من العلم والقدرة والحسّ والحركة ؛ وهذا المبدأ في الحيوان صفة زائدة على ذاته وأمّا في الواجب فنفس ذاته ؛ إذ ذاته بذاته يعلم ويفعل ؛ وبالجملة حياته كسائر صفاته الكمالية / A ١٤٧ / ينقسم إلى :
[١.] حياة حقيقية ؛ أي ما يكون الواجب باعتباره حيّا ؛ أعني فعّالا درّاكا ، وبعبارة اخرى : ما يكون منشأ ومبدأ لانتزاع مفهوم الحياة ؛ أي مفهوم الدرّاكية والفعّالية ؛ وهي عين ذاته وصرف وجوده (١) الحقّ.
[٢.] وإضافية منتزعة عن الأولى ؛ وهي مفهوم الحياة ؛ أعني الدرّاكية والفعّالية.
[في سمع الواجب وبصره]
أجمع الملّيّون على أنّ الباري سبحانه سميع بصير ؛ وقد ثبت ذلك بالتواتر والضرورة من دين نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وبالجملة : لا خلاف في ذلك بين المسلمين من المتكلّمين والحكماء وإنّما الخلاف في تعيين المراد من سمعه وبصره تعالى ؛ فالحصوليّون النافون للعلم الحضوري أرجعوهما إلى العلم الحصولي الكلّي بالمسموعات والمبصرات ؛ فقالوا : المراد بكونه سميعا بصيرا أنّه عالم بالمسموعات والمبصرات على الوجه الكلّي المستفاد من العلل والأسباب الكلّية كعلمه بسائر الأشياء ؛ والقائلون بالعلم الحضوري الجزئي أرجعوهما إلى نفس علمه الإشراقي الجزئي بالمسموعات ـ أعني الحروف والأصوات ـ والمبصرات ـ أعني الأجسام والأضواء والألوان ـ وهو مختار بعض أشياخنا الإمامية وشيخ الأشاعرة إلّا أنّه قائل بكونهما زائدين على الذات ؛ وغيره ممّن ذكر قائل بأنّهما نفس الذات ؛ فالذات من حيث
__________________
(١). س : الوجود.