بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

وأما الامامة فلعلي حجتي ووليي ، ولولاهما ما خلقت خلقي ، أما علمت أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رفع يد علي عليه‌السلام (١) بغدير خم حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما فجعله ولي المسلمين (٢) وإمامهم؟ وقد احتمل الحسن والحسين عليهما‌السلام يوم حظيرة بني النجار فلما قال له بعض أصحابه : ناولني أحدهما يا رسول الله قال : نعم الراكبان وأبوهما خير منهما (٣) ، وأنه كان يصلي بأصحابه فأطال سجدة من سجداته ، فلما سلم قيل له : يا رسول الله لقد أطلت هذه السجدة ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن ابني ارتحلني فكرهت أن اعاجله (٤) حتى ينزل ، وإنما أراد بذلك رفعهم وتشريفهم ، فالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إمام نبي (٥) وعلي إمام ليس بنبي ولا رسول ، فهو غير مطيق لاثقال النبوة (٦).

قال محمد بن حرب الهلالي : فقلت له : زدني يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : إنك لاهل الزيادة (٧) ، إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حمل عليا على ظهره يريد بذلك أنه أبوولده وإمامة الائمة من صلبه (٨) كما حول رداءه في صلاة الاستسقاء وأراد أن يعلم أصحابه بذلك أنه قد تحول الجدب خصبا (٩) ، قال : قلت له : زدني يا ابن رسول الله ، فقال : احتمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا يريد بذلك أن يعلم قومه أنه هو الذي يخفف عن ظهر رسول الله ما عليه من الدين والعداة والاداء عنه من بعده ، قال : فقلت له : يا ابن رسول الله زدني ، فقال : احتمله (١٠) ليعلم بذلك أنه قد احتمله وما حمل إلا لانه معصوم لا يحمل

____________________

(١) في المعانى : رفع يدى على.

(٢) في المصدرين : مولى المسلمين.

(٣) في المعانى : نعم الحاملان ونعم الراكبان وأبوهما خير منهما (وروى في خبر آخر : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حمل الحسن وحمل جبرئيل الحسين فلهذا قال : نعم الحاملان) ا ه.

(٤) في المعانى : فقال نعم ان ابنى ارتحلنى فكرهت أن اعجله.

(٥) في المعانى : فالنبى رسول بنى آدم.

(٦) في المصدرين : لحمل أثقال النبوة.

(٧) في المصدرين : لاهل للزيادة.

(٨) في المعانى : وامام الائمة من صلبه.

(٩) الجدب : الارض اليابسة التى لا نبت فيها لا نقطاع المطرعنها ، والخصب هى التى كثر فيها العشب والخير.

(١٠) في المعانى : زدنى يا ابن رسول الله ، فقال : انه احتمله اه.

٨١

وزرا (١) فتكون أفعاله عند الناس حكمة وثوابا ، وقد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام يا علي إن الله تبارك وتعالى حملني ذنوب شيعتك ثم غفر هالي ، وذلك قوله عزوجل : « ليغفرلك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر (٢) » ولما أنزل الله عزوجل « عليكم أنفسكم (٣) » قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « أيها الناس عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ، و علي نفسي وأخي ، أطيعوا عليا فإنه مطهر معصوم لا يضل ولا يشقى » ثم تلاهذه الآية « قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل ، وعليكم ما حملتم ، وإن تطيعوه تهتدوا ، وما على الرسول إلا البلاغ المبين (٤) » قال محمد بن حرب الهلالي : ثم قال (٥) جعفر بن محمد : أيها الامير لو أخبرتك بما في حمل النبي عليا عند حط الاصنام من سطح الكعبة من المعاني التي أرادها به لقلت : إن جعفر بن محمد لمجنون! فحسبك من ذلك ما قد سمعت (٦) ، فقمت إليه وقبلت رأسه ويديه وقلت : ألله أعلم حيث يجعل رسالته (٧).

بيان : قوله عليه‌السلام : « وانبعاث فرعه » هو مبتدء والظرف خبره ، يعني أن فرع المصباح أي النور المتصاعد منه سوى ما يخلط بالفتيلة أو المصباح الآخر الذي يقتبس منه مع انبعاثه عن أصله وكونه أدون منه مرتفع عليه ويكون فوقه ، فكذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المصباح الذي يهتدى به في ظلمات الضلالة والجهالة وأميرالمؤمنين صلوات الله عليه فرعه ولذا علاه وركبه ، وعلى هذا يكون وجها آخر وهو الظاهر ، ويحتمل أن يكون المراد أن أميرالمؤمنين عليه‌السلام فرع النبي (ص) فلوصار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله به مرتفعا لكان علي أفضل

____________________

(١) في المعانى : لا يحتمل وزرا.

(٢) سورة الفتح : ٢.

(٣) سورة المائده : ١٠٥ وفي المعاني : ولما أنزل الله عزوجل عليه (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم).

(٤) سورة النور : ٥٤.

(٥) في المعانى : ثم قال لى.

(٦) في المعانى : ما قد سمعته.

(٧) معانى الاخبار : ٣٥٠ ٣٥٢. علل الشرائع : ٦٩.

٨٢

منه فيلزم زيادة الفرع على الاصل ، فيكون تتمة للوجه الاول. قوله عليه‌السلام : « فالنبي إمام نبي » أقول : يحتمل وجهين.

الاول أن يكون من تتمة الوجوه السابقة ، فالمعنى أن عليا لما لم يطق ما يطيقه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (١) ولم يكن له طاقة تلك المرتبة العظمى من النبوة فلو كان رفع النبي (ص) به كان أفضل منه. لانه حينئذ كان مبينا لفضل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله به مشرفا ومرتفعا ، وهوكان غيربالغ رتبته ، فكيف يكون أفضل منه.

الثاني أن يكون علة اخرى لاصل المطلوب ، وهي أنه عليه‌السلام لم يكن ليقدر على حمله لكونه حاملا لما لايطيق حمله من أعباء النبوة. ولما كان جواب ما اعترض به السائل من ركوبه على الناقة والبراق ظاهرا في نفسه وقد تبين في عرض الكلام أيضا لم يتعرض له ، إذ هذا الثقل لم يكن من قبيل ثقل الاجسام ليظهر على غير ذوي العقول ، بل لا يظهر إلا لمن كان عارفا بتلك الدرجة القصوى حق معرفتها مدانيا لها ، ويكون حمله الجسماني مقرونا بالحمل الروحاني ويكون لتجرده وتقدسه وروحانيته واجدا لثقل الرتب والمعاني ، فيكون الحمل عليه كالانتقاش على العقول والنفوس المجردة ، وبالجملة هذا من الاسرار التي لا يطلع عليها إلا من كان عالما بغرائب أحوالهم.

قوله عليه‌السلام : « إنه أبوولده » أي لما كانت الذرية في صلب الانسان ورفعه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فوق صلبه عرف الناس أنه عال على الذرية ووالدهم وإمامهم. قوله : « وقد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله » أقول : ما سيذكر بعد ذلك يحتمل وجوها : الاول أن يكون مؤيدات لما دل عليه الحمل من عصمته ، لانه قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « حملني ذنوب شيعتك » ولو كان له ذنب لكان ذنبه أولى بالحمل ، فيدل على أنه عليه‌السلام كن معصوما. الثاني أن يكون عليه‌السلام ذكر بعض فضائله استطرادا أو تأييدا لفضائله ، ولم يكن المراد إثبات العصمة. الثالث أن يكون وجها آخر للحمل ، وهو أنه لما كان حمل علي مستلزما لحمل ذنوب شيعته ولم يكن هذا لائقا بعصمته (٢) غفرها الله تعالى ، فصار هذا الحمل سببا لغفران ذنوب شيعة

____________________

(١) أى من النبوة.

(٢) لان المعصوم لايحتمل ذنبا كما أنه لا يذنب.

٨٣

علي ، ولذا نسب الله الذنوب إليه في قوله تعالى : « ما تقدم من ذنبك » لانه بالحمل صار كأنها ذنبه ».

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « وعلي نفسي » أي يلزمني ملازمته ومحافظته وبيان فضله ، لقوله تعالى : « عليكم أنفسكم » قوله تعالى : « فإنما عليه ما حمل » يدخل فيه ذنوب الشيعة على تفسيره عليه‌السلام فلا تغفل.

٣ ـ عم : من خصائص أميرالمؤمنين عليه‌السلام أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حمله فطرح الاصنام (١) من الكعبة ، فروى عبدالله بن داود ، عن نعيم بن أبي هند ، عن أبي مريم ، عن علي عليه‌السلام قال : قال [ لي ] : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : احملني لنطرح الاصنام من الكعبة ، فلم أطق حمله فحملني فلو شئت أن أتناول السماء فعلت.

وفي حديث آخر طويل : قال علي عليه‌السلام : فحملني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فعالجت ذلك حتى قذفت به ونزلت (٢) أو قال : « نزوت » الشك من الراوي. (٣)

ومنها (٤) أنه لما دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المسجد الحرام وجد فيه ثلاثمائة وستين صنما بعضها مشدود ببعض ، فقال لاميرالمؤمنين : اعطني يا علي كفا من الحصى ، فقبض أميرالمؤمنين عليه‌السلام له كفا من الحصى فرماها به وهو يقول : « جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا (٥) » فما بقي منها صنم إلاخر لوجهه ثم أمر بها فاخرجت من المسجد فكسرت (٦).

٤ ـ فض ، يل : عن علي عليه‌السلام قال : دعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو بمنزل خديجة ذات ليلة ، فلما صرت إليه قال : اتبعني يا علي فما زال يمشي وأنا خلفه نحن نخرق

____________________

(١) في المصدر : حتى طرح الاصنام.

(٢) في المصدر : فنزلت.

(٣) اعلام الورى : ١٨٦.

(٤) في المصدر : ومن مواقفه.

(٥) سورة بنى اسرائيل : ٨١.

(٦) اعلام الورى : ١٩٨.

٨٤

دروب (١) مكة حتى أتينا الكعبة وقد أنام الله كل عين ، فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي ، قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : اصعد على كتفي يا علي ، قال : ثم انحنى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فصعدت على كتفه فألقيت الاصنام على رؤوسهم وخرجنا من الكعبة (٢) شرفها الله تعالى حتى أتينا منزل خديجة ، فقال لي : إن أول من كسر الاصنام جدك إبراهيم ثم أنت يا علي آخر من كسر الاصنام ، فلما أصبحوا (٣) أهل مكة وجدوا الاصنام منكوسة مكبوبة على رؤوسها فقالوا : ما فعل هذا إلا محمد (٤) وابن عمه ، ثم لم يقم بعدها في الكعبة صنم (٥).

٥ ـ كشف : من مسند أحمد بن حنبل عن أبي مريم عن علي عليه‌السلام قال انطلقت أنا والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى أتينا الكعبة ، فقال لي رسول الله : اجلس ، وصعد على منكبي فنهضت به ، فرأى (٦) مني ضعفا ، فنزل وجلس لي نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : اصعد على منكبي ، فصعدت على منكبيه ، قال : فنهض لي (٧) قال : فإنه تخيل إلي أني لو شئت لنلت افق السماء ، حتى صعدت على البيت وعليه تمثال صفرأو نحاس ، فجعلت ازاوله عن يمينه وشماله وبين يديه (٨) ومن خلفه حتى إذا استمكنت منه قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اقذف به ، فقذفت به فتكسر كما تنكسر القوارير (٩) ، ثم نزلت وانطلقت أنا ورسول الله نستبق

____________________

(١) الدرب : باب السكة الواسع. الباب الاكبر. الطريق. والصحيح كما في الروضة : ونحن نخترق دروب مكة واخترق في الارض : مر فيها على غير طريق.

(٢) في الفضائل : فقلبت الاصنام على رؤوسها ونزلت وخرجنا من الكعبة. وفي الروضة : و أقلبت الاصنام على وجوهها ونزلت ا ه.

(٣) في المصدرين : فلما أصبح.

(٤) في المصدرين : ما فعل هذا بآلهتنا.

(٥) الروضة : ٣. الفضائل : ١٠١.

(٦) في المصدر : فذهبت لا نهض به فرأى ا ه.

(٧) في المصدر : فنهض بى.

(٨) في المصدر : وعن شماله ومن بين يديه.

(٩) في المصدر : كما تتكسر القوارير.

٨٥

حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس. (١)

[ أقول : روى الشيخ أحمد بن فهد في المهذب وغيره بأسانيدهم عن المعلى بن خنيس عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : يوم النيروز هو اليوم الذي حمل فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أميرالمؤمنين عليه‌السلام على منكبه حتى رمى أصنام القريش من فوق بيت [ الله ] الحرام وهشمها (٢) ].

٦ ـ مد : ابن المغازلي ، عن أحمد بن موسى الطحان ، عن أحمد بن علي الحنوطي عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن غياث ، عن هدية بن خالد ، عن حماد بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم فتح مكة لعلي عليه‌السلام : أما ترى هذا الصنم ياعلي على الكعبة؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال : فأحملك تتناوله ، قال : بل أنا أحملك يا رسول الله ، فقال : لو أن ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا مني بضعة وأنا حي ما قدروا ، ولكن قف يا علي ، قال : فضرب رسول الله يديه إلى ساقي علي عليه‌السلام فوق القربوس ثم اقتلعه من الارض بيده فرفعه حتى تبين بياض إبطيه ، ثم قال له : ما ترى يا علي؟ قال : أرى أن الله عزوجل قد شرفني بك حتى لو أردت أن أمس السماء بيدي لمسستها ، فقال له : تناول الصنم يا علي ، فتناوله علي عليه‌السلام فرمى به ، ثم خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من تحت علي وترك رجليه فسقط على الارض ، فضحك ، فقال له : ما أضحكك يا علي؟ فقال : سقطت من أعلى الكعبة فما أصابني شئ ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كيف يصيبك وإنما حملك محمد وأنزلك جبرئيل (٣).

يف : ابن المغازلي عن أبي هريرة إلى قوله : فرمى به ثم قال : وروى هذا الحديث الحافظ عندهم محمد بن موسى في كتابه الذي استخرجه من التفاسير الاثني عشر في تفسير قوله تعالى : « قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا (٤) » بأتم من هذه الالفاظ والمعاني وأرجح في تعظيم علي بن أبي طالب عليه‌السلام. وذكر محمد بن علي المازنداراني في كتاب « البرهان في أسباب نزول القرآن » تخصيص النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام بحمله على

____________________

(١) كشف الغمة : ٢٤.

(٢) مخطوط.

(٣) تفحصنا المصدر ولم نجده فيه.

(٤) سورة بنى اسرائيل : ١٨.

٨٦

ظهره ورميه الاصنام وتشريفه بذلك على غيره من سائر الانام ، رواه أحمد بن حنبل وأبويعلى الموصلي في مسنديهما وأبوبكر الخطيب في تاريخ بغداد ومحمد بن صباح الزعفراني في الفضائل والحافظ أبوبكر البيهقي والقاضي أبوعمر وعثمان بن أحمد في كتابيهما ، والثعلبي في تفسيره وابن مردويه في المناقب وابن منده في المعرفة والنطنزي في الخصائص والخطيب الخوارزمي في الاربعين وأبوأحمد الجرجاني في التاريخ ، ورواه شعبة عن قتادة عن الحسن ، وقد صنف في صحته أبوعبدالله الجعل وأبوالقاسم الحسكاني وأبوالحسن شاذان مصنفات ، واجتمع أهل البيت عليهم‌السلام على صحتها ، هذا آخر لفظ ما ذكره محمد بن علي المازنداراني في كتابه المذكور في هذا المعنى وجميع هؤلاء من علماء الاربعة المذاهب (١).

٧ ـ يف : مسند أحمد بن حنبل ، عن زيد بن منيع قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لتنتهين بنو وليعة أو لابعثن إليهم رجلا يمضي فيهم أمري ، يقتل المقاتلة ويسبي الذرية ، قال : فقال أبوذر : فما راعني إلا برد كف عمر في حجرتي (٢) من خلفي قال : من تراه يعني؟ قلت ما يعينك به ولكن خاصف النعل يعني عليا. (٣)

٨ ـ ما : المفيد ، عن المراغي ، عن علي بن الحسن الكوفي ، عن جعفر بن محمد بن مروان ، عن أبيه ، عن شيخ بن محمد ، عن أبي علي بن أبي عمر الخراساني ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن أبي إسحاق السبيعي قال : دخلنا على مسروق الاجدع فإذا عنده ضيف له لا نعرفه وهما يطعمان من طعام لهما ، فقال الضيف : كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بحنين ، فلما قال (٤) عرفنا أنه كانت له صحبة من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال جاءت صفية بنت حيي بن أخطب إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت : يا رسول الله إني لست كأحد نسائك ، قتلت الاب

____________________

(١) الطرائف : ٢٠ و ٢١.

(٢) في حجزتى ظ.

(٣) الطرائف : ١٨. وأظن أن هذا الكلام من عمرلم يصدر شوقا كما يوهمه ظاهر العبارة بل صدر خوفا واضطرابا من أن يبعثه النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله بنى وليعة! خلق الله للحروب رجالا ..

(٤) في المصدر : فلما قالها.

٨٧

والاخ والعم ، فإن حدث بك حدث (١) فإلى من؟ فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إلى هذا وأشار إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٢).

٩ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف ، عن حسان ، عن أبي داود ، عن يزيد بن شرجيل أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : هذا أفضلكم حلما وأعلمكم علما وأقدمكم سلما ، قال ابن مسعود : يا رسول الله فضلنا بالخير كله؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما علمت شيئا إلا وقد علمته ، وما اعطيت شيئا إلا وقد أعطيته ، ولا استودعت شيئا إلا وقد استودعته ، قالوا : فأمر نسائك إليه؟ قال : نعم ، قالوا : في حياتك : قال : نعم ، من عصاه فقد عصاني ومن أطاعه فقد أطاعني ، فإن دعاكم فاشهدوا (٣).

١٠ ـ ك : محمد بن علي بن محمد النوفلي ، عن أحمد بن عيسى الوشاء ، عن أحمد بن طاهر القمي ، عن محمد بن بحربن سهل الشيباني ، عن أحمد بن مسرور ، عن سعد بن عبدالله القمي قال : سألت الحجة القائم فقلت : مولانا وابن مولانا إنا روينا عنكم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جعل طلاق نسائه بيد أميرالمؤمنين عليه‌السلام حتى أرسل يوم الجمل إلى عائشة : (٤) « إنك قد أرهجت (٥) على الاسلام وأهله بفتنتك ووردت بنيك حياض الهلكة (٦) بجهلك فإن كففت عني عزبك (٧) وإلا طلقتك » ونساء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد كان طلقهن وفاته (٨) قال : ما الطلاق؟ قلت : تخلية السبيل ، قال : فإذا كان وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد خلى (٩) لهن السبيل فلم لا يحل لهن الازواج؟ قلت : لان الله تعالى حرم الازواج

____________________

(١) في المصدر : فان حدث بك شئ.

(٢) امالى الشيخ : ٢٠ و ٢١.

(٣) بصائر الدرجات : ٨٤

(٤) في المصدر : حتى قال يوم الجمل لعائشة.

(٥) أرهج بين القوم : هيج بعضهم على بعض.

(٦) في المصدر : حياض الهلاك.

(٧) في (ك) : قربك قربتك ظ.

(٨) في المصدر : قد كان طلاقهن بوفاته.

(٩) في المصدر : قد خلت.

٨٨

عليهن ، قال : وكيف وقد خلى الموت سبيلهن؟ قلت : فأخبرني يا ابن مولاي عن معنى الطلاق الذي فوض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حكمه إلى أميرالمؤمين عليه‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى عظم شأن نساء النبي فخصهن بشرف الامهات ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبا الحسن إن هذا الشرف باق لهن مادمن لله على الطاعة ، فأيتهن عصمت الله بعدي بالخروج عليك فأطلق لها في الازواج ، وأسقطها من شرف امومة المؤمنين (١).

ج : عن سعد مثله (٢).

أقول : قال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح ما كتب أميرالمؤمنين إلى معاوية « واقسم بالله لولا بعض الاستبقاء لوصلت إليك مني قوارع تقرع العظم وتنهس اللحم (٣) » قال : قد قيل : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فوض إليه أمر نسائه بعد موته وجعل إليه أن يقطع عصمة أيتهن شاء إذا رأى ذلك ، وله من الصحابة جماعة يشهدون له بذلك ، فقد كان قادرا على أن يقطع عصمة ام حبيبة ويبيح نكاحها للرجال عقوبة لها ولمعاوية أخيها فإنها كانت تبغض عليا كما يبغضه أخوها ، ولو فعل ذلك لا نتهس لحمه ، وهذا قول الامامية ، وقد رووا عن رجالهم أنه عليه‌السلام تهدد عائشة بضرب من ذلك ، وأما نحن فلا نصدق هذا الخبر ونفسر كلامه على وجه آخر إلى آخر ماقال (٤).

أقول : يظهر من كلامه أن هذا من المشهورات بين الشيعة حتى وقف عليه مخالفوهم ونسبوهم إليه.

أقول : سيأتي الاخبار الكثيرة المناسبة لهذا الباب في باب اختصاصه عليه‌السلام بالرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وغيره من الابواب.

____________________

(١) كمال الدين : ٢٥٣ و ٢٥٤. وفيه (وأسقطها من تشرف الامهات ومن شرف امومة المؤمنين) ولا يخفى أن المنقول في المتن قطعة من الحديث ، وهو مفصل مذكور في المصدر.

(٢) الاحتجاج : ٢٥٨.

(٣) في المصدر (وتنهش اللحم). وفى عبده : وتهلس اللحم.

(٤) شرح النهج ٤ : ٣١٨.

٨٩

٦١

( باب )

* ( جوامع الاخبار الدالة على امامته من طرق الخاصة والعامة ) *

١ ـ لى : ابن سعيد الهاشمي عن فرات ، عن محمد بن علي بن معمر ، عن أحمد بن علي الرملي ، عن محمد بن موسى ، عن يعقوب بن إسحاق ، عن عمرو بن منصور ، عن إسماعيل بن أبان ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبيه ، عن أبي هارون العبدي ، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علي بن أبي طالب عليه‌السلام أقدم امتي سلما وأكثرهم علما وأصحهم دينا وأفضلهم يقينا وأحلمهم حلما وأسمحهم كفا وأشجعهم قلبا ، وهو الامام والخليفة بعدي (١).

٢ ـ لى : أحمد بن محمد ، عن محمد بن علي بن يحيي ، عن أبي بكر بن نافع ، عن امية بن خالد ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : يا علي والذي فلق الحبة وبرئ النسمة أنك لافضل الخليقة بعدي ، يا علي أنت وصيي وإمام امتي ، ومن أطاعك أطاعني ومن عصاك عصاني (٢).

٣ ـ لى : ما جيلويه ، عن عمه ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن زياد بن المنذر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : المخالف على علي بن أبي طالب بعدي كافر ، والمشرك به مشرك ، والمحب له مؤمن ، والمبغض له منافق ، والمقتفى لاثره لاحق ، والمحارب له مارق ، والراد عليه زاهق ، علي نور الله في بلاده وحجته على عباده ، علي سيف الله على أعدائه ووارث علم أنبيائه : علي كلمة الله العليا.

وكلمة أعدائه السفلى ، علي سيد الاوصياء ووصي سيدالانبياء ، علي أميرالمؤمنين و

____________________

(١) أمالى الصدوق : ٦.

(٢) أمالى الصدوق : ٩.

٩٠

قائد الغر المحجلين وإمام المسلمين ، لا يقبل الله الايمان إلا بولايته وطاعته (١).

بيان : مارق أي خارج عن الدين ، والمارق أيضا بمعنى الفاسد ، قال الجزري في حديث الخوارج : « يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية » أي يجوزونه ويخرقونه ويتعدونه كما يمرق السهم (٢) الشئ المرمي به ويخرج منه ، ومنه حديث علي « امرت بقتال المارقين » يعني الخوارج ، انتهى (٣). والزاهق : الهالك ، ويحتمل أن يكون المراد غير المصيب ، فإن الزاهق السهم الذي يقع وراء الهدف ولايصيب ، وقال الجزري فيه « غر محجلون من آثار الوضوء » الغر : جمع الاغر من الغرة بياض الوجه ، يريد بياض وجوههم بنور الوضوء (٤). وقال في المحجل من الخيل : هو الذي يرفع البياض في قوائمه إلى موضع القيد (٥) ويجاوز الارساغ (٦) ولايجاوز الركبتين ، ومنه « امتي الغر المحجلون » أي بيض مواضع الوضوء من الايدي والاقدام (٧) ، استعار أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين للانسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس ويديه و رجليه (٨).

٤ ـ لى : ماجيلويه ، عن عمه ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن عامر بن كثير ، عن أبي الجارود ، عن الثمالي ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه : عن جده عليهم‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تبارك وتعالى فرض عليكم طاعتي ونهاكم عن معصيتي ، وأوجب عليكم اتباع أمري ، وفرض عليكم من طاعة علي بعدي ما فرضه من طاعتي ونهاكم من

____________________

(١) أمالى الصدوق : ٨.

(٢) في المصدر : كما يخرق السهم.

(٣) النهاية ٤ : ٩٠.

(٤) النهاية ٣ : ١٥٥. وفيه : بنور الوضوء يوم القيامة.

(٥) القيد : حبل ونحوه يجعل في رجل الدابة وغيرها فيمسكها.

(٦) الرسغ بضم الراء وسكون السين وضمها : الموضع المستدق بين الحافر وموصل الوظيف من اليد والرجل. المفصل ما بين الساعد والكف أو الساق والقدم ، ومثل ذلك من الدابة.

(٧) في المصدر : من الايدى والوجه والاقدام.

(٨) النهاية ١ : ٢٠٤.

٩١

معصيته ما نهاكم عنه من معصيتي ، وجعله أخي ووزيري ووصيي ووارثي ، وهو مني و أنا منه حبه إيمان وبغضه كفر ، ومحبه محبي ومبغضه مبغضي ، وهو مولى من أنا مولاه وأنامولاكل مسلم ومسلمة ، وأنا وإياه أبواهذه الامة (١).

٥ ـ لى : حمزة العلوي ، عن علي ، عن أبيه ، عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد. عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ، عن ابيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحب أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال عليا بعدي وليعاد عدوه وليأتم بالائمة الهداة من ولده ، فإنهم خلفائي و أوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي ، وسادة امتي وقاده الاتقياء إلى الجنة ، حزبهم حزبي وحزبي حزب الله ، وحزب أعدائهم حزب الشيطان (٢).

٦ ـ لى : ما جيلويه ، عن عمه ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي الزبير المكي ، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : قال النبي : إن الله تبارك وتعالى اصطفاني واختارني وجعلني رسولا وأنزل علي سيد الكتب ، فقلت : إلهي وسيدي إنك أرسلت موسى إلى فرعون فسألك أن تجعل معه أخاه هارون وزيرا تشد به عضده وتصدق به قوله وإني أسألك يا سيدي وإلهي أن تجعل لي من أهلي وزيرا تشد به عضدي ، فجعل الله لي عليا وزيرا وأخا ، وجعل الشجاعة في قلبه ، وألبسه الهيبة على عدوه ، وهو أول من آمن بي وصدقني وأول من وحد الله معي وإني سألت ذلك ربي عزوجل فأعطانيه ، فهو سيد الاوصياء ، اللحوق به سعادة و الموت في طاعته وشهادة واسمه في التوراة مقرون إلى اسمي ، وزوجته الصديقة الكبرى ابنتي ، وابناه سيد اشباب أهل الجنة ابناي ، وهو وهما والائمة بعدهم حجج الله على خلقه بعد النبيين ، وهم أبواب العلم في امتي ، من تبعهم نجا من النار ومن اقتدى بهم هدي إلى صراط مستقيم ، لم يهب الله عزوجل محبتهم لعبد إلا أدخله الله الجنة (٣).

____________________

(١) أمالى الصدوق : ١٠.

(٢) أمالى الصدوق : ١٣.

(٣) أمالى الصدوق : ١٥.

٩٢

٧ ـ لى : ما جيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل ، عن الثمالي ، عن سعيد بن جبير ، عن عبدالله بن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : معاشر الناس من أحسن من الله قيلا وأصدق منه حديثا؟ معاشر الناس إن ربكم جل جلاله أمرني أن اقيم لكم عليا علما وإماما وخليفة ووصيا وأن أتخذه أخا ووزيرا ، معاشر الناس إن عليا باب الهدى بعدي والداعي إلى ربي ، وهو صالح المؤمنين ، ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال : إنني من المسلمين : معاشر الناس إن عليا مني ، ولده ولدي ، وهو زوج حبيبتي ، أمره أمري ونهيه نهيي ، معاشرالناس عليكم بطاعته واجتناب معصيته ، فإن طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي ، معاشر الناس إن عليا صديق هذه الامة وفاروقها ومحدثها ، إنه هارونها ويوشعها وآصفها وشمعونها ، إنه باب حطتها وسفينة نجاتها ، إنه طالوتها وذوقرنيها ، معاشرالناس إنه محنة الورى والحجة العظمى والآية الكبرى وإمام أهل الدنيا والعروة الوثقى ، معاشر الناس إن عليا مع الحق والحق معه وعلى لسانه ، معاشرالناس إن عليا قسيم النار لا يدخل النار ولي له ولا ينجومنها عدوله ، وإنه قسيم الجنة لا يدخلها عدوله ولا يزحزح (١) عنها ولي له ، معاشر أصحابي قد نصحت لكم وبلغتكم رسالة ربي ولكن لا تحبون الناصحين ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم (٢).

٨ ـ مع ، لى : القطان ، عن ابن زكريا القطان ، عن ابن حبيب ، عن ابن بهلول عن عبدالله بن صالح ، عن أبي عوانة ، عن أبي بشير ، عن سعيد بن جبير ، عن عائشة قالت : كنت عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأقبل علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : هذا سيد العرب ، فقلت : يا رسول الله ألست سيد العرب؟ قال : أنا سيد ولى آدم وعلي سيد العرب ، فقلت : وما السيد؟ قال : من افترضت طاعته كما افترضت طاعتي (٣) ،

مع : السناني ، عن العلوي ، عن الفزاري ، عن الحسين بن زيد ، عن محمد بن سنان

____________________

(١) زحزح عن مكانه : أبعد أو ازيل.

(٢) امالى الصدوق : ٢٠.

(٣) معانى الاخبار : ١٠٣. امالى لصدوق : ٢٥.

٩٣

عن أبي الجارود ، عن ابن جبير مثله (١).

٩ ـ ما : بإسناد أخي دعبل عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي سيدالعرب ، فقالت امرأة من نسائه : ألست أنت سيدالعرب : فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : اسكتي أنا سيد ولد آدم وعلي بن أبي طالب سيد العرب (٢).

بيان : لعله صلى‌الله‌عليه‌وآله إنما اقتصر في سيادته على العرب تدريجا في بيان فضله وحذرا من تكذيب المنافقين وشك الضعفاء من المسلمين.

١٠ ـ لى : الحافظ ، عن محمد بن أحمد بن ثابت ، عن محمد بن الحسن بن العباس ، عن حسن بن الحسين العرني ، عن عمروبن ثابت ، عن عطاء ، عن أبى يحيى ، عن ابن عباس قال : صعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر فخطب واجتمع الناس إليه فقال ، يا معشر المؤمنين إن الله عزوجل أوحى إلي أني مقبوض وأن ابن عمي عليا مقتول ، وإني أيها الناس أخبركم خبرا أن عملتم به سلمتم وإن تركتموه هلكتم ، إن ابن عمي عليا هو أخي وهو وزيري وهو خليفتي وهو المبلغ عني وهو إمام المتقين وقائد الغر المحجلين ، إن استرشد تموه أرشدكم ، وإن تبعتموه نجوتم ، وإن خالفتموه ضللتم ، وإن أطعتموه فالله أطعتم ، و إن عصيتموه فالله عصيتم ، وإن بايعتموه فالله بايعتم ، وإن نكثتم بيعته فبيعة الله نكثتم إن الله عزوجل أنزل علي القرآن ، وهو الذي من خالفه ضل ومن ابتغى علمه عند غير علي هلك ، أيها الناس اسمعوا قولي واعرفوا حق نصيحتي ولاتخلفوني في أهل بيتي إلا بالذي امرتم به من حفظهم ، فإنهم حامتي وقرابتي وإخوتي وأولادي ، وإنكم مجموعون ومساءلون عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، إنهم أهل بيتي فمن آذاهم آذاني ، ومن ظلمهم ظلمني ، ومن أذلهم أذلني ، ومن أعز هم أعزني ، ومن أكرمهم أكرمني ، ومن نصرهم نصرني ، ومن خذلهم خذلني ، ومن طلب الهدى في غيرهم فقد كذبني؟ أيها الناس اتقوالله وانظروا ما أنتم قائلون إذا لقيتموه ، فإني خصم لمن آذاهم ، ومن كنت خصمه خصمته ، أقول قولي هذا أستغفر الله لي ولكم (٣).

____________________

(١) معانى الاخبار : ١٠٣.

(٢) امالى الشيخ : ٢٣٣.

(٣) امالى الصدوق : ٤٠.

٩٤

بيان : قوله : « وهو الذي من خالفه » الضمير فيه راجع إلى القرآن ، قال الجزري فيه « اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا » حامة الانسان : خاصته ومن يقرب منه (١) وقال الفيروز آبادي : خاصمه فخصمه : غلبه (٢).

١١ ـ لى : أبي ، عن المؤدب ، عن أحمد بن علي الاصبهاني ، عن الثقفي ، عن جعفر بن الحسن ، عن عبيدالله بن موسى العبسي ، عن محمد بن علي السلمي ، عن عبدالله بن محمد بن عقيل ، عن جابر بن عبدالله الانصاري أنه قال : لقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إن في علي خصالا لو كانت واحدة منها في جميع الناس لا كتفوا بها فضلا (٣) : قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من كنت مولاه فعلي مولاه » وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « علي مني كهارون من موسى » وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « علي مني وأنا منه » وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « علي مني كنفسي طاعته طاعتي ومعصيته عصيتي » وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « حرب علي حرب الله وسلم علي سلم الله » وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ولي علي ولي الله وعدو علي عدو الله » وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « علي حجة الله وخليفته على عباده » وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « حب علي إيمان وبغضه كفر » وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « حزب علي حزب الله وحزب أعدائه حزب الشيطان » وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « علي مع الحق والحق معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض » وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي قسيم الجنة والنار » وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من فارق عليا فقد فارقني ومن فارقني فقد فارق الله عزوجل » وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة » (٤).

١٢ ـ لى : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد القبطي قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام : أغفل الناس قول رسول الله (ص) في علي بن أبي طالب عليه‌السلام يوم مشربة ام إبراهيم كما أغفلوا قوله فيه يوم غدير خم ، إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان في مشربة ام إبراهيم وعنده أصحابه إذ جاء علي عليه‌السلام فلم يفرجوا له ، فلما

____________________

(١) النهاية ١ : ٢٦٢.

(٢) القاموس ٤ : ١٠٧.

(٣) أى ثم عد جابر الفضائل التى سمعها من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٤) امالى الصدوق : ٥٥.

٩٥

رآهم لا يفرجون له قال : يا معشر الناس هذا أهل بيتي تستخفون بهم وأنا حي بين ظهرانيكم (١) أما والله لئن غبت عنكم فإن الله لا يغيب عنكم ، إن الروح والراحة و البشر والبشارة لمن ائتم بعلي وتولاه وسلم له وللاوصياء من ولده (٢) حقا علي أن ادخلهم في شفاعتي لانهم أتباعي ، فمن تبعني فإنه مني ، سنة جرت في من إبراهيم لاني من إبراهيم وإبراهيم مني ، وفضلي له فضل وفضله فضلي وأنا أفضل منه ، تصديق قول ربي (٣) « ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم (٤) » وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وثئت رجله في مشربة ام إبراهيم حتى عاده الناس (٥).

ايضاح : قال الجزري فيه : « فوثئت رجلي » أي أصابها وهن دون الخلع والكسر يقال : وثئت رجله فهي موثوءة ووثأتها أنا وقد يترك الهمز (٦).

١٣ ـ لى : الحسين بن علي بن شعيب ، عن ابن زكريا القطان ، عن ابن حبيب ، عن الفضل بن الصقر ، عن أبي معاوية ، عن الاعمش ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : خرج رسول الله (ص) وعليه خميصة قد اشتمل بها ، فقيل : يا رسول الله من كساك هذه الخميصة؟ فقال : كساني حبيبي وصفيي وخاصتي وخالصتي والمؤدي عني ووصيي ووارثي وأخي وأول المؤمنين إسلاما وأخلصهم إيمانهم وأسمح الناس كفا ، سيد الناس بعدي ، قائد الغر المحجلين ، إمام أهل الارض : علي بن أبي طالب ، فلم يزل يبكي حتى ابتل الحصى من دموعه شوقا إليه (٧).

توضيح : قال الجزري : الخميصة : ثوب خز أو صوف معلم ، وقيل لا تسمى

____________________

(١) يقال. هو نازل بين ظهريهم وظهرانيهم بتخفيف الياء فيهما وفتح النون : أى وسطهم.

(٢) في المصدر : والاوصياء من ولده.

(٣) في المصدر : تصديق ذلك قول ربى.

(٤) سورة آل عمران : ٣٤.

(٥) امالى الصدوق : ٦٨. والمشربة : الغرفة التى يشرب فيها.

(٦) النهاية ٤ : ١٩٣.

(٧) امالى الصدوق : ١١٠.

٩٦

خميصة إلا أن يكون سوداء معلمة (١).

١٤ ـ لى : أحمد بن محمد الصائغ ، عن عيسى بن محمد العلوي ، عن أبي عوانة ، عن محمد بن سليمان بن بزيع ، عن إسماعيل بن أبان ، عن سلام بن أبي عمرة الخراساني ، عن معروف بن خربوذ المكي ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن اسيد الغفاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا حذيفة إن حجة الله عليكم بعدي علي بن أبي طالب ، الكفر به كفر بالله ، والشرك به شرك بالله ، والشك فيه شك في الله ، والالحاد فيه إلحاد في الله ، والانكار له إنكار لله ، والايمان به إيمان بالله ، لانه أخو رسول الله ووصيه وإمام امته ومولاهم ، وهو حبل الله المتين والعروة الوثقى التي لا انفصام لها ، وسيهلك فيه اثنان ولاذنب له (٢) : محب غال ومقصر ، يا حذيفة لاتفارقن عليا فتفارقني ، ولا تخالفن عليا فتخالفني ، إن عليا مني وأنامنه ، من أسخطه فقد أسخطني ، ومن أرضاه فقد أرضاني (٣).

١٥ ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن سلمة بن الخطاب ، عن محمد بن تسنيم ، عن عبدالرحمان ابن كثير ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم لاصحابه : معاشر أصحابي إن الله جل جلاله يأمركم بولاية علي بن أبي طالب والاقتداء به ، فهو وليكم وإمامكم من بعدي ، لاتخالفوه فتكفروا ولا تفارقوه فتضلوا ، إن الله جل جلاله جعل عليا علما بين الايمان والنفاق ، فمن أحبه كان مؤمنا ومن أبغضه كان منافقا ، إن الله جل جلاله جعل عليا وصيي ومنار الهدي بعدي ، فهو موضع سري وعيبة علمي وخليفتي في أهلي ، إلى الله أشكو ظالميه من امتي (٤).

١٦ ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن معروف ، عن الحسين بن يزيد.

عن اليعقوبي ، عن عيسى بن عبدالله العلوي ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر

____________________

(١) النهاية ١ : ٣٢٢.

(٢) أى لا ذنب لعلى عليه‌السلام في هلاك هاتين الفرقتين.

(٣) امالى الصدوق : ١١٨ و ١١٩.

(٤) امالى الصدوق : ١٧١.

٩٧

عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : من سره أن يجوز على الصراط كالريح العاصف ويلج الجنة بغير حساب فليتول وليي ووصيي وصاحبي وخليفتي على أهلي وامتي علي بن أبي طالب ، ومن سره أن يلج النارفليترك ولايته ، فوعزة ربي وجلاله إنه لباب الله الذي لايؤتى إلا منه ، وإنه الصراط المستقيم ، وإنه الذي يسأل الله عن ولايته يوم القيامة (١).

١٧ ـ ن ، لى : ابن سعيد الهاشمي ، عن فرات ، عن محمدبن ظهير ، عن محمد بن الحسين ابن أخي يونس ، عن محمد بن يعقوب النهشلي ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن الله جل جلاله إنه قال : أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخلق بقدرتي ، فاخترت منهم من شئت من أنبيائي ، واخترت من جميعهم محمدا حبيبا وخليلا ووصفيا ، فبعثته رسولا إلى خلقي ، واصطفيت له عليا فجعلته له أخا ووصيا ووزيرا ، ومؤديا عنه بعده (٢) إلى خلقي ، وخليفتي على عبادي ، ليبين لهم كتابي ويسير فيهم بحكمي ، وجعلته العلم الهادي من الضلالة ، وبابي الذي اوتى منه ، وبيتي الذي من دخله كان آمنا من ناري ، وحصني الذي من لجأ إليه حصنه من مكروه الدنيا والآخرة ، ووجهي الذي من توجه إليه لم أصرف وجهي عنه ، وحجتي في السماوات والارضين على جميع من فيهن من خلقي ، لا أقبل عمل عامل منهم إلا بالاقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي ، وهو يدي المبسوطة على عبادي ، وهو النعمة التي أنعمت بها على من أحببته من عبادي ، فمن أحببته من عبادي وتوليته عرفته ولايته ومعرفته (٣) ، ومن أبغضته من عبادي أبغضته لانصرافه عن معرفته وولايته ، فبعزتي حلفت وبجلالي أقسمت أنه لا يتولى عليا عبد من عبادي إلا زحزحته عن النار وأدخلته الجنة ، ولا يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته إلا أبغضته وأدخلته النار وبئس المصير (٤).

____________________

(١) امالى الصدوق : ١٧٣.

(٢) في المصدرين : من بعده.

(٣) في الامالى : عرفته معرفته وولايته.

(٤) عيون الاخبار ٢١٢ و ٢١٣. امالى الصدوق : ١٣٤.

٩٨

١٨ ـ لى : ماجيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل ، عن الصادق عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إن الله جل جلاله أوحى إلى الدنيا أن أتعبي من خدمك واخدمي من رفضك (١) ، وإن العبد إذا تخلى بسيده في جوف الليل المظلم وناجاه (٢) أثبت الله النور في قلبه ، فإذا قال : « يارب يارب » ناداه الجليل جل جلاله « لبيك عبدي سلني اعطك وتوكل علي أكفك » ثم يقول جل جلاله لملائكته : « ملائكتي (٣) انظروا إلى عبدي فقد تخلى بي في جوف الليل المظلم والبطالون لاهون والغافلون نيام ، اشهدوا أني قد غفرت له ».

ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : عليكم بالورع والاجتهاد والعبادة ، وازهدوا في هذه الدنيا الزاهدة فيكم فإنها غرارة ، دارفناء ، وزوال ، كم من مغتر فيها قد أهلكته ، وكم من واثق بها قد خانته ، وكم من معتمد عليها قد خدعته وأسلمته ، واعلموا أن أمامكم طريق مهول وسفر بعيد ، وممر كم على الصراط ، ولابد للمسافر من زاد ، فمن لم يتزود وسافر عطب (٤) وهلك ، وخير الزاد التقوى ، ثم اذكروا وقوفكم بين يدي الله جل جلاله فإنه الحكم العدل ، واستعدوا لجوابه إذا سألكم فإنه لابد سائلكم عما عملتم بالثقلين من بعدي كتاب الله وعترتي ، فانظروا أن لاتقولوا : أما الكتاب فغيرنا وحرفنا وأما العترة ففارقنا وقتلنا! فعند ذلك لا يكون جزاؤكم إلا النار ، فمن أراد منكم أن يتخلص من هول ذلك اليوم فليتول وليي وليتبع وصيي وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب ، فإنه صاحب حوضي يذود عنه أعداءه ويسقي أولياءه ، فمن لم يسق منه لم يزل عطشانا ولم يرو أبدا ، ومن سقي منه شربة لم يشق ولم يظمأ أبدا ، وإن علي بن أبي طالب لصاحب لوائي في الآخرة كما كان صاحب لوائي في الدنيا ، وإنه أول من يدخل الجنة لانها يقدمني وبيده لوائي تحته آدم ومن دونه من الانبياء (٥).

____________________

(١) رفض الشئ : تركه.

(٢) في المصدر : وناجى.

(٣) في المصدر : يا ملائكتى.

(٤) عطب : هلك.

(٥) امالى الصدوق : ١٦٨.

٩٩

١٩ ـ لى : السناني ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن النوفلي ، عن على بن سالم ، عن أبيه ، عن ابن طريف ، عن ابن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : يا علي أنت إمام المسلمين وأميرالمؤمنين وقائد الغر المحجلين وحجة الله بعدي على الخلق أجمعين وسيدالوصيين ووصي سيدالنبيين ، يا علي إنه لما عرج بي إلى السماء السابعة ومنها إلى سدرة المنتهى ومنها إلى حجب النور وأكرمني ربي جل جلاله بمناجاته قال لي ، يا محمد قلت : لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت ، قال : إن عليا إمام أوليائي ونور لمن أطاعني ، والكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أطاعه أطاعني ومن عصاه عصاني ، فبشره بذلك ، فقال علي يا رسول الله بلغ من قدري حتى أني اذكر هناك؟ فقال : نعم يا علي فاشكر ربك ، فخر علي ساجدا شكرالله على ما أنعم به عليه ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ارفع رأسك يا علي فإن الله قد باهى بك ملائكته (١).

٢٠ ـ لى : القطان ، عن عبدالرحمن بن أبي حاتم ، عن هارون بن إسحاق ، عن عبدة بن سليمان ، عن كامل بن العلاء ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ابن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص) لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : يا علي أنت صاحب حوضي وصاحب لوائي ومنجز عداتي وحبيت قلبي ووارث علمي ، وأنت مستودع مواريث الانبياء ، وأنت أمين الله في أرضه ، وأنت حجة الله على بريته ، وأنت ركن الايمان ، وأنت مصباح الدجى وأنت منارالهدى ، وأنت العلم المرفوع لاهل الدنيا ، من تبعك نجا ، ومن تخلف عنك هلك وانت الطريق الواضح ، وأنت الصراط المستقيم ، وأنت قائدالغر المحجلين ، وأنت يعسوب المؤمنين ، وأنت مولى من أنا مولاه ، وأنا مولى كل مؤمن ومؤمنة ، لا يحبك إلا طاهر الولادة ولا يبغضك إلا خبيث الولادة ، وعرج بي ربي عزوجل إلى السماء قط وكلمني ربي إلا قال لي : يا محمد اقرء عليا مني السلام وعرفه أنه إمام أوليائي ونور أهل طاعتي ، فهنيئا لك يا علي هذه الكرامة (٢).

٢١ ـ لى : أبي ، عن المؤدب ، عن أحمد بن علي الاصبهاني ، عن الثقفي ، عن

____________________

(١) امالى الصدوق : ١٨٠.

(٢) امالى الصدوق : ١٨٤.

١٠٠