بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

كنا شعار نبينا ودثاره

نفديه منا الروح والابصار (١)

إن الوصي إمامنا وولينا

برح الخفاء وباحت الاسرار (٢)

وقال عمر بن حارثة الانصاري وكان مع محمد بن الحنفية يوم الجمل وقد لامه أبوه عليه‌السلام لما أمره بالحملة فتقاعس (٣) :

أبا حسن أنت فصل الامور

يبين بك الحل والمحرم

جمعت الرجال على راية

بها ابنك يوم الوغى مقحم (٤)

ولم ينكص المرء من خيفة

ولكن توالت به أسهم (٥)

فقال رويدا ولاتعجلوا

فإني إذا رشقوا مقدم (٦)

فأعجلته والفتى مجمع

بما يكره الوجل المحجم

سمي النبي وشبه الوصي

ورايته لونها العندم (٧)

وقال رجل من الازديوم الجمل :

هذا علي وهو الوصي

آخاه يوم النجوة النبي

وقال هذا بعدي الولي

وعاه واع ونسي الشفي

وخرج يوم الجمل غلام من بني ضبة شاب معلم من عسكر عائشة وهو يقول :

نحن بنوضبة أعداء علي

ذاك الذي يعرف قدما بالوصي

وفارس الخيل على عهد النبي

ما أنا عن فضل علي بالعمي

لكنت أفعي ابن عفان التقي (٨)

إن الولي طالب ثار الولي

____________________

(١) في المصدر : يفديه. وفي (م) : تفديه.

(٢) باح الشئ : ظهر واشتهر.

(٣) أى تأخر.

(٤) الوغى : الحرب.

(٥) نكص عن الامر : احجم عنه.

(٦) رشق بالسهم : رماه. وببصره : أحد النظر اليه. وبلسانه : طعن عليه.

(٧) العندم : خشب أو نبات يصبغ به.

(٨) في المصدر : لكننى انعى اه.

٢١

وقال سعيد بن قيس الهمداني يوم الجمل وكان في عسكر علي عليه‌السلام :

أية حرب أضرمت نيرانها

وكسرت يوم الوغى مرانها (١)

قل للوصي أقبلت قحطانها

فادع بها تكفيكها حمدانها

هم بنوها وهم إخوانها

وقال زياد بن لبيد الانصاري يوم الجمل وكان من أصحاب علي عليه‌السلام :

كيف ترى الانصار في يوم الكلب

إنا اناس لا نبالي من عطب

ولانبالي في الوصي من غضب

وإنما الانصار جد لالعب

هذا علي وابن عبدالمطلب

ننصره اليوم على من قد كذب

من يكسب البغي فبئس ما اكتسب

وقال حجربن عدي الكندي في ذلك اليوم أيضا :

يا ربنا سلم لنا عليا

سلم لنا المبارك المضيا

المؤمن الموحد التقيا

لاخطل الرأي ولاغويا

بل هاديا موفقا مهديا

واحفظه ربي واحفظ النبيا

فيه فقد كان له وليا

ثم ارتضاه بعده وصيا

وقال خزيمة بن ثابت الانصاري ذوالشهادتين وكان بدريا في يوم الجمل أيضا :

ليس بين الانصار في حجمة الح

رب (٢) وبين العداة إلا الطعان

وقراع الكماة بالقضب البي

ض إذا ما تحطم المران (٣)

فادعها تستجب فليس من الخز

رج والاوس يا علي جبان

يا وصي النبي قذ أجلت الحرب

الاعادي وسارت الاطعان

واستقامت الك الامور سوى الشا

م وفي الشام تظهر الاضغان

____________________

(١) في النسخ : أنت حرب أحزمت نيرانها.

(٢) في النسخ : في زحمة الحرب.

(٣) في النسخ : اذا ما يحطم المران.

٢٢

حسبهم ما رأوا وحسبك منا

هكذا نحن حيث كنا وكانوا

وقال خزيمة أيضا في يوم الجمل :

أعائش خلي عن علي وعيبه

بما ليس فيه إنما أنت والده

وصي رسول الله من دون أهله

وأنت على ما كان من ذاك شاهده (١)

وقال ابن بديل بن ورقاء الخزاعي يوم الجمل أيضا :

يا قوم للخطة العظمى التي حدثت

حرب الوصي وماللحرب من آسي

الفاصل الحكم بالتقوى إذا ضربت

تلك القبائل أخماسا لاسداس

وقال عمروبن احيحة يوم الجمل في خطبة الحسن بن علي عليه‌السلام بعد خطبة عبدالله بن الزبير :

حسن الخير يا شبيه أبيه

قمت فينا مقام خير خطيب

قمت بالخطبة التي صدع الله

بها عن أبيك أهل العيوب

وكشفت القناع فاتضح الام

رو أصلحت فاسدات القلوب

لست كابن الزبير لجلج في القو

ل وطأطأعنان قيل مريب (٢)

وكشفت القناع فاتضح الام

رو أصلحت فاسدات القلوب

وأبى الله أن يقوم بما قام

به ابن الوصي وابن النجيب

إن شخصا بين النبي لك الخي

ر وبين الوصي وغير مشوب

وقال زحربن قيس الجعفي يوم الجمل أيضا :

أضربكم حتى تقروا لعلي

خير قريش كلها بعد النبي

من زانه الله وسماه الوصي

إن الولي حافظ ظهر الولي

كما الغوي تابع أمر الغوي

____________________

(١) في المصدر بعد ذلك :

وحسبك منه بعض ما تعلمينه

ويكفيك لولم تعلمى غير واحده

اذا قيل ما ذاعبت منه رميته

بخدل ابن عفان وما تلك آبده

وليس سماء الله قاطرة دما

لذاك وما الارض الفضاء بمائده

(٢) في المصدر : فسل مريب. والفسل : الضعيف الذى لامروءة له ولاجلد.

٢٣

ذكر هذه الاشعار والاراجيز بأجمعها أبومخنف لوط بن يحيى في كتاب وقعة الجمل وأبومخنف من المحدثين وممن يرى صحة الامامة بالاختيار (١) ، وليس من الشيعة ولامعدودا من رجالها.

ومما رويناه من أشعار صفين التي تتضمن تسميته عليه‌السلام بالوصي ما ذكره نصر بن مزاحم بن يسار المنقري في كتاب صفين وهو من رجال الحديث أيضا ، قال نصر بن مزاحم : قال زحربن قيس الجعفي :

فصلى الا له على أحمد

رسول المليك تمام النعم

رسول المليك ومن بعده

خليفتنا القائم المدعم

عليا عنيت وصي النبي

تجالد عنه غواة الامم

قال نصر ومن الشعر المنسوب إلى الاشعث بن القيس :

أتانا الرسول رسول الانام

فسر بمقدمه المسلمونا

رسول الوصي وصي النبي

له السبق والفضل في المؤمنينا

ومن الشعر المنسوب إلى الاشعث أيضا :

أتانا الرسول رسول الوصي

علي المهذب من هاشم

وزير النبي وذي صهره

وخير البرية والعالم

وقال نصر بن مزاحم : ومن شعر أميرالمؤمنين عليه‌السلام في صفين :

يا عجبا لقد سمعت منكرا

كذبا على الله يشيب الشعرا

ما كان يرضى أحمدلوا خبرا

أن يقرنوا وصيه والابترا

شان الرسول واللعين الاخزرا

إني إذا الموت دنا وحضرا (٢)

شمرت ثوبي ودعوت قنبرا

قدم لوائي لاتؤخر حذرا

____________________

(١) اى باختيارالامة.

(٢) الاخزر : من ضافت عيناه

٢٤

لايدفع الحذار ما قدقدرا

لوأن عندي يا ابن حرب جعفرا

أو حمزة القرم الهمام الازهرا

رأت قريش نجم ليل ظهرا (١)

وقال جرير بن عبدالله البجلي : كتبت بهذا الشعر إلى شرجيل (٢) بن السمط الكندي رئيس الثمانية من أصحاب معاوية :

نصحتك يا ابن السمط لا تتبع الهوى

فمالك في الدنيا من الدين من بدل

ولا تك كالمجري إلى شر غاية

فقد خرق السربال واستونق الجمل

مقال ابن هند في علي عضيهة

ولله في صدر ابن أبي طالب أجل (٣)

وماكان إلا لازما قعر بيته

إلى أن أتى عثمان في بيته الاجل

وصي رسول الله من دون أهله

وفارسه الحامي به يضرب المثل

وقال النعمان بن عجلان الانصاري.

كيف التفرق والوصي إمامنا؟

لا ، كيف إلا حيرة وتخاذلا

لاتسفهن عقولكم لا خير فيم

ن لم يكن عند البلابل عاقلا

وذروا معاوية الغوي وتابعوا

دين الوصي لتحمدوه آجلا

وقال عبدالله بن ذويب الاسلمي (٤) :

ألا أبلغ معاوية بن حرب

فمالك لا تهش إلى الضراب

فإن تسلم وتبقى الدهر يوما

يذرك بجحفل عدد التراب (٦)

يقودهم الوصي إليك حتى

يردك عن ضلال وارتياب

وقال المغيرة بن الحارث بن عبدالمطلب :

يا عصبة الموت صبرا لا يهولكم

جيش بن حرب فإن الحق قد ظهرا

____________________

(١) القرم : السيدالعظيم.

(٢) أقول : في النسنح كتب بهذا الشعر إلى وهو تصحيف (ب).

(٣) في المصدر : شرجيل بن السمط الكندى رئيس اليمامة. وفي (ت) شرجيل بن سعد وفيه وفي (م) : رئيس اليمانية.

(٤) العضيهة : البهتان والكلام القبيح. (٥) في المصدر : عبدالرحمان بن ذويب الاسلمى.

(٦) الجحفل : الجيش الكثير.

٢٥

وأيقنوا أن من أضحى يخالفكم

أضحى شقيا وأمسى نفسه خسرا

فيكم وصي رسول الله قائدكم

وصهره وكتاب الله قد نشرا

وقال عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب :

وصي رسول الله من دون أهله

وفارسه إن قيل هل من منازل

فدونكه إن كنت تبغي مهاجرا

أشم كنصل السيف غير حلاحل (١)

والاشعار التي تتضمن هذه اللفظة كثيرة جدا ، ولكنا ذكرنا منها ههنا بعض ما قيل في هاتين الحربين ، فأما ما عداهما فإنه يجل عن الحصر ويعظم عن الاحصاء والعد ، ولو لا خوف الملالة والاضجار لذكرنا من ذلك ما يملا أوراقا كثيرة ، انتهى كلام ابن أبي الحديد (٢).

٥٧

( باب )

* ( في أنه عليه‌السلام مع الحق والحق معه وأنه يجب طاعته على ) *

* ( الخلق وأن ولايته ولاية الله عزوجل ) *

١ ـ قب : عن الباقرين عليهما‌السلام في قوله : « والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل إليك (٣) » علي بن أبي طالب. وفي قراءة ابن مسعود : والذي أنزل عليك الكتاب ، هو الحق. ومن يؤمن به : يعني علي بن أبي طالب يؤمن به « ومن الاحزاب من ينكر بعضه » أنكروا من تأويله ما انزل في علي وآل محمد وآمنوا ببعضه ، وأما المشركون فأنكروا كله.

محمد بن مروان ، عن السدي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في

____________________

(١) الحلاحل بضم اوله : السيد في عشيرته. الشجاع التام.

(٢) شرح النهج ١ : ٧٣٦٩.

(٣) سورة الرعد : ٣٦ وما بعدها ذيلها.

٢٦

قوله تعالى : « أفمن يعلم أنما انزل إليك من ربك الحق (١) » قال : علي « كمن هو أعمى » قال : الاول.

أبوالورد عن أبي جعفر عليه‌السلام « أفمن يعلم أنما انزل إليك من ربك الحق » قال : علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : « يا أيها الناس قد جاء كم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيرا لكم (٢) » يعني بولاية علي « وإن تكفروا » بولايته « فإن لله ما في السماوات والارض ».

الباقر عليه‌السلام « وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن (٣) » يعني بولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام « ومن شاء فليكفر ».

وعنه عليه‌السلام في قوله : « ويستنبؤونك أحق هو (٤) » يسألونك يا محمد : علي وصيك؟ « قل إي وربي » إنه لوصيي. وعنه عليه‌السلام في قوله تعالى : « يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل (٥) » من عادى أميرالمؤمنين « وتكتمون الحق » الذي أمرهم به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في علي عليه‌السلام

زيد بن علي في قوله تعالى : « أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع (٦) » كان علي عليه‌السلام يسأل ولايسأل وقوله تعالى : « ولئن اتبع الحق (٧) » يعني عليا إن لم يكن معصوما؟

الضحاك ، عن ابن عباس في قوله تعالى : « والعصر إن الانسان لفي خسر (٨) »

____________________

(١) سورة الرعد : ١٩.

(٢) سورة النساء : ١٧٠.

(٣) سورة الكهف : ٢٩.

(٤) سورة يونس : ٥٣.

(٥) سورة آل عمران : ٧١.

(٦) سورة يونس : ٣٥.

(٧) سورة المؤمنون : ٧١.

(٨) سورة العصر : ١.

٢٧

يعني أبا جهل « إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات » ذكر علي وسلمان ، ويروى أنه قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في علي « العصر » إلى آخرها ، ابي بن كعب نزلت « والعصر » في أميرالمؤمنين عليه‌السلام وأعدائه ، بيانه « إلا الذين آمنوا » لقوله : « إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا (١) » الآية وقوله : « وعملوا الصالحات » لقوله تعالى : « ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة (٢) » وقوله : « وتواصوا بالحق » لقوله : الحق مع علي وعلي مع الحق « وتواصوا بالصبر » لقوله : « والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس (٣) ».

وأخبرنا الحداد ، عن أبي نعيم بإسناده قال ابن عباس : « وتواصوا بالصبر » علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

تفسير الثمالي في قوله تعالى : « طسم تلك آيات الكتاب (٤) » إن من الآيات : مناديا ينادي من السماء في آخر الزمان : ألا إن الحق مع علي وشيعته.

مسند أبي يعلى عبدالرحمان بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال : مر علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : الحق مع ذا الحق مع ذا. وسئل أبوذر عن اختلاف الناس عنه ، فقال : عليك بكتاب الله والشيخ علي بن أبي طالب عليه‌السلام فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : علي مع الحق والحق معه وعلى لسانه ، والحق يدور حيثمادار علي.

وسلم محمدبن أبي بكر يوم الجمل على عائشة فلم تكلمه ، فقال : أسألك بالله الذي لا إله إلاهو ألاسمعتك تقولين : الزم علي بن أبي طالب فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول : الحق مع علي وعلي مع الحق لا يفترقان حتى يردا علي الحوض؟ قالت : بلى قد

____________________

(١ و ٢) سورة المائدة : ٥٥. وهذا من أحسن التفسير وأتقنه : فان القرآن. يفسر بعضه بعضا ، فقوله : « والذين آمنوا) في سورة العصر من قوله : « الا الذين آمنوا) وكذا قوله : « ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة) يفسر قوله (وعملوا الصالحات) وكذا الكلام فيما بقى.

(٣) سورة البقرة : ٣٧٧.

(٤) سورة الشعراء : ١. القصص : ١.

٢٨

سمعت ذلك منه صلى‌الله‌عليه‌وآله وأتى عبدالله ومحمد ابنا بديل إلى عائشة وناشداءا بذلك فاعترفت.

وقد ذكر السمعاني في فضائل الصحابة إلا أنه قال : علي مع الحق ووالحق مع علي ، الخبر.

اعتقاد أهل السنة روى سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله علي مع الحق و الحق مع علي والحق يدور حيثما دار علي. وروى عبيدالله بن عبدالله حليف بني امية أن معاوية قال لسعد : أنت الذي لاتعرف حقنا من باطل غيرنا فتكون معنا أو علينا ، فجرى بينهما كلام فروى سعد هذا الخبر ، فقال معاوية : لتجيئني بمن سمعه معك أولافعلن قال : ام سلمة ، فدخلوا عليها ، قالت : صدق ، في بيتي قاله. وروى مالك بن جعونة العرني نحو هذا.

الخطيب في تاريخه عن ثابت مولى أبي ذر قال : دخلت على ام سلمة فرأيتها تبكي وقالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : علي مع الحق والحق مع علي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة.

الاصبغ سمعت أميرالمؤمنين عليه‌السلام يقول : ويل لمن جهل معرفتي ولم يعرف حقي ، ألا إن حقي هو حق الله ، ألا إن حق الله هو حقي.

واستدلت المعتزلة بهذا الخبر في تفضيل علي عليه‌السلام وقالت الامامية : ظاهر الخبر يقتضي عصمته ووجوب الاقتداء به ، لانه صلى‌الله‌عليه‌وآله لايجوز أن يخبر على الاطلاق بأن الحق معه والقبيح (١) جائز وقوعه منه ، لانه إذا وقع كان الخبر كذبا وذلك لا يجوز عليه (٢).

٢ ـ قب : مجاهد قال أبوذر قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي من أطاعك فقد أطاعني ومن أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاك فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى الله.

السمعاني في فضائل الصحابة قال أبوذر قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لاتضادوا عليا فتكفروا ولا تفضلوا عليه فترتدوا.

____________________

(١) الواو حالية فلاتغفل.

(٢) مناقب آل ابى طالب ١ : ٥٥١ ٥٥٣.

٢٩

أبوذر وابن عمر قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من فارق عليا فقد فارقني ومن فارقني فقد فارق الله ، وفي رواية ابن عمر : يا علي من خالفك فقد خالفني ومن خالفني فقد خالف الله (١).

٣ ـ فض : بالاسناد يرفعه إلى سلمان وأبي ذر والمقداد أنهم أتاهم رجل مسترشد في زمان خلافة عمربن الخطاب وهو رجل من أهل الكوفة ، فجلس لديهم مسترشدا ، فقالوا عليك بكتاب الله فالزمه وعليك بعلي بن أبي طالب فإنه مع الكتاب لايفارقه ، فإنا نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إن عليا مع الحق والحق معه ، يدور كيفما داربه ، فإنه أول من آمن بالله ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الاكبر والفاروق بين الحق والباطل ، وهو وصيي وخليفتي في امتي من بعدي ، ويقاتل على سنتي ، فقال لهم الرجل : مابال الناس يسمون أبابكر الصديق وعمر الفاروق؟ فقالوا له الناس : تجهل حق علي؟! كما جهلا خلافة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جهلا حق أميرالمؤمنين عليه‌السلام وما هما لهما باسم لانهما اسم غيرهما ، والله إن عليا هو الصديق الاكبر و الفاروق الازهر ، وإنه خليفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإنه أميرالمؤمنين أمرنا وأمرهم به رسول الله فسلمنا إليه جميعا وهما معا بإمرة المؤمنين (٢).

[ ٤ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن ابن عقدة ، عن علي بن رجاء بن صالح ، عن حسن بن حسين العرني ، عن خالد بن مختار ، عن الحارث بن حصيرة ، عن القاسم بن جندب الازدي ، عن انس بن مالك قال : كنت خادما للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فكان إذا ذكر عليا رأيت السرور في وجهه ، إذ دخل عليه رجل من ولد عبدالمطلب فجلس فذكر علياعليه‌السلام فجعل ينال منه وجعل وجه النبي يتغير ، فما لبث أن دخل علي عليه‌السلام فسلم ، فرد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال : علي والحق معا هكذا وأشار بإصبعيه لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، يا علي حاسدك حاسدي وحاسدي حاسد الله وحاسد الله في النار (٣) ].

____________________

(١) مناقب آل أبى طالب : ٢ : ٦.

(٢) الروضة : ٢٥. وتوجد الرواية في الفضائل ايضا : ١٥٣.

(٣) امالى ابن الشيخ : ٤١.

٣٠

٥ ـ ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى ، عن عبدالرحمان ، عن أبيه عن حبيب بن أبي العالية ، عن مجاهد ، عن نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من فارقني فقد فارق الله و من فارق عليا فقد فارقني (١).

كشف : من مناقب الخوارزمي عن أبي ذر مثله (٢).

٦ ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن يعقوب بن يوسف ، عن أحمد بن حمدان عن مختار التمار ، عن أبي حيان ، عن أبيه ، عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من تولى عليا فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى الله عزوجل (٣).

٧ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن أحمد بن محمد بن سليمان ، عن أحمد بن عبدالله بن يزيد ، عن محمد بن حارث ، عن محمد بن مسلم الطائفي ، عن إبراهيم بن ميسرة ، عن عطاء بن أبي رياح ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام حين خلفه : أما ترضى أن يكون عدوك عدوي وإن عدوي عدو الله ووليك ولييي ووليي ولي الله؟ (٤).

٨ ـ بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن محمد بن الفضل الواعظ عن أبي جعفر الهاشمي ، عن محمد بن يونس الكريمي ، عن عبدالعزيز بن الخطاب عن علي بن هاشم ، عن محمد بن رافع ، عن أبي عبيد بن محمد بن عمار بن ياسر ، عن أبيه ، عن جده عمار قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب ، من تولاه فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى الله ، ومن أحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله عزوجل (٥).

٩ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن جده ، عن الصدوق ، عن ابن إدريس ، عن أبيه ، عن أبي هاشم ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن ابن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ولاية علي بن أبي طالب ولاية الله عزوجل ، وحبه عبادة الله ، واتباعه فريضة

____________________

(١) امالى الشيخ : ١٦٧ و ١٦٨.

(٢) كشف الغمة : ٤١.

(٣) امالى الشيخ : ٢١٤.

(٤) امالى الشيخ : ٣١٠

(٥) بشارة المصطفي : ١٨٤ و ١٨٥ ويوجد مثله بسند آخر في ص ١٩٢.

٣١

الله ، وأولياؤه أولياء الله ، وأعداؤه أعداء الله ، وحربه حرب الله ، وسلمه سلم الله عز و جل (١).

١٠ ـ كشف : نقلت من المناقب للخوارزمي عن أبي ليلى قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سيكون من بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب ، فإنه الفاروق بين الحق والباطل.

ومنه عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من فارق عليا فارقني ومن فارقني فارق الله عزوجل.

ومنه عن أبي أيوب الانصاري قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) يقول لعمار بن ياسر : تقتلك الفئة الباغية وأنت مع الحق والحق معك ، يا عمار إذا رأيت عليا سلك واديا وسلك الناس واديا غيره فاسلك مع علي ودع الناس ، إنه لن يدليك في ردى ولن يخرجك من الهدى ، يا عمار إنه من تقلد سيفا أعان به عليا عدوه قلده الله تعالى يوم القيامة وشاحا من در ، ومن تقلد سيفا أعان به عدو علي قلده الله تعالى يوم القيامة وشاحا من نار.

ومن مناقب ابن مردويه عن عبدالرحمان بن أبي سعيد قال : كنا جلوسا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في نفر من المهاجرين ومر علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : الحق مع ذا.

ومنه عن عائشة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الحق مع ذا (٤) ، يزول معه حيثما زال.

ومنه عن أبي ذر عن ام سلمة قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إن عليا مع الحق والحق معه ، لن يزولا حتى يردا علي الحوض.

ومنه عن ام سلمة قالت : كان علي مع الحق (٥) من اتبعه اتبع الحق ومن تركه ترك الحق عهدا معهودا قبل يومه هذا.

____________________

(١) بشارة المصطفى : ١٨٨.

(٢) في المصدر : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٣) الوشاح بضم الواو شبه قلادة من نسيج عريض يرصع بالجوهر تشده المرأة بين عاتقها.

وكشحيها.

(٤) في المصدر : مع على.

(٥) في المصدرو (م) : كان على على الحق.

٣٢

ومنه عن عبيد بن عبدالله الكندي قال : حج معاوية فأتى المدينة وأصحاب النبي متوافرون ، فجلس في حلقة بين عبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر ، فضرب بيده على فخذ ابن عباس ثم قال : أما كنت أحق وأولى بالامر من ابن عمك؟ قال ابن عباس : وبم؟ قال : لاني ابن عم الخليفة المقتول ظلما ، قال : هذا إذا يعني ابن عمر أولى بالامر منك ، لان أبا هذا قتل قبل ابن عمك! قال : فانصاع عن ابن عباس وأقبل على سعد و قال : وأنت يا سعد الذي لم يعرف حقنا من باطل غيرنا فتكون معنا أو علينا ، قال سعد : إني لما رأيت الظلمة قد غشيت الارض قلت لبعيري : « هيخ » فأنخته حتى إذا اسفرت مضيت ، قال : ولله لقد قرأت المصحف يوما بين الدفتين ما وجدت فيه « هيخ » فقال : أما إذا أبيت فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي : أنت مع الحق والحق معك ، قال : لتجيئني بمن سمعه معك أولا فلعن؟ قال : ام سلمة ، قال : فقام وقاموا معه حتى دخلوا على ام سلمة ، قال : فبدأ معاوية فتكلم فقال : يا ام المؤمنين إن الكذابة قد كثرت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعده ، فلا يزال قائل يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما لم يقل ، وإن سعدا روى حديثا زعم أنك سمعته معه ، قالت : فما هو؟ قال : زعم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلي : أنت مع الحق والحق معك ، قالت : صدق في بيتي قاله ، فأقبل على سعد فقال : الآن ألوم ما كنت عندي ، والله لو سمعت هذا من رسول الله مازلت خادما لعلي حتى أموت.

ومنه عن عائشة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الحق مع علي وعلي مع الحق ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

ومنه عن ام سلمة قالت : علي مع الحق من اتبعه اتبع الحق ومن تركه ترك الحق ، عهد معهود قبل موته.

ومنه عنها وقد تقدم مثله قالت : والله إن علي بن أبي طالب لعلى الحق قبل اليوم ، عهدا معهودا وقضاء مقضيا.

ومنه عن أبي البشير (١) عن أبيه قال : كنا عند عائشة فقالت : من قتل الخوارج؟

____________________

(١) في المصدر : عن أبى اليسر.

٣٣

فقلت : علي بن أبي طالب ، (١) فقالت : كذبت ، فقلت : ما كان أغناني يا ام المؤمنين أن تكذبيني ، قال : فدخل مسروق فقالت : من قتل الخوارج؟ فقال : قتلهم علي بن أبي طالب وذكروا اذا الثدية ، فقالت : ما يمنعني أن أقول الذي سمعت من رسول الله ، سمعته يقول ، علي مع الحق والحق معه.

ومنه عن علي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي إن الحق معك والحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك.

ومنه عن أبي رافع أنه دخل رجل على ام سلمة زوجة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبرها بيوم الجمل ، فقالت : إلى أين طار قلبك إذا طارت القلوب مطائرها؟ قال : كنت يا ام المؤمنين مع علي بن أبي طالب عليه‌السلام قالت : أحسنت وأصبت أما إني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول يرد علي الحوض وأشياعه ، والحق معم لا يفارقونه.

ومنه عن أبي رافع أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا أبا رافع كيف أنت وقوم يقاتلون عليا وهو على الحق وهم على الباطل؟ يكون حقا في الله جهادهم ، فمن لم يستطع جهادهم بيده فيجاهدهم بلسانه ، فمن لم يستطع بلسانه فيجاهدهم بقلبه ليس وراء ذلك شئ ، قلت : ادع لي (٢) إن أدركتهم أن يعينني ويقو يني على قتالهم ، فلما بايع الناس علي بن أبي طالب وخالفه معاوية وسار طلحة والزبير إلى البصرة قلت : هؤلاء القوم الذين قال فيهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما قال ، فباع أرضه بخيبر وداره بالمدينة وتقوى بها هو وولده ، ثم خرج مع علي بجميع أهله وولده وكان معه حتى استشهد علي عليه‌السلام فرجع إلى المدينة مع الحسن ولا أرض له بالمدينة ولا دار ، فأقطعه الحسن عليه‌السلام أرضا بينبع (٣) من صدقة علي عليه‌السلام وأعطاه دارا.

ومنه عن أبي موسى الاشعري قال : أشهد أن الحق مع علي عليه‌السلام ولكن مالت الدنيا بأهلها ، ولقد سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول له : يا علي أنت مع

____________________

(١) في المصدر : قتلهم على بن ابى طالب.

(٢) في المصدر : قال : قلت : ادع [ الله ] لى اه.

(٣) ينبع حصن قرية غناء على يمين رضوى لمن كان منحدرا من أهل المدينة إلى البحر على ليلة من رضوى ، وهى لبنى حسن بن على بن أبى طالب ، وفيها عيون عذاب (مراصد الاطلاع ٣ : ١٤٨٥).

٣٤

الحق والحق بعدي معك.

ومنه عن أبي حيان التيمي ، عن أبيه ، عن علي عليه‌السلام أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : رحم الله عليا اللهم أدر الحق معه حيث دار.

ومنه أن عائشة لما عقر جملها ودخلت دارا بالبصرة فقال لها أخوها محمد : انشدك بالله أتذكرين يوم حدثتيني عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : الحق لن يزال مع علي وعلي مع الحق لن يختلفا ولن يفترقا؟ فقالت : نعم.

ومنه عن مسروق قال : سألتني عائشة عن أصحاب النهر عن ذي الثدية فأخبرتها ، فقالت : يا مسروق أتستطيع أن تأتيني باناس ممن شهدوا؟ فأتيتها من كل سبع برجل (١) فشهدوا أنهم رأوه وشهدوه ، فقالت : رحم الله عليا إنه كان على الحق ، ولكني كنت امرأة من الاحماء.

ومنه لما اصيب زيد بن صوحان يوم الجمل أتاه علي عليه‌السلام وبه رمق ، فوقف عليه وهو لما به ، فقال : رحمك الله يا زيد فو الله ما عرفتك إلا خفيف المؤونة كثير المعونة ، قال : فرفع رأسه إليه فقال : وأنت فرحمك الله فوالله ماعرفتك إلا بالله عالما وبآياته عارفا ، والله ما قاتلت معك من جهل ولكني سمعت حذيفة بن اليمان يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : علي أميرالبررة وقاتل الفجرة ، منصورمن نصره ، مخذول من خذله ، ألا وإن الحق معه يتبعه ، ألا فميلوا معه.

ومنه عن ام سلمة رضي‌الله‌عنها قالت : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : علي مع القرآن والقرآن معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض.

ومنه عنها قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : علي مع القرآن والقرآن مع علي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

وبالاسناد : لن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة.

ومنه قال شهر بن حوشب : كنت عند ام سلمة فسلم رجل فقيل : من أنت؟ قال :

____________________

(١) أى من كل محلة من محلاتها السبع برجل.

٣٥

أنا أبوثابت مولى أبي ذر ، قالت : مرحبا بأبي ثابت ادخل ، فدخل فرحبت به وقالت : أين طار قلبك حين طارت القلوب مطائرها؟ قال : مع علي بن أبي طالب عليه‌السلام قالت : وفقت والذي نفس ام سلمة بيده ، إني لسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : علي مع القرآن والقرآن مع علي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ولقد بعثت ابني عمرو ابن أخي عبدالله بن أبي امية وأمرتهما أن يقاتلا مع علي من قاتله ، ولولا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمرنا أن نقر في حجالنا وفي بيوتنا لخرجت حتى أقف في صف علي (١).

ومن صحيح الترمذي بالاسناد إلى حسين بن سعيد الساعدي الترمذي : رحم الله عليا اللهم أدر الحق معه حيث دار (٢)

بيان : انصاع : انفتل راجعا مسرعا. وقال الفيروزآبادي : هيخ بالكسر يقال : عند إناخة البعير (٣). وقوله : « ماوجدت فيه هيخ » أي لا يظهر في القرآن التوقف وترك القتال ، ويحتمل أن يكون قال ذلك على سبيل الاستهزاء. والاحماء : جمع الحمو وهو قريب الزوج أو الزوجة ، وجمع الحميم أيضا ، والاول لا يناسب المقام إلا بتجوز.

أقول : روى السيد حديث زيد بن صوحان من مناقب ابن مردويه بإسناده ، عن الاصبغ بن نباتة (٤).

١١ ـ فض ، يل : بالاسناد إلى حسين بن سعيد الساعدي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله يبغض من عباده المائلين عن الحق ، والحق مع علي وعلي مع الحق ، فمن استبدل بعلي غيره هلك وفاتته الدنيا والآخرة.

١٢ ـ كشف : من كتاب كفاية الطالب عن ابن أبي ليلى الغفاري قال : سمعت

____________________

(١) كشف الغمة ٤١ ٤٣.

(٢) كشف الغمة : ٨٥. وفيه وكذا في (ت) : ومن صحيح الترمذى : اللهم أدر الحق اه.

(٣) القاموس ، ١ : ٢٧٣.

(٤) راجع الطرائف : ٢٥.

(٥) لم نجده في المصدرين.

٣٦

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (١) : ستكون بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب ، فإنه أول من يراني (٢) وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو معي في السماء العلياء وهو الفاروق بين الحق والباطل ، قال : هذا حديث حسن عال رواه الحافظ في أماليه (٣)

١٣ ـ بشا : محمدبن علي ، عن أبيه ، عن جده عبدالصمد ، عن محمد بن القاسم الفارسي ، عن محمد بن يحيى بن زكريا ، عن أحمد بن يعقوب بن عبدالجبار ، عن يعقوب ابن يوسف بن عاصم ، عن عبدالله الحسين بن الحكم ، عن الحسين بن الحسين الانصاري عن علي بن الحسن ، عن الاعمش ، عن إبراهيم بن علقمة والاسود قالا : أتينا أبا أيوب الانصاري فقلنا : يا أبا أيوب إن الله عزوجل أكرمك بنبيك حيث كان ضيفا لك صلى‌الله‌عليه‌وآله فضيلة من الله عزوجل فضلك بها ، فأخبرنا عن مخرجك مع علي تقاتل أهل لا إله إلا الله ، فقال أبوأيوب : فإني اقسم لكم بالله عزوجل لقد كان رسول الله (ص) معي في هذا البيت الذي أنتم معي فيه وما في البيت غير رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله معي وعلي جالس عن يمينه وأنا جالس عن يساره وأنس بن مالك قائم بين يديه ، إذ حرك الباب ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أنس انظر من بالباب؟ فخرج أنس فنظر فإذا هو عمار ابن ياسر ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اقتح لعمار الطيب ، فدخل عمار فسلم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فرحب به ، ثم قال له : يا عمار إنه سيكون بعدي في امتي هناة (٤) حتى يختلف السيف فيما بينهم وحتى يقتل بعضهم بعضا وحتى يتبرأ بعضهم من بعض ، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الاصلع عن يميني يعني علي بن أبي طالب عليه‌السلام فإن سلك الناس كلهم واديا وسلك علي واديا فاسلك وادي علي وخل عن الناس ، يا عمار إن عليا لا يردك عن هدي ولا يدلك على ردي ، يا عمار طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله عزوجل (٥).

____________________

(١) في المصدر : سمعت رسول الله يقول.

(٢) في المصدر : أول من آمن بى (يرانى ظ).

(٣) كشف الغمة : ١١٣.

(٤) الهناة : الداهية.

(٥) بشارة المصطفى : ١٧٨.

٣٧

١٤ ـ يف : روى أبوبكر محمدبن الحسن الآجري تلميذ أبي بكر ولد أبي داود السجستاني في الجزء الثاني من كتاب الشريعة بإسناده إلى علقمة بن زيد (١) والاسود ابن يزيد مثله ثم قال : وروى العبدري في الجمع بين الصحاح الستة في الجزء الثالث في باب مناقب علي عليه‌السلام من صحيح البخاري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : رحم الله عليا اللهم أدر الحق معه حيث دار.

ومن ذلك ما رواه أبوبكر أحمد بن موسى بن مردويه في كتاب المناقب من عدة طرق فمنها بإسناده إلى محمد بن أبي بكر قال : حدثتني عائشة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الحق مع علي وعلي مع الحق لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

ومنها في كتاب المناقب أيضا لابن مردويه بإسناده إلى أبي ثابت مولى أبي ذر عن ام سلمة قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : علي مع القرآن والقرآن معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض.

وذكر الخطيب في تاريخه ما يدل على أن علقمة والاسود كررا معاتبة أبي أيوب على نصرته لعلي عليه‌السلام فزادهما أيضا حال عذره بما كان سمعه من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال الخطيب : إن العلقمة والاسود أتيا أبا أيوب الانصاري عند منصرفه من صفين فقالا له يا أبا أيوب إن الله أكرمك بنزول محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله في بيتك وبمجئ ناقته تفضلا من الله تعالى وإكراما لك حتى أناخت ببابك دون الناس جميعا ، ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب أهل لا إله إلا الله؟ فقال : يا هذا إن الرائد (٢) لا يكذب أهله ، إن رسول الله أمرنا بقتال ثلاثة مع علي : بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، فأما الناكثون فقد قاتلناهم وهم أهل الجمل وطلحة والزبير ، وأما القاسطون فهذا منصرفنا عنهم يعني معاوية وعمرو بن العاص وأما المارقون فهم أهل الطرفاوات وأهل السقيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات ، والله ما أدري أين هم ولكن لابد من قتالهم إن شاء الله. ثم قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعمار : تقتلك الفئة الباغية وأنت إذ ذاك مع الحق والحق معك

____________________

(١) في المصدر : علقمة بن قيس.

(٢) الرائد : الجاسوس الرسول الذى يرسله القوم لينظر لهم مكاناينزلون فيه.

٣٨

يا عمار إن رأيت عليا قد سلك واديا وسلك الناس كلهم واديا فاسلك مع علي فإنه لن يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى ، يا عمار من تقلد سيفا وأعان به عليا على عدوه قلده الله يوم القيامة وشاحين من در ، ومن تقلد سيفا أعان به عدو علي قلده الله تعالى يوم القيامة وشاحين من نار ، قلنا : يا هذا حسبك يرحمك الله حسبك يرحمك الله (١).

أقول : روى ابن بطريق في المستدرك من كتاب الفردوس بالاسناد عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : رحم الله عليا ، اللهم أدر الحق معه حيث دار (٢).

ومن كتاب فضائل الصحابة بالاسناد عن أصبغ بن نبابة ، عن محمد بن أبي بكر ، عن عائشة قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : علي مع الحق والحق مع علي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (٣).

وروى العلامة في كشف الحق (٤) عن الجمع بين الصحاح الستة ومناقب ابن مرديه وغيرهما من كتب المخالفين مثل مامر.

١٥ ـ ما : بإسناد أخي دعبل ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي بن أبي طالب محنة للعالم ، به يميز الله المنافقين من المؤمنين (٥).

١٦ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن علي بن شاذان ، عن الحسن بن محمد ابن عبدالواحد ، عن حسن بن حسين ، عن يحيى بن يعلى ، عن عمر بن موسى ، عن زيد بن علي ، عن آبائه صلوات الله عليهم ، عن علي عليه‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : أما إنك (٦) المبتلى والمبتلى بك ، أما إنك الهادي لمن اتبعك ، ومن خالف طريقك ضل إلى يوم القيامة (٧).

١٧ ـ لى : القطان ، عن عباس بن الفضل ، عن جعفر بن محمد بن هارون ، عن عزرة القطان ، عن مسعود الخلادي ، عن تليد ، عن أبي الحجاف ، عن أبي إدريس ، عن

____________________

(١) الطرائف : ٢٤ و ٢٥.

(٢ و ٣) مخطوطان.

(٤) ج ١ ص ١٠٦.

(٥) أمالى الشيخ : ٢٣١.

(٦) في المصدر : يا على أما انك ا ه.

(٧) امالى الشيخ : ٣١٨. وفيه : فقد ضل.

٣٩

مجاهد ، عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لي : يا علي من فارقك فقد فارقني ومن فارقني فقد فارق الله عزوجل (١).

١٨ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن علي بن موسي ، عن أحمد بن ميثم ، عن جده الفضل بن دكين ، عن موسى بن قيس ، عن سلمة بن كهيل ، عن عباس بن عياض (٢) وكان من خيار أهل القبلة عن مالك بن جعونة ، عن ام سلمة رضي‌الله‌عنها قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول وهو آخذ بكف علي : الحق مع علي يدور معه حيث دار (٣).

بيان : كونه صلوات الله عليه مع الحق وأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالكون معه يدل على عصمته كما مر ، وقد تواترت الاخبار من طرق الخاصة والعامة بأن أميرالمؤمنين عليه‌السلام كان شاكيا عمن تقدمه ولم يكن راضيا بفعالهم ، وقد أثبتنا ذلك في كتاب الفتن ، فثبت عدم كونهم على الحق ، وأما تواتر الخبر وصحته فقد اعترف به أكثر المخالفين أيضا ، قال عبدالحميد بن أبي الحديد في قول أميرالمؤمنين عليه‌السلام « إن الائمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لاتصلح على من سواهم (٤) ولا تصلح الولاة من غيرهم » قال : فإن قلت : إنك شرحت هذا الكتاب على مذاهب المعتزلة (٥) فما قولك في هذا الكلام وهو تصريح بأن الامامة لا تصلح من قريش إلا في بني هاشم خاصة وليس ذلك بمذهب المعتزلة (٦)؟ قلت : هذا الموضع مشكل وفيه نظر (٧) ، وإن صح أن عليا قاله قلت كما قال ، لانه ثبت عندي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إنه مع الحق وأن الحق يدور معه حيثما دار (٨).

____________________

(١) امالى الصدوق : ٣٣٠.

(٢) في المصدر : عن عياض بن عياض.

(٣) امالى الشيخ : ٣٠٥. وفيه : الحق بعدى اه :

(٤) في المصدر : لاتصلح على ما سواهم.

(٥) في المصدر : على قواعد المعتزلة واصولهم.

(٦) في المصدر : بمذهب للمعتزلة لا متقدميهم ولا متأخريهم

(٧) في المصدر : ولى فيه نظر.

(٨) شرح النهج ٢ : ٦٣٤.

٤٠