الأنصار ، لم يخش مانعاً ودافعاً ، وخرج إلى حَوْران ولم يبايع ، ولو جاز خفاء النص الجلي عن (١) الإمامة (٢) فهو (٣) أعلى الأُمور لجاز أنْ ينكتم صلاة سادسة ، وشهر يصام فيه غير شهر رمضان فرضاً ، وكلّما أجمع عليه الأُمة من أمر الأئمة الذين قاموا بالحق وحكموا بالعدل صواب (٤) ، انتهى.
وهذا صريح في مذهب الاعتزال ، ومن هنا عدّه السيّد رضي الدين علي ابن طاوس في كتاب فرج المهموم من المعتزلة (٥). إلاّ أنْ يقال مضافاً إلى عدم مقطوعية نسبة الكتاب إليه ـ : إنّه كان كذلك ثم رجع ، أو خرج مخرج التَّقية ، والله العالم.
[١٩٢] إسماعيل بن عباد القَصْري :
يروي عنه في الصحيح ـ : عبد الله بن المغيرة ، في التهذيب ، في
__________________
(١) في (الحجرية) وفوق لفظة (عن) كُتِب : يحتمل على.
(٢) في (الأصل) و (الحجرية) كتب أسفل لفظة (فهو) : وهو ظاهراً.
(٣) في (الأصل) و (الحجرية) كتب أسفل لفظة (فهو) : وهو ظاهراً.
(٤) رسالة الإبانة في مذهب العدل (مطبوع) لم يقع بأيدينا.
(٥) فرج المهموم : ١٧٧ ، ومما يؤيد اعتزال الصاحب بن عباد قوله في ديوانه صحيفة : ٣٩.
قَالتْ : فَما اخترتَ مِنْ دينٍ تفوز به |
|
فقلتُ : إني شيعيٌّ ومُعْتَزِلي |
وقوله أيضاً في وصف قصيدة قالها في مدح علي عليهالسلام صحيفة : ١٦٢ من الديوان :
أهْدى ابنُ عبّادٍ إليهِ هذهِ |
|
غرّاءَ لَم يُفْطِنْ لَها شِيعِيُ |
يرجُو بِهَا حُسْنَ الشّفَاعَةِ عِنْدهُ |
|
حَسِنُ الوَلَاءِ مُوحدٌ عَدْلِيُ |
كما أن للصاحب بن عباد كتاب مطبوعاً اسمه : التذكرة في الأُصول الخمسة ، كما جاء في مقدمة تحقيق ديوانه صحيفة : ١٠ ، على أن هذا لا يمنع من رجوعه عن الاعتزال إلى التشيع كما يظهر من كلمات علماء الشيعة ، وهو رأي المصنف أيضاً ، وقد يؤيده إلى حد ما كلام الشيخ الصدوق قدسسره في بيانه سبب تأليف كتاب عيون أخبار الرضا عليهالسلام في ديباجة الكتاب ، فراجع.