بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

وما تقدمنا خمسة (١) إلا كان سادسهم ولا أربعة إلا كان خامسهم ، اشترط دفعهم إليه ليقتلهم ويصلبهم! وانتحل دم عثمان ، ولعمر والله ما ألب (٢) على عثمان ولا جمع الناس على قتله إلا هو وأشباهه من أهل بيته أغصان الشجرة الملعونة في القرآن ، فلما لم اجب إلى ما اشترط من ذلك كر مستعليا في نفسه بطغيانه وبغيه بحمير لا عقول لهم ولا بصائر ، فموه لهم (٣) أمرا فاتبعوه ، وأعطاهم من الدنيا ما أمالهم به إليه ، فناجزناهم وحاكمناهم إلى الله عزوجل بعد الاعذار والانذار ، فلما لم يزده ذلك إلا تماديا وبغيا لقيناه بعادة الله التي عودنا من النصر على اعدائه وعدونا ، وراية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأيدينا ، لم يزل الله تبارك وتعالى يفل حزب الشيطان بها حتى يقضي الموت عليه ، وهو معلم رايات أبيه التي لم أزل اقاتلها مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في كل المواطن ، فلم يجد من الموت منجى إلا الهرب ، فركب فرسه وقلب رايته! لا يدري كيف يحتال ، فاستعان برأي ابن العاص ، فأشار إليه بإظهار المصاحف ورفعها على الاعلام والدعاء إلى ما فيها ، وقال : إن ابن أبي طالب وحزبه أهل بصائر ورحمة وبقيا (٤) وقد دعوك إلى كتاب الله أولا وهم مجيبوك إليه آخرا فأطاعه فيما أشار به عليه ، إذا رأى أنه لا منجى له من القتل أو الهرب غيره ، فرفع المصاحف يدعو إلى ما فيها بزعمه ، فمالت إلى المصاحف قلوب من بقي من أصحابي بعد فناء خيارهم وجهدهم في جهاد أعداء الله وأعدائهم على بصائرهم ، فظنوا أن ابن آكلة الاكباد له الوفاء بما دعا إليه ، فأصغوا إلى دعوته وأقبلوا بأجمعهم في إجابته ، فأعلمتهم أن ذلك منه مكر ومن ابن العاص معه ، وإنهما إلى النكث أقرب منهما إلى الوفاء ، فلم يقبلوا قولي ولم يطيعوا أمري ، وأبوا إلا إجابته كرهت أم هويت شئت أو أبيت! حتى أخذ بعضهم يقول لبعض : إن لم يفعل فألحقوه بابن عفان! وادفعوه إلى ابن هند برمته (٥)! فجهدت علم الله جهدي

____________________

(١) في الاختصاص : فو الله لقدأتينا مع النبى ولا يعد منا خمسة اه.

(٢) ألب بالتخفيف تجمع وتحشد. ألب بينهم : أفسد.

(٣) موه عليه الامر أو الخبر : زوره عليه وزخرفه ولبسه.

(٤) كذا في النسخ ، وفي المصدر : أهل بصائر ورحمة ويقينا. وفي الاختصاص : أهل بصائر ورحمة ومعنى.

(٥) يقال : أعطاه الشئ برمته أى بجملته.

١٨١

ولم أدع علة في نفسي إلا بلغتها في أن يخلوني ورأيي فلم يفعلوا ، وراودتهم على الصبر على مقدار فواق الناقة أو ركضة الفرس فلم يجيبوا ما خلا هذا الشيخ وأومأ بيده إلى الاشتر وعصبة من أهل بيتي ، فو الله ما منعني أن أمضي على بصيرتي إلا مخافة أن يقتل هذان وأومأ بيده إلى الحسن والحسين عليهما‌السلام فينقطع نسل رسول الله وذريته من امته ومخافة أن يقتل هذا وهذا وأومأ بيده إلى عبدالله بن جعفر ومحمد بن الحنفية رضي‌الله‌عنهما فإني أعلم لو لا مكاني لم يقفا ذلك الموقف ، فلذلك صبرت على ما أراد القوم مع ما سبق فيه من علم الله عزوجل ، فلما رفعنا عن القوم سيوفنا تحكموا في الامور وتخيروا الاحكام والآراء وتركوا المصاحف وما دعوا إليه من حكم القرآن! وما كنت احكم في دين الله أحدا إذ كان التحكيم في ذلك الخطاء الذي لا شك فيه ولا امتراء ، فلما أبوا إلا ذلك أردت أن احكم رجلا من أهل بيتي أو رجلا ممن أرضي رأيه وعقله وأثق بنصيحته ومودته ودينه ، وأقبلت لا اسمي أحدا إلا امتنع منه ابن هند ، ولا أدعوه إلى شئ من الحق إلا أدبر عنه وأقبل ابن هند يسومنا عسفا (١) وما ذلك إلا باتباع أصحابي له على ذلك ، فلما أبوا إلا غلبتي على التحكم تبرأت إلى الله عزوجل منهم ، وفوضت ذلك إليهم ، فقلدوه امرء فخدعه ابن العاص خديعة ظهرت في شرق الارض وغربها ، وأظهر المخدوع عليها ندما ، ثم أقبل عليه‌السلام على أصحابه فقال : أليس كذلك! قالوا : بلى يا أميرالمؤمنين.

فقال عليه‌السلام : وأما السابعة يا أخا اليهود فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان عهد إلي أن اقاتل في آخر الزمان من أيامي قوما من أصحابي يصومون النهار ويقومون الليل ويتلون الكتاب ، يمرقون بحلافهم علي ومحاربتهم إياي من الدين مروق السهم من الرمية فيهم ذو الثدية يختم لي بقتلهم بالسعادة ، فلما انصرفت إلى موضعي هذا يعني بعد الحكمين أقبل بعض القوم على بعض باللائمة فيما صاروا إليه من تحكيم الحكمين ، فلم يجدوا لانفسهم من ذلك مخرجا إلا أن قالوا : كان ينبغي لاميرنا أن لا يتابع من أخطأ وأن يقضي بحقيقة رأيه على قتل نفسه وقتل من خالفه منا ، فقدكفر بمتابعته إيانا وطاعته لنا في الخطاء : وأحل لنا بذلك قتله وسفك دمه! فتجمعوا على ذلك وخرجوا راكبين

____________________

(١) سامه الامر وسومه : كلفه اياه. والعسف : الظلم.

١٨٢

رؤوسهم ينادون بأعلى أصواتهم : لا حكم إلا لله ، ثم تفرقوا فرقة بالنخيلة واخرى بحروراء واخرى راكبة رأسها تخبط الارض شرقا حتى عبرت دجلة ، فلم تمر بمسلم إلا امتحنته فمن تابعها استحيته ومن خالفها قتلته ، فخرجت إلى الاوليين واحدة بعد اخرى أدعوهم إلى طاعة الله عزوجل والرجوع إليه ، فأبيا إلا السيف لا يقنعها غير ذلك ، فلما أعيت الحيلة فيهما حاكمتهما إلى الله عزوجل فقتل الله هذه وهذه ، وكانوا يا أخا اليهود لو لا ما فعلوا لكانواركنا قويا وسدا منيعا ، فأبى الله إلا ما صاروا إليه ، ثم كتبت إلى الفرقة الثالثة ووجهت رسلي تترى (١) وكانوا من جلة أصحابي وأهل التعبد منهم والزهد في الدنيا ، فأبت إلا اتباع اختيها والاحتذاء على مثالهما ، وشرعت (٢) في قتل من خالفها من المسلمين ، وتتابعت إلي الاخبار بفعلهم ، فخرجت حتى قطعت إليهم دجلة اوجه السفراء و النصحاء ، وأطلب العتبى بجهدي (٣) بهذا مرة وبهذا مرة وأومأ بيده إلى الاشتر والاحنف بن قيس وسعيد بن قيس الارحبي والاشعث بن قيس الكندي فلما أبوا إلا تلك ركبتها منهم ، فقتلهم الله يا أخا اليهود عن آخرهم وهم أربعة آلاف أو يزيدون حتى لم يفلت (٤) منهم مخبر ، فاستخرجت ذا الثدية من قتلاهم بحضرة من ترى ، له ثدي كثدي المرأة ، ثم التفت عليه‌السلام إلى أصحابه فقال ، أليس كذلك؟ قالوا : بلى يا أميرالمؤمنين. فقال عليه‌السلام قدوفيت سبعا وسبعا يا أخا اليهود وبقيت الاخرى واوشك بها فكان قد (٥).

فبكى أصحاب علي عليه‌السلام وبكى رأس اليهود ، وقالوا : يا أميرالمؤمنين أخبرنا بالاخرى فقال : الاخرى أن تخضب هذه وأومأ بيده إلى لحيته من هذه وأومأبيدء إلى هامته قال : وارتفعت أصوات الناس في المسجد الجامع بالضجة والبكاء حتى لم يبق بالكوفة دارإلا خرج أهلها فزعا ، وأسلم رأس اليهود على يدي علي عليه‌السلام من ساعته ، ولم يزل مقيما حتى

____________________

(١) تترى أصلها (وترى) ومعناها مجئ الواحد بعد الاخر نحو (أرسلنا رسلنا تترى) أى واحدا بعد واحد.

(٢) في المصدر : وأسرعت.

(٣) في المصدر : لجهدى.

(٤) في الاختصاص : لم يفلتنى.

(٥) سيأتى معناه في البيان. وفي الاختصاص : وكان قد قربت.

١٨٣

قتل أميرالمؤمنين عليه‌السلام واخذ ابن ملجم لعنه الله ، فأقبل راس اليهود حتى وقف على الحسن عليه‌السلام والناس حوله وابن ملجم لعنه الله بين يديه ، فقال له : يا أبا محمد اقتله قتله الله ، فإني رأيت في الكتب التي انزلت على موسى عليه‌السلام أن هذا أعظم عند الله عزوجل جرما من ابن آدم قاتل أخيه ومن القدار (١) عاقر ناقة ثمود (٢).

ختص : جعفر بن احمد الجعفري عن يعقوب الكوفي مثله (٣).

بيان : ندبه الامر فانتدب له أي دعاه له فأجاب وقال الجزري : الجحاجحة جمع جحجاح السيد الكريم ، والهاء فيه لتأكيد الجمع (٤). وقال : فيه « جاءت هواذن على بكرة أبيها » هذه كلمة للعرب يريدون بها الكثرة وتوفر العدد وأنهم جاؤوا جميعا لم يتخلف منهم أحد ، وليس هناك بكرة في الحقيقة ، وهي التي يستقى عليها الماء ، فاستعيرت في هذا الموضع ، وقد تكررت في الحديث (٥). وقال الفيروزآبادي : حاش الصيد : جاءه من حواليه ليصرفه إلى الحبالة كأحاشه وأحوشه ، والابل : جمعها وساقها ، والتحويش : التجميع ، وحاوشته عليه : حرضته (٦). وقال الجزري : يقال : رعد وبرق وأرعد وأبرق إذا توعدو تهدد (٧). وقال : الهدير : ترديد صوت البعير في حنجرته (٨). وقال الفيروز آبادي : اغتلم البعير : هاج من شهوة الضراب (٩). وقال : خطر الرجل بسيفه ورمحه يخطر بالكسر : رفعه مرة ووضعه اخرى (١٠). وقال الجزري : يقال : نكيت في العدو أنكي نكاية فأناناك إذا أكثرت فيهم الجراح والقتل فوهنوا لذلك ، انتهى (١١). والارب بالكسر

____________________

(١) قال في القاموس (٢ : ١١٤) : قدار كهمام ابن سالف عاقر الناقة.

(٢) الخصال ٢ : ١٤ ٢٥.

(٣) الاختصاص : ١٦٣ ١٨١.

(٤) النهاية ١ : ١٤٤.

(٥) النهاية ١ : ٩١.

(٦) القاموس ٢ : ٢٧٠ و ٢٧١.

(٧) النهاية ٢ : ٨٧.

(٨) النهاية ٤ : ٢٤٢.

(٩) القاموس ٤ : ١٥٧.

(١٠) القاموس ٢ : ٢٢.

(١١) النهاية ٤ : ١٧٦.

١٨٤

العضو واستنام إليه : سكن. والحظوة بالضم والكسر : المكانة والمنزلة. والعنوة : القهر والفادح : الثقيل.

قوله عليه‌السلام : « بادردمعة » أي الدمعة التي تبدر بغير اختيار. والزفرة بالفتح وقد يضم : النفس الطويل. ولذع الحب قلبه : آلمه ، والنار الشئ : لفحته. وأوعز إليه في كذا أي تقدم.

قوله عليه‌السلام : « ويلزم غيره » أي كان يقول : لم يكن هذا مني بل كان من عمر. و العفو : السهل المتيسر ، ولعل الكر والفركناية عن الاخذ والجر ، ويحتمل أن يكون تصحيف الكزم والقزم بالمعجمتين ، والكزم بالتحريك : شدة الاكل ، والقزم : اللوم و الشح. والصعداء بضم الصاد وفتح العين : تنفس ممدود ويقال : دولت الدلو أي نزعتها وأدليتها أي أرسلتها في البئر ، ودلوت الرجل وداليته : رفقت به وداريته.

قوله عليه‌السلام : « لم أشك أني قد استرجعت » أقول : أمثال هذا الكلام إنما صدر عنه عليه‌السلام بناء على ظاهر الامر ، مع قطع النظر عما كان يعلمه بإخبار الله ورسوله من استيلاء هؤلاء الاشقياء ، وحاصل الكلام أن حق المقام كان يقتضي أن لا يشك في ذلك كما قيل في قوله تعالى : « لا ريب فيه (١) » قوله عليه‌السلام : « ومشى إلى أصحابه » ظاهره يدل أن عثمان في أول الامر لما علم ندامة القوم استقالهم من بيعته ، ولم ينقل ذلك ، ويحتمل أن يكون المراد ما كان منه بعد حصره وإرادة قتله. وأمض : أوجع والصدى مخففة الياء : العطشان قوله عليه‌السلام : « بما تطاعموا به » أي بما أوصل كل منهم إلى صاحبه في دولة الباطل طعمه ولذته من اعتقال الاموال أي اكتسابها وضبطها ، من قولهم : عقل البعير واعتقله إذا شديديه ، وفي بعض النسخ بالدال ، ويؤول إليه في المعنى ، يقال : اعتقد ضيعة ومالا أي اقتناها.

قوله عليه‌السلام : « وشديد عادة منتزعة » كذا فيما عندنا من النسخ ، ولعل قوله : « عادة » مبتدء وشديد خبره ، أي انتزاع العادة وسلبهاشديد. وخبط البعير الارض بيده خبطا : ضربها ، ومنه قيل : خبط عشواء وهي الناقة التي في بصرها ضعف إذا مشت لا تتوقى

____________________

(١) سورة البقرة : ٢.

١٨٥

شيئا ، وخبطه : ضربه شديدا ، والقوم بسيفه : جلدهم ، والشجرة : شدها ثم نفض ورقها.

والدبرة بالتحريك : الهزيمة. وقال الجزري : فيه « اغزوا تغنموا بنات الاصفر » يعني الروم ، لان أباهم الاول كان أصفر اللون وهو روم بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم (١).

قوله عليه‌السلام : « وجعل يحثني » أي أبوسفيان في أول خلافة أبي بكر. وأعور ثقيف هو المغيرة بن شعبة الثقفي ، وشرح تلك الفقرات مع ما مضى وغيرها مثبت في كتاب أحوال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وكتاب الفتن. والمناجزة : المبارزة والمقاتلة. وفللت الجيش : هزمته. والفواق الوقت ما بين الحلبتين لانها تحلب ثم تترك سويعة (٢) يرضعها الفصيل لتدر ثم تحلب.

والعتبى : الرجوع عن الاساءة إلى المسرة. قوله عليه‌السلام : « فكان قد » أي فكان قد وقعت.

٦٣

( باب )

* ( النوادر ) *

١ ـ عم : قد ثبت بالدلالة القاطعة وجوب الامامة في كل زمان لكونها لطفا في فعل الواجبات والامتناع عن المقبحات ، فإنا نعلم ضرورة أن عند وجود الرئيس المهيب يكثر الصلاح من الناس ويقل الفساد عند عدمه يكثر الفساد ويقل الصلاح منهم ، بل يجب ذلك عند ضعف أمره مع وجود عينه (٣) ، وثبت أيضا وجوب كونه معصوما مقطوعا على عصمته ، لان جهة الحاجة إلى هذا الرئيس هي ارتفاع العصمة عن الناس وجواز فعل القبيح منهم ، فإن كان هو غير معصوم وجب أن يكون محتاجا إلى رئيس آخر (٤) ، لان علة الحاجة إليه قائمة فيه ، والكلام في رئيسه كالكلام فيه ، فيؤدي إلى وجوب مالا نهاية له من الائمة أو الانتهاء إلى لامام معصوم وهو المطلوب ، فإذا ثبت وجوب عصمة الامام والعصمة لا يمكن معرفتها إلا بإعلام الله سبحانه العالم بالسرائر والضمائر ولا طريق إلى ذلك سواء فيجب

____________________

(١) النهاية ٢ : ٢٦٦. وفيه : روم بن عيصو بن إسحاق بن ابراهيم.

(٢) تصغير الساعة.

(٣) أى يلزم كثرة الفساد وقلة الصلاح عند ضعف أمر الرئيس ان كان ضعيفا.

(٤) في المصدر : إلى رئيس آخر غيره.

١٨٦

النص من الله تعالى عليه على لسان نبي مؤيد بالمعجزات أو إظهار معجز دال على إمامته وإذا ثبت هذه الجملة القريبة التي لا يحتاج فيها إلى تدقيق كثير ، سبرنا (١) أحوال الامة بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فوجدناهم اختلفوا في الامام بعده على أقوال ثلاثة : فقالت الشيعة : الامام بعده أميرالمؤمنين عليه‌السلام بالنص على إمامته وقالت العباسية الامام بعده العباس بالنص أو الميراث ، وقال الباقون من الامة : الامام بعده أبوبكر ، وكل من قال بإمامة أبي بكر والعباس أجمعوا على أنهما لم يكونا مقطوعا على عصمتهما ، فخرجا بذلك من الامامة لما قدمناه ، فوجب أن يكون الامام بعده أميرالمؤمنين عليه‌السلام بالنص الحاصل من جهة الله سبحانه عليه والاشارة إليه ، وإلا كان الحق خارجا عن أقوال جميع الامة ، وذلك غير جائز بالاتفاق بيننا وبين مخالفينا ، وهذا هو الدليل العقلي على كونه منصوصا عليه.

وأما الادلة السمعية على ذلك ففد استوفاها أصحابنا رضي‌الله‌عنهم قديما وحديثا في كتبهم لا سيما ما ذكره سيدنا الاجل المرتضى علم الهدى ذو المجدين قدس الله روحه العزيز في كتاب الشافي في الامامة ، فقد استولى على الامد وغار في ذلك وأنجد (٢) و صوب وصعد (٣) وبلغ غاية الاستيفاء والاستقصاء ، وأجاب عن شبه المخالفين التي عولوا على اعتمادها واجتهدوا في إيرادها ، أحسن الله عن الدين وكافة المؤمنين جزاءه ، و نحن نذكر الكلام في ذلك على سبيل الاختصار والاجمال دون البسط والاكمال ، فنقول : إن الذي يدل (٤) على أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نص على أميرالمؤمنين عليه‌السلام بالامامة بعده بلا فصل ودل على فرض طاعته على كل مكلف قسمان : أحدهما يرجع إلى الفعل وإن كان يدخل فيه أيضا القول ، والآخر يرجع إلى القول ، فأما النص الدال على إمامته بالفعل والقول فهو أفعال نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله (٥) المبينة لاميرالمؤمنين من جميع الامة ، الدالة على استحقاقه التعظيم والاجلال والتقديم التي لم تحصل ولا بعضها لاحد سواه ، و

____________________

(١) سبر الامر : جربه واختبره.

(٢) غار في الامر : دقق النظر فيه. أنجد الامر : أوضحه وأبانه.

(٣) صعد فيه النظر : تأمله ناظرا إلى أعلاه واسفله. وفي المصدر : وصوب وأرشد.

(٤) في المصدر : ان الذى دل.

(٥) في المصدر : فهو أفعال النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله.

١٨٧

ذلك مثل إنكاحه ابنته الزهراء سيدة نساء العالمين ، ومواخاته إياه بنفسه ، وإنه لم يندبه لامر مهم ولا بعثه في جيش قط إلى آخر عمره إلا كان هو الوالي عليه المقدم فيه ، ولم يول عليه أحدا من أصحابه وأقربيه ، وأنه لم ينقم (١) عليه شيئا من أمره مع طول صحبته إياه ، ولا أنكر منه فعلا ولا استبطأه ولا استزاده في صغير من الامور ولا كبير ، هذا مع كثرة ما عاتب سواه من أصحابه إما تصريحا وإما تلويحا.

واما ما يجري في هذه الافعال من الاقوال الصادرة عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله الدالة على تميزه ممن سواه المنبئة عن كمال عصمته وعلو رتبته فكثيرة ، ممها قوله يوم احد وقد انهزم الناس وبقي علي عليه‌السلام يقاتل القوم حتى فض جمعهم (٢) وانهزموا فقال جبرئيل : إن هذه لهي المواساة ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله لجبرئيل : علي مني وأنا منه ، فقال جبرئيل : وأنا منكما فأجراه مجرى نفسه كما جعله الله سبحانه نفس النبي في آية المباهلة بقوله : « وأنفسنا (٣) ».

ومنها قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لبريدة : يا بريدة لا تبغض عليا فإنه مني وأنا منه ، إن الناس خلقوا من أشجار شتى وخلقت أنار وعلي من شجرة واحدة.

ومنها قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي مع الحق والحق مع علي يدور حيثما دار.

ومنها ما اشتهرت به الرواية من حديث الطائر وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر فجاء علي عليه‌السلام.

ومنها قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لابنته الزهراء لما عيرتها نساء قريش بفقر علي : أما ترضين يا فاطمة أني زوجتك أفدمهم سلما وأكثرهم علما؟ إن الله عزوجل اطلع إلى أهل الارض (٤) اطلاعة فاختار منهم أباك فجعله نبيا ، واطلع عليهم ثانية فاختار منهم بعلك فجعله وصيا ، وأوحى إلي أن انكحكه ، أما علمت يا فاطمة أنك بكرامة الله إياك زوجتك أعظمهم حلما وأكثرهم علما وأقدمهم سلما؟ فضحكت فاطمة عليهما‌السلام واستبشرت ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فاطمة إن لعلي ثمانية أضراس قواطع لم تجعل لاحد من الاولين

____________________

(١) نقم الامر على فلان : أنكره عليه وعابه وكرهه أشد الكراهة لسوء فعله.

(٢) فض القوم : فرقهم.

(٣) سورة آل عمران : ٦١.

(٤) في المصدر : على أهل الارض.

١٨٨

والآخرين : هو أخي في الدنيا والآخرة ليس ذلك لغيره من الناس ، وأنت يا فاطمة سيدة نساء أهل الجنة زوجته ، وسبطا الرحمة سبطاي ولده ، وأخوه المزين بالجناحين في الجنة يطير مع الملائكة حيث يشاء ، وعنده علم الاولين والآخرين ، وهو أول من آمن بي و آخر الناس عهدا بي ، وهو وصيي ووارث الوصيين.

ومنها قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيه : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب (١) وما رواه عبدالله بن مسعود أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله استدعى عليا عليه‌السلام فخلابه ، فلما خرج إلينا سألناه : ما الذي عهد إليك؟ قال : علمني ألف باب من العلم فتح لي بكل باب ألف باب.

ومنها أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله جعل محبته علما على الايمان وبغضه علما على النفاق بقوله فيه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق.

ومنها أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله جعل ولايته علما على طيب المولد وعداوته علما على خبث المولد بقوله : « بوروا (٢) أولادكم بحب علي بن أبي طالب ، فمن أحبه فاعلموا أنه لرشدة ومن أبغضه فاعلموا أنه لغية » رواه جابر بن عبدالله الانصاري عنه. وروى عنه أبوجعفر الباقر عليه‌السلام قال : سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي : ألا أسرك؟ ألا أمنحك؟ ألا ابشرك؟ فقال بلى يا رسول الله قال : خلقت أنا وأنت من طينة واحدة ، ففضلت منها فضلة فخلق الله منها شيعتنا ، فإذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسماء امهاتهم سوى شيعتنا ، فإنهم يدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم. وروي عن جابرأنه كان يدور في سكك الانصار ويقول : علي خير البشر فمن أبى فقد كفر ، معاشر الانصار بوروا أولادكم بحب علي بن أبي طالب عليه‌السلام فمن أبي فانظروا في شأن امه. وروى ابن عباس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إذا كان يوم القيامة دعي الناس كلهم بأسماء امهاتهم ما خلا شيعتنا فإنهم يدعون بأسماء آبائهم لطيب مواليدهم.

ومنها أنه جعله وشيعته الفائزين بقوله ، رواه أنس بن مالك عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : يدخل

____________________

(١) في المصدر : فليأت من الباب.

(٢) بار الرجل وابتاره : جربه واختبره.

١٨٩

الجنة من امتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب ، ثم التفت إلى علي عليه‌السلام فقال : هم شيعتك وأنت إمامهم.

و منها أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله سد الابواب في المسجد إلا بابه عليه‌السلام (١) روى أبورافع قال : خطب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : أيها الناس الله تعالى أمر موسى بن عمران أن يبني مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا هو وهارون وابنا هارون : شبر وشبير وإن الله أمرني أن أبني مسجدا لا يسكنه إلا أنا وعلي والحسن والحسين ، سدوا هذه الابواب (٢) إلا باب علي فخرج حمزة يبكي فقال : يا رسول الله أخرجت عمك وأسكنت ابن عمك ، فقال : ما أنا أخرجتك وأسكنته ولكن الله أسكنه ، فقال بعض الصحابة (٣) وقيل هو أبوبكر : دع لي كؤة انظر فيها! قال : لا ولا رأس إبرة. وروى زيد بن أرقم عن سعد بن أبي وقاص قال : سد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الابواب إلا باب علي ، وإلى هذا أشار السيد الحميري في قصيدته المذهبة (٤) :

صهر النبي وجاره في مسجد

طهر بطيبة للرسول مطيب

سيان فيه عليه غير مذمم

ممشاه إن جنبا وإن لم يجنب

وأمثال ما ذكرناه من الامثال والاقوال الظاهرة التي جاءت به الاخبار المتظاهرة (٥) ولا يخالف فيها ولي ولا عدو كثيرة يطول الكتاب بذكرها ، وإنما شهدت هذه الافعال والاقوال باستحقاقه عليه‌السلام الامامة ، ودلت على أنه عليه‌السلام أحق بمقام الرسول وأولى بالامامة والخلافة ، من جهة أنها إذا دلت على الفضل الاكيد والاختصاص الشديد و علو الدرجة وكمال المرتبة علم ضرورة أنها أقوى الاسباب والوصلات إلى أشرف الولايات لان الظاهر في العقل أن من كان أبهر فضلا (٦) وأجل شأنا وأعلى في الدين مكانا فهو

____________________

(١) في المصدر : إلا باب على عليه‌السلام.

(٢) في المصدر : وأسد هذه الابواب.

(٣) في المصدر : فقال بعض أصحابه.

(٤) في المصدر بعد ذلك : بقوله.

(٥) في المصدر : المتظافرة.

(٦) بهره : غلبه وفضله. بهر الرجل فاق أقرانه.

١٩٠

أولى بالتقديم وأحق بالتعظيم والامامة ، وخلافة الرسول هي أعلى منازل الدين بعد النبوة ، فمن كان أجل قدرا في الدين وأفضل وأشرف على اليقين وأثبت قدما وأوفر حظا فيه فهو أولى بها ، ومن دل على ذلك من حاله دل على إمامته ، ولان العادة قد جرت فيمن يرشح لجليل الولايات ويؤهل لعظيم الدرجات أن يصنع به بعض ما تقدم ذكره يبين ذلك أن بعض الملوك لو تابع بين أفعال وأقوال في بعض أصحابه طول عمره وولايته تدل على فضل شديد وقرب منه في المودة والمخالصة (١) والاتحاد لكان عند أرباب العادات بهذه الافعال مرشحا له لافضل المنازل وأعلى المراتب بعده ، ودالا على استحقاقه لذلك وقد قال قوم من أصحابنا : إن دلالة الفعل ربما كانت آكد من دلالة القول ، لانها أبعد من الشبهة وأوضح في الحجة ، من حيث إن ما يختص بالفعل لا يدخله المجاز ولا يحتمل التأويل ، وأما القول فيحتمل ضروبا من التأويل ويدخله المجاز (٢).

٢ ـ يف : وإني لاستطرف من الاربعة المذاهب إقدامهم تارة على ترك العمل بوصايا نبيهم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله التي تضمنتها أخبارهم الصحاح المقدم ذكر بعضها ، وإقدامهم تارة اخرى على تقبيح ذكر نبيهم صلى‌الله‌عليه‌وآله فيما نسبوه صلوات الله عليه وآله إلى إهمال رعيته (٣) وأنه توفي وتركهم بغير وصية بالكلية! وقد روى مسلم في صحيحه في الجزء الثالث من الاجزاء الستة في الثلث الاخيرة منه في كتاب الفرائض بإسناده إلى ابن شهاب عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ما حق امرئ مسلم له شئ يوصي فيه يبيت ثلاث ليال إلا ووصيته عنده مكتوبة (٤). وروى نحو ذلك من عدة طرق ، فكيف تقبل العقول أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول ما لا يفعل؟ وقد تضمن كتاب الله تعالى « أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون (٥) » وقال الله تعالى عمن هو دون محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله من

____________________

(١) في المصدر : والمخالطة

(٢) اعلام الورى : ١٦٢ ١٦٦.

(٣) في المصدر : إلى اهمال رعيته وامته.

(٤) توجد الرواية ونظائرها في صحيح مسلم ٥ : ٧٠.

(٥) سورة البقرة : ٤٤.

١٩١

الانبياء « وما اريد أن اخالفكم إلى ما أنهاكم عنه (١) » فكيف يأمر نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله بالوصية ولو في الشئ اليسير ويتركها هو في الامر الكبير والجم الغفير؟ لا سيما وقدرووا أن الله تعالى عرفه ما يحدث في امته من الاختلاف العظيم ، وسيأتي أخبارهم ببعض ذلك في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى ، ما هكذا تقتضي صفات السياسة المرضية وعموم الرحمة الالهية وثبوت الشفقة المحمدية ، وكيف يصدق عاقل أو جاهل أن محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله يترك الامة بأسرها كبيرها وصغيرها غنيها وفقيرها عالمها وجاهلها في ظلمة الحيرة والاختلاف والاهمال والضلال؟ لقد أعاذه الله من هذه الحال ، ولقد نسبوه إلى غير صفاته الشريفة ، وما عرفوا أو عرفوا وجحدوا حقوق ذاته المعظمة المنيفة.

ومن الحوادث التي حدثت بطريق ذلك القول وبطريق يلزم الاربعة المذاهب في الامامة بالاختيار من بعض الامة أن الناس لما أرادوا دفع بني هاشم عن حقوقهم ومقام نبيهم وإطراح وصايا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بهم ، تعصب قوم لآل حرب وبني امية ، واختاروا منهم خلفاء وبايعوهم ، وتأسوا في ذلك على من جعل الخلافة بالاختيار ، فكان ذلك أيضا سبب وصول الخلافة إلى معاوية الذي قاتل خليفة المسلمين ووصي رسول رب العالمين ، وقاتل وجوه بني هاشم والصحابة والتابعين ، وفعل ما فعل ، وكان ذلك أيضا سبب وصول الخلافة إلى يزيد بن معاوية الذي قتل في أول خلافته الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولد رسول الله وأحد سيدي شباب أهل الجنة ، وقد تقدم في رواياتهم من كتبهم الصحاح بعض ما أثبتوه من وصايا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيه وفي أخيه وأبيه وتعظيم الله لهم ودلالته عليهم ما لا حاجة إلى تكراره ، وبلغ يزيد بن معاوية إلى منع الحسين عليه‌السلام وحرمه على يد عمر بن سعد من شرب ماء الفرات وقتل خواصه وجماعة من أهل بيته ، ثم قتله عليه‌السلام بعده ونهب رحاله وسلب عياله وحمل رأسه على رماح أهل الاسلام ، وسير حرم رسول الله من العراق إلى الشام على الاقتاب (٢) مكشوفات الوجوه (٣) بين الاعداء وبين أهل الارتياب ، وأتبع يزيد ذلك بنهب مدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله فقد رووا في صحاحهم

____________________

(١) سورة هود : ٨٨.

(٢) القتب : الرحل.

(٣) في المصدر : مكشفات الوجوه.

١٩٢

في مسند أبي هريرة وغيره أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعن من يحدث في المدينة حدثا ، وجعلها حرما ، وكان ذلك النهب على يد مسلم بن عقبة نائبه الذي نفذه إليهم ، وسبى أهل المدينة وبايعهم على أنهم عبيدقن (١) ليزيد بن معاوية ، وأباحها ثلاثة أيام حتى ذكر جماعة من أصحاب التواريخ أنه ولد منهم في تلك المدة أربعة آلاف مولود لا يعرف لهم أب ، وكان في المدينة وجوه بني هاشم والصحابة والتابعين وحرم خلق عظيم (٢) من المسلمين ، وأتبع يزيد ذلك في وصيته لمسلم بن عقبة بإنفاذ الحصين بن نمير السكوني لقتال عبدالله ابن الزبير بمكة ، فرمى الكعبة بخرق الحيض والحجارة (٣)! وهتك حرمة حرم الله تعالى وحرم رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وتجاهر بالفساد في العباد والبلاد ، وكان ذلك الاختيار سبب وصول الخلافة إلى سفهاء بني امية ، وإلى هرب بني هاشم منهم خوفا على أنفسهم ، وإلى قتل الصالحين والاخيار ، وإلى إحياء سنن الجبابرة والاشرار ، حتى وصل الامر إلى خلافة الوليد بن يزيد الزنديق الذي تفأل يوما من المصحف (٤) فخرج « واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد (٥) » فرمى المصحف من يده ، وأمر أن يجعل هدفا ورماه بالنشاب (٦)! وأنشد « نظم (٧) »

تهددني بجبار عنيد

فها أنا ذاك جبار عنيد!

إذا ما جئت ربك يوم حشر

فقل يا رب مزقني الوليد!

____________________

(١) القن بكسر أوله عبد ملك هو وأبواه.

(٢) في المصدر : وحرم خلق كثير. والحرم بالفتحتين ما يحميه الرجل ويدافع عنه. ما لا يحل انتهاكه.

(٣) في المصدر : فرمى الكعبة بالحجارة.

(٤) في المصدر : الذى تفأل بالمصحف.

(٥) سورة ابراهيم : ١٥.

(٦) النشتاب : السهام الواحدة : نشاية.

(٧) في المصدر : وأنشد يقول.

١٩٣

ولو كان المسلمون قد قنعوا باختيار الله تعالى ورسوله لهم وما نص النبي صلى الله عليه وآله عليه من تعيين الخلافة في عترته ما وقع هذا الخلل والاختلاف في امته وشريعته (١).

أقول : ليس شأننا في هذا الكتاب ذكر الدلائل العقلية والبراهين الجلية و الخوض فيها ، فمن أراد ذلك فليرجع إلى كتاب الشافي وتقريب المعارف وغيرهما مما هو اموضوع لذلك ، ونحن بحمد الله قد أوردنا من الاخبار ما في عشر من أعشاره كفاية لمن أراد لله هدايته ، والله الموفق لكل خير.

____________________

(١) الطرائف : ٤١ و ٤٢.

١٩٤

( أبواب )

* ( فضائله ومناقبه صلوات الله عليه وهى مشحونة بالنصوص ) *

٦٤

( باب )

* ( ثواب ذكر فضائله والنظر اليها واستماعها ، وأن النظر اليه ) *

* ( والى الائمة من ولده صلوات الله عليهم عبادة ) *

١ ـ ما : الحفار ، عن عيسى بن موسى الهاشمي ، عن أبي بكر بن المرزبان ، عن محمد بن موسى القرشي ، عن إبراهيم بن سعيد الجعفي ، عن عبدالله البجلي ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن حميد بن عبدالرحمان ، عن أبي سعيد الخدري ، عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : النظر إلى وجه علي بن أبي طالب عبادة (١).

بيان : قال الجزري في النهاية : في حديث عمران بن حصين « قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : النظر إلى وجه علي عبادة » قيل : معناه أن عليا كان إذا برز قال الناس : لا إله إلا الله ما أشرف هذا الفتى! لا إله إلا الله ما أكرم هذا الفتى! لا إله إلا الله ما أعلم هذا الفتى (٢)! لا إله إلا الله ما أشجع هذا الفتى! فكانت رؤيته تحملهم على كلمة التوحيد (٣).

أقول : أراد هذا الناصب أن ينفي عنه منقبة فأثبت له أضعافها! وما الباعث على ذلك؟ وأي استبعاد في أن يكون محص النظر إليه صلوات الله عليه عبادة؟.

____________________

(١) أمالى الشيخ : ٢٢٣.

(٢) في المصدر : تقديم وتأخير بين الجملتين.

(٣) النهاية ٤ : ١٥٥.

١٩٥

٢ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن جعفر الرزاز ، عن أيوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن العلاء ، عن محمد (١) ، عن الصادق ، عن آبائه عن علي صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : النظر إلى العالم عبادة ، والنظر إلى الامام المقسط عبادة النظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة ، والنظر إلى الاخ (٢) توده في الله عزوجل عبادة (١).

٣ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن معاذ بن سعيد ، عن أحمد بن المنذر ، عن عبدالوهاب بن همام ، عن أبيه همام بن نافع ، عن همام بن منبه ، عن حجر المذري قال : قدمت مكة وبها أبوذر جندب بن جنادة ، وقدم في ذلك العالم عمر بن الخطاب حاجا ومعه طائفة من المهاجرين والانصار فيهم علي بن أبي طالب عليه‌السلام فبينا أنا في المسجد الحرام مع أبي ذر (٤) جالس إذ مربنا علي ووقف يصلي بإزائنا ، فرماه أبوذر ببصره ، فقلت : رحمك الله ياباذر إنك لتنظر إلى علي عليه‌السلام فما تقلع عنه ، قال : إني أفعل ذلك فقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة ، والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة ، والنظر في الصحيفة يعني صحيفة القرآن عبادة ، والنظر إلى الكعبة عبادة (٥).

٤ ـ لى : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن الجوهري ، عن ابن عمارة ، عن أبيه ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تعالى جعل لاخي علي بن أبي طالب عليه‌السلام فضائل لا يحصي عددها غيره ، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولو وافى القيامة بذنوب الثقلين ، ومن كتب فضيلة من فضائل علي بن أبي طالب عليه‌السلام لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم ، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع ، ومن نظر إلى كتابة

____________________

(١) يعنى محمد بن مسلم.

(٢) في المصدر : والنظر إلى أخ اه.

(٣ و ٥) أمالى الشيخ : ٢٩٠.

(٤) في النسخ : مع أبى الذر.

١٩٦

في فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : النظر إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام عبادة ، وذكره عبادة ، ولا يقبل إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه (١).

كشف : من مناقب الخوارزمي عن علي عليه‌السلام مثله (٢).

كنز : الخوارزمي في كتاب الاربعين بإسناده عن الصادق عليه‌السلام مثله (٣).

أقول : روى العلامة في كشف الحق مثله عن أخطب خوارزم ، وروى عنه بإسناده إلى ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو أن الرياض أقلام والبحر مداد والجن حساب والانس كتاب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب (٤).

٥ ـ لى : محمد بن القاسم الاسترآبادي ، عن عبدالملك بن أحمد بن هارون ، عن عمار ابن رجاء ، عن يزيد بن هارون ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جاءه رجل فقال : يا رسول الله أما رأيت فلانا ركب البحر (٥) ببضاعة يسيرة وخرج إلى الصين فأسرع الكرة (٦) وأعظم الغنيمة حتى قد حسده أهل وده وأوسع قراباته وجيرانه؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن مال الدنيا كلما ازداد كثرة وعظما ازداد صاحبه بلاء ، فلا تغتبطوا أصحاب الاموال إلا بمن جاد بماله في سبيل الله ، ولكن ألا اخبركم بمن هو أقل من صاحبكم بضاعة ، وأسرع منه كرة ، وأعظم منه غنيمة ، وما اعد له من الخيرات محفوظ له في خزائن عرش الرحمان؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : انظروا إلى هذا المقبل إليكم ، فنظرنا فإذا رجل من الانصار رث الهيئة فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن هذا لقد صعد له في هذا اليوم إلى العلو من الخيرات والطاعات ما لو قسم على جميع أهل السماوات والارض لكان نصيب أقلهم منه غفران ذنوبه ووجوب

____________________

(١) أمالى الصدوق : ٨٤.

(٢) كشف الغمة : ٣٢ و ٣٣.

(٣) مخطوط.

(٤) كشف الحق ١ : ١٠٨.

(٥) أى سافر من طريق البحر للتجارة.

(٦) الكرة : الرجوع.

١٩٧

الجنة له ، قالوا : بماذا يا رسول الله؟ فقال : سلوه يخبركم عما صنع في هذا اليوم.

فأقبل عليه أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقالوا : له هنيئا لك ما بشرك به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فماذا صنعت في يومك هذا حتى كتب لك ما كتب؟ فقال الرجل : ما أعلم أني صنعت شيئا غير أني خرجت من بيتي وأردت حاجة كنت أبطأت عنها ، فخشيت أن تكون فاتتني ، فقلت في نفسي لاعتاضن منها النظر إلى وجه علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « النظر إلى وجه علي عبادة » فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إي والله عبادة وأي عبادة ، إنك يا عبدالله ذهبت تبتغي أن تكتسب دينارا لقوت عيالك فقاتك ذلك ، فاعتضت منه النظر إلى وجه علي وأنت له محب ولفضله معتقد ، وذلك خير لك من أن لو كانت الدنيا كلها لك ذهبة حمراء فأنفقتها في سبيل الله ، ولتشفعن بعدد كل نفس تنفسته في مصيرك إليه (١) في ألف رقبة ، يعتقهم الله من النار بشفاعتك (٢).

٦ ـ قب : الخطيب في الاربعين عن عمران بن الحصين ، والزمخشري في ربيع الابرار عن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، والسمعاني في الرسالة القوامية عن عمر بن الخطاب عن الخدري ، ويوسف بن موسى القطان ، عن وكيع ، عن مالك بن أنس ، عن الزهري ، عن أنس ، عن عمر بن الخطاب واللفظ لعائشة قالت : كان أبوبكر يديم النظر إلى علي عليه‌السلام فقيل له في ذلك ، فقالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « النظر إلى علي عبادة ».

الابانة عن ابن بطة روى أبوصالح عن أبي هريرة قال : رأيت معاذا يديم النظر إلى وجه علي عليه‌السلام فقلت له : إنك تديم النظر إليه كأنك لم تره ، فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « النظر إلى وجه علي بن أبي طالب عبادة » وهو في أكثر الروايات ، وفي روايات عمار ومعاذ وعائشة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة ، وذكره عبادة ، ولا يقبل إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه.

____________________

(١) كذا في النسخ والمصدر ، والظاهر : في مسيرك اليه.

(٢) أمالى الصدوق : ٢١٧ و ٢١٨.

١٩٨

شيرويه في الفردوس قالت عائشة : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ذكر علي عبادة.

الخركوشي في شرف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إنه كان الناس يصلون وأبوذر ينظر إلى أميرالمؤمنين عليه‌السلام فقيل له في ذلك ، فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة ، والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة ، والنظر في المصحف عبادة ، والنظر إلى الكعبة عبادة ».

أبوذر قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : مثل علي فيكم أو قال : في هذه الامة كمثل الكعبة المستورة ، النظر إليها عبادة ، والحج إليها فريضة (١).

٧ ـ يل : ، فض : بالاسناد يرفعه عن ام المؤمنين ام سلمة رضي‌الله‌عنها أنها قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ما قوم اجتمعوا يذكرون فضل علي بن أبي طالب إلا هبطت عليهم ملائكة السماء حتى تحف بهم ، فإذا تفرقوا عرجت الملائكة إلى السماء ، فيقول لهم الملائكة : إنا نشم من رائحتكم ما لا نشمه من الملائكة ، فلم نر رائحة أطيب منها ، فيقولون : كنا عند قوم يذكرون محمدا وأهل بيته فعلق فينا من ريحهم فتعطرنا ، فيقولون : اهبطوا بنا إليهم ، فيقولون : تفرقوا ومضى كل واحد منهم إلى منزله ، فيقولون : اهبطوا بنا حتى نتعطر بذلك المكان (٢).

٨ ـ بشا : علي بن الحسين الرازي ، عن الحسين بن محمد الحلواني ، عن الشريف المرتضى علي بن الحسين الموسوي ، عن أبيه الحسين بن موسى ، عن أبيه موسى بن محمد ، عن أبيه محمد بن موسى ، عن أبيه موسى بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله زينوا مجالسكم بذكر علي ابن أبي طالب (٣).

٩ ـ مد : من مناقب ابن المغازلي عن أحمد بن المظفر العطار ، عن عبدالعزيز بن محمد بن عثمان ، عن محمد بن علي بن معمر ، عن حمدان بن المعافى ، عن وكيع عن هشام بن

____________________

(١) مناقب آل أبى طالب ٢ : ٥ و ٦.

(٢) الروضة : ٣٤. ولم نجده في الفضائل.

(٣) بشارة المصطفى.

١٩٩

عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذكر علي عبادة.

وعنه عن محمد بن أحمد بن عبدالوهاب ، عن الحسين بن محمد العلوي العدل ، عن أحمد بن محمد الحداد ، عن محمد بن يونس ، عن عبدالحميد بن يحيى (١) ، عن سوار بن مصعب عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : النظر إلى علي (٢) عبادة.

وعنه ، عن محمد بن أحمد ، عن الحسين بن محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبي مسلم ، عن عمران بن خالد بن طليق ، عن أبيه ، عن جده ، عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله.

وعنه عن محمد بن أحمد ، عن الحسين بن محمد يرفعه إلى أبي سعيد الخدري ، عن عمران ابن الحصين ، عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله.

وعنه عن ابي جعفر العلوي ، عن أبي محمد بن السقاء ، عن عبدالله (٣) ، عن يحيى بن صابر ، عن وكيع ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله.

وعنه ، عن محمد بن أحمد بن عثمان البغدادي يرفعه إلى أبي الزبير ، عن خالد ، عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله.

وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن محمد يرفعه إلى عبدالله بن مسعود ، عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله.

وعنه ، عن محمد بن محمود ، عن إبراهيم بن عبدالله بن عبدالسلام (٤) ، عن محمد بن موسى الحرشي ، عن عمران بن الحصين ، عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله.

وعنه ، عن إبراهيم بن مهدي يرفعه إلى واثلة بن الاصقع عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله.

وعنه ، عن الفضل بن محمد بن عبدالله الاصفهاني ، عن محمد بن إبراهيم ، عن عبدالله بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن حماد الظهراني ، عن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن

____________________

(١) في المصدر : عن عبدالحميد بن بحر.

(٢) في المصدر : النظر إلى وجه على.

(٣) في المصدر : عن عبدالملك.

(٤) في المصدر : عن ابراهيم بن عبدالسلام.

٢٠٠