__________________
ـ مثلا الملازمة لهذه الخصوصيّة صارت في عهدة المكلّف ، فإنّه وإن كان خطاب «أكرم العالم» مثلا متعلّقا بعنوان جامع ، لكن مع ذلك مؤاخذة المولى عبده بترك إكرام الزيد إذا علم أنّه عالم صحيحة. وبالجملة ، عدم ارتباط الخصوصيّة بالغرض الشرعي لا ينافي تنجيز العلم إيّاها ، وإذن فالمعلوم بوصف المعلوم غير معلوم الانطباق على المعلوم التفصيلي وقد كان هو المعيار في الانحلال.
ثمّ نقول : سلّمنا قولك : إنّه في صورة وحدة الواقع يكون المنجّز هو بشخصه وبما عليه من جميع الخصوصيات لا من جهة أنّ المعلوم بوصف المعلوميّة له عنوان زائد على عنوان أحدهما ، بل من جهة أنّه ربّما يقال : يكفي في حكم العقل بالتنجيز العلم بالشيء ولو بالوجه ، لكن نقول : يشترك هذا المبنى مع المبنى المتقدّم في انطباق المعلوم الإجمالي على التفصيلي ، إذ الأمر على هذا دائر بين وجهين لا ثالث لهما ، إمّا ثبوت الواقع في كلا الطرفين أو في أحدهما ، فعلى الأوّل إنّما يؤثّر العلم في تنجيز الجامع ، والجامع معلوم الانطباق على التفصيلي ، وعلى الثاني وإن كان مؤثّرا في الشخص ، لكن على هذا الاحتمال ينحصر الشخص في المعلوم التفصيلي ، فيكون بشخصه معلوم الانطباق عليه ، فما هو معيار الانحلال وهو التطبيق القطعي لعنوان المعلوم الإجمالي على شيء حاصل على كلا الوجهين.
إن قلت : ما تقول في ما إذا رأينا قطرة بول وقعت في كأس معيّن في ساعة معيّنة ، ثمّ اشتبه بكأس آخر ، ثمّ علمنا تفصيلا أنّ أحدا معيّنا من هذين الكأسين كان في تلك الساعة متنجّسا بالبول ، فهل تلتزم بالانحلال بملاحظة أنّ المعلوم بعنوانه الخاص الذي هو المتنجّس بالبول صار منطبقا تفصيلا على هذا الكأس؟
قلت : هذا داخل في ما إذا كان العلم الإجمالي متعلّقا بأحدهما مع عنوان غير دخيل في حكم الشرع ، ولا يضرّ عدم دخالته فيه دخالته في موضوع تنجيز العقل ، والنجس المعنون بكونه ذاك المرئي وقوع البول الخاص فيه في الساعة المعيّنة غير معلوم الانطباق على هذا الكأس ، وكلامنا في ما إذا تعلّق العلم الإجمالي بأحدهما بلا عنوان أصلا حتى مثل هذه الخصوصيّة المردّدة الغير المعلومة تفصيلا ؛ إذ لا فرق بين أن ينضمّ بالمعلوم بالإجمال عنوان كأس زيد ، وبين أن ينضمّ به الخصوصيّات الشخصيّة الواقعيّة الغير المعلومة تفصيلا بواسطة سبق العلم التفصيلي بها.
فإن قلت : لو رأينا قطرة بول في ساعة معيّنة وقعت وتقطّرت في أحد الكأسين المعيّنين ولكن خفي على حاسّتنا شخص الذي وقعت فيه من الكأسين ، ثمّ علمنا تفصيلا بأنّ هذا المعيّن منهما كان في ـ