﴿وَأَحْسِنُوا﴾ إلى الفقراء وتفضّلوا عليهم مراعين للاقتصاد ، أو التزموا بالأعمال الحسنة ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ ومنهم المقتصدون في الإنفاق.
وقيل : إنّ ممّا يؤدّي إلى الهلاك ، ترك الإنفاق في أصحاب الجهاد ، فيستولي عليهم العدوّ فيهلكهم (١) .
﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا
رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ
فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ
فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا
رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ
وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (١٩٦)﴾
ثمّ أنّه روي أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوآله لمّا رجع في العام القابل إلى مكّة فمنعه الكفّار عن الحجّ والعمرة فنزلت : ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾(٢) واتوا بهما كاملين بشرائطهما وأركانهما خالصين لوجه الله.
عن ( الكافي ) و( العيّاشي ) سئل الصادق عليهالسلام عن هذه الآية ، فقال : « هما مفروضان » (٣) .
وعنه عليهالسلام قال : « العمرة واجبة على الخلق بمنزلة الحجّ على من استطاع ؛ لأنّ الله يقول : ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾(٤) .
وفي رواية ، قال : يعني بتمامها أداءهما واتّقاء ما يتّقي المحرم فيهما (٥) .
وعن ( المجمع ) : عن أمير المؤمنين عليهالسلام والسجّاد عليهالسلام : « يعني أقيموها إلى آخر ما فيها » (٦) .
وفي رواية : « تمامهما اجتناب الرّفث ، والفسوق ، والجدال في الحجّ » (٧) .
وعن ( الكافي ) : عنه عليهالسلام قال : « إذا أحرمت فعليك بتقوى الله ، وذكر الله كثيرا ، وقلّة الكلام إلّا بخير ،
في أنّ زيارة الإمام تمام الحجّ
فإنّ من تمام الحجّ والعمرة أن يحفظ المرء لسانه إلّا من خير » (٨) .
وعن الباقر عليهالسلام : « تمام الحجّ لقاء الإمام » (٩) .
__________________
(١) مجمع البيان ٢ : ٥١٦. (٢) تفسير الرازي ٥ : ١٤٤.
(٣) الكافي ٤ : ٢٦٥ / ٢ ، تفسير العيّاشي ١ : ١٩٥ / ٣٣٠.
(٤) علل الشرائع : ٤٠٨ / ١. (٥) الكافي ٤ : ٢٦٥ / ١ ، تفسير الصافي ١ : ٢١١.
(٦) مجمع البيان ٢ : ٥١٨.
(٧) الخصال : ٦٠٦ / ٩. (٨) الكافي ٤ : ٣٣٧ / ٣.
(٩) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢٦٢ / ٢٩.