والتحصيل ، فتلمذ في كربلاء للسيد إسماعيل الصدر الأصفهاني ، وتوفّرت له فرصه التلمذة في الفقه والأصول والعقائد والأخلاق عند فضلاء ذلك العصر وأعلامه المعروفين حيث حضر أبحاث الملا كاظم الخراساني ، والسيد محمد كاظم اليزدي ، والحاج ميرزا حسين الخليلي ، والشيخ عبد الله المازندراني ، والملا لطف علي ، وحضر في سامراء دروس آية الله الميرزا محمد تقي الشيرازي ، وغير هؤلاء من جهابذة العلم والمعرفة حتى وصل إلى كمال الاجتهاد في العلوم النقلية والعقلية.
وعاد إلى خراسان على أثر وفاة أخيه الميرزا محمد حسن وذلك نحو سنة ١٣٢٩ ه وجاور المشهد الرضوي المقدس ، وقام مقام أخيه في التصدّي لشؤون الزعامة الدينية وتولي شؤون المرجعية والافتاء في المسائل الشرعية والأحكام ، واشتغل أيضا خلال مدة إقامته في مشهد بالتدريس والبحث والتأليف.
وفي سنة ١٣٦٠ ه توجه إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج ، وفي هذه الرحلة زار العتبات المقدسة في العراق ثمّ عاد إلى مشهد وبقي هناك حتى وافاه الأجل.
وفاته :
توفي الشيخ محمد النهاوندي في الخامس من جمادى الأولى سنة ١٣٧١ ه ودفن في الحرم الرضوي الشريف في مشهد (١) .
اسرته العلمية
١ - جدّه أبيه
كان جدّه أبيه محمد علي الشيرازي حاكما في نهاوند من قبل السلطان محمد شاه القاجاري ، واستوطن أولاده وأحفاده بها ، ومنهم والد المؤلف الميرزا عبد الرحيم النهاوندي.
٢ - والده
كان والده الميرزا عبد الرحيم النهاوندي (٢) عالما متبحرا وفقيها بارعا وزاهدا تقيا ، ولد في نهاوند سنة ١٢٣٧ ه ، واشتهر في أول أمره بحسن الخطّ وتجويده حتى بلغ الكمال فيه ، ثمّ توجّه إلى تحصيل العلوم الدينية ، فهاجر من موطنه إلى بروجرد ، فقرأ على علمائها المعروفين آنذاك ، ثمّ توجه إلى العراق فتلمذ للشيخ محمد حسن صاحب الجواهر حتى توفّي الأخير سنة ١٢٦٦ ه ، فقرأ بعده على
__________________
(١) راجع نقباء البشر ( مخطوط ) : ١٢٨ ، الذريعة ٩ : ١٠٠٧ و١٢ : ١٦٣.
(٢) راجع ترجمته في أعيان الشيعة ٧ : ٤٧٠ ، نقباء البشر ٣ : ١١٠٨ ، الفوائد الرضوية : ٢٢٨ ، ريحانة الأدب ٦ : ٢٦٦ ، الذريعة ٩ : ٦٨٧.