[في أنّ صرف الوجود موجود]
صرف الوجود موجود وإلّا لزم في الماهيّات الموجودة إمّا علّية المعدوم لوجود نفسه أو الدور أو التسلسل.
والمراد به حقيقة بسيطة قائمة بذاتها ، مجرّدة عن الماهيّة ، منشأ بنفسها لانتزاع الظهور الخارجي المعبّر عنه بالوجود المطلق والعامّ والإثباتي والوجود بالمعنى المصدري ؛ بمعنى أنّه منتزع من حاقّ حقيقتها بحيث لا يمكن تصوّرها منفكّة عنه ؛ بخلاف الماهيّات ؛ فإنّ شيئا منها لا يقتضي هذا الظهور بذاته ؛ إذ المراد بالماهيّة ما من شأنه الاتّصاف به وعدمه ؛ وللعقل أن يلاحظه مجرّدا عنه. فإن وجد علّة الاتّصاف صارت موجودة وإلّا كانت معدومة. فهي في حدّ ذاتها معدومة غير مقتضية للوجود ؛ كيف ولو كان الوجود من لوازمها الذاتية لم ينفكّ عنها في التعقّل أيضا وانقلب الوجود العقلي خارجيا؟! إذ لازم الماهيّة يلازمها في أىّ ظرف وجدت ولذا لا تنفكّ الزوجية عن الأربعة في الظرفين.
ولا تظنّ «أنّ الحرارة الخارجية لازم النار مع أنّها تنفكّ عنها في التعقّل» لأنّها