بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

قد أيس من عبادته ، إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى إلا أنك لست بنبي ولكنك وزير وإنك لعلى خير. ولقد كنت معه صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أتاه الملا من قريش فقالوا له : يا محمد إنك قد ادعيت عظيما لم يدعه آباؤك ولا أحد من بيتك ، ونحن نسألك أمرا إن أجبتنا إليه و أريتناه علمنا أنك نبي ورسول ، وإن لم تفعل علمنا أنك ساحر كذاب ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله لهم : وما تسألون؟ قالوا : تدعو لنا هذه الشجرة حتى تنقلع بعروقها وتقف بين يديك ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله على كل شئ قدير وإن فعل الله ذلك لكم (١) أتؤمنون وتشهدون بالحق؟ قالوا : نعم. قال : فإني ساريكم ما تطلبون وإني لاعلم أنكم لا تفيؤون إلى خير ، وإن فيكم من يطرح في القليب (٢) ومن يحزب الاحزاب ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أيتها الشجرة إن كنت تؤمنين بالله واليوم الآخر وتعلمين أني رسول الله فانقلعي بعروقك حتى تقفي بين يدي بإذن الله ، فو الذي بعثه بالحق لا نقلعت بعروقها وجاءت ولها دوي شديد وقصف كقصف أجنحة الطير حتى وقفت بين يدي رسول الله مرفرفة ، وألقت بغصنها الاعلى على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وببعض أغصانها على منكبي وكنت عن يمينه ، فلما نظر القوم إلى ذلك قالوا علوا واستكبارا : فمرها فليأتك نصفها ويبقى نصفها ، فأمرها بذلك فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال وأشده دويا ، فكارت تلتف برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالوا كفرا وعتوا : فمر هذا النصف فليرجع إلى نصفه كما كان ، فأمره فرجع : فقلت أنا : لا إله إلا الله إني أول مؤمن بك يا رسول الله وأول من أقر بأن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تعالى تصديقا لنبوتك وإجلالا لكلمتك ، فقال القوم كلهم : بل ساحر كذاب عجيب السحر خفيف فيه ، وهل يصدقك في أمرك إلا مثل هذا؟ يعنونني.

وإني لمن قوم لا تأخذهم في الله لومة لائم ، سيماهم سيماء الصديقين وكلامهم كلام الابرار ، عمار الليل ومنهار النهار ، متمسكون بحبل القرآن ، يحيون سنن الله وسنن رسوله ، لا يستكبرون ولا يعلون ولا يغلون (٣) ولا يفسدون ، قلوبهم في الجنان وأجسادهم

____________________

(١) في المصدر : فان فعل الله لكم ذلك.

(٢) القليب : البئر ، والمراد منه قليب بدر طرح فيه نيف وعشرون من أكابر قريش.

(٣) يمكن أن يقرأ بتشديد اللام من (غل بغل) أى لا يخونون ، ويمكن أن يقرأ بتخفيفها من (غلا يغلو).

٣٢١

في العمل (١).

بيان : الكلاكل : الصدور ، الواحدة : كلكل ، والمعنى : أني أذللتهم وصرعتهم إلى الارض ، أو أنختم للحمل عليهم ونجم النبت أي طلع وظهر ، قال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح هذه الخطبة : فإن قلت : أما قهره لمضر فمعلوم فما حال ربيعة ولم يعرف (٢) أنه قتل منهم أحدا؟ قلت : بلى قد قتل بيده وبجيشه كثيرا من رؤسائهم في صفين والجمل وقد تقدم ذكر أسمائهم من قبل ، وهذه الخطبة خطب بها بعد انقضاء أمر النهروان. والعرف بالفتح : الريح الطيبة ومضغ الشئ يمضغه بفتح الضاد. والخطلة في الفعل : الخطاء فيه وإيقاعه على غير وجهه وحراء (٣) : جبل بمكة معروف ، والرنة الصوت. والقرابة القريبة بينه وبين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والمنزلة الخصيصة أنه ابن عمه دنيا (٤) وأن أبويهما أخوان لاب وام دون غيرهما من بني عبدالمطلب إلا الزبير ثم إن أباه كفل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دون غيره من الاعمام ورباه من بني هاشم ، ثم ما كان بينهما من المصاهرة التي أفضت إلى النسل الاطهر دون غيره من الاصهار ، ونحن نذكر ما ذكره أرباب السيرة من معاني هذا الفصل

روى الطبري في تاريخه قال حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، قال : حدثني محمد بن إسحاق ، قال : حدثني عبدالله بن نجيح ، عن مجاهد قال : كان من نعمة الله عزو جل على علي بن أبي طالب عليه‌السلام وما صنع الله له وأراد به من الخير أن قريشا أصابتهم أزمة شديدة وساق الحديث إلى آخر ما مر برواية الصدوق.

ثم قال قال الطبري : ابن حميد : قال : حدثنا محمد بن إسحاق قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة وخرج معه علي بن أبي طالب عليه‌السلام مستخفيا من عمه أبي طالب ومن جميع أعمامه وسائر قومه ، فيصليان الصلوات فيها ، فاذا أمسيا رجعا

____________________

(١) نهج البلاغة (عبده ط مصر) ١ : ٤١٦ ٤١٩.

(٢) في المصدر : ولم نعرف.

(٣) بالمد والتخفيف.

(٤) أى انه ابن عمه لحالاصق النسب.

٣٢٢

فمكثا (١) ما شاء الله أن يمكثا ، ثم إن أبا طالب عثر عليهما يوما وهما يصليان ، فقال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا ابن أخي ما هذا الذي أراك تدين به؟ قال يا عم : هذا دين الله ودين ملائكته ودين رسله ودين أبينا إبراهيم ، أو كما قال : بعثني الله به رسولا إلى العباد وأنت يا عم أحق من بذلت له النصيحة ودعوته إلى الهدى وأحق من أجابني إليه وأعانني عليه ، أو كما قال : فقال أبوطالب : يا ابن أخي إني لا أستطيع أن افارق ديني ودين آبائي وما كانوا عليه ، ولكن لا يخلص إليك شئ تكرهه ما بقيت. قال الطبري : وقد روى هؤلاء المذكورون أن أبا طالب قال لعلي عليه‌السلام : يا بني ما هذا الذي أنت عليه؟ فقال : يا أبة آمنت بالله وبرسوله وصدقت بما جاء به وصليت لله معه ، قال : فزعموا أنه قال له : أما إنه لا بدعو إلا إلى خير فالزمه.

وروى الطبري في تاريخه أيضا قال : حدثنا أحمد بن الحسين الترمذي ، قال : حدثنا عبدالله بن موسى ، قال : أخبرنا العلاء ، عن المنهال بن عمرو ، عن عباد بن عبدالله قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول : أنا عبدالله وأخو رسوله ، وأنا الصديق الاكبر ، لا يقولها بعدي إلا كاذب مفتر ، صليت قبل الناس سبع سنين.

وفي غير رواية الطبري : أنا الصديق الاكبر وأنا الفاروق الاول ، وأسلمت قبل إسلام أبي بكر وصليت قبل صلاته سبع سنين ، كأنه عليه‌السلام لم يرتض أن يذكر عمر ولا رآه أهلا للمقايسة بينه وبينه ، وذلك لان إسلام عمر كان متأخرا.

وروى الفضل بن العباس قال : سألت أبي عن ولد رسول الله الذكور أيهم كان رسول الله (ص) له أشد حبا؟ فقال : علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقلت له : سألتك عن بنيه ، فقال : إنه كان أحب عليه من بنيه جميعا وأرأف ، ما رأيناه زايله يوما من الدهر منذ كان طفلا إلا أن يكون في سفر لخديجة ، وما رأينا أبا أبر بابن منه لعلي ، ولا ابنا أطوع لاب من علي له.

وروى الحسين بن زيد بن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : سمعت زيدا أبي يقول : كان

____________________

(١) في المصدر : فمكثا كذلك اه.

٣٢٣

رسول الله (ص) يمضغ اللحمة والتمرة حتى تلين فيجعلها (١) في فم علي عليه‌السلام وهو صغير في حجره.

وروى جبير بن مطعم قال : قال أبي لنا ونحن صبيان بمكة : ألا ترون حب هذا الغلام يعني عليا لمحمد واتباعه له دون أبيه ، واللات والعزى لوددت أنه ابني بفتيان بني نوفل جميعا (٢).

[ ٣٤ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن معاذ بن سعيد ، عن محمد بن زكريا المكي ، عن أبيه ، عن كثير بن طارق ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل ، عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد قدم عليه وفد أهل الطائف : يا أهل الطائف والله لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة أولابعثن عليكم رجلا كنفسي يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يقصعكم (٣) بالسيف! فتطاول لها أصحاب رسول الله (ص) فأخذ بيد علي عليه‌السلام فأشالها (٤) ثم قال : هو هذا ، فقال أبوبكر وعمر : ما رأينا كاليوم في الفضل قط. (٥) ٣٥ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، عن هشام ابن ناجية ، عن عطاء بن مسلم عن أزهر بن راشد ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري أنه ذكر عليا فقال : إنه كان من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بمنزلة خاصة ، ولقد كانت له عليه دخلة لم تكن لاحد من الناس (٦).

٣٦ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن رجاء بن يحيى ، عن داود بن القاسم ، عن عبدالله بن الفضل (٧) ، عن هارون بن عيسى ، عن بكار ، عن أبيه محمد بن شعبة ، عن بكر بن عبدالملك البصري ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

____________________

(١) في المصدر : ويجعلهما.

(٢) شرح النهج ٣ : ٣٦٩ ٣٧٥.

(٣) أى يقتلكم.

(٤) أى رفعها.

(٥) أمالى ابن الشيخ : ١٩.

(٦) امالى الشيخ : ٣٢.

(٧) في المصدر : عن عبيدالله بن الفضل.

٣٢٤

يا علي خلق الله الناس من أشجار شتى ، وخلقني وأنت من شجرة واحدة ، أنا أصلها وأنت فرعها ، فطوبى لعبد تمسك بأصلها وأكل من فرعها (١) ].

٣٧ ـ يف : روى أحمد بن حنبل في مسنده أخبارا كثيرة في قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « علي مني وأنا منه » منها عن عبدالله بن خطيب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لوفد ثقيف حين جاءته (٢) : لتسلمن أو لابعثن إليكم رجلا مني أو قال : مثل نفسي فليضربن أعناقكم وليسبين ذراريكم وليأخذن أموالكم؟ قال عمر : فو الله ما اشتهيت الامارة إلا يومئذ فجعلت أنصب صدري له رجاء أن يقول « هذا » لي ، فالتفت إلى علي عليه‌السلام فأخذبيده ثم قال : هو هذا هو هذا مرتين ورواه أحمد بن حنبل أيضا عن عمران بن حصين عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وزاد فيه : إن عليا مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي. ورواه أيضا أحمد بن حنبل عن حبشي بن جنادة السلولي من طريقين يقول في أحدهما عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : علي مني وأنا منه لا يؤدي عني إلا أنا أو علي. ورواه ابن المغازلي بهذه الالفاظ. وروى أيضا أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي رافع عن أبيه عن جده قال : لما قتل علي عليه‌السلام أصحاب الالوية يوم أحد قال جبرئيل عليه‌السلام : يا رسول الله إن هذه لهي المواساة ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنه مني وأنا منه ، قال جبرئيل : وأنا منكما يا رسول الله. ورواه أيضا من طريق آخر.

روى أيضا في مسنده عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعثين على أحدهما علي بن أبي طالب عليه‌السلام وعلى الآخر خالد بن وليد ، فقال : إذا لقيتم (٣) فعلي على الناس وإذا افترقتم فكل واحد منهم على جنده ، فلقينا بني زيد من اليمن فاقتلنا فظفر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية ، فاصطفى علي عليه‌السلام من السبي (٤) امرأة لنفسه : قال بريدة : وكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله يخبره

____________________

(١) أمالى ابن الشيخ : ٣٤.

(٢) في المصدر : حين جاؤوه.

(٣) في المصدر : اذا التقيتم.

(٤) في المصدر : من النساء.

٣٢٥

بذلك ، فلما أتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله دفعت الكتاب إليه فقرئ عليه ، فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت : يا رسول الله هذا مكان العائذ بك ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن اطيعه ، فبلغت ما ارسلت به ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا بريدة لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي.

وروى أبوبكر بن مردويه وهو من رؤساء المخالفين هذا الحديث من عدة طرق : وفي رواية بريدة له زيادة وهي : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لبريدة ، إيه عنك يا بريدة ، فقد أكثرت الوقوع بعلي ، فو الله إنك لتقع برجل هو أولى الناس بكم بعدي ، وفي الحديث زيادة اخرى : أن بريدة قال : يا رسول الله استغفر لي ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : حتى يأتي علي ، فلما جاء علي طلب بريدة أن يستغفر له ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام إن تستغفله أستغفر له فاستغفر له ،. وفي الحديث زيادة اخرى : أن بريدة امتنع من مبايعة أبي بكر بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وتبع عليا لاجل ما كان سمعه من نص النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالولاية بعده.

وروى مسعود بن ناصر في صحيح السجستاني رواية بريدة من عدة طرق وفي بعضها زيادات مهمات ، من ذلك أن بريدة قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما سمع ذم علي غضب غضبا لم أره غضب مثله قط إلا يوم قريظة والنظير ، فنظر إلي وقال : يا بريدة إن عليا وليكم بعدي فأحب عليا ، فقمت وما أحد من الناس أحب إلي منه.

ومن ذلك زيادة اخرى : قال عبدالله بن عطاء : حدث بذلك حرب بن سويد بن غفلة فقال : كتمك عبدالله بن بريدة بعض الحديث : إن رسول الله (ص) قال : أنافقت بعدي يا بريدة؟ ومن ذلك زيادة أيضا معناها أن خالد بن الوليد أمر بريدة فأخذ كتابه يقرأ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويقع في علي عليه‌السلام [ قال : يا بريدة ما هذا كتابه يقرأ على رسول الله ويقع في علي عليه‌السلام (١) ] قال : بريدة : فجلعت أقرا وأذكر عليا عليه‌السلام فتغير وجه رسول الله ثم قال : يا بريدة ويحك أما علمتم أن عليا وليكم بعدي؟

وروى البخاري في صحيحه في الجزء الرابع من أجزاء ثمانية في ثلثه الاخير في

____________________

(١) الظاهر أن ما بين العلامتين زائد.

٣٢٦

باب أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام أن عمر بن الخطاب قال : توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو عنه راض (١) يعني عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام وقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت مني وأنا منك ورواه أيضا البخاري في صحيحه في الجزء الخامس في رابع كراس من أوله من النسخة المنقولة منها ورواه في الجمع بين الصحاح الستة في الجزء الثاني من باب مناقب أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه‌السلام من عدة طرق ، فمنها عن أبي جنادة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : علي مني وأنا من علي ، لا يؤدي عني إلا أنا أو علي ورواه الشافعي ابن المغازلي من عدة طرق ، وزاد في مدائحه في هذا المعني على كثير من الروايات ، ومن ذلك ما رواه ابن المغازلي من عدة طرق بأسانيدها في كتابه بمعنى واحد فمنها : قال قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي مني مثل رأسي من بدني (٢).

٣٨ ـ مد : عبدالله بن أحمد في المسند ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي بكر بن آدم : عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة (٣) وكان قد شهد حجة الوداع قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علي مني وأنا منه ولا يقضى ديني إلا أنا أو علي قال ابن آدم لا يؤدي عني إلا أنا أو علي.

ومن مناقب ابن المغازلي عن علي بن عمر ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسين الزعفراني ، عن أحمد بن محمد بن معافا ، عن محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن عبدالله ، عن محمد بن نباتة بن يزيد ، عن أبيه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أما أنت يا علي فختني وأبوولدي ، وأنت مني وأنا منك (٤).

أقول : روى الاخبار التي أوردها السيد بأسانيده من صحيح البخاري ومسند أحمد والجمع بين الصحاح الستة وسنن أبي داود وصحيح الترمذي ومناقب ابن المغازلي (٥).

____________________

(١) صحيح البخارى ٢ : ١٨٥.

(٢) الطرائف : ١٧ و ١٨.

(٣) في المصدر : عن حبشى بن جنادة قال : حدثنا ابن آدم السلولى وكان قد شهد حجة الوداع.

(٤) العمدة : ١٠١ ١٠٣.

(٥) راجع ص ١٠٠ ١٠٧.

٣٢٧

٣٩ ـ وروى ابن الاثير في جامع الاصول عن البخاري ومسلم بسنديهما عن البراء بن عازب قال : اعتمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في ذي القعدة فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة ، حتى قاضاهم على أن يدخل من العام المقبل يقيم فيها ثلاثة أيام ، فلما كتبوا الكتاب كتبوا « هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله » قالوا : لا نقر بها فلو نعلم أنك رسول الله ما منعناك ، ولكن أنت محمد بن عبدالله ، فقال : أنا رسول الله وأنا محمد بن عبدالله ، ثم قال لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : امح رسول الله ، قال : لا والله لا أمحوك أبدا ، فأخذ رسول الله (ص) وليس يحسن يكتب ، فكتب « هذا ما قاضى عليه محمد بن عبدالله لا يدخل مكة السلاح إلا السيف في القراب (١) ، وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه ، وأن لا يمنع من أصحابه أحدا إن أراد أن يقيم بها » فلما دخلها ومضى الاجل أتوا عليا عليه‌السلام فقالوا : قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الاجل ، فخرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فتبعته ابنة حمزة تنادي : يا عم يا عم! فتناولها علي فأخذ بيدها ، وقال لفاطمة عليها‌السلام : دونك بنت عمك ، فحملتها ، فاختصم فيها علي وزيد وجعفر ، قال علي : أنا أخذتها قال الحميدي : أنا أحق بها وهي بنت عمي ، وقال جعفر : بنت عمي وخالتها في بيتي تحتي ، وقال زيد : بنت أخي ، فقضى بها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لخالتها وقال : الخالة بمنزلة الام ، وقال لعلي عليه‌السلام أنت مني وأنا منك وقال لجعفر : أشبهت خلقي وخلقي ، وقال لزيد : أنت أخونا ومولانا (٢).

أقول : روى صاحب كتاب الصراط المستقيم عن ابن شيرويه في الفردوس في رواية الخدري : علي مني كخاتمي من ظهري ، من جحد ما بين ظهري من النبوة فقد كفر ، وفي رواية اخرى : علي مني مثل رأسي من بدني.

[ ٤٠ ـ كنز الكراجكى : عن أسد بن إبراهيم السلمي ، عن عمرو بن علي العتكي ، عن سعيد بن محمد ، عن محمد بن عبدالله الحضرمي ، عن عباد بن يعقوب ، عن علي بن عابس ، عن الحارث بن حصيرة ، عن القاسم بن جندب ، عن رجل من خثعم ، عن أسماء بنت عميس

____________________

(١) القراب : بكسر القاف : الغمد.

(٢) جامع الاصول مخطوط ، ولم نجده في التيسير.

٣٢٨

قالت : رأيت رسول الله بثبير وهو يقول : اشرق ثبير اللهم إني أسألك بما سألك به أخي موسى أن تشرح لي صدري وأن تيسر لي أمري وأن تحل عقدة من لساني يفقهوا قولي وأن تجعل لي وزيرا من أهلي عليا (١) اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بصيرا (٢).

٤١ ـ ومنه عن محمد بن أحمد بن شاذان ، عن محمد بن سعيد المعروف بالدهقان ، عن ابن أبي عقدة ، عن محمد بن منصور ، عن أحمد بن عيسى العلوي ، عن حسين بن علوان ، عن أبي خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليهم‌السلام قال : دخلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في بعض حجراته ، فاستأذنت عليه فأذن لي ، فلما دخلت قال لي : يا علي أما علمت أن بيتي بيتك فما لك تستأذن علي؟ قال : فقلت : يا رسول الله أحببت أن أفعل ذلك ، قال : يا علي : أحببت ما أحب الله وأخذت بآداب الله ، يا علي (٣) أما علمت أنك أخي؟ أما علمت أنه أبى خالقي ورازقي أن يكون لي سر دونك؟ يا علي أنت وصيي من بعدي ، وأنت المظلوم المضطهد بعدي ، يا علي الثابت عليك كالمقيم معي ، ومفارقك مفارقي ، يا علي كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك ، لان الله تعالى خلقني وإياك من نور واحد (٤) ].

____________________

(١) في المصدر : عليا أخى.

(٢) كنزالكراجكى : ١٣٦.

(٣) في المصدر : فقال : يا على.

(٤) كنزالكراجى : ٢٠٨.

٣٢٩

٦٨

( باب )

* ( الاخوة وفيه كثير من النصوص ) *

١ ـ مد : بالاسناد عن عبدالله بن أحمد بن حنبل ، عن أبي يعلى حمزة بن داود ، عن سليمان بن ربيع ، عن كادخ بن رحمة ، عن مسعر ، عن عطية ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : رأيت على باب الجنة مكتوبا « لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أخوه ».

وبالاسناد عن عبدالله ، عن أحمد بن إسرائيل ، عن محمد بن عثمان ، عن زكريا بن يحيى ، عن يحيى بن سالم ، عن أشعب ابن عم حسن بن صالح ، عن مسعر ، عن عطية ، عن جابر الانصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مكتوب على باب الجنة « محمد رسول الله علي اخو رسول الله » قبل أن يخلق الله السماوات بألفي عام ، ومن مناقب ابن المغازلي عن احمد بن المظفر ، عن عبدالله بن محمد المزني ، عن أحمد بن علي الموصلي ، عن زكريا بن يحيى مثله (١).

أقول : روى ابن شيرويه في الفردوس عن جابر مثله.

٢ ـ ومن كتاب الاربعين عن محمد بن زياد ، عن يحيى بن العلاء الرازي ، عن جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام ، عن ابن عباس قال : نظر علي في وجوه الناس فقال : إني لاخو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ووزيره ، ولقد علمتم أني أولكم إيمانما بالله تعالى وبرسوله ، ثم دخلتم بعدي في الاسلام ، وأنا ابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأخوه وشريكه في نسبه وأبوولديه وزوج ابنته سيدة نساء أهل الجنة ، ولقد عرفتم أنا ما خرجنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مخرجا إلا رجعنا وأنا أحبكم إليه وأوثقكم في نفسه وأشد نكاية في العدو وآثر ، ولقد رأيتم بعثه إياي مرات ووقفته يوم غدير خم وقيامي معه ورفعه بيدي ، ولقد آخى بين المسلمين

____________________

(١) العمدة : ١٢٠ و ١٢١.

٣٣٠

فما اختار لنفسه أحدا غيري ، ولقد قال لي : « أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة » ولقد أخرج الناس وتركني ، ولقد قال لي : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (١) ».

٣ ـ ومن الكتاب المذكور عن عبدالله بن لهيعة ، عن جرير بن عبدالله ، عن أبي الرحم عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال في مرضه : ادعوا لي أخي عليا ، فدعي له علي ، فستره بثوبه وأكب عليه ، فلما خرج من عنده قيل له : ما قال لك؟ قال : علمني ألف باب يفتح من كل باب ألف باب (٢).

أقول : قال السيد المرتضى قدس الله روحه في كتاب الشافي : النصر من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على ضربين : منه ما يدل بلفظه وصريحه على الامامة. ومنه ما يدل فعلا كان أو قولا عليها بضرب من الترتيب والترسل (٣) ، وقد بينا أن كل أمر وقع منه صلى‌الله‌عليه‌وآله من قول أو فعل يدل على تميز أميرالمؤمنين عليه‌السلام من الجماعة ، واختصاصه من الرتب (٤) والمنازل السامية بما ليس لهم ، فهو دال على النص بالامامة من حيث كان دالا على عظم منزلته وقوة فضله ، والامامة هي أعلى منازل الدين بعد النبوة ، فمن كان أفضل في الدين وأعظم قدرا وأثبت صدقا (٥) في منازله فهو أولى بها ، وكان من دل على ذلك من حاله قد دل على إمامته ، ويبين ذلك أن بعض الملوك لو تابع بين أقوال وأفعال طول عمره وولايته بما يدل في بعض أصحابه على فضل شديد واختصاص وكيد وقرب منه في المودة والنصرة (٦) لكان ذلك عند ذوي العادات بهذه الافعال مرشحا له لاعلى المنازل بعده (٧) ، وكالدال على استحقاقه لافضل الرتب ، وربما كانت دلالة هذه الافعال أقوى من دلالة الاقوال لان الاقوال يدخلها المجاز الذي لا يدخل هذه الافعال وقد دللنا على أن الامام لابد

____________________

(١ و ٢) مخطوط.

(٣) في المصدر : والتنزيل.

(٤) في المصدر : من الرتب العالية.

(٥) في المصدر : وأعظم قدرا فيه واثبت قدما.

(٦) في المصدر : في المودة والنصرة والمخالصة.

(٧) في المصدر : مرشحا له لهؤلاء لا على المنازل بعده.

٣٣١

أن يكون الافضل ، وأنه لا يجوز أن يكون مفضولا ، والمواخاة من جملة تلك الافعال التي تدل على غاية الفضل والاختصاص.

ثم قال بعدرد اعتراضات اوردت على ذلك : والذي يدل على أن هذه المواخاة كانت تقتضي تفضيلا وتعظيما وأنها لم تكن على سبيل المعونة والمواساة فظاهر الخبر (١) عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام في غير مقام بقوله مفتخرا متبجحا (٢) « أنا عبدالله وأخو رسوله لا يقوله بعدي إلا كذاب مفتر » فلو لا أن في الاخوة تفضيلا عظيما لم يفتخر بها ، ولا أمسك معاندوه عن أنه لا مفخر فيها ، ويشهد أيضا بأن هذه المواخاة ذريعة (٣) قوية إلى الامامة وسبب وكيد لاستحقاقها أنه يوم الشورى لما عدد فضائله ومناقبه وذرائعه إلى استحقاق الامامة قال في جملة ذلك : « أفيكم من آخى (٤) رسول الله بينه وبين نفسه غيري؟ » » ويشهد أيضا باقتضاء المواخاة الفضيلة الباهرة والمزية الظاهرة ما رواه عيسى بن عبدالله بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال : قال (ص) : سألت ربي فيك خمسا فمنعي واحدة وأعطاني أربعا : سألته أن يجمع عليك امتي فأبى ، وأعطاني فيك أني أول من تنشق عنه الارض يوم القيامة وأنت معي ، ومعي لواء الحمد وأنت تحمله بين يدي تسوق به الاولين والآخرين ، وأعطاني أنك أخي في الدنيا والآخرة وأن بيتك مقابل بيتي في الجنة ، وأعطاني أنك أولى بالمؤمنين من بعدي.

وروى حفص بن عمر بن ميمون قال : أخبرنا جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام أن عليا عليه‌السلام قال على المنبر بالكوفة : أيها الناى إنه كانت لي من رسول الله عشر خصال هن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس : قال لي : يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة ، وأنت أقرب الخلق مني يوم القيامة في الموقف بين يدي الجبار ، ومنزلك في الجنة يواجه منزلي كما يتواجه منازل الاخوان

____________________

(١) في المصدر : تظاهر الخبر.

(٢) تبجح : افتخر وتعظم وباهى.

(٣) الذريعة : الوسيلة.

(٤) في المصدر : أفيكم أحد آخى.

٣٣٢

في الله وأنت الوارث مني ، وأنت الوصي مني في عداتي وأمري وفي كل غيبة يعني بذلك حفظه في أزواجه.

وروى كثير بن إسماعيل عن جميع بن عمير التميمي (١) قال : أتيت ابن عمر فسألته عن علي عليه‌السلام فقال : هذا منزل رسول الله (ص) وهذا منزله (٢) ، وإن شئت حدثتك ، قلت : نعم ، قال آخى رسول الله (ص) بين المهاجرين حتى بقي علي وحده ، فقال : يا رسول الله آخيت بين المهاجرين فمن أخي؟ قال : أما ترضى أن تكون أخي في الدنيا والآخرة؟ قال : بلى (٣). وكل هذا الذي أوردناه وإن كان قليلا من كثير صريح في دلالة المواخاة على الفضل وبطلان قول من خالف في ذلك ، انتهي كلامه (٤).

[ ٤ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن بشر ، عن إسحاق بن عبدالله بن الحارث ، عن أبيه ، عن عبدالله بن العباس قال : لما نزلت « إنما المؤمنون إخوة (٥) » آخي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بين المسلمين ، فآخى بين أبي بكر وعمر ، وبين عثمان وعبدالرحمان ، وبين فلان وفلان ، حتى آخى بين أصحابه أجمعهم على قدر منازلهم ، ثم قال لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : أنت أخي وأنا أخوك (٦).

٥ ـ ما : جماعة : عن أبي المفضل ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن بشر ، عن منصورالاسدي عن عمرو بن شمر ، عن إبراهيم بن عبدالاعلى ، عن سعد بن حذيفة بن اليمان ، عن أبيه قال : آخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بين الانصار والمهاجرين اخوة الدين ، فكان يؤاخي بين الرجل ونظيره ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : هذا أخي ، قال حذيفة : فرسول الله سيد المسلمين وإمام المتقين (٧) ، ليس له في الانام شبه ولا نظير ، وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام أخوه (٨) ].

____________________

(١) في المصدر و (د) : عن جميع بن عمير التيمى.

(٢) في المصدر : وهذا منزل على.

(٣) في المصدر بعد ذلك : قال : فأنت أخى في الدنيا والاخرة.

(٤) الشافى : ١٦٩. وفيه : وبطلان قول من ظن خلاف ذلك.

(٥) سورة الحجرات : ١٠.

(٦ و ٨) أمالى ابن الشيخ : ٢٣.

(٧) في المصدر : فرسول الله سيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين الذى ليس له اه.

٣٣٣

٦ ـ لى : سليمان بن أحمد اللخمي ، عن الحضرمي ، عن عباد بن يعقوب ، عن ثابت ابن حماد ، عن موسى بن صهيب ، عن عبادة بن نسئ ، عن عبدالله بن أبي أوفى قال : آخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بين أصحابه وترك عليا عليه‌السلام فقال له : آخيت بين أصحابك وتركتني؟ فقال : والذي نفسي بيده ما أخرتك إلا لنفسي ، أنت أخي ووصيي ووارثي ، قال : ما أرث منك يا رسول الله؟ قال : ما أورث النبيون قبلي ، أورثوا كتاب ربهم وسنة نبيهم ، وأنت وابناك معي في قصري في الجنة (١).

يف : أحمد بن حنبل عن زيد بن أبي أوفى من طريقين مثله (٢).

٧ ـ فس : لما هاجر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وآخى بين المهاجرين والانصار آخى بين أبي بكر وعمر ، وبين عثمان وعبدالرحمان بن عوف ، وبين طلحة والزبير ، وبين سلمان وأبي ذر ، وبين المقداد وعمار ، وترك أميرالمؤمنين عليه‌السلام فاغتم من ذلك غما شديدا وقال : يا رسول الله بأبي أنت وامي لم تؤاخ بيني وبين أحد ، فقال : والله يا علي ما حبستك إلا لنفسي ، أما ترضى أن تكون أخي وأنا أخوك؟ وأنت وصيي ووزيري وخليفتي في امتي تقضي ديني وتنجز عداتي وتتولى غسلي ولا يليه غيرك؟ وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟ فاستبشر أميرالمؤمنين عليه‌السلام بذلك (٣).

٨ ـ ن : بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي عليه‌السلام : أنا عبدالله وأخورسوله لا يقولها بعدي إلا كذاب (٤).

٩ ـ ما : المفيد ، عن المراغي ، عن عبدالله بن مسلم ، عن سعيد بن عبدالرحمان ، عن إسماعيل بن صبيح ، عن صباح المزني ، عن حكيم بن جبير ، عن عقبة الهجري ، عن عمه قال : سمعت عليا عليه‌السلام على المنبر وهو يقول : لاقولن اليوم قولا لم يقله أحد قبلي ولا يقوله أحد بعدي إلا كاذب أنا عبدالله وأخو رسول الله ونكحت سيدة نساء الامة (٥).

____________________

(١) أمالى الصدوق : ٢٠٨ و ٢٠٩.

(٢) الطرائف : ١٧.

(٣) لم نجده في المصدر المطبوع

(٤) عيون الاخبار : ٢٢٣.

(٥) أمالى الشيخ. ٥٢.

٣٣٤

١٠ ـ قب : صارا أخوين من ثلاثة أوجه : أولها لقوله عليه‌السلام : فما زال ينقله من الآباء الاخاير ، الخبر ، والثاني أن فاطمة بنت أسد ربته حتى قال : « هذه امي » وكان عند أبى طالب من أعز أولاده ، رباه في صغره وحماه في كبره ، ونصره باللسان والمال والسيف والاولاد والهجرة ، والاب أبوان أب ولادة وأب إفادة ، ثم إن العم والد ، قوله تعالى حكاية يعقوب : « ما تعبدون من بعدي (١) » الآية ، وإسماعيل كان عمه ، وقوله تعالى حكاية عن إبراهيم : « وإذ قال إبراهيم لابيه آزر (٢) » قال الزجاج : أجمع النسابة أن اسم أبي إبراهيم تارخ ، والثالث آخاه في عدة مواضع : يوم بيعة العشيرة حين لم يبايعه أحد بايعه علي على أن يكون له أخا في الدارين ، وقال في مواضع كثيرة منها يوم خيبر « أنت أخي ووصيي » وفي يوم المواخاة ما ظهر عند الخاص والعام صحته وقد رواه ابن بطة من ستة طرق ، وروي أنه كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالنخيلة وحوله سبعمائة وأربعون رجلا ، فنزل جبرئيل عليه‌السلام وقال : إن الله تعالى آخى بين الملائكة : بيني وبين ميكائيل ، وبين إسرافيل وبين عزرائيل ، وبين دردائيل وبين راحيل : فآخى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بين أصحابه.

وروى خطيب خوارزم في كتابه بالاسناد عن ابن مسعود قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أول من اتخذ علي بن أبي طالب عليه‌السلام أخا إسرافيل ثم جبرائيل ، الخبر.

تاريخ البلاذري والسلامي وغيرهما عن ابن عباس وغيره : لما نزل قوله تعالى : « إنما المؤمنون إخوة » (٣) آخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بين الاشكال والامثال فآخى بين أبي بكر وعمر ، وبين عثمان وعبدالرحمان ، وبين سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد ، وبين طلحة والزبير ، وبين أبي عبيدة وسعد بن معاذ ، وبين مصعب بن عمير وأبي أيوب الانصاري ، وبين أبي ذر وابن مسعود ، وبين سلمان وحذيفة ، وبين حمزة وزيد بن حارثة ، وبين أبي الدرداء

____________________

(١) سورة البقرة : ١٣٣ وتمام الاية (قالوا نعبد الهك واله آبائك ابراهيم واسماعيل و اسحاق) فاطلق لفظ الاب على اسماعيل بالنسبة إلى يعقوب عليهما‌السلام مع انه كان عمه لا أباه ، لان يعقوب من ولد اسحاق.

(٢) سورة الانعام : ٧٤.

(٣) سورة الحجرات : ١٠.

٣٣٥

وبلال ، وبين جعفر الطيار ومعاذ بن جبل ، وبين المقداد وعمار ، وبين عائشه وحفصة ، وبين زينب بنت جحش وميمونة ، وبين ام سلمة وصفية ، حتى آخى بين أصحابه بأجمعهم على قدر منازلهم ، ثم قال : « أنت أخي وأنا أخوك يا علي ».

محمد بن إسحاق قال : آخى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بين أصحابه من المهاجرين والانصار أخوين أخوين ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه‌السلام وقال : هذا أخي.

تاريخ البلاذري قال علي عليه‌السلام يا رسول الله اخيت بين أصحابك وتركتني ، فقال : أنت أخي أما ترضى أن تدعى إذا دعيت وتكسى إذا كسيت وتدخل الجنة إذا دخلت؟ قال : بلى يا رسول الله.

الترمذي والسمعاني والنطنزي أنه قال ابن عمر ، وزيد بن أبي أوفى : آخى رسول الله (ص) بين أصحابه ، فجاء علي تدمع عيناه ، فقال : يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تواخ بيني وبين أحد ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت أخي في الدنيا والآخرة (١).

يفر : في الجمع بين الصحاح الستة من صحيح أبي داود وصحيح الترمذي عن ابن عمر مثله ورواه. ابن المغازلي من خمس طرق (٢).

١١ ـ قب : في فضائل أحمد : إنما تركتك لنفسي أنت أخي وأنا أخوك. وفيه برواية زيد بن أبي أوفي : والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، الخبر.

الاربعين عن الخوارزمي قال أبورافع : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله التفت إلى علي عليه‌السلام فقال : أنت أخي في الدنيا والآخرة ووزيري ووارثي.

اعتقاد أهل السنة : روى مخدوج بن زيد الذهلي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما آخى بين المسلمين أخذ بيد علي فوضعها على صدره وقال : يا علي أنت مني وأنا منك بمنزلة هارون من موسى الخبر.

____________________

(١) مناقب آل أبى طالب ١ : ٣٦٦ و ٣٦٧.

(٢) الطرائف : ١٧.

٣٣٦

شيخ السنة القاضي أبوعمرو بإسناده عن شرجيل في خبرأن علياعليه‌السلام قال : فأنا يا رسول الله من أخي؟ قال : والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي في الدنيا والآخرة.

وفي فضائل العشرة عن ابن عباس قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش : يا محمد نعم الاب أبوك إبراهيم ونعم الاخ أخوك علي بن أبي طالب.

فضائل السمعاني : روى أبوالصلت الاهوازي بإسناده عن طاوس عن جابر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رأى عليا فقال : هذا أخي وصاحبي ، ومن باهى الله به ملائكته ، ومن يدخل الجنة بسلام.

فردوس الديلمي عن حذيفة قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي أخي وابن عمي.

المناقب عن أبي إسحاق العدل قال أبويحيي : ما جلس علي على المنبر إلا قال : أنا عبدالله وأخو رسول الله لا يقولها بعدي إلا كذاب.

الصادق عليه‌السلام : ولما آخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بين الصحابة وترك عليا فقال له في ذلك ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنما أخرتك لنفسي ، أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة ، فبكى علي عند ذلك وقال :

أقيك بنفسي أيها المصطفى الذي

هدانا به الرحمان من عمه الجهل

وأفديك حوبائي وما قدر مهجتي؟

لمن أنتمي منه إلى الفرع والاصل

ومن ضمني مذ كنت طفلا ويافعا

وأنعشني بالبر والعل والنهل

ومن جده جدي ومن عمه عمي

ومن أهله امي ومن بنته أهلي

ومن حين آخى بين من كان حاضرا

دعاني وآخاني وبين من فضلي

لك الفضل إني ما حييت لشاكر

لاتمام ما أوليت يا خاتم الرسل (١)

بيان : الحوباء بالفتح والمد : روح القلب ، وقيل : هي النفس. والانتماء :

الانتساب. والمراد بالفرع الحسنان وأولادهما ، أوالا عم ليشمل سائر الكمالات والفضائل ويفع الغلام : راهق العشرين. وفي الديوان المنسوب إليه « وأنعشني بالعل منه وبالنهل »

____________________

(١) مناقب آل أبى طالب ١ : ٣٦٧ و ٢٦٨.

٣٣٧

ونعشه وأنعشه : رفعه. والعل الشربة الثانية والشرب بعد الشرب تباعا ، والنهل : أول الشرب ، وهذا كناية عن غاية الاهتمام بتربيته عليه‌السلام في جميع الامور وعلى جميع الاحوال وفي الديوان « ومن عمه أبي * ومن نجله نجلي ومن بنته أهلي » وفيه « لاحسان ما أوليت ».

[ أقول : ورواه الكراجكي في كنز الفوائد عن القاضي أسد بن إبراهيم السلمي ، عن عمرو بن علي العتكي ، عن محمد بن أحمد المصيصي ، عن الحسن بن علي العلوي ، عن الحسن بن حمزة النوفلي ، عن سليمان بن جعفر الهاشمي ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : آخى رسول الله (ص) بين أصحابه ، فقلت يا رسول الله آخيت بين أصحابك وتركتني فردا لا أخ لي ، فقال : إنما اخترتك (١) لفنسي ، أنت أخي في الدنيا والآخرة ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ، فقمت وأنا أبكي من الجدل والسرور ، فأنشأت أقول : « أقيك بنفسي » إلى آخر الابيات (٢) ].

١٢ ـ قب : الفنجكردي في سلوة الشيعة : جابر بن عبدالله الانصاري قال : سمعت عليا عليه‌السلام ينشد ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يسمع :

أنا أخو المصطفى لا شك في نسبي

معه ربيت وسبطاه هما ولدي

جدي وجد رسول الله منفرد

وفاطم زوجتي لا قول ذي فند

والحمد لله شكرا لا شريك له

البر بالعبد والباقي بلا أمد

قال : فتبسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : صدقت (٣).

بيان : الفند بالتحريك : الكذب وبعد ذلك في الديوان.

صدقته وجميع الناس في ظلم

من الضلالة والاشراك والنكد

فالحمد لله فردا لا شريك له

..

١٣ ـ قب : محمد بن إسحاق : فبقى الناس ما شاء الله يتوارثون في المدينة بعقد الاخوة

____________________

(١) في المصدر و (د) : إنما أخرتك.

(٢) كنزالكراجكى : ٢٨١ و ٢٨٢.

(٣) مناقب آل أبى طالب ١ : ٢٦٨.

٣٣٨

دون اولي الارحام ، وأنزل الله فيهم « إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا اولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شئ (١) » وبقي ميراث من لم يهاجر من المؤمنين بمكة على القرابة حتى أنزل الله « والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فاولئك منكم واولو الارحام بعضهم أولى ببعض (٢) » فصار الميراث لاهل الارحام (٣) تفسير القطان وتفسير وكيع ، عن سفيان ، عن الاعمش ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس أن الناس كانوا يتوارثون بالاخوة ، فلما نزل قوله تعالى : « النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم واولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين (٤) » وهم الذين آخى بينهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال النبي (ص) : « من مات منكم وعليه دين فإلي قضاؤه ، ومن مات وترك ما لا فلورثته » فنسخ هذا الاول ، فصارت المواريث للقرابات ، الادنى فالادنى ، ثم قال : « إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا » (٥) الوصية من ثلث مال اليتيم ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عند نزولها : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : ألا من كنت مولاه فهذا ولي الله علي بن أبي طالب مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، الدعاء ، ألا من ترك دينا أوضيعة فإلي ، ومن ترك مالا فلورثته.

تفسير جابر بن يزيد عن الامام الصادق عليه‌السلام قال في هذه الآية : فكانت لعلي عليه‌السلام من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الولاية في الدين والولاية في الرحم ، فهو وارثه كما قال : أنت أخي في الدنيا والآخرة وأنت وارثي.

السمعاني في الفضائل عن بريدة قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لكل نبي وصي ووارث وإن عليا وصي ووارثي وقالوا : وأما العباس فلم يرث لقوله تعالى : « والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شئ (٦) » وبالاتفاق أنه لم يهاجر العباس.

____________________

(١) سورة الانفال : ٧٢.

(٢) سورة الانفال : ٧٥.

(٣) في المصدر : لا ولى الارحام.

(٤ و ٥) سورة الاحزاب : ٦.

٣٣٩

ابن بطة في الابانة أنه قيل لقثم بن العباس : بأي شئ ورث علي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله دون العباس؟ قال : لانه كان أشدنا به لصوقا وأسرعنا به لحوقا.

لم يكونا أخوين من النسب تحقيقا ، وإنما قال ذلك فيه إبانة لمنزلته وفضله وإمامته على سائر المسلمين لئلا يتقدمه أحد منهم ، ولا يتأمر عليه بعد ما آخى بينهم أجمعين : الاشكال وجعله شكلا لنفسه ، والعرب تقول للشئ أنه أخو الشئ إذا أشبهه أو قاربه أو وافق معناه ، ومنه قوله تعالى : « إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة (١) » وكانا جبرئيل وميكائيل ، وكذا قوله تعالى : « يا اخت هارون (٢) » فلما كان علي وصي رسول الله في امته كان أقرب الناس شبها في المنزلة به ، والاخوة لا توجب ذلك لانه قد يكون المؤمن أخا للكافر والمنافق ، فثبتت إمامته (٣).

١٤ ـ قب : أخبرنا أبوطالب أحمد بن محمد بن غشمة العدل بإسناده عن ابن عباس قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : أنت أخي وصاحبي.

أميرالمؤمنين عليه‌السلام في خطبة البصرة : « أنا عبدالله وأخو رسول الله وأنا الصديق الاكبر والفاروق الاعظم لا يقوله غيري إلا كذاب » فهو عبدالله على معنى الافتخار كما قال : « كفى لي فخرا أن أكون لك عبدا (٤) ».

[ ١٥ ـ كتاب البيان لابن شهر آشوب : لما نزل قوله تعالى : « إنما المؤمنون إخوة (٥) » آخى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بين الصحابة وقال لعلي عليه‌السلام : « أنت أخي وأنا أخوك » ذكره الترمذي وأحمد ومحمد بن إسحاق والبلاذري والسمعانى ووكيع والافليس (٦) وابن الصخر والقطان والسلامي وشيرويه في مناقب الطبري والاربعين للخوارزمي (٧) ].

____________________

(١) سورة ص : ٢٣.

(٢) سورة مريم : ٢٨.

(٣) مناقب آل أبى طالب ١ : ٣٦٨ ٣٧٠.

(٤) مناقب آل أبى طالب ١ : ٥٨٠ و ٥٨١.

(٥) سورة الحجرات : ١٠.

(٦) في (د) والاقليسى والظاهر (والاقليشى) قال في القاموس (٢ : ٢٨٥) : اقليش بلد بالاندلس ، منه أحمد معد بن عيسى.

(٧) مخطوط.

٣٤٠