مربوط به ص ١٨ جلد أول
التعليقة ٥ ـ لا يخفى عدم تماميّة الإشكال على الدعوى الأولى ، في مثل «بعت» الإخباري و «بعت» الإنشائي ، وذلك أنّ معنى البيع لا إشكال أنّه سهم المادّة ولا ربط له بما وضع له الهيئة وإنّما الموضوع له للهيئة هو النسبة بين المسند والمسند إليه باعتبار نفس الامريّة والخارجيّة لا باعتبار اللحاظ والتصوّر الذهني ، فإنّ النسبة لا موطن لها ولا نفس الأمر لها سوى في النفس ، ولكن كما يتصوّر سائر المفاهيم مثل مفهوم الضرب وغيره كذلك يتصوّر هذا المفهوم أيضا وهو الموضوع له لمادّة الطلب ، وأمّا الموضوع له للهيئة فهو حقيقة الطلب والصفة الخارجيّة القائمة بالنفس.
إذا عرفت ذلك فاعلم أنّ عقد القلب والبناء القلبي الذي هو النسبة الحاصلة في الذهن بين الموضوع والمحمول يكون لوجودها في النفس نحوان وكيفيتان ، الأوّل أن يحصل على نحو الحكاية عن وقوع أمر في الخارج ، والثاني أن يحصل على نحو لا حكاية له عن شيء وكان له اقتضاء وجود الشيء.
مثلا القضيّة المعقولة التي نتصوّرها عند التكلّم بقضيّة «أنت حرّ» لا إشكال أنّه مشتمل على عقد قلب فيما بين «أنت» و «حرّ» فتارة توجد هذه العقدة في نفسك على وجه يحكى عن وقوع الحريّة في الخارج ، واخرى توجدها على نحو ليس لها حكاية عن وقوع ذلك وإنّما له اقتضاء أن يقع ويوجد الحريّة بنفس هذا العقد والبناء.
وحينئذ نقول : يتحقّق كمال المشابهة والاتّحاد بين هذا المقام أعني الإخباريّة والإنشائيّة وبين الاسميّة والحرفيّة في معاني الأسماء والحروف ، فلا إشكال هنا زائدا