تكليفه ويصحّ من الحكيم زجره وتعذيبه.
وربّما يقال : إنّ الوجودات الخاصّة هي علل الأفعال / A ١١٨ / ومقتضياتها إلّا أنّ بعضها ممّا هو يقتضي في نفسه اختيار الطاعة والثواب من دون حاجة إلى إرشاد ووعظ وبعضها ممّا يقتضي في نفسه اختيار المعصية والعقاب من دون تأثير لإرشاده ووعظه وبعضها ممّا لو اهمل ولم يصل إليه إرشاد أو موعظة ونصيحة يقتضي ارتكاب المعاصي ولو ضمّ إليه نصح ناصح وإرشاد مسترشد يرجع إلى الحقّ والطاعة ؛ فالباعث من التكليف وإرسال الرّسل وإنزال الكتب إصلاح القسم الأخير وإبراز حقائق القسم الثاني وأصلحية القسم الأوّل ؛ لأنّ ما هو صالح وحسن في نفسه يصير بالإرشاد والموعظة والنصيحة أصلح وأحسن.
[في أقسام الوحدة ووجوه المناسبة والمباينة بين الوحدة الصّرفة والوحدات الإمكانية]
قد عرفت أنّ التوحيد جعل شيئين أو أكثر شيئا واحدا ؛ و (١) في الشرع الإقرار بكون الإله وواجب الوجود واحدا ؛ وبعبارة اخرى : إثبات وحدانية الواجب وإله العالم ؛ والمراد بالوحدة هو الوحدة الحقيقية لا الأعمّ منها ومن غير الحقيقية (٢).
وتوضيح ذلك : أنّك قد عرفت في كلماتنا السالفة أنّ الوحدة تساوق الوجود ، بل هو عينه ؛ بمعنى أنّهما متّحدان في المصداق والخارج ومتغايران في المفهوم الاعتباري ؛ ولذا يساوقه في القوّة والضعف ؛ فكلّ ما وجوده أقوى وأتمّ يكون وحدته أيضا كذلك.
والوحدة :
[١.] إمّا حقيقية والموصوف بها الواحد الحقيقي وهو ما لا ينقسم بوجه لا في
__________________
(١). س : او.
(٢). س : الحقيقة.