به خيال در نگنجد ، تو خيال خود مرنجان
كما يصحّ أن يقال : إنّ ذاته تعالى تجلّى من مرتبة ذاته الأحدية إلى حضرة أسمائه وصفاته ثمّ إلى مظاهرها كذلك يصحّ أن يقال : إنّ حضرة الأسماء والصفات تجلّى إلى مظاهرها. فذاته تعالى كما أفاض من ذاته صفاته فكذلك صفاته التي هي عين ذاته باعتبار وتجلّيات ذاته باعتبار آخر وأسبابه التي هي عبارة عن ذاته ملحوظا مع صفاته أفاضت صفات المخلوقين وأسمائهم ؛ وكما أنّ ذواتهم مظاهر ذاته وصفاتهم مظاهر صفاته ومجعولات ذاته كذلك هي مجعولات صفاته التي هي عين ذاته وأسمائه التي هي ذاته بملاحظة صفاته ؛ والكلّ راجع إلى الذات الحقّ وصرف الوجود المطلق ؛ فهو أصل الكلّ ومبدؤه وموجد الجميع ومنشئوه.
[في مراتب عالمى الكبير والصغير ، وأنّه تعالى أصل الوجود ومبدأ الكمال]
مجموع العالم وهو الإنسان الكبير كشخص واحد له ظاهر هو عالم الحسّ والظاهر والملك والشهادة المطلقة ، وباطن هو عالم البرزخ والمثال والشهادة المضافة والملكوت الأسفل ؛ ولهذا الباطن باطن هو عالم الأرواح والعقول وعالم الملكوت الأعلى والغيب المضاف ، ولهذا الباطن أيضا باطن هو الغيب المطلق وعالم الجبروت وحضرة الأسماء والصفات الإلهية ، ولهذا الباطن أيضا باطن هو غيب الغيب ومنقطع الإشارة وحضرة الوجود البحت ومرتبة الأحدية وهو النور المفيض لكلّ نور والظهور المظهر لكلّ ظهور والوجود الموجد لكلّ وجود ، وتلك المراتب مترتّبة بعضها فوق بعض والعوالم / B ٦٠ / الثلاثة الاول مظاهر ذاته ومجالى أسمائه وصفاته.