكافي ٨ : ١٤ / ١ ، تفسير الصافي ١ : ٣٠٤.
(٤) تفسير أبي السعود ٢ : ٢٥.
(٥) تفسير أبي السعود ٢ : ٢٥.
(٦) الشنوف : جمع شنف ، وهو القرط من الدّر أو الذهب والفضّة وكل ما يعلّق في شحمة الاذن أو فوقها من الزينة.
(٧) تفسير أبي السعود ٢ : ٢٥.