الكلّ إلى اقتضاء الذات ؛ وهو لا يعلّل ككون صرف الوجود إيّاه وهكذا (١) ؛ وعلى هذا جميع الماهيّات الممكنة لكونها من أفعاله اللازمة لذاته التابعة لوجوده ، كالذات والصفات في عدم السؤال عن لميّة اقتضاء الذات لها وكونها إيّاها ؛ إذ لا معنى ولتعليل ذاتية الذات الذاتية / B ٥ / اقتضائها الذاتي ؛ وكما أنّه كان عالما بذاته وصفاته كذلك كان عالما بالماهيّات اللازمة لذاته. فلا شيء في الوجود خارجا عن ذاته وصفاته وأفعاله ؛ ولا يمكن انفكاك الأوليين عن الوجودين والثانية عن أحدهما.
[في معنى الإمكان في الوجودات الخاصّة]
معنى الإمكان في الماهيّة قد عرفته وفي الوجودات الخاصّة عدم اقتضائها التحقّق بذاتها وتوقّفه على ارتباطها بالواجب الحقّ. فهي حقائق متعلّقة به وذوات تابعة له ورشحات فائضة منه وهي الكاشفة لنور الأنوار أوّلا والماهيّات تابعة لها في ظهورها وكشفها ، لكونها منتزعة عنها ولولاها ما شمّت رائحة شيء من الظهورين وبقيت على احتجابها الذاتي وعدمها الأصلي أزلا وأبدا.
[في التشخّص والتعيّن ، ومناط الافتراق في المتشاركات]
الافتراق في المتشاركات في العرضي بالماهيّة وفي الجنس بالفصل وفي النوع بالعرضي وبالتشخّص ؛ وهو يطلق على المعنى المصدري ؛ ولا خلاف في أنّه التعيّن والامتياز عمّا عداه بحيث ترتفع الشركة ؛ وعلى المشخّص ـ أي ما به التشخّص بالمعنى المصدري ـ وقد اختلف فيه ؛ والحقّ أنّه نحو الوجود. فتشخّص كلّ شيء وتعيّنه به وفاقا للمعلّم الثاني وجلّ المحقّقين ، لا بالمادّة كما قيل ، ولا بأحوالها من الوضع والحيّز كصاحب التحصيل ، ولا بالفاعل كبعض الأجلّة ، ولا
__________________
(١). س : كذا.