يتمكّن من فهم [ آيات ] القرآن وعجائب أسراره وما يلزمها من الأسرار (١) والعلوم التي لا تتناهى إلّا من كان علمه بالأشياء من هذا القبيل ، انتهى (٢) .
وعن معلّى بن خنيس ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : « ما من أمر يختلف فيه اثنان إلّا وله أصل في كتاب الله ، ولكن لا تبلغه عقول الرّجال » (٣) .
عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : « إنّ الله أنزل في القرآن تبيان كلّ شيء ، حتّى والله ما ترك الله شيئا يحتاج إليه العباد حتّى [ لا ] يستطيع عبد يقول : لو كان هذا نزل في القرآن ، إلّا وقد أنزله [ الله ] فيه » (٤) .
ولا شبهة أنّ العلم ببطون القرآن بالغا ما بلغ مختصّ بالأئمّة الطاهرة ، وهم بالقرآن يعلمون ، لما كان وما يكون وما هو كائن ، وما يمكن أن يعلمه البشر.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « إنّ ها هنا - وأشار إلى صدره - لعلما جمّا لو وجدت له حملة » (٥) .
وروى الغزالي في ( الإحياء ) والحافظ أبو نعيم في ( حلية الأولياء ) عن ابن مسعود رضى الله عنه قال : إنّ القرآن نزل على سبعة أحرف ، ما منها حرف إلّا وله ظهر وبطن ، وإنّ عليّ بن أبي طالب عنده منه علم الظاهر والباطن (٦) .
وروى النّقّاش في ( تفسيره ) عن ابن عباس ما يقرب ممّا قال ابن مسعود (٧) .
في نقل كلام الغزالي في فضيلة أمير المؤمنين عليهالسلام ووفور علمه عليهالسلام
وعن الغزالي قال : قال : أمير المؤمنين صلوات الله عليه : « إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أدخل لسانه في فمي ، فانفتح في قلبي ألف باب من العلم ، مع كلّ باب » ألف باب إلى أن قال الغزالي : وهذه المرتبة لا تنال بمجرّد التعلّم (٨) ، بل يتمكّن المرء في هذه الرّتبة بقوّة العلم اللّدنّيّ (٩) .
وقال علي عليهالسلام لما حكى عهد موسى على نبينا وآله وعليهالسلام : « إنّ شرح كتابه كان أربعين جملا ، لو أذن الله ورسوله لي لا تسرع (١٠) في شرح معاني ألف الفاتحة حتّى يبلغ مثل ذلك » يعني أربعين وقرا أو جملا (١١) .
__________________
(١) في تفسير الصافي : من الأحكام.
(٢) تفسير الصافي ١ : ٥٠.
(٣) المحاسن : ٢٦٥ / ٣٥٥ ، الكافي ١ : ٤٩ / ٦.
(٤) الكافي ١ : ٤٨ / ١.
(٥) الخصال : ١٨٦ / ٢٥٧ ، نهج البلاغة : ٤٩٦ / ١٤٧.
(٦) حلية الأولياء ١ : ٦٥.
(٧) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ٤٣.
(٨) في البحار : العلم. (٩) بحار الانوار ٩٢ : ١٠٤.
(١٠) كذا في النسخة والبحار والظاهر : لاشرع.
(١١) بحار الأنوار ٩٢ : ١٠٤.