بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٥٨

( باب )

* ( ذكره في الكتب السماوية وما بشر السابقون به وبأولاده ) *

* ( المعصومين عليهم‌السلام ) *

١ ـ ك : القطان وابن موسى والشيباني جميعا عن ابن زكريا القطان ، عن محمد بن إسماعيل ، عن عبدالله بن محمد ، عن أبيه ، وعبدالرحمان بن محمد ، عن محمد بن عبدالله بن أبي بكر بن عمرو بن هرثم ، عن أبيه ، عن جده أن أباطالب قال : لما فارقه بحيراء بكى بكاء شديدا وأخذ يقول : يابن آمنة كأني بك وقدرمتك العرب بوترها وقد قطعك الاقارب ولو علموا لكنت لهم (١) بمنزلة الاولاد ، ثم التفت إلي وقال : أما أنت يا عم فارع فيه قرابتك الموصولة واحفظ فيه ووصية أبيك ، فإن قريشا ستهجرك فيه فلا تبال ، فإني أعلم أنك لا تؤمن به ولكن سيؤمن (٢) به ولد تلده ، وسينصره نصرا عزيزا اسمه في السماوات البطل الهاصر (٣) والشجاع الاقرع (٤) ، منه الفرخان المستشهدان ، وهو سيدالعرب ورئيسها وذو قرنيها (٥) ، وهو في الكتب أعرف من أصحاب عيسى عليه‌السلام ، فقال أبوطالب : قدرأيت والله كل الذي وصف بحيراء وأكثر (٦).

____________________

(١) في المصدر : لكنت عندهم.

(٢) في المصدر : فأنى أعلم انك لا تؤمن به ظاهرأ ولكن ستؤمن به باطنا ، ولكن سيؤمن. ا ه

(٣) الهاصر : الاسد.

(٤) الاقرع : من سقط شعر رأسه. وفي المصدر : (الانزع) وهو من انحسر الشعر عن جانبى جبتهه

(٥) في المصدر : ورئيسها وزينهاو ذوقرنيها.

(٦) كمال الدين ١١٠.

٤١

٢ ـ ك : القطان وابن موسى والسناني جميعا عن ابن زكريا القطان ، عن محمد ابن إسماعيل ، عن عبدالله بن محمد ، عن أبيه ، وقيس بن سعد الدئلي ، عن عبدالله بن بحير الفقعسي ، عن بكر بن عبدالله الاشجعي ، عن آبائه قالوا : خرج سنة خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الشام عبد مناة بن كنانة ونوفل بن معاوية بن عروة بن صخر بن نعمان بن عدي تجارا إلى الشام ، فلقيهما أبوالمويهب الراهب فقال لهما : من أنتما؟ قالا : نحن تجار من أهل الحرم من قريش ، فقال لهما : من أي قريش؟ فأخبراه ، فقال لهما : هل قدم معكما من قريش غير كما؟ قالا : نعم شاب من بني هاشم اسمه محمد فقال أبوالمويهب الراهب : إياه والله أردت ، فقالا : والله ما في قريش أخمل منه ذكرا (١) إنما يسمونه بيتيم قريش؟ وهو أجير لامرأة منا يقال لها خديجة فما حاجتك إليه؟ فأخذ يحرك رأسه ويقول : هو هو ، فقال لهما : تدلاني عليه؟ فقالا : تركناه في سوق بصرى (٢) ، فبينا في الكلام إذا طلع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) فقال : هو هذا فخلابه ساعة يناجيه ويكلمه ، ثم أخذ يقبل بين عينيه ، وأخرج شيئا من كمه لا ندري ما هو ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يأبي أن يقبله ، فلما فارقه قال لنا : تسمعان مني؟ هذا والله نبي آخرالزمان ، والله سيخرج إلى قريب يدعو الناس إلى شهادة أن لا إله إلا الله فإذا رأيتم ذلك فاتبعوه ، ثم قال : هل ولد لعمه أبي طالب ولد يقال له علي فقلنا : لا ، فقال : إما أن يكون قد ولد أو يولد في سنته ، هو أول من يؤمن به ، نعرفه (٤) وإنا لنجد صفته عندنا بالوصية كما نجد صفة محمد بالنبوة ، وإنه سيدالعرب وربانيها وذوقرنيها يعطي السيف حقه ، اسمه في الملا علي (٥) وهو أعلى الخلق يوم القيامة بعدالانبياء ذكرا

____________________

(١) خمل ذكره : خفى.

(٢) بصرى بالضم والقصر موضع بالشام وهى التى وصل إليها النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله للتجارة (مراصدالاطلاع ١ : ٢٠١)

(٣) في المصدر : فبينما هم في الكلام اذ طلع عليهم رسول الله.

(٤) في المصدر : يعرفه.

(٥) في المصدر : اسمه في الملا الاعلى على.

٤٢

وتسميه الملائكة البطل الازهر المفلح ، لايتوجه إلى وجه إلا أفلح وظفر ، والله هوأعرف بين أصحابه (١) في السماء من الشمس الطالعة (٢).

٣ ـ قب : روى الكلبي عن الشرقي بن القطامي ، عن تميم بن وعلة المري ، عن الجارود بن المنذر العبدي وكان نصرانيا فأسلم عام الحديبية وأنشد شعرا يقول :

يانبي الهدى أتتك رجالا

قطعت فدفداو آلا فآلا (٣)

جابت البيد والمهامه حتى

غالها من طوى السرى ماغالا

أنبأ الاولون باسمك فينا

وبأسماء بعده تتتالى (٤)

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفيكم من يعرف قس بن ساعدة الايادي؟ فقال الجارود : كلنا يارسول الله نعرفه غير أني من بينهم عارف بخبره واقف على أثره ، فقال : أخبرنا ، فقال : يا رسول الله لقد شهدت قسا وقدخرج من ناد من أندية إياد إلى ضحضح ذي قتاد ، وسمرو غياد وهو مشتمل بنجاد ، فوقف في إضحيان ليل كالشمس رافعا إلى السماء وجهه وأصبعه ، فدنوت منه فسمعته يقول : « اللهم رب السماوات الارفعة والارضين الممرعة بحق محمد و الثالثة المحاميد معه والعليين الاربعة وفاطم والحسنان الابرعة (٥) وجعفر وموسى التبعة سمي الكليم الضرعة (٦) اولئك النقباء الشفعة والطريق المهيعة داسة الاناجيل ومحاة الاضاليل ونفاة الاباطيل الصادقو القيل عدد نقباء بني إسرائيل ، فهم أول البداية وعليهم تقوم الساعة وبهم تنال الشفاعة ولهم من الله فرض الطاعة اسقنا غيثا مغيثا » ثم قال : ليتني مدركهم ولو بعد لاي من عمري ومحياي ، ثم أنشأ يقول :

أقسم قس قسما ليس به مكتتما

لو عاش ألفي سنة لم يلق منها سأما

____________________

(١) في المصدر : والله لهو عرف من بين اصحابه.

(٢) كمال الدين : ١١١ و ١١٢.

(٣) قطعت فدفدا وأفرت جبالا.

(٤) تتالت الامور اوالخيل : تلا بعضها ، يقال : جاءت الخيل تتاليا أى متتابعة.

(٥) في المصدر : والحسنين الابرعة.

(٦) ضرع من الشئ : دنامنه وضرع من فلان : تقرب منه.

٤٣

حتى يلاقي أحمدا والنجباء الحكما

هم أوصياء أحمد أفضل من تحت السما

يعمى الانام عنهم وهم ضياء للعمى

لست بناس ذكر هم حتى أحل الرجما

قال الجارود : فقلت : يا رسول اله أنبئني أنبأك الله بخبر هذه الاسماء التي لم نشهدها وأشهدنا قس ذكرها ، فقال رسول الله : يا جارود ليلة اسري بي إلى السماء أوحى الله عزوجل إلي أن سل من قد أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟ قلت : على ما بعثوا؟ قال : بعثتهم على نبوتك وولاية علي بن أبى طالب والائمة منكما ، ثم عرفني الله تعالى بهم وبأسمائهم ، ثم ذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله للجارود أسماءهم واحدا واحدا إلى المهدي عليهم‌السلام ثم قال : قال لي : الرب تعالى : هؤلاء أوليائي وهذا المنتقم من أعدائي يعني المهدي فقال الجارود :

أتيتك يا ابن آمنة الرسولا

لكي بك أهتدي النهج السبيلا

فقلت وكان قولك قول حق

وصدق ما بدالك أن تقولا

وبصرت العمى من عبد شمس

وكلا كان من عمه ظليلا (١)

وأنبأناك عن قس الايادي

مقالا أنت ظلت به جديلا

وأسماء عمت عنا فآلت

إلى علم وكنت بها جهولا

وقد ذكر صاحب الروضة أن هذا الاستسقاء كان قبل النبوة بعشر سنين ، وشهادة سلمان الفارسي بمثل ذلك مشهور ، وقال الشعبي : قال لي عبدالملك بن مروان : وجد وكيلي في مدينة الصفر التي بناها سليمان بن داود على سورها أبياتا منها :

إن مقاليد أهل الارض قاطبة

والاوصياء له أهل المقاليد

هم الخلائف اثنا عشرة حججا

من بعده الاوصياء السادة الصيد

حتى يقوم بأمر الله قائمهم

من السماء إذا ما باسمه بودي

فقال عبدالملك للزهري : هل علمت من أمر المنادي باسمه من السماء شيئا؟ قال الزهري أخبرني علي بن الحسين أن هذا المهدي من ولد فاطمة ، فقال عبدالملك : كذبتما ذاك

____________________

(١) من شمس ظليلا ، خ ل.

٤٤

رجل منا يازهري هذا القول لايسمعه أحد منك (١).

منصور بن حازم قال للصادق عليه‌السلام : أكان رسول الله يعرف الائمة؟ فقال : نعم و نوح ، ثم تلا « شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا » الآية (٢).

بيان : الفدفد : الارض المستوية والآل جمع الآلة وهي الحالة أي توالت عليها أحوال مختلفة. والآل أيضا خشبات تبنى عليها الخيمة. والآل أيضا السراب كما ذكره في النهاية (٣). والجوب : القطع والبيد بالكسر جمع البيداء وهي المفازة. والمهامه جمع المهمه وهو المفازة البعيدة وغاله الشئ : أخذه من حيث لم يدر ، ويقال : غالته غول إذا وقع في مهلكة. والطوي : الجوع. والسرى بالضم : السير بالليل. والضحضح. الماء اليسير. و القتاد كسحاب : شجر صلب له شوك كالابر. والسمر بضم الميم : شجر معروف. وقال الفيروزآبادي : الاغيد (٤) من النبات : الناعم المتثني والمكان الكثير النبات (٥). والنجاد ككتاب : حمائل السيف وجمع النجد وهو ما ينجد به البيت من بسط وفرش ووسائد. و ليلة إضحيانة بالكسر مضيئة.

قوله : « والحسنان الابرعة » كذا في النسخ والاظهر « الحسنين » على المجرور (٦) ليشمل العسكري ، ويؤيده تأنيث الابرعة باعتبار الجماعة أي كل منهم أبرع الخلق وأعلاهم في الكمال ، وعلى ما في النسخ لعل التثنية باعتبار اللفظ والتوصيف لرعاية المعنى (٧). والتبعة لعله مبالغة في التابع ، وكذلك الضرعة. وطريق مهيع كمقعد

____________________

(١) مناقب آل أبى طالب ١ : ٢٠٣ و ٢٠٤.

(٢) مناقب آل أبى طالب ١ : ٢١٤ والاية في سورة الشورى : ١٣.

(٣) ج ١ ص ٥١.

(٤) على وزن أحمد.

(٥) القاموس ١ : ٣٢١.

(٦) أى على صيغة الجمع مجرورا كما في المصدرالمطبوع ليشمل الحسنين والعسكرى عليهم‌السلام.

(٧) بحيث يعد الحسن والحسين عليهما‌السلام واحدا والعسكرى عليه‌السلام ايضا واحدا هذا يحسب اللفظ ، وأما التوصيف بصيغة التأنيث فلرعاية المعنى : لكن يرد عليه أنه يلزم على ذلك أن يؤتى بصيغة التثنية مجرورا كما يقتضيه المقام لا مرفوعا كما في المتن

٤٥

بين قوله : « داسة الاناجيل » أي يدوسونها ، كناية عن محوها ونسخها. واللاي كالسعي ، الابطاء والاحتباس والشدة والرجم بالتحريك القبر ، قوله « جديلا » أي مخاصما مجادلا ، وقال الجوهري : الصيد ، بالتحريك مصدر الاصيد ، وهو الذي يرفع رأسه ، ومنه قيل للملك أصيد (١).

٤ ـ قب : داود الرقي : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا سماعة بن مهران ائتني تلك الصحيفة ، فأتاه بصحيفة بيضاء ، فدفعها إلي وقال : اقرء هذه ، قال : فقرأتها فإذا فيها سطران : السطر الاول « لا إله إلا الله محمد رسول الله » والسطر الثاني « إن عدة الشهور عندالله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق [ الله ] السماوات والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم » علي بن أبي طالب والحسن بن علي والحسين بن علي إلى قوله : والخلف الصالح منهم الحجة لله. ثم قال لي : يا داود أتدري أين كان ومتى كان مكتوبا؟ قلت : يا ابن رسول الله الله أعلم ورسوله وأنتم ، قال : قبل أن يخلق آدم بألفي عام (٢).

أبوالقاسم الكوفي في الرد على أهل التبديل : إن حساد أميرالمؤمنين (٣) شكوا في مقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في فضائل علي عليه‌السلام فنزل « فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك (٤) » يعني في علي « فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك » يعني أهل الكتاب عما في كتبهم من ذكر وصي محمد ، فإنكم تجدون ذلك في كتبهم مذكورا ، ثم قال : « لقد جائك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين » يعني بالآيات ههنا الاوصياء المتقدمين والمتأخرين.

الكافي محمد بن الفضل عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : ولاية علي مكتوبة في صحف جميع الانبياء ولن يبعث الله رسولا إلا بنبوة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ووصية علي.

صاحب شرح الاخبار قال أبوجعفر عليه‌السلام في قوله تعالي : « ووصى بها إبراهيم

____________________

(١) الصحاح ج ١ : ص ٤٩٦ : وفيه : يرفع رأسه كبرا.

(٢) مناقب آل أبى طالب ١ : ٢١٩.

(٣) كذا في (ك) ، وفي غيره من النسخ والمصدر : ان حساد على.

(٤) سورة يونس : ٩٤ وما بعدها ذيلها.

٤٦

بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون (١) » بولاية علي.

وفي بعض الاصول : قال سلمان : والذي نفسي بيده لو أخبرتكم بفضل علي عليه‌السلام في التوراة لقالت طائفة منكم : إنه لمجنون ، ولقالت طائفة اخرى : اللهم اغفر لقاتل سلمان.

روضة الواعظين عن النيسابوري إن فاطمة بنت أسد حضرت ولادة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلما كان وقت الصبح قالت لابي طالب : رأيت الليلة عجبا يعني حضور الملائكة وغيرها فقال انتظري سبتا تأتين بمثله فولدت أميرالمؤمنين عليه‌السلام بعد ثلاثين سنة.

كتاب مولد أمير المؤمنين عليه‌السلام عن ابن بابويه أنه رقد أبوطالب في الحجر فرأى في منامه كأن بابا انفتح عليه من السماء فنزل منه نور فشمله ، فانتبه لذلك وأتى راهب الجحفة فقص عليه ، فأنشأ الراهب يقول :

أبشر أبا طالب عن قليل

كمثل موسى وأخيه السؤل

يال قريش فاسمعوا تأويلي

هذان نوران على سبيل

كمثل موسى وأخيه السؤل

فرجع أبوطالب إلى الكعبة وطاف حولها وأنشد :

أطوف للاله حول البيت

أدعوك بالرغبة محيي الميت

بأن تريني السبط قبل الموت

أغر نورا يا عظيم الصوت

منصلتا يقتل أهل الجبت

وكل من دان بيوم السبت

ثم عاد إلى الحجر فرقد فيه فرأى في منامه كأنه البس إكليلا من ياقوت وسربالا من عبقري ، وكأن قائلا يقول : أبا طالب (٢) قرت عيناك وظفرت يداك وحسنت رؤياك فأتي لك بالولد ومالك البلد وعظيم التلد على رغم الحسد ، فانتبه فرحا فطاف حول الكعبة قائلا :

____________________

(١) سورة البقرة : ١٣٢.

(٢) في المصدر : يا أباطالب.

٤٧

أدعوك رب البيت والطواف

والولد المحبو بالعفاف

تعينني بالمنن اللطاف

دعاء عبد بالذنوب وافي

يا سيد السادات والاشراف

ثم عاد إلى الحجر فرقد فرأى في منامه عبد مناف يقول : ما يثبتك عن ابنة أسد؟

في كلام له فلما انتبه تزوج بها وطاف بالكعبة قائلا :

قد صدقت رؤياك بالتعبير

ولست بالمرتاب في الامور

أدعوك رب البيت والنذور

دعاء عبد مخلص فقير

فأعطني يا خالق السرور

بالولد الحلاحل المذكور

يكون للمبعوث كالوزير

يالهما يالهما من نور

قد طلعا من هاشم البدور

في فلك عال على البحور

فيطحن الارض على الكرور

طحن الرحى للحب بالتدوير

إن قريشا بات بالتكبير

منهوكة بالغي والثبور

ومالهامن موئل مجير

من سيفه المنتقم المبير

وصفوة الناموس في السفير

حسامه الخاطف للكفور

إبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن عباس في خبر أنه اتي براهت قرقيسيا (١) إلى أميرالمؤمنين عليه‌السلام فلما رآه قال : مرحبا ببحيرا الاصغر أين كتاب شمعون الصفا؟ قال : وما يدريك يا أمير المؤمنين؟ قال : إن عندنا علم جميع الاشياء وعلم جميع تفسير المعاني ، فأخرج الكتاب وأميرالؤمنين واقف ، فقال عليه‌السلام : أمسك الكتاب معك ، ثم قرأ : « بسم الله الرحمن الرحيم قضى فيما قضى وسطر فيما كتب (٢) أنه باعث في الاميين رسولا منهم يعلمهم الكتاب والحكمة ويدلهم على سبيل الله لافظ ولاغليظ » وذكر من صفاتة واختلاف امته بعده إلى أن قال : « ثم يظهر رجل من امته بشاطئ الفرات

____________________

(١) قرقيسياء بالفتح ثم السكون وقاف اخرى وياء ساكنة وسين مكسورة وياء اخرى وألف ممدودة بلد على الخابور عند مصبه ، وهى على فرات ، جانب منها على الخابور وجانب على الفرات ، فوق رحبة مالك بن طوق.

(٢) أى في اللوح المحفوظ

٤٨

يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقضي بالحق وذكر من سيرته ، ثم قال : « ومن أدرك ذلك العبدالصالح فلينصره فإن نصرته عبادة ، والقتل معه شهادة » فقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام الحمدلله الذي لم يجعلني عنده منسيا ، الحمدالله الذي ذكر عبده في كتب الابرار فقتل الرجل في صفين (١).

بيان : الحلاحل بالضم : السيدالركين ، والسؤل بالهمز وبغير الهمز : ما يسأله الانسان ، ولعله إشارة إلى قوله تعالى بعد أن طلب موسى وزيرا من أهله « قد اوتيت سؤلك ياموسى (٢) والبسط ولد الولد ، وإنما عبر عنه بالسبط لانه سبط إبراهيم أو عبدالمطلب ويحتمل أن يكون السبط بالفتح ، يقال : رجل سبط الجسم أي حسن القد والاستواء ، ويقال : رجل منصلت إذاكان ماضيا في الامور. والعبقري : الكامل من كل شئ وضرب من البسط. والتلد بالفتح والضم والتحريك : ما ولد عندك من مالك أو نتج ، وخلق متلد كمعظم : قديم ، والتلد محركة : من ولد بالعجم فحمل صغيرا فنبت بدار الاسلام؟ وتلد كنصر وفرح أقام ، وتطبيقه على أحد المعاني يحتاج إلى تكلف إما لفظا أو معنى ونهكه كمنعه غلبه.

٥ ـ قب : أمالي أبي الفضل الشيباني وأعلام النبوة عن الماوردي والفتوح عن الاعصم في خبر طويل أن أميرالمؤمنين عليه‌السلام لما نزل بليخ من جانب الفرات نزل إليه شمعون بن يوحنا وقرأ عليه كتابا من إملاء المسيح عليه‌السلام وذكر بعثة النبي وصفته ثم قال : فإذا توفاه الله اختلفت امته ثم اجتمعت لذلك ما شاء الله ، ثم اختلفت على عهد ثالثهم فقتل قتلا ، ثم يصير أمرهم إلى وصي نبيهم فيبغون عليه ، وتسل السيوف من أغمادها ، وذكر من سيرته وزهده ثم قال : فإن طاعته لله طاعة ، ثم قال : ولقد عرفتك ونزلت إليك فسجد أميرالمؤمنين عليه‌السلام وسمع منه يقول : شكرا للمنعم شكرا عشرا ثم قال : الحمد لله الذي لم يخملني ذكرا ولم يجعلني عنده منسيا ، فأصيب الراهب ليلة الهرير.

____________________

(١) مناقب آل أبى طالب ١ : ٤١٤ ٤١٦.

(٢) سورة طه : ٣٦.

٤٩

والمبشرون به باب يطول ذكره ، نحوسلمى وقس بن ساعدة تبع الملك وعبدالمطلب وأبوطالب وأبوالحارث بن أسعد الحميري وهو القائل قبل البعثة بسبع مائة سنة :

شهدت على أحمد أنه

رسول من الله باري النسم

فلو مد عمري إلى عمره

لكنت وزيرا له وابن عم

وكنت عذابا على المشرك

ين أسقيهم كأس حتف وغم

وله :

حاله حالة هارون لموسى فافهماها

ذكره في كتب [ الله ] دراهامن دارها

امتا موسى وعيسى قد تلتها فاسألاها

وذكر الخبر في الكتب السالفة لا يكون إلا للاو لياء الاصفياء ، ولايعنى به الامور الدنياوية ، فإذا قد صح لعلي الامور الدينية كلها ، وذلك لا تصح إلا لنبي أو إمام وإذا لم يكن نبيا لابد أن يكون إماما (١).

٦ ـ قب : الحارث الاعور وعمرو بن حريث وأبوأيوب عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام أنه لما رجع من وقعة الخوارج نزل يمنا السواد فقال له راهب : لا ينزل ههنا إلاوصي نبي يقاتل في سبيل الله ، فقال علي عليه‌السلام : فأنا سيد الاوصياء وصي سيد الانبياء ، قال فإذا أنت أصلع قريش وصي محمد خذ علي الاسلام ، إني وجدت في الانجيل نعتك ، وأنت تنزل مسجد براثا بيت مريم وأرض عيسى عليه‌السلام قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : فاجلس يا حباب قال : وهذه دلالة اخري ، ثم قال : فانزل يا حباب من هذه الصومعة وابن هذا الدير مسجدا فبنى حباب الدير مسجدا ولحق أميرالمؤمنين إلى الكوفة ، فلم يزل به مقيما حتى قتل أميرالمؤمنين عليه‌السلام فعاد حباب إلى مسجده ببراثا.

وفي رواية أن الراهب قال : قرأت أنه يصلي في هذا الموضع إيليا وصي البارقليطا محمدنبي الاميين الخاتم لمن سبقه من أنبياء الله ورسله في كلام كثير فمن أدركه فليتبع النور الذي جاء به ، ألا وإنه يغرس في هذه الايام بهذه البقعة شجرة لا تفسد ثمرتها.

وفي رواية زاذان : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : ومن أين شربك؟ قال : من دجلة ، قال؟ ولم

____________________

(١) مناقب آل أبى طالب ١ : ٤١٦.

٥٠

لم تحفر عينا تشرب منها؟ قال : قد حفرتها فخرجت مالحة ، قال : فاحتفر الآن بئرا أخرى ، فاحتفر فخرج ماؤها عذبا ، فقال : يا حباب ليكن شربك من ههنا ، ولا يزال هذا المسجد معمورا ، فإذا خربوه وقطعوا نخله حلت بهم أو قال : بالناس داهية (١).

٧ ـ جا : علي بن بلال ، عن العباس بن الفضل ، عن علي بن سعيد الرازي ، عن محمد بن أبان ، عن محمد بن تمام بن سابق ، عن عامر بن سار ، عن أبي الصباح ، عن أبي همام عن كعب الخير قال : جاء عبدالله بن سلام إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل أن يسلم فقال : يا رسول الله ما اسم علي فيكم؟ فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : عندنا الصديق الاكبر ، فقال عبدالله : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إنا لنجد في التوراة : محمد نبي الرحمة وعلي مقيم الحجة (٢).

٨ ـ فض ، يل : عن سليم بن قيس قال : أقبلنا من صفين مع علي بن أبي طالب عليه‌السلام فنزل العسكر قريبا من دير نصراني ، فخرج علينا من الدير شيخ كبير جميل الوجه حسن الهيئة والسمت (٣) ، ومعه كتاب في يده ، قال : فجعل يتصفح الناس حتى أتى عليا عليه‌السلام فسلم عليه بالخلافة ثم قال : إني رجل من نسل رجل من حواري عيسى ابن مريم وكان من أفضل حواريه الاثني عشر وأحبهم إليه وأبرهم عنده ، وإليه أوصى عيسى بن مريم وأعطاه كتبه وعلمه وحكمته ، فلم تزل أهل بيته متمسكين بملته ولم تبدل ولم تزد ولم تنقص (٤) ، وتلك الكتب عندي إملاء عيسى وخط الانبياء (٥) ، فيه كل شئ تفعله الناس ملك ملك وكم يملك (٦) وكم يكون في زمان كل ملك منهم ، ثم إن الله

____________________

(١) مناقب آل أبى طالب ١ : ٤٢٣.

(٢) امالى المفيد : ٦٢.

(٣) السمت : هيئة أهل الخير.

(٤) في الفضائل : فلم يزل أهل بيته على دينه متمسكين بحلبه فلم يكفروا ، ولو لم يرتدوا ولم يغيروا تلك الكتب فملته لم تبدل ولم تزد ولم تنقص.

(٥) في الفضائل : وخط أبينا بيده.

(٦) في الفضائل : كم ملك وكم يملك منهم.

٥١

تعالى يبعث من العرب رجلا من ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل من أرض تهامة من قرية يقال لها « مكة » نبي يقال له « أحمد » له اثنا عشر وصيا ، وذكر مولده ومبعثه ومهاجرته ومن يقاتله ومن ينصره ومن يعاونه ومن يعاديه وكم يعيش ، وما تلقى امته من بعده من الفرقة والاختلاف ، وفيه تسمية كل إمام هدى وكل إمام ضلال إلى أن ينزل المسيح من السماء ، وفي ذلك الكتاب أربعة عشر اسما من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الله عليه‌السلام وأحبهم إليه ، الله ولي من والاهم وعدو من عاداهم ، فمن أطاعهم فقد أطاع الله ومن أطاع الله فقد اهتدى واعتصم ، طاعتهم لله رضى ومعصيتهم لله معصية ، مكتوبين بأسمائهم ونسبهم ونعوتهم وكم يعيش كل واحد منهم بعد واحد ، وكم رجل يستسر بدينه ويكتمه من قومه ومن يظهره منهم ، ومن ومن يملك وينقاد له الناس حتى ينزل عيسى على آخرهم فيصلي عيسى خلفه في الصف ، أولهم أفضلهم ، وآخرهم له مثل اجورهم من أطاعهم واهتدى بهداهم.

أولهم أحمد رسول الله واسمه محمد بن عبدالله ويس وطه ونون والفاتح والخاتم والحاشر والعاقب والسابح والعابد ، وهو نبي الله وخليل الله وحبيب الله وصفوته وخيرته ، ويراه الله بعينه ويكلمه بلسانه ، فيتلى بذكره إذا ذكر ، وهو أكرم خلق الله على الله وأحبهم إلى الله لم يخلق الله ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا من عصر آدم إليه أحب إلى الله منه ، يقعده الله يوم القيامة بين يدي عشره ، وليشفعه (١) في كل من يشفع فيه ، باسمه جرى القلم في اللوح المحفوظ في ام الكتاب وبذكره محمد صاحب اللواء يوم القيامة يوم الحشر الاكبر ، وأخوه ووصيه وخليفته في امته وأحب خلق الله إليه بعده علي بن أبي طالب ابن عمه لابيه وامه وولي كل مؤمن ومؤمنة بعده ، ثم أحد عشر رجلا من بعده من ولدمحمد من ابنته فاطمة عليها‌السلام أول ولدهم مثل ابني موسى وهارون (٢) شبر وشبير ، وتسعة من ولدهم أصفهم واحدا بعد واحد ، آخرهم الذي يؤم بعيسى بن مريم وفيه تسمية انصارهم ومن يظهرمنهم ، ثم يملا الارض قسطاوعدلا ويملكون مابين المشرق إلى المغرب حتي يظهر هم الله على الاديان كلها ،

____________________

(١) في المصدرين و (م) ويشفعه.

(٢) في الفضائل : سميا ابنى هارون.

٥٢

فلما بعث هذا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أتاه أبي وآمن به صدقه وكان شيخا كبيرا ، فلما أدركته الوفاة قال لي : إن خليفة محمد في هذا الكتاب بعينه (١) سيمربك إذا مضى ثلاثة أئمة من أئمة الضلال والدعاة إلى النار. وهم عندي مسمون بأسمائهم وقبائلهم ، وهم فلان وفلان وفلان ، وكم يملك كل واحد منهم ، فإذا جاء بعدهم الذي له الحق عليهم فاخرج إليه وبايعه وقاتل معه ، فإن الجهاد معه مثل الجهاد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الموالي له كالموالي لله والمعادي له كالمعادي لله ، يا أميرالمؤمنين مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأنك خليفته في امته وشاهده على خلقه وحجته على عباده وخليفته في الارض ، وأن الاسلام دين الله وأني أبرأ إلى الله من كل من خالف دين الاسلام ، وأنه دين الله الذي اصطفاه وارتضاه لاوليائه ، وأن دين الاسلام دين عيسى بن مريم ومن كان قبله من الانبياء والرسل الذين دان لهم من مضى من آبائه ، وإني أتوالى وليك وأبرء من عدوك وأتوالى الائمة الاحد عشر من ولدك وأبرء من عدو هم وممن خالفهم وممن ظلمهم وجحد حقهم من الاولين والآخرين.

وعند ذلك (٢) ناوله يده وبايعه ، فقال : ناولني كتابك ، فناوله إياه ، فقال لرجل من أصحابه : مع هذا الرجل (٣) فانظر له ترجمان يفهم كلامه فينسخه بالعربية مفسرا فأتني به مكتوبا بالعربية ، فلما أن أتوا به قال عليه‌السلام لولده الحسين : ايتني بذلك الكتاب الذي دفعته إليك ، فأتى به ، قال : اقرأه وانظر أنت يا فلان في هذا الكتاب فإنه خطي بيدي ، أملاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علي ، فقرأه فما خالف حرف حرفا ، ما فيه تأخير ولا تقديم كأنه أملاه رجل واحد على رجل واحد ، فعند ذلك حمد الله علي عليه‌السلام وأثنى عليه وقال : الحمدلله الذي جعل ذكري عنده وعند أوليائه وعند رسوله ولم يجعلني من أولياء الشيطان وحزبه ، قال : ففرح عند ذلك من حضر من شيعته من المؤمنين وساء من كان المنافقين حتى ظهر في وجوههم وألوانهم (٤).

____________________

(١) لعلها تصحيف (نعته).

(٢) في المصدرين و (م) : فعند ذلك.

(٣) في المصدرين : قم مع هذا الرجل.

(٤) الروضة : ٢٤ و ٢٥. الفضائل : ١٤٩ ١٥٢.

٥٣

أقول : وجدته في أصل كتاب سليم (١) مع زيادات أوردتها في كتاب أحوال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٩ ـ فض ، يل : بالاسناد يرفعه إلى الحسن عن أبيه عن جده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : بينا أنا ذات يوم جالس إذ دخل علينا رجل طويل كأنه النخلة ، فلما قلع رجله عن الاخرى تفرقعا (٢) ، فعند ذلك قال عليه‌السلام : أما هذا فليس من ولد آدم ، فقالوا : يا رسول الله وهل يكون أحد من غير ولد آدم؟ قال : نعم هذا أحدهم ، فدنا الرجل فسلم على النبي فقال : من تكون؟ قال : أنا الهام بن الهيم بن لا قيس بن إبليس ، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : بينك وبين إبليس أبوان؟ قال : نعم يا رسول الله ، قال : وكم تعد من السنين؟ قال : لما قتل قابيل هابيل كنت غلاما بين الغلمان أفهم الكلام وأدور الآجام (٣) وآمر بقطيعة الارحام! فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : بئس السيرة التي تذكر إن بقيت عليها ، فقال : كلا يا رسول الله إني لمؤمن تائب ، قال : وعلى يد من تبت وجرى إيمانك؟ قال : على يد نوح وعاتبته (٤) على ما كان من دعائه على قومه قال : إني على ذلك من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.

وصاحبت بعده هودا عليه‌السلام فكنت اصلي بصلاته وأقرأ الصحف التي علمنيها مما انزل على جده إدريس ، فكنت معه إلى أن بعث الله الريح العقيم على قومه فنجاه و نجاني معه ، وصحبت صالحا من بعده فلم أزل معه إلى أن بعث الله على قومه الراجفة فنجاه ونجاني معه ، ولقيت من بعده أباك إبراهيم فصحبته وسألته أن يعلمني من الصحف التي انزلت عليه ، فعلمني وكنت اصلي بصلاته ، فلما كاده قومه وألقوه في النار جعلها الله عليه بردا وسلاما ، فكنت له مونسا حتى توفي ، فصحبت بعده ولديه إسماعيل وإسحاق من بعده ويعقوب ، ولقد كنت مع أخيك يوسف في الجب مونسا وجليسا حتى أخرجه الله وولاه مصرورد عليه أبواه ، ولقيت أخاك موسى وسألته أن يعلمني من التوارة التي

____________________

(١) ص ٨٢ ٨٥.

(٢) فرقع عدا عدوا شديدا. وفي الروضة : تفرقعت.

(٣) الاجمة : الشجر الكثير الملتف. مأوى الاسد. والجم : والحصن.

(٤) في الروضة : ولقد عاتبته.

٥٤

انزلت عليه فعلمني ، فلما توفي صحبت وصيه يوشع ، فلم أزل معه حتى توفي ، ولم أزل من نبي إلى نبي إلى أخيك داود ، وأعنته على قتل الطاغية جالوت ، وسألته أن يعلمني من الزبور الذي أنزله الله إليه فعلمت منه ، وصحبت بعده سليمان ، وصحبت بعده وصيه آصف بن برخيا بن سمعيا ، ولقد لقيت نبيا بعد نبي ، فكل يبشرني ويسألني أن أقرأ عليك السلام حتى صحبت عيسى ، وأنا أقرؤك يا رسول الله عمن لقيت من الانبياء السلام ومن عيسى خاصة أكثر سلام الله وأتمه.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : على جميع أنبياء الله ورسله وعلى أخي عيسى مني السلام ورحمة الله وبركاته مادامت السماوات والارض ، وعليك ياهام السلام ، ولقد حفظت الوصية و وأديت الامانة فاسأل حاجتك ، قال : يا رسول الله حاجتي أن تأمر امتك أن لايخالفوا أمر الوصي ، فإني رأيت الامم الماضية إنما هلكت بتركها أمر الوصي : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهل تعرف وصيي يا هام؟ قال : إذا نظرت إليه عرفته بصفته واسمه التي قرأته في الكتب قال : أنظر هل تراه ممن حضر؟ فالتفت يمينا وشمالا فقال : ليس هو فيهم يا رسول الله ، فقال : يا هام من كان وصي آدم قال : شيث ، قال : فمن وصي شيث؟ قال : أنوش ، قال : فمن وصي أنوش؟ قال : قينان ، قال : فوصي قينان؟ قال : مهلائيل ، قال : فوصي مهلائيل قال : برد ، قال : فوصي برد؟ قال : النبي المرسل إدريس ، قال : فمن وصي إدريس؟ قال : متوشلخ ، قال : فمن وصي متوشلخ؟ قال : لمك ، قال : فمن وصي لمك؟ قال : أطول الانبياء عمرا وأكثرهم لربه شكرا وأعظمهم أجرا ذاك أبوك نوح ، قال : فمن وصي نوح؟ قال : سام ، قال : فمن وصي سام؟ قال : ارفحشذ (١) ، قال : فمن وصي أرفحشذ (٢)؟ قال : عابر ، قال : فمن وصي عابر؟ قال؟ شالخ؟ قال : فمن وصي شالخ؟ قال : قالع ، قال : فمن وصي قالع؟ قال : اشروغ ، قال : فمن وصي اشروغ؟ قال : روغا ، قال : فمن وصي روغا؟ قال : ناخور ، قال : فمن وصي ناخور؟ قال : تارخ ، قال : فمن وصي تارخ؟ قال : لم يكن له وصي بل أخرج الله من صلبه إبراهيم خليل الله ، قال : صدقت يا هام ، فمن وصي إبراهيم

____________________

(١ و ٢) في الروضة و (م) : أرفخشد.

٥٥

قال : إسماعيل ، قال : فمن وصيه؟ قال : نبت ، قال : فمن وصي نبت؟ قال : حمل ، قال : فمن وصى حمل قال : قيدار قال : فمن وصي قيدار؟ قال : لم يكن له وصي حتى خرج من إسحاق يعقوب ، قال : صدقت يا هام لقد صدقت الانبياء (١) والاوصياء فمن وصي يعقوب؟ قال : يوسف ، قال : فمن وصي يوسف قال : موسى ، قال : فمن وصي موسى؟ قال : يوشع بن نون قال : فمن وصي يوشع ، قال : داود ، قال : فمن وصي داود؟ قال : سليمان ، قال : فمن وصي سليمان؟ قال : آصف بن برخيا ، قال ، ووصي عيسى شمعون بن الصفا.

قال : هل وجدت صفة وصيي وذكره في الكتب؟ قال : نعم والذي بعثك بالحق نبيا إن اسمك في التوراة « ميدميد » وإسم وصيك « إليا » وإسمك في الانجيل « حمياطا » واسم وصيك فيها « هيدار » واسمك في الزبور « ماح ماح » محي بك كل كفر وشرك ، واسم وصيك « قاروطيا » قال : فما معنى اسم وصيي في التوارة إليا؟ قال : إنه الولي من بعدك قال : فما معنى اسمه في الانجيل هيدار؟ قال : الصديقالاكبر والفاروق الاعظم ، قال فما معنى اسمه في الزبور قاروطيا؟ قال ، حبيب ربه ، قال : يا هام إذا رأيته تعرفه؟ قال نعم يا رسول الله فهو مدور الهامة ، معتدل القامة ، بعيد من الدمامة ، عريض الصدر ضرغامة (٢) كبير العينين ، آنف الفخذين ، أخمص الساقين ، عظيم البطن سوي المنكبين.

قال : يا سلمان ادع لنا عليا ، فجاء حتى دخل المسجد ، فالتفت إليه الهام وقال : هاهويا رسول الله بأبي أنت وامي ، هذا والله وصيك فأوص إمتك أن لايخالفوه فإنه هلك الامم بمخالفة الاوصياء ، قال : قد فعلنا ذلك يا هام ، فهل من حاجة فإني احب قضاءها لك؟ قال : نعم يا رسول الله احب أن تعلمني من هذا القرآن الذي انزل عليك تشرح لي سنتك وشرائعك لاصلي بصلاتك ، قال : يا أبا الحسن ضمه إليك وعلمه ، قال علي عليه‌السلام : فعلمته فاتحة الكتاب والمعوذتين وقل هو الله أحد وآية الكرسي وآيات من آل عمران والانعام والاعراف والانفال وثلاثين سورة من سورة من المفصل ، ثم إنه غاب فلم

____________________

(١) في الروضة و (م) : لقد سبقت الانبياء.

(٢) الضرغام بكسر الضاذ الشجاع القوى.

٥٦

ير إلا يوم صفين ، فلما كان ليلة الهرير نادى : يا أميرالمؤمنين اكشف عن رأسك فإني أجده في الكتاب أصلعا ، قال : أنا ذلك ، ثم كشف عن رأسه وقال : الهاتف اظهرلي رحمك الله ، قال : فظهر له فإذا هو الهام بن الهيم ، قال : من تكون؟ قال : أنا الذي من علي بك ربي وعلمتني كتاب الله وآمنت بك وبمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فعند ذلك سلم عليه وجعل يحادثه ويسأله ، ثم قاتل إلى الصبح ثم غاب ، قال الاصبغ بن نباتة : فسألت أميرالمؤمنين عليه‌السلام بعد ذلك عنه قال : قتل الهام بن الهيم رحمة الله عليه (١).

بيان : الدمامة : قبح الخلقة وحقارتها. والآنف : القريب.

١٠ ـ فر : سعيد بن الحسن بن مالك معنعنا عن ابن عباس في قوله تعالى : « وما كنت بجانب الغربي إذقضينا إلى موسى الامر وما كنت من الشاهدين (٢) » قال : قضى بخلافة يوشع بن نون من بعده ثم قال له : لم أدع (٣) نبيا من غير وصي ، وإني باعث نبينا عربيا وجاعل وصيه عليا ، فذلك قوله : « وما كنت بجانب الغربي » (٤).

فر : علي بن أحمد بن على بن حاتم معنعنا عن ابن عباس مثله ، وزاد فيه في الوصاية : وحدثه بما كان وما هو كائن ، فقال ابن عباس ، وقد حدث نبيه بما هو كائن و حدثه باختلاف هذه الامة من بعده ، فمن زعم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مات بغير وصية فقد كذب الله وجهل نبيه (٥).

١١ ـ يف : ذكر شيخ المحدثين ببغداد في تقديمه على تاريخ الخطيب عن محمد بن حماد الطهراني قال : خيرني هشام بن عبدالملك من أرض الحجاز إلى أرض الشام فاخترت

____________________

(١) الروضة : ٤١ و ٤٢ ، ولم نجده في الفضائل المطبوع. وقد أشرنا سابقا أنه توجد اختلافات كثيرة جزئية في الروايات المنقولة عن هذين المصدرين بينهما وبين الكتاب ، لاتخلو الاشارة إلى جميعها عن التكلف وربما توجب الاضطراب ، ولذا نشير إلى بعض مهماتها فقط.

(٢) سورة القصص : ٤٤.

(٣) في المصدر : انى لم أدع.

(٤ و ٥) تفيسر فرات : ١١٦.

٥٧

البلقاء (١) فوجدت فيها جبلا أسود مكتوبا عليه بالاندر ما هو من سلب آل عمران (٢) فسألت عمن يقرؤه ، فجاؤوا بشيخ قد كبرت سنه ، قال : ما أعجب ما عليه بالعبراني! مكتوب « باسمك اللهم جاء الحق من ربك بلسان عربي لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله وكتب موسى بن عمران بيده ». (٣)

أقول : قال ابن أبي الحديد : قال نصر بن مزاحم : روى حبة أن عليا عليه‌السلام لما نزل إلى الرقة (٤) نزل بموضع يقال له البليخ على جانب الفرات ، فنزل راهب هناك من صومعته فقال لعلي عليه‌السلام : إن عندنا كتابا توارثناه عن آبائنا كتبه أصحاب عيسى بن مريم ، أعرضه عليك؟ قال : نعم ، فقرأ الراهب الكتاب : بسم الله الرحمن الرحيم الذي قضى فيما قضى وسطر فيما كتب أنه باعث في الاميين رسولا منهم يعلمهم الكتاب والحكمة ويدلهم على سبيل الله ، لافظ ولاغليظ ولاصخاب في الاسواق (٥) ، ولايجزي بالسيئة السيئة بل يعفو ويصفح ، امته الحمادون الذين يحمدون الله على كل نشر وفي كل صعود وهبوط ، تذل ألسنتهم بالتكبير والتهليل والتسبيح ، وينصره الله على من ناواه ، فإذا توفاه الله ، ثم اختلف (٦) امته من بعده ثم اجتمعت فلبثت ما شاء الله ثم اختلفت ، فيمر رجل من امته بشاطئ هذا الفرات ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقضي بالحق ولايركس الحكم (٧) ، الدنيا أهون عليه من الرماد في يوم عاصفة به الريح (٨) والموت أهون عنده (٩) من شرب الماء على الظمأ

____________________

(١) البقاء : كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادى القرى ، قصبتها عمان ، وفيها قرى كثيرة ومزارع واسعة. (مراصدالاطلاع ١ : ٢١٩).

(٢) كذافى النسخ ، ولم نفهم المراد

(٣) لم نجده في المصدر المطبوع.

(٤) الرقة : مدينة مشهورة على الفرات من جانبها الشرقى. والرقة السوداء : قرية كبيرة ذات بساتين كثيرة شربها من البليخ (مراصدالاطلاع ٢ : ٢٢٦).

(٥) صخب : صات شديدا.

(٦) في المصدر : فاذا توفاه الله اختلفت ا ه.

(٧) ركس الشى : قلب أوله على آخره.

(٨) في المصدر : عصفت به الريح.

(٩) في المصدر : عليه.

٥٨

يخاف الله في السر وينصح له في العلانيه ، لايخاف في الله لومة لائم ، فمن أدرك ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من أهل هذه البلاد فآمن به كان ثوابه رضواني والجنة ، ومن أدرك ذلك العبد الصالح فلينصره فإن القتل معه شهادة.

ثم قال : أنا مصاحبك فلا أفارقك حتى يصيبني ما أصابك فبكى عليه‌السلام ثم قال : الحمدلله الذي لم أكن عنده منسيا ، الحمدلله الذي ذكرني عنده في كتب الابرار.

فمضى الراهب معه ، فكان فيما ذكروا يتغدى مع أميرالمؤمنين ويتعشى حتى اصيب يوم صفين ، فلما خرج الناس يدفنون قتلاهم قال عليه‌السلام : اطلبوه ، فلما وجدوه صلى عليه ودفنه وقال : هذا منا أهل البيت واستغفرله مرارا ، روى هذا الخبر نصربن مزاحم في كتاب صفين عن عمر بن سعد عن مسلم الاعور عن حبة العرني ، ورواه أيضا [ عن ] إبراهيم بن ديزيل الهمداني بهذا الاسناد عن حبة أيضا في كتاب صفين (١).

[ ١٢ ـ كنزالكراجكى : عن الشريف طاهر بن موسى الحسيني ، عن عبدالوهاب بن أحمد ، عن أحمد بن محمد بن زياد ، عن الطهراني أبي الحسن قال : وحدثني محمد بن عبيد ، عن الحسين بن أبي بكر ، عن أبي الفضل ، عن أبي علي بن الحسن التمار ، عن أبي سعيد ، عن الطهراني ، عن عبدالرزاق ، عن معمر (٢) قال : أشخصني (٣) هشام بن عبدالملك عن أرض الحجاز إلى الشام زائرا له ، فسرت فلما أتيت أرض البلقاء رأيت جبلا أسود وعليه مكتوب أحرفا لم أعلم ما هي ، فعجبت من ذلك ، ثم دخلت عمان قصبة البلقاء فسألت عن رجل يقرأما على القبور والجبال ، فأرشد إلي شيخ كبير (٤) فعرفته ما رأيت ، فقال : أطلب شيئا أركبه لاخرج معك ، فحملته معي على راحلتي وخرجنا إلى الجبل ومعي محبرة (٥) وبياض ، فلما قرأ قال لي : ما أعجب ما عليه بالعبرانية! فنقلته بالعربية فإذا هو : باسمك اللهم جاء الحق من

____________________

(١) شرح النهج ١ : ٣٦٦ و ٣٦٧.

(٢) في المصدر بعد ذلك : عن الزهرى.

(٣) أى أحضرنى.

(٤) في المصدر : فارشدت إلى شيخ كبير.

(٥) المحبرة : الدواة :

٥٩

ربك بلسان عربي مبين ، لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله ، وكتب موسى بن عمران بيده ] (١).

١٣ ـ كا : علي بن محمد ، عن عبدالله بن إسحاق ، عن الحسن بن علي بن سليمان عن محمد بن عمران ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : اتي أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو جالس في المسجد بالكوفة بقوم وجدوهم يأكلون بالنهار في شهر رمضان ، فقال لهم أمير المؤمنين عليه‌السلام : أكلتم وأنتم مفطرون؟ قالوا : نعم ، قال : أيهود أنتم؟ قالوا : لا ، قال : فنصارى؟ قالوا : لا قال : فعلى شئ (٢) من هذه الاديان المخالفين للاسلام؟ قالوا : بل مسلمون ، قال : فسفر أنتم؟ قالوا : لا ، قال : فيكم علة استوجبتم الافطار ولانشعربها (٣) فإنكم أبصر بأنفسكم منا؟ لان الله عزوجل يقول : « بل الانسان على نفسه بصيرة (٤) » قالوا : بل أصبحنا ما بنا من علة ، قال : فضحك أميرالمؤمنين عليه‌السلام ثم قال : تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟ قالوا : لانعرفه بذلك (٥) إنما هو أعرابي دعا إلى نفسه : فقال : إن أقررتم وإلاقتلتكم (٦) ، قالوا : وإن فعلت ، فو كل بهم شرطة الخميس وخرج بهم إلى الظهر ظهر الكوفة ، وأمر أن يحفرحفرتين وحفر إحداهما إلى جنب الاخرى ، ثم خرق فيما بينهما كوة ضخمة شبه الخوخة (٧) فقال لهم : إني واضعكم في أحد (٨) هذين القليبين واوقد في الآخر (٩) النار فأقتلكم بالدخان ، قالوا : وإن فعلت فإنما تقضي هذه الحياة الدنيا ، فوضعهم في أحد الجبين (١٠) وضعا رفيقا ، ثم أمر بالنار فاوقدت في

____________________

(١) كنز الكراجكى : ١٥٣ و ١٥٤.

(٢) في المصدر : فعلى أى شئ.

(٣) في المصدر : لانشعربها.

(٤) سورة القيامة : ١٤.

(٥) في المصدر : قالوا : نشهد أن لا اله الا الله ولا نعرف محمدا ، قال : فانه رسول الله قالوا : لا نعرفه بذلك ا ه.

(٦) في المصدر : والا لاقتلنكم.

(٧) الكوة : الخرق في الحائط. والخوخة : كوة تؤدى الضوء إلى البيت.

(٨) في المصدر : في احدى.

(٩) في المصدر : في الاخرى.

(١٠) في المصدر : في احدى الجبين.

٦٠