بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

١٦ ـ عم : عن أبي هريرة في حديث طويل أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله آخى بين أصحابه وبين الانصار والمهاجرين ، فبدأ بعلي بن أبي طالب عليه‌السلام فأخذ بيده وقال : « هذا أخي » وفي خبر آخر « أنت أخي في الدنيا والآخرة (١) ».

١٧ ـ كشف : من مناقب الخوارزمي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله آخى بين المسلمين ثم قال : يا علي أنت أخي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير انه لانبي بعدي ، أما علمت يا علي أن أول من يدعى به يوم القيامة يدعى بي ، [ قال : ] فأقوم عن يمين العرش في ظله فاكسى حلة خضراء من حلل الجنة ، ألا وإني اخبرك يا علي أن امتي أول الامم يحاسبون يوم القيامة ، ثم أنت أول من يدعى لقرابتك مني ومنزلتك عندي ، ويدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد ، فتسير به بين السماطين (٢) ، آدم وجميع الخلق يستظلون بظل لوائي يوم القيامة ، وطوله مسيرة ألف سنة ، سنانه ياقوتة حمراء ، قضيبه فضة بيضاء ، زجه (٣) درة خضراء ، وله ثلاث ذوائب من نور : ذؤابة في المشرق وذؤابة في المغرب والثالثة وسط الدنيا ، مكتوب عليه ثلاثة أسطر الاول « بسم الله الرحمن الرحيم » والثاني « الحمد لله رب العالمين » والثالث « لا إله إلا الله محمد رسول الله » طول كل سطر مسيرة ألف سنة ، وتسير بلوائي والحسن عن يمينك والحسين عن يسارك حتى تقف بيني وبين إبراهيم في ظل العرش ، ثم تكسى حلة خضراء من الجنة ، ثم ينادي مناد من تحت العرش : « نعم الاب أبوك إبراهيم ونعم الاخ أخوك علي » أبشر يا علي أنك تكسى لاذا كسيت وتدعى إذا دعيت وتحيى إذا حييت.

ومن كتاب المناقب عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا علي بن أبي طالب لحمه من لحمي ودمه من دمي وهو مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي.

وقال : يا ام سلمة اشهدي واسمعي (٤) هذا علي أميرالمؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي

____________________

(١) اعلام الورى : ١٨٧.

(٢) السماط : الشئ المصطف. سماط القوم : صفهم.

(٣) الزج : الحديدة التى في أسفل الرمح ، ويقابله السنان.

(٤) في المصدر : اسمعى واشهدى.

٣٤١

وبابي الذي اوتى منه ، أخي في الدنيا وخدني في الآخرة ومعي في السنام الاعلى (١) ومن مسند أحمد بن حنبل عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله آخى بين أصحابه (٢) فبقي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبوبكر وعمر وعلي ، فآخى بين أبي بكر وعمر وقال لعلي عليه‌السلام : أنت أخي.

وبالاسناد عن عمر بن عبدالله عن أبيه عن جده أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله آخى بين الناس و ترك عليا حتى بقي آخرهم لا يرى له أخا ، فقال : يا رسول الله آخيت بين الناس وتركتني؟ قال : ولمن تراني تركتك؟ إنما تركتك لنفسي ، أنت أخي وأنا أخوك ، فإن ذاكرك أحد فقل : أنا عبدالله وأخو رسول الله ، لا يدعيها بعدك إلا كذاب (٣).

يف : رواه أحمد في مسنده من أكثر من ستة طرق فمنها عن عمر بن عبدالله عن أبيه عن جده وذكر مثل ما مر إلى قوله : إلا كذاب (٤).

١٨ ـ كشف : وبالاسناد عن زيد بن أبي أوفى (٥) قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فذكر قصة مؤاخاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : قال علي : لقد ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فإن كان هذا من سخط علي فلك العتبى و الكرامة فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي بعثني بالحق ما اخترتك إلا لنفسي ، فأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووزيري ووارثي ، قال : قال وما أرث منك يا رسول الله؟ قال : ماورث الانبياء قبلك (٦) : كتاب الله وسنة نبيهم ، وأنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة ، وأنت أخي ورفيقي ، ثم تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله « إخوانا على سرر متقابلين (٧) » المتحابون في الله ينظر بعضهم إلى بعض.

____________________

(١) كشف الغمة : ٨٦.

(٢) في المصدر : بين الصحابة.

(٣) كشف الغمة : ٩٦.

(٤) الطرائف. ١٧.

(٥) أورد ترجمته مع حديث المواخاة في اسد الغابة ٢ : ٢٢١. وفي (ك) (عن زيد بن ادمى) وهو سهو وفي (ت) زيد بن آدم.

(٦) في المصدر : ماورث الانبياء قبلى وسياتى في ص ٣٤٦.

(٧) سورة الحجر : ٤٧.

٣٤٢

وبالاسناد عن عكرمة عن ابن عباس أن عليا كان يقول في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله عزوجل يقول : « أفإن مات أو قتل (١) » لاقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت ، والله إني لاخوه ووليه وابن عمه ووارثه ، ومن أحق به مني؟

وبالاسناد عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : طلبني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فوجدني في حائط نائما ، فضربني برجله وقال : قم والله لارضينك ، أنت أخي وأبوولدي ، تقاتل على سنتي من مات على عهدي فهو في كنز [ كنف ] الله ، ومن مات على عهدك فقد قضى نحبه ، ومن مات يحبك بعد موتك يختم الله له بالامن والايمان ما طلعت شمس أو غربت ، وعن جابر مثله وفي آخره : علي أخي وصاحب لوائي.

وعن علي عليه‌السلام بالاسناد قال : جمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بني عبدالمطلب فيهم رهط يأكل الجذعة (٢) ويشرب الفرق ، قال : فصنع لهم مدا من طعام فأكلوا حتى شبعوا قال : وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس ، ثم دعا بغمر (٣) فشربوا حتى رووا وبقي الشراب كأنه لم يشرب منه ولم يمس ، فقال : يا بني عبدالمطلب إني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس عامة ، وقدرأيتم من هذه الآية مارأيتم ، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي و صاحبي؟ قال : فلم يقم إليه أحد ، فلما كان في الثالثة ضرب بيده على يدي.

ومن مناقب الفقيه أبي الحسن ابن المغازلي عن أنس قال : لما كان يوم المباهلة آخى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بين المهاجرين والانصار وعلي واقف يراه ويعرف مكانه ، ولم يواخ بينه و بين أحد ، فانصرف علي باكي العين ، فافتقده النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ما فعل أبوالحسن؟ قالوا انصرف باكي العين يا رسول الله ، قال : يا بلال اذهب فائتني به ، فمضى بلال إلى علي عليه‌السلام وقد دخل منزله باكي العين ، فقالت فاطمة عليها‌السلام : ما يبكيك لا أبكى الله عينيك؟ قال : يا فاطمة آخى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بين المهاجرين والانصار وأنا واقف يراني ويعرف مكاني ولم يواخ بيني وبين أحد ، قالت عليها‌السلام : لا يحزنك الله لعله إنما ذخرك (٤) لنفسه ، فقال بلال

____________________

(١) سورة آل عمران : ١٤٤.

(٢) في المصدر : كلهم يأكل الجذعه ، والفرق بضم الفاء اناء يكتال به.

(٣) الغمر كصرد : قدح صغير.

(٤) في المصدر : إنما ادخرك.

٣٤٣

يا علي أجب النبي ، فأتى علي النبي فقال النبي : ما يبكيك يا أبا الحسن؟ فقال واخيت بين المهاجرين والانصار يا رسول الله وأنا واقف تراني وتعرف مكاني ولم تواخ بينى و بين أحد ، قال : إنما ذخرتك لنفسي ، ألا يسرك أن تكون أخانبيك؟ قال : بلى يا رسول الله أني لي بدلك؟ فأخذ بيده فأرقاه المنبر فقال : « اللهم هذا مني (١) وأنا منه ، ألا إنه مني بمنزلة هارون من موسى ، ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه » قال : فانصرف علي قرير العين فأتبعه عمر بن الخطاب فقال : بخ بخ يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كل مسلم (٢).

فض : عن أبى الحسين بن المظفر العطار يرفعه إلى حميد الطويل إلى أنس بن مالك مثله ، وفي آخره : ثم نزل وقد سر علي بن أبي طالب عليه‌السلام فجعل الناس يبايعونه وعمر بن الخطاب يقول : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، زوجة من يعاديك طالقة طالقة طالقة (٣).

١٩ ـ كشف : ابن المغازلي عن زيد بن أرقم قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : إني مواخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة ، ثم قال لعلي عليه‌السلام : أنت أخى و رفيقي ، ثم تلاهذه الآية « إخوانا على سرر متقابلين (٤) » الاخلاء في الله ينظر بعضهم إلى بعض.

وعن الدارقطني يرفعه إلى ابن عمر قال : قال رسول الله لعلي عليه‌السلام : أنت أخي في الدنيا والآخرة.

وبالاسناد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خير إخواني علي.

وبالاسناد عن ابن عمر قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام يوم المواخاة : أنت أخي في الدنيا والآخرة

____________________

(١) في المصدر : اللهم ان هذا.

(٢) كشف الغمة : ٩٦ و ٩٧.

(٣) الروضة : ١١ و ١٢.

(٤) سورة الحجر : ٤٧.

٣٤٤

وبالاسناد عن حذيفة بن اليمان قال : آخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بين المهاجرين والانصار : كان يواخي بين الرجل ونظيره ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : هذا أخي قال حذيفة : فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين ، الذي ليس له شبيه ولا نظير وعلي أخوه ،

« شعر »

يميل العدو والصديق وإنما (١)

يعادي الفتى أمثاله ويصادق

وبالاسناد عن أبي الحمراء قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : لما اسري بي إلى السماء رأيت على ساق العرش الايمن : أنا وحدي لا إله غيري ، غرست جنة عدن بيدي ، محمد صفوتي ، أيدته بعلي.

ومن الجمع بين الصحاح (٢) لرزين العبدري في باب مناقب أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وبالاسناد المتقدم من سنن أبي داود وصحيح الترمذي عن ابن عمر قال : لما آخى رسول الله (ص) بين أصحابه جاءه علي عليه‌السلام تدمع عيناه ، فقال : يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تواخ بيني وبين أحد ، قال : فسمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : أنت أخي في الدنيا والآخرة (٣).

أقول : روى في جامع الاصول من الترمذي عن ابن عمر مثله (٤).

٢٠ ـ كشف : من كتاب كفاية الطالب عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش : نعم الاب أبوك إبراهيم خليل الرحمان ونعم الاخ أخوك علي بن أبي طالب (٥).

٢١ ـ فر : عن محمد بن إبراهيم بن زكريا معنعنا عن عبدالله بن أبي أوفى قال : خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن في مسجد المدينة فقام [ و ] حمد الله تعالى وأثنى عليه فقال : إني محدثكم

____________________

(١) في المصدر : ينيل العدو والصديق وإنما.

(٢) في المصدر : بين الصحاح الست.

(٣) كشف الغمة : ٩٧.

(٤) تيسير الوصول ٣ : ٢٣٧.

(٥) كشف الغمة : ١١٣.

٣٤٥

حديثا فاحفظوه وعوه ، وليحدث ، من بعدكم ، إن الله اصطفى لرسالته من خلقه ، وذلك قول الله تعالى : « الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس (١) » أسكنهم الجنة ، وإني مصطفي منكم من أحب أن أصطفيه ، واواخي بينكم كما آخى الله بين الملائكة ، فذكر كلاما فيه طول فقال علي بن أبي طالب عليه‌السلام : لقد انقطع ظهري وذهب روحي عندما صنعت بأصحابك. فإن كان من سخطة بك علي فلك العتبى (٢) ، فقال رسول الله (ص) : والذي بعثني بالحق ما أنت مني إلا بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي ، وما أخرتك إلا لنفسي ، فأنا رسول الله وأنت أخي ووارثي ، قال : وما الذي أرث منك يا رسول الله؟ قال : ما ورثت الانبياء من قبلي ، قال : وما ورثت الانبياء من قبلك؟ قال : كتاب ربهم و سنة نبيهم ، أنت معي يا علي في قصري في الجنة مع فاطمة بنتي ، هي زوجتك في الدنيا والآخرة وأنت رفيقي ، ثم تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله « إخوانا على سرر متقابلين » (٣) المتحابون في الله ينظر بعضهم إلى بعض (٤).

٢٢ ـ يف : ابن المغازلي بأسانيده إلى حذيفة بن اليمان قال : آخى رسول الله صلى الله عليه وآله بين المهاجرين ، فكان يواخي بين الرجل ونظيره ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : « هذا أخي » قال حذيفة : فرسول الله (ص) سيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين الذي ليس له شبه ولا نظير ، وعلي أخوه (٥).

بيان : أخبار هذا الباب متفرقة في سائر الابواب ، وروى ابن بطريق في العمدة ما مر من الاخبار من مسند أحمد بن حنبل بستة أسانيد عن سعيد بن المسيب وعن عمر بن عبدالله عن أبيه عن جده ، وعن زيد بن أبي أوفى ، وعن ابن عباس ، وعن أميرالمؤمنين عليه‌السلام برواية أبي المغيرة وربيعة بن ناجد ، ومن مناقب ابن المغازلي بثمانية أسانيد عن أنس وزيد بن أرقم وابن عباس وابن عمر بروايتين وحذيفة بن اليمان وأبي الحمراء ، و

____________________

(١) سورة الحج. ٧٥.

(٢) في المصدر : فلك العتبى والكرامة.

(٣) سورة الحجر : ٤٧.

(٤) تفسير فرات : ٨٢ :

(٥) الطرائف : ٢٨. وفيه : الذى ليس له شبيه ولا نظير.

٣٤٦

من صحيح الترمذي وسنن أبي داود عن ابن عمر (١).

وروى في الطرائف بأكثر تلك الاسانيد (٢).

وروى ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة من مناقب ضياء الدين الخوارزمي عن ابن عباس قال : لما آخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بين أصحابه من المهاجرين والانصار آخى بين أبي بكر وعمر ، وآخى بين عثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف ، وآخى بين طلحة والزبير ، وآخى بين أبي ذر الغفاري والمقداد ، ولم يواخ بين علي بن ابي طالب عليه‌السلام وبين أحد منهم ، فخرج علي مغضبا حتى أتى جدولا من الارض وتوسد ذراعه ونام فيه تسفي الريح عليه ، فطلبه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فوجده على تلك الصفة ، فركزه برجله وقال له : قم فما صلحت أن تكون إلا أبا تراب ، أغضبت حين آخيت بين المهاجرين والانصار ولم اواخ بينك وبين أحد منهم؟ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟ ألا من أحبك فقد حف بالامن والايمان ومن أبغضك أماته الله ميتة جاهلية (٣).

____________________

(١) العمدة : ٨٣ ٨٨.

(٢) الطرائف : ١٧ و ١٨ و ٣٦.

(٣) الفصول المهمة : ٢٠ و ٢١.

٣٤٧

٦٩

( باب )

* ( خبر الطيرو أنه أحب الخلق إلى الله ) *

١ ـ ج : جعفر بن محمد الصادق ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : كنت أنا ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المسجد بعد أن صلى الفجر ثم نهض ونهضت معه ، وكان إذا أراد أن يتجه إلى موضع أعلمني بذلك ، فكان إذا أبطأ في الموضع صرت إليه لاعرف خبره ، لانه لا يتقار (١) قلبي على فراقه ساعة (٢) فقال لي : أنا متجه إلى بيت عائشة فمضى ومضيت إلى بيت فاطمة عليها‌السلام، فلم أزل مع الحسن والحسين وهي وأنا مسروران بهما ، ثم إني نهضت وصرت إلى باب عائشة فطرقت الباب فقالت لي عائشة : من هذا؟ فقلت لها : أنا علي ، فقالت إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله راقد ، فانصرفت ثم قلت : النبي راقد وعائشة في الدار؟ فرجعت وطرقت الباب ، فقالت لي عائشة : من هذا؟ فقلت : أنا علي ، فقالت : إن النبي على حاجة ، فانثنيت (٣) مستحييا من دقي الباب ، ووجدت في صدري ما لا أستطيع عليه صبرا ، فرجعت مسرعا فدققت الباب دقا عنيفا (٤) ، فقالت لي عائشة : من هذا؟ فقالت : أنا علي ، فسمعت رسول الله (ص) يقول لها : يا عائشة افتحي [ له ] الباب ، ففتحت فدخلت ، فقال لي. اقعد يا أبا الحسن ، احدثك بما أنا فيه أوتحدثني بإبطائك عني؟ فقلت : يا رسول الله [ حدثني ] فإن حديثك أحسن فقال : يا أبا الحسن كنت في أمر كتمته من ألم الجوع ، فلما دخلت بيت عائشة وأطلت القعود ليس عندها شئ تأتي به مددت يدي وسألت الله القريب المجيب ، فهبط علي حبيبي جبرئيل عليه‌السلام ومعه هذا الطير ووضع أصبعه على طائربين يديه فقال : إن الله عزوجل

____________________

(١) تقار في المكان : سكن وثبت. وفي المصدر : لا يتصابر.

(٢) في المصدر : ساعة واحدة.

(٣)(٢) أى انصرفت.

(٤) أى شديدا.

٣٤٨

أوحى إلي أن آخذ هذا الطير وهو أطيب طعام في الجنة ، فأتيتك به (١) يا محمد ، فحمدت الله كثيرا ، وعرج جبرئيل ، فرفعت يدي إلى السماء فقلت : اللهم يسر عبدا يحبك و يحبني يأكل معي هذا الطائر (٢) ، فمكثت مليا فلم أر أحدا يطرق الباب ، فرفعت يدي ثم قلت اللهم يسر عبدا يحبك ويحبني وتحبه واحبه يأكل معي هذا الطائر (٣) ، فسمعت طرقك للباب وارتفاع صوتك ، فقلت لعائشة : أدخلي عليا ، فدخلت ، فلم أزل حامدا لله حتى بلغت إلي إذ كنت تحب الله وتحبني ويحبك الله واحبك ، فكل يا علي.

فلما أكلت أنا والنبي الطائر قال لي : يا علي حدثني ، فقلت يا رسول الله : لم أزل منذ فارقتك أنا وفاطمة والحسن والحسين مسرورين جميعا ، ثم نهضت اريدك فجئت فطرقت الباب ، فقالت لي عائشة : من هذا؟ فقلت لها : أنا علي ، فقالت : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله راقد ، فانصرفت فلما صرت (٤) إلى الطريق الذي سلكته رجعت فقلت : النبي راقد و عائشة في الدار؟ لا يكون هذا!؟ فجئت فطرقت الباب ، فقالت لي : من هذا؟ فقلت أنا علي فقالت : إن النبي على حاجة ، فانصرفت مستحييا ، فلما انتهيت إلى الموضع الذي رجعت منه أول مرة وجدت في قلبي ما لم أستطع (٥) عليه صبرا وقلت : النبي على حاجة وعائشة في الدار؟ فرجعت فدققت الباب الدق الذي سمعته يا رسول الله ، فسمعتك يا رسول الله أنت تقول لها : أدخلي عليا ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أبيت إلا أن يكون (٦) الامر هكذا يا حميراء ما حملك على هذا؟ فقالت : يا رسول الله اشتهيت أن يكون أبي يأكل من الطير (٧)! فقال لها : ما هو بأول ضغن بينك وبين علي ، وقد وقفت على ما في قلبك لعلي ، إنك لتقاتلينه! فقالت : يا رسول الله وتكون النساء يقاتلن الرجال؟ فقال لها : يا عائشة إنك

____________________

(١) في المصدر : فآتيك به.

(٢ و ٣) في المصدر : يأكل معى من هذا الطائر.

(٤) في المصدر : فلما أن صرت ،

(٥) في المصدر : مالا أستطيع.

(٦) في المصدر : أبي الله إلا أن يكون اه.

(٧) في المصدر : من هذا الطير.

٣٤٩

لتقاتلين عليا ، ويصحبك ويدعوك إلى هذا نفر من أصحابي (١) فيحملونك عليه وليكونن في قتالك له أمر تتحدث به الاولون والآخرون ، وعلامة ذلك أنك تركبين الشيطان ثم تبتلين قبل أن تبلغي إلى الموضع الذي يقصد بك إليه ، فتنبح عليك كلاب الحوأب ، فتسألين الرجوع فيشهد عندك قسامة (٢) أربعين رجلا ما هي كلاب الحوأب ، فتصيرين (٣) إلى بلد أهله أنصارك هو أبعد بلاد على الارض إلى السماء (٤) وأقربها إلى الماء ولترجعين وأنت صاغرة غير بالغة [ إلى ] ما تريدين ، ويكون هذا الذي يردك مع من يثق به من أصحابه ، إنه لك خير منك له ، ولينذرنك ما يكون (٥) الفراق بيني وبينك في الآخرة وكل من فرق علي بيني وبينه بعد وفاتي ففراقه جائز ، فقالت : يا رسول الله ليتني مت قبل أن يكون ما تعدني! فقال لها : هيهات هيهات والذي نفسي بيده ليكونن ما قلت حتى كأني أراه ، ثم قال لي : قم يا علي فقد وجبت صلاة الظهر ، حتى آمر بلالا بالاذان ، فأذن بلال وأقام الصلاة وصلى وصليت معه ولم نزل في المسجد (٦).

٢ ـ ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن أحمد بن الحسن. عن يوسف بن عدي عن حماد بن المختار ، عن عبدالملك بن عمير ، عن أنس بن مالك قال : اهدي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله طائر فوضع بين يده ، فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي ، فجاء علي عليه‌السلام فدق الباب فقلت : من ذا؟ فقال : أنا علي فقلت : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على حاجة ، حتى فعل ذلك ثلاثا ، فجاء الرابعة فضرب الباب برجله فدخل ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما حبسك؟ قال قد جئت ثلاث مرات ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما حملك على ذلك؟ قال : قلت : كنت احب أن يكون رجلا من قومي (٧).

____________________

(١) في المصدر : : نفر من أهل بيتى واصحابى.

(٢) القسامة بفتح القاف الجماعة يحلفون على الشئ ويأخذونه.

(٣) في المصدر : فتنصرفين.

(٤) في المصدر : من السماء.

(٥) في المصدر : بما يكون.

(٦) الاحتجاج : ١٠٤ و ١٠٥.

(٧) أمالى الشيخ : ١٥٩.

٣٥٠

٣ ـ شف : أحمد بن مردويه ، عن محمد بن القاسم بن أحمد ، عن أحمد بن محمد بن سليمان عن محمد بن علي بن خلف ، عن محمد بن القاسم الكوفي ، عن إسماعيل بن زيادالبزاز ، عن أبي إدريس ، عن رافع (١) مولى عائشة قال : كنت غلاما أخدمها ، فكنت إذا كان رسول الله (ص) عندها أكون قريبا اعاظيها (٢) ، قال : فبينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عندها ذات يوم إذ جاء جاء فدق الباب ، قال : فخرجت إليه فإذا جارية معها إناء مغطى ، قال : فرجعت إلى عائشة فأخبرتها ، قالت أدخلها ، فدخلت فوضعته بين يدي عائشة ، فوضعته عائشة بين يدي رسول الله (ص) وجعل يأكل ، وخرجت الجارية؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليت أمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين عندي يأكل معي ، فجاء جاء فدق الباب ، فخرجت إليه فإذا هو علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : فرجعت فقلت : هذا علي ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أدخله ، فلما دخل قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : مرحبا وأهلا لقد تمنيتك مرتين حتى لو أبطأت علي لسألت الله عزوجل أن يأتي بك اجلس فكل معي (٣).

بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن محمد بن القاسم الفارسي عن عبدالله بن أبي حامد ، عن زيد بن محمد بن جعفر ، عن محمد بن جعفر العباب ، عن الحسن بن سليمان ، عن محمد بن كثير ، عن إسماعيل البزاز مثله وزاد في آخره : ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قاتل الله من قاتلك وعادى من عاداك مرتين أو ثلاثا (٤).

٤ ـ قب : روى حديث الطير جماعة منهم الترمذي في جامعه وأبونعيم في حلية الاولياء والبلاذري في تاريخه ، والخركوشي في شرف المصطفى ، والسمعاني في فضائل الصحابة ، والطبري في الولاية ، وابن البيع في الصحيح ، وأبويعلى في المسند ، وأحمد في الفضائل ، والنطنزي في الاختصاص (٥) ، وقد رواه محمد بن إسحاق ومحمد بن يحيى الازدي وسعيد

____________________

(١) في المصدر : عن أبى رافع.

(٢) عاطى الرجل : خدمه.

(٣) اليقين : ١٣ و ١٤.

(٤) بشارة المصطفى : ٢٠٣ و ٢٠٤.

(٥) كذا في جميع النسخ والمصدر ، والظاهر (في الخصائص) فان الاختصاص من مؤلفات الشيخ المفيد قدس‌سره.

٣٥١

والمازني وابن شاهين والسدي وأبوبكر البيهقي ومالك وإسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة وعبدالملك بن عمير ومسعر بن كدام وداود بن علي بن عبدالله بن عباس وأبوحاتم الرازي بأسانيدهم عن أنس وابن عباس وام أيمن ، ورواه ابن بطة في الابانة من طريقين ، والخطيب وأبوبكر في تاريخ بغداد من سبعة طرق ، وقد صنف أحمد بن محمد بن سعيد كتاب الطير ، وقال القاضي أحمد : قد صح عندي حديث الطير (٢) ، وقال أبوعبدالله البصري : إن طريقة أبي عبدالله الجبائي في تصحيح الاخبار يقتضي القول بصحة هذا الخبر لايراده يوم الشورى فلم ينكر ، قال الشيخ : قد استدل به أميرالمؤمنين عليه‌السلام على فضله في قصة شورى بمحضر من أهلها ، فما كان فيهم إلا من عرفه وأقر به ، والعلم بذلك كالعلم بالشورى نفسها ، فصار متواترا ، وليس في الامة على اختلافها من دفع هذا الخبر. وحدثني أبوالعزيز كادش العكبري عن أبي طالب الحربي العشاري عن ابن شاهين الواعظ في كتابه « ما قرب سنده » قال : حدثني نصر بن أبي القاسم الفرائضي ، قال : محمد بن عيسى الجوهري (٣) ، قال : قال نعيم بن سالم بن قنبر ، قال : قال أنس بن مالك ، الخبر ، وقد أخرجه علي بن إبراهيم في كتاب قرب الاسناد ، وقد رواه خمسة وثلاثون رجلا من الصحابة عن أنس وعشرة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقد صح أن الله تعالى والنبي يحبانه ، وما صح ذلك لغيره ، فيجب الاقتداء به ، ومن عزى (٤) خبر الطائر إليه قصر الامامة عليه ، ومجمع الحديث أن أنسا تعصب بعصابة فسئل عنها فقال : هذه دعوة علي ، قيل : وكيف ذلك؟ قال : اهدي إلى رسول الله (ص) طائر مشوي فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير فجاء علي عليه‌السلام فقلت له : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عنك مشغول وأحببت أن يكون رجلا من قومي فدعا رسول الله (ص) ثانيا فجاء علي عليه‌السلام فقلت : رسول الله عنك مشغول ، فدعا رسول الله (ص) ثالثا فجاء علي عليه‌السلام فقلت : رسول الله (ص) عنك مشغول ، فرفع علي صوته وقال : وما يشغل رسول الله (ص) عني؟ وسمعه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا أنس من هذا؟ قلت : علي

____________________

(١) في المصدر : بعد ذلك : ومالى لفظه.

(٢) في المصدر : قال : قال محمد بن عيسى الجوهري.

(٣) أى نسب.

٣٥٢

ابن أبي طالب عليه‌السلام قال : ائذن له ، فلما دخل قال له : يا علي إني قد دعوت الله ثلاث مرات أن يأتيني بأحب خلقه إليه وإلي أن يأكل معي هذا الطير ولو لم تجئني في الثالثة لدعوت الله باسمك أن يأتيني بك ، فقال : يا رسول الله إني قد جئت ثلاث مرات كل ذلك يردني أنس ويقول : رسول الله عنك مشغول ، فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما حملك على هذا؟ قلت : أحببت أن يكون رجلا من قومي! فرفع علي يده إلى السماء فقال اللهم ارم أنسا بوضح لا يستره من الناس وفي رواية : لا تواريه العمامة (١) ثم كشف العمامة عن رأسه فقال : هذه دعوة علي هذه دعوة علي (٢).

لى : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن أبي هدبة (٣) قال : رأيت أنس بن مالك معصوبا بعصابة ، فسألته عنها فقال : هي دعوة علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقلت له : وكيف كان ذلك (٤)؟ وساق الحديث مثل ما مر ، وفي بعض النسخ : فلما كان يوم الدار استشهدني (٥) علي عليه‌السلام فكتمته فقلت : إني انسيته ، فرفع (٦) علي يده إلى آخر الخبر (٧).

٥ ـ قب : إنه عليه‌السلام كان أحب الخلق إلى الله وإلى رسوله لوجوه : منها قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « اللهم ائتني بأحب الخلق إليك وإلي يأكل معي من هذا الطائر » ومنها قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله » ومنها « ادعو إلي خليلي » فدعوا لفلان وفلان (٨) فأعرض. فإذا ثبت أن عليا عليه‌السلام كان أحب الخلق إلى الله وإلى رسوله فلا يجوز لغيره أن يتقدم عليه ، وقد قال الله تعالى :

____________________

(١) المستفاد من روايات الباب أن دعاءه عليه‌السلام على أنس كان يوم الشورى حين استشهده فكتمه ، وكأن في الرواية سقطا.

(٢) مناقب آل أبى طالب ١ : ٤٣٥ و ٤٣٦ وذكرت الجملة الاخيرة فيه مرة واحدة.

(٣) بالباء الموحدة كما في اسد الغابة.

(٤) في المصدر : وكيف يكون ذلك؟.

(٥) في المصدر : يستشهدنى.

(٦) في المصدر : انى نسيته : قال : رفع اه.

(٧) امالى الصدوق : ٣٨٩.

(٨) في المصدر : ندعوا فلان بن فلان.

٣٥٣

« قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله (١).

إبانة ابن بطة وفضائل أحمد في خبر عن عكرمة عن ابن عباس قال : ولقد عاتب الله أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله في غير آي من القرآن وما ذكر عليا إلا بخير ، وذلك نحو قوله : « ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة (٢) » وقوله تعالى : « ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم (٣) » الآية ، وقوله تعالى في آية المناجاة : « فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم (٤) ».

البخاري : توفي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو عنه راض يعني عن علي عليه‌السلام وقد ذكرنا أنه أولى الناس لقوله تعالى : « لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة (٥) » لانه قد صح أنه لم يفر قط من زحف ، وما ثبت ذلك لغيره (٦).

٦ ـ كشف : من مناقب الخوارزمي عن أنس قال : كان عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله طير فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير ، فجاء (٧) علي عليه‌السلام فأكل معه.

ومنه عن ابن عباس قال : اتي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بطائر فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك ، فجاءه علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : اللهم واله. قال : أخرج أبوعيسى الترمذي هذا الحديث في جامعه وذكره النسائي في حديثه (٨).

٧ ـ بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن محمد بن القاسم الفارسي ، عن عبدالله بن أبي حامد ، عن محمد بن إبراهيم بن أحمد ، عن أحمد بن مدرك ، عن إبراهيم بن سعد ، عن حسين بن محمد ، عن سليمان بن قرط ، عن محمد بن شعيب ، عن داود بن علي بن عبدالله بن عباس ، عن أبيه ، عن جده أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اتي بطير فقال :

____________________

(١) سورة آل عمران : ٣١.

(٢) (٢) سورة آل عمران : ١٢٣.

(٣) سورة التوبة : ٢٥.

(٤) سورة المجادلة : ١٣.

(٥) سورة الفتح : ١٨.

(٦) مناقب آل أبى طالب ١ : ٥٥٠ و ٥٥١.

(٧) في المصدر : فجاءه.

(٨) كشف الغمة : ٤٣ ، وفيه تقديم وتأخير بين الحديثين ، وقوله : (قال أخرج أبوعيسى الترمذى اه) قد ذكره بعد الحديث الاول.

٣٥٤

« اللهم ائتني بأحب خلقك إليك » فجاء علي عليه‌السلام فقال : « اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (١) ».

٨ ـ يف : أحمد بن حنبل في مسنده يرفعه إلى سفينة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن امرأة من الانصار أهدت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله طيرين بين رغيفين ، فقدمت إليه الطيرين ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلى رسولك ، فجاء علي عليه‌السلام فرفع صوته ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من هذا؟ قلت : علي ، قال : افتح له ، ففتحت له فأكل مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى فنيا.

ومما يدل على أن هذا المعنى قد تكرر من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في عدة أطيار وعدة مجالس ما رووه من غير هذا الطريق في الجمع بين الصحاح الستة من الجزء الثالث في باب مناقب أميرالمؤمنين علي عليه‌السلام من صحيح أبي داود (٢) وهو كتاب السنن بإسناد متصل عن أنس بن مالك قال : كان عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله طائر قد طبخ له ، فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي ، فجاء علي عليه‌السلام فأكل معه منه.

ورواه الشافعي ابن المغازلي في كتابه من نحو أكثر من ثلاثين طريقا ، فمنها ما يدل على أن ذلك قد وقع من النبي (ص) في طائر آخر ، قال : بإسناده عن الزبير بن عدي (٣) عن أنس قال : اهدي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله طير مشوي فلما وضع بين يديه قال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك حتى يأكل معي من هذا الطير (٤) ، قال : فقلت في نفسي : اللهم اجعله رجلا من الانصار ، قال : فجاء علي عليه‌السلام فقرع الباب قرعا خفيفا ، فقلت : من هذا؟ فقال : علي ، فقلت : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على حاجة ، فانصرف ، قال : فرجعت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول الثانية : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، فقلت في نفسي (٥) : اللهم اجعله رجلا من الانصار ، قال : فجاء علي عليه‌السلام فقرع

____________________

(١) بشارة المصطفى : ٢٠٢.

(٢) في المصدر : ومن صحيح أبى داود.

(٣) في المصدر : إلى الزبير بن عدى.

(٤) من هذا الطائر.

(٥) في المصدر : قال : فقلت في نفسى.

٣٥٥

الباب فقلت : ألم اخبرك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على حاجة؟ فانصرف ، فرجعت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول الثالثة : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، قال : فجاء علي عليه‌السلام فضرب الباب ضربا شديدا ، فقال رسول الله (ص) : افتح افتح افتح ، قال : فلما نظر إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : اللهم وإلي اللهم وإلي اللهم وإلي (١) قال : فجلس مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأكل معه من الطير. وفي بعض روايات ابن المغازلي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلي عليه‌السلام : ما أبطأك؟ قال : هذه ثالثة ويردني أنس ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أنس ما حملك على ما صنعت؟ قال : رجوت أن يكون رجلا من الانصار! فقال لي : يا أنس أو في الانصار خير من علي؟ أو في الانصار أفضل من علي؟ (٢).

٩ ـ مد : من مناقب ابن المغازلي عن أحمد بن محمد بن عبدالوهاب السمسار ، عن أحمد بن علي الحنوطي ، عن إسماعيل بن محمد الطبيب (٣) ، عن أحمد بن عبد بن المفضل (٤) الواسطي ، عن محمد بن أحمد بن سهل النحوي ، عن علي بن الحسن الطحان ، عن محمد بن عثمان المعدل ، عن أسلم بن سهل البزاز ، عن وهب بن بقية الواسطي ، عن إسحاق بن يوسف الازرق ، عن عبدالملك بن أبي سليمان ، عن أنس بن مالك قال : دخلت على محمد بن الحجاج فقال : يا أبا حمزة حدثنا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حديثا ليس بينك وبينه فيه أحد ، فقلت : تحدثوا فإن الحديث شجون (٥) بجر بعضه بعضا ، فذكر أنس حديثا عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال له محمد بن الحجاج : عن أبي تراب تحدثنا (٦)؟ دعنا من أبي تراب! فغضب أنس وقال : لعلي تقول هذا (٧)؟ أما والله إذ قلت هذا فلا حدثنك بحديث فيه

____________________

(١) أى اللهم وأحب خلقك إلى.

(٢) الطرائف : ١٨.

(٣) في المصدر : عن اسماعيل بن محمد بن الطيب.

(٤) في المصدر : عن أحمد بن عبدالله بن الفضل ،

(٥) الشجن : الغصن الملتف المشتبك ، ويقولون (الحديث ذو شجون) أى فنون متشبعة تأخذ منه في طرف فلا تلبث حتى تكون في آخر ويعرض لك ما لم تكن تقصده.

(٦) في المصدر : أعن أبى تراب تحدثنا؟

(٧) في المصدر : ألعلى تقول هذا؟

٣٥٦

سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اهديت له (ص) يعاقيب فأكل منها ، وفضلت فضلة وشئ من خبز ، فلما أصبح أتيته به ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ائتني (٢) بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر ، فجاء رجل فضرب الباب ، فرجوت أن يكون من الانصار ، فإذا أنا بعلي عليه‌السلام فقلت : أليس إنما جئت الساعة فرجعت (٣)؟ ثم قال رسول الله (ص) اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر ، فجاء رجل فضرب الباب فإذا به علي عليه‌السلام فسمعه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : اللهم وإلي اللهم وإلي.

قال أسلم (٤) : روى هذا الحديث عن أنس بن مالك ، يوسف بن إبراهيم الواسطي و إسماعيل بن سليمان (٥) الازرق وإسماعيل السدي (٦) وإسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة ويمامة (٧) بن عبدالله بن أنس وسعيد بن زربى ، قال ابن سمعان : سعيد بن زرمى إنما حدث به عن أنس وقد روى جماعة عن أنس منهم سعيد بن المسيب وعبدالملك بن عمير ومسلم الملائي وسليمان بن الحجاج الطائفي وابن أبي الرجاء الكوفي وإسماعيل بن عبدالله بن جعفر ونعيم بن سالم وغيرهم (٨).

أقول : روى ابن بطريق هذا الخبر بعبارات قريبة المضامين من مسند أحمد بسند ، ومن مناقب ابن المغازلي بأربعة وعشرين سندا ، ومن سنن أبي داود بسندين (٩).

وقال الشيخ المفيد قدس الله روحه في كتاب الفصول عند اعتراض السائل بأن هذا الخبر من أخبار الآحاد لانه إنما رواه أنس بن مالك وحده فأجاب بأن الامة

____________________

(١) جمع اليعقوب : ذكر الحجل ، والياء زائدة. والحجل : طائر في حجم الحمام أحمر المنقار والرجلين ، وهو يعيش في الصرود العالية : يستطاب لحمه

(٢) في المصدر : اللهم ائتنى.

(٣) كذا في (ك) ، وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : أليس انما جئت الساعة؟ فرجع.

ولا يخفى أن المستفاد من الكلام أن أميرالمؤمنين عليه‌السلام قد جاء مرة قبل ذلك ورده أنس.

(٤) في المصدر : قال ابن المغازلى : قال أسلم اه.

(٥) في المصدر : أبى سليمان.

(٦) في المصدر : الاسدى.

(٧) في المصدر : تمامة.

(٨) العمدة : ١٢٦ و ١٢٧.

(٩) راجع العمدة : ١٢٥ ١٣٢.

٣٥٧

بأجمعها قد تلقته بالقبول ، ولم يروا أن أحدا رده على أنس ولا أنكر صحته عند روايته فصار الاجماع عليه هو الحجة في صوابه (١) ، مع أن التواتر قد ورد بأن أميرالمؤمنين عليه‌السلام احتج به في مناقبه يوم الدار ، فقال ، أنشدكم الله (٢) هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر فجاء أحد غيري؟ قالوا : اللهم لا ، قال : اللهم اشهد ، فاعترف الجميع بصحته ، ولم يكن أميرالمؤمنين عليه‌السلام ليحتج بباطل (٣) لا سيما وهو في مقام المنازعة والتوصل بفضائله (٤) إلى أعلى الرتب التي هي الامامة والخلافة للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وإحاطة علمه بأن الحاضرين معه في الشورى يريدون الامردونه ، مع قوله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله علي مع الحق والحق مع علي يدور حيثما دار (٥).

وروى العلامة من كتاب المناقب لابن مردويه بإسناده إلى أبي ذر رضي‌الله‌عنه قال دخلنا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلنا : من أحب أصحابك إليك وإن كان أمر كنا معه ، وإن كان نائبة كنا دونه (٦) ، قال : هذا علي أقدمكم سلما وإسلاما ، انتهى (٧).

وروى ابن الاثير في جامع الاصول من صحيح الترمذي عن أنس قال : كان عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله طير فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير ، فجاء علي عليه‌السلام فأكل معه. وقال رزين : قال أبوعيسى في هذا الحديث قصة وفي آخرها : أن أنسا قال لعلي عليه‌السلام : استغفر لي ولك عندي بشارة ، ففعل فأخبره بقول رسول الله (ص) (٨).

تنقيح : اعلم أن تلك الاخبار مع تواترها واتفاق الفريقين على صحتها تدل على كونه صلوات الله عليه أفضل الخلق وأحق بالخلافة بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أما دلالتها على

____________________

(١) في المصدر بعد ذلك : ولم يخل ببرهانه كونه من أخبار الاحاد كما شرحناه.

(٢) في المصدر : أنشدكم بالله.

(٣) في المصدر : بالذى يحتج بباطل.

(٤) في المصدر و (د) : والتوسل بفضائله.

(٥) الفصول المختارة ١ : ٦٠ و ٦١.

(٦) في المصدر : وان كانت نائبة كنا من دونه.

(٧) كشف الحق : ١٠١ و ١٠٢.

(٨) مخطوط.

٣٥٨

كونه أفضل فلان حب الله تعالى ليس إلا كثرة الثواب والتوفيق والهداية المترتبة على كثرة الطاعة والاتصاف بالصفات الحسنة كما برهن في محله أنه تعالى منزه عن الانفعالات والتغيرات ، وإنما اتصافه بالحب والبغض وأمثالهما باعتبار الغايات ، وقد مر تحقيق ذلك في كتاب التوحيد ، وأنه ليس إثابته ، تعالى وإكرامه بدون فضيلة وخصلة كريمة وأعمال حسنة توجب ذلك ، لحكم العقل بقبح تفضيل الناقص على الكامل والعاصي على المطيع والجاهل على العالم والفائق في الكمالات على القاصر فيها ، وقد قال تعالى : « قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله (١) » فظهر أن حبه تعالى إنما يترتب على متابعة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله فثبت أنه صلوات الله عليه أفضل من جميع الخلق ، وإنما خص الرسول بالاجماع وبقرينة أنه كان هو القائل لذلك ، فالظاهر أن مراده : أحب سائر الخلق إليه تعالى.

وأما كونه أحق بالخلافة فلان من كان أفضل من جميع الصحابة بل من سائر الانبياء والاوصياء لا يجوز العقل تقدم غيره عليه ، لا سيما تقدم من لا يثبت له فضيلة واحدة إلا بروايات المعاندين التي تظهر عليها أما رات الوضع والافتراء واختيار رضى سلاطين الجور على طاعة رب الارض والسماء.

وقد نوقش في دلالة الخبر على أفضليته صلوات الله عليه بوجهين : الاول أنه يحتمل أن يكون أراد صلى‌الله‌عليه‌وآله أحب خلق الله إليه في أكل هذا الطير لا أحب الخلق إليه مطلقا! والجواب عنه وإن كان لوهنه وركاكته لا يحتاج إلى الجواب وقائله لا يستحق الخطاب هو أن قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « يأكل » جواب للامر ، ولا يفهم أحد له أدنى انس بكلام العرب منه سوى هذا المعنى ، فلو خصص الحب بذلك (٢) لكان تخصيصا من غير قرينة تدل عليه ، وبرهان يدعو إليه ، ولو جعل « يأكل » قيدا للحب فمع بعده محتاج إلى تقدير « في أن يأكل » وهو خلاف الاصل لا يصار إليه إلا بدليل ، على أن في بعض الروايات ليس « يأكل » اصلا ، وفي بعضها « حتى يأكل » وهما لا يحتملان ذلك.

____________________

(١) سورة آل عمران : ٣١.

(٢) أى بأكل الطائر.

٣٥٩

وأجاب الشيخ المفيد عن ذلك بوجه آخر ، وهو أنه لو كان الكلام يحتمل ذلك لما كان فيه فضل ، فلم يكن أنس يرده مرتين ليكون ذلك الفضل للانصار ، ولما قرره الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله على ذلك ، وأيضا لو كان محتملا لذلك لم يكن أميرالمؤمنين عليه‌السلام يحتج بذلك يوم الدار ، ولا قبل الحاضرون ذلك منه ، ولقالوا : إن ذلك لا يدل على فضيلة توجب الامامة والخلافة (١).

الثاني أنه يحتمل أن يكون في ذلك الوقت أحب الخلق وأفضلهم ، فلم لا يجوز أن يصير بعض الصحابة بعد ذلك أفضل منه؟ والجواب أن ذلك أيضا خلاف عموم اللفظ وإطلاقه فإن الظاهر من اللفظ أحب جميع الخلق في جميع الاحوال والازمنة ، ولو كان مراده غير ذلك لقيده بشئ منها ، ولم يدل دليل من خارج الكلام على التخصيص.

وأجاب الشيخ بوجهين أيضا : الاول أن هذا خرق للاجماع المركب ، لان الامة بأسرها بين قولين : إما تفضيله في جميع الاحوال والاوقات أو تفضيل غيره عليه كذلك ، فماذكرت قول لم يقل به أحد. والثاني أن احتجاجه صلوات الله عليه بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك وتسليم القوم له ذلك مما يدفع هذا الاحتمال (٢).

____________________

(١) الفصول المختارة ١ : ٦٣ و ٦٤. وما ذكره المصنف منقول بالمعنى.

(٢) الفصول المختارة ١ : ٦٢ و ٦٤. وما ذكره المصنف منقول بالمعنى.

٣٦٠