الأشرف ؛ فالأشرف من مراتب العلل والمعلولات بأن يصدر الأخسّ من الأشرف من دون جواز العكس إلى آخر المراتب للأدلّة المذكورة.
[في عدم جريان قاعدة الإمكان الأشرف في الحوادث وما تحتها]
هذه القاعدة إنّما تطّرد وتجري في المبدعات وما فوق / B ١٦٧ / الكون ممّا يكون التأثير والتأثّر فيه بحسب الإفاضة والإيجاد دون الحوادث وما تحتها (١) ممّا يكون التأثير والتأثّر فيه بحسب الشرطية والإعداد وإلّا لم يكن بعض الأشخاص الحادثة ممنوعا عمّا هو أشرف وأكمل له ولم يكن بعضها الأخسّ متقدّما على بعضها الأشرف مع أنّا نرى أنّ أكثر الخلق ممنوعون عمّا يتصوّر ويجوز في حقّهم من الكمالات العقلية الحسّية مع أنّ حصولها لهم أشرف وأكمل من عدم حصولها لهم. فكلّ شخص فاقد للكمالات الممكنة في حقّه أخسّ من هذا الشخص إذا كان متّصفا بها ؛ فقد وجد هذا الممكن الأخسّ قبل وجود الممكن الأشرف ؛ وكذا ترى أنّ الأخسّ في سلسلة الإعداد متقدّم على الأشرف كالنطفة متقدّم على الحيوان والبيضة على الدجاج والنواة على الشجر والأب الجاهل الشقيّ على الابن العالم التقيّ وهكذا.
فيظهر من ذلك أنّ جريان القاعدة إنّما هو في الثابتات والإيجاد دون الحوادث والإعداد ؛ والسرّ أنّ المبدعات تابعة في الشرافة والخسّة لعللها ؛ فلا يتصوّر فيها اختلاف إلّا باختلافها واختلاف جهاتها وعللها ، لكونها دائمة الوجود ، ثابتة متعالية عن حركات الأفلاك وتأثيراتها ، لا يكون فيها تجدّد وتغيّر واختلاف ؛ فلا يتخلّف (٢) مقتضيا ؛ فيكون معلولاتها أيضا كذلك ؛ فإذا اقتضى الفاعل
__________________
(١). س : تحته.
(٢). س : فلا يختلف.