من الكشف والابتهاج ؛ وما بينهما من الفرق فيهما إلى ما في التخيّل ورؤية البصر في ذلك وما يرى من قلبهما في معارفنا فإنّما هو لإطلاقها وضعفها ونقصانها كحجاب البدن وشهوته وعلائق الدنيا ومكدّرات النفس ومشوّشاتها وقصورها عن / B ٤ / الشوق إلى العوالي وانتقالها إلى السوافل ؛ وقلّما يخلو شيء من معارفنا عن شيء من ذلك.
نعم قد تضعف هذه الموانع فيلوح من جمال المعرفة ما يدهش العقل ويعظم بهجته ؛ وربّما يفطر القلب عظمته ولكن حصوله كالبرق الخاطف لبعض المجرّدين ؛ وقلّما يدوم ، بل يعرض ما ينقصه ويشوّش من الأفكار والخواطر ومع ذلك للعارفين في معرفتهم وفكرتهم ابتهاجات لو عرض عليهم الجنّة بأسرها بدلا عنها لم يستبدلوها بها.
ثمّ بعض مراتب اللقاء والمشاهدة وإن حصل لبعض الكمّل في الدّنيا إلّا أنّه وإن قوى واشتدّ لا يقاس بما يحصل منهما في الأخيرة. إذ البدن وإن ذاب بالمجاهدة لا يخلو عن الحجب والممانعة ؛ والنفس ما لم تقطع عنه العلاقة لا يحصل لها حقيقة الانبساط والإحاطة.
[في تغاير الماهيّة والوجود مفهوما ولزومه لها ثبوتا]
لمّا ظهر أنّ الماهيّة في نفسها معدومة ، فالوجود عن مفهومها خارج ؛ وإمكانها لا ضرورة وجودها وعدمها ؛ فهي تغاير الوجود مفهوما ويستلزمه ثبوتا ؛ إذ لا ثبوت بدون الوجود.
والقول بتقرّر المعدوم في الخارج سفسطة ؛ فهي بذاتها مع قطع النظر عن الوجودين لا يخبر عنها ولا يصحّ أن يثبت لها شيء من اللوازم والأوصاف ، بل مسلوبة عن نفسها ؛ فلا يصحّ القول بأنّ الماهيّة المعدومة في الخارج والذهن ماهيّة أو