وقنع في ترجمة الحسين بن سعيد بذكر كتبه (١). إلى غير ذلك ممّا يقف عليه الناظر في التراجم.
وقالوا في أبي الحسن موسى بن الحسن بن محمّد المعروف بابن كبرياء : كان مفوّهاً عالماً ، متديّناً حسن الاعتقاد ، ومع حسن معرفته بعلم النجوم حسن العبادة والدين (٢) ؛ ومع ذلك عدّه المجلسي في الوجيزة (٣) ، والمحقق البحراني في البلغة (٤) ، من الممدوحين. فان كان لعدم دلالة هذه الألفاظ على حسن ظاهره فهو شبيه بإنكار البديهي ، ومع الدلالة والوثوق بتوسطه بحسن السريرة فعدّه منهم في غير محلّه.
وقد أشار إلى ما حققنا السيّد المحقق الكاظمي في العدة ، فقال بعد ذكر جملة من تلك الألفاظ ـ : وكذلك قولهم : من خواص الشيعة ، كما قال أبو جعفر عليهالسلام لأخي محمّد بن إبراهيم الحضيني : رحم الله أخاك يعني محمّد فإنه من خصيص شيعتي. ومن اكتفى في العدالة بحسن الظاهر ولو في تعريفها كما هو الظاهر هان عليه الخطب (٥).
وأصرح من ذلك ما ذكره السيد الأجل بحر العلوم في ترجمة إبراهيم ابن هاشم بعد نقل كلمات الأصحاب واختلافها في الحكم بصحة السند من جهته تارة وبحسنه تارة أُخرى ما لفظه : والجمع بين كلماتهم في ذلك مشكل ، فإنّ الحَسَنَ في اصطلاحهم مباين للصحيح.
وقد يُتَكَلَّفُ للجمع بحمل الصحيح على مطلق الحجّة أو نحوه على
__________________
(١) فهرست الشيخ : ٥٨ / ٢٢٠.
(٢) رجال النجاشي : ٤٠٧ / ١٠٨٠.
(٣) الوجيزة : ٥٦ ، وفيه : (مخّ) اي : مختلف فيه.
(٤) بلغة المحدثين : ٤٢٣.
(٥) عدة الرجال ١ : ١٢١.