بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : رأيت أبابكر يكثر النظر إلى وجه علي فقلت (١) : يا أبة أراك تكثر النظر إلى وجه علي عليه‌السلام فقال : يا بنية سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : النظر إلى وجه علي عبادة.

وعنه ، عن عبدالواحد بن علي البزاز ، عن عبدالله بن إبراهيم ، عن أحمد بن الحسين عن عبدالرزاق مثله.

وعنه ، عن أبي البكرات محمد بن علي الواسطي ، عن علي بن محمد الصيدلاني يرفعه إلى عمران بن الحصين عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله.

وعنه ، عن عبدالوهاب بن محمد بن موسى ، عن عبدالله بن محمد بن أحمد ، عن عمران ابن البختري (٢) ، عن أبي العوف الزهري ، عن كثير بن هشام ، عن جعفر بن برقان قال : بلغني أن عائشة كانت تقول : زينوا مجالسكم بذكر علي عليه‌السلام (٣).

٦٥

( باب )

* ( أنه صلوات الله عليه سبق الناس في الاسلام والايمان والبيعة ) *

* ( والصلوات زمانا ورتبة وأنه الصديق والفاروق وفيه كثير ) *

* ( من النصوص والمناقب ) *

١ ـ قب : أبوعبدالله المرزباني وأبو نعيم الاصفهاني في كتابيهما فيما نزل من القرآن في علي عليه‌السلام والنطنزي في الخصائص عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وروى أصحابنا عن الباقر عليه‌السلام ، في قوله تعالى : « واركعوا مع الراكعين (٤) نزلت في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام وهما أول من صلى وركع.

____________________

(١) في المصدر : فقلت له.

(٢) في المصدر : عن محمد بن عمران البخترى.

(٣) العمدة : ١٩١ و ١٩٢.

(٤) سورة البقرة : ٤٣.

٢٠١

المرزباني ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله : « والذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون (١) » نزلت في علي خاصة ، وهو أول مؤمن وأول مصل بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

تفسير السدي عن قتادة ، عن عطاء ، عن ابن عباس في قوله تعالى : « إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك (٢) » فأول من صلى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

تفسير القطان عن وكيع ، عن سفيان ، عن السدي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله : « يا أيها المدثر (٣) » يعني محمدا ادثر بثيابه « قم فأنذر » أي فصل وادع علي ابن أبي طالب إلى الصلاة معك « وربك فكبر » مما تقول عبدة الاوثان.

تفسير يعقوب بن سفيان قال : حدثنا أبوبكر الحميدي ، عن سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي النجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في خبر يذكر فيه كيفية بعثة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال : بينا رسول الله قائم يصلي مع خديجة إذ طلع عليه علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال له ماهذا : يا محمد؟ قال : هذا دين الله ، فآمن به وصدقه ، ثم كانا يصليان ويركعان ويسجدان ، فأبصرهما أهل مكة ففشا الخبر فيهم أن محمدا قد جن! فنزل « ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون (٤) ».

شرف النبي عن الخركوشي قال : وجاء جبرئيل بأعلى مكة وعلمه الصلاة ، فانفجرت من الوادي عين حتى توضأ جبرئيل بن يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وتعلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منه الطهارة ، ثم أمر به عليا عليه‌السلام.

تاريخ الطبري والبلاذري وجامع الترمذي وإبانة العكبري وفردوس الديلمي وأحاديث أبي بكر بن مالك وفضائل الصحابة عن الزعفراني ، عن يزيد بن هارون ، عن شعبة

____________________

(١) سورة البقرة : ٨٢.

(٢) سورة المزمل : ٢٠.

(٣) سورة المدثر : ١.

(٤) سورة القلم : ١ و ٢.

٢٠٢

عن عمرو بن مرة ، عن أبي حمزة ، عن زيد بن ارقم ، ومسند أحمد عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس قالا : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أول من صلى معي علي تاريخ النسوي قال زيد بن أرقم : أول من صلى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علي.

جامع الترمذي ومسند أبي يعلى الموصلي عن أنس ، وتاريخ الطبري عن جابر قالا : بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الاثنين وصلى علي عليه‌السلام يوم الثلثاء.

أبويوسف النسوي في المعرفة وأبوالقاسم عبدالعزيز بن إسحاق في أخبار أبي رافع من عشرين طريقا عن أبي رافع : صلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أول يوم الاثنين ، وصلت خديجة آخر يوم الاثنين ، وصلى علي يوم الثلثاء من الغد.

أحمد بن حنبل في مسند العشرة وفي الفضائل أيضا ، والنسوي في المعرفة ، والترمذي في الجامع ، وابن بطة في الابانة ، روى علي بن الجعد ، عن شعبة ، عن سلمة بن كهيل ، عن حبة العرني قال : سمعت عليا يقول : أنا أول من صلى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ابن حنبل في مسند العشرة وفي فضائل الصحابة أيضا عن سلمة بن كهيل ، عن حبة العرني في خبر طويل أنه قال علي عليه‌السلام : اللهم لا أعترف أن عبدا من هذه الامة عبدك قبلي غير نبيك ثلاث مرات ، الخبر. وفي مسدن أبي يعلى : ما أعلم أحدا من هذه الامة بعد نبيها عبدالله غيري ، الخبر.

الحسين بن علي عليهما‌السلام في قوله : « تراهم ركعا سجدا (١) » نزلت في علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

وروى جماعة أنه نزل فيه « الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (٢) ».

تفسير القطان قال ابن مسعود : قال علي عليه‌السلام : يا رسول الله ما أقول في السجود في الصلاة؟ فنزل « سبح اسم ربك الاعلى (٣) » قال : فما أقول في الركوع؟ فنزل « فسبح باسم ربك العظيم (٤) » فكان أول من قال ذلك ، وأنه صلى قبل الناس كلهم سبع سنين

____________________

(١) سورة الفتح : ٢٩.

(٢) سورة المائدة : ٥٥.

(٣) سورة الاعلى : ١.

(٤) سورة الواقعة : ٧٤ و ٩٦.

٢٠٣

وأشهرا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وصلى مع المسلمين أربع عشرة سنة ، وبعد النبي ثلاثين سنة ابن فياض في شرح الاخبار عن أبي أيوب الانصاري قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : لقد صلت الملائكة علي وعلى علي بن أبي طالب سبع سنين ، وذلك أنه لم يؤمن بي ذكر قبله ، وذلك قول الله : « الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الارض (١) ».

وفي رواية زياد بن المنذر عن محمد بن علي ، عن أميرالمؤمنين عليهم‌السلام لقد مكثت الملائكة سنين لا تستغفر إلا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولي ، وفينا نزلت « والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا ربنا » إلى قوله : « الحكيم (٢) ».

وروى جماعة عن أنس وابي أيوب وروى شيرويه في الفردوس عن جابر قالوا : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لقد صلت الملائكة علي وعلى علي بن أبي طالب سبع سنين قبل الناس ، و ذلك أنه كان يصلي ولا يصلي معنا غيرنا. وفي رواية : لم يصل فيها غيري وغيره. وفي رواية : لم يصل معي رجل غيره.

سنن ابن ماجة وتفسير الثعلبي عن عبدالله بن أبي رافع عن أبيه أن عليا صلى مستخفيا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سبع سنين وأشهرا.

تاريخ الطبري وابن ماجة قال عباد بن عبدالله : سمعت عليا يقول (٣) : أنا عبدالله وأخو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا الصديق الاكبر ، لا يقولها بعدي إلا كاذب مفتر ، صليت مع رسول الله سبع سنين.

____________________

(١ و ٢) وقع الخلط في هذه الايات ، والظاهر أنه من الناسخين ، وما في المصحف الشريف كذلك : (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم * ربنا وأدخلهم جنات عدن التى وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم انك أنت العزيز الحكيم) المؤمن : ٧ و ٨. والاخرى (والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الارض) الشورى : ٥.

(٣) في المصدر : قال.

٢٠٤

مسندي أحمد وأبي يعلى قال حبة العرني : قال علي عليه‌السلام : صليت قبل أن يصلي الناس سبعا.

الحميري :

ألم يصل علي قبلهم حججا

ووحدالله رب الشمس والقمر؟

وهؤلاء ومن في حزب دينهم

قوم صلاتهم للعود والحجر

وله :

وكفاه بأنه سبق النا

س بفضل الصلاة والتوحيد

حججا قبلهم كوامل سبعا

بركوع لديه أو بسجود

وله :

أليس علي كان أول مؤمن

وأول من صلى غلاما ووحدا؟

فما زال في سريروح ويغتدي

فيرقى ثبيرا أو حراء مصعدا

يصلي ويدعو ربه فيهما مع الم

صطفى مثنى وإن كان أوحدا (١)

سنين ثلاثا بعد خمس وأشهرا

كوامل صلى قبل أن يتمردا

وهو أول من صلى القبلتين : صلى إلى بيت المقدس أربع عشرة سنة ، والمحراب الذي كان النبي يصلي ومعه علي وخديجة معروف ، وهو على باب مولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في شعب بني هاشم ، وقد روينا عن الشيرازي ما رواه عن ابن عباس في قوله : « والسابقون الاولون (٢) » نزلت في أميرالمؤمنين عليه‌السلام سبق الناس كلهم بالايمان وصلى القبلتين وبايع البيعتين.

الحميري :

وصلى القبلتين وآل تيم

وإخوتها عدي جاحدونا

وصلى (٣) إلى الكعبة تسعا وثلاثين سنة ، تاريخ الطبري بثلاثة طرق ، وإبانة

____________________

(١) في المصدر : (يصلى ويدعو ربه فهما به) وفي (م) و (د) : (يصلى ويدعو ربه فهما مع).

(٢) سورة التوبة : ١٠٠.

(٣) عطف على قوله : صلى إلى بيت المقدس.

٢٠٥

العكبري من أربعة طرق ، وكتاب المبعث عن محمد بن إسحاق ، والتاريخ النسوي (١) ، و تفسير الثعلبي ، وكتاب الماوردي ، ومسند أبي يعلى الموصلي ويحيى بن معين ، وكتاب أبي عبدالله محمد بن زياد النيسابوري ، عن عبدالله بن أحمد بن حنبل بأسانيدهم ، عن ابن مسعود وعلقمة البجلي وإسماعيل بن أياس بن عفيف ، عن أبيه ، عن جده أن كل واحد منهم قال : رأى عفيف (٢) أخو الاشعت بن قيس الكندي شابا يصلي ، ثم جاء غلام فقام عن يمينه ، ثم جاءت امرأة فقامت خلفهما ، فقال للعباس : [ هذا ] أمر عظيم! قال : ويحك هذا محمد وهذا علي وهذه خديجة ، إن ابن أخي هذا حدثني أن ربه رب السماوات و الارض أمر بهذا الدين ، والله ما على ظهر الارض على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة. وفي كتاب النسوي : أنه كان يقول (٣) بعد إسلامه : لو كنت أسلمت يومئذ كنت ثانيا مع علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

وفي رواية محمد بن إسحاق عن عفيف قال : فلما خرجت من مكة إذا أنا بشاب جميل على فرس ، فقال : يا عفيف ما رأيت في سفرك هذا؟ فقصصت عليه ، فقال : [ لقد ] صدقك العباس ، والله إن دينه لخير الاديان وإن امته أفضل الامم ، قلت : فلمن الامر من بعده؟ قال لابن عمه وختنه على بنته ، يا عفيف الويل كل الويل لمن يمنعه حقه.

ابن فياض في شرح الاخبار عن أبي الجحاف (٤) عن رجل أن أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال في خبر : هجم (٥) على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يعني أبا طالب ونحن ساجدان قال : أفعلتماها (٦)؟ ثم أخذ بيدي فقال : انظر كيف تنصره ، وجعل يرغبني في ذلك ويحضني عليه ، الخبر.

____________________

(١) كذا في (ك). وفي غيره من النسخ وكذا المصدر (والتاريخ عن النسوى) والظاهر : و تاريخ النسوى.

(٢) أورد الجزرى ترجمته مع هذه الرواية مفصلة في اسد الغابة ٣ : ٤١٤ و ٤١٥.

(٣) في المصدر : أنه كان عفيف يقول.

(٤) بتقديم المعجمة كما في جامع الرواة ٢ : ٣٧١.

(٥) هجم عليه : انتهى اليه بغتة على غفلة منه.

(٦) كأن هذا القول صدر من أبى طالب اظهارا للسرور والبهجة كما يؤيده ذيله ، فانه لما رآهما يصليان بملاء من الناس فرح وابتهج وقال عند ذلك : أفعلتماها؟ أى الحمد لله على توفيقه لكما بذلك.

٢٠٦

وفي كتاب الشيرازي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما نزل الوحي عليه أتى المسجد الحرام و قام يصلي فيه ، فاجتاز به علي وكان ابن تسع سنين ، فناداه : يا علي إلي أقبل ، فأقبل إليه ملبسيا ، قال : إني رسول الله إليك خاصة وإلى الخلق عامة ، تعال يا علي فقف عن يميني وصل معي ، فقال : يا رسول الله حتى أمضي وأستأذن أبا طالب والدي ، قال : اذهب فإنه سيأذن لك ، فانطلق يستأذن في اتباعه ، فقال : يا ولدي تعلم أن محمدا والله أمين منذ كان ، امض واتبعه ترشد وتفلح وتشهد ، فأتى علي ورسول الله قائم يصلي في المسجد ، فقام عن يمينه يصلي معه ، فاجتاز (١) بهما أبوطالب وهما يصليان ، فقال : يا محمد ما تصنع؟ قال : أعبد إله السماوات والارض ومعي أخي علي يعبد ما أعبد ، يا عم وأنا أدعوك إلى عبادة الله الواحد القهار ، فضحك أبوطالب حتى بدت نواجذه وأنشأ يقول :

والله لن يصلوا إليك بجمعهم

حتى اغيب في التراب دفينا

الابيات.

تاريخ الطبري وكتاب محمد بن إسحاق أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة وخرج معه علي بن أبي طالب عليه‌السلام مستخفيا من قومه ، فيصليان الصلوات فيها ، فإذا أمسيارجعا ، فمكثا كذلك زمانا. ثم روى الثعلبي معهما (٢) أن أبا طالب رأى النبي (ص) وعليا يصليان ، فسأل عن ذلك فأخبره النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن هذا دين الله ودين ملائكته ودين رسله ودين أبينا إبراهيم في كلام له فقال علي : يا أبة آمنت بالله وبرسوله وصدقته بما جاء به وصليت معه لله ، فقال له : أما إنه لا يدعو إلا إلى خير فالزمه (٣).

٢ ـ ضه ، قب : الصادق عليه‌السلام قال : أول جماعة كانت أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يصلي وأميرالمؤمنين عليه‌السلام معه ، إذا مر أبوطالب عليه‌السلام به وجعفر معه ، فقال : يا بني

____________________

(١) اجتاز : مر وعبر.

(٢) أى مع الطبرى ومحمد بن اسحاق.

(٣) مناقب آل أبى طالب ١ : ٢٤٨ ٢٥١.

٢٠٧

صل (١) جناح ابن عمك ، فلما أحس به رسول الله (ص) (٢) تقدمهما ، وانصرف أبوطالب مسرورا وهو يقول :

إن عليا وجعفرا ثقتي

عند ملم الزمان والكرب

والله لا أخذل النبي ولا

يخذله من بني ذو حسب

أجعلهما عرضة العدى وإذا

اترك ميتا أنمي إلى حسبي

لا تخذلا وانصرا ابن عمكما

أخي لامي من بينهم وأبي (٣)

٣ ـ شى : عن ابن مسكان ، عن بعض أصحابه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن امتي عرض علي في الميثاق ، فكان أول من آمن بي علي ، وهو أول من صدقني حين بعثت ، وهو الصديق الاكبر والفاروق يفرق بين الحق والباطل (٤).

[ ٤ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن صالح بن أحمد القيراطي ومحمد بن قاسم المحاربي عن محمد بن تسنيم الوراق ، عن جعفر بن محمد بن حكيم ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن رقبة بن مصقلة بن عبدالله بن خونعة بن حمزة العبدي ، عن أبيه ، عن جده عبدالله قال : قدمنا وفد عبدالقيس في إمارة عمر بن الخطاب ، فسأله رجلان منا عن طلاق الامة ، فقام معهما وقال : انطلقا ، فجاء إلى حلقة فيها أصلع (٥) ، فقال : يا أصلع كم طلاق الامة؟ قال : فأشار (٦) بإصبعيه هكذا يعني اثنتين قال : فالتفت عمر إلى الرجلين فقال : طلاقها اثنتان ، فقال له أحدهما : سبحان الله جئناك وأنت أميرالمؤمنين فسألناك فجئت إلى رجل والله ما كلمك! فقال عمر : ويلك أتدري من هذا؟ هذا علي بن أبي طالب ، سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : لو أن السماوات والارض وضعتا في كفة ووضع إيمان علي في

____________________

(١) يمكن أن يقرأ بالتخفيف والتشديد ، وقد مضت الرواية في باب ايمان ابى طالب ، واستظهر المصنف هناك أن الكلمة بالتخفيف راجع ج ٣٥ : ص ٦٩.

(٢) في روضة الواعظين : فلما أحسه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٣) روضة الواعظين : ٧٦. مناقب آل أبى طالب ١ : ٢٥١. ولم يذكر البيت الثالث في الروضة.

(٤) مخطوط.

(٥) في المصدر : فيها رجل أصلع.

(٦) في المصدر : ما طلاق الامة؟ فأشار له اه.

٢٠٨

كفة لرجح إيمان علي (١) ].

٥ ـ ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عن آبائه عن علي عليهم‌السلام قال : كنت أول الناس إسلاما ، بعث يوم الاثنين وصليت معه يوم الثلاثاء وبقيت معه اصلي سبع سنين حتى دخل نفر في الاسلام ، الخبر (٢).

٦ ـ ل : ابن بندار ، عن مسعدة بن أسمع ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن المنهال بن عمرو ، عن عبادة بن عبدالله ، عن علي عليه‌السلام قال (٣) : أنا عبدالله وأخو رسوله وأنا الصديق الاكبر ، لا يقولها بعدي إلا كذاب ، صليت قبل الناس بسبع سنين (٤).

٧ ـ ل : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام في جواب اليهودي الذي سأل عما فيه من خصال الاوصياء : يا أخا اليهود إن الله عزوجل امتحنني في حياه نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله في سبعة مواطن فوجدني فيهن من غير تزكية لنفسي بنعمة الله له مطيعا ، قال : وفيم وفيم يا أميرالمؤمنين؟ قال : أما أولهن فإن الله عزوجل أوحى إلى نبينا وحمله الرسالة وأنا أحدث أهل بيتي سنا أخدمه في بيته وأسعى بين يديه (٥) في أمره ، فدعا صغير بني عبدالمطلب وكبيرهم إلى الاسلام وشهادة أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله فامتنعوا من ذلك وأنكروه عليه وهجروه ونابذوه واعتزلوه واجتنبوه ، وسائر الناس مقصين له ومخالفين عليه ، قد استعظموا ما أورده عليهم مما لم يحتمله قلوبهم وتدركه عقولهم ، فأجبت رسول الله وحدي إلى ما دعا إليه مسرعا مطيعا موقنا ، لم يتخالجني في ذلك شك ، فمكثنا بذلك ثلاث حجج وما على وجه الارض خلق يصلي أو يشهد لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بما آتاه الله غيري (٦) وغير ابنة خويلد رحمها الله وقد فعل ، ثم أقبل أميرالمؤمنين عليه‌السلام على أصحابه فقال : أليس كذلك؟ قالوا :

____________________

(١) أمالى ابن الشيخ : ١٧.

(٢) لم نجده في المصدر المطبوع.

(٣) في المصدر : أنه قال :

(٤) الخصال : ٢ : ٣٦.

(٥) في المصدر : وأسعى في قضاء بين يديه.

(٦) في المصدر : بما أتاه غيرى.

٢٠٩

بلى يا أميرالمؤمنين (١).

٨ ـ ن : بإسناد التميمي ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي أول من اتبعني وهو أول من يصافحه الحق (٢).

بيان : مصافحة الحق كناية عن بدو إحسانه (٣) وغاية امتنانه في القيامة ، كما أن من يلقى غيره يبدأ بمصافحته ، وبها يظهر غاية لطفه ومودته.

٩ ـ ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن أحمد بن الحسن القطواني ، عن مخلد بن شداد ، عن محمد بن عبيدالله ، عن أبي عبدالله ، عن أبي سخيلة قال : حججت أنا وسلمان فنزلنا بأبي ذر ، فكنا عنده ما شاء الله ، فلما حان منا خفوق ، قلت : يا أباذر إني أرى امورا قد حدثت وإني خائف (٤) أن يكون في الناس اختلاف ، فإن كان ذلك فما تأمرني؟ قال : الزم كتاب الله وعلي بن أبي طالب ، وأشهد أني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : علي أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الاكبر وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل (٥).

بيان : الخفوق : كناية عن الخروج والسفر ، من خفق الطائر وهو طيرانه ، أو من الخفق بمعنى الاضطراب والحركة ، أو من أخفق النجوم : تولت للمغيب.

١٠ ـ شف : من كتاب الفضائل لعثمان بن أحمد المعروف بابن السماك ، عن الحسين عن أبي حاتم الرازي ، عن أبي بلال بن محمد الاشعري ، عن عيسى بن محمد القرشي ، عن سعيد بن جمال ، عن أبي اسيد الاسدي ، عن أبي سخيلة النميري قال : خرجنا حجاجا مع سلمان الفارسي ، فلما انتهبنا إلى الرحبة ملت إلى أبي ذر فقعدنا إليه ، فبينا هو يحدثنا (٦)

____________________

(١) الخصال ٢ : ١٤ قد مضى الحديث بتمامه في باب (ما امتحن الله به أميرالمؤمنين عليه‌السلام) ص : ١٦٧ والمنقول هنا قطعة منه.

(٢) عيون الاخبار : ٢٢١.

(٣) البدو : الظهور.

(٤) في المصدر : وأنا خائف.

(٥) أمالى الشيخ : ١٥٧.

(٦) في المصدر : فبينما هو يحدث.

٢١٠

إذ قال : إنه ستكون فتنة فإن أدركتما فعليكما باثنين : كتاب الله عزوجل وعلي بن أبي طالب رضوان الله عليه فإني رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أخذ بيده وهو يقول : هذا أول من آمن بي (١) وهو أول من يصافحني يوم القيامة ، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة ، وهو الصديق الاكبر وهو الفاروق بين الحق والباطل (٢).

شا : محمد بن الحسين المقري ، عن محمد بن أبي الثلج ، عن أبي محمد النوفلي ، عن محمد ابن عبدالحميد ، عن عمرو بن عبدالغفار ، عن إبراهيم بن حسان (٣) ، عن أبي عبدالله مولى لبني هاشم (٤) ، عن أبي سخيلة مثله وفيه : خرجت أنا وعمار حاجين (٥).

١١ ـ ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن الحسين ، عن إسماعيل بن عامر ، عن كامل بن العلاء ، عن عامر بن السمط ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي صادق ، عن عليم ، عن سلمان قال : إن أول هذه الامة ورودا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أولها إسلاما علي بن أبي طالب (٦).

ما : ابن حشيش ، عن أبي ذر ، عن عبدالله ، عن الاحمسي ، عن ابن أبي حماد ، عن محمد بن سلمة ، عن أبيه مثله (٧).

١٢ ـ ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن محمد بن يحيى الجعفي (٨) ، عن جابر بن الحر ، عن عبدالرحمان بن ميمون ، عن أبيه قال : سمعت ابن عباس يقول : أول من آمن برسول الله من الرجال علي ومن النساء خديجة رضوان الله عليهم (٩).

____________________

(١) في المصدر : هذا أول من آمن بى وصدقنى اه.

(٢) اليقين : ٢٠٠.

(٣) الصحيح كما في المصدر : ابراهيم بن حيان.

(٤) في المصدر : مولى بنى هاشم.

(٥) ارشاد المفيد : ١٤.

(٦) أمالى الشيخ : ١٥٤ و ١٥٥.

(٧) أمالى الشيخ : ١٩٦.

(٨) في المصدر بعد ذلك : عن أبيه ، عن الحسين بن عبدالكريم ، عن جابر بن الحسن الجعفى اه.

(٩) أمالى الشيخ : ١٦٢.

٢١١

١٣ ـ ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى ، عن يحيى بن عبدالحميد ، عن يحيى بن سلمة ، عن أبيه ، عن الباقر ، عن ابن عباس قال : قال أبوموسى علي أول من أسلم (١).

أقول : قد مر في باب النصوص عن الحسين بن خالد ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن النبي صلوات الله عليهم أنه. قال : لكل امة صديق وفاروق ، وصديق هذه الامة وفاروقها علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

١٤ ـ لى : الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن جعفر بن سلمة ، عن الثقفي ، عن أحمد بن عمران ، عن الحسن بن عبدالله ، عن خالد بن عيسى الانصاري ، عن عبدالرحمان ابن أبي ليلى رفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل ياسين الذي يقول : « اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون (٢) » وخرقيل (٣) مؤمن آل فرعون ، وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم (٤).

كشف : من مسند أحمد عن أبي ليلى مثله (٥).

فر : عبيد بن غنام معنعنا عن عيسى بن عبدالرحمان بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله (٦).

فر : الحضرمي معنعنا عن أبي أيوب الانصاري عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله (٧).

١٥ ـ ما : المفيد ، عن أحمد بن محمد الصولي ، عن زكريا بن يحيى الساجي ، عن إسماعيل بن موسى السدي (٨) ، عن محمد بن سعيد ، عن فضيل بن مرزوق ، عن أبي سخيلة ، عن أبي ذر وسلمان رضي‌الله‌عنهما قالا : أخذ رسول الله (ص) بيد علي بن أبي طالب عليه‌السلام

____________________

(١) امالى الشيخ : ١٧٢.

(٢) سورة يس : ٢٠ و ٢١.

(٣) في المصدر : حزقيل.

(٤) أمالى الصدوق : ٢٨٥. وقد أورد في الخصال بسند آخر ١ : ٨٦.

(٥) كشف الغمة : ٢٦.

(٦ و ٧) تفسير فرات : ١٣٠.

(٨) في المصدر : السندى.

٢١٢

فقال : هذا أول من آمن بي وأول (١) من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الاكبر وفاروق هذه الامة ويعسوب المؤمنين (٢).

كشف : من كتاب الخصائص عن أبي ذر وسلمان مثله (٣).

١٦ ـ شف : من تفسير الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي بإسناده عن قتادة ، عن الحسن ، عن ابن عباس « والذين آمنوا » يعني صدقوا بالله أنه واحد : علي وحمزة بن عبدالمطلب وجعفر الطيار « اولئك هم الصديقون (٤) » قال : صديق هذه الامة أميرالمؤمنين وهو الصديق الاكبر والفاروق الاعظم ، الخبر (٥).

١٧ ـ شف : من كتاب الحافظ أحمد بن مردويه ، عن محمد بن إبراهيم بن الفضل ، عن أحمد بن عمرو بن عبدالخالق ، عن عباد بن يعقوب ، عن علي بن هاشم ، عن محمد بن عبدالله ابن أبي رافع ، عن أبي ذر أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي : أنت أول من يصافحني يوم القيامة ، وأنت الصديق الاكبر ، وأنت الفاروق (٦) تفرق بين الحق والباطل ، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكفرة (٧).

شف : ابن مردويه ، عن أحمد بن محمد بن عاصم ، عن عمران بن عبدالرحيم ، عن عبدالسلام بن صالح ، عن على بن هاشم مثله (٨).

شف : من كتاب الاربعين لفضل الله الراوندي ، عن أبي الثور ، عن محمد بن أحمد ، عن ابن مردويه مثله (٩).

____________________

(١) في المصدر : وهو أول اه.

(٢) أمالى الشيخ : ١٣١.

(٣) كشف الغمة : ٢٦.

(٤) سورة الحديد : ١٩.

(٥) اليقين : ١٥٢.

(٦) في المصدر : وأنت الاروق الاعظم.

(٧) اليقين : ١٩٣ و ١٩٤.

(٨) اليقين : ١٩٤ و ١٩٥.

(٨) اليقين : ١٩٩.

٢١٣

١٨ ـ شف : ابن مردويه ، عن سليمان بن أحمد ، عن عبدالله بن داهر ، عن أبيه ، عن الاعمش ، عن عباية الاسدي ، عن ابن عباس قال : ستكون فتنة فإن أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين : كتاب الله وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام فإني سمعت رسول الله يقول وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب : هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو فاروق هذه الامة يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة ، وهو الصديق الاكبر ، وهو بابي الذي اوتى منه (١).

١٩ ـ شف : من كتاب عتيق تاريخه سنة ثمان وثمانين هجرية قال : حدثنا عبدالله ابن جعفر الزهري ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام (٢) ثم قال : ما هذا لفظه : وأنا كنت معه يوم قال : يأتي تسع نفر من حضر موت (٣) فيسلم منهم ستة ولا يسلم منهم ثلاثة ، فوقع في قلوب كثير من كلامه ما شاء الله أن يقع ، فقلت أنا : صدق الله ورسوله ، هو كما قلت يا رسول الله ، فقال : أنت الصديق الاكبر ويعسوب المؤمنين وإمامهم وترى ما أرى وتعلم ما أعلم ، وأنت أول المؤمنين إيمانا وكذلك خلقك الله ، ونزع منك الشك والضلال ، فأنت الهادي الثاني والوزير الصادق ، فلما أصبح رسول الله قعد في مجلسه ذلك وأنا عن يمينه إذ أقبل التسعة رهط من حضر موت حتى دنوا من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلموا فرد عليهم‌السلام وقالوا : يا محمد اعرض علينا الاسلام ، فأسلم منهم ستة ولم يسلم الثلاثة فانصرفوا ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله للثلاثة : أما أنت يا فلان فستموت بصاعقة من السماء ، وأما أنت يا فلان فسيضربك أفعى في موضع كذا وكذا ، وأما أنت يا فلان فإنك تخرج في طلب ماشية وإبل لك فيستقبلك ناس من كذا فيقتلونك ، فوقع (٤) في قلوب الذين أسلموا ، فرجعوا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال لهم : ما فعل أصحابكم الثلاثة الذين تولوا عن الاسلام

____________________

(١) اليقين : ١٩٤.

(٢) لا يخفى عدم تناسب هذا السند مع تاريخ الكتاب المنقول عنه.

(٣) بالفتح ثم السكون وفتح الراء والميم : اسمان مركبان ، ناحية واسعة في شرقى عدن بقرب البحر وحولها رمال كثيرة تعرف بالاحقاف.

(٤) أى وقع الشك.

٢١٤

ولم يسلموا؟ فقالوا : والذي بعثك بالحق نبيا ما جاوزوا مما قلت (١) وكل مات بما قلت ، وإنا جئناك لنجدد الاسلام ونشهد أنك رسول الله وأنك الامين (٢) على الاحياء والاموات بعد هذا وهذه (٣).

بيان : قوله : « بعد هذا وهذه » متعلق بقوله : « نجدد ونشهد » والمراد ما شاهدوا من معجزاته أولا وأخيرا أو أخيرا فقط.

٢٠ ـ شف : من الكتاب المذكور عن أبي إسحاق الهمداني ، عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود أنه قال : بينما نحن جلوس ذات يوم بباب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ننتظر خروجه إلينا إذ خرج فقمنا له تفخيما وتعظيما وفينا علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقام فيمن قام ، فأخذ النبي بيده فقال : يا علي إني احاجك ، فدمعت عيناه وقال : يا رسول الله فيم تحاجني وقد تعلم أني لم اعاتبك في شئ قط؟ قال : احاجك بالنبوة وتحاج الناس من بعدي بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والقسمة بالسوية وإقامة الحدود ، ثم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا أول من آمن بي وأول من صدقني ، وهو الصديق الاكبر وهو الفاروق الاكبر الذي يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، وضياء في ظلمة الضلال (٤).

٢١ ـ قب : علي بن الجعد ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن ابن عباس في قوله تعالى : « والذين آمنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون (٥) » قال : صديق هذه الامة علي بن أبي طالب عليه‌السلام هو الصديق الاكبر والفاروق الاعظم ، ثم قال : « « والشهداء عند ربهم » قال ابن عباس : وهم علي وحمزة وجعفر ، فهم صديقون وهم شهداء الرسل على اممهم ، إنهم قد بلغوا الرسالة ، ثم قال : « لهم أجرهم » عند ربهم على التصديق بالنبوة « ونورهم » على الصراط.

____________________

(١) في المصدر و (د) : ما جاوزوا ما قلت.

(٢) في المصدر : وأنت الامين.

(٣) اليقين : ١٩٦.

(٤) اليقين : ١٩٨.

(٥) سورة الحديد : ١٩ وما بعدها ذيلها.

٢١٥

مالك بن أنس ، عن سمي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله تعالى : « ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين (١) يعني محمدا « والصديقين » يعني عليا وكان أول من صدقة « والشهداء » يعني عليا وجعفرا وحمزة والحسن والحسين عليهم‌السلام ، النبيون كلهم صديقون وليس كل صديق نبيا ، والصديقون كلهم صالحون وليس كل صالح صديقا ، ولا كل صديق شهيد ، وقد كان أميرالمؤمنين عليه‌السلام صديقا شهيدا صالحا فاستحق ما في الآيتين من وصف سوى النبوة.

وكان أبوذر يحدث شيئا فكذبوه ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أظلت الخضراء الخبر ، فدخل وقتئذ علي عليه‌السلام فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إلا [ أن ] هذا الرجل المقبل فإنه الصديق الاكبر والفاروق الاعظم ،

ابن بطة في الابانة وأحمد في الفضائل عن عبدالرحمان بن أبي ليلى ، عن أبيه ، وشيرويه في الفردوس عن داود بن بلال قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : الصديقون ثلاثة : علي بن أبي طالب وحبيب النجار ومؤمن آل فرعون يعني خرقيل وفي رواية : وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم.

وذكر أميرالمؤمنين مرارا : أنا الصديق الاكبر والفاروق الاعظم.

ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن عليا صديق هذه الامة وفاروقها ومحدثها ، وإنه هارونها ويوشعها وآصفها وشمعونها ، إنه باب حطتها وسفينة نجاتها ، إنه طالوتها وذوقرنيها.

كعب الحبر : إنه سأل عبدالله بن سلام قبل أن يسلم : يا محمد ما اسم علي فيكم؟ قال : عندنا الصديق الاكبر ، فقال عبدالله : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، إنا لنجد في التوراة : محمد نبي الرحمة وعلي مقيم الحجة. أنشد.

أول من صدق به

وهو مجلي كربه

الحسن ، عن أبي ليلى الغفاري قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ستكون من بعدي فتنة ، فإذا

____________________

(١) سورة النساء : ٦٩ ، وما بعدها ذيلها.

٢١٦

كان كذلك فالزموا علي بن أبي طالب ، فإنه الفاروق بين الحق والباطل. استخرجه شيرويه في الفردوس.

وسمي فاروقا لانه يفرق بين الجنة والنار ، وقيل : لان ذكره يفرق بين محبيه ومبغضيه (١).

٢٢ ـ بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن سعيد بن محمد الواعظ عن علي بن أحمد الجرجاني ، عن محمد بن يعقوب المعقلي ، عن إبراهيم بن سليمان ، عن إسحاق بن بشر ، عن خالد بن الحارث ، عن عوف ، عن الحسن ، عن أبي ليلى الغفاري قال سمعت رسول الله : صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ستكون من بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب ، فإنه أول من يراني وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الاكبر وهو فاروق هذه الامة ، يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين (٢).

٢٣ ـ قب : كان للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بيعة عامة وبيعة خاصة ، فالخاصة بيعة الجن ولم يكن للانس فيها نصيب ، وبيعة الانصار ولم يكن للمهاجرين فيها نصيب ، وبيعة العشيرة ابتداء وبيعة الغدير انتهاء ، وقد تفرد علي عليه‌السلام بهما وأخذ بطر فيهما ، وأما البيعة العامة فهي بيعة الشجرة ، وهي سمرة أو أراك عند بئر الحديبية ، ويقال لها بيعة الرضوان لقوله : « لقد رضي الله عن المؤمنين (٣) » والموضوع مجهول والشجرة مفقودة ، فيقال : إنها بروحاء ، فلا يدرى أروحاء مكة عند الحمام أو روحاء في طريقها؟ وقالوا : الشجرة ذهبت السيول بها ، وقد سبق أميرالمؤمنين عليه‌السلام الصحابة كلهم في هذه البيعة أيضا بأشياء : منها أنه كان من السابقين فيه ، ذكر أبوبكر الشيرازي في كتابه عن جابر الانصاري أن أول من قام للبيعة أميرالمؤمنين عليه‌السلام ثم أبو سنان عبدالله بن وهب الاسدي ، ثم سلمان الفارسي ، وفي أخبار الليث : إن أول من بايع عمار يعني بعد علي

____________________

(١) مناقب آل أبى طالب ١ : ٥٧١ و ٥٧٢. وفيه : يفرق بين محبه ومبغضه.

(٢) بشارة المصطفى : ١٨٦.

(٣) سورة الفتح : ١٨.

٢١٧

ثم إنه أولى الناس بهذه الآية ، لان حكم البيعة ما ذكره الله تعالى « إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراه والانجيل والقرآن (١) » الآية ، ورووا جميعا عن جابر الانصاري أنه قال : بايعنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على الموت.

وفي معرفة النسوي أنه سئل سلمة : على أي شئ كنتم تبايعون تحت الشجرة؟ قال : على الموت.

وفي أحاديث البصريين عن أحمد قال أحمد بن يسار : إن أهل الحديبية بايعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على أن لا يفروا. وقد صح أنه لم يفر في موضع قط ولم يصح ذلك لغيره.

ثم إن الله تعالى علق الرضى في الآية بالمؤمنين ، وكان أصحاب البيعة ألفا وثلاثمائة عن ابن أوفى ، وألفا وأربعمائة ، عن جابر بن عبدالله الانصاري ، وألفا وخمس مائة ، عن ابن المسيب ، والفا وستمائة ، عن ابن عباس ، ولا شك أنه كان فيهم جماعة من المنافقين مثل جد بن قيس (٢) وعبدالله بن ابي بن سلول.

ثم إن الله تعالى علق الرضى في الآية بالمؤمنين الموصوفين بأوصاف : قوله : « فعلم ما قلوبهم فأنزل السكينة عليهم (٣) » ولم ينزل السكينة على أبي بكر في آية الغار ، قوله :

____________________

(١) سورة التوبة : ١١١.

(٢) قال في اسد الغابة (١ : ٧٤) : جد بن قيس كان ممن يظن فيه النفاق ، وفيه نزل قوله تعالى : (ومنهم من يقول ائذن لى ولا تفتنى ألا في الفتنة سقطوا) وذلك ان رسول الله قال لهم في غزوة تبوك : (اغزوا الروم تنالوا بنات الاصفر) فقال جد بن قيس قد علمت الانصار أنى إذا رأيت النساء لم أصبر حتى افتتن ولكن اعينك بمالى! فنزلت (ومنهم من يقول ائذن لى)) الاية ، وكان قد ساد في الجاهلية جميع بنى سلمة ، فانتزع رسول الله سؤدده ، وجعل مكانه في النقابة عمرو بن الجموح ، وحضر يوم الحديبية فبايع الناس رسول الله الا الجد بن قيس ، فانه استتر تحت بطن ناقته!.

(٣) سورة الفتح : ١٨.

٢١٨

« فأنزل الله سكينته عليه (١) » قال السدي ومجاهد : فأول من رضي‌الله‌عنه ممن بايعه علي ، فعلم بما في قلبه من الصدق والوفاء.

ثم إن من حكم البيعة ما ذكره الله : « وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا (٢) وقال : « إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه (٣) » وإنما سميت بيعة لانها عقدت على بيع أنفسهم بالجنة ، للزومهم في الحرب إلى النصر ، وقال ابن عباس : أخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله تحت شجرة السمرة بيعتهم على أن لا يفروا ، وليس أحد من الصحابة إلا نقض عهده في الظاهر بفعل أم بقول ، وقد ذمهم الله فقال في يوم الخندق : « ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الادبار (٤) » وفي يوم حنين « وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين (٥) » ويوم احد « إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في اخراكم (٦) » وانهزم أبوبكر وعمر في يوم خيبر بالاجماع وعلي عليه‌السلام في وفائه اتفاق ، فإنه لم يفرقط. وثبت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى نزلت « رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه (٧) » ولم يقل كل المؤمنين « فمنهم من قضى نحبه » يعني حمزة وجعفر وعبيدة « ومنهم من ينتظر » يعني عليا.

ثم إن الله تعالى قال : « وأثابهم فتحا قريبا (٨) » يعني فتح خيبر ، وكان على يد علي بالاتفاق ، وقد وجدنا النكث في أكثرهم خاصة في الاول والثاني لما قصدوا في

____________________

(١) سورة التوبة : ٤٠.

(٢) سورة النحل : ٩١.

(٣) سورة الفتح : ١٠.

(٤) سورة الاحزاب : ١٥.

(٥) سورة التوبة : ٢٥.

(٦) سورة آل عمران : ١٥٣.

(٧) سورة الاحزاب : ٢٣ ، وما بعدها ذيلها.

(٨) سورة الفتح : ١٨.

٢١٩

تلك السنة إلى بلاد خيبر ، فانهزم الشيخان ، ثم انهزموا كلهم في يوم حنين فلم يثبت منهم تحت راية علي إلا ثمانية من بني هاشم ، ذكرهم ابن قتيبة في المعارف ، قال الشيخ المفيد في الارشاد (١) : وهم العباس بن عبدالمطلب عن يمين رسول الله ، والفضل بن العباس ابن عبدالمطلب عن يساره ، وأبوسفيان بن الحارث بن عبدالمطلب ممسك بسرجه عند بغلته (٢) ، وأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام بين يديه يقاتل بسيفه ، ونوفل بن الحارث ابن عبدالمطلب وربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب وعبدالله بن الزبير بن عبدالمطلب وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب بن عبدالمطلب حوله.

وقال العباس :

نصرنا رسول الله في الحرب تسعة

ومن فر قد فرمنهم فأقشعوا (٣)

مالك بن عبادة :

لم يواسي النبي غير بني ها

شم عند السيوف يوم حنين

هرب الناس غير تسعة رهط

فهم يهتفون بالناس أين

والتاسع أيمن بن عبيد قتل بين يدي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

العوني :

وهل بيعة الرضوان إلا أمانة

فأول من قد خانها السلفان

ثم إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إنما كان يأخذ البيعة لنفسه ولذريته ، وروى الحافظ ابن مردويه في كتابه بثلاثة طرق عن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين ، عن جعفر بن محمد عليهم‌السلام قال : أشهد لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي عليهم‌السلام قال : لما جاءت الانصار تبايع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على العقبة قال : قم يا علي ، فقال علي : على ما ابايعهم

____________________

(١) ص ٦٤ و ٦٥.

(٢) في المصدر (عند لغد بغلته) ولا يناسب المقام. وفي الارشاد (عند ثفر بغلته) قال في القاموس (١ : ٣٨٣) : الثفر للسباع والمخالب كالحياء للناقة ، وبالتحريك : السيرفى مؤخر السرج.

(٣) في المصدر : (وقد فر من قد فر منهم فأقشعوا) وأقشع القوم : تفرقوا.

٢٢٠